دللي زوجك لكن ليس أكثر من اللازم

بسم الله الرحمن الرحيم
ربما كان موضوعي قد أثار الدهشة في نفسيات البعض ، وربما خطأنه أخريات ..
لكن .. عندما يكون الكلام واقعيا فإنه عندئذ لايكون مدهشا ..
زوجك جنتك ونارك .. زوجك أقرب الناس إلى قلبك .. زوجك حياتك وحاضرك ومستقبلك .. زوجك الشخص الوحيد الذي لو جاز أن يسجد الإنسان لأحد لأمرت بالسجود له .. طاعتك لزوجك قربة لك عند ربك .. زوجك سكنك .. ولباسك ..
فما أجمل أن يكون للمرأة زوج تحبه ويحبها، يعيشان تحت سقف واحد في جو من الألفة والمحبة .. يتناصحان ويتعاونان على رضا الله ومحبته فيعيشان أجمل حياة وأهنأها..
قلبهما قلب واحد كما هي حياتهما .. قريبان من بعضهما قلبا وقالبا .. وما أجمل أن تدركي أن رضا ربك في رضا زوجك وأنه إن مات عنك راضيا دخلت الجنة بإذن الله .. فإذا أدركت ذلك سعيت إلى سعادته وإرضائه كل مسعى ..
بسمة وكلمة حلوة ، أناقة وزينة في نفسك وبيتك .. طاعة في غير غضب الله .. وإيثار لمطالبه على مطالبك .. و من أحب قدّم بلا حساب .. ومن لم يكن فيها خير لأنيس وحدتها وشريك حاضرها ومستقبلها (بإذن الله) لم يُرج خيرها فيمن هو أبعد ..
أحبي زوجك وشاركيه فرحته وحزنه، أحبيه من كل قلبك .. برهني على محبتك إياه بالعشرة الطيبة والاستقبال الحار والهدايا التي لا تحدها مناسبة.. دلليه .. كوني له كالجارية المطيعة .. ذلك كله يسعدك أنت قبل أن يسعد هو .. يجعلك تعيشين حياة هانئة مريحة ولا عجب مادام كل ذلك في رضا الله عز وجل ..
لكن .. لا تسرفي في الدلال والحب حتى تتغاضي عن تجاوزه للمحارم، لاتتهاوني عن معاصيه وأخطائه في جانب الله تعالى ، لا تطيعيه في معصية الله ، وكوني له ناصحة موجهة فمن أحب لم يدع محبوبه يقف على حافة بئر ما بالك لو تركه يلقي بنفسه فيه ؟! ستكون المحبة زائفة مؤقتة مبنية على شفا جرف هار .. إنصحيه برفق ومحبة .. وكما يقال: الرجل طفل صغير .. فكما تحرصين على ابنك احرصي على زوجك بل أكثر فالأب قدوة لأبنائه ..
إذا لاحظت عليه إخلال بأي حق من حقوق الله ، أو تهاون في الصلاة -لا سيما ترك القيام لصلاة الفجر- ، أو تهاون في النظر إلى ما حرم الله ، أو تقصير بالحقوق والواجبات ، أو إهما لأبويه وقرابته ورحمه .. فذكريه ونبهييه في لطف .. لا تلقي كلامك وكأنه أوامر .. و على على هيئة النصيحة .. فالزوج عزيزة نفسه يحب أن يشعر بقوامته .. بل غلفي ذلك بجو من المحبة و المودة .. دعيه يلاحظ تغيرا في تصرفاتك .. وجمودا في علاقتك .. إذا كنت قريبة منه فسيلاحظ الفرق ويسأل .. وإن لم يسأل فبادريه .. أنا( زعلانة) منك اليوم ! الفتي انتباهه ثم قولي سبب (الزعل) ببساطة..-لا تجعلي من الحبة قبة- .. ذكِّريه واطلبي منه تذكيرك ..
و أيضا .. لا تجعليه يتهاون في حقك .. فصنف من الرجال إذا تدللوا نسوا حق زوجاتهن مع أن لهن حق في المحبة والدلال .. عوديه مثلا أن يقبلك كل ما دخل أو أراد الخروج .. و أن يقبلك كل ليلة قبل أن ينام ومهما كانت الظروف .. اسأليه عن الهديه في كل مناسبة أو سفر .. اطلبي منه أن يشتري لك وردة .. و أن يحدثك عن حبه لك ومعزتك في قلبه .. لاتجعلي مايدور بينك وبينه من حديث فقط حول الأطفال و الحادمة و البيت و العمل .. أشعريه أن بينكما شيء أقوى من كل ذلك .. عاتبيه إذا لم يهتم بحزنك أو فرحك .. كثير من الأزواج يحبون زوجاتهن لكن لا يحسنون التصرف معهن أو لا يعرفون كيف يصلون إلى قلوب زوجاتهن .. علمي زوجك كيف يحبك .. لا تملي و لاتتكبري على مطالب نفسك .. فكل زوجة ترغب في أن تشعر بمحبة زوجها وتدليله لها .. وكلما فعلت ذلك كنت المسفيدة ..
ومعذرة على الإطالة ..