بومزنة

بومزنة @bomzn

الداعـي المتميـز

دمعة زميلي ....

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الصاحب الوفي والخل الحفي ... نصر الله بك الدين وأعز بك السنة ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ...
قد يستغرب صاحبي الكريم من كتابة هذه الرسالة , فأود أن اذكر له السبب الذي دفعني إلى ذلك ...وإن كان معرفة السبب لا تضر صاحبي ...
وأتمنى منك أن تتأمل في كلماتي , فما دفعني إليها إلا محبتك في الله – إن شاء الله - , ومما دفعني إلى تسطير هذه العبارات أن أخي الفاضل قد زارني قبل أيام , وطلب مني نصيحةً , بعد أن رأيتُ من صاحبي وزميلي وصديقي دمعة ساخنة تحدرت من عينيه, فنطقت بما تحمله صاحبي من هَمٍّ وألم , فأحببت أن اذكر لكَ – حفظك الله - بعض ما عَنّ في البال لعل الله أن ينفع به .
واعتبرها – بارك الله فيك – رسالة مفتوحة من قلبي إلى قلبك ... نعم قلبك الجميل الكبير , الذي كان ولا يزال يحمل هَمّ الدين ... هذا ما عرفتُه ولمستُه بل وشاهدتُه منكَ أخي الحبيب ... كلامُك , عباراتُك , سمتُك , بل وهيئتُك ...من السهولة بمكان على من هو في مثل حالك أن يتعلق بالدنيا , ويعلق الدين جانبا – وحاشاك من هذا – لأنك جعلتَ نفسك وقفا على دين الله , هذا ظني بك ولست مبالغا في ذلك ...
قد تشعر بالألم والحزن العميق لفتور النفس , وتسلط الشيطان الرجيم , الذي لا همّ له إلا إغواء بني آدم فقد أخبرنا ربنا بذلك : ﴿ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الشيطان قال : وعزتك يارب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم , فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.يوسوس ويزين لك الشر والمعاصي ... نفسي التي تعودت على الطاعة أصبحت تفكر في المعصية ... بعد أن كنت أتمنى وأريد ... كانت أهدافي تقودني إلى طاعة الله وإلى نيل رضاه ... إذا بالشيطان يريد أن يقطع علي الطريق ... يغويني ويُحسّن لي الشر والمعاصي ... قد أعصي أحياناً ولكن سرعان ما أفيق ...
ماذا فعلتُ ؟
وماذا صنعتُ ؟
وأي ذنب اقترفت؟
فيا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا == واغفر أيا رب ذنبا قد جنيناه
لذلك – يا كاتب الرسالة – تجد مني حزناً وهماً وألماً وحسرةً ولوعةً ومرارةً ...
أعلم أخي الكريم أن هذا الكلام قد توجهه لي أنا - كاتب الرسالة - وهذا ما يدور في بالك فأقول لكَ :
جئتُ لأسمع منك :
تكلم ...قُل
لاتجعل قلبكَ مستودعا للأحزان ... اجعنا نتواصى على الحق والخير ...
قد سمعتُ منك في تلك الجلسة فاقرأ مني هذه الكلمات لعلها تخفف همك بإذن الله ...
أخي الكريم وصاحبي الحميم : ...
إن النفس في هذه الدنيا في صراع ... صراعٌ بين الحق والباطل والخير والشر , صراع بين النفس الأمارة بالسوء والنفس الأمارة بالخير ... شئتَ أم أبيتَ الصراع موجود وقائم , فمن الذي لم يسلم من كيد الشيطان ووسوسته؟! : فهو يجرى من ابن آدم مجرى الدم ...
ولكن للصراع نهاية , فالعاقبة للمتقين ومن استعان بالله أعانه , ألست تقرأ في كل ركعة : ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ فاستعن بالله وتوكل عليه , فهو الذي أمرنا أن نستعينَ ونستغيثَ ونستعيذَ به سبحانه وتعالى وأخبرنا عزوجل أن كيد الشيطان ضعيف : ﴿ إنّ كيد الشيطان كان ضعيفا ﴾ فلا تيأس ولا تفقد الأمل , بل ارفع راية الأمل , انظر إلى حالك قبل الاستقامة وتذكر أيام النشاط والهمة والعزيمة والإقبال ... من الذي غيّرك ؟
إنه الله ...
فتوكل عليه واستعن به وتضرع إليه ولن يخذلك الله أبدا ...
أخي الكريم : إن الله عزوجل بيده الخير فالسعادة منه ...كما أن التعاسة والهم والشقاء والخذلان بسبب الذنوب والمعاصي ... فلا تظن أنك إن عصيت الله ستكون سعيدا ... بل سيزداد همك وألمك ...
أخي الفاضل : تأمل في قول الله تعالى : ﴿ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ﴾ وقوله :
﴿ فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ﴾ فإن حدت عن الخير , فدين الله محفوظ فالدين له رب يحفظه وينصره ... فإن توليتَ فاتك الشرف والعز , عزٌّ ما بعده عز , وشرف ما بعده شرف , انظر إلى حال أكبر مخترع أو مكتشف في الدنيا من يعرفه من الناس : عشرة , عشرين , ثلاثين ... أكثر ... أو أقل .... قارنه بالبخاري ومسلم وقبل ذلك بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة ... هل رأيتَ الفرق ؟ وهل عرفتَ سببه ؟!
إن قلب الإنسان يحتاجُ إلى غذاء من نوع خاص , يتقوى به ويتغذى عليه ... عفواً لا يباع هذا الغذاء في المحلات فلو كان يباع لرأيت الناس يتقاتلون عليه ... مع أنه موجود في كل بيت هل علمت ما هو ؟
إنه القرآن الكريم ... غذاء لقلبي وقلبك فسماعه راحة وطمأنينة وسكينة فهو بحق ربيع للقلب ... فعليك بسماع القرآن وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ...
اجعل أنيسك قرآنا ترتله == وقت النهار وفي ليل وفي سحر
(( فتبارك الذي جعل كلامه حياةً للقلوب وشفاء لما في الصدور , وبالجملة فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر , فإنه جامع لجميع منازل السائرين ,وأحوال العاملين ,ومقامات العارفين وهو الذي يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله , وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة , التي بها فساد القلب وهلاكه , فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لا شتغلوا بها عن كل ما سواها... )) .
أخي الكريم : إن القلوب مثل الورقة الكبيرة البيضاء , فأنت ترسم فيها ما شئت من خير أو شر , ومن صاحبَ أصحاب الخير وجد في قلبه خيراً وحباً للخير ورغبةً للخير , خاصة إنْ صاحبَ أصحاب الهمة العالية والعزيمة الكبيرة , وإنْ خالط أصحاب البطالة والكسل والدعة والراحة وأسوأ منهم : أصحاب المعاصي وجد في قلبه شاء أم أبى تكاسلا عن الخير وفتوراً عنه ؛ بل قد يجد في نفسه حبا للمعصية...
فلا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ... ليست هذه الجملة من كلامي أخي العزيز بل من كلام محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ... لأن الصاحب ساحب ... فمصاحبة أهل المعاصي لها أثر بطيء لكن مفعولها أكيد ... والعكس صحيح فمصاحبة أهل الطاعة لها مفعول أكيد – إن شاء الله – وأثرها سريع ...
طاعات السر : لازمها وداوم عليها ... طاعةٌ وقربةٌ لا يعلم بها أي أحد إلا رب العالمين سبحانه وتعالى , فالعبد الخفي عبدٌ يحبه الله , يخفي بعض الأعمال فلا يطلع عليها أحدٌ إلا الله , فأكثر من عمل السر , لأن عمل السر مداره على تعظيم الله والوجلِ منه والخوف منه ومحبته وإجلاله سبحانه وتعالى فأكثر منه ... تجد في قلبك رقة وسعادة لا يعلم بها إلا الله ...
وكذلك معصية السر : لها أثر قبيح ... صحيح ؛لم يطلع عليها أحد من الناس , ولكن من شدة الحسرة والألم الذي تسببه تحس وكأن جوارحك تتكلم بأنك فعلك كذا وكذا فإياك أن تغتر بستر الله عليك , فهو مطلع على كل شيء لا تخفى عليه خافية...
مساويك تخفيها حِذاراً من الورى == أليس إله الخلق أخلق بالحذرْ؟!
أعلم أخي الحبيب أني قد أطلت عليك ولكنها الخاتمة إن شاء الله , وفي الختام أهم الكلام ...
أسأل نفسك هذه الأسئلة :لماذا دعاة الباطل والسوء يخدمون باطلهم ليلا ونهارا دون كلل ولا ملل؟
ألا تتحرك نفسُك عندما ترى العالم الإسلامي يعيش كثيرٌ من أفراده تحط خط الفقر , لا أعني الفقر المادي فأمره سهلٌ يسيرٌ ولكنْ فقر العقيدة والسنة , بل بعضهم يسجد لغير الله عزوجل ؟!
ألا يتقطع قلبك وأنت ترى من هو أصغر سنا منك قد بذل وقدّم وسهر ونصب في خدمة هذا الدين وأنت – وأنا أعرفك جيدا تملك الكثير – تُمضي الأيام في راحة وكسل؟
أخي الكريم استعن بالله , والحق الركب , وسارع الخطى , لعلك تسمع بإذن الله
﴿ سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
محبك في الله : ....
= جزى الله خيرا من نشر هذه الكلمات =

أخوكم أبومزنة كان الله له

11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور البرق
نور البرق
جزاك الله خيرا
المعشوووقه
المعشوووقه
الله يجزاك عنا خير
*بنت العز*
*بنت العز*
جزاك الله خيرا
.
.
.
bnt_tounes
bnt_tounes
جزاك الله خيرا
بومزنة
بومزنة
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
الأخوات:نور البرق
والمعشوووقه
و*بنت العز*
وbnt_tounes
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

أخوكم