دموع السجينات
قصص وعــبــر
حمد بن سليمان اليحيى
مقدمة
أحمد الله ربي وأثني عليه وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .... أما بعد .... ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....،،،،،،،،،
في بداية أوراقي المتواضعة التي تحمل اسماً جديداً لموضوع من أهم المواضيع وأحرجها أقدم للقرّاء الكرام اعتذاري الشديد للشفافية في الأسلوب والطرح لاسيما وأني قد اخترت لهذه المادة عنوان : ( دموع السجينات ) الذي هو رسائل عاجلة لكل أب وأم وأخ وأخت وزوج وزوجة وشاب وفتاة وخاصة الشباب المعاكس ذكوراً وإناثاً وهم يلعبون بالنار والأعراض إن صح التعبير .
دموع السجينات ، موضوع في غاية الأهمية قلما يطرقه الدعاة والمشايخ الفضلاء فكم هي الكتيبات والأشرطة والمطويات قليلة في الحديث عن هذا العالم المجهول لكن وبعد دارسة مستفيضة واستبانات وإحصائيات ظهر لي حاجة المجتمع للحديث عن ذلك من باب الخوف على أفراده من الانحلال والضياع لا على سبيل التندر بذكر القصص وسردها في المجالس والمنتديات العامة فمجتمعنا الإسلامي ولله الحمد مازال بخير وإن عاش بعضه الخطأ والزلل فمظاهر الانحراف عن الصواب هي حالات محدودة الانتشار ولا تمثل ظاهرة يخاف منها وحق علينا أن نتحدث عنها من باب القضاء على مسببات الضياع والفساد حتى لا تستفحل المشكلة وتعظم فنندم وحينئذ لا ينفع الندم وكم هو جميل أن نطرح قصص السجينات كظاهرة هي مثل الظواهر في بقية مجتمعات دول العالم يدفعنا لذلك إصلاح الخلل وتصحيح الأخطاء لتعود الأمور إلى نصابها وقد دفعني لجمع هذه المادة وطرحها في هذا الكتيب هذا الموقف المبكي والمشهد المؤسف الذي وقفت على جلّ تفاصليه فقد اتصل بي رجل عن طريق أحد الدعاة وكانت نبرة صوته حزينة وحديثه متقطع يبدو عليه الارتباك كثيراً فأغلق السماعة ثم أعاد الاتصال وقد كان متردداً في الحديث معي فدار بيني وبينه الحوار التالي :
قال : تأذن لي بعرض مشكلتي الآن ؟؟
قلت : تفضل عزيزي فأنا أسمعك !!
قال : والله لا أعرف كيف أبدأ فأنا في وضع حرج جداً .
قلت له : أرجو أن يكون خيراً .
فقال : قبض رجال الأمن على أختي في قضية أخلاقية الآن فهل تساعدني ؟؟
هنا طلبت منه المقابلة لمعرفتي الجيدة بتلك الحوادث فاتفقنا على تحديد الموعد والمكان وحصل ذلك ولعلي لا أطيل عليكم يقول هذا الأخ عن أخته : أنها طلبت زيارة صديقتها في بيتها وذهبت بها لثقتي فيها وتركتها مدة ساعتين تقريباً حسب طلبها ، تفاجأت باتصال رجال الأمن يطلبون حضوري لقسم الشرطة حالاً فذهبت ولم يكن في ذهني أن أختي هناك فأخبرني بأن أختي ضبطت في قضية أخلاقية ولباس غير محتشم ...
قلت للضابط : كيف ! اتق الله أختي عند صديقتها فقال : هي وصديقتها هنا قلت : أختي لباسها ساتر لا تعرف شيئاً من ذلك وبنفسي أنزلتها في بيت صديقتها فقال : لحظه من فضلك !! فنادى أختي فلما رأيتها كدت أسقط من شدة ما رأيت وشاهدت ، أكبت أختي باكية وبصوت مرتفع سامحني أخي فقد أخطأت علي صديقتي وأعطتني من ملابسها وهي السبب والله في ضياعي هونت عليها لأني شريكها في ما أصابها علماً بأن أبي حذرني مراراً بأن لا أذهب بها لكن هي غلطة وحصلت والعاقل من لا يكرر ذلك بل تكون درساً له ... ،
كانت هذه الحادثة فاتحة لي أن أتعرف على السجينات عن قرب لتفاصيل ما حصل بعد ذلك في هذه القصة وغيرها من القصص المؤسفة الحزينة فقررت أن أكتب عن ذلك وبكل شفافية تامة وبدون مجاملة .
دموع السجينات لحظة ألم في ساعة كدر تعبت فيها نفوس وبكت من هولها عيون كيف لا !! وقد تكالبت عليهنَّ المصائب والآلام إنها هموم متراكمة ومشاعر حزينة وآمال بعيدة وعواطف محرومة فما أكثر ما تشتكي أحدهنَّ وتبكي ولا مجيب ولا سامع فمن لهنَّ يا الله !!
دموع السجينات هي القلوب الحزينة والأعين الباكية والدموع الحارة والأنفس المفجوعة قد علا الشحوب وجوههنَّ وفتكت الهالات السوداء بأجفانهنَّ من وحشة المكان وفراق الأحباب إنها معاناة مقولة : أمي مسجونة !! وبنتي في السجن !!
وإنها كلمات تقتل الحليم وتذهب بلب العاقل فمن يتحملها ؟؟ وهي البؤس في أوضح معانيه والشجن يحكي دمعة صاحبته بكل مرارة وندم !!
دموع السجينات جدرانٌ تحوي نساءً وفتيات تُنسج من حياتهنَّ الحكايا الموجعة والقصص المبكية وإنها فواتير مدفوعة الثمن باسم الثقة الزائدة التي منحت السجينة شكلاً قبيحاً ورسماً مختلفاً ودماراً لها مجلجلاً ، إنها رسائل عاجلة لكافة أفراد المجتمع من أم مكلومة وأخت مهمومة كسيرة وزوجة ضعيفة فالدموع وحدها لا تكفي والموت ألف مرة لا تعادل آهة واحدة تخرج من جوفها المجروح وفؤادها المكلوم ..
دموع السجينات مجموعة من القصص الواقعية بشخصياتها وأحداثها ونهاياتها المؤسفة أو السعيدة لكن في حالات نادرة جداً كيف لا ! وهي متعة أعقبت ندما وأورثت حسرة إنها قصص ومآسي حقيقة لنساء وفتيات ضعن وضاع معهنّ شرف وسمعة عائلاتهن بسبب السذاجة وقلة الخبرة وانعدام المثالية والتوجيه فكانت النتيجة الانخراط في سلك الانحراف والرذيلة إنها قصص تدمي القلب والعقل معاً وتعتصر النفس حسرةً وألماً على هذه الزهور النضرة التي ذبلت في مستنقع الفساد ووحل الخطيئة ... ،
--------------------------------------------------------------------------------
لماذا فعلتِ هذا يا أمي ؟؟
قالتها لي فتاة نزيلة بدار الرعاية الاجتماعية فقد أرسلت لي رسالة تحكي حالها وسبب سجنها فكان مما كتبت بين طيات رسالتها وصفحاتها أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة أكتب قصتي وأسطر حروفها بعتاب ساخن أخرجه الألم وأفاضه القلب المجروح ( لماذا فعلت هذا يا أمي ) وأودعتني بدعوتك السجن وظلماته وكان بمقدورك أن لا تفعلي ذلك !!
لا أطيل عليكم..
هذه الفتاة لها مع أمها قصة وأي قصة !!لها مع أمها حديث العقوق المشين والعصيان المقيت فكم كانت هذه الفتاة عاقة لأمها ليس في تصرفاتها فحسب بل حتى في أقوالها وحديثها وأنها في حالات كثيرة أحزنت أمها وأدخلت عليها الأسى والشجن والله يمهل ولا يهمل !!
تقول هذه الفتاة عن نفسها في رسالتها ..
تعرفت على صديقة سيئة في الجامعة عرفتني بدورها على شاب كانت مؤهلاته الأناقة والوسامة وأصول الإتيكيت كما يقال بيننا معاشر الفتيات وأنه رومانسي لايوجد مثله استطاع أن يصطادني بأسلوبه وخفة دمه ولقد كنت أتحدث إليه عن طريق الهاتف الساعات الطويلة وأعلل ذلك لوالدي أمام فاتورة الهاتف الباهظة بأنها صديقتي ولن أعود لتكرار مافعلت فكان يعاتبني وما أسرع ما يتسامح ويعفو لكن في لحظة غفلة مني علمت ( أمي) بذلك وأني على علاقة برجل غريب فنهرتني وحذرتني بل هددتني بإخبار والدي إن لم أقلع عن ذلك لكني رفضت لعلمي بضعف أمي وأنها لاتستطيع إخبار أبي فأنا أعرفها جيداً وبم تفكر فأعادت التحذير لكني رفضت وطالبتها بعدم التدخل كثيراً في شؤوني الخاصة وفي يوم من الأيام اتصل بي الشاب على الجوال وكنت بعيدة عنه فأخذته أمي وردت عليه وهو ساكت لم يتحدث لأن الصوت مختلف فأيقنت أنه هو فردت عليه بكلام جارح وأسلوب قاسي فأخبرني هو بذلك فصدقته تحت ضغط الحب الزائف والتعلق المزعوم .
نعم أنا أحبه آنذاك ولا استطيع الإبتعاد عنه وبسبب ذلك ذهبت لأمي رافعة صوتي عليها بكلام لا أستطيع البوح به الآن في رسالتي وأطلب من الله السماح والعفو والصفح فبكت أمي وجثت على ركبتيها وقالت: بنيتي ما بك ؟؟ اتق الله ؟؟ أنا أمك ..أنا أمك ..أنا أمك.., فقلت اتركيني ولا علاقة لك بي !! اتركيني وشأني !!لكن وفي لحظة تسلط الشيطان علي , نادتني أمي بصوت مرتفع فنهرتها ومضيت وتركتها فقالت:اسمعي مني فالتفت إليها ونظرتها بنظرات غاضبة وقبح الله تلك النظرات التي أرسلتها لأعظم مخلوق يحبني ويخاف علي رفعت يديها أمي وعيناها تذرفان بالدمع وقالت بصوت متقطع: (اللهم اسألك أن تكفيني شرها ) ونسيت أمي أن تدعو لي بالصلاح والهداية نسيت أن تدعو لي بالستر وعدم الفضيحة لقد دعت أمي علي فأصابتني في مقتل فهذه الدعوة سلاح فتاك سريع الأثر كيف لا وهي دعوة الوالدة على بنتها ومن قلب غاضب عليها لتخرج فتخترق الحجب والسحب والسماء فتصل إلى الله السميع البصير !!
( تطورت العلاقة) مع هذا الشاب حتى قويت الصداقة أكثر ونحن ننتظر الفرصة المناسبة للخروج معاً ضاربة بتهديد أمي لكني كنت خائفة من دعوتها خوفاً يجعلني في قلق دائم مما أفعله وكان الشيطان يستدرجني بتعلقي بهذا الشاب وفي لحظة غفلة من أهلي وخاصة (أمي) خرجت معه مرات عديدة لتقع المصيبة الكبرى الجريمة العظمى (الزنا) وبعد أشهر حملت منه سفاحاً فأخفيته عن أهلي لنتفق سوياً على إيجاد حل لهذه الكارثة , ودعوة أمي ما تزال بين عيني لا تفارقني ومنظرها وهي رافعة يديها تدعو علي مشهد لا يتوقف ... اتفقنا سامحنا الله على إجهاضه وقتله وهو من لا ذنب له ولا خطيئة وتحت جُنح الظلام ورمال المعصية وصحراء الخطيئة أُجهض الحمل وأُسقط في حفرة الذل والانحطاط لكن الله كان لنا بالمرصاد فهو الذي يمهل ولا يهمل فكشف الله الجريمة على يد رجال الأمن ليخرج الصباح وتشرق الشمس وتستيقظ الأسرة على مصيبة تنوء بحملها الجبال الراسيات بكيت كثيراً وأنا في السجن أتذكر دعوة أمي التي قتلتني فالحادثة مهولة والنهاية فاجعة بالنسبة لي ولأهلي وأقول بمرارة وألم :
بأي وجه أقابل أمي الحنون!!
وبأي حال أقابل أبي الكريم!!
وهو مطأطئ الرأس مسود الوجه قد ذبحته بغير سكين كيف لا!!والجريمة بشعة والمصير السجن لا محالة ,,,
تقول هذه الفتاة في نهاية رسالتها ......
أودعت السجن جزاء سلوكي السبل الممنوعة والطرق الشيطانية لقد تورطت بذلك في علاقات سلبت مني كرامتي وعفافي وأهدرت بأقل ثمن بل وبدون مقابل إلا شهوة دقائق ونشوة عابرة ما أسرع ما انتهت وبقيت اتجرع آلامها شهوراً طويلة عشت أيامها في السجن أعد الأيام عداً وأتجرع لوحدي الأسى والأسف وأتنفس الهم والشجن عشت في سجن ضاق بي وضاقت معه أنفاسي فلم يعد بمقدوري أن أتحمل بُعدي عن أمي التي تزورني من وقت لآخر وهي تدعو لي لكن بعد فوات الأوان ,,,
عفواً مهما أخطأت فأنا تائبة!! وإن زلت بي القدم فأنا عائدة!!لا غنى لي عن أمي فهي من تزيل همي وتخفف لوعتي فدعوة لكل أم أن ترحم أمثالي من بعض الفتيات المجروحات بنار المعصية المكلومات بحرارة الخطيئة .
( أحبابي الكرام ) ..
وأنا أحكي لكم هذه القصة كأني أعيش معها أحاسيس مختلفة تلاحقها ومن ذلك ...
( إحساس مقزز)
يوم أن همش الذئب لحمها وافترس قلبها واحتسى دمعها لتتابع عمليات موت الكثير من فتياتنا بين أنيابهم ومخالبهم كلما رأيت القصص المؤسفة .
( إحساس ممل )
يوم أن تقرأ قصة مثل هذه فلا تتحدث إلا عن نفسها وفقط ولا معتبر ولا متعظ ولا متأثر ولا تائب فكم هن الفتيات اللواتي تعرفن على شباب وتواعدوا على الزواج باسم الحب قبله .
( إحساس مؤسف )
يوم أن فتحت هذه الفتاة لهذا الشاب قلبها وبوابة أحلامها فمنحته الثقة بلا حدود فبكت وأبكت قبل دخول عش ومملكة الزواج المنبع الصافي للسحر الحلال .
( إحساس مخيف جداً )
يوم أن اكتشفت الفتاة موت مشاعرها الصادقة وحبها الصافي الشرعي الذي لا يكون إلا بالحلال وفقط اكتشفت وبكل أسف بأنها مخطئة بكل ما تحمله الكلمة من إحساس مخيف لرحيل الحياة الطيبة بخطيئة نهايتها الفشل الذريع كما حصل ،،
( إحساس بشع )
يوم أن وهبته أسرارها فاصطادها بها وإن كان كاذباً في كلامه ووعده لكن لم تستطع التراجع بعد السقوط ودعوة أمها كانت القنبلة الموقوتة في ذلك ،،،
( إحساس مزعج )
لكل داعية فاضل له جهد مشكور في توجيه فتياتنا أن لا يصيبه الإحباط من هذه القصص المزعجة المؤسفة بل تكون داعية لبذل المزيد من الجهد والمثابرة في إرسال الحلول الملائمة للأخطاء وعلاجها بسرية تامة ،،،،
( إحساس مؤلم )
يوم أن عاشت شبابها تحت نيران العقوق المقيت فعاشت مع أم أحبتها وأعطتها كل شيء وبخلت الفتاة بأقل شيء لتعاقب بشاب أعطته هي كل شيء ولم يعطها أي شيء إلا العار والفضيحة تتجرعه لوحدها وفقط .
( إحساس قاسي )
حينما تذكرت الفتاة صديقتها السيئة الوسيط بينهما فقد كانت قبلها تعيش الهدوء والاستقرار في ببت أهلها لم يخطر ببالها أن تصل إلى ذلك وكان بمقدورها أن تقطع علاقاتها معه من البداية لكن ما فات لا يعود وها هي حصدت السجن تحت ضغط الحب الزائف .
( إحساس صادق )
في توبتها وعودتها ورجوعها وأسفها على ما حصل من خطأ وزلل وكلي دعاء ورجاء أن يمنحها ربي الهداية والعافية فما حل بها من إثم وخطيئة فرحمة الله تشمله والتوبة ندم والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والحياة أنفاس والأنفاس أيام والأيام سنوات والعمر محدود يختمه بالتوبة الصادقة .....
أُمي لا أقوى ناديني *** بحنانك لا .. لا.. تدعيني
أرقني البعدُ أيا أمي *** والنار بجوفي تكويني
العيش هنا مرٌّ أمي *** وأنا بالغربة واسيني
السجنُ أيا أبتي قيدٌ *** الجرمُ به مرأى عيني
ذنبي يا أمي كبلني *** وجراحي تسْعُرُ تضنيني
أمي كم أهتف وأنادي *** أمي .. أماه .. أيا عيني
يرتد الصوت فلا مرأى *** إلا للطيفِ يناديني
فتهل دموعي يا أمي *** ويُثيرُ الجرحُ براكيني
أتذكر داري أيامٌ *** فيها إخواني وسنيني
كم كان السعد يحاصرني *** والكل بحُبٍ يُدنيني
لكني يا أمي تُهتُ *** وأتيتُ بذنبي رُديني
عبراتي ضلتْ تقتلني *** أبكي في كل أحاييني
مقبرتي باتت يا أمي *** تُريني الموت وتُدنيني
ردي أيامي يا أمي *** وأريني البسمة زوريني
--------------------------------------------------------------------------------
أمي سجينة فلماذا ؟؟
حدثني أحد الدعاة عن امرأة تبلغ من العمر ستة وثلاثين سنة لها ثلاثة من الأبناء سجنت ثلاثة أشهر بسبب خطيئة دقائق ونزوة عابرة وهذا بحق ما يحز في النفس ويستخرج الدمعة من محجرها كيف لا !! وهي ( أم ) لثلاثة من الأبناء أكبرهم تسعة عشر سنة وهي أرملة لرجل غني ثري قد مات عنها بسبب حادث سيارة وكان آنذاك كما تحكي عن نفسها لا يرد لها طلباً مهما كان وأنه بعد وفاته خلف لهم تركة جيدة من المبالغ النقدية والعقارات .... ،،،
هذه ( الأم ) مضت عليها الشهور والأعوام تقوم على مصالح أولادها وتتابع تربيتهم تحت المسئوليات المضاعفة يشاطرها ولدها الكبير أعمال البيت والأموال تحت إشراف العم المبارك لكن ومع تعاقب الأعوام أصبحت الأم كثيرة الخروج من بيتها لمناسبة ودون مناسبة حتى وقعت ضحية رجل اصطادها في حين غفلة منها فاستطاع أن يقتلها في عفافها وكرامتها وخاصة بعد وفاة زوجها تفاصيل مؤسفة وصفحات موجعة من خلالها تعرفت عليه أكثر بطرق مشبوهه ودون أن يلاحظ أولادها ذلك فقويت العلاقة والارتباط المحرم فأصبح بشكل يومي عبر سماعة الهاتف ورسائل الجوال الشيطانية باسم نحن كبار ونعرف مصلحة أنفسنا لكن ثمة طريق أجلى وأنقى من ذلك تحفظ فيه الأرملة حق زوجها بعد وفاته أن تتزوج لا أن تسلك دروب الخطيئة والزلل لكن صدق الشاعر :
بعض الجراح إذا داويتها اندملت *** وبعضها لا تداويه العقاقير
مضت أيام التعارف تسير بها في بحر الشهوة ونار الفتنة فأخذ الرجل يضغط عليها بالخروج معه حتى انجرفت وراء رغباته فقابلته مرات عديدة وكثرت المقابلات ووقعت في جريمة الخيانة المقيتة إلا أن الله سلمها من الوقوع في الزنا كما تحكي عن نفسها .
يا لله ماذا فعلت هذه الأم ؟؟
وما عساها تقول لأولادها ؟؟
وبم تعلل هذا الانحراف والخلل ؟؟
لقد جنت على نفسها بنفسها والخطب عظيم والمعصية كبيرة والحافظ هو الله لقد قتلها الرجل في أعز ما تملكه من عفافها وشرفها وصيانة حق زوجها الميت وأولادها منه كيف لا !! وقد أسرها بكلماته الكاذبة ووعوده المزيفة التي لا تنتهي إلا بالتخدير المعنوي بالصور الجنسية القاتلة والقصص الخليعة المهلكة وقد سجنت الأم ونالت العقاب حسب النصوص الشرعية فيما أقترفت من مقدمات الزنا وذاقت مرارته وتجرعت غصصه وآلامه لوحدها فقط وإلا فما حالها لا سمح الله لو وقعت في الزنا ،،،
وهنا وقفة وهي ستر العم أخ الزوج على زوجة أخيه بأن تجعل سببا غير هذه الجريمة تبرر دخولها السجن هذه المدة دون الإفصاح للأبناء بتفاصيل تضر ولا تنفع تبكي ولا تفرح تفرق ولا تجمع تفضح ولا تستر وإلا فماذا تقول الأم الحنون لأولادها؟؟ وما عساهم فاعلون؟؟ وما الأسباب الحقيقية التي دفعت أمهم للسجن ؟؟ وهل أمنا مجرمة تستحق السجن هذا المدة تساؤلات حائرة لم تجد إجابة شافية في نفوس أولادها وكأنه أنين وندم من تبعات الزيارة الأسبوعية التي يقوم أولادها لها وهي نزيلة السجن وكأنها تقرأ في وجوه الأبناء الإستفهامات في سبب سجن أمهم الحنون لكن ومع هذه الأحزان كانت الفرحة تبدو على محيا وجه هذه الأم التائبة والأرملة العائدة لله عز وجل وقد سترها وحفظها من تفاصيل تشيب من هولها الرؤوس ويصعب على مثلها تحمل ذلك .
هذه الأم السجينة كم كانت تعد الساعات والدقائق والثواني انتظاراً لموعد الزيارة مع قلقها المتواصل فضلاً عن شغف الأبناء برؤية أمهم التي طالما رددوا حروفها وهفت قلوبهم لفقدها فعاشوا بلا أم حياة مليئة بالمصاعب والهموم والأحزان فبيتهم الواسع أصبح ضيقاً بغيرهم قد ذبلت زهرة المنزل ولم يبق من ذكراها سوى عبق ريحانها تلاشت معاني المحبة في قلوب أولادها ولم يبق من ابتسامتها سوى الدموع الحارة والسؤال ..
لماذا سجنت أمنا ؟؟
وما جريمتها ؟؟
ومتى تخرج من السجن ؟؟
لتعود إلينا وفي القريب العاجل لأنها أم وحق الأم أنها بحر من الحب لا ينفد وإن أخطأت ونهر من العاطفة لا يجف وإن زلت وشلال من الحنان لا ينقطع بسبب الخطيئة والزلل ..
أنا يا قومُ أمٌ قدْ جنيتُ *** أتيتُ إلى السجون فقد أتيتُ
كواني حرُّ ذنبي واجتياحي *** ونارُ الجراح في قلبي تُميتُ
أظلُ أراقب الساعات حتى *** أراه الموت إني قد هويتُ
متى رؤياكم تشفي فؤادي *** متى تشفى عيوني ما ارتويتُ
ففي قلبي لكم ودٌ وشوقٌ *** وتحنانٌ وحبٌ ما سليتُ
فإن زرتم أيا أبناءِ عادت *** طيور سعادتي قربي تبيتُ
فأمسحُ دمعتي كي لا تروها *** وأدفنُ عبرتي حتى أبيتُ
وإنْ قَرُبَ الوداعُ مددتُ باعي *** إلى كف الشقاء هنا نأيتُ
إلى أمل اللقاء متى أراكم *** ألا فلترحموا قلبي عييتُ
وزوروا أمكم لا تقتلوها *** فجفو الأم يا قومي مقيتُ
--------------------------------------------------------------------------------
قتلت أختي
( حنان ) فتاة مراهقة العمر 18 سنة تعيش مع أهلها برغد وعيش ومال وفير كانت كل أحلامها وأمانيها تكون معلمة أو طبيبة يشارُ لها بالبنان وتتحدث عنها القريبة والصديقة في المجالس والمنتديات تعرفت في بداية جامعتها على زميلة سيئة أكسبتها الخلق السيء والتعامل القبيح مع أهلها فقد بدأت العلاقة مع زميلتها بالمكالمات المطولة عبر الهاتف وجهازها النقال ثم ما لبثت أن تطورت إلى زيارات مشبوهة تحت مسمى الحفلات والصديقات لمناسبة ودون مناسبة !! تدنى المستوى الدراسي لـ ( حنان ) بشكل واضح لمن كان حولها وخاصة أختها الكبرى تقول هذه الفتاة : ....
( في لحظة من اللحظات القاتلة زارتني صديقتي وكنت متعبة بسبب صداع برأسي من السهر المتواصل وقلة النوم أثناء الامتحانات فأعطتني حبة وقالت لي : نصف ساعة وستكونين حنان أخرى صدقتها وفعلت وتناولت وهنا بدأ الإدمان حتى إني لم أعد أتمكن من تركها ليومين متواصلين فأصبحت أطلبها وبكثرة من صديقتي فأشارت علي بما هو أقوى وأحلى وأطول فترة من هذه الحبوب لكنها غالية الثمن فدفعت لها المال الكثير وكل ذلك من ( أمي ) التي كنت أكذب عليها حينا وأسرق منها أحياناً أخرى لا أطيل عليك تطور الأمر فعلمت أختي الكبرى بإدماني على المخدرات وهددتني بأن تخبر أمي وأبي فأصبحت أتهرب منها ومن الغد أخبرت صديقتي بذلك فخفنا كلنا من الفضيحة وكلام الناس ففكرنا بفكرة شيطانية هي أن نورّط أختي معنا بحبة أضعها لها في الشاي دون علمها وهي أختي العزيزة الحنونة التي لم تفعل لي شراً في حياتي لكنها حقيقة صديقة السوء ومشورتها القبيحة وحصل ذلك بنجاح 100% فبكيت بكاءً خرجت منه روحي قبل دموعي ..
ماذا فعلت بأختي ؟؟
ولماذا ؟؟
ومن المستفيد ؟؟
بكيت كثيراً فجاءتني تمسح دمعتي وتقول لا تبكين يا أختي والله لن أخبر أمي وأبي أنا أحبك!!
وهنا انفجرت باكية من طيبتها وحنانها وسلامة قلبها ونسيت أن أختي الآن متعاطية مخدرات وسيعلم أهلي بذلك فماذا أصنع ؟ وماذا أفعل ؟
بقيت ارتجف من الخوف والقلق لقد دخلت أنا وأختي دوامة لا نهاية لها اغلقت الباب عليها حتى استوعبت حالة الإدمان وفجأة دخل والدي فرآها وعرف أنها متعاطية فضربها أمامي ضرباً شديداً وكان ضربه وقسوته أنا الأولى به فأختي مظلومة فنادى أمي وأهانها أمامنا وأصبحت أختي التي جنيت عليها في وضع حرج وسيء فسجنها والدي في البيت خشية العار والفضيحة ولكن تحت ضغط أمي سمح لها بالجامعة فقط يا لله !! يا لها من نهاية سيئة !! لهذا الطريق المظلم أوصلت أختي في ساعات معدودة ولأجل مخدر وأصدقاء وشيطان وهوى ، بعد يومين فقط جآتني أختي تذكرني بكأس الشاي الذي صنعته لها أنه أعجبها وتريد مثله فرفضت بشدة لكنها أصرت عليّ وتوسلت إلي وقبلت قدمي ويدي تماماً كما أفعل مع صديقتي يوم أطلب منها فأعطيتها وهكذا بقيت صديقتي تؤمن لنا الجرعات حتى تدهورت أختي في دراستها بشكل ملحوظ ، وفي يوم من الأيام استدعى رجال الأمن والدي وفي التحقيق أفادوا أن صديقتي المروجة قبض عليها وأنها اعترفت علىّ وأختي وتم القبض علينا ودخلنا معها في دوامة طويلة إيجازها أني أودعت السجن لأني ساهمت معها في البيع والترويج بين صديقاتي ،،،،،،
... لا أطيل ، حكم على القاضي بالسجن ثلاثة أشهر ودخلنا في دوامة طويلة إيجازها أني دمعة من دموع السجينات تلقينا العلاج المناسب لمن هو في حالنا وعاشت أسرتنا بذلك حياة ملؤها الإحراج والقلق من جراء ما فعلت بها ؟؟ وما لذي جرّني لهذا المزلق الخطير التي كانت بسببه أختي ضحية بريئة لا ذنب لها ولا خطيئة ثم كيف لي أن أعيش أيامي القادمة وكلها تشهد على بالجناية والخطأ والزلل كيف لا وأنا الظالمة لنفسي ولأختي ؟! لكن هي رسالة توبة أنقلها عن طريقكم أعاهد ربي فيها بإصلاح ما حصل قدر ما استطيع كي أخفف من جروح أهلي لكنها نهاية مسايرة صديقات السوء وإدمان المخدرات المقيت ونزوات الشيطان اللعين التي أفسدت كثيراً من البيوت وشردت عدداً مخيفاً من الشباب والفتيات وفرقت غير ذلك من الأسر والمجتمعات ففتن العصر وصوارفه وركام الأصوات الهائلة تنادي الفتيات أمثالي للتعالي على أحكام الشرع المطهر في تحريم هذا المخدرات باسم المشروبات الروحية والكيف المنشود وهي حملات مأجورة ومخطط لها تستهدف النيل من فتيات هذا المجتمع وشبابه الذي ينعم بتمسكه بفضائل الشريعة ومبادئها السامية وعفة أهلها وكرامتهم وشكراً لكم !!!!!!!!
--------------------------------------------------------------------------------
سامحتها لعل الله يسامحني
امرأة تبلغ من العمر 35 سنة سجينة في قضية قتل ، لها من الأبناء أربعة ، أرملة قضيتها خيال لا يصدق وأوراق محضرها شؤم وفساد كيف لا !! وابن عمها هو الذي حكى لي القصة بنفسه فكان مما قاله أن بنت عمه السجينة خطبها والده ( عمها ) من أبيها له فرفضت وتزوجت غيره فجنّ جنون عمها كيف ترد ولده وتتزوج من غيره والعادات والتقاليد توجب الالتزام بها لكن هذا ما حصل وبعد 6 سنوات مات والداها وصار المال والتجارة للعم رعاية ومتابعة وكان عادلاً أميناً لكن يقول ابن عمها وبكل صراحة حقدت على بنت عمي من يوم أن ردتني فأوغرت صدر أبي عليها بكلمة حق وكلمات كذب وجمعت من القصص المكذوبة والاتصالات المشبوهه ما جعل والدي يحقد حقداً دفيناً أسوداً على زوج بنت عمي حتى طرده أمام الناس من مجلسه وتحت نظر أولاده الصغار فعلمت بنت عمي بذلك فجاءت بنفسها لوالدي فطردها وهددها بالطلاق منه مهما طال العمر أو قصر فخرجت باكية حسيرة فكان أول عمل ظلم لوالدي هو طردهم من شقة كانوا يعيشون فيها مجاناً من أملاك والدها التي هي الآن من أملاك العم وكان قاسياً وشرساً في إخراجهم من البيت فارتحلوا منه في وضع كئيبٍ ومشهدٍ مبكٍ لكنه الانتقام والله يمهل ولا يهمل فغابت عنا سنتين ثم عادت تطالب بحقها من ميراث والدها فضربها والدي وأهانها وسبها وأخطأ على زوجها فردت عليه بأن زوجها بين الموت والحياة وهو في العناية المركزة بسبب حادث سيارة وتريد مالاً تعيش منه هي وأولادها فرفض وتهكم بها فما كان منها إلا أن رفعت كأساً كان بجانبها فضربته على رأسه وبقوة فقد بسننها الوعي وفارق الحياة ..!!
فلما علم ابن العم بذلك وهو من يروي القصة بكى وجاء بعد فوات الأوان وسجنت بنت العم ومات زوجها – رحمه الله – فأخذ هذا الرجل أولاد بنت عمه وقام على رعايتهم ومصالحهم تحت تعجب من بقية أفراد العائلة وهم لا يعرفون الحقيقة ليحكم عليها بقتل شبه العمد والدية المغلظة فتنازل ابن العم عن الدية ودفع عنها الباقي وأعتق الرقبة التي هي من أنواع الكفارة وسعى بما يستطيع عند المسؤليين أن يخفف عنها وكان يحرص على تنفيذ طلبات الصغار ويذهب بهم لزيارة أمهم لتخرج من السجن تحت كره الأعمام وأبنائهم ليقف معها وبصلابة وقوة ويعيد لها مالها وكافة حقوقها دون نقصان !! فسألته هل مازلت تحبها وترغب في زواجها قال : لا .. لكن وبصراحة أقول : سامحتها لعل الله أن يسامحني ويعفو عني .
--------------------------------------------------------------------------------
أختي سارقة !!!
في اتصال هاتفي من إحدى الفتيات ودموعها تسبق حديثها حكت لي مأساة أختها السجينة وعن حياتها المؤلمة فطلبت منها إعادة الاتصال كي أقيد تفاصيل قصتها فحصل ذلك فكان مما قالته : أن أختها عاشت معها أيام طفولتها الجميلة ثم دراستها الابتدائية وكانت لا ترضى بأقل من تقدير ( ممتاز ) وبالفعل كان التفوق والامتياز حليفها الذي لا يفارقها حتى الثانوية حين تغير مجرى حياتها إذ تعرفت على صداقة سيئة من الفتيات حتى غيروا تفكيرها وآمالها لكن ! وفي يوم من الأيام رأيتها تسرق ذهب والدتي وتأخذه معها للمدرسة وفي المساء أحست أمي بفقدان الذهب فدارت الشكوك على الخادمة أن تكون السارقة وأهينت بشكل قاسي لا يوصف وأنا ساكتة لعل أختي تعيده ومن الغد تفاجأت بحقيبة أختي المدرسية فيها مبلغ كبير يقارب (13) ألف ريال فعرفت عبر مكالمة هاتفية مع صديقتها أن المبلغ هو قيمة ذهب الوالدة وقد باعته صديقتها لكن السؤال المحير لماذا هذا المبلغ ؟؟ وما عساها تريد أن تفعل به ؟؟ علماً بأن أختي انقلبت حياتها إلى هموم وأحزان ، ومصائب ومصاعب ولم تعد كعادتها وهجرت تلاوة القرآن الكريم وأكثرت من السهر وأدمنت متابعة الإنترنت بكثرة حتى غرقت في بحر الشهوات وتاهت في دهاليز الظلمات مما أورثها النكد في العيش والظلمة في القلب والضيق في الصدر ...
وفي المساء ..
سمعتها تتحدث لصديقتها عبر الهاتف يتفقان على شيء مجهول وفي الصباح اعتذرت عن الذهاب للمدرسة لمرضها وهنا راودني الشك بأنها كاذبة وأنها تريد الترتيب لشيء غامض بالترتيب مع صديقتها فسكت ويا ليتني أخبرت والدي لكن ذهبت للمدرسة كعادتي ولما عدت ظهراً لم أجد أختي في غرفتها فأخبرت أمي فسقطت من هول المصيبة مغماً عليها فاتصلت بوالدي وإخواني وأخبرتهم بالقصة كلها منذ رأيتها تسرق الذهب والمبلغ في حقيبتها واتصالات صديقتها المشبوهة .
هنا .. أخذوا أهلي وجدوا في البحث والتحري وبلغوا رجال الأمن حتى خيم المساء بظلامه المخيف وإذ بالهاتف يرن مخبراً بأنه تم العثور عليها ويلزم حضور ولي أمرها فذهب أخي وعاد بدونها مما أصابنا بصدمة قاسية فصرخت في وجهه أين أختي ؟؟ أين هي ؟؟ فهدأ من روعنا وأخبرنا بأنها سجينة ومتهمة ببيع كميات هائلة من الذهب على إحدى المحلات التجارية وشك فيها هي وصديقتها فأبلغ رجال الأمن فقبضوا عليها سيما أنهما حديثتا السن وهنا كانت المفاجأة فقد كانت أختي خامسة العصابة التي تسرق الذهب وتبيعه بأي مبلغ وكانوا يضعون المبالغ لدى أختي ودليل ذلك أن رجال الأمن قاموا بتفتيش غرفتها مع رجوع أخي ووجدوا مبالغ مالية كبيرة مختلفة الفئات ومجموعة من الذهب ويشهد الله أن أختي لم تمارس السرقة حتى تعرفت على هؤلاء الصديقات اللواتي ورطوها فدخلت السجن وهناك استيقظت من غفلتها لكن بعد فوات الأوان ..
حكم عليها بالسجن 4 أشهر وكنا نزورها باستمرار حتى شاء الله وقدر وتوفي الوالد في حادث سيارة قبل خروجها بيومين وذهبت لزيارتها وأخبرتها فبكت بكاءً شديداً على والدي العزيز – رحمه الله – الذي طالما بكى وبكى بسبب جرمها وانحرافها وعانى المرارة والأسى على دخولها السجن وكان اليوم الأول في العزاء مؤرقاً ومخيفاً لنا من سؤال الناس عنها فقد كنا نعلل ذلك بأنها مصابة بانهيار عصبي وأنها في بيت أخي الأكبر لا تستطيع رؤية أحد ويلزمها الراحة كما قال الطبيب وغداً ستكون موجودة وحصل ذلك وخرجت صباح اليوم الثاني لتشاركنا العزاء في مشهد مهيب وتفاصيل مبكية للجميع فقد تغيرت أختي واستقامت ورزقها الله لساناً ذاكراً ووجهاً مضيئاً وكم كانت دعواتها لوالدي لا تفارق مسامعنا أثناء العزاء وكأنها ليست أختي السجينة وصدق الله :
{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ،،،}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى الداعيات إلى الله !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .....!!
لا أعلم كيف أبدأ رسالتي وكيف أكتبها فالخطأ يؤلمني كلما تذكرته فكم هي اللحظات التي يتملكني فيها القلق والخوف من تفاصيل جريمتي التي بكيت بسببها الدم والألم وهل أنا أهل أن أنصح أخواتي الداعيات إلى الله فهي ذكرى وتذكير بحجم المسؤلية المناطة تجاههن فعتابي أين الداعيات إلى الله ؟؟ أهل التوجيهات الإيمانية وصحيح الأحاديث النبوية وأننا بحاجة ماسة إلى حبهن وإحسانهن بالكلمة الطيبة والعبارة الصادقة ,,,,
يا طالبة العلم ويا أستاذة الدعوة :
أنتِ النور لنا في ظلام السجن فلا تحرمينا قلمك وحديثك وقصتك وأنتِ من خالط الإيمان سويداء قلبها فرحمت حالنا ورق فؤادها لمستقبلنا فمهما أخطأنا وزلت بنا القدم فنحن صواحب الخمار والطهر والعفاف وأننا بحاجة لكِ أن تدافعي عن بنات جنسك اللواتي وقعن في الخطأ وكُنَّ حبيسات خلف القضبان فمهما حصل من زلل فنبقى حفيدات عائشة وأسماء وسمية نتأثر بنصيحتك ونعلو بها للقمة ونصحح بها الأخطاء وتُعيد لنا الهمة فتضمدي جراحنا وتمسحين دموعنا وتسعدين خواطرنا ولربما عصفت توجيهاتك بأوهام كاذبة وآمال خادعة سارت بنا إلى دهاليز السجن وظلامه الدامس ..
أخيتي الداعية إلى الله ...
لقد سرَّ خاطري وأثلج صدري عودتي الصادقة للقرآن الكريم فقد كان لي السكينة والوقار وتعديل الخطأ وبُخطى ثابتة فقد كنتُ بدونه ضعيفة الهمة مسرفة على نفسي لم أشعر بحلاوة الإيمان والإخلاص لله وصدقت إحدى الدعيات حين قالت لي :
احفظي القرآن الكريم فإنه علم والعلم نور ونور الله آمانٌ للسائرات !!
وليكن همك وأعظم آمالك توجيهات وعلامات هي :
المنهج : شريعة الله وتعاليم رسوله
الخُلق : الخلق الإسلامي الفاضل
الأدب : الحياء والعفة والطهارة والحجاب
القدوة : أمهات المؤمنين والنساء الصالحات
المحبة : الله ورسوله والمؤمنات
الخلوة : ذكر الله والتلاوة والصلاة والنوافل
الصديقة : كل مسلمة مؤمنة ملتزمة ناصحة
العدو : المخدرات وكل مجلة وقناة وموقع ينشر الرذيلة
الخاتمة : شهادة أن لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ..
الجزاء : أن تكوني في الجنة مع النبيين والصديقين
أختك : السجينة
--------------------------------------------------------------------------------
أم التائبات
أخرج مسلم عن عمران بن حصين قال :
( أن امرأة من جهينة من غامد من الأزد تُنادى ( الغامدية ) جاءت رسول الله وهي حُبلى من الزنا فقالت : يا رسول الله أصبت حداً فأقمه على فدعا نبي الله وليها فقال : أحسن إليها فإذا وضعت فأتني ففعل فأمر بها رسول الله فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال عمر : أتصلي عليها وقد زنت ؟ فقال رسول الله : لقد ثابت توبة لو قُسمت على سبعين من أهل المدينة لو سعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل ؟ )
وفي رواية مسلم وأبي داود قال : فجاءت الغامدية فقالت : يا رسول الله إني زنيت فطهرني وإنه ردها فلما كان من الغد قالت يا رسول الله : لم تردني ؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً فوالله أني لحُبلى فقال : أما لا .. فاذهبي حتى تلدي فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة فقالت : هذا هو قد ولدته فقال : اذهبي فارضعيه حتى تفطميه فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبزة فقالت : هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام كما ترى !! فدفعه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أحد صحابته ثم أمر بها فحُفر لها لصدرها وأُمر الناس فرجموها فأقبل خالد بن الوليد بحجر فضرب رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها ونال منها فسمع ذلك رسول الله سبه إياها فقال : مهلاً يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مُكس لغُفر له ثم أمر بها فصلي عليها ودُفنت .
سبحان الله .......
عجيبٌ أمر هذه الصحابية كان بإمكانها وهي التي زنت بظلمة الليل في ضعف من إيمانها لا أحد يراها إلا الله وكان يكفيها أن تستغفر الله وترجع إليه خائفة باكية نادمة ولكنه الإيمان إذا خالط بشاشة النفوس الزكية العارفة بالله عز وجل .
أم التائبات ..
أنموذج صادقٌ للعودة إلى الله فلم يثنها عن التوبة حملها وولادتها ورضاعة ولدها وحضانته ولم يثنها كذلك استغاثة طفلها وعيناه تذرفان وهو ينتزع من بين يديها ليكون بعده الفراق الذي لا لقاء بعده ..
أم التائبات ..
توجعت من ألم الحجارة وكأن سلوانها وعزاؤها الرضى ولذة الإنابة ..لقد سالت الدماء وشحب لونها الأحمر من جسدها الطاهر ليغسل ذنوبها وخطاياها كيف لا !؟ وقد هوى جسدها وانهارات قواها من شدة الرجم والإعياء معلناً ومنادياً التائبات أن يلاحقوا قبل فوات الأوان وأن يبعدن عن أجسادهنَّ رجز الشيطان وركام الذنوب فقد رسمت لهنَّ الخطى الصادقة لطريق التوبة فشملت رحمة الله روحها الطاهرة وكفاها فخراً أن توبتها وسعت سبعين من خيرة هذه الأمة ,,,,,,,,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول لأننا لم نعطيهم حق في كتاباتنا

يسألوني ليه أحبك @ysalony_lyh_ahbk
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
وفقــكِ الله وسدد الله خطــــاكِ