أم المهندس ~

أم المهندس ~ @am_almhnds_2

عضوة شرف في عالم حواء

🌷🌷 دعوة للصبر 🌷🌷

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من اقدار الله ع عباده ان تمر به محن وبلايا يفقد معها صبره وتفتر معها عزيمته ..
منا من فقد الوالدين ومنا من داهمته المصائب والمصاعب ومنا من كالبته الهموم والغموم
ومنا من ابتلى بالامراض والسقوم ..
جميعنا يمر بمصاعب الحياه وهمومها وظروفها مهما اختلفت اشكالها فلا احد منا يسلم من مصائبها وهذا شرع الله في هذه الدنيا..
قال تعالى (( إنا خلقنا الانسان في كبد ))
له الحمد على السراء والضراء والشدة والرخاء فلا مفر من هذه الهموم الا باللجوء الصادق لله و الرضا بأقداره ..
احببت ان انقل لكم قصة هذا الرجل الصابر على البلايا التي اصابته ....
👇🏼
.
قصـــة_عجيبــة_عــن_الصـبــر.
قال الإمام المحدث الأوزاعي -رحمه اللّٰه-: عن عبد اللّٰه بن محمد قال: خرجت إلىٰ ساحل البحر مرابطاً وكان رابطُنا يومئذٕ عريش مصر قال: فلما انتهيت إلىٰ الساحل فإذا أنا ببَطِيحَة وفي البَطِيحَة خيمةٌ فيها رجل قد ذهبت يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول: _*"اللّٰهم أوزعني أن أحمدك حمداً أكافيء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ وفضلتني علىٰ كثير ممن خلقت تفضيلاً"*_.
قال الأوزاعي: "قال عبد اللّٰه: قلت: واللّٰه لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنىٰ له هذا الكلام؟. فِهمٌ أم عِلم؟. أم إلهام ألهمه؟".
فأتيت الرجل فسلّٙمت عليه فقلت سمعتك وأنت تقول: _*"اللّٰهم أوزعني أن أحمدك حمداً أكافيء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ وفضلتني علىٰ كثير ممن خلقت تفضيلاً"*_ فأي نعمة من نعم اللّٰه عليك تحمده عليها؟. وأي فضيلة تفضل بها عليك تشكره عليها؟.
قال: "وما ترىٰ ما صنع ربي؛ واللّٰه لو أرسل السماء عليَّ ناراً فأحرقتني وأمر الجبال فدمَّرتني وأمر البحار فغرَّقتني وأمر الأرض فبلعتني ما ازددت لربي إلا شكراً؛ لما أنعم عليَّ من لساني هذا؛
ولكن يا عبد اللّٰه إذ أتيتني لي إليك حاجة قد تراني علىٰ أي حالة أنا: أنا لست أقدر لنفسي علىٰ ضر ولا نفع ولقد كان معي بُنَيٌّ لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني وإذا جعت أطعمني وإذا عطشت سقاني ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فَتَحَسَّسْهُ لي رحمك اللّٰه".
فقلت: واللّٰه ما مشىٰ خلقٌ في حاجة خلقٍ كان أعظم عند اللّٰه أجراً ممن يمشي في حاجة مثلك، فمضيت في طلب الغلام فما مضيت غير بعيد حتىٰ صرت بين كثبان من الرمل فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبُع وأكل لحمه فاسترجعت وقلت: أنىٰ لي وجهٌ رقيقٌ آتي به الرجل فبينما أنا مقبل نحوه إذ خطر علىٰ قلبي ذكر أيوب النبي -صلىٰ اللّٰه عليه وسلم- فلما أتيته سلّٙمت عليه فرد عليَّ السّٙلام.
فقال: ألست بصاحبي؟. قلت: بلىٰ
قال: ما فعلت في حاجتي؟.
فقلت: أنت أكرم علىٰ اللّٰه أم أيوب النبي -صلىٰ اللّٰه عليه وسلم-؟. قال: بل أيوب النبي،
قلت: هل علمت ما صنع به ربه؟. أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟. قال: بلىٰ. قلت فكيف وجده؟.
قال: وجده صابراً شاكراً حامداً
قلت: لم يرض منه ذلك حتىٰ أوحش من أقربائه وأحبائه؟.
قال: نعم، قلت: فكيف وجده ربه؟.
قال: وجده صابراً شاكراً حامداً
قلت فلم يرض منه بذلك حتىٰ صيَّره غَرَضاً لمارِّ الطريق هل علمت؟. قال :نعم، قلت: فكيف وجده ربه؟.
قال: وجده صابراً شاكراً حامداً أوجز رحمك اللّٰه. قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبُع فأكل لحمه فأعظم اللّٰه لك الأجر وألهمك الصبر
فقال المبتَلَىٰ: الحمد للّٰه الذي لم يخلق من ذريتي خلقاً يعصيه فيعذبه بالنار ثم استرجع وشهق شهقة فمات.
فقلت: إنا للّٰه وإنا إليه راجعون عظمت مصيبتي رجل مثل هذا إن تركته أكلته السّٙباع وإن قعدت لم أقدر علىٰ ضر ولا نفع فسجَّيته بشَمْلَةٍ كانت عليه وقعدت عند رأسه باكياً فبينما أنا قاعد إذ تهجَّم عليَّ أربعة رجال فقالوا: يا عبد اللّٰه ما حالك؟. وما قصتك؟. فقصصت عليهم قصتي وقصته.
فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه فعسىٰ أن نعرفه، فكشفت عن وجهه فانكب القوم عليه يقبلون عينيه مرةً ويديه أخرىٰ.
ويقولون: بأبي عينٌ طالما غضَّت عن محارم اللّٰه وبأبي وجسمه طالما كنت ساجداً والنّٙاس نيام
فقلت: من هذا يرحمكم اللّٰه؟.
فقالوا: هذا أبو قِلابة الجِرْمي صاحب ابن عباس لقد كان شديد الحب للّٰه وللنّٙبي -صلىٰ اللّٰه عليه وسلم- فغسلناه وكفنًٙاه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه فانصرف القوم وانصرفت إلىٰ رباطي فلما أن جن عليَّ اللّٙيل وضعت رأسي فرأيته فيما يرىٰ النائم في روضة من رياض الجنّٙة وعليه حّلتان من حّلل الجنة وهو يتلو الوحي: {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ الدَّارِ}. (١١).
فقلت: ألست بصاحبي؟.
قال: بلىٰ. قلت: أنّٙىٰ لك هذا؟.
قال: إن للّٰه درجات لا تُنال إلا بالصبر عند البلاء والشًُكر عند الرخاء مع خشية اللّٰه -عز وجل- في السِّر والعلانية".
---------------
رحمه اللّٰه تعالىٰ رحمة واسعة ورحمنا والمسلمين...آمين.
〰〰〰
📚 المصادر لهذه القصة:
🔘 رواها الإمام ابن حِبان في كتاب الثقات، ج: (٥). ص: (٣). .
🔘 ورواها الإمام ابن أبي الدنيا في كتاب: الصبر والثواب عليه: (٩٩).
🔘 ورواها الإمام ابن عساكر في تاريخ دمشق، ج: (٥١). ص: (١١٤).
🔘 وأشار إليها الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ،ج: (٤). ص: (٤٧٤).
🔘 وفي تذكرة الحفاظ، ج: (١). ص: (٩٤).
.
9
511

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم المهندس ~
أم المهندس ~
‏اللهم لك الحمد, لا إله إلا أنت, وحدك لا شريك لك, المنّان, بديع السماوات والأرض, ذا الجلال والإكرام.
شذا الحجاز
شذا الحجاز
جزاك الله خير
الله يجعلنا من الصابرين الشاكرين في السراء والضراء
زائرة
جزاك الله خير
رائحة التوليب
رائحة التوليب
جزاك الله خير
الله يجعلنا من الصابرين
بالتي هي احسن
بالتي هي احسن
ماشاء الله
بارك الله فيكم