المعالي@
المعالي@
الكذب
الكذب آفة خطيرة وكبيرة من الكبائر، ومعناه اصطلاحاً: عدم مطابقته للواقع، و الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه (1).الكذب نوعان: كذب في القول وكذب في الفعل، والسؤال الذي نطرحه أيهما أشد جرما، كذب الأقوال أم كذب الأفعال؟!
أولاً: الكذب مشين في ذاته، يعني هو الكذب أصلاً أمر مرذول وغير مستحب أمر لا يحبه أحد من أهل العقل وذوي الحجى، والذين يكذبون على الناس يرون أنه ربما يكون الكذب نافعاً، كيف؟! يرى بعضهم مثلاً أنه يريد بكذبه هذا أن يجلب لنفسه نفعاً أو يدفع ضراً، فيدعي مثلاً كذباً أنه محتاج هو وأبناؤه إلى مال معين أو إلى إجراء عملية جراحية معينة لاستدرار عطف الناس، أو يكذب ليصير أمام الحكم الذي يقضي بينه وبين زوجته مثلاً أنه ينتصر عليها بآرائه وينتصر عليها بأفكاره وينتصر عليها في هذه الجلسة كاذباً، مفتعلاً بعض الحقائق فيما يدعي أنها حقائق وهي ليست حقائق وإنما هي أكاذيب.المؤمن لا يعرف الكذب ولا يكذب أبداً، والإنسان الكذاب يكذب أحياناً ليكون مستظرفاً عند بعض الناس بكذبه هذا، أو يكذب عندما يدعي على إنسان زورا وبهتانا ليتشفى منه، يعني له موقف معين كرد فعل لسوء المعاملة أو غير ذلك، أو يكذب لأن عنده حب الرئاسة، فيكذب حتى يصل إلى ما يصبوا و إلى ما يريد.......
الكذب إما أن يكون اختلاقاً من البداية، يعني قصه لا أساس لها من الصحة، أو تكون زيادة في قصة معينة يعني القصة لا تحتمل جملتين أو ثلاثة يجعل منها هو كتاباً، أو ينقص من القصة الحقيقية شيئاً تضيع معناها أو تضيع حقيقتها.الكارثة أخوة الإسلام أن من صفات المنافق أنه إذا حدث كذب، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً" (2).
والذي لا يعرفه الكذابأن الكذب ينقص الرزق، يعني من أسباب نقص الرزق والعياذ بالله رب العالمين هو الكذب. الإنسان الذي يكذب يعني حتى في شراء شيء من حطام الدنيا ومن سقط المتاع في لعبة لابنه، الذي يكذب ويقول أنها بعشرة دراهم وهي لا تساوي إلا اثنين مثلاً، الذي يكذب في هذه يكذب على أمة بأسرها لو تبوأ مسؤولية من المسؤوليات، لأن الكذاب لا أمانة له ولا أمان، ولذلك عن ابن عباس رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له ويل له" (3).
إذاً الكذب أمر لا يحبه الله و لا رسوله، وفي الدعاء: "اللهم طهر قلبي من النفاق وفرجي من الزنا ولساني من الكذب وعملي من الرياء وعيني من الخيانة".
مواطن إباحة الكذب:الإسلام دين عظيم يشمل الحياة كلها، أباح الكذب في مواضع معينة:
1.في الحرب فالحرب خدعة، فإذا سؤل سؤالاً يخص الأمور العسكرية لبلده ووطنه وجيشه فالكذب هنا مباح، هذه هي الحال الأولى لأن يباح فيها الكذب.
2.الكذب للإصلاح بين طرفين، يصلح بين زوج وزوجته، بين أخ وأخيه، بين جار وجاره، بين متخاصمين، يقول يا فلان، ولا داعي للحلف، إنه يقول عنك كلاماً طيباً ويذكرك بالخير وهو لا يقول هذا ولكن نحن ندعي هذا لكي نرقق قلب أخيه.ونقول للزوجة أن زوجك يحبك، ويقول كلاماً طيبا ولكن ربما هو سريع الغضب أو لا يظهر هذا أمامك أو لا يظهر عاطفته أمامك، لكن يقول ما شاء الله عليها تحافظ على مالي وعلى أولادي وإنسانة صالحة وصوامة قوامة، وربما الرجل لا يقول هذا ولكن نقول لنلين القلب ونحبب الزوجة إلى زوجها، هكذا أيضاً نقول للزوج مثل هذا الكلام، نقول للأخ عن أخيه مثل هذا الكلام، نقول للقريب عن قريبه مثل هذا الكلام، لنصلح بين طرفين، هذه من الحالات أيضاً التي يباح فيها الكذب.
3.أيضا من ضمن الكذب المباح كذب الرجل على زوجته و كذب الزوجة على زوجها في مسائل معينة، يعني ليس في كل المسائل، تقول له أن أمي ذكرتك بالخير وكانت تدعو لك بالأمس وإن أبي يجلك كابن من أبنائه وهكذا، وتقول له أنت عندما تغيب عن البيت نشعر أن كل شئ قد نقص وأنا نشعر بالوحشة والغربة إذا غبت عن البيت نحن والأولاد وهكذا، وربما لا يكون هذا صحيحاً وأنه إذا غاب هذا الإنسان عن البيت استراح أهل البيت.
انظر إلى عظمة الشرع و جمال التشريع والى عظمة الإسلام والى رأب الصدع في البيوت، وليس هذا من النفاق في شيء، قد يقول إنساناً يفهم هذا الكلام خطأً، يقول هذا من النفاق يعني إذا كانت المرأة لا تحب زوجها فكيف تقول مثل هذا الكلام، نقول والله هذا مما أباحه لنا الشرع لكي يلتئم شمل البيوت.دخلت بعض الجواري على رسول الله صلى الله عليه وسلم ناولهن كوباً من اللبن، ودعاهن للشرب من حسن الضيافة فقالت الجواري لا نشتهيه، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "لا تجمعن جوعا وكذبا" (4) يعني أنتم في حالة جوع ولا داعي أن تكذبوا. إذاً يريد أن يعود أخته الصدق، حتى في هذا الأمر البسيط، ويريد أن يسمع ابنه هذا الكلام الجميل وهذا الصدق الواضح، هكذا تربت هذه الأسر وتلك العائلات.

د. عمر عبدالكافي
آفات اللسان
المعالي@
المعالي@
الكذب عند الاطفال
الكذب عند الاطفال
لو تساءلنا عن ما قد يدفع الناس كباراً وصغاراً الي الكذب فان احد اهم واكبر الاسباب هو الخوف. يتسبب الخوف وعدم الشعور بالأمان الي لجوءنا للكذب فنكذب لنتجنب تبعات ما فعلنا او لنتجاوز موقف نخافه او لاننا نخاف من غضب من نحبهم أو خوفنا من سخط الناس علينا او من ان تطالنا قوانين العقاب نتيجة لفعل معين فنلجأ لانكاره والكذب. وهذا السبب الاخير عادة ما يكون اقوي الاسباب عند الاطفال للكذب. ونجدهم عادة ما يكذبون رغم حاجتهم الماسة للكلام عن ما قاموا به من فعل يعرفون انه يجلب سخط الكبار.

من الهام للوالدين ان يتفهما حاجة الطفل للكذب في مراحل حياته المبكرة. وانه امر طبيعي عادة ما يتجاوزه الطفل حين تكبر لديه مهارات الكلام والاستيعاب و يستطيع ان يشرح مواقف معقدة ويوضح دوافعه ويبرر لتصرفاته. كما ان علي الوالدين ان يشجعا الطفل علي قول الحقيقة مهما كلفه الامر. لعل ايضاً من المفيد حين يبدا الطفل بالكذب ارجاء العقاب. يمكن ان نعد الطفل انه لن يطوله العقاب اذا ما قال الحقيقة مهما كانت. ونحن هنا نهدف الي ان ندرب الطفل علي قول الحقيقة والاقرار بما قام به من مخالفة للتعليمات. وسنلاحظ ان هذا الشئ يصعب علي الطفل حتي لو لم نعاقبه بالفعل..مجرد ان يري علامات عدم الرضي علي وجه والديه او احدهما فانه امر يصعب علي الطفل الصغير احتماله. يكتفي الوالدين في هذه المرحلة بتمثيل موقف آخر للطفل فيه يقوم الطفل بالتصرف الصحيح او يتم سردها له كقصة.

مع الاطفال الاكبر سناً اي من هم فوق السبعة سنوات وبعد ان نكون قد دربناهم علي قول الحقيقة وتحمل تبعات اخطاءهم يحدث ايضاً ان يكذب هوءلاء الاطفال رغم الجهد الذي بذلناه معهم في ما يخص قول الحقيقة. هنا يجب ان نتذكر ونراعي شئ شديد الاهمية وهو ضغط الانداد يتوق الطفل فوق السابعة بشدة الي ارضاء انداده وأن يكون رائعاً في اعينهم. يكون ذلك عادة بالظهور بمظهر الوقح او القوي الذي يتجاوز قوانين الكبار وهو رابط الجاش. ويكلفه الامر ان يكذب لاحقاً حتي يبرر او ينكر ما فعله. يمكن مناقشة الامر مع الطفل بهدوء واقناع الطفل ان الكذب ليس وسيلة مناسبة لمعالجة ما قام به من خطأ وانما عليه مراجعة السبب الذي دفعه للكذب وهل كان يستحق كل ذلك العناء. كذلك نخبره ان الكذب لا يجعله كبيراً في نظر انداده اذا ما هم رأوه في هذا الموقف وانما سيعرضه للسخرية وان الكذب بحد ذاته يمكن ان يجر عليه ما هو اكبر من محاولة حيازة اعجاب الانداد.

ايضاً من الهام جداً ان نذكر ان موضوع الكذب عند الاطفال موضوع حساس للغاية وتحتاج معالجته الي الكثير من الصبر والحيلة. وعادة ما ينتهي الامر باصرار الصغير علي الكذب اذا ما حاول الوالدين تقويم الامر بالشدة او القسوة. انما قد يفيد العقاب بالحرمان من بعض الامتيازات وحتي هذه يمكن ان يتنازل عنها الوالدين اذا ما بذلا وعد للطفل باسقاط العقوبة اذا ما قال الحقيقة فينزاح عن صدره الخوف من العقاب ويبقي خوفه من اغضاب والديه فقط وهو امر ليس سهلاً بالمرة بالنسبة للاطفال. وتكون عقوبة الكذب هي تعليق اللعب او ايقاف اللعب
و هي عقوبة كان قد تمّ ذكرها في موضوع سابق …و يمكن ان نعاود شرحها للتذكير…
تحدد مدتها بدقيقة واحدة لكل سنة من العمر. بمعني انه اذا كان الطفل خمسة سنوات نعطيه خمسة دقائق تعليق للعب..ويجلس وحده ولا يلعب مع البقية ونطلب منه ان يفكر بما فعل وكيف كان يمكنه ان يتجنب مدة العقاب هذه التي لم يلعب فيها.ويُحذر بشدة من ممارسة العقوبات الجسدية كالضرب وكل انواع العنف.

وتتم معالجة مشكلة الكذب علي مراحل واولها اسقاط العقاب حتي يطمئن الطفل كما قد ذكرنا وثانيها مراقبة الطفل ومعرفة حقيقة ما قام به دون ان نشعره بذلك ثم نتركه لمعالجة امر قول الحقيقة بينما ندفعه ونشجعه علي ذلك بمساعدته علي قول العبارات التي يتردد بقولها لانه يظن انها قد تثير حنقنا عليه كمثل ان تقول له تساعده اثناء ما يتعثر ليقول… “فكسرت له لعبته” وكذلك ان نبرهن له علي اننا في حال من الهدوء والتبسط وانه لا يمكن اغضابنا بقول الحقيقة. وبعد ان يبدأ الطفل في ممارسة قول الحقيقة نبدا بالعقاب قليلاً قليلاً علي مخالفته للتعليمات. وان حدث وعاد الطفل مرة اخري للكذب فغالباً ما يكون السبب عودة الخوف بشكل اكبر. مثل الخوف من فقد ثقة الوالدين هذه المرة. وهنا نعود من جديد لمناقشة الامر وتذكير الطفل بأن الكذب انما يضاعف من سوء الموقف لانه لابد للوالدين من ان يعرفا ما قام به الاطفال.

في الجانب الآخر…فانه من الخطر والخطر للغاية ان يتجاهل الوالدين كذب الطفل فيكون الكذب عنده من اهم وسائل معالجة المواقف. كذلك من الاشياء الخيرة بالفعل ان يترك الوالدين للصغير الفرصة لأن يكذب عدة كذبات اخري حتي يبرر كذبته الاولي فيتأكد الطفل انه عليه ان يكذب عدة مرات لكي ينجح في الوصول لاقناع الوالين بالكذبة الاولي. وفي كل مراحل معالجة الكذب علينا دائماً ان نوضح لاطفالنا ونشعرهم ان الكذب دوناً عن بقية الاخطاء يجلب لهم نوعاً خاصاً من الاحتقار والازدراء. ويجب علي الآباء والامهات ان يلعبوا دور القدوةlامام اطفالهم وان لا يكذبوا امام الاطفال بل ويشركوهم في ذلك كأن يقول الاب او الام للطفل “اخبر من يطلبني علي الهاتف ان ابي ليس موجود في البيت” كما اننا يجب ان نتعلم كيف نستمع الي اطفالنا بطريقة ايجابية و بكل الحب والاهتمام والرغبة الصادقة في المساعدة وان لا تكون توقعاتنا من اطفالنا اكبر من اعمارهم.
SONDS.
SONDS.
لا بأس طهور ان شاء الله اختي لؤلؤة السما
مشكوره اختي المعالي على المجهود الرائع والله ان الكذب صاروسيله للكبار والصغار وكما قلتي
يجب تعليم اطفالنا ان يتجنبو الكذب وهم صغار لان من شب على شيء شاب عليه
مشعل خير
مشعل خير
لابأس طهور *****الله اخت لؤلؤة الله يشفيك يارب
جمان1429
جمان1429
SONDS. SONDS. :
لا بأس طهور ان شاء الله اختي لؤلؤة السما مشكوره اختي المعالي على المجهود الرائع والله ان الكذب صاروسيله للكبار والصغار وكما قلتي يجب تعليم اطفالنا ان يتجنبو الكذب وهم صغار لان من شب على شيء شاب عليه
لا بأس طهور ان شاء الله اختي لؤلؤة السما مشكوره اختي المعالي على...
لسلام عليكم
ان شاء الله الجميع بخير