الموضوع ..مهم..مهم..مهم..وعذرا على طوله..
أيها الأحبة هذه وقفة بل وقفات..دعتني لها بعض الكلمات الجارحات..
في حق إخوان لنا تركوا الجري خلف الشهوات..بل لم يستطيوا التمتع بالكثير من المباحات..لأنهم على ثغر من ثغور الأمه..ويحملون أمانة تحتاج إلى علو في الهمة..
وليعلم أولا أني لست من رجال الهيئة بل وليس لي والله أي قريب فيها لئلا يعتقد أحد أني إنما أردت أن أدافع عن نفسي ولكن..
لطالما تعرض أولئك الأحبة للكيد والأذى..وذاقوا صنوف الإهانات في طلب رضاه جل وعلا..فمن قرأ كلماتي هذه فلا يكتفي بإلقاء نظرة سريعة عليها..بل عليه
أن يقرأها كاملة ليعرف الحقيقة ..وينجلي بها الكذب والبهتان..فالموضوع مهم ويحتوي توضيحات مهمة بالأمثلة وبعض القصص..
أولا من هم رجال الحسبة؟؟...إنهم عدد من الصالحين الذين أوقفوا حياتهم لله..طلبا لرضاه..وطمعا للفوز بجنته جل في علاه..أولئك الأحبة الصالحون لم يتمتعوا بما نتمتع به ..نجلس مع أهلينا ونتنزه مع أحبتنا ..يجلس الواحد منا مع أهله في العصر أو بعد المغرب يتناول الشاي والقهوة ويأنس بقربهم..يتكلم مع زوجته ويلاعب عياله..ويزور والدته متى شاء..
وهم يذودون عن الثغور ..ويحمون سفينة المجتمع بعد الله من الغرق..لم يتمتعوا بما نتمتع به..الواحد منهم يجلس في عمله من الصباح إلى بعد الظهر..ثم يرجع أحيانا قبل العصر إلى ساعات متأخرة من الليل..ضحوا بأشياء كثيرة من أعمالهم ومصالحهم..ولا يقولن قائل بأنهم لم يجدوا وظيفة غيرها كلا والله بل كان بإمكانهم الحصول على وظائف مريحة فالكثير منهم لديه شهادات جامعية..بل البعض ترك التدريس وترك التمتع بدوام في فترة واحدة فقط والتمتع بإجازة شهرين تقريبا في نهاية العام والتحق بهذا الجهاز العظيم الذي ليس فيه من مميزات إلا الأجر الوفير من الله..
فهم حماة السفينة التي نحن من أفرادها..فهل جزاؤهم بعد ذلك الوقوع في أعراضهم..
إن الكثير من القصص الملفقة التي تقال عنهم..إنما نشرها محبي الرذيلة..وكارهي الفضيلة..
نعم نشرها أعداء حاقدون..يريدون للمجتمع التحلل والفساد..والغرق في لجج الرذيلة..
ثم تشربتها قلوب مريضة..وعقول فاسدة..فساعدت في نشرها والقيل والقال عنها في كل مكان..
وأنا أريد أن أسأل هنا سؤالا ..إذا كان شخص يملك مصنعا للخمر وعلم أنك ستداهمه
هل يقول حياك الله وأهلا وسهلا تفضل هذه قوارير الخمر كسرها وهذه الآلات التي نصنع بها الخمر حطمها؟؟..لا والله..بل سيحاربك محاربة شديدة وسيعتبرك عدوا لدودا..
.كذلك لماذا البعض يكره رجال الهيئة؟؟.. لأن رجال الهيئة يحولون بينه وبين شهواته
فمثلا:امرأة أو فتاة جلست أربع ساعات أو خمس قبل نزول السوق وهي تجمل في عينيها وتضع الكحل والمكياج ثم تضع البرقع أوالنقاب وتقف أمام المرآة ترى كيف أصبحت عينيها أوه..لا..هذا المكان يحتاج تصليح زيادة وترجع وتصلح وترجع للمراية تشوف....ثم بعد تعب ست ساعات صارت العيون ناعسة وجميلة وجذابة و.....و....
ثم تنزل إلى السوق فإذا رآها رجل الهيئة قال لها" تستري "..أوف يا قهرررررررررررر
بعد التعب هذا كله يقلها تستري..تروح بعدين إذا تكلمت عن رجال الهيئة تقول
الله يـ.... الله يـ..... الله..............الخ القائمة الطويلة والله مايستحون..لا وبعد أنا شايفه واحد عيونه ورى الحريم .. ما يخافون الله يعاقبون الشباب في الأسواق وهم يطاردون ورى الحريم إلى آخر القائمة الطويلة من الكذب والافتراء..
ودائما سبحان الله تلقى أي واحد حاقد على الهيئة..تلقاه مسكوه يوم من الأيام على منكر وإلا مسكوا واحد من أقاربه..بعدين حقد عليهم ..لأنهم حالوا بينه وبين شهواته..
ولنقف مع بعض الشبهات التي تثار حول أولئك الصالحين..
قال البعض بأنهم في وقت الصلاة يأمرون بها ولا يصلون ..ولا نستغرب فقائلي ذلك الكلام ممن لم يطلبوا العلم الشرعي ولم يرجعوا لأهل العلم..
ثم يبدأون بالتفلسف والتكلم على الله بغير علم..هل يعلم أولئك الأحكام المتعلقة بالحسبة؟؟..
ولأذكر ما يتعلق بتلك النقطة باختصار هنا وهو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب وأداء الصلاة واجب فإذا تعارض الواجبان فإن الواجب الذي تكون مصلحته متعدية يقدم على الواجب ذو المصلحة اللازمة
(يعني نوضح بالمثال لو مر رجل الهيئة بمجموعة جالسين على الرصيف أو في داخل
محلاتهم التجارية أو يلعبون والصلاة تقام فإنه يجب عليه أن يصلي وكذلك يجب عليه أن يأمرهم بالصلاة فنجد أن الصلاة نفعها لعضو الهيئة ولا يتعدى نفعها إلى غيره أما أمرهم بالمعروف فإن نفعه يشمل مجموعة كبيرة وهم أولئك الذين لا يصلون وكذلك المجتمع بإنقاذه من عذاب الله وحماية سفينة المجتمع من الغرق) يعني مصلحة ذلك تتعدى حتى تشملنا نحن أفراد المجتمع
وبعد ذلك سيصلي عضو الهيئة بعد أن يؤدي هذا الواجب الذي يتعدى نفعه للغير..قال العلماء حتى ولو فاتته صلاة الجماعة وصلى بعد ذلك لوحده فإن الواجب الأهم هو الأمر بالمعروف لمصلحته المتعدية
أرجو أن تكون قد اتضحت النقطة الأولى تماما لأنها تكرر وتعاد كلما أراد أحد أن يتكلم عن الهيئة..
النقطة الثانية أن الكثيرين لا يتريثون في الحكم على عمل من أعمال رجل الهيئة يعني مثال ذكر أحد الإخوة أن أخوه في الهيئة وفي أحد الأيام وأثناء عملهم رأوا شابا يلحق بغلام صغير ويتوقف ويركبه في سيارته بالقوة فرأوه وهم بالدورية..فلحقوا هذا الشاب وحدوه بالسيارة حتى اضطر للوقوف ..فنزلوا إليه يريدون إركابه في الدورية وبدأ الشاب يضاربهم لا يريد الركوب في الدورية وأثناء ما هم يحاولون إركابه وإذا بالأذان يؤذن فكان الناس اللي يمرون إذا رأوهم قالوا يا مطوع حرام عليك ما هو بهذي الطريقة يروح للصلاة.. يا أخي بذي الطريقة بيصلي وهو ما توضا.. يا شيخ دوبه أذن حرام عليكم.. وهم ماهم دارين وش الموضوع بس يتكلمون كذا ماهم دارين انه يبي يشيل الولد معاه بالقوة....يقول فحنا صعبة كل ما مر واحد نمسكه ونوضح له وش اللي يبي يسويه هذا الشاب فرجعوا سكتوا ولا قالوا شيء..طيب الناس اللي شافوهم الحين وش بيقولون ..أكيد بيقولون" والله ذولي ما يخافون الله تصور توه أذن وهم يبون يركبون واحد معاهم بالسيارة بالقوة لأنه ما صلى" ..
شايفين كيف نفهم احنا غلط وبعدين نبدا نحكم وننشر في المجالس!!!!!!!!!...
النقطة الثالثة بعض الناس يقول هذولي ليش ما يكلمون الناس برفق ليش يسحبونهم ويسجنونهم وإلا يجلدونهم .......ونقول بأن رجال الهيئة في الغالب يتكلمون برفق والله.. هل رأيتم أحد منهم أبلش له وحده وإلا ضربها وإلا....في النادر يحصل أنه يأخذها للمركز إذا كانت واقعة في مصيبة وكارثة كبيرة ويستدعي ولي أمرها..
أما لو حجابها فيه شيء أو غيره فإنه يقول "تستري الله يحفظك"..وبعض الحريم زعلانه ليش يقول تستري..أجل يا أختي وش تبينه يقول..يقولك "الله يسعد أيامك"..وإلا يقول "الله يحفظك لأنك وريتينا عيونك"..والا تبينه يشجعك زيادة ويقول شيلي العباية كلها الله يجزاك خير..ما أدري وش تبيه يقلها؟؟
يا أختي هو ناصح مؤتمن لن يخون الله ورسوله والمسلمين في أعراضهم..ينصحك ويوضح خطأك ..واذكروا لي هل رأيتم انسانه ملتزمة التزام كامل ولايرى منها شيء ولا يصدر منها تلاعب ولا تفتن الشباب بلبسها ومشيتها ودلعها وتغنجها في الكلام..هل رأيتِ إحدى هؤلاء تعرض لها رجل الهيئة بكلمة واحدة.....لا والله...
ثم إن المسيء لابد من عقابه وإلا ما فائدة جهاز الهيئة ...أنا وأنتم نأمر الناس برفق ولين..هذا واجبنا..
لكن هم واجبهم أن يرى الناس فيهم الحزم والشدة حتى يرتدع العصاة وعلى الأقل إذا ما خاف من الله يخاف من الهيئة..
النقطة الرابعة رجال الهيئة بشر من البشر يقع منهم الخطأ فهم ليسوا ملائكة وأنتم يا من تتكلمون عن أخطاء الهيئة أليس عندكم أخطاء ولكن لأنكم في الظل فلا أحد يعلم بأخطائكم فلماذا تنسون أنهم بشر ..ثم أليس هناك أخطاء في الشرطة بل والإمارة بل والحكومة ..بلى والله.. إذا لماذا التجرؤ على الهيئات
ولا نتجرأ على غيرهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...
وإذا رأى شخص من أحدهم خطأ فليمسكه على انفراد ويوضح له خطأه وثقوا تماما بأن الغالب منهم أنهم سيتقبلون بصدر رحب بل سيشكرون الناصح..أو إذا كانت لهم وجهة نظر أخرى فسيبينوناها وبالتالي قد يتضح لك الأمر وتنكشف الحقيقة...
النقطة الخامسة البعض يقول بكذب لا يصدق يقولون بأن رجل الهيئة أوقف شخص مع زوجته وقال أخرج الصك أنها زوجتك!!!!!!!!!..أولا هل عندنا صكوك على الزوجات ..هل هي أرض أو عمارة حتى يكون هناك صك..ما هذا الكذب الواضح...
ثم لو فرضنا أنهم شكوا في حركات صدرت من شخص مع امرأة ثم أوقفوه وقالوا هل هذه زوجتك.. فما المشكلة لأن هؤلاء الأشخاص هم الذين وضعوا أنفسهم في موضع شبهه وواجب رجل الهيئة القضاء على أي فساد في المجتمع..
النقطة السادسة إليكم أيها الأحبة في الهيئات إن هذه سنة الله جل وعلا في عباده الصالحين فلابد من التعرض للبلاء ((أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون .....))..فلابد من الفتنة والبلاء والتعرض لإهانات من أشخاص سواء باللسان من كذب وافتراء أو سب وشتم أو أحيانا بالأفعال فاثبتوا
واعلموا أن الله يرفعكم بذلك درجات ودرجات..واعلموا أنكم بذلك تسيرون على خطى نبيكم صلى الله عليه وسلم فاثبتوا ثبات الجبال الرواسي..
النقطة السابعة أن العلمانيين قاتلهم الله قد أثروا على عقول الناس بكلامهم وكتاباتهم فاحذروا من سمهم احذروا..احذروا أن تكونوا عونا لهم على إخوانكم وعلى صمام الأمان في المجتمع بعد الله..ومنهم من كتب
قاتله الله "هيئة الأمر بالموت والنهي عن الحياة"
ألم يسمع ذلك وأمثاله بقول الله ((قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانك))
وأخيرا.. إليكم يا من تقعون في أعراض أحبتنا في الهيئات..اعلموا أن الله جل في علاه قد قال في الحديث القدسي
(((((من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)))))) وقد يكون رجل الهيئة الذي أمامكم من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..فأخبروني هل تستطيعون أن تحاربوا الله تعالى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
ويل لكم إن لم تتوبوا وترجعوا..ويل لكم ..ويل لكم..
اللهم احفظ أحبتنا في الهيئات من شر الأشرار وفجور الفجار..اللهم من أرد بهم سوءاً أو أعان عليهم بفعل أو كلمة أو عبارة أو نحوها ولم يتب..اللهم فشل أركانه وأخرس لسانه..اللهم أشغلهم بأنفسهم وأموالهم و ذراريهم ..اللهم سلط عليهم البلايا والمحن وأنزل بهم رجزك وعذابك الذي لايرد عن القوم المجرمين..
اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك.. اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك.. اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك..
هذا والله تعالى أجل وأعلم...
أعلم أن الموضوع طويل وهذا باختصار كتبته على عجالة بينما لا يكفي فيه محاضرة دفاعا عن أولئك الأشاوس..
أخوكم ومحب الخير لكم
أحمد

أحمد23 @ahmd23
عضو جديد
هذا الموضوع مغلق.

الصفحة الأخيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع سفينة النجاة:
عندما تكون الهيئة أباً وأماً..!!
ندى بنت عبدالعزيز اليوسفي
هي أكف حانية.. أعين ساهرة.. أم رؤوم وأب عطوف.. يحز في نفسها أن ترى أبناءها يتجرعون السم من أيدي ضعاف النفوس, ويكدر نفسها أن تضيع زهرات أعمار شبابنا فيما لا يفيد, ويضيق صدرها وهي ترى الصلاة تقام ورجل واقف مكانه لا يتجه للمسجد, ويثير غيرتها على أعراض المسلمين رؤيتها لبنات المسلمين وهن يوجدن بلباسهن المتبرج في مركز تجاري أو مطعم ما في وقت غير مناسب أو بلا محرم أو بلا أدب, بل بتبرج فاضح, ويثير حميتها رؤية الشباب المستهتر وتهافتهم على المعاكسات والنيل من أعراض نساء المسلمين.. نعم هي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أثاب الله القائمين عليها.
إنها هيئة للتعديل والتقويم والإصلاح, ليست عدالة جائرة ولا نظاما مفروضا لم يرد واضعه إلا المعاقبة, بل هي أسمى من ذلك بكثير, إنها هيئة بنيت على أحكام الكتاب والسن ة, فما هو مأمور به تأمر به, وما هو منهي عنه تنهى عنه, وضعت نصب أعينها قوله تعالى: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ), وقوله صلى الله عليه وسلم : ؛ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره, ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن, ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل«.
هذه الهيئة عندما وضعت سفينة النجاة شعارا لها وطوقت جيدها بقوله تعالى: ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم الفالحون ), لم تكن تمزح ولم تكن أهدافها فراغا , بل كانت وما زالت كالقائد الذي يقود دفة الأمة إلى بر النجاة وأكرم به من بر, حيث الأعراض مصانة والخمور مراقة والمعاكسون مقو مون والأمن مستتب ولا متخلف عن الصلاة أو تارك لها..
واسألوا من وقع في قبضة رجال الهيئة, وأنا أتحفظ على استخدام مفردة قبضة, لأن القبضة عادة تطلق على القوي بظلم, ذي البطش غير المأمون تجاوزه الحد في العقاب, والهيئة بعيدة عن ذلك فهي تستعمل الإصلاح بالدرجة الأولى وتطبق حدود الله دون هوادة مع من يستحقها, فهي هيئة تقويمية وليست سجنا .. نعم اسألوا من وقع في أيديهم من الفتيات وهم على حال منكر.. كيف انتشلوهن من بحور الظلمات.. كيف صانوا أعراضهن.. كيف أنقذوهن من براثن الذئاب التي لا ترحم. لم ينهوهن عن تبرجهن في الأسواق تعد على حرية شخصية أو تحكما بهن, بل صيانة لهن وحفظا لهن وتحقيقا لأمر سماوي ومصلحة عليا لا يخطىء في الوصول إليها متأمل.. وكذلك اسألوا الشباب كم تائب تاب على أيديهم وكم ضائع اهتدى بسببهم - بعد الله - وكم حائر أخذوا بيده إلى الطريق القويم.. كم مدمن للخمر ضربوا على يديه حفاظا على دينه وصحته.. وكم من تارك للصلاة أرجعوه إلى حظيرة الدين.. كم من معاكس أوقفوه عند حده ومنعوه من اللعب بأعراض الناس, وكم من متشبه قوموه وأرشدوه , كم من فرد كان على شفا الوقوع في الفاحشة والهاوية فوجد رجال الهيئة له بالمرصاد. كم مروج للأشرطة الفاضحة والسموم وقع في أيديهم فمنع شره عن فتيان كثر.. كم وكم..
ألا تروهم في الأسواق وفي أماكن التجمعات آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر.. أهم ينتظرون مكافأة وجزاء? يكفيهم المكافأة التي وعدهم بها القائل: ؛من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا « وحسبك أن تنتشي فرحا وأنت ترى كيف تبدأ بعض النساء هداهن الله بإصلاح غطائهن عندما يسمعن بقرب وصول رجال الهيئة إلى مكان ما في سوق أو مكان عام, ويكفيك أيضا ما تراه من خوف بعض أصحاب المحلات عند الأذان ومسارعتهم لإغلاق المحلات, قد تختلف نيات هؤلاء, ولكن المتفق عليه أن لرجال الهيئة هيبة واحتراما أينما حلوا وفي نظر حتى أصحاب المعاصي ولو أبدوا غير ذلك, لأنهم على حق ويدعون إلى حق وبالحق مساندون وله مساندون!! وعجبا لمن تناول أفرادها سبا وتأثيما , وتعرض لهم قذفا وتلفيقا وحسبه من الإثم أن يقف في طريق من يأمر بحدود الله ونهى عن محارمه وإذا قيل أنها تتعدى على خصوصيات الناس وحرياتهم الشخصية, فنقول أي حرية في التعدي على حدود الله ومحارمه.. أي حرية في التعرض لأعراض المسلمين.. أي حرية في العبث بفتيات الأمة.. أي حرية في شرب الخمر والمتاجرة بها.. أي حرية في التبرج والسفور وإشاعة الفاحشة بين المؤمنين.. أي حرية في التشبه بالنساء وإضاعة حقوق الله والتعدي على محارمه.. نعم أي حرية هذه? إن الحرية الشخصية لها حدود مقيدة بالكتاب والسن ة ونحن نقرأ قوله صلى الله عليه وسلم : ؛كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه« وإلى متهمي الهيئة بالتعدي على الحرية الشخصية نسوق قوله صلى الله عليه وسلم : ؛مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا ما لك قال تأذيتم بي ولا بد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم« نعم.. لهذا وذاك كان يجب أن يكون هناك من الأمة من يقوم بهذا الدور المهم.. الضرب على أيدي المفسدين وثني الضالين عن ضلالاتهم. وليقل من قال وليبع من باع, وليكتب بقلمه من كتب.. فهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هيئة أساسية في كل منشأة, لا تقبل المساومة على أهدافها ولا تخاف في الله لومة لائم.
لك أن تتصور كيف يتحول حال الأمة إذا تصرف كل فرد فيها على هواه وأتى من المحارم ما أراد ومتى شاء, كم من الأعراض ستنتهك.. وكم من الأمانات ستضيع.. وكم طاقات للشباب ستستنزف.. وكم هو الوقت المهدر من عمر هذه الأمة القصير آجال أصحابها سيكون.. ولك أن ترى حال بعض الدول التي ظلمت نفسها بتركها هذا الواجب وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إما جهلا أو تجاهلا , انظروا كيف يعانون ومن تحت الأنقاض يصرخون ويطالبون بالأمان ولا أمن, يطالبون بصون الأعراض.. يطالبون بوقف نزيف تضييع الدين ولكن لا فائدة, فالحمد لله الذي قيض لنا تحقيق هذا الواجب وألهم رجالا مقتدرين على حمله بأمانة, ففي كل وقت تراهم يجوبون الأحياء بحثا عن معروف يؤمر به ومعصية ينهى عنها, قد يقوم بعضهم بهذا الواجب على حساب نفسه, وأكثرهم متطوعون وما زلنا نستشرف أن ينضم المزيد والمزيد من رجال الأمة الصالحين ونسائها إلى ركب هذه الهيئة المنصورة بإذن الله التي تتبع اسما ومضمونا سياسة دولتنا الرشيدة المبنية على الحكم بالكتاب والسنة وتجد منها كل دعم وتعزيز, ومع توسع المدن وأحيائها وزيادة أعداد المراكز التجارية والصروح المختلفة وقوة التيار الخارجي المنحرف المحرق عبر وسائل الإعلام المختلفة, كان لزاما على الهيئة أن تتوسع وتزيد من فروعها ورجالها حتى يكون في كل بقعة مركز إشعاع يشيع نورا وهدى وحقا ..
أخي في الله.. لتتعاون مع هذه الهيئة في تحقيق الخير للأمة, فالتعاون على البر والتقوى أمر واجب مطلوب مقترن بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فلا تقصر في التبليغ عن أي مخالفة شرعية في بضاعة أو متجر أو فرد أو منشأة, وتذكر أن هذا من النصيحة والدين النصيحة, فلنتعاون نساء ورجالا في تحقيق هذه الخيرية التي اختصنا الله بها, وتذكروا أنه كم من أب أوقظ من غفلته وكم من أم ذكرت بمسؤوليتها وكم من أخ أوقظ من نومه العميق وكم من عائلة شتت شملها ونالت الأمرين واستيقظت على فاجعة كانت تحاك من تحتها وهي لا تدري, فلنسهم معا في منع الضرر قبل أن يقع ولنحقق معا شعار سفينة النجاة فنحمل أمتنا إلى بر النجاة ودنيا الأمان.. لماذا ننتظر حتى تقع الجريمة لماذا ننتظر حتى ينتشر الفساد.. لنسهم قبل استفحال الضرر وقبل أن لا ينفع معه العلاج ولا يجدي معه حتى العقاب.
وأخيرا جزاكم الله خيرا يا رجال الهيئة.. وبارك الله في جهودكم أيها المحتسبون, اصبروا وصابروا ورابطوا, واحتسبوا الأجر عند الله فحسبكم دعوة أم لكم بالسداد بعد أن أنقذتم ابنتها من غائلة الانحلال, ودعوة أب أنقذتم ابنه من براثن الفساد, ودعوات أسرة سرتم بربها إلى بر النجاة وأنقذتموها من التشرد, والضياع, فكنتم وما زلتم كالأب الذي يتابع أبناءه فيقوم من يخطىء ويرشد من ينحرف وكالأم التي يؤلمها أن يصيب فلذات أبنائها الشر, قد يقابلكم البعض بالنكران والجحود, وقد يتهمكم البعض بالقسوة والجمود, ولكن حسبكم من عملكم دعوة صالحة كما أسلفت وأجركم على الله ولا تسمحوا لمن يثنيكم عن عملكم أن ينال منكم.. سيروا والله يوفقكم ويرعاكم ويسدد على طريق الحق خطاكم.