![](http://daydreams.jeeran.com/story3.gif)
بحركة تلقائية أخرج النقود من جيبه و وضعها على الطاولة .. مستعداً للخروج من المقهى و هو يلبس ذلك المعطف الأسود الثقيل المبتل بقطرات المطر الذي كان ينهمر بغزارة في الخارج .
خرج سامي من المقهى .. محملا بهمومه و جراحه .. نعم جراحه التي لم تندمل بعد .. لأنها وليدة اليوم .
تنهد سامي و كأنه يسترجع بداية ولادة جراحه .. عندما كان صباحه مليئاً بالتفاؤل و الفرح .. نعم .. لقد كان هذا صباح اليوم لأنه يعرف انه سيقابل خطيبته التي اتفق معها على الزواج بعد أن ينتهي من دراسته .. لأن هذه السنة هي السنة الأخيرة .. إذن هذا هو سر سعادته ..لأن السنوات الأربعة قاربت على الانتهاء .. سنوات طويلة صعبة و شاقة .. ممزوجة بالصبر الذي صاحبه الدعاء بأن تمر هذه السنة سريعاً .. خلالها التقى بفتاة أحلامه .. أكثر فتيات البلد جمالا و حسنا .. إنها حلمه .. بل هي حياته .. هي من ستحقق له السعادة .. و هي التي ستجعل سنوات دراسته اسهل .
صباح جميل و الأجمل أنني على موعد معها .. لم يبقى لي إلا أسبوع على التخرج لقد دعوتها على الغذاء في العصر ))
لقد دعاها في ذلك المطعم الهادي المليء بالشموع مضيفا إليه جو الرومانسية .. لقد عزم على رويتها ليصفي أمور الفرح و الزفاف .. لم يبقي على هذا إلا ليالي .
مرت الساعات بطيئة جدا ليأتي وقت العصر محملا بروائح العطر و البخور ..إنها ليلى ..تلك الفتاه الحسناء التي ذوبت عقول الرجال و شتتت تفكيرهم .. لقد أحس انه في حلم .. في رواية .. نعم رواية عاطفية ..معقول ؟؟ تلك التي سلبت العقول و أبهرت الأبصار .. تختارني أنا ؟ لأكون شريكه حياتها ..
لكن .. إنها الحياة ..
سحب الكرسي لها بكل احترام لتجلس عليه و بدأ الحديث بينهما ..
ما هي إلا لحظات ليأتي صديق عمره و حياته .. ((نادر )) و على ثغريه ابتسامة ..بادله سامي بها .
فتقدم و ألقى التحية : (( كيف حالكم .. كيف حالك يا سامي .. أخيرا يا ليلى تمكنت منه ؟؟))
يتبع .....
في انتظارك .