بسم الله الرحمن الرحيم
نكمل .......
السعادة في العيش مع الأسرة والزوج
وتضرب أخرى صفحا عن التمثيل وتطلق نفسها منه إلى غير رجعة، وعندما سئلت عن الفن إذا بها تقول: "فن إيه. لقد أعطاني البيت وأعطتني الأسرة من راحة بال وطمأنينة وهدوء ما لم يمنحه لي الفن خمسة عشر عاماً. صار عندي الوقت لرعاية زوجي وأطفالي. صار عندي وقت طويل للإحساس بالحب والأمان والاستقرار، ثم تقول: الأمان الذي أعنيه انتقالي من الأسود إلى الأبيض، من الضباب والرياح العاتية إلى الصفاء والهدوء، من البكاء والحزن والخوف إلى الفرح والطمأنينة والدفء"، وتعلن في نهاية حديثها قولها: "أنا سعيدة جداً بكوني زوجاً وأماً أكثر مما يسعدني أن أكون فنانة !".
ترك التمثيل الضالة المنشودة
وممثلة أخرى تقرر وتقول بعد سنوات من العمل في التمثيل: بعد قراءات واتصالات بأحد الدعاة إلى الله تعالى قررت اعتزالي هذا العفن نهائياً وإعلان توبتي إلى الله عز وجل واكتشفت أن هذا التصرف هو ضالتي المنشودة التي كنت أبحث عنها من سنوات ثم وجدتها بحمد الله ".
وتعلن الحكم على الفن بعد أن خاضت تجربته وعرفت ما فيه من الفساد فتقول: "إنه حرام. ونحن نقول إنه حرام بعد أن خضنا تجربته، وعندنا الدليل، والحجة على ذلك، فما يجري في الوسط الفني حالياً لا يمكن أن يمت للدين بصلة، فالإسلام يحضنا على الالتزام، والصدق، والنقاء والفضيلة، والفن اليوم يدعو إلى ضد ذلك ".
أجمل شيء القرب من الله- تعالى- والبكاء بين يديه
وهكذا تتوالى توبات الفنانات من الممثلات كأنها السيل الجارف، تأتي من تقرر وتقول بعد خوضها معركة التمثيل والشقاء: "لقد اكتشفت أنه ليس هناك أجمل ولا أفضل من التقرب إلى الله تعالى وبكيت ودعوت الله أن يهديني، ويأخذ بيدي إلى طريق الحق، حتى كان يوم من الأيام التي لا أنساها، كنت على موعد مع درس من دروس الإيمان مع أحد الدعاة، فإذا باللقاء يمتد لأكثر من ثلاث ساعات، شعرت فيها بشعور يصعب علي تفسيره، وعدت إلى منزلي، وصليت الظهر، وبكيت كما لم أبك من قبل ودعوت الله أن يلهمني رشدي، وأن يباعد بيني وبين الشيطان، وأمسكت بالمصحف وقرأت قوله تعالى: {سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها ءايات بينات لعلكم تذكرون} ، فكان قرار الحجاب الذي نبع عن عقيدة وعزيمة بعدما علمت بفرضيته، ودون مناقشة امتثلت لأمر الله تعالى.
أيتها الأخوات:
والعجب أن الأمر لم يقتصر على أهل الشرق لأنهم مسلمون والمسلم بطبيعته يريد الاحتشام ويأبى التفسخ والانحلال، ولكن العجب كل العجب أن ترى التذمر من حياة السفور والحسور صادرا من بلاد الغرب الذي بلغ من التهتك والفساد مبلغا عظيمة، لقد قرأنا وسمعنا عن نماذج من تلك النسوة الغربيات اللاتي تركن حياة التمثيل والفساد لما رأين ما فيه من الخلاعة وقلة الحياء.
احذري المجد!
* هذه ممثلة أمريكية كتبت رسالة تبين فيها التعاسة التي لحقتها عندما التحقت بالتمثيل، وتحذر منه، فتقول موجهة تلك الرسالة إلى فتاة أرسلت إليها تطلب نصيحتها عن الطريق إلى التمثيل، تقول: "احذري المجد. احذري كل ما يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أما، إني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية على كل شيء. إن سعادة المرأة في الحياة الشريفة الطاهرة. بل إن هذه الحياة لهي رمز سعادة المرأة، بل الإنسانية! ".
التمثيل جنون
* وممثلة غربية أخرى تصف حياة التمثيل بأنها جنون، تقول: لقد عشت عشر سنوات مجنونة، اتسمت بالتجاوزات والإفراط، وفي تلك الفترة زالت كل أوهامي. والشهرة التي حققتها كانت مجرد صدفة وسوء فهم، أما الصفة التي ألصقها بي الجمهور وأجهزة الإعلام، فلم أكن أرغب فيها، لكن كل هذا حدث لي رغما عني.
- لقد سئمتهم- تعني الرجال- فلم أعد أنتظر منهم شيئا، ولدي الانطباع بأنني فقدت أنوثتي تماما.
- العالم يصر أن أكون عارية، وأنا أفضل الاحتفاظ بملابسي حتى لو انصرف عني رجال الإنتاج فلن أتراجع عن القرار الذي اتخذته!!
ممثلة فرنسية تنتفض أمام الكاميرا
* وتروي الأخبار لنا كيف انتقضت ممثلة فرنسية أمام الممثل والمخرج كالأسد المفترس، فوصفتهم بأنهم كلاب لا يريدون إلا جسدها، ثم تنفجر بالبكاء، تقول الرواية: "بينما كانت ممثلة فرنسية تمثل مشهدا عاريا أمام الكاميرا ثارت ثورة عارمة تنبئ برجوعها عن هذا الفساد، لقد صاحت في وجه الممثل والمخرج قائلة: أيها الكلاب، أنتم الرجال، لا تريدون منا نحن النساء إلا أجسادنا حتى تصبحوا من أصحاب الملايين على حسابنا، ثم انفجرت باكية! ".
التمثيل مأساة
* وممثلة فرنسية أخرى تصف حياتها السابقة في التمثيل بأنها مأساة وأنها هي نفسها كانت سافلة، لقد ظهرت في التلفاز الفرنسي تروي أخبارها بصوت حزين والدموع تملا عينيها وهي تقول: "إن العمر يمضي بالإنسان ليصبح عجوزا وحيدا، ويموت في هدوء بعيدا عن الأضواء والشهرة- إنها مأساة وحدتي، ولك أن تتصورني وحيدة في الليل أتمدد علي سريري وأبكي وصدقني، إن ألف رسالة إعجاب وتأييد لا تساوي ذراع رجل (زوج) تحيطني وتشجعني على مجابهة الأيام.. إنها حياة قاسية.. ولك أن تتصور كيف تمضي أيامي وليالي وأنا أبكي.
كنت غارقة في الفساد الذي أصبحت في وقت رمزا له. لكن المغارقة أن الناس أحبوني عارية، ورجموني عندما تبت. عندما أشاهد الآن أحد أفلامي السابقة فإني أبصق على نفسي، وأقفل الجهاز فورا. كم كنت سافلة!!! "
التمثيل موت
أيها الأخوة، أيتها الأخوات المؤمنات:
هل وقفت بعد دموع التائبات من هؤلاء الممثلات.. لا، لقد وصفت إحداهن نفسها مع زوجها بأنها من الموتى، وصدقت إن في التمثيل موتا وألف موت، لا تتوقف نبضات قلبها عن الحركة لكن يموت حياؤها، تموت مروءتها، تموت نسمات الخير والحشمة والوقار في قلبها، تموت العزيمة على الإحسان والغيرة على العرض من كل قلبها، وصدق الله: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله } تقول تلك الممثلة العربية رغم شهرتها وكثرة مالها وهي داخلة على زوجها: "يا فلان، أحس أننا موتى! ".
أجل إنها تقرر أن الشهرة الواسعة التي تحققت لها نتيجة عملها بالتمثيل لم تكن لتشعرها بالحياة.
والمال الوافر الذي كان يأتيها أجرا لها على التمثيل لم يكن يمنحها الحياة. واللباس الفاخر الأنيق الذي كانت ترتديه.. ما كان يدل على الحياة. وأكلها وشربها وزواجها وجميع مظاهر عيشها.. لم يكن يمنحها أي شعور بالحياة.. لقد كانت رغم هذا كله تحس أنها ميتة، ميتة.
والسؤال: متى شعرت بالحياة الحقيقية؟
متى زال عنها القلق والاضطراب؟
والجواب: أحست بالحياة عندما عادت إلى ربها، عندها ذاقت طعم الحياة، وذاقت طعم السعادة، وكأنما هي تقول لبنات المسلمين جميعا:
يا ابنـتي إن أردت آيـة حسـن وجمـالا يـزين جسما وعقلا
فانبـذي عـادة التـبرج نبـذا فجمال النفوس أسمى وأغـلى
يصنـع الصـانعون وردا ولـكن وردة الروض لا تضارع شكلا
صبغة الله صـبغة تبـهر النفـس تعـالى الإلـه عـز وجـلا
زينة الوجه أن تـرى العـين فيه شرفاً يسـحر العيـون ونبـلاً
واجعلي شيمة الحيـاء خمــاراً فهـو بالغـادة الكـريمة أولى
ليس للبنت في السـعادة حـظ إن تناءى الحيــاء عنها وولى
والبسي من عفاف نفسـك ثوباً كـل ثوب سـواه يفنى ويبلى
وإذا ما رأيت بؤسـا فجـودي بدموع الإحسان يهطلن هطلا
فدموع الإحسان أنضـر في الخد وأبهى مـن الـلآلي وأغـلى
وانظري في الضمير إن شئت مرآة ففيـه تبـدو النفـوس وتجلى
ذاك نصحي إلى فتـاتي وسـؤلي وابنتي لا تـرد لـلأب سـؤلا
نعم إن تلك الحقيقة التي اعترفت بها تلك الممثلة التائبة، وهي أن الإنسان لا يكون حياً الحياة الحقيقية إلا عندما يعود إلى دينه وشريعته، هذه الحقيقية هي التي قررها الله عز وجل في القرآن: {يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم } .
إنها دعوة إلى الحياة بكل صور الحياة، وبكل معاني الحياة.
إنها دعوة إلى عقيدة تحيي القلوب والعقول، وتطلقها من قيود الجهل والخرافة، ومن ضغط الوهم والأسطورة، ومن الخضوع المذل للأسباب الظاهرة والحتميات القاهرة، ومن العبودية لغير الله، والمذلة للعبد أو الشهوات سواء.
إن هذا الدين منهج حياة كاملة، منهج واقعي تنمو الحياة في ظله وتترقى، ومن ثم هو دعوة للحياة في كل صورها وأشكالها، وفي كل مجالاتها ودلالاتها. لقد وفقت تلك التائبة عندما وصفت حياة التمثيل بأنها موت، موت رغم نبض قلبها، والدماء التي تسري في عروقها، موت لأنها كانت غافلة عن الله تعالى المحيي، موت لأنها كانت منقطعة الصلة بدينها وعقيدتها.
إنها فرصة لتذكير جميع المسلمات المنخدعات ببهرج الدنيا، المفتونات بالسير وراء الشهيرات، تذكيرهن بأن هؤلاء اللواتي تملأ صدورهن صفحات المجلات، ويكثر ظهورهن على شاشات دور الخيالة والرائي، صاحبات الدخول المالية الكبيرة لسن سوى موتى، موتى في أجساد حية.
حياة المرأة في حجابها الساتر
يا أيها الأخوة والأخوات:
إن كل ما سقته من ندم هؤلاء التائبات من أهل الفن قرر ويؤكد لكل مسلمة أن حياتها في حجابها الساتر، في خمارها وعباءتها، في ستر كل ذرة في جسمها، والتسليم لذلك بقلب صادق دون نقاش أو جدال.
فلماذا يوجد في بنات المسلمين من تناقش وتجادل وتعلل وتبرر، وتؤجل وتسوف؟ لماذا؟ وإلى متى؟
لقد حسمت هؤلاء الممثلات الموضوع، وتركن المال والشهرة من أجل الحجاب، من أجل الستر والحشمة، من أجل العفاف والطهر، فمن أجل ماذا تؤجل بعض بنات المسلمين هذا الحسم؟ بل لماذا تصر الكثيرات على السفر للسياحة في بلاد الكفر، حيث تخلع الواحدة الفضيلة والشرف، وتلبس الفسق والرذيلة وهي لا تزال في الطائرة معلقة بين السماء والأرض، وتنسى أن عليها رقيبا، وأن معها عليما خبيرا.
ما هو قصدها والدافع لها؟ الترويح عن النفس؟ هاهي قد سمعت أخبار الراقصات والممثلات من التائبات، اللاتي هتكن أيام غفلتهن الفضيلة كل الفضيلة، وتسورن من أبواب الفساد كل باب، هل روحن عن أنفسهن؟ هل انشرحت صدورهن؟ هل أزلن القلق من قلوبهن؟
إنهن يحكين العذاب والألم والقلق بسبب سفورهن وحسورهن، فماذا تقولين أنت يا أمة الله؟
طرق المفسدين في محاولة إفساد التائبات
بعد فهل انتهت قضية هؤلاء التائبات من أهل الفن عند هذا الحد؟
الحق أن الأمر لم ينته بعد، لأن الأخبار تفيدنا بأن هؤلاء التائبات تعرضن للأذى والمضايقة من أولئك الناعقين بكل خراب، المنادين بكل رذيلة، الذين يتاجرون بأعراض هؤلاء المسكينات، لقد سلكوا هم وغيرهم طرقا مختلفة وأساليب شتى لثنيهن عن توبتهن، وإرجاعهن إلى اللهو والعبث، وأشهر هذه الطرق والأساليب هي:
ا- الأذى النفسي من الزوج والأقارب، وقد حصل هذا مع إحدى التائبات، فإنها لما عادت إلى الله عز وجل وأسلمت أمرها إليه قام الزوج الكافر فأحرق جميع ملابسها، واستولى على ما كان لديها من مجوهرات ومال وأثاث، وظل يلاحقها ويؤذيها حتى بعد فسخ المحكمة النكاح بينهما، كما أن أهلها آذوها وحاربوها لما تابت، لكن لا يضرها ذلك ما دامت توبتها صادقة.
2- تقديم العروض المالية المغرية لإعادتها إلي العري والفساد، تقول إحدى التائبات:
"لم يعجب اعتزالي- تعني توبتها من هذا العمل- لم يعجب أولئك المهتمين بالفن، وبدأت العروض المغرية تنهال علي، وأدركت أن ذلك اختبار من الله تعالى ليختبر صدق إيماني، لقد أغروني بمبلغ ضخم للعمل في مسرحية، وأغروني بالعمل في ألمانيا لتعليم الرقص مقابل عشرة آلاف دولار شهريا، ثم جاء عرض أكثر إغراء، وهو تقديم خمسين ألف دولار مقابل إحياء ليلة واحدة من الرقص، أحييه وسط النساء فقط، ولمدة ساعتين، وكان جوابي الصارم لا وألف لا، لأني أعلم أن المقصود من ذلك هو إخراجي من حجابي، ومن دائرة الإيمان التي ولجت فيها عن صدق ويقين ". ا هـ.
3- إيذاؤها عن طريق تهديدها بعرض ماضيها الملطخ بأنواع الفساد، تقول إحدى التائبات:
"إنه لابد من الصبر والثبات أمام حملات التشهير والنكاية التي استهدفت إغاظتي بعرض أفلامي السافرة التي اقترفتها أيام جاهليتي حتى أعاود الإرتكاس في ذلك الحمأ اللاهب، وقد نجاني الله منه!
وهذه تائبة أخرى من الغرب كانت عارضة أزياء ثم أسلمت وتابت إلى الله- عز وجل- وانتقلت إلى أفغانستان أثناء الحرب لتشارك في رعاية الأسر التي تعاني من دمار الحروب، فإذا بها تفاجأ من قبل أولئك الفاسقين بمحاولة وقحة لإرجاعها إلى الكفر والفسوق، عندما عرضوا صورها على أغلفة المجلات لتشويه سمعتها أمام الأسر الأفغانية تقول هذه التائبة:
"لقد لجأوا إلى محاولة تشويه صورتي أمام الأسر الأفغانية، فقاموا بنشر أغلفة المجلات التي كانت تتصدرها صوري السابقة أثناء عملي كعارضة أزياء، وعلقوها في الطرقات، وكأنهم ينتقمون من توبتي، وحاولوا بذلك الإيقاع بيني وبين أهلي الجدد، ولكن خاب ظنهم والحمد لله ".
4- القول بأن توبتهن كانت نتيجة تهديد من جهات ما، تقول إحدى التائبات وهي تجيب عن هذه التهمة:
"أنا عن نفسي رجعت إلى الله تعالى، وتبت وندمت خوفا منه سبحانه، واقتناعا بما أفعل، وليس خوفا من تهديد أحد مطلقا، ولا يخفى علينا جميعا الحملة الشعواء لهذه الأقلام المغرضة التي تخشى الإسلام وقوته ".
5- القول بأنهن أخذ الملايين من أجل التخلي عن السفور والتبرج، ففي بيان قدم من تسع من الممثلات التائبات ملخصه يقول:
"لقد ازدادت القصص الملفقة ضدنا حتى كان آخرها الادعاء بأننا أخذنا أجرا لطاعة الله تعالى، وقبضنا الملايين من أجل التخلي عن السفور والتبرج.
ثم تأتي الإجابة منهن دافعة باطل أولئك الأفاكين، فإذا هو زاهق: "لقد أخذنا وعدا بالفعل ولكن من رب العالمين بالجنة، حيث وعد بها كل عباده الطائعين: { ومن أوفى بعهده من الله } لقد تاجرنا مع الله تعالى:
{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} ونحن نعلنها صريحة، إننا لن نعود إلى ما كنا عليه أبداً بفضل الله تعالى ولو كره المنافقون! ".
6- ومن طرق إيذاء التائبات اتهامها بالجنون كما حصل لأحدى التائبات فإنها لما تركت حياة التمثيل والضياع لم يرق لكثير من تجار الجنس ذلك فاتهموها بالجنون، تقول: "لقد اتهموني بالجنون، فإذا كان الامتثال لأوامر الله تعالى جنونا فلا أملك إلا أن أدعو لهم جميعا بالجنون ".
7- ومن طرق محاولة إرجاع التائبات من الممثلات ونحوهن إغراؤهن بأن في العمر فسحة، ويمكن أن تعتزل مستقبلا، وأما الآن فعليها الاعتزاز بجمالها ورشاقتها.. الخ. نعم إنك تجر من يقول لها مخادعا: مازلت صغيرة- حرام عليك- ستدفعين شبابك في الحجاب، العمر مازال أمامك طويلا، ستلحقين بالصلاة والحجاب، الدين ليس في الحجاب.. المهم الأخلاق.. وهكذا تجد كما هائلا من الدسائس والأباطيل، سلكها أولئك الأفاكون محاولة منهم لإرجاع التائبات إلى ما كن عليه من الفساد، ولذا يجب عليهن وعلى غيرهن التسلح بسلاح الإيمان والصبر أمام هؤلاء حتى لا يجرفوهن إلى ساحتهم المضللة، وقد حدث أن تاب بعضهم ثم انتكس بسبب ضغوط أولئك المضللين ولكن لا عذر لهم وقد ذاقوا حلاوة الإيمان، وقد حذر الله عز وجل من ذلك أشد تحذير وأبلغه، فقال سبحانه: {إن الذين ءامنوا ثم كفروا ثم ءامنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا} .
فليتق الله كل تائب وتائبه، ولا ينخدع ببريق المنافقين، ودعوات الساقطين، وليعتبر الجميع بتقلبات الليل والنهار، ومرور الشهور والسنين كأنها لحظات، وليجدد التوبة كل وقت وحين، نعم يا أخوات:
هات الشباب الذي مرت بوادره مر الكرام على لغو إذا رانا
هات الحياة التي كانت مجردة عما يعكر ماء الصفو أحيانا
واركب معي زورق الآمال مقترباً من النجاة أخاف الموج يغشانا
وقف أمام الذي سواك من علق ومن رضاه اقترب سراً وإعلاناً
ونزه النفس واحذر أن تطاوعها واقرأ عليها كتاب الله قرآناً
فالنفس إن ذهبت في غيها جمحت وتجاوزت حدها كفراً وطغيانا
يا نفس توبي إلى باريك واعتبري يكفيك بعد نذير الشيب عصيانا
نعم:
حتى متى يا نفسي تفترين بالأمل الكذوب
يا نفسن توبي قبل أن لا تستطيعي أن تتوبي
واستغفري لذنوبك الرحمن كفار الذنوب
إن الحوادث كالرياح عليك دائمة الهبوب
والموت شرع واحد والخلق مختلفو الضروب
والسعي في طلب التقى من خير مكسبة الكسوب
ولقلما ينجو الفتى بتقاه من لطخ العيوب
اللهم تب على التائبين والتائبات، ولمحهم مكر الحاقدين والملحدين، وأصلح قلوبنا أجمعين، وتوفنا وأنت راض عنا، وإذا أردت بعبادك فتنة فتوفنا غير مفتونين ولا مبدلين، آمين، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتبه
عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني
ص. ب 40470
الرياض- الرمز البريدي 11499
المصدر : saaid.net
حسناء الوجود :38:
حسناء الوجود @hsnaaa_alogod
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
موضوعك مؤثر وجميل أثابك الله عليه