أما بعــــــد ؛؛
لكل عالمٍ مشهور بلاء مشهور ابتُلي به وهكذا من نهج سنن
الأنبياء ونال من إرثهم الأخروي كان له من البلاء بحسب ما
قام به من إيمان وعملٍ صالح ..
قال صلى الله عليه وسلم ( يُبتلى الأنبياء فالصالحون فالأمثل
فالأمثل .. ) ..
ولكن من رحمة الله وعظيم لطفه أنك تجد في باطن البلايا جليل
العطايا وفي قلب المحن جزيل المنح وفي لُجّة الكرب مدد الرب
وهذا ما حصل للرجل الصالح ( أبي عمرو بن حماس ) رحمه الله
تعالى ..
قال ابن سعد رحمه الله ( كان متعبدا مجتهدا يُصلي بالليل وكان
كثير النظر إلى النساء فدعا الله تعالى أن يُذهب بصره فذهب فلم
يحتمل العمى فدعا الله تعالى أن يُردّه عليه فردّه فخرّ لله تعالى
ساجدا فكان بعد ذلك إذا رأى المرأة طأطأ رأسه وكان يصوم الدهر ) تهذيب التهذيب ( 6/392)
اعلم أخي في الله .. أن العبد لا بدّ له من بلاء يُعالجه ويُصارعه
ولا بُدّ أيضا أن لكل بلاءٍ علاجا ودواءً ..
واعلم أن أنجع الأدوية الشرعية والتجريبية لعلاج وساوس الشيطان ومداخله ومخارجه هو التضرع لله تعالى وإدمان طرق
الباب والإلحاح في ذلك .. فإن الكريم بطرق بابه يستبشر بالضيف .. فما بالك بأكرم الأكرمين !! وخاصة إذا أدمنت الطرق
فحريّ بعد الولوج أن تكون من المقربين ..
وتأمل ( إن الله يستحيي إذا رفع عبده يديه أن يردّهما صفرا خائبتين ) .. فما أعظمك يا حيي يا ستّير ..
ويجنبه سخطك وكنفه يا رب برحمتك وارزقه من حيث لا
يحتسب ويسر له آمر طاعتك
واعصمه من معصيتك اللهم امحو عنه الزله واقل العثرة وبدل
السيئة حسنه
واجعل كل ذنب له مغفور واسكنه عامرات القصور ودار الحور
وأكرمه بروية وجهك يا عزيز يا غفور
وجميع المسلمين