**مرفأ** @mrfa
عضوة شرف في عالم حواء
دمــــوع المـــرأة التي لا تجـف *سبـــاق النخبــة*
بسم الله الرحمن الرحيم
دموع المرأة التي لا تجف
"قراءة أدبية في أعماق النفس البشرية"
مدخل :
لحظة الولادة..
لحظة الإحساس بالحياة..
لحظة يعلو فيها صوت الوليد..بنغمة الحياة..
منطلقاً بها إلى عالم جديد..
فكانت اندفاعية الحضور
صرخة مدوية بكل طاقة الأنا والوجود
.
.
فتبتسم الوجوه..معلنة ببدء حياته..
البكاء لغة الحياة..
51
9K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
**مرفأ**
•
عزيزتي صوت العدالة ..
قد يكون في مصادقة الدموع دوناً عن البشر..راحة للنفس الحساسة
والتي لا تقوى على إدخال الحزن على الآخرين بهمومها..
وربما لا تريد أن تتأذى من فهم خاطئ..أو لوم..
فتكتفي بالدموع كأصدق صديق..ينتزع الألم بسلاسة الهطول..!!
لكن حقيقة يا صوت
في داخلي احترام لتلك الفتاة
فهي وجدت لنفسها طريقا للتعامل مع أحزانها,بهدوء وصمت..
دون أن يؤثر حزنها على غيرها.
فما رأيك بمن يقتل إحساسه وحاجته للبكاء..؟!!
العدسة الثانية :دمــوع الجليد ... !!!
عزيزتي صوت ..
هل تأملتِ جبل الجليد؟
هل أغراك بسحره..وتماسكه..وارتفاعه..وهدو ئه..!!
تأمليه..إنه يشعرني بالبرد..برجفة الإنفراد والوحدة..
بالصمت والانعزال..وغربة الإحساس..!!
أراضيه خاليه مهجورة..
لا يزوره إلا من عرف رقته وخبر حساسيته..وصدق ألمه..واحترم جموده
فعرف كيف يسير معه وخلاله دون أن يثير كوامنه !!
أو جاهل بالعمق..مر كأنما يمر بجبال الصحاري الحجرية
فأوغر كلماته بكل قوة..فانفجر به الجليد وغرق بانهياره..!!
هل المرأة التي لا تبكي..امرأة من جليد؟!
لا تسري بداخلها المشاعر والأحاسيس..امرأة من قالبٍ متجمد..!!
أم أن حُكم البشر خذلها..فأسقطت أجمل تعابيرها إلى وادي الجمود
هل ضيق عليها المجتمع..بنظرته المهزوزة لمن يبكي..وأنكروا عليها طبيعتها
فتمثلت بجبل الجليد..الذي يظهر شامخاً..لكنه بلا حياة..
هل نريد امرأة كجبل..لكنه جبل ضعيف مهزوز..
هل تعرفين كيف ينهار الجليد؟
كيف يثور مرة فيغرق كل شيء معه
ويبتلع كل ما في طريقة..
دون أن يوقفه شيء
تاركاً خلفه أكواما من حطام ..
ودافناً تحته امرأة فقدت كينونتها..
لو منحنا الجليد فرصة للذوبان كل فترة..
وفرصة للمرأة لكي ترتاح كل فترة..
لأمنا على صحتها من الانهيار..
ولأسعدناها وأسعدتنا..
ولتكن دعوتنا عزيزتي صوت بأن نحترم طبيعة المرأة..
التي لها غدداً دمعية أكثر من الرجل..
ونتركها تعبر بطريقتها التي خلقها الله عليها
دون لوم..أو عتاب..أو استهزاء..أو انتقاص منها بأي شكل..
يقول الشاعر:
لم يخلق الله الدمع لامرئ عبثاً .. الله أدرى بلوعةِ الحزنِ
قد يكون في مصادقة الدموع دوناً عن البشر..راحة للنفس الحساسة
والتي لا تقوى على إدخال الحزن على الآخرين بهمومها..
وربما لا تريد أن تتأذى من فهم خاطئ..أو لوم..
فتكتفي بالدموع كأصدق صديق..ينتزع الألم بسلاسة الهطول..!!
لكن حقيقة يا صوت
في داخلي احترام لتلك الفتاة
فهي وجدت لنفسها طريقا للتعامل مع أحزانها,بهدوء وصمت..
دون أن يؤثر حزنها على غيرها.
فما رأيك بمن يقتل إحساسه وحاجته للبكاء..؟!!
العدسة الثانية :دمــوع الجليد ... !!!
عزيزتي صوت ..
هل تأملتِ جبل الجليد؟
هل أغراك بسحره..وتماسكه..وارتفاعه..وهدو ئه..!!
تأمليه..إنه يشعرني بالبرد..برجفة الإنفراد والوحدة..
بالصمت والانعزال..وغربة الإحساس..!!
أراضيه خاليه مهجورة..
لا يزوره إلا من عرف رقته وخبر حساسيته..وصدق ألمه..واحترم جموده
فعرف كيف يسير معه وخلاله دون أن يثير كوامنه !!
أو جاهل بالعمق..مر كأنما يمر بجبال الصحاري الحجرية
فأوغر كلماته بكل قوة..فانفجر به الجليد وغرق بانهياره..!!
هل المرأة التي لا تبكي..امرأة من جليد؟!
لا تسري بداخلها المشاعر والأحاسيس..امرأة من قالبٍ متجمد..!!
أم أن حُكم البشر خذلها..فأسقطت أجمل تعابيرها إلى وادي الجمود
هل ضيق عليها المجتمع..بنظرته المهزوزة لمن يبكي..وأنكروا عليها طبيعتها
فتمثلت بجبل الجليد..الذي يظهر شامخاً..لكنه بلا حياة..
هل نريد امرأة كجبل..لكنه جبل ضعيف مهزوز..
هل تعرفين كيف ينهار الجليد؟
كيف يثور مرة فيغرق كل شيء معه
ويبتلع كل ما في طريقة..
دون أن يوقفه شيء
تاركاً خلفه أكواما من حطام ..
ودافناً تحته امرأة فقدت كينونتها..
لو منحنا الجليد فرصة للذوبان كل فترة..
وفرصة للمرأة لكي ترتاح كل فترة..
لأمنا على صحتها من الانهيار..
ولأسعدناها وأسعدتنا..
ولتكن دعوتنا عزيزتي صوت بأن نحترم طبيعة المرأة..
التي لها غدداً دمعية أكثر من الرجل..
ونتركها تعبر بطريقتها التي خلقها الله عليها
دون لوم..أو عتاب..أو استهزاء..أو انتقاص منها بأي شكل..
يقول الشاعر:
لم يخلق الله الدمع لامرئ عبثاً .. الله أدرى بلوعةِ الحزنِ
عزيزتي مرفأ ...
حديثك ذو شجون حقـاً.. فكم هي الدموع الحبيسة ألماً لصاحبتها أكثر مما نراه
نحن في قوّتها.... أتعلمين؟!!!
استوقفني الشعور بالألم الداخلي الذي تشعر به المرأة أو من أسميتها المرأة الجليد
فبالرغم مما بها من آلام فهي تلف دموعها داخل قلبها مخفية ما بها من حرقة..
لتداري أحزانها خوفاً من مجتمعها..
ووقفت أنظر وأفرق بين ما حملته عدستي لك اليوم وبين ما ذكرته لي منذ لحظات..
يا للعجب حقـاً..
العدسة الثالثة : الدموع التي يترجمها الإحساس..
عزيزتي مرفأ..
ما أقسى الموقف الذي رأيته....بل ما أشدّ الألم الذي تدفق من قلبي ليترجم هذا الإحساس
الدموع التي تساقطت حارّة على خداي..لم يكن الموقف لي خاصـاً..!!
ولكنه شعور انتقل لي بمجرد رؤية دموع تلك السيدة..التي ضربت كفـاً بكفّ..
وقالت بصوت مرتفع متحشرج:مااات..ماااات..انتهى..ماتوا أحبابنا..
لم يعد لدينا أحباااب..
وأجهشت بالبكاء..بكاء فقد..بكاء ألم..بكاء ذكريات واراها التراب..
أواه كم هو ألم الفراق صعب...وليس أي فُراق..بل فراقـاً لا أمل فيه باللقاء على ظهر هذه الدنيا...
رأيتُ دموعها تتوالى دون توقف..وعينيها تغرقان في بحرها...كم تألمتُ كثيرًا لحالها.. فالموقف
الذي تعايشه ليس سهلا أبدًا..
أتدرين يا مرفأ..؟!!
استوقفتني كثيرًا دموع الفقد..فتذكرت ما مرّ بي وأنا أتصفح السيرة النبوية.. حين بكى رسول الله
على ولده إبراهيم..فتعجب أحد الصحابة فردّ عليه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه :
" إنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون "
الله ما هذه المشاعر التي سطرها حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
في كلمات بسيطة..تقع في القلب كما تقع صفحات الورود المخملية على خدودنا..
تنهدتُ بألم وحزن..وأغمضتُ عيني..تاركة سفينة أفكاري تبحر بي في شرود رهيب حول هذه
الدموع التي ترسلها المرأة إذا ما تألمت وجُرحت جَرحاً معنوياً..
فكم من امرأة طرق الحزن باب قلبها فلم تجد ما يترجم حزنها سوى قطرات سطع لهيبها
على صفحة خدها...
إنها دموع مختلفة عن كلّ الدموع..فهي دمعة تنزف جرحاً غائرًا..
فإما أن تكون هذه الدمعة دمعة شعور بالغدر والخيانةلوفاء وإخلاص دام سنوات..سنوات أفنت
صحتها وشبابها من أجل زوجها الذي ظنته صديقها وحبيبها المخلص
يا الله ُترى كم دمعة تذرفها المرأة التي شعرت بطعم الغدر....آآآآآآآآآآآآه ... لااا مهلا ...
يا عزيزتي مرفأ ..فدموع الألم لا تقف فقط عند الخيانة أو الفراق الأبدي..
بل تتعدى إلى أكثر من ذلك..فمن الممكن أن تكون دموع قهر أو ظلم..
دموع ألم الجوع أو حرب .. ياااه ... أتذكر أخواتنا في كلّ مكان في بقاع هذه الأرض ..
كم يقاسين و يعانين..وبحجم معاناتهنّ..تكبر دموعهنّ يومـاً بعد يوم..
فتحتُ عيني مستيقظة من أفكاري التي أخذتني بعيداً.. بعيداً جداًعلى صوت ضعيف يترحم على
جثمان مغطى بغطاء أبيض تجره ممرضتان..إنها تلك السيدة...تجفف دمعة
بقيت لتشهد بعظم الألم..
ولكنّ ما أصعبها من دمعة حارة قاسية..وصل لهيبها إلى قلبي..
**مرفأ**
•
وصل إحساسك بالألم إلى قلبي أيضاً..
وذكرتني بأحباب رحلوا..
ومازال فقدهم يغذي دموعي .. كل مرة اذكرهم
رحمهم الله وأموات المسلمين جميعاً..
عزيزتي صوت العدالة..
عدستك الأخيرة التقطت الدموع الأكثر ألماً..
فهل هناك أقسى من الفقد..فما بالك بمن يعايش
فقداً كل يوم..!!
لأخواتنا المسلمات اللواتي يواجهن معايشة يومية للحرب
وللألم والفقد والجوع والعطش
والمرض والموت البطيء..
فلهم الدعاء الصادق بالنصر والفرج القريب.
عزيزتي صوت..
في رحلتي الأخيرة لبيت الله الحرام..التقطت عدستي هذه الصورة
العدسة الرابعة : حين تشرق الدمعة من الروح ...
كنتُ أقف أمام الكعبة المشرفة استشعر عظمة المكان ..
فهيبة الكعبة ودوران الطائفين..وأصوات الداعين..وجنسيات الناس المختلفة تجعلك تتأملين
بانبهار كيف اجتمع كل هؤلاء الناس من كل مكان في أصقاع الأرض..في مكان واحد
تاركين خلفهم كل شيء..
مقبلين بكل شيء..
هل تعرفين ما أدهشني حقاً..؟!
وحدة الدموع في هذا المكان..
رأيت شيخاً كبيرا بلل الدمع تجاعيد وجهه ويبتسم بصمت اشعر به يقول :
جئت بيتك يا الله..كم كنت انتظر هذه اللحظة..
وامرأة يمسك ابنها بكرسي ذو عجلات يحاول أن يجلسها عليه..
وهي تبكي وتطلبه تركها تتعبد الله بكل ما بقي لها من قوة..
رأيت نساءً كثيراً ورجالاً يتمسكون بأستار الكعبة يبكون
هزتني روحانية المشاعر..ووحدانية الاتجاه..
كلها دموع تطلب الله ..ترجو الرحمن..تخاف الله..
كلها دموع لرضا الله..
فما أطهرها من دموع...ترجو رضا الإله...
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم ـقال:
"
من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذب يوم القيامة".رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
وذكرتني بأحباب رحلوا..
ومازال فقدهم يغذي دموعي .. كل مرة اذكرهم
رحمهم الله وأموات المسلمين جميعاً..
عزيزتي صوت العدالة..
عدستك الأخيرة التقطت الدموع الأكثر ألماً..
فهل هناك أقسى من الفقد..فما بالك بمن يعايش
فقداً كل يوم..!!
لأخواتنا المسلمات اللواتي يواجهن معايشة يومية للحرب
وللألم والفقد والجوع والعطش
والمرض والموت البطيء..
فلهم الدعاء الصادق بالنصر والفرج القريب.
عزيزتي صوت..
في رحلتي الأخيرة لبيت الله الحرام..التقطت عدستي هذه الصورة
العدسة الرابعة : حين تشرق الدمعة من الروح ...
كنتُ أقف أمام الكعبة المشرفة استشعر عظمة المكان ..
فهيبة الكعبة ودوران الطائفين..وأصوات الداعين..وجنسيات الناس المختلفة تجعلك تتأملين
بانبهار كيف اجتمع كل هؤلاء الناس من كل مكان في أصقاع الأرض..في مكان واحد
تاركين خلفهم كل شيء..
مقبلين بكل شيء..
هل تعرفين ما أدهشني حقاً..؟!
وحدة الدموع في هذا المكان..
رأيت شيخاً كبيرا بلل الدمع تجاعيد وجهه ويبتسم بصمت اشعر به يقول :
جئت بيتك يا الله..كم كنت انتظر هذه اللحظة..
وامرأة يمسك ابنها بكرسي ذو عجلات يحاول أن يجلسها عليه..
وهي تبكي وتطلبه تركها تتعبد الله بكل ما بقي لها من قوة..
رأيت نساءً كثيراً ورجالاً يتمسكون بأستار الكعبة يبكون
هزتني روحانية المشاعر..ووحدانية الاتجاه..
كلها دموع تطلب الله ..ترجو الرحمن..تخاف الله..
كلها دموع لرضا الله..
فما أطهرها من دموع...ترجو رضا الإله...
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم ـقال:
"
من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذب يوم القيامة".رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
ما أعذب حديثك يا مرفأ ...
بل ما أجمل الدموع التي تشرق بالروح وتسمو بها إلى بارئها..
إنها فعلا الدموع التي نحتاجها لنغسل قلوبنا..
أيتها العزيزة مرفأ...
كم هي الحياة التي نحياها غريبة...وكم هي المرأة أغرب وأعظم لغز قابله آدم في حياته..
امرأة تتعجب من امرأة مثلها..أرأيت ِ كيف هي الحياة غريبة..؟!!
ولستُ أدري إن كنت قد مررتِ بما سأحدثك عنه أم لا..ولكنّ عدستي التقطت هذا الموقف..
العدسة الخامسة : دموع من كوكب الزهرة..
جلستُ بقربها منهكة..متعبة من أثر العمل..فإذا هي تفاجئني بقولها:أشعر برغبة في البكاء..
تعجبتُ كثيرًا مما قالت..فقلت لها بسرعة ممزوجة بدهشة:...لماذا..؟!
قالت:لست أدري..
قلت بسرعة:هل حدث شيء..؟!
ردت بهدوء: لا..ولكني أرغب في البكاء..
ابتسمتُ بتعجب وقلت في نفسي:فعلا إنّ المرأة إن لم تجـد شيئـاً تبكي عليه لبحثت هي عن الدموع..
بل لبحثت عن شيء يبكيها..
نهضتْ من أمامي وهي تريد أن تذرف بعض الدموع.. حينها شعرتُ بأنّ أفكاري بدأت تتوارد..
وتساؤلاتي استحالت لنثار على ورق..أمعقول أن يكون للمرأة والدمعة قصة..؟!
أم هو رابط قوي يربطهما ببعض دون أن يشعران بذلك..؟!
وحقيقة هذا ما أراه..فللدمعة مع المرأة قصة جميلة..هي قصة المشاعر التي تكنها المرأة.. حتى
لو كانت بلا سبب يذكـر...أو سبب مهم..المهم أن تبكي..وأن تذرف الدمع الغزير..حتى لو سجنت
نفسها في أحلام اليقظة لتبكي قليلا..ثمّ تعود لتمارس حياتها بشكل طبيعي..
وصدقيني عزيزتي مرفأ.. أعتقـد أنّ هذا الأمر بالنسبة للمرأة أمر عادي لأنّ المرأة التي لا تبكي
لا تكون على طبيعتها .. فالمرأة هي هذه الدمعة.. هي المشاعر المتحركة..
قد تعجبين مما أقول..ولكنها الحقيقة..لقد سبق وبكيت مرات بدون سبب ولم أجد تفسيراً سوى أنني
كنت بحاجة إلى البكـاء.. يا للصداقة الغريبة التي جمعت المرأة بالدموع ..
فحين لا تبحث عنها الدمعات تبحث هي عنها..مشاعر مختلطة...مشاعر مضطربة..لست أدري
وقتها فيما إذا كانت هذه الدموع وهذه القطرات قطرت ألم..أم ارتياح..أم هي روحانيات تشعر بها
المرأة..لست أدري.. !!!!
ولكنها دموع منطلقة دونما سبب .. دموع مهاجرة كذلك الطائر الحبيس الذي ما إن نطلقه حتى
يحلق مهاجرًا مبتعدًا عن ذلك القفص .. لا تجـد لها المرأة تفسيرًا في أغلب الأحيان..
إنها أغرب دموع تتلون وتتشكل بحسب الإحساس الغريب..الذي تشعر به..
فقد تكون باردة كالثلج..وقد تكون حارة كالنار..
دموع تشتاق لها المرأة كاشتياق زهرة ذابلة لقطرات ترويها وتنعشها..
أجل عزيزتي مرفأ..
فأحيانـاً تبكي المرأة لسبب تافه لا قيمة له..ولكننا نعلل استغرابنا ببكائها السريع بأنها قد
تتعرض لضغوط شديدة لهول ما نرى من دمعات تسكب وتتوالى في السقوط واحدة تلو الأخرى ....
ولكنّ الحقيقة التي نرفضها أو نرفض تصديقها ... هو أنه لا شيء سوى ذلك السبب الذي نراه نحن
تافهاً أو غير مبكِ على الإطلاق ... فبعد البحث والتقصي لم أجد سوى ... ولع المرأة بالدموع
وشعورها بأنها جزء منها تحتاجها بين الحين والآخـر...ربما لأنها تشعرها بأنها ما تزال تحمل
مشاعر دافئة..كما يقول الشاعر:
إني أحـبـــك عنــدمـــا تبكـــينا
وأحب وجهـــك غائما وحزينـا
بعض النساء وجوههن جمـيلة
وتصير أجمل..عنــدمـــا يبكيـنا
أو ربما لأنها تريد أن تحقق جزءًا لا تفهمه هي من طبيعتها كأنثى..
حقـاً حرت في هذه الدموع..وسببها..!!!
الصفحة الأخيرة
عزيزتي مرفأ ....
بينما كنت أسير وأحمل عدستي الخاصة ...التقطتُ هذه الصورة..
وأحببتُ أن أكتب خلفها ما جسدتُه الحياة على وجوهنا
وما انعكست به أنفسنا..وما اختلفت فيه مفاهيمنا
أريد منك أن تشاطريني رأيك..وتخبريني ما التقطت عدستك..
فإليك غاليتي ما رأيت..
العدسة الأولى : حين نتنفس دموعــًا..
تدحرجتْ بسرعة للهاوية حتى رأيتُ رذاذها يتبعثر ومن ثمّ يختفي ويجفّ بسرعة رهيبة..
هذه القطرة الصغيرة التي تلتها قطرات تتوه بين أصابعها وتختفي..حيث بدا لي أنّ مدادها
لن يجفّ..أخذت أنظر إلى قسمات تلك الفتاة التي تنشج بقهـر,ولكن بهدوء
اقتربتُ منها وأنا ألمح على قسماتها ابتسامة خفيفة,حيث تلتها تنهيدة عميقة..
وما إن سألتها: ما بكِ..؟!!!
ردّت بابتسامة :لا... لا شيء...لقد ارتحتُ الآن
ثمّ عاودتْ لتتنهد مرة أخرى وتبتسم بهدوء...كم مرة رأيتها على هذه الحال..؟!!
ولكن لا حديث ينفس عن قلبها ويودع همومها في مكان سحيق لا عودة منه..
انطلق قطار أفكاري بذهــول..هل ارتاحت حقــاً..؟!!!
يا لهذه القطرة الصغيرة التي تنطلق من أعماقنا لتخرج مكنونات أنفسنا..!
هي قصة عجيبة انطلقت من القلب
لتتنفس جفوننا هذه الدمعات التي هي قصيرة الحياة بالرغم من أنها طويلة الذكرى
ابتسمتُ وأنا أتعجب مسايرة أفكاري..
حقـاً كم هو جميل أن نرتاح بقليل من هذه الدموع..بل هي متنفس لنا في كثير من الأحيان..
ولكن استوقفني أمر جال في خاطري..يا مرفــأ..
وهو أن نظل نتنفس في الهواء الطلق ولا يتردد سوى صوت قطرات الدموع
لترتدّ إلينا بألم أشدّ..
أشعر بأنه أمـــر صعب..
لابدّ من شخص معي أتحدث إليه أبثه بعضـًا من أحزاني
فلا غنى لي عـمّن حولي بعد الله...أتساءل في قرارة نفسي كثيرًا..
كم امرأة تخرج مكنونات نفسها عن طريق الدموع..الدموع ولا غير..
وهي ترى أنّ هذا مريح لها تمامـاً..
ألا توافقينني يا مرفأ بأنّ هناك ساعة انفجار إذا ما استمرت المرأة على ذلك..؟!!