دماء 736 معلمة من بناتنا على الطريق خلال 3 سنوات
وزارة التربية : حوادث المعلمات ليست مسؤوليتنا
حوادث المعلمات موت وخراب بيوت
وليد العمير - ابراهيم القربي (جدة)
لم يكن أطفال المعلمة سميرة من منسوبات مدرسة تقع على مسافة (150) كلم من مدينة جدة يدرون ان ذلك الصباح سيكون آخر لقاء بينهم وبين والدتهم التي درجت على الخروج الى عملها مع صلاة الفجر والعودة بعدالعصر حيث جرت الرياح في ذلك اليوم بغير ما تشتهي السفن وعندما تسلقت الشمس اعمدة الضحى جاء الخبر الفاجع لاطفالها ان والدتهم توفيت في حادث مروري مع عدد من زميلاتها. واذا كانت احصائيات اللجنة الوطنية للسلامة المرورية اشارت الى انه خلال ثلاث سنوات وقع 119 حادثاً مرورياً لحافلات نقل المعلمات واسفرت عن وفاة 140 معلمة واصابة 596 اخرى فإن الفاجعة لا تتوقف عند وفاة المعلمة وانّما تتمثل في التداعيات والآثار التي تعقب المأساة سواء في حالة انتقال المعلمة الى رحمة الله او اصابتها بإعاقة دائمة وفي الحالتين تنقلب حياة الاسرة رأساً على عقب فكم من معلمة انتقلت الى رحمة الله جراء حادث فاجع وتركت اسرتها تعاني بعدها نفسياً ومادياً واجتماعياً . كم من مدرسة كانت تستعد لليلة فرحها وفجأة وجدت نفسها معوقة بسبب حادث مروري وكم من اسرة كانت تعتمد في معيشتها على الله ثم على ابنتها المعلمة وبرحيلها او اعاقتها توقف مصدر رزقهم مشاهد تستمطر الدمع من العينين وقصص كثيرة مكتوبة بحبرالدماء تنسج خيوطها في حياة اسر المعلمات من ضحايا الحوادث المرورية. وفي سياق حوادث نقل المعلمات رفض سمو الأمير الدكتور خالد بن عبدالله بن مقرن نائب وزيرالتربية والتعليم لتعليم البنات تحميل وزارة التربية مسؤولية حوادث المعلمات مؤكدا على ان الوزارة تعمل جاهدة على توطين وظائف المعلمات بالتعاون مع وزارة الخدمة المدنية بحيث لا يتم تعيين المعلمات الجدد الا من خريجات نفس المنطقة التي توجد فيها الوظيفة بالاضافة لجهودها في حركة نقل المعلمات والتي تتخذ فيها كل الوسائل الممكنة لزيادة عدد المنقولات دون التأثير على العملية التعليمية والتربوية.
ماهية الحلول الجذرية
ونظراً للآثار المترتبة من حوادث نقل المعلمات فإن «القضية» التي تسير على اطارات آمنة تتمثل في ماهية الحلول الجذرية لاستئصال حوادث المعلمات وذلك عبر مرئيات عدد من اهل الرأي.
اماني عبدالواسع سيدة اعمال قالت ان الحديث عن حوادث النقل للمعلمات يعتبره البعض كلاماً مستهلكاً ولكن الحقيقة طالما ان هناك مشكلة قائمة فلا بد ان يتواصل طرح هذه المشكلة حتى ايجاد الحلول الجذرية لها واستطردت ان مآسي حوادث المعلمات لا تقتصر على المعلمة نفسها وانما يمتد اثرها الى اسرتها فاغلب المعلمات متزوجات وامهات.
لذا فمن المفترض ان توجد حلول لتحقيق هذا النزيف الذي يضر بمصلحة الوطن ومن وجهة نظر شخصية ارى ان من البديهيات استخدام التقنية في تحديد رغبات التعيين او النقل ويفترض تكليف هذه المهمة لجهة خارج الوزارة تقوم بتصميم برنامج يستوعب تحقيق رغبات جميع المعلمات باكبر قدر ممكن .
موقع لاستقبال المقترحات
واضافت من الحلول التي ينبغي على الوزارة الاخذ بها فتح المجال امام مقترحات المعلمات انفسهن فهن الأدرى بالمشكلة وذلك بايجاد موقع على الانترنت لاستقبال الحلول والاقتراحات
شركات كبرى للنقل
وتعتقد سيدة الاعمال والناشطة الاجتماعية سميرة بيطار ان عدم وجود حلول علمية مدروسة للمشكلة يفاقم من نتائجهاعلى كافة الاصعدة مؤكدة ان بعض الاجتهادات لحل مآسي حوادث نقل المعلمات اثبتت فشلها في تخفيف حدة المعاناة.
وتضيف ان هناك جملة من المقترحات لو درست بشكل متعمق فربما تأتي بنتائج افضل ومن هذه المقترحات قيام شركات كبرى للنقل بتبني آليات نقل المعلمات بشرط ان يكون السائقون العاملين في هذه الشركات مؤهلين بشكل كبير للقيادة على الطرق السريعة كما يتوجب ان تكون المركبات المستخدمة لهذا الغرض مصممة بمواصفات دقيقة وتفحص بشكل دوري من قبل الوزارة واذا استمرت عملية النقل متروكة للجهد الفردي فان مسلسل الحوادث الدموية سوف يتواصل.
كما يتوجب على الوزارة السعي الى دعم العمل في المدارس الاهلية داخل المدن وايجاد ضوابط تعطي المعلمات في هذه المدارس شعوراً بالامان الوظيفي كما ان على الوزارة تحمل تكاليف علاج المعلمة المصابة في الحادث وهي متجهة الى العمل او قادمة منه كذلك الحرص ان يستفيد ورثتها في حالة الوفاة من راتبها لانها توفيت وهي تؤدي واجبها.
تكثيف دوريات المرور
وبالنسبة الى الدكتور ايمن عبدالله صاحب مكتب للدراسات الاستشارية فان الوزارة محجمة عن الاخذ بالمقترحات المطروحة عبر وسائل الاعلام لتحقيق مأساة حوادث نقل المعلمات واضاف انه من الحلول المقترحة فتح مجال الاستثمار في اقامة مساكن للمعلمات «المغتربات» ملحقة بالمدارس التي يعملن بها وبالتالي فان تكلفة الايجار بالنسبة للمعلمة ستكون مخفضة وقد تكون اقل مما تدفعه المعلمة كأجرة النقل حالياً وهذا يقلل من تنقلها خلال ايام الاسبوع بحيث تصبح مرة واحدة في الاسبوع وتعود الى سكنها بجوار المدرسة وهذا سيقلل نسبة وجودها على الطريق بنسبة 80%.
سيارات نقل آمن
ومن وجهة نظر الدكتور سالم علي الوهابي عضو مجلس الشورى فانه لمعالجة مشكلة حوادث المعلمات لابد من معالجة مشكلة حوادث المرور بشكل عام .. حيث ان حوادث المعلمات مشكلة تؤرق كل مواطن سواء الذي له قريبة توفيت واصيبت .. ولكن حقيقة الامر ان لدينا مشكلة خارجة عن اطار وزارة التربية والتعليم هي حوادث المرور بشكل عام وعلى سبيل المثال الحوادث التي حدثت في اجازة نصف العام فهناك ارقام كبيرة لم نكن نتخيلها ... وهذه مشكلة عامة وحوادث المعلمات جزء منها ... ولكن بحكم الحركةاليومية ذهابا وايابا على الطرق فنسبة وقوع الحوادث عليهن واردة .. والحل الذي طرح في السابق بأن يتم تعيينهن بالقرب من مواقعهن يبدو حلاً جيداًولكنه غير عملي .. فلا نستطيع ان نحدث مدرسة بالقرب من سكن كل معلمة وهذا غير وارد .. او ان كل مدرسة في مكان معين يشغلها المعلمات الساكنات بالقرب منها .. هذا جزء من حل قد يعمل به ولكن ليس هو الحل النهائي ..
وقد اتفق مع من يرون ان تتحمل الوزارة مسؤولية توفير السكن ووسيلة النقل الآمنة .. ولست متأكدا تماماً من واقعية هذا الحل .. واظن ان الوزارة قد شرعت في شيء من هذا في شرورة اوبعض المناطق البعيدة ..
والحل الآخر الذي قد يحد من المشكلة انه لا بد من توفر سيارات نقل آمن لهن .. فمعظم السيارات المستخدمة تنقصها الكثير من وسائل الامن والسلامة لا من ناحية الصيانة ولا من ناحية طبيعة السيارة ومواصفاتها .. كذلك لابد من تفادي نقل عدد كبير من المعلمات في سيارة واحدة للحد من الحوادث الجماعية وفقد اعداد كبيرة من المعلمات واصابتهن في حادث سير واحد .. ولابد من التشدد في اختيار او السماح لهذه السيارات بنقل المعلمات قبل التأكد من توفر شروط الامن والسلامة في المركبة .. ومعظم هذه السيارات للاسف يتم استئجارها من القطاع الخاص او من شخص مجتهد يبحث عن الفائدة المادية فقط .. ولابد من تدخل وزارة التربية والتعليم في هذا الامر لان هؤلاء المعلمات محسوبات على الوزارة كذلك تدخل الجهات الاخرى كالمرور لابد ان يكون له دور في هذا الامر. ويضيف: اما بالنسبة لموضوع المعلمات الوافدات فلابد من الاشارة الى ان نسبة السعوديات في الوظائف التعليمية كبيرة جداً ولم يبق الا وظائف محدودة جداً يمكن ان نستفيد منها بالوافدات .. لدينا الآن خريجات مواطنات على قائمة الطلب الآن .. ومن غير المعقول ان نقول لاحداهن ابقي بلا وظيفة لنستقدم معلمة وافدة في كل منطقة نائية ..فالمعلمة السعودية لن تقبل بذلك وستختار الوظيفة رغم مشاقها ..هذا الحل وارد اذا كان هناك حاجة قائمة .. ولكني اعتقد انه اصبح لدينا اكتفاء كامل تقريباً من السعوديات في التخصصات.

اخت روز @akht_roz
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

( شـــذراتـ الـذهـبـ)
•
اللهم ارحمهن واغفر لهن ...

الصفحة الأخيرة