دع الحياة تسير كما خلقها الرحمن‏

الملتقى العام

يُحكى أنّ..رجلا وقف يراقب و لعدةِ ساعاتٍ فراشةً صغيرةً داخل شرنقتها التي بدأت
بالإنفراج رويداً رويداً
و كانت تحاول جاهدةً الخروج من ذلك الثقب الصغير الموجود في شرنقتها
وفجأة سكنت

و بدت و كأنها غير قادرة على الإستمرار
ظن الرجل بأن قواها قد استنفذت
و لن تستطيع الخروج من ذلك الثقب الصغير
ثم توقفت تماماً



عندها شعر الرجل بالعطف عليها
و قرر مساعدتها فأحضر مقصاً صغيراً وقص بقية الشرنقه
فسقطت الفراشة بسهولة من شرنقتها

و لكن بجسمٍ نحيل ضعيف و أجنحةٌ ذابله

و ظل الرجل يراقبها معتقداً
بأن أجنحتها لن تلبث أن تقوى و تكبر
و بأن جسمها النحيل سيقوى
و ستصبح قادرةً على الطيران


و لكن لم يحدث شيئاً
و قضت الفراشة بقية حياتها بجسم ضعيف و أجنحة ذابلة

و لم تستطع الطيران أبداً




..لم يعلم
ذلك الرجل بأن قدرة الله عز و جل و رحمته بالفراشه
جعلتها تنتظر خروج سوائل من جسمها
إلى أجنحتها حتى تقوى و تستطيع الطيران




..أحياناً
يقوم البعض بالتدخل في أمورِ الآخرين ظناً منهم بأنهم يقدمون خدمةً إنسانيةً
و أنّ الآخرين بحاجةٍ إليهم و إلى مساعدتهم..
و لكنّهم لا يقدرون الأمور حق قدرها فيفسدون أكثر ممّا يصلحون


و قد قالها الرسول الحبيب صلّى الله عليه و سلّم
( من حسنِ إسلامِ المرء تركه ما لا يعنيه)




..و أحياناً
يقوم البعض بتبني أفكار الغير مِن مَن يحبونهم
بغض النظر عن صحتها أو زيفها
و كان من أحبوهم ملائكةً لا يخطئون و أنّ الآخرين جميعهم أشرار و حاقدين

فتجدونهم يجادلون و يحاربون بل و يفعلون ما لا يقتنعون بهِ

رضوا بأن يكونوا إمّعات
و نسوا بأنّ العقول تفكّر و أن القلوب لا تصنع قرار




..و كثيراً
كثيراً جداً نجد من يقولون ما لا يعرفون
و يدّعوا العلم الكامل و تناسوا أنّ الكمال لله عز و جل

فمجرّد أن تسأله أجابك .. و ربما قبل نهاية السؤال يأتيك الجواب
يعتقدون بأنهم يعلمون كل شيء حتّى و إن كذبوا
فالأهم عندهم هو إشباع غريزتهم في الإفتاء

و تجاهلوا.. من قال لا أدري فقد أفتى



..أحياناً
نحتاج إلى الصراع في حياتنا اليوميه


وإذا ما قدّر الله لنا الحياة بلا مصاعب
فسنعيش مقعدين كسيحين و ربما لن نقوى على مواجهة
تحديات الحياة

فالحياةُ أخذ و عطاء
سؤالٌ و جواب


خلقنا
الله عز و جل أقوياء لنواجه تحديات الحياه
و وهبنا سبحانه العقول لنفكر بها .. نتدبّر .. نبتكر و نتطوّر
فقد علم سبحانه و تعالى بأننا سنقع في المشاكل صغيرها و كبيرها
فأعطانا الحكمة لحلّها

إن طلبت التوفيق والسداد.. فستجد أن الله أعطاكَ العقل و الجسم لتعمل
لا أن تأكل و تشرب و تحلم
...و إن و إن


و إن لم تحصل على شيءٍ مما طلبت
فاعلم بأنّ الله عز و جل أعطاك المعاول و لكنّك فضّلت العمى



..عِشْ
حياتك بلا خوف .. واجه الصعاب .. و أثبت لنفسك و للآخرين قدرتك على إجتيازها
كن صبوراً .. عالماً بما تعمل .. عاملاً بما تعلم ..
إختر و طب بين خير الأمور .. و ابتعد قدر ما شئت عن الشرور ..
فالعمر يا حيرتي قصير .. و لا يحتمل بيع الضمير

و حب لأخيك ما تحب لنفسك .. أحب له الجنه .. أبعده عن النار
أدع له .. ترفّق به .. صارحه و نبّه ..
!!..إن أخطأ أعنه على تصحيح خطأه .. و إن أصاب وافقه و أيّده


..خاتمه
عندما وزّع الله الأرزاق لم يعجب أحداً رزقه
و عندما وزّعت العقول كلُّ أعجبه عقله

أحبتي تذكروا.... تذكروا
أن فوق كل ذي علم عليم ولا تغتروا بعقولكم وافكاركم
دع الحياة تسير كما خلقها الرحمن

--------------
منقول



0
404

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️