تغريد حائل

تغريد حائل @tghryd_hayl

عضوة شرف في عالم حواء

دموع وتأملات... على صعيد عرفات (مسابقة كنوز ثمينة في ايام عشره ذي الحجة)

ملتقى الإيمان


width=800 height=347

على جدار الحنين يتكئ... قلمي وقلبي
وبعض من نبض الأمنيات...
ليخط مع كل إطلالة الفجر ..مناجاة روح تواقة لحزم حقائب عباداتها.
وضبط بوصلة الزمان والمكان نحو أطهر البقاع -بيت الله العتيق-
واستحضر روحي العطشى بين شعاب عبادة عظيمة.
وبنور الحروف الفيروزية سأسطر...
حكاية رحلة إيمانية... منقوشة بدمعة وجد، ومناجاة رب..!
وحُفظت بين الضلوع وبين طيات الأجفان سنيناً خالدةً ..
ومن ثم سُطرت أحداثها على صفحات الذاكرة؛
لتكون نُجيمات في طريق غُلف بالدجى، وعتمة الروح..!
علها تُهدي عابراً حسنات من مخاض ليالي عبقها نورٌ
وإبتهال نفس مؤمنة لا تعرف الجحود.!
في رحلة الإيمان هذه فصولاً من تقوى، وتأملات عذبة....
تُحيل بيداء الروح إلى زهور تفوح بالمسك، ودهن العود..!
وتبعث تمتماتها، وأمنياتها بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين...
فالمرحلة التي يقطعها الإنسان في الدنيا هي رحلة في عالم ودود
وعقيدة المؤمن هي وطنه ،وقومه، وأهله...
والمؤمن ذو نسب عريق ضارب في شعاب الزمن ..
وهو واحد في سلسلة الموكب الكريم
من : نوح وابراهيم وإسماعيل ... انتهاء بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم
وعلى مدى تلك الأزمان واجه العقبات من الضلال والطغيان. والبغي،
والتهديد، والتشريد.
ولكنه بقي ثابت الخطو... رابط الجأش، مطمئناً إلى نصر الله..
وسيبقى ذلك الموكب ممتداً إلى آخر الزمان ..
عقبات واحدة... ويقين ثابت .
وعاقبة واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف،
وهم يواجهون الضلال والجحود..!
وعلى هذه الصفحة المفعمة بالدعاء...
هناك المزيد من أحداث ستُحيي ورود الثغور فرحاً،
أو تسقي أحداق العيون حنيناً وشوقاً..!
والأكيد..! أنها ستُضيف على الأيام نقشاً من تأملات إيمانية
لن تُمحى من ذاكرة الوجدان..!


كنوز الليالي العشر~~

كنورٌ من مشكاة هي تلك الفضائل العظيمة..!
تمتد سرمدية طُهرها لينابيع الروح،
وتمطر من الله عز وجل على عباده.. سحائب رضا وغفران..!
فلنكن -أخواتي الكريمات- عند حسن ثقة خالق الأكوان..!
وأن نتجرد من متاع الدنيا وزخرفها،ونتجنب سفاسف الأمور...
ونستغل وقتنا بإشعال فتيل الطاعات، واغتنام الثواني قبل السويعات.

عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر.
قالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ،
إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء" أخرجه البخاري.

ومن تلك الطاعات التي قرنها الله عز وجل بشعائر الحج،و فضّلها على سائر أيام العام :

الصيام:

فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم-
حث على العمل الصالح في أيام العشر،
والصيام من أفضل الأعمال.
وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي.
" قال الله : كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " أخرجه البخاري.
وكان رسول عليه الصلاة والسلام يصوم يوم عرفة
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " رواه مسلم.

الصدقة:

في الصدقة أجر عظيم، وحسنات مضاعفة..!
-أنها تطفىء غضب الله -سبحانه وتعالى- كما في قوله: -عليه الصلاة والسلام-
"إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى"
-أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها.
-أنها وقاية من النار..
كما في قوله:-عليه الصلاة والسلام "فاتقوا النار، ولو بشق تمرة"
-أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة، وأن فيها دواء للأمراض البدنية.

الإكثار من التحميد والتهليل والتكبير:

فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر،
والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات،
وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ،
وإعلاناً بتعظيم الله تعالى... ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة.
فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" أخرجه احمد.
وصفة التكبير : "الله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر ولله الحمد"

أداء الحج والعمرة :

إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرام ،
فمن وفقه الله تعالى لحج بيته، وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله -
من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ).

الأضحية :

ومن الأعمال الصالحة في هذه العشر..
التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي، واستسمانها واستحسانها،
وبذل المال في سبيل الله تعالى.

الأستغفار:

الأستغفار يطفيء الخطايا، ويخمد تأجج الذنوب والآثام .
ومن لزمه وجد العجب في تفريج الكربات، وزوال الهموم.


فلنبادر باغتنام تلك الأيام الفاضلة قبل أن يسري الندم في عروق أفئدتنا الغافلة..!
أنار الله قلوبنا بسراج ذكره، وقنديل طاعته!




width=0 height=0
27
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تغريد حائل
تغريد حائل
تأملات على جبل النور~~

مشاهد من ضياء تتراءى أمامنا... ونحن نشاهد الحجيج :
زفرات روح منهكة.. فقيرة إلى الله
ونظرات شاخصة تحتضن العبرات
وقلوب تغزوها جيوش الندم على ما فات
وأكف بيضاء تنسج خيوط النجوى..!
مشاهد تتوق لها الأنفاس العطشى لبيت الله العتيق..!
فلا شيء أروع من ذلك...أخيتي.!
وعندما تنحدر الشمس إلى المغيب على جبل الرحمة... عرفات
نرى هامته مزروعة بالخيام...
والحجاج يحطون عليه كحمائم بيضاء في نقاء ثياب الإحرام..!
تختفي فيهم الفروقات : بين الغني والفقير... و العربي والأعجمي.
وتتلاشى الجنسيات... وتذوب التميّزات !
ويختفي تباين اللغات... الكل يلهج بلسان واحد : " لبيك اللهم لبيك"..!
ومن لايميز العربية منهم ولا يستوعب ألفاظها...
نراه يطوف مع الجمع بخشوع وابتهال وقد أخذ منه الوجد والتوق كل مأخذ.
مرددا خلف -المطوف- باكياً متضرعاً ..
وقد تخللت لحيته دموع تسكب التوسل والرجاء بالمغفرة .. !
يشعر كل واحد منهم... كأنه يخاطب الله...!
وأنه في حضرة الله، وفي ضيافته، وفي رحابه..!
وأنه يقف حيث يقف محمد -عليه الصلاة والسلام- النبي العظيم... البدوي الفقير الأمي.
وأنه يسجد ويركع حيث كان يركع،
ويردد ما كان يردده من دعاء... بذات اللسان العربي،
وفي ذات اليوم من ذي الحجة.
لعل ذبذبات صوت النبي وأصوات أصحابه ما زالت في الفضاء حوله..!
مشاهد... أصفها بكلمتين :
بزوغ فجرٍ .. وهطول أجر
وطهر نفس أنهكتها الذنوب..!
يقول رسولنا الكريم «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».
فالحج رحلة أبدان وأرواح معاً...
تسمو بهما العبادة الخالصة..!
يذهبان وقد أثقلت الذنوب البدن وزادته رهقا ..
ويعودان معاً وقد شهدا لإنسانهما .. ميلاداً جديداً..!


دمعة حاج...
دمعة من لؤلؤ~~


حياة الإنسان..
تسير دون اتزان أو ضبط لمؤشر السعادة والأحزان
يتلبسها رداء المنى، وتتزين بها الأحلام
وتسكب مشاعر قلبها في وعاء الدعاء...
فتتفتح زهور الروح، وتشرق على فلق اللقاء... دمعة.!
هذه الدمعة...
هيجها الفؤاد, وكتبتها المقل بالمداد : دمعة في الحج...لا ككل الدمعات.
إنها دمعة صادقة...
إنها دمعة حارة...
إنها دمعة أسى , ولوعة... اعتصرها القلب ألماً ، ففاضت بها المدامع.
دمعة طالما حلمت بالمشاعر المقدسة... والبقاع الطاهرة.
وهاهي تُسكب في شعاب مكة، وعلى أطراف جبل النور.
وترتمي في أحضان عرفات، ومنى..!
دمعة تُسابق الأريج، وتُمازح دموع الحجيج.
في هذه الدمعة: تحقيق للعبودية، وإظهار للافتقار،
وكشف حساب أثقلته الأوزار.
في هذه الدمعة: ذكر لمن جل ذكره، وشكر لمن عظم بره.
في هذه الدمعة: خضوع وانكسار وذلة لتغفر الذنوب وتسد الخلة،
وتحط السيئات، وتعظم الحسنات، وترفع الدرجات، وتقبل القربات.
في هذه الدمعة: فرح بهزيمة الشيطان، ورده خائباً خاسراً على عقبيه.
في هذه الدمعة: حرقة وأسى ولوعة على حال المسلمين في كل فج عميق.

فلننثر العبارات..ونسكب الدمعات في هذه الأيام الجليلة...
عسانا أن ُنرحم مع المرحومين ونُضم مع التائبين، ونُكتب مع المقبولين..!
ولنجعل زادنا العمل الصالح والتقرب إلى الله بشتى أنواع القربات.
ولتكن لنا هذه الدمعة عبرة...
ونتذكر الكفن ونحن نرى البياض يستر الأجساد.
ونتذكر الحشر ونحن نرى الآلاف،
ونتذكر الموقف الرهيب والخطب المهيب
رزقنا الله وإياكن الجنان.!

تغريد حائل
تغريد حائل
أطياف من قدسية الماضي~~

في الحج .. موسم العبادة والمغفرة... تصفوالأرواح، وتزكو النفوس.
وهي تستحضر القرب من الله في بيته الحرام...
وتخشع الأفئدة ..وهي تطوف حوله...
تستروح الذكريات التي تحوم في سماءه
وترف كالأطياف الساربة ..من قريب ومن بعيد..!
تهمي عليها بشتى الصور.. تترى... وهي تتحرك حية في نبض القلب..!
كأنها كانت بالأمس القريب..!

فهذا... طيف إبراهيم وهو يلتفت خلفه ، ليلقي النظرة الأخيرة على طفله الرضيع وأمه...
وقد تركهما وحيدان... في صحراء بلقع ، ووحشة مقفرة، تفتقر إلى أبسط مقومات العيش.
امتثالاً لأمر الله... وطاعة له... وفؤاده الخاشع الراجف يجأر بالدعاء :

«رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ».


وهذا طيفه -عليه السلام -مرة أخرى ...وهو يعود ..!
وقد شب إسماعيل عن الطوق... وعمرت الصحراء حول هذا المكان
ودبت فيه الحياة ... وغدا مهوى الأفئدة ، ومقصد الناس من كل صوب وحدب.
حيث تفجرت الحياة من حول هذه القفراء...
حين تفجر ماء زمزم بين يدي إسماعيل منذ أن كان رضيعا..!
وهنا حين عاد إبراهيم... فبأمر الله... كما غادر من قبل بأمره تعالى.
عاد ليرفع قواعد البيت الحرام مع ابنه الشاب اسماعيل...في استجابة وخشوع :

«رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ
وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ».


وتتوالى هذه الأطياف... في ذاكرة الأرواح المؤمنة...
وهي تطوف حول البيت...في إنابة وضراعة.. وتبتل وخضوع ..!
يتراءى لها الماضي الأقرب... في طيف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
في شتى مراحل حياته... في طفولته... وفي صباه.
وحين كان يرى قومه يسجدون للأصنام المقامة حول الكعبة ..
ويستخف بتلك العقول التي تقدس حجارة لاتضر ولا تنفع..!
ثم... وهو يرفع الحجر الأسود بيديه الكريمتين فيضعه مكانه.
ويطفيء بتصرفه الحكيم فتنة كادت أن تؤدي إلى حربٍ بين القبائل.
ثم... وهو يصلي.. وهو يطوف... وهو يخطب... وهو يعتكف...
حتى تقف الأرواح أمام تلك الصور الجليلة التي تتجلى فيها أروع المشاهد.
تلك هي أطياف الفتح
محمد صلى الله عليه وسلم...
وصحبه الكرام...
وجموع المؤمنين...
والمعاول تطرق هامات الأصنام... وتحيلها جذاذاً
لتظل الكعبة تعانق وجه السماء...
ويرتفع نداء لاإله إلا الله... ولارب سواه...
أطياف تعانق الروح... حيث تقف عند تلك الصورة عند الذروة...
وقد جاء نصر الله والفتح...
« إذا جاء نصر الله والفتح . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا.
فسبح بحمدربك واستغفره . إنه كان توابا » سورة النصر


لبيك الختام~~

لبيك اللهم لبيك..!
تنطلق بها الحناجر المتضرعة
وتلهج بها الأفئدة المشوقة
في هذه الأيام المباركات
وترددها الآفاق
فترجع صداها جبال مكة
وتصغي لها بواديها
لبيك اللهم لبيك
اللهم لبينا نداء الطاعة
ونزعنا لباس الدنيا
وتجردنا من غرورها...
وتركنا ماخولتنا وراء ظهورنا
فاقبل إيابنا...
وأقل عثراتنا...
وفرج كرباتنا...
واغفر خطيئاتنا
وامح ذنوبنا...
لنعود كما فطرت فينا الحياة
وعانق المهد..!
وتذوب قطرات النجاوى
في بحور التوبة..!



نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
لم أتأثر بكتاباتك كما تأثرت اليوم تغريد !!
لقد تخيلت نفسي بين الجموع ملبية مكبرة !!
وتخيلت معك أطياف قدسية الماضي !!
لا كسر الله لك قلماً ودمتِ دائماً نجماً يتألق في سماء المنتدى.. يحمل معه العنبر والزمرد أينما حل ترحاله...
أميرة زماني@
أميرة زماني@
جزيتي خيرررررر
القــــرآن في قلبي
ماشاء الله تبارك الرحمن

اشكرك غاليتي تغريد
على روعهـ بوحـك
وجماليةـ مشاركتكـ..
وروعه مانــثرتي لنا من فوائد
دائما متميز في الانتقاء
سلمتي يالغاليه وسلم لنا قلمك


تقديري واحترامي واعجابي

الكبير بشخصيتك الرائعه

باقات ورد مني لكِ