

دورة التربية الذكية من استروجنيات ... أ- خلود الغفري



ترى.. كم من الأمهات في وطننا العربي مثل هذه الأم؟؟
نعود للطفلة التي كانت تطالب بأبسط حقوقها في اللعب البريء بحكم سنها الصغيرة، فلا هي تفهم صلاة ولا خطبة ولا هي مجبرة على الجلوس دون حراك، والأم من جانب آخر تحرمها من أي نوع من التواصل، ولم تكلف نفسها أن تحضر لابنتها حلوى أو لعبتها المفضلة، أو حتى تسمح لها باللعب بالشمسية (وهو أمر لم افهم سببه حتى الآن )، عوضا عن ذلك أخذت توبخها وتقرصها “بغيظ” من حين لآخر على تعكير صفو جلستها بانتظار الخطبة وتصر على ربطها في مكانها دون حراك قائلة لها باستمرار “اسكتي يا بنت.. اجلسي يا بنت.. بلاش حركة يا بنت”. حتى استسلمت الطفلة اخيرا بسبب الملل وحرارة الظهيرة الخانقة وتمددت في مكانها كما القرفصاء ولاذت بالنوم دون أي خيار آخر

لكن…
ما فعلته الأم هو ما ببساطة ما تفعله اغلبنا “لا شعوريا” في المجالس
النسائية..
في الأسواق..
بالسيارة..
عند مشاهدة التلفاز..
في المطبخ ..

فــــــــــــــ
ما هي التربية الذكية؟
و ما هي التربية أصلا؟؟
هل هي تعليم الآداب؟ أم التفنن في انواع العقاب؟؟ أم إنها أي طريقة سريعة للتخلص من صداع الأبناء؟؟؟؟؟؟
أتعرفين ما هي أكبر مشاكلنا كأمهات؟
اننا نحصر معنى “الأمومة” بالحمل والرضاعة، ربما لأنها أمور محسوسة يمكن قياسها ولها مدة معينة. أما ما يتبع ذلك فهو متروك “سبهللة” للظروف الإجتماعية، والنصائح النسائية البدائية، وطرق التربية المتوارثة من الجيل السابق.. فكما تربينا نربيهم، وكما تسير قافلة المجتمع حولنا نسير معهم ، كوبي بيست، مع تحفظي على الـ “البيست” الأخير اياه، لتلطخه بخبائث وسائل الإعلام المفجعة في عصرنا هذا
رغم أن موضوع التربية طويل عريض، له آلاف الكتب والمحاضرات حول العالم، الا انني يمكن ان ألخصه لك في ٣ أمور فقط :
أحسني التواصل..اغرسي الإيجابيات.. أحسني العقاب!
وبالطبع.. ربما السواد الأعظم والأغلبية الساحقة الكاسحة من أمهاتنا لا تدري ما التواصل ولا الإيجابيات..لكنها تفهم جيدا جميع الوان وأنواع العقاب والحساب ...
نعم للأسف.. نحن نجيد ونتفنن في محاسبة وعقاب أولادنا.. ولا شيء آخر
كيف سيكبرون.. ماذا سيصنعون؟ نتركها للزمن. ما هي مميزاتهم؟ ما هي طموحاتهم؟؟ حسب الوظيفة ذات الطلب الاكثر اأو الراتب الاعلى !!
في دورة “التربية الذكية” سنتناول المواضيع التالية:
- كيف تغرسين المعتقدات الإيجابية في أبنائك بطريقتين في ٣ خطوات رائعة.
- كيف تحددين السلوكيات السيئة وتتخلصين منها للأبد في ٤ خطوات عملية (لأعمار الاطفال من ٣ الى ١٦ سنة).
- كيف تتواصلين مع أبنائك وتستمعين لهم بطريقة فعالة في ٣ خطوات بسيطة.
وإن كنتِ أختا كبرى مقبلة على الزواج، فالامر ينطبق مع والديك، بان تشاركيهما هذه الدورة لتطبيقها على اخواتك واخوانك الاصغر منكِ.
تابعيني.. فالقادم سيجدد شباب امومتك
يبدأ الأمر بسيناريو مثل هذا:
تتعرفين الى صديقات في اجتماع ما، ثم تأتي ابنتك ذات العشر سنوات، تعرفينها عليهن بالجملة التالية:
هذه ابنتي هدى.. انها بنت مؤدبةومتفوقة وتشارك في الانشطة المدرسية. انا ووالدها فخوران بها.
وفي سيناريو معاكس يمكن أن تقول الأم:
هذه ابنتي هدى.. الله يهديها انها فتاة خجولة ونادرا ما تتحدث مع الناس، لا أدري ما الحل معها!!
هدى.. في كلتا الحالتين .. سوف تتلقى الصفة (إما فتاة متفوقة متميزة.. أو فتاة خجولة منطوية)..
وستبحث في حياتها عن الأدلة التي تثبت وجود مثل هذه الصفة (من مواقف سابقة) حتى تعتقد جازمة ان هذه الصفة موجودة فيها حقا..
ومن ثم..
تبدأ بالتصرف على هذا الاساس بقية حياتها!
هكذا تتشكل المعتقدات لدينا.. منذ الصغر.. سواء الإيجابية أو السلبية. ولكِ ان تتخيلي الكم الهائل من الرسائل “السلبية” التي وصلت الى عقلك في صغرك على شكل انتقادات من الوالدين او الناس حولك، لتصبحي الانسانة التي انتِ عليها الآن!!!
لماذا نلجأ الى سياسة الإنتقاد مع أبنائنا؟
الحقيقة أن سياسة الإنتقاد هي الإستراتيجية الأولى التي يستخدمها الآباء والأمهات مع أبنائهم لتحفيزهم على التغيير..
بل هي الاستراتيجية رقم واحد التي نستخدمها في علاقاتنا مع كل الناس حولنا للاسف!
لماذا؟
١. لأننا أولا وقبل كل شيء.. تربينا على هذه الطريقة.. سياسة الانتقاد والتجريح المستمر وإظهار العيوب بغرض تقويمها..
٢. والسبب الآخر لأننا نعتقد ان أبناءنا صفحة بيضاء، لا يعرفون شيئا عن انفسهم، ويأتي دورنا كآباء وأمهات من واقع خبرتنا ومعتركنا في الحياة (اكبر منك بيوم اعلم منك بسنة ) لنرشدهم إلى عيوبهم باستمرار (وليس مميزاتهم) كي يقوموا بتقويمها وتحسينها. نعم نحن نحبهم من كل قلوبنا.. لا شك في ذلك. لكننا نجد أنه من واجبنا أن نقسو عليهم بطريقة الانتقاد والتوبيخ من أجل ان نحفزهم على التغيير.
شيئا مؤلما.. صحيح ؟
ولكنه الواقع للاسف..
المضحك المبكي في الأمر أنه لا يوجد أحد فينا يقبل الإنتقاد.. ولا حتى يحبه..!
اخبريني بالله عليكِ.. هل انتقدك أحد ما.. زوجك.. أختك.. أمك.. صديقتك.. واعجبك الأمر حتى شعرتِ بالانتعاش والرغبة في التغيير؟
مستحيل
هل أرسلتِ في حياتك مرة رسالة لأحدهم.. تنهالين عليه بالشكر لتوبيخه المؤلم والقاسي لك؟؟
المرجح أنكِ شعرتِ بالغضب والإستياء والإهانة.. وأصبحتِ شديدة الحساسية مع هذا الشخص منذ تلك اللحظة..!
اذن خبريني بحق الله.. لماذا تنتقدين ابنك باستمرار بأنه شخص غير مسؤول ولا يمكن الإعتماد عليه في طلباتك منه؟ ولماذا توبخين ابنتك بأنها فوضوية ولا تهتم بترتيب غرفتها ولن تفلح في زواجها ان تزوجت يوما ما!!
سأخبرك أمرا مثيرا للسخرية لحالنا كأمهات..
هناك موقفان (وحيدان ويتيمان) لم نقم فيهما بانتقاد أبنائنا، هل يمكنك أن تخمني ما هما هذين الموقفين؟
عندما تعلم ابننا الكلام لأول مرة.. وعندما تعلم المشي لأول مرة…
لنرجع بذاكرتنا للوراء.. ونتذكر.. هل قلنا له : يالك من طفل غبي دائما تستسلم . انك لن تتعلم المشي ابدا؟
أو: هذه الكلمة تُنطق هكذا… وليس هكذا.. انك طفلة حمقاء لن تتعلمي نطقها بالطريقة الصحيحة ابدا!
بالله عليكِ هل فعلتِ ذلك؟
انا متأكدة اننا فعلنا العكس تماما واننا غمرنا اطفالنا بالتشجيع والمديح والاطراء.
لسبب واحد:
لانه كانت لدينا قناعة راسخة وثقة كبيرة انه سيتكلم.. وانه سيمشي. ليس لدينا اي شك في ذلك.
والمسألة مسألة وقت فقط !
فماذا عن الصفات الايجابية الاخرى في ابنائك؟ هل لديك نفس اليقين ونفس الثقة اعلاه؟
اترك الاجابة لك.
هل حقق الانتقاد لابنائك معك اية نتيجة؟؟ ابدا… بل بالعكس.. بانتقادك تدمرين علاقاتك الايجابية مع ابنائك وتحصلين على ردود فعل عكسية:
١. سوف يبذل ابنك كل جهده ليتجنبك ويضع المسافات بينه وبينك.
٢. سوف يزيد عنادا ويرفض التعاون معك ولن يتحسن سلوكه.
٣. سوف يحاول (عاجلا او آجلا) ان يجرحك بنفس الطريقة التي جرحته بانتقادك له.
قد تكون حياتك جحيما مع ابنائك المراهقين .. أو حتى الصغار.. فلا توافق ولا تفاهم ولا سلوك يتحسن.. فتلجئين طبعا لاسهل طريقتين: الانتقاد .. والعقاب.
إلا أن هناك طريقة فعالة.. وبسيطة.. تعمل على:
١. غرس المعتقدات الإيجابية في أبنائك .
2. بناء علاقات إيجابية مع أولادك لتكون قوية متينة.
٣. تقويم أية معتقدات سلبية لتصبح إيجابية.
قبل أن تبدئي.. ببساطة أطلب منكِ أن تجلسي (انتِ وزوجك) لبعض الوقت، تسجلان في ورقة كل المعتقدات الإيجابية التي تريدان غرسها في ابنائكما. مثل:
كل ما سبق هو مجرد امثلة.. وبالتأكيد هناك موسوعة كاملة للمعتقدات الإيجابية التي نريدها في أبنائنا ليكونوا خير أمة اخرجت للناس.
ستتساءلين : هل حقا استطيع زرع كل تلك الصفات الإيجابية في أبنائي؟
والإجابة نعم تستطيعين ذلك. والدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة البلد: (( وهديناه النجدين)) وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري: “مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ“.
فالطفل يولد على الفطرة وفيه كل خصال الخير، ودور الوالدين يكون اما في إبراز هذه الخصال او وأدها.
والان.. نأتي للخطوات الثلاثة في غرس المعتقدات الايجابية والتي تدور كل الدورة حولها
تابعيني
لنفرض ان الصفتين الايجابيتين اللتين تريدين غرسهما في ابنتك (او ابنك) هما المشاركة وحب الخير للغير.
الخطوة الأولى: ابحثي عن أمثلة.. او أدلة حقيقية (ولو بسيطة) لهذه الصفة في واقع ابنك.
سيناريو: تطوعت ابنتي الصغيرة بإعطاء نصف حبة الشوكولا الخاصة بها الى الاكبر منها (دون ان يطلب منها احد ذلك). فهذا الموقف هو دليل حقيقي قامت به ابنتي لخصلتي المشاركة وحب الخير للغير.
الخطوة الثانية: صفي ابنك بهذه الصفة صراحة وامدحيه.
سيناريو: بعد أن رأيتُ ابنتي فعلت ذلك دون طلب منها، تحدثت معها لاحقا في ذلك اليوم وانا سعيدة وقلتُ لها: لقد رأيتك وانتِ تعطين اختك الكبرى نصف قطعة الحلوى الخاصة بك، وهذا يعني أنك فتاة مشارِكة تحبين الخير لغيرك.
الخطوة الثالثة: اخبريه في نهاية كلامك بانك تقدرين ما فعلته تمام التقدير.
سيناريو: تابعتُ جملتي لابنتي: وانا اعتبر ان ما فعلتِه رائعا واقدره منكِ كثيرا.
وهكذا تمت الخطوات الثلاثة بنجاح
لكِ ان تتخيلي بعد ذلك شعور ابنك (او ابنتك) عندما تتصيدين منهم الأفعال الايجابية، لتؤكدي عليها باستمرار بهذه الخطوات الثلاثة البسيطة .
مشكلتنا أننا دائما نتصيد الأخطاء ، ونبحث عن العثرات، وحينما نجدها نهب مرة واحدة لننتقد أبناءنا “بحسن نية”.
ولكن اذا ما رأيناهم يؤدون امرا صحيحا او إيجابيا ولو لمرة واحدة.. فاننا نبتسم في دواخلنا بصمت معتقدين ان أخيرا جهودنا في الانتقاد اثمرت، ونغض الطرف ونمضي دون اي تعليق!!!!
جربي ان تتصيدي ايجابيات ابنائك Catch in Good ومن ثم تقومي بالخطوات الثلاثة أعلاه معهم، وحتى لو وصلكِ كلام من المعلمين، أو من زوجك، او من أهلك ان طفلك فعل هذا الأمر الايجابي مرة، فلا تضيعي الفرصة ابدا لتغرسي هذه الصفة الرائعة فيه الى الابد!
هناك ايضا ٣ طرق لتمرير الرسائل الايجابية لابنائك، وهي رائعة وفعالة بالاضافة للخطوات الثلاثة السابقة:
١. الحوار المباشر بينك وبين ابنك فقط
وأفضل توقيت لهذا الحوار هو قبل النوم مباشرة، حيث يكون العقل الواعي في أضعف قدراته، والعقل الباطن في أقوى مستوياته، فتظل كلماتك تدور وتتردد في عقل ابنك فيستيقظ عليها بنشاط وحماس باليوم التالي.
سؤال على الهامش
كم من الأمهات من تستغل هذا التوقيت الثمين كل يوم للتحدث مع ابنائها قبل نومهم وطبع قبلة على جبينهم، عوضا عن مشاهدة التلفاز او قراءة ايميلاتها على الانترنت؟
ذكر المدرب د. علاء صاحب محاضرة “اسرار الأسر السعيدة” في مؤتمر “مع عائلتي من جديد” انه حدث قبل سنوات تصادم كبير مع ابنه ذي السبعة اعوام، وكان المدرب نظرا لانشغالاته وعمله المتواصل يغيب أكثر الوقت عن ابنائه، فقال له ابنه مرة بغضب ويأس شديدين: انا اكره عملك يا أبي! ليستفيق الاب على حقيقة مرّة وهي أنه ابنه في الحقيقة يكرهه هو وليس عمله!
ومن تلك اللحظة اتبع المدرب كل الوسائل الفعالة لإعادة التواصل والحب مع ابنه مرة اخرى، وكان من احداها أنه عندما يخلد ابنه للنوم، يأتي اليه والده ويهمس في اذنه بكل ما يجيش في صدره من حب وتقدير لابنه (العقل الواعي لا يستمع، ولكن العقل الباطن يستمع). وبعد عدة اسابيع على هذا المنوال انقلبت حياته مع ابنه ليتعلق به ويحبه بشدة، ويستيقظ كل صباح وابنه يقفز على سرير والديه فرحا وحبورا (اعان الله والديه )
٢. تحدثي في غير وجوده، بحيث يسمعك
وهي طريقة رائعة ايضا، لإيصال الرسائل بشكل عفوي واكثر قابلية للتصديق من قبل ابنك. فلربما حديثك المباشر معه يجعله يظن أنك تحاولين محاولات “يائسة” لإصلاح الوضع وأنه لا يملك تلك الصفات إطلاقا.
ولكن..
عندما تتحدثين عنه حول تحمله المسؤولية على الهاتف، أو مع والده، أو مع أمك.. وأنتِ متأكدة أنه بالجوار وكلامك يصل الى مسامعه، فان ابنك سيصدق تماما ما قلته عنه، وسيتصرف على انه يتحمل المسؤولية ببساطة.
واذكر هنا موقفا حدث لي شخصيا، قبل أعوام طويلة، عندما تقدم زوجي لخطبتي، وكنتُ من خلف الباب استمع لما يدور من حديث “الكبار” حول الشروط والمهر الخ، وهنا قالت أمي كلمة وهي توجه كلامها لزوجي: اعلم ان الغربة صعبة، ولكن ما اعلمه يقينا ان ابنتي صبورة وتتحمل.
وبالطبع كانت هذه المرة الأولى التي اكتشف أن لدي هاتين الصفتين أصلا، وبقي كلامها عالقا في ذهني، وتصرفتُ على اساسهما طوال سنوات زواجي وغربتي، حتى اليوم!
الكلمات.. الكلمات.. الكلمات.. كم منها ما يبني جيلا كاملا .. أو يهدمه!
٣. اكتبي في ورقة وضعيها في مكان يراه فيما بعد
اكتبي رسالة حب وشكر تذكرين فيها الصفات التي تحبينها في ابنك. واجمل توقيت هو بعد استيقاظه من النوم، ليجد ورقة على مرآة حجرته، أو في الحمام، أو داخل حقيبة المدرسة تتحدثين فيها عن موقف صار بالامس، كان فيه صادقا او امينا معك. وانكِ تقدرين ما فعله وتشكرينه عليه.
واذكر هنا قصة إحدى الامهات في كتاب “شوربة دجاج لحياة الامهات“، حيث كانت تكتب في وريقات صغيرة بضع كلمات تعبر عن حبها وتقديرها لابنائها، وتضعها خلسة في حقيبة الطعام المدرسية الخاصة بهم، ويتشوق الأطفال كل يوم لقراءة هذه الرسائل وهم يتناولون طعامهم في مدرستهم بحيث تعطيهم دفعة وشحنة إيجابية لبقية يومهم، وبقيت تلك العادة معهم حتى كبروا لينقلوها الى ابنائهم!
والان قد تهرشين رأسك وتعتقدين ان الأمر أصعب مما تصورته .
فما الذي يجبرك على كل هذا.. تتبع إيجابيات وحوارات ودعم ومتابعة تشجيع يستهلك كل طاقتك المستهلكة أصلا؟ يكفي العقاب، وتتحسن الأمور على الفور
اقول لك نعم، للعقاب أصوله وثماره وهو ما سنتحدث عنه في المرة القادمة، ولكن عليكِ أولا أن تغرسي الإيجابيات في ابنائك.
عليكِ أن تكسري هذه الحلقة المتوارثة في الإنتقاد والسلبية والتي تدمر شخصيات ابنائنا، وتخرج لنا أجيالا معقدة مهزوزة، لا تفلح في دراسة ولا زواج ولا تربية.
نريد ان نبني أجيالنا صح.. نريد أن نصنع أمة صح..
وتأكدي تماما.. اننا كآباء وامهات.. اذا ما أعطينا مسألة غرس المعتقدات ما تقتضيه من وقت وجهد. بالتركيز على أي صفة ايجابية ولو واحدة في كل مرة. فالنتيجة المؤكدة هي أن أبناءنا سوف يبدءون في التصرف على اساس هذه الصفة.
كانت هذه الجزئية الاولى من التربية الذكية.
في المرة القادمة سنتحدث عن كيفية تحديد السلوكيات السلبية والتخلص منها للابد في ٤ خطوات عملية.
وستستمتعين لاول مرة، بتطبيق العقوبات على ابنائك، دون الشعور بالذنب.
فتابعينا