بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل (( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)
مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)
لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3) )) والصلاة والسلام على القائل (( نعمتان مغبون فيهما
كثير من الناس )) وصل اللهم على آله وأصحابه إلى يوم الدين ثم أما بعد :
قال العلامة السعدي في تفسير سورة العصر (( أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح ..))
وقال الشافعي رحمه الله عن سورة العصر (( لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم ))
وقال أحد العلماء الذي أعطي ( ملكة شعرية ) لأحد طلابه :
إذا كان يؤذيك حر المصيف * * * * ويبس الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن زمان الربيع * * * * فأخذك للعلم قل لي : متى ؟
ولو عدم ( تنظيم الوقت ) فكيف تطلب العلم ؟!
ولو عدم ( تنظيم الوقت ) فكيف تنجز العمل ؟!
فالوقت هو عمر الإنسان
والوقت هو الحياة
والوقت هو المصدر الأساسي في القيادة إلى الجنان أو الإنكباب إلى النيران
والوقت هو أهم وأغلى من الأكل والشرب في حياة المرء ..!
وبعد المدارسة والمشاورة في إقامة دورة بسيطة ومتواضعة في ( أهمية الوقت وتنظيمه ) وخاصة أن ( منتدانا المبارك ) يضم نخبة من ( طلاب وطالبات العلم ) الحريصين والمستفيدين والنافعين
وقد تيسر جمع هذه الدورة من أشتات ( الدروس القديمة للمشايخ والمربين أومن الأنشطة والمراكز الصيفية أو من القراءة والإطلاع في الكتب أو من تجارب الحياة ) وما إلى ذلك
حيث أجتمعت الأفكار وتواردت الخواطر فدونتها في ( ورقات بسيطة ومعدودة ) ووضعت لها فهرسة ..!
وسأذكر في المقدمة ( مفردات الدورة ) وما تحتويه من عناصر :ـ
1ـ أهمية الوقت ..
2ـ لماذا التنظيم ؟؟!
3ـ (( أثر البراء من ( صحيح البخاري ) و قتل أبي رافع اليهودي )) مثال توضيحي في التخطيط وإستنباط الفوائد في التنظيم ..
4ـ المرحلة الذهبية ..
5ـ ] المرحلة الجامعية
6ـ خطوات عملية في تنظيم الوقت ..
7ـ الأهداف وأقسامها .. وأخص ( الأهداف العلمية والعملية والسلوكية الأخلاقية والأهداف الدعوية والمادية )
8ـ مشاكل وعوائق عن التنظيم
9ـ مشروع العمر الأول ..
10ـ مشروع العمر الثاني ..
11ـ خاتمة ..!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه الراجي عفو ربه
أبو شيماء المدني

ما أحب الودااااع @ma_ahb_alodaaaaaa
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

(( الدرس الثاني ))
<< لماذا التنظيم ؟؟!!
>>
سؤال يتكرر .. وصدى يتردد ..!
لماذا التنظيم ؟!
ولماذا الاهتمام ؟؟!!
نقول وبالله التوفيق :ـ
(1) تأمل في المخلوقات الكونية والمصنوعات القدرية التي ( جعلها الباري ) في غاية النظام وفي روعة التصميم من ( سماء بلا عمد وأرض بلا وتد وجبال راسيات وأنهار وأشجار وكواكب وأفلاك ونجوم وغيرها )
قال الله عز وجل ((قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) )) سورة يونس
وقال تعالى ((وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انْظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) )) سورة الأنعام
وقال تعالى ((أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) )) سورة الغاشية
وقال تعالى ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) )) سورة الأعراف
وغيرها من الآيات الكثيرة الدالة على ( التفكر والتدبر ) في هذا ( النظام الرباني العظيم والخلق الجسيم ) فسبحانك ربنا ما خلقت هذا باطلا ..!
(2) تأمل في صنفين من ( الحشرات ) ألا وهي وكيفية تنظيمهم لملكتهم ومملكتهم ولشعوبهم ونظام مرورهم وعيشهم وسبلهم ..!
ونتفكر في هذا الإعجاز العجيب ...!
ـ نظام المرور عند النمل :ـ
في البداية لنقرأ الآية الكريمة ونتأمل ما فيها، يقول تعالى عن سيدنا سليمان عليه السلام في قصته عندما قدم إلى وادي النمل مع جنوده: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) . إن هذه الآية تدل على أن النمل يتمتع بنظام للمرور، حيث نجد إحدى النملات تعمل مثل "شرطي المرور" تنظم السير وتوجه الإنذارات لدى وجود أي خطر، وتخاطب النمل بلغة يفهمونها، وأنه من الممكن إدراك هذه اللغة، لأن سيدنا سليمان أدركها وفهم عليها وتبسم من قولها. وهذا ما ينتقده بعض المشككين.
وقبل أن نحاول الإجابة عن هذه الانتقادات الموجهة للقرآن نستعرض ما كشفه العلماء مؤخراً حول مجتمع النمل. فقد درس العلماء هذا المجتمع المحير لقرون واستعان بالمجاهر والوسائل والمختبرات لإجراء التجارب على النمل وخرج بنتاج مذهلة تبين أن النمل مجتمع كامل بكل معنى الكلمة، وهو يتخاطب ويقوم بكل الأعمال والمهارات وهو يتعلم تقنيات جديدة وغير ذلك.
لقد أمضى الباحث Graham Currie السنتين الماضيتين في دراسة ظاهرة تنظيم المرور عند النمل، وكيف يستطيع مجتمع النمل تنظيم حركته لتجنب الفوضى أو الهلاك. وقال بعد هذه الأبحاث: إن النمل يتفوق على البشر في تنظيم حركة المرور لديه، وهو يعمل بكفاءة عالية حتى أثناء الزحام. بل إن النمل يستطيع التحرك في مجموعات كبيرة والتوجه إلى مساكنه خلال لحظات دون حدوث أي حادث أو اصطدام أو خلل.
النملة التي تنظم المرور لها طريق خاص بها(طرق سريعة freeways)لا تسلكه بقية النملات وهذاالطريق تستخدمه النملة لتوجيه بقية النملات، وهناك طريق في الوسط تسلكه النملاتالمحملة بالغذاء والحبوب والمواد القابلة للتخزين، أما النملات "الفارغة" فلها طريقعلى الجوانب (طريق سريعة) لأن حركتها تكون أسرع من النملات المحمَّلة، كل هذا يحدثبنظام فائق الدقة لا يوجد أي خلل أو خطأ، سبحان الله!
ويؤكد الباحثون الأوربيون أن النمل يوزع الأعمال، فهناك نملات مهمتها إعطاء التعليمات ومخاطبة مجتمع النمل وتحذيره وإرشاده ماذا يعمل في الحالات الطارئة (أشبه بعمال الطوارئ)! وهناك لغة واضحة يتخاطب بواسطتها مجتمع النمل.
وسنحيل ( للمصدر ) لمن أراد التوسع ..!
ـ النظم عند النحل كثيرة ومن ذلك (( عقوبة النحلة السكرانة )) :ـ
أحبتي في الله! في كل يوم يزداد إيماننا بكتاب ربنا، ويزداد حبُّنا لهذا الدين الحنيف، والسبب في ذلك هو كثرة الحقائق العلمية التي يزخر بها هذا القرآن، والتي يكتشفها العلماء في كل يوم، وهذا يجعلنا نفتخر بانتمائنا للإسلام – الرسالة الخاتمة.
ومن عجائب النحل ظاهرة يسميها العلماء ظاهرة السُّكر عند النحل، فبعض النحل يتناول أثناء رحلاته بعض المواد المخدرة مثل الإيثانول ethanol وهي مادة تنتج بعد تخمّر بعض الثمار الناضجة في الطبيعة، فتأتي النحلة لتلعق بلسانها قسماً من هذه المواد فتصبح "سكرى" تماماً مثل البشر، ويمكن أن يستمر تأثير هذه المادة لمدة 48 ساعة.
إن الأعراض التي تحدث عند النحل بعد تعاطيه لهذه "المسكرات" تشبه الأعراض التي تحدث للإنسان بعد تعاطيه المسكرات، ويقول العلماء إن هذه النحلات السكرى تصبح عدوانية، ومؤذية لأنها تفسد العسل وتفرغ فيه هذه المواد المخدرة مما يؤدي إلى تسممه، ولكن الله تعالى يصف العسل بأنه (شفاء) في قوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) . فماذا هيَّأ الله لهذا العسل ليبقى سليماً ولا يتعرض لأي مواد سامة؟
طبعاً من رحمة الله تعالى بنا ولأنه جعل في العسل شفاء، فمن الطبيعي أن يهيئ الله وسائل للنحل للدفاع عن العسل وبقائه صالحاً للاستخدام. وهذا ما دفع العلماء لدراسة هذه الظاهرة ومتابعتها خلال 30 عاماً، وكان لابد من مراقبة سلوك النحل.
بعد المراقبة الطويلة لاحظوا أن في كل خلية نحل هناك نحلات زودها الله بما يشبه "أجهزة الإنذار"، تستطيع تحسس رائحة النحل السكران وتقاتله وتبعده عن الخلية!! وتأملوا معي الحكمة التي يتمتع بها عالم النحل، حتى النحلة التي تسكر مرفوضة وتطرد بل و"تُجلد" من قبل بقية النحلات المدافعات، أليس النحل أعقل من بعض البشر؟!
إن النحلات التي تتعاطى هذه المسكرات تصبح سيئة السمعة، ولكن إذا ما أفاقت هذه النحلة من سكرتها سُمح لها بالدخول إلى الخلية مباشرة وذلك بعد أن تتأكد النحلات أن التأثير السام لها قد زال نهائياً.
لا تعليق ...!!!!!
(3) تأمل في الشرع الحنيف والدين المنيف من ( فقه وأصول وأحكام ) وتنظيم للوسائل والمقاصد والأحكام والمعاملات والأبواب والفصول ..!
(4) حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته في التنظيم والترتيب من ( تنسيق الخطى والدعوات إرسال الجيوش والسرايا للغزوات ، وبعث المجموعات الخاصة للاقتحامات والاغتيالات وإستقبال الوفود القادمة لأهل التوحيد والكرامات ) فهو بأبي وأمي ( القائد والمجاهد والعابد الرائد ) .. فتمعن ..!
(5) ارجع إلى سيرة أمير المؤمنين الفاروق ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه من تنظيمه للخلافة والفتوحات الإسلامية ووضع الخطط وجمع القرآن
وهو أول من وضع ( نظام الدواوين ) وحصر أسماء الفقراء والمساكين والمعوزين ، وأمر بعزل المرضى ، والمحافظة على العوائل المشردين ، وفرض لهم أعطيات ومرتبات شهرية ..!
قال الدكتور أكرم ضياء العمري (( وقد أظهر عمر في خلافته حسن السياسة ، والحزم والتدبير والتنظيم ، والإدارة المالية ، ورسم خطط الفتح وسياسة المنطقة المفتوحة ، والسهر على مصالح الرعية ، وإقامة العدل في البلاد والتوسع في الشورى .. إلى أن قال : وتدوين الدواوين ، وتعيين العرفاء على العشائر والقبائل ، وابتدأ بالتاريخ الهجري ))
(6) التنقيب والترقب في حياة وسيرة من صنع التاريخ من العلماء والعظماء والجهابذة تجد أن ( التنظيم ) سمة وعلامة لهم ..!!
(7) أن ( التنظيم ) من التوكل على الله سبحانه وتعالى ..
قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله (( التوكل على الله نوعان : أحدهما : توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية ..
والثاني : التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه .. وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه إلا الله فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الأول تمام الكفاية ، ومتى توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه أيضاً ، لكن لا يكون له عاقبة المتوكل فيما يحبه ويرضاه
فأعظم التوكل عليه ، التوكل في الهداية ، وتجريد التوحيد ، والمتابعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وجهاد أهل الباطل ، فهذا توكل الرسل وخاصة أتباعهم .
وسر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده ، فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون إليها ، كما لا ينفعه قوله : توكلت على الله مع اعتماده على غيره وركونه إليه وثقته به ، فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء ، كما أن توبة اللسان مع إصرار القلب شيء ، وتوبة القلب وإن لم ينطق اللسان شيء ، فقول العبد : توكلت على الله مع اعتماد قلبه على غيره ، مثل قوله : تبت إلى الله وهو مصر على معصيته مرتكب لها ))
فإذا أردت أن تكون ناجحاً صالحاً مصلحاً ، فعليك أن تكون منظماً مرتباً ..!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..!
ـــــــــــ
ظهر في الساحة ( قول شاذ ) ببدعة التنظيم وعدم صحته وبطلانه .. والرد عليه بما سبق تدوينه وبيانه ..!
نظام المرور عند النمل بقلم عبد الدائم الكحيل ـ موسوعة الإعجاز
عقوبة النحل السكرانة بقلم عبد الدائم ـ موسوعة الإعجاز ..
دعوات النبي صلى الله عليه وسلم السرية والفردية والجهرية ( هي نظام متكامل ومدرسة أفعال ) في عصور المسلمين ما بين ( الضعف والقوة )
المجموعات الخاصة والعمليات الجهادية المميزة في نحر الطواغيت من أسود التوحيد والجهاد كـمجموعة ( محمد بن سلمة الأنصاري ) في قتل طاغوت اليهود ( كعب بن الأشرف ) ثم بعدها مجموعة الأسد الصارم ( عبد الله بن عتيك ) في قتل زعيم يهود بني خيبر ( سلام بن أبي الحقيق ) ثم مجموعة ( محمد بن سلمة ) مرة أخرى تأسر ( ثمامة بن أثال الحنفي ) سيد أهل اليمامة ، ومجموعة ( فيروز الدليمي ) تقتل ( الأسود العنسي ) الكذاب في صنعاء وغيرها الكثير .. وما نراه اليوم مع ضعف الأمة من (اقتحامات واغتيالات على نظام عصابات ) للمرتدين والكافرين في الشيشان وفلسطين والعراق وأفغانستان يجعل ( المرء ) مسرورا و( الثغر ) باسما ..! نصرهم الله وأيدهم ..!
تجد ( الغرب ) الكافر استفاد مما لدى المسلمين من خطط ودواوين وتواريخ وما فيه مصلحتهم ومعاشهم .. بعكس ما فعله ( بعض المسلمين ) من أخذ السيئ والردئ
من ملبس فاجر ، وفحش سافر ..! فالله المستعان ..!
كتابه (( عصر الخلافة الراشدة ..)) ..
صـ 35ـ36ـ مختصر الفوائد لابن القيم .. للدكتور / أحمد المزيد ..
<< لماذا التنظيم ؟؟!!
>>
سؤال يتكرر .. وصدى يتردد ..!
لماذا التنظيم ؟!
ولماذا الاهتمام ؟؟!!
نقول وبالله التوفيق :ـ
(1) تأمل في المخلوقات الكونية والمصنوعات القدرية التي ( جعلها الباري ) في غاية النظام وفي روعة التصميم من ( سماء بلا عمد وأرض بلا وتد وجبال راسيات وأنهار وأشجار وكواكب وأفلاك ونجوم وغيرها )
قال الله عز وجل ((قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) )) سورة يونس
وقال تعالى ((وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انْظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) )) سورة الأنعام
وقال تعالى ((أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) )) سورة الغاشية
وقال تعالى ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) )) سورة الأعراف
وغيرها من الآيات الكثيرة الدالة على ( التفكر والتدبر ) في هذا ( النظام الرباني العظيم والخلق الجسيم ) فسبحانك ربنا ما خلقت هذا باطلا ..!
(2) تأمل في صنفين من ( الحشرات ) ألا وهي وكيفية تنظيمهم لملكتهم ومملكتهم ولشعوبهم ونظام مرورهم وعيشهم وسبلهم ..!
ونتفكر في هذا الإعجاز العجيب ...!
ـ نظام المرور عند النمل :ـ
في البداية لنقرأ الآية الكريمة ونتأمل ما فيها، يقول تعالى عن سيدنا سليمان عليه السلام في قصته عندما قدم إلى وادي النمل مع جنوده: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) . إن هذه الآية تدل على أن النمل يتمتع بنظام للمرور، حيث نجد إحدى النملات تعمل مثل "شرطي المرور" تنظم السير وتوجه الإنذارات لدى وجود أي خطر، وتخاطب النمل بلغة يفهمونها، وأنه من الممكن إدراك هذه اللغة، لأن سيدنا سليمان أدركها وفهم عليها وتبسم من قولها. وهذا ما ينتقده بعض المشككين.
وقبل أن نحاول الإجابة عن هذه الانتقادات الموجهة للقرآن نستعرض ما كشفه العلماء مؤخراً حول مجتمع النمل. فقد درس العلماء هذا المجتمع المحير لقرون واستعان بالمجاهر والوسائل والمختبرات لإجراء التجارب على النمل وخرج بنتاج مذهلة تبين أن النمل مجتمع كامل بكل معنى الكلمة، وهو يتخاطب ويقوم بكل الأعمال والمهارات وهو يتعلم تقنيات جديدة وغير ذلك.
لقد أمضى الباحث Graham Currie السنتين الماضيتين في دراسة ظاهرة تنظيم المرور عند النمل، وكيف يستطيع مجتمع النمل تنظيم حركته لتجنب الفوضى أو الهلاك. وقال بعد هذه الأبحاث: إن النمل يتفوق على البشر في تنظيم حركة المرور لديه، وهو يعمل بكفاءة عالية حتى أثناء الزحام. بل إن النمل يستطيع التحرك في مجموعات كبيرة والتوجه إلى مساكنه خلال لحظات دون حدوث أي حادث أو اصطدام أو خلل.
النملة التي تنظم المرور لها طريق خاص بها(طرق سريعة freeways)لا تسلكه بقية النملات وهذاالطريق تستخدمه النملة لتوجيه بقية النملات، وهناك طريق في الوسط تسلكه النملاتالمحملة بالغذاء والحبوب والمواد القابلة للتخزين، أما النملات "الفارغة" فلها طريقعلى الجوانب (طريق سريعة) لأن حركتها تكون أسرع من النملات المحمَّلة، كل هذا يحدثبنظام فائق الدقة لا يوجد أي خلل أو خطأ، سبحان الله!
ويؤكد الباحثون الأوربيون أن النمل يوزع الأعمال، فهناك نملات مهمتها إعطاء التعليمات ومخاطبة مجتمع النمل وتحذيره وإرشاده ماذا يعمل في الحالات الطارئة (أشبه بعمال الطوارئ)! وهناك لغة واضحة يتخاطب بواسطتها مجتمع النمل.
وسنحيل ( للمصدر ) لمن أراد التوسع ..!
ـ النظم عند النحل كثيرة ومن ذلك (( عقوبة النحلة السكرانة )) :ـ
أحبتي في الله! في كل يوم يزداد إيماننا بكتاب ربنا، ويزداد حبُّنا لهذا الدين الحنيف، والسبب في ذلك هو كثرة الحقائق العلمية التي يزخر بها هذا القرآن، والتي يكتشفها العلماء في كل يوم، وهذا يجعلنا نفتخر بانتمائنا للإسلام – الرسالة الخاتمة.
ومن عجائب النحل ظاهرة يسميها العلماء ظاهرة السُّكر عند النحل، فبعض النحل يتناول أثناء رحلاته بعض المواد المخدرة مثل الإيثانول ethanol وهي مادة تنتج بعد تخمّر بعض الثمار الناضجة في الطبيعة، فتأتي النحلة لتلعق بلسانها قسماً من هذه المواد فتصبح "سكرى" تماماً مثل البشر، ويمكن أن يستمر تأثير هذه المادة لمدة 48 ساعة.
إن الأعراض التي تحدث عند النحل بعد تعاطيه لهذه "المسكرات" تشبه الأعراض التي تحدث للإنسان بعد تعاطيه المسكرات، ويقول العلماء إن هذه النحلات السكرى تصبح عدوانية، ومؤذية لأنها تفسد العسل وتفرغ فيه هذه المواد المخدرة مما يؤدي إلى تسممه، ولكن الله تعالى يصف العسل بأنه (شفاء) في قوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) . فماذا هيَّأ الله لهذا العسل ليبقى سليماً ولا يتعرض لأي مواد سامة؟
طبعاً من رحمة الله تعالى بنا ولأنه جعل في العسل شفاء، فمن الطبيعي أن يهيئ الله وسائل للنحل للدفاع عن العسل وبقائه صالحاً للاستخدام. وهذا ما دفع العلماء لدراسة هذه الظاهرة ومتابعتها خلال 30 عاماً، وكان لابد من مراقبة سلوك النحل.
بعد المراقبة الطويلة لاحظوا أن في كل خلية نحل هناك نحلات زودها الله بما يشبه "أجهزة الإنذار"، تستطيع تحسس رائحة النحل السكران وتقاتله وتبعده عن الخلية!! وتأملوا معي الحكمة التي يتمتع بها عالم النحل، حتى النحلة التي تسكر مرفوضة وتطرد بل و"تُجلد" من قبل بقية النحلات المدافعات، أليس النحل أعقل من بعض البشر؟!
إن النحلات التي تتعاطى هذه المسكرات تصبح سيئة السمعة، ولكن إذا ما أفاقت هذه النحلة من سكرتها سُمح لها بالدخول إلى الخلية مباشرة وذلك بعد أن تتأكد النحلات أن التأثير السام لها قد زال نهائياً.
لا تعليق ...!!!!!
(3) تأمل في الشرع الحنيف والدين المنيف من ( فقه وأصول وأحكام ) وتنظيم للوسائل والمقاصد والأحكام والمعاملات والأبواب والفصول ..!
(4) حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته في التنظيم والترتيب من ( تنسيق الخطى والدعوات إرسال الجيوش والسرايا للغزوات ، وبعث المجموعات الخاصة للاقتحامات والاغتيالات وإستقبال الوفود القادمة لأهل التوحيد والكرامات ) فهو بأبي وأمي ( القائد والمجاهد والعابد الرائد ) .. فتمعن ..!
(5) ارجع إلى سيرة أمير المؤمنين الفاروق ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه من تنظيمه للخلافة والفتوحات الإسلامية ووضع الخطط وجمع القرآن
وهو أول من وضع ( نظام الدواوين ) وحصر أسماء الفقراء والمساكين والمعوزين ، وأمر بعزل المرضى ، والمحافظة على العوائل المشردين ، وفرض لهم أعطيات ومرتبات شهرية ..!
قال الدكتور أكرم ضياء العمري (( وقد أظهر عمر في خلافته حسن السياسة ، والحزم والتدبير والتنظيم ، والإدارة المالية ، ورسم خطط الفتح وسياسة المنطقة المفتوحة ، والسهر على مصالح الرعية ، وإقامة العدل في البلاد والتوسع في الشورى .. إلى أن قال : وتدوين الدواوين ، وتعيين العرفاء على العشائر والقبائل ، وابتدأ بالتاريخ الهجري ))
(6) التنقيب والترقب في حياة وسيرة من صنع التاريخ من العلماء والعظماء والجهابذة تجد أن ( التنظيم ) سمة وعلامة لهم ..!!
(7) أن ( التنظيم ) من التوكل على الله سبحانه وتعالى ..
قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله (( التوكل على الله نوعان : أحدهما : توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية ..
والثاني : التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه .. وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه إلا الله فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الأول تمام الكفاية ، ومتى توكل عليه في النوع الأول دون الثاني كفاه أيضاً ، لكن لا يكون له عاقبة المتوكل فيما يحبه ويرضاه
فأعظم التوكل عليه ، التوكل في الهداية ، وتجريد التوحيد ، والمتابعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وجهاد أهل الباطل ، فهذا توكل الرسل وخاصة أتباعهم .
وسر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده ، فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون إليها ، كما لا ينفعه قوله : توكلت على الله مع اعتماده على غيره وركونه إليه وثقته به ، فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء ، كما أن توبة اللسان مع إصرار القلب شيء ، وتوبة القلب وإن لم ينطق اللسان شيء ، فقول العبد : توكلت على الله مع اعتماد قلبه على غيره ، مثل قوله : تبت إلى الله وهو مصر على معصيته مرتكب لها ))
فإذا أردت أن تكون ناجحاً صالحاً مصلحاً ، فعليك أن تكون منظماً مرتباً ..!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..!
ـــــــــــ
ظهر في الساحة ( قول شاذ ) ببدعة التنظيم وعدم صحته وبطلانه .. والرد عليه بما سبق تدوينه وبيانه ..!
نظام المرور عند النمل بقلم عبد الدائم الكحيل ـ موسوعة الإعجاز
عقوبة النحل السكرانة بقلم عبد الدائم ـ موسوعة الإعجاز ..
دعوات النبي صلى الله عليه وسلم السرية والفردية والجهرية ( هي نظام متكامل ومدرسة أفعال ) في عصور المسلمين ما بين ( الضعف والقوة )
المجموعات الخاصة والعمليات الجهادية المميزة في نحر الطواغيت من أسود التوحيد والجهاد كـمجموعة ( محمد بن سلمة الأنصاري ) في قتل طاغوت اليهود ( كعب بن الأشرف ) ثم بعدها مجموعة الأسد الصارم ( عبد الله بن عتيك ) في قتل زعيم يهود بني خيبر ( سلام بن أبي الحقيق ) ثم مجموعة ( محمد بن سلمة ) مرة أخرى تأسر ( ثمامة بن أثال الحنفي ) سيد أهل اليمامة ، ومجموعة ( فيروز الدليمي ) تقتل ( الأسود العنسي ) الكذاب في صنعاء وغيرها الكثير .. وما نراه اليوم مع ضعف الأمة من (اقتحامات واغتيالات على نظام عصابات ) للمرتدين والكافرين في الشيشان وفلسطين والعراق وأفغانستان يجعل ( المرء ) مسرورا و( الثغر ) باسما ..! نصرهم الله وأيدهم ..!
تجد ( الغرب ) الكافر استفاد مما لدى المسلمين من خطط ودواوين وتواريخ وما فيه مصلحتهم ومعاشهم .. بعكس ما فعله ( بعض المسلمين ) من أخذ السيئ والردئ
من ملبس فاجر ، وفحش سافر ..! فالله المستعان ..!
كتابه (( عصر الخلافة الراشدة ..)) ..
صـ 35ـ36ـ مختصر الفوائد لابن القيم .. للدكتور / أحمد المزيد ..

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، ثم أما بعد :
(( الدرس الثالث ))
<< أثر البراء من صحيح البخاري وقتل أبي رافع اليهودي >>
فوائد في التخطيط والتنظيم
قال الله تعالى في : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ))
وهذه الآية الكريمة ذات ( الدلالة العظيمة ) على نوعين من أنواع الجهاد في سبيل الله :ـ
1ـ جهاد المجموعات وهي المذكورة في قوله تعالى (( فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ ))
2ـ جهاد الجماعات وهي المذكورة في قوله تعالى (( أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ))
جاء في المعجم الوسيط (( ثبى الرجل الشيء : جمعه وثبى الجيش : جعله جماعات ، والثبة : الجماعة ، وتطلق على الجماعة
الفرسان خاصة . والجمع ( ثُبات )
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية (( يَأْمُر اللَّه تَعَالَى عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِأَخْذِ الْحَذَر مِنْ عَدُوّهُمْ
وَهَذَا يَسْتَلْزِم التَّأَهُّب لَهُمْ بِإِعْدَادِ الْأَسْلِحَة وَالْعُدَد وَتَكْثِير الْعَدَد بِالنَّفِيرِ فِي سَبِيل اللَّه ثُبَات
أَيْ جَمَاعَة بَعْد جَمَاعَة وَفِرْقَة بَعْد فِرْقَة وَسَرِيَّة بَعْد سَرِيَّة وَالثُّبَات جَمْع ثُبَة
وَقَدْ تُجْمَع الثُّبَة عَلَى ثُبِين قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله " فَانْفِرُوا ثُبَات " أَيْ عُصَبًا يَعْنِي سَرَايَا مُتَفَرِّقِينَ " أَوْ اِنْفِرُوا جَمِيعًا "
يَعْنِي كُلّكُمْ وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَالسُّدِّيّ وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَخُصَيْف الْجَزَرِيّ ))
وقال سيد قطب رحمه الله في تفسير الآية (( إنها الوصية للذين آمنوا: الوصية من القيادة العليا، التي ترسم لهم المنهج، وتبين لهم الطريق. وإن الإنسان ليعجب
، وهو يراجع القرآن الكريم؛ فيجد هذا الكتاب يرسم للمسلمين - بصفة عامة طبعاً - الخطة العامة للمعركة وهي ما يعرف باسم " استراتيجية المعركة "
. ففي الآية الأخرى يقول للذين أمنوا:
** يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة }فيرسم الخطة العامة للحركة الإسلامية. وفي هذه الآية يقول للذين آمنوا: ** خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً } وهي تبين ناحية من الخطة التنفيذية أو ما يسمى " التاكتيك ". وفي سورة الأنفال جوانب كذلك في الآيات:
** فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون }
وهكذا نجد هذا الكتاب لا يعلم المسلمين العبادات والشعائر فحسب؛ ولا يعلمهم الآداب والأخلاق فحسب - كما يتصور الناس الدين ذلك التصور المسكين
! إنما هو يأخذ حياتهم كلها جملة. ويعرض لكل ما تتعرض له حياة الناس من ملابسات واقعية..
وها هو ذا كتاب الله يرسم للمسلمين جانباً من الخطة التنفيذية للمعركة؛ المناسبة لموقفهم حينذاك.
ولوجودهم بين العداوات الكثيرة في الخارج. والمنافقين وحلفائهم اليهود في الداخل .
ثُباتٍ. جميع ثُبة: أي مجموعة.. والمقصود لا تخرجوا للجهاد فرادى. ولكن اخرجوا مجموعات صغيرة، أو الجيش كله.. حسب طبيعة المعركة..))
إذن نصل إلى نتيجة واضحة وهي أن ( المجاهدون ) صنفان :ـ
جهاد الجماعات : كالجيش الكامل المسلح ..
وجهاد المجموعات : هي مجموعة الفرسان الخاصة بعدد قليل من الرجال ..!
فالصنف الذي يهمنا في سلسلة دروسنا هو جهاد المجموعات الجهادية من رجال وفوارس الصحابة ..! رضوان الله عليه
ونتحدث عن مجموعة ( عبد الله بن عتيك ) التي خططت ونظمت لقتل ( سلام بن أبي الحقيق )
وكان هذا التخطيط أيضاً من ( باب التنافس والتسايس) بين قبيلتي الأنصار : الأوس والخزرج ..!
حيث قتلت واغتالت ( المجموعة الأوسية ) طاغوت اليهود بعد غزوة بدر ، في مطلع السنة الثالثة من الهجرة
فكان من ( باب التسارع والتسابق على الخيرات والطاعات والكرامات ) بين القبيلتين في قتل ( العدو الثاني ) للمسلمين بعد ( كعب )
فخططت ( المجموعة الخزرجية ) بقيادة ( عبد الله بن عتيك ) والفرسان الأربعة : عبد الله بن أنيس ، ومسعود بن سنان ، والحارث بين ربعي ـ أبو قتادة ـ والأسود الخزاعي
وكان اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ( لعبد الله بن عتيك ) لأمرين :
1ـ أنه رضع من أم يهودية ( وهذه الأم ) متواجدة في خيبر ، وقد يستفيد منها في عمليته ..!
2ـ أنه يجيد اللغة العبرية ..!
ونكمل القصة والمتابعة بما رواه _ البراء بن عازب رضي الله عنه ـ في صحيح البخاري ـ في كتاب المغازي :ـ
ـ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ،
قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ رِجَالاً مِنَ الأَنْصَارِ،
فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيُعِينُ عَلَيْهِ،
وَكَانَ فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ، وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ،
وَرَاحَ النَّاسُ بِسَرْحِهِمْ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لأَصْحَابِهِ اجْلِسُوا مَكَانَكُمْ، فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ، وَمُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ،
لَعَلِّي أَنْ أَدْخُلَ. فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَةً، وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ،
فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فَادْخُلْ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ.
فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ أَغْلَقَ الْبَابَ، ثُمَّ عَلَّقَ الأَغَالِيقَ عَلَى وَتَدٍ قَالَ فَقُمْتُ إِلَى الأَقَالِيدِ، فَأَخَذْتُهَا فَفَتَحْتُ الْبَابَ
، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ، وَكَانَ فِي عَلاَلِيَّ لَهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعِدْتُ إِلَيْهِ،
فَجَعَلْتُ كُلَّمَا فَتَحْتُ بَابًا أَغْلَقْتُ عَلَىَّ مِنْ دَاخِلٍ، قُلْتُ إِنِ الْقَوْمُ نَذِرُوا بِي لَمْ يَخْلُصُوا إِلَىَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ.
فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسْطَ عِيَالِهِ، لاَ أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ فَقُلْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ.
قَالَ مَنْ هَذَا فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ، فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، وَأَنَا دَهِشٌ فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا، وَصَاحَ فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ،
فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ مَا هَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ. فَقَالَ لأُمِّكَ الْوَيْلُ، إِنَّ رَجُلاً فِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ،
قَالَ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أَثْخَنَتْهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ ظُبَةَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ، فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ،
فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأَبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الأَرْضِ فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ،
فَانْكَسَرَتْ سَاقِي، فَعَصَبْتُهَا بِعِمَامَةٍ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ لاَ أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقَتَلْتُهُ
فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ فَقَالَ أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ. فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ النَّجَاءَ،
فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ. فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ " ابْسُطْ رِجْلَكَ ". فَبَسَطْتُ رِجْلِي، فَمَسَحَهَا، فَكَأَنَّهَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ. ))
شجاعة نادرة ومهمة ناجحة وموفقة ..!
بعد ذكر هذا ( الأثر المبارك ) نريد أن نقوم ( بعمل تدريبي ) باستنباط الفوائد والفرائد في التخطيط والتنظيم بصياغة هذه القصة ..!
وبالمثال يتضح المقال ( حتى اترك المجال مفتوح ليوم واحد ( لعل من له إضافة وفائدة من الأخوة والأخوات أن يسجلها في براعة هذا العمل الموفق )
فالمثال لكيفية إستنباط الفائدة المقصودة : هو ( وضوح الهدف )
حيث بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم ( لهدف معين ) وهو قتل أبي رافع ..! فكان سبب من أسباب النجاح والتفوق ..!
فكذلك ( المسلم ) في حياته لو ( أرد السعادة والنجاة ) عليه أن يرسم هدفاً في سعيه وعمله ..!
عندي أكثر من فائدة وزائدة في هذا ( العمل الموفق والمنظم الناجح )
لكن كما قلت : أترك المجال ( ليوم واحد ) واجعله ( نموذج تدريبي ) ولا تحتاج لكثير مجهود ..!
ومن ثم ( أذكر الفوائد والفرائد ) التي دونتها وكتبتها في هذه ( العملية الجهادية الصائبة ) ..!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ــــــــــــــــــــــــ
المعجم الوسيط صـ 94ـ
تفسير القرآن العظيم
ظلال القرآن
بخلاف ما تفعله القبائل اليوم من تسابق تارة وتناحر تارة على الأمور الوضعية ..!َ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، ثم أما بعد :
(( الدرس الثالث ))
<< أثر البراء من صحيح البخاري وقتل أبي رافع اليهودي >>
فوائد في التخطيط والتنظيم
قال الله تعالى في : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ))
وهذه الآية الكريمة ذات ( الدلالة العظيمة ) على نوعين من أنواع الجهاد في سبيل الله :ـ
1ـ جهاد المجموعات وهي المذكورة في قوله تعالى (( فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ ))
2ـ جهاد الجماعات وهي المذكورة في قوله تعالى (( أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ))
جاء في المعجم الوسيط (( ثبى الرجل الشيء : جمعه وثبى الجيش : جعله جماعات ، والثبة : الجماعة ، وتطلق على الجماعة
الفرسان خاصة . والجمع ( ثُبات )
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية (( يَأْمُر اللَّه تَعَالَى عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِأَخْذِ الْحَذَر مِنْ عَدُوّهُمْ
وَهَذَا يَسْتَلْزِم التَّأَهُّب لَهُمْ بِإِعْدَادِ الْأَسْلِحَة وَالْعُدَد وَتَكْثِير الْعَدَد بِالنَّفِيرِ فِي سَبِيل اللَّه ثُبَات
أَيْ جَمَاعَة بَعْد جَمَاعَة وَفِرْقَة بَعْد فِرْقَة وَسَرِيَّة بَعْد سَرِيَّة وَالثُّبَات جَمْع ثُبَة
وَقَدْ تُجْمَع الثُّبَة عَلَى ثُبِين قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله " فَانْفِرُوا ثُبَات " أَيْ عُصَبًا يَعْنِي سَرَايَا مُتَفَرِّقِينَ " أَوْ اِنْفِرُوا جَمِيعًا "
يَعْنِي كُلّكُمْ وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَالسُّدِّيّ وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَمُقَاتِل بْن حَيَّان وَخُصَيْف الْجَزَرِيّ ))
وقال سيد قطب رحمه الله في تفسير الآية (( إنها الوصية للذين آمنوا: الوصية من القيادة العليا، التي ترسم لهم المنهج، وتبين لهم الطريق. وإن الإنسان ليعجب
، وهو يراجع القرآن الكريم؛ فيجد هذا الكتاب يرسم للمسلمين - بصفة عامة طبعاً - الخطة العامة للمعركة وهي ما يعرف باسم " استراتيجية المعركة "
. ففي الآية الأخرى يقول للذين أمنوا:
** يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة }فيرسم الخطة العامة للحركة الإسلامية. وفي هذه الآية يقول للذين آمنوا: ** خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً } وهي تبين ناحية من الخطة التنفيذية أو ما يسمى " التاكتيك ". وفي سورة الأنفال جوانب كذلك في الآيات:
** فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون }
وهكذا نجد هذا الكتاب لا يعلم المسلمين العبادات والشعائر فحسب؛ ولا يعلمهم الآداب والأخلاق فحسب - كما يتصور الناس الدين ذلك التصور المسكين
! إنما هو يأخذ حياتهم كلها جملة. ويعرض لكل ما تتعرض له حياة الناس من ملابسات واقعية..
وها هو ذا كتاب الله يرسم للمسلمين جانباً من الخطة التنفيذية للمعركة؛ المناسبة لموقفهم حينذاك.
ولوجودهم بين العداوات الكثيرة في الخارج. والمنافقين وحلفائهم اليهود في الداخل .
ثُباتٍ. جميع ثُبة: أي مجموعة.. والمقصود لا تخرجوا للجهاد فرادى. ولكن اخرجوا مجموعات صغيرة، أو الجيش كله.. حسب طبيعة المعركة..))
إذن نصل إلى نتيجة واضحة وهي أن ( المجاهدون ) صنفان :ـ
جهاد الجماعات : كالجيش الكامل المسلح ..
وجهاد المجموعات : هي مجموعة الفرسان الخاصة بعدد قليل من الرجال ..!
فالصنف الذي يهمنا في سلسلة دروسنا هو جهاد المجموعات الجهادية من رجال وفوارس الصحابة ..! رضوان الله عليه
ونتحدث عن مجموعة ( عبد الله بن عتيك ) التي خططت ونظمت لقتل ( سلام بن أبي الحقيق )
وكان هذا التخطيط أيضاً من ( باب التنافس والتسايس) بين قبيلتي الأنصار : الأوس والخزرج ..!
حيث قتلت واغتالت ( المجموعة الأوسية ) طاغوت اليهود بعد غزوة بدر ، في مطلع السنة الثالثة من الهجرة
فكان من ( باب التسارع والتسابق على الخيرات والطاعات والكرامات ) بين القبيلتين في قتل ( العدو الثاني ) للمسلمين بعد ( كعب )
فخططت ( المجموعة الخزرجية ) بقيادة ( عبد الله بن عتيك ) والفرسان الأربعة : عبد الله بن أنيس ، ومسعود بن سنان ، والحارث بين ربعي ـ أبو قتادة ـ والأسود الخزاعي
وكان اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ( لعبد الله بن عتيك ) لأمرين :
1ـ أنه رضع من أم يهودية ( وهذه الأم ) متواجدة في خيبر ، وقد يستفيد منها في عمليته ..!
2ـ أنه يجيد اللغة العبرية ..!
ونكمل القصة والمتابعة بما رواه _ البراء بن عازب رضي الله عنه ـ في صحيح البخاري ـ في كتاب المغازي :ـ
ـ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ،
قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ رِجَالاً مِنَ الأَنْصَارِ،
فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيُعِينُ عَلَيْهِ،
وَكَانَ فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ، وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ،
وَرَاحَ النَّاسُ بِسَرْحِهِمْ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لأَصْحَابِهِ اجْلِسُوا مَكَانَكُمْ، فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ، وَمُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ،
لَعَلِّي أَنْ أَدْخُلَ. فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَةً، وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ،
فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فَادْخُلْ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ.
فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ أَغْلَقَ الْبَابَ، ثُمَّ عَلَّقَ الأَغَالِيقَ عَلَى وَتَدٍ قَالَ فَقُمْتُ إِلَى الأَقَالِيدِ، فَأَخَذْتُهَا فَفَتَحْتُ الْبَابَ
، وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ، وَكَانَ فِي عَلاَلِيَّ لَهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعِدْتُ إِلَيْهِ،
فَجَعَلْتُ كُلَّمَا فَتَحْتُ بَابًا أَغْلَقْتُ عَلَىَّ مِنْ دَاخِلٍ، قُلْتُ إِنِ الْقَوْمُ نَذِرُوا بِي لَمْ يَخْلُصُوا إِلَىَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ.
فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسْطَ عِيَالِهِ، لاَ أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ فَقُلْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ.
قَالَ مَنْ هَذَا فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ، فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، وَأَنَا دَهِشٌ فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا، وَصَاحَ فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ،
فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ مَا هَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ. فَقَالَ لأُمِّكَ الْوَيْلُ، إِنَّ رَجُلاً فِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ،
قَالَ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أَثْخَنَتْهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ ظُبَةَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ، فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ،
فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأَبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الأَرْضِ فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ،
فَانْكَسَرَتْ سَاقِي، فَعَصَبْتُهَا بِعِمَامَةٍ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ لاَ أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقَتَلْتُهُ
فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ فَقَالَ أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ. فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ النَّجَاءَ،
فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ. فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ " ابْسُطْ رِجْلَكَ ". فَبَسَطْتُ رِجْلِي، فَمَسَحَهَا، فَكَأَنَّهَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ. ))
شجاعة نادرة ومهمة ناجحة وموفقة ..!
بعد ذكر هذا ( الأثر المبارك ) نريد أن نقوم ( بعمل تدريبي ) باستنباط الفوائد والفرائد في التخطيط والتنظيم بصياغة هذه القصة ..!
وبالمثال يتضح المقال ( حتى اترك المجال مفتوح ليوم واحد ( لعل من له إضافة وفائدة من الأخوة والأخوات أن يسجلها في براعة هذا العمل الموفق )
فالمثال لكيفية إستنباط الفائدة المقصودة : هو ( وضوح الهدف )
حيث بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم ( لهدف معين ) وهو قتل أبي رافع ..! فكان سبب من أسباب النجاح والتفوق ..!
فكذلك ( المسلم ) في حياته لو ( أرد السعادة والنجاة ) عليه أن يرسم هدفاً في سعيه وعمله ..!
عندي أكثر من فائدة وزائدة في هذا ( العمل الموفق والمنظم الناجح )
لكن كما قلت : أترك المجال ( ليوم واحد ) واجعله ( نموذج تدريبي ) ولا تحتاج لكثير مجهود ..!
ومن ثم ( أذكر الفوائد والفرائد ) التي دونتها وكتبتها في هذه ( العملية الجهادية الصائبة ) ..!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ــــــــــــــــــــــــ
المعجم الوسيط صـ 94ـ
تفسير القرآن العظيم
ظلال القرآن
بخلاف ما تفعله القبائل اليوم من تسابق تارة وتناحر تارة على الأمور الوضعية ..!َ

والفوائد والفرائد في هذه ( العملية الجهادية المباركة ) جمة وغزيرة ..!
لكن نذكر ما تيسر وما بدر من فوائد وفرائد ، والله المعين والمدبر ..!
(1)
يستفاد من اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ( لعبد الله بن عتيك ) لوجود أمه اليهودية في خبير ولحنكته في اللغة العبرية هو تقرير قاعدة ( وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ) بإن ( طالب العلم والمعرفة ) يخوض في المجال الذي ( يجد ) أنه يميل وقد يملك بعض أدواته وفنونه ويستحسنه ويرغب فيه ..!
فهذا عامل قوي في ( نجاح الأهداف وفلاح الأسلاف) أياً كان ( الهدف والمذهب ) ..!
(2)
يستفاد من قيام ( مجموعة ) بعملية جهادية مباركة واحدة وناجحة
هو وجوب إتخاذ ( المرء والشخص المنظم والمرتب) صحبة صالحة ومعينة في تنفيذ الأوامر وتشديد الأواصر ، كنجاح المجموعة في قتل الطاغوت اليهودي ( الذي يعتبر أمر من النبي صلى الله عليه وسلم ) ويعتبر ، فكذلك مساعدة المجموعة والصحبة الصالحة في تحقيق ( هدف معين ومثمر ) رائع جداً ..!
(3)
يستفاد من أقتحام الأسد الهصور الصحابي ( عبد الله ) بأسلوب منظم ورصين في اقتحام الحصن وحراس الفجور والطين ..!
هو أن يضع ( طالب السعادة بتنظيم القيادة ) جدولاً يسير عليه في حياته ونبراساً يستضاء به في ظلمة ليله ..!
بالتخطيط ( لتحقيق أهداف ) ولو لهدف بعيد ومديد ..!
(4)
يستفاد مما قاله البراء في الأثر عند دخول الصحابي ( عبد الله ) على ( أبي رافع اليهودي ) في غرفته ((لاَ أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ فَقُلْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ.قَالَمَنْ هَذَا فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ، فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ،وَأَنَا دَهِشٌ فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا، وَصَاحَ فَخَرَجْتُ مِنَالْبَيْتِ،فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ مَاهَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ. فَقَالَ لأُمِّكَ الْوَيْلُ، إِنَّ رَجُلاًفِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ قَالَ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةًأَثْخَنَتْهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ ظُبَةَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِحَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ، فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ ))
تأمل في تصرف الصحابي رضي الله عنه ..
حيث ضربه ثم صاح .. فخرج قليلاً ( وتمثل بشخصية أخرى ) وكأنه شخص من أنصار ( أبي رافع ) فقال : ماهذا الصوت يا أبارافع : ثم ضربه حتى قتله ..!
قد يُستنبط من هذا الموقف عدة فوائد منها :
ـ وضع خطة بديلة عن الأساسية ( فكذلك في الأهداف التي تسعى بها إلى التفوق )
ـ تقمص الشخصيات في مثل هذه العمليات وخاصة في معمعة ( الظلام )
ـ توقع وجود مخاطر وأخطاء وعوائق .. فيجب إستخدام الذكاء والفطنة والتخطيط في مثل هذا ..!
ـ تنويع الطرق للتوصل للهدف المعين ...!
وغيرها ...!
(5)
يستفاد من ( شجاعة ) الصحابي رضوان الله عليه في اقتحام الحصن لوحده ، وأمره لأصحابه بانتظاره في الخارج ..!
هو أن يكون ( طالب العلم ) متحلياً بالشجاعة والإقدام في التقدم إلى الأهداف والسعي إلى أستار العفاف ..!
(6)
يستفاد مما جاء في الأثر من ( إصابة ) الصحابي رضوان الله عليه ((فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأَبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍلَهُ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الأَرْضِفَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ،فَانْكَسَرَتْ سَاقِي، فَعَصَبْتُهَابِعِمَامَةٍ )) ثم قال ((فَقُلْتُ لاَ أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقَتَلْتُهُفَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ فَقَالَ أَنْعَى أَبَارَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ. فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُالنَّجَاءَ،فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ. ))
هو إصراره على ( إنجاز المهمة والعملية ) على أكمل وجه رغم إصابته وتعبه فانتظر حتى وصل الخبر ( بمقتله )
فكذلك الساعي إلى النجاح والتفوق من خلال التخطيط والتنظيم قد يحصل له ( خلل وزلل ) فعليه أن ( يضمده ويجبره ) كما عصب الصحابي ( ساقه بعمامته ) .. وينجز أهدافه ولا يتردد في المهام ..!
(7)
يستفاد من هذه ( العملية الموفقة والمباركة ) التؤدة والتأني في التخطيطات والعمليات حتى يحظى بوافر من التركيز والتمييز ويظفر بالنصر العزيز ..!
(8)
يستفاد من التخطيط السري بين ( النبي صلى الله عليه وسلم والمجموعة الخزرجية ) في قتل هذا المجرم الأثيم هو أن بعض ( الأهداف والتخطيط لها ) تحتاج إلى سرية وكتمان في التنظيم سواء كانت مع نفسك أو مع مجموعة صالحة معك .. فتأمل ..!
(9)
يستفاد أيضاً من هذا ( الاقتحام والاغتيال الموفق ) هو دراسة ( الهدف ) من جميع النواحي قبل الخوض والشروع فيه ..!
(10)
نختم الفوائد والفرائد بما جاء في نهاية الأثر ((فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ "ابْسُطْ رِجْلَكَ ". فَبَسَطْتُ رِجْلِي، فَمَسَحَهَا، فَكَأَنَّهَا لَمْأَشْتَكِهَا قَط ))
يستفاد منها أنه من الأفضل وأراه واجباً ( لطالب العلم ) أن يكون له ( مرجعية ) من شيخ ومربي ، يرجع إليه في أهدافه ، ويسانده ويدعمه في أفكاره ، وقد يحقق له بعض مقاصده في حياته ، ويلزم غرزه ، وقد قيل : ما خاب من استخار وما ندم من استشار .. فتأمل ..!
وما هذه الفوائد إلا ( لبنة في بناء أو قطرة في إناء ) أو إن شئت فقل ( غيض من فيض ) مما قد يستنبط من هذه ( العملية الجهادية المباركة )
من درر وأفكار ..!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعض الأحيان نتطفل على أهل العلم والفضل بمشاهدة ( جداولهم وترتيباتهم ) تجد العجب العجاب من روعة التخطيط والتنظيم ومنها : جعل سنة كاملة أو سنتين ( لمسلك معين ) كفقه مثلاً دراسة أو تدريساً والسنة التي بعدها ( للحديث ) مثلاً .. مراجعة لمتونه أو حفظاً لما قصر في حقه وهكذا ..!
كإرشادك لأسهل المتون وما تميل له النفس من الفنون ، والإستفادة من الدروس الخاصة وفقه الواقع والمعاصرة ، وكذلك بالسؤال عن الطبعات الجيدة في حال تكوين ( طالب العلم ) مكتبة أو عن طريقة عمل ( مكتبة ) وما إلى ذلك من ...!
لكن نذكر ما تيسر وما بدر من فوائد وفرائد ، والله المعين والمدبر ..!
(1)
يستفاد من اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ( لعبد الله بن عتيك ) لوجود أمه اليهودية في خبير ولحنكته في اللغة العبرية هو تقرير قاعدة ( وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ) بإن ( طالب العلم والمعرفة ) يخوض في المجال الذي ( يجد ) أنه يميل وقد يملك بعض أدواته وفنونه ويستحسنه ويرغب فيه ..!
فهذا عامل قوي في ( نجاح الأهداف وفلاح الأسلاف) أياً كان ( الهدف والمذهب ) ..!
(2)
يستفاد من قيام ( مجموعة ) بعملية جهادية مباركة واحدة وناجحة
هو وجوب إتخاذ ( المرء والشخص المنظم والمرتب) صحبة صالحة ومعينة في تنفيذ الأوامر وتشديد الأواصر ، كنجاح المجموعة في قتل الطاغوت اليهودي ( الذي يعتبر أمر من النبي صلى الله عليه وسلم ) ويعتبر ، فكذلك مساعدة المجموعة والصحبة الصالحة في تحقيق ( هدف معين ومثمر ) رائع جداً ..!
(3)
يستفاد من أقتحام الأسد الهصور الصحابي ( عبد الله ) بأسلوب منظم ورصين في اقتحام الحصن وحراس الفجور والطين ..!
هو أن يضع ( طالب السعادة بتنظيم القيادة ) جدولاً يسير عليه في حياته ونبراساً يستضاء به في ظلمة ليله ..!
بالتخطيط ( لتحقيق أهداف ) ولو لهدف بعيد ومديد ..!
(4)
يستفاد مما قاله البراء في الأثر عند دخول الصحابي ( عبد الله ) على ( أبي رافع اليهودي ) في غرفته ((لاَ أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ فَقُلْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ.قَالَمَنْ هَذَا فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ، فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ،وَأَنَا دَهِشٌ فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا، وَصَاحَ فَخَرَجْتُ مِنَالْبَيْتِ،فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ مَاهَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ. فَقَالَ لأُمِّكَ الْوَيْلُ، إِنَّ رَجُلاًفِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ قَالَ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةًأَثْخَنَتْهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ ظُبَةَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِحَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ، فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ ))
تأمل في تصرف الصحابي رضي الله عنه ..
حيث ضربه ثم صاح .. فخرج قليلاً ( وتمثل بشخصية أخرى ) وكأنه شخص من أنصار ( أبي رافع ) فقال : ماهذا الصوت يا أبارافع : ثم ضربه حتى قتله ..!
قد يُستنبط من هذا الموقف عدة فوائد منها :
ـ وضع خطة بديلة عن الأساسية ( فكذلك في الأهداف التي تسعى بها إلى التفوق )
ـ تقمص الشخصيات في مثل هذه العمليات وخاصة في معمعة ( الظلام )
ـ توقع وجود مخاطر وأخطاء وعوائق .. فيجب إستخدام الذكاء والفطنة والتخطيط في مثل هذا ..!
ـ تنويع الطرق للتوصل للهدف المعين ...!
وغيرها ...!
(5)
يستفاد من ( شجاعة ) الصحابي رضوان الله عليه في اقتحام الحصن لوحده ، وأمره لأصحابه بانتظاره في الخارج ..!
هو أن يكون ( طالب العلم ) متحلياً بالشجاعة والإقدام في التقدم إلى الأهداف والسعي إلى أستار العفاف ..!
(6)
يستفاد مما جاء في الأثر من ( إصابة ) الصحابي رضوان الله عليه ((فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأَبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍلَهُ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الأَرْضِفَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ،فَانْكَسَرَتْ سَاقِي، فَعَصَبْتُهَابِعِمَامَةٍ )) ثم قال ((فَقُلْتُ لاَ أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقَتَلْتُهُفَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ فَقَالَ أَنْعَى أَبَارَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ. فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُالنَّجَاءَ،فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ. ))
هو إصراره على ( إنجاز المهمة والعملية ) على أكمل وجه رغم إصابته وتعبه فانتظر حتى وصل الخبر ( بمقتله )
فكذلك الساعي إلى النجاح والتفوق من خلال التخطيط والتنظيم قد يحصل له ( خلل وزلل ) فعليه أن ( يضمده ويجبره ) كما عصب الصحابي ( ساقه بعمامته ) .. وينجز أهدافه ولا يتردد في المهام ..!
(7)
يستفاد من هذه ( العملية الموفقة والمباركة ) التؤدة والتأني في التخطيطات والعمليات حتى يحظى بوافر من التركيز والتمييز ويظفر بالنصر العزيز ..!
(8)
يستفاد من التخطيط السري بين ( النبي صلى الله عليه وسلم والمجموعة الخزرجية ) في قتل هذا المجرم الأثيم هو أن بعض ( الأهداف والتخطيط لها ) تحتاج إلى سرية وكتمان في التنظيم سواء كانت مع نفسك أو مع مجموعة صالحة معك .. فتأمل ..!
(9)
يستفاد أيضاً من هذا ( الاقتحام والاغتيال الموفق ) هو دراسة ( الهدف ) من جميع النواحي قبل الخوض والشروع فيه ..!
(10)
نختم الفوائد والفرائد بما جاء في نهاية الأثر ((فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ "ابْسُطْ رِجْلَكَ ". فَبَسَطْتُ رِجْلِي، فَمَسَحَهَا، فَكَأَنَّهَا لَمْأَشْتَكِهَا قَط ))
يستفاد منها أنه من الأفضل وأراه واجباً ( لطالب العلم ) أن يكون له ( مرجعية ) من شيخ ومربي ، يرجع إليه في أهدافه ، ويسانده ويدعمه في أفكاره ، وقد يحقق له بعض مقاصده في حياته ، ويلزم غرزه ، وقد قيل : ما خاب من استخار وما ندم من استشار .. فتأمل ..!
وما هذه الفوائد إلا ( لبنة في بناء أو قطرة في إناء ) أو إن شئت فقل ( غيض من فيض ) مما قد يستنبط من هذه ( العملية الجهادية المباركة )
من درر وأفكار ..!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعض الأحيان نتطفل على أهل العلم والفضل بمشاهدة ( جداولهم وترتيباتهم ) تجد العجب العجاب من روعة التخطيط والتنظيم ومنها : جعل سنة كاملة أو سنتين ( لمسلك معين ) كفقه مثلاً دراسة أو تدريساً والسنة التي بعدها ( للحديث ) مثلاً .. مراجعة لمتونه أو حفظاً لما قصر في حقه وهكذا ..!
كإرشادك لأسهل المتون وما تميل له النفس من الفنون ، والإستفادة من الدروس الخاصة وفقه الواقع والمعاصرة ، وكذلك بالسؤال عن الطبعات الجيدة في حال تكوين ( طالب العلم ) مكتبة أو عن طريقة عمل ( مكتبة ) وما إلى ذلك من ...!

محبة الصحابة
حياك الله أختي الكريمة ، واللهم آمين على دعواتك الطيبة ، وأشكرك شكراًًًً جزيلاًً على مشاركاتك وتواصلاتك الفعالة ، لاحرمتِِ الأجر والمثوبة .. كما أن إلتماس العذر للأخوة من مستلزمات الصداقة والمحبة ، ومن عوامل تقويم ونجاح الصحبة ..!
خادم السرية والغزوة
حياك الله أخي الغالي
وهذه المشكلة التي ذكرت يعانيها الكثير من الأخوة والأخوات ومنذ قرع طبل البداية لهذه الدورة ( كان الهدف هو تأسيس القواعد للبناء) من مقدمة وأدلة وحلول لمشاكل وخاتمة .. فتابع أخي النبيل حتى النهاية ( وسنتوسع أكثر في ماذكرت من المشاكل وغيرها وإيجاد الحل المناسب لها ) بارك الله فيك ونفع بعلمك ..!!!
وسنكمل بإذن الله مع تيسر الوقت ..!
مع التحية
حياك الله أختي الكريمة ، واللهم آمين على دعواتك الطيبة ، وأشكرك شكراًًًً جزيلاًً على مشاركاتك وتواصلاتك الفعالة ، لاحرمتِِ الأجر والمثوبة .. كما أن إلتماس العذر للأخوة من مستلزمات الصداقة والمحبة ، ومن عوامل تقويم ونجاح الصحبة ..!
خادم السرية والغزوة
حياك الله أخي الغالي
وهذه المشكلة التي ذكرت يعانيها الكثير من الأخوة والأخوات ومنذ قرع طبل البداية لهذه الدورة ( كان الهدف هو تأسيس القواعد للبناء) من مقدمة وأدلة وحلول لمشاكل وخاتمة .. فتابع أخي النبيل حتى النهاية ( وسنتوسع أكثر في ماذكرت من المشاكل وغيرها وإيجاد الحل المناسب لها ) بارك الله فيك ونفع بعلمك ..!!!
وسنكمل بإذن الله مع تيسر الوقت ..!
مع التحية
الصفحة الأخيرة
<< أهمية الوقت >>
إن للوقت عند ( المؤمن التقي النقي أو الكافر المخترع الذكي
) منزلة عظيمة ، ومكانة جليلة ، سعياً إلى مراق الكمال ، وإنطلاقاً إلى قمم الجبال ..
بإستغلال الوقت يصبح ( الثبات ) رمزاً في حياته ، ويرسم به معالم شخصيته ، ويكون ( المؤمن التقي ) سعيداً في دنياه وآخرته ..
قال العلامة الدكتور بكر أبو زيد رحمه الله تحت عنوان (( المحافظة على رأس مالك : (( الوقت الوقت للتحصيل ، فكن حلف عمل لا حلف بطالة وبطر ، وحلس معمل لا حلس تلة وسمر ، فالحفظ على الوقت ، بالجد ، والأجتهاد ، وملازمة الطلب ، ومثافنة الأشياخ ، والأشتغال بالعلم قراءة وإقراء ، ومطالعةً وتدبراً وحفظاً وبحثاً ، لا سيما في أوقات شرخ الشباب ، ومقتبل العمر ، ومعدن العافية ، فاغتنم هذه الفرصة الغالية ، لتنال رتب العلم العالية ، فإنها (( وقت جمع القلب ، واجتماع الفكر )) لقلة الشواغل والصوارف عن التزامات الحياة والترؤس ، ولخفة الظهر والعيال ..))
ومن أشمخ منارة وأقوى بشارة ( لأهمية الوقت ) .. أن الله عز وجل ( أقسم به ) في عدة مواضع
في القرآن العظيم ، وكذلك ( ذكره ووضحه ) الرسول الكريم ..!
حيث أقسم الله ( بالفجر والضحى وبالشمس والقمر وبالليل والنهار ) ..!
قال الله تعالى (( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) )) سورة الفجر
وقال الله تعالى (( وَالضُّحَىٰ (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ (2) )) سورة الضحى
وقال الحق تعالى (( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) )) سورة الشمس
وقال تعالى (( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) )) سورة العصر
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله (( أقسم الله عز وجل في هذه السورة بالعصر الذي هو الدهر وهو محل الحوادث من خير وشر ، فأقسم الله عز وجل به على أن الإنسان كل الإنسان في خسر إلا من أتصف بهذه الصفات الأربع : الإيمان ، والعمل الصالح ، والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر ))
ونكتفي بهذا القدر من الأدلة ..!
ومن السنة المطهرة :
عن ابن عباس رضي الله عنهما : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ )) رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((بادروا بالأعمال الصالحة فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ، ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا )) رواه مسلم
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لن تزول قدماعبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاهوعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه )) رواه البزار والطبراني
ويوجد الكثير من الأدلة ( الدالة ) على أهمية الوقت والعمر ..!
ودونك (( درر مقتطفات ونماذج منتخبات )) من سير الأئمة والعلماء في المحافظة على الوقت ومعرفة قيمته وأهميته :ـ
(1) تأسف الرازي على وقت الأكل :ـ
كان الإمام المفسر فخر الدين الرازي يقول : والله إني لأتأسف في الفوات عن الأشتغال بالعلم في وقت الأكل فإن الوقت والزمان عزيز
(2) براية أقلام ابن الجوزي :ـ
كان الإمام ابن الجوزي يجمع براية الأقلام التي كان يكتب بها ، ويحتفظ بها في مكان خاص ، ولما حضرته الوفاة ، أوصى أن يسخن الماء الذي سيغسل به ببراية تلك الأقلام ..
ولما مات نفذوا وصيته ، فكفت براية أقلامه لتسخين مائه ، وزاد منها شيء بعد ذلك ..!!!
(3) متى ينام الجويني ويأكل :ـ
قال الإمام ـ عبد الملك الجويني ـ إمام الحرمين : أنا لا أنام وآكل عادة ، وإنما أنام إذا غلبني النوم ، ليلاً كان أو نهاراً ، وآكل إذا اشتهيت الطعام ، أي وقت كان ، فكانت لذته ونزهته في مذاكرة العلم ، وطلب الفائدة ..!
وغيرها الكثير من القصص التي تدل على ( الأهتمام بالوقت والعلم وتحصيله )
وإليك أخي المتابع ( معلومات عامة وقيمة ) عن أهمية الوقت والحفاظ عليه :ـ
ـ منازل الناس في الدنيا ( على حسب الوقت ) من بناءه في دنياه لآخرته ..!
فشخص يتلو قرآناً وآخر يحفظ متناً وذاك ينصر مظلوماً
وهناك علج هابط ( همه بطنه وفرجه ) وهناك سفيه طائش وهكذا
فهناك مراتب ودرجات ..! فلتبحث عن أعالي الهمم وشوامخ القمم ..!
ـ قال الله عز وجل ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) )) سورة الإسراء
فالفرق بينك وبين ( الحيوان ) هو بالعقل الذي أعطيت ووهبت ( لتنظم به حياتك ، وتنسق به وقتك ) ..!
بعكس ( الحيوان ) الذي يسعى في كل ما هب ودب ..!
ـ أطلع على ( سير ) الأنبياء والعلماء والصالحين ومن ( نبغ وتميز ) من الكافرين ، تجد وتلاحظ أن سمتهم وعلامتهم وسبب تفوقهم هو ( الحفاظ على الوقت ومراعاته )
ـ كثرة المعلومات ، وتنوع الخبرات ، مع قلة العمر توجب وتساعد على ( الحفاظ على الوقت )
ـ أن شكر نعمة الله على الصحة والعافية والأمن والمال والسخاء توفق المرء (( للحفاظ على الوقت ))
ـ حال الأمة وسيادة البغاة وقيادة أهل الفساد توجب ( الحفاظ على الوقت ) ومراعاة الأحوال.
ـ أن أعظم باب لدخول الفتن على القلب هو ( الفراغ ) ..
بحيث يستهويك ( الشيطان ) بشهواته وشبهاته ..!
وإن لم تشغل نفسك ، فسوف يشغلك ..! بلا شك ..!
ـ كما قيل : إن لم تكن صفراً على اليمين ، فكن صفراً على الشمال ، المهم أن يكون الإصلاح أكثر من الإفساد .. وأعمل على إستطاعتك ..!
ـ أن النجاح والتفوق متعلق (( ببركة الوقت )) وتوفيق الله لك أولاً وآخراً ..!
وأبرأ إلى الله من التقصير والزلل فهو من نفسي والشيطان ..!
وإن كان من توفيق فهو من الله جل في علاه وحده دون سواه ..!
كما أذكر ( المتابعين ) أن الوقت ضيق والقلم خافق فقد يحصل ( تقصير في الشرح والتوسع )
وما ذاك إلا من ( ضيق الوقت والسعة ) وكما يقال : أكتبها على عجلة وهي طازجة ليست محفوظة .. ( ابتسامة )
..!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..
ـــــــــــــ
لو نظرنا إلى الدول الغربية لوجدنا ( التطورات والاختراعات والابتكارات ) الحديثة والمتجددة ... ولهم الدنيا ولنا الآخرة بإذن الله .. ولكن المقصد هو حرصهم على اغتنام الوقت في دنياهم التي فيها معاشهم ..!
يعيش البعض من ( شباب الأمة وأقصد الصالحين وللأسف ) حالة مخيفة وحياة مضطربة همجية بمعنى الكلمة أحياناً بين ( العلم والعمل ) وأحياناً ( لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ) ، فليحذر الشباب من هذه الحفرة التي قد تؤدي إلى الخسار والهزيمة والإنتكاسة والعياذ بالله ..!
( المجموعة العلمية ـ حلية طالب العلم ) صـ 184ـ
شرح ثلاثة الأصول صـ 25ـ
قيمة الزمان عند العلماء لأبي غدة صـ34ـ
المصدر السابق صـ 32ـ
المصدر السابق صـ 23ـ