دلوع الماما ....

قالت لا أريده ... أنه شديد التعلق بأمه ، ينام في حجرها ، و يمشي طوع أمرها , هي أقرب إليه من روحه .. كلما حدثته بشيء قال أمي ...
أخشى أن تفشل حياتي معه .. أريد رجلاً مستقلاً عن أمه .. لا تأخذ من حياته تلك المساحة الكبيرة ...
عبارة كثر ترددها في أوساط المجتمعات العربية التي فقدت فيها الكثير من الأسر ذاك الترابط العائلي المتوارث و غدا الرجل المستقل خارج دائرة أمه و أبيه هو الرجل المثالي الذي تفضله المرأة
وعوضا عن الفتاة التي كانت تبحث في الأمس عن عائلة تجد فيها أبوين يمدانها بالعطف و الحب و الحنان أصبحت فتاة اليوم تبحث عن رجل و حيد منسلخ عن عائلته شعارها المثل القائل" أخذ من الحزمة عود و الباقي أتركه للقرود"
و في حين أخذت كثير من المجتمعات العربية ترفض اقتران بناتها برجال مرتبطين بأمهاتهم معتبرين هؤلاء الرجال ذوا الشخصيات الضعيفة والتابعة
حث بحث جديد أجري في واشنطن- بلاد التفكك الأسري- على الاقتران بمثل هؤلاء الرجال، إذ أظهر البحث الذي شمل عدداً من الأزواج الشباب أن الرجال المرتبطون بأمهاتهم الذين غالباً ما يعتبرون أضحوكة في بعض المجتمعات هم أفضل الأزواج و أنبلهم على الإطلاق .
و أوضح الباحثون أن علاقة الرجل القوية بأمه تجعله أفضل الأزواج و الأكثر ميلاً للالتزام ، و الأكثر قدرة على إسعاد زوجته و الحفاظ على علاقة زواج ناجحة و طويلة لأن الرجل القريب من أمه يكون قريبا من شريكة حياته و يكون عاطفيا و حساسا وحنونا إذا أن الاحتكاك القوي بالآم يمنح الزوج قدرة أكبر على تطوير علاقات حميمة و منفتحة عاطفياً
و رجع الخبراء في استنتاجاتهم إلى أن الأم هي أول شخص يتعرف عليه الأطفال كرمز للأنوثة ، و تكون بالنسبة للطفل الذكر أول دراسة توضيحية عن ماهية المرأة و الأنثى ، فيراقبون سلوكها و طبيعتها و تصرفاتها و يتأثرون بكل ما تعلمه إياهم من سلوك و تصرف ....
ووجد الخبراء في كلية فيرام بفيرجنينا ، علاقة ملحوظة بين ارتباط الرجال بأمهاتهم و درجة الرضا والسعادة لدى شريكات حياتهم ، ذلك أن الأمهات يعلمن أبناءهن التعامل الصحيح مع زوجاتهم و يساعدنهم على تحقيق علاقة زوجية ناجحة توصلوا إلى ذلك من خلال مقابلة عدد من النساء و سؤالهن عن مدى نجاح علاقاتهن الزوجية و تحديد سلوكيات أزواجهن وفقاً لعوامل مختلفة، كما سئل الرجال عن مدى قرب علاقتهم بأمهاتهم ، أن الرجال الذين وصفوا أمهاتهم بأنهن يفهمن احتياجاتهم ، كانوا بشكل عام حنونين ، عاطفين مع زوجاتهم كما وصفت النساء الرجال الذين تربطهم علاقة حب قوية مع أمهاتهم بأنهم أفضل الأصدقاء ..
ولاحظ الخبراء أن الرجال الذين يطمحون لإرضاء أمهاتهم كانوا أكثر قدرة على التواصل مع شريكاتهم مشيرين إلى أن الأمهات اللطيفات قد يؤثرن على اختيار أبنائهن لشريكات حياتهم ...
و لعل الفتاة الهاربة من نماذج هؤلاء الرجال لا تعرف ما قاله العلماء في اجتماع الجمعية الأمريكية للعلوم النفسية" أن عاطفة الأم و سلوكياتها تؤثر تأثيرً كبيراً في نظرة الرجال للنساء ، فإذا كانت محبة و أوصلت هذا الحب لابنها ، فأنه سيبحث عن مثيلتها بغرض الزواج ، أما إذ كانت غير ذلك فإنه لن يفكر في الزواج أبدا و أنه سيختار زوجه لا تشبه أمه بأي شكل من الأشكال .
منقول .