دورة حفظ سورة البقرة الورد(17)

حلقات تحفيظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السابع عشر :تفنيد مزاعم اليهود والتحذير منهم
الآيات من 91-96 وتقع في الجزء الأول من القرآن الكريم


المطلوب تدوين الايات من 91 -96 والتقييم حتى مساء الجمعة

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } *{ وَلَقَدْ جَآءَكُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } * { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } * { وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمينَ } * { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }



تفسير الايات


:91 - 93:حقد اليهود على النبي الخاتم وبعض جرائمهم
ذلك كان موقفهم مع أنبيائهم ، يبينه ويقرره ، ثم يجابههم بموقفهم من الرسالة الجديدة والنبي الجديد ، فإذا هم هم ، كأنهم أولئك الذين جابهوا الأنبياء من قبل:


وإذا قيل لهم:آمنوا بما أنزل الله قالوا:نؤمن بما أنزل علينا ، ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم . .
وكان هذا هو الذي يقولونه إذا دعوا إلى الإيمان بالقرآن وبالإسلام . كانوا يقولون نؤمن بما أنزل علينا . . ففيه الكفاية ، وهو وحده الحق ، ثم يكفرون بما وراءه . سواء ما جاءهم به عيسى عليه السلام ، وما جاءهم به محمد خاتم النبيين .
والقرآن يعجب من موقفهم هذا ، ومن كفرهم بما وراء الذي معهم وهو الحق مصدقا لما معهم . .
وما لهم وللحق ؟ وما لهم أن يكون مصدقا لما معهم ! ما داموا لم يستأثروا هم به ؟ إنهم يعبدون أنفسهم ، ويتعبدون لعصبيتهم . لا بل إنهم ليعبدون هواهم ، فلقد كفروا من قبل بما جاءهم أنبياؤهم به . . ويلقن الله نبيه أن يجبههم بهذه الحقيقة ، كشفا لموقفهم وفضحا لدعواهم:
قل:فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ؟ . .
لم تقتلون أنبياء الله من قبل ، إن كنتم حقا تؤمنون بما أنزل إليكم ؟ وهؤلاء الأنبياء هم الذي جاؤوكم بما تدعون أنكم تؤمنون به ؟
لا بل إنكم كفرتم بما جاءكم به موسى - نبيكم الأول ومنقذكم الأكبر -:
ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون . .
فهل اتخاذكم العجل من بعدما جاءكم موسى بالبينات ، وفي حياة موسى نفسه ، كان من وحي الإيمان ؟ وهل يتفق هذا مع دعواكم أنكم تؤمنون بما أنزل إليكم ؟
ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة . بل كان هنالك الميثاق تحت الصخرة ، وكان هناك التمرد والمعصية:
وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور:خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا . قالوا:سمعنا وعصينا ، وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم . .
والسياق هنا يلتفت من الخطاب إلى الحكاية . . يخاطب بني إسرائيل بما كان منهم ، ويلتفت إلى المؤمنين - وإلى الناس جميعا - فيطلعهم على ما كان منهم . . ثم يلقن الرسول أن يجبههم بالترذيل والتبشيع لهذا اللون من الإيمان العجيب الذي يدعونه إن كان يأمرهم بكل هذا الكفر الصريح:
قل:بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ! . .
ونقف هنا لحظة أمام التعبيرين المصورين العجيبين: قالوا:سمعنا وعصينا . . وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم . .
إنهم قالوا:سمعنا . ولم يقولوا عصينا . ففيم إذن حكاية هذا القول عنهم هنا ؟ إنه التصوير الحي للواقع الصامت كأنه واقع ناطق . لقد قالوا بأفواههم:سمعنا . وقالوا بأعمالهم:عصينا . والواقع العملي هو الذي يمنح القول الشفوي دلالته . وهذه الدلالة أقوى من القول المنطوق . . وهذا التصوير الحي للواقع يومىء إلى مبدأ كلي من مباديء الإسلام:إنه لا قيمة لقول بلا عمل . إن العمل هو المعتبر . أو هي الوحدة بين الكلمة المنطوقة والحركة الواقعة ، وهي مناط الحكم والتقدير .
فأما الصورة الغليظة التي ترسمها: وأشربوا في قلوبهم العجل فهي صورة فريدة . لقد أشربوا . أشربوا بفعل فاعل سواهم . أشربوا ماذا ؟ أشربوا العجل ! وأين أشربوه ؟ أشربوه في قلوبهم ! ويظل الخيال يتمثل تلك المحاولة العنيفة الغليظة ، وتلك الصورة الساخرة الهازئة:صورة العجل يدخل في القلوب إدخالا ، ويحشر فيها حشرا ، حتى ليكاد ينسى المعنى الذهني الذي جاءت هذه الصورة المجسمة لتؤديه ، وهو حبهم الشديد لعبادة العجل ، حتى لكأنهم أشربوه إشرابا في القلوب ! هنا تبدو قيمة التعبير القرآني المصور ، بالقياس . إن التعبير الذهي المفسر . . إنه التصوير . . السمة البارزة في التعبير القرآني الجميل


:94 - 96 عدم تمنيهم الموت وحرصهم على الحياة
ثم لقد كانوا يطلقونها دعوى عريضة . . إنهم شعب الله المختار . إنهم وحدهم المهتدون . إنهم وحدهم الفائزون في الآخرة . إنه ليس لغيرهم من الأمم في الآخرة عند الله نصيب .
وهذه الدعوى تتضمن أن المؤمنين بمحمد لا نصيب لهم في الآخرة . والهدف الأول هو زعزعة ثقتهم بدينهم وبوعود رسولهم ووعود القرآن لهم . . فأمر الله نبيه أن يدعو اليهود إلى مباهلة . أي بأن يقف الفريقان ويدعوا الله بهلاك الكاذب منهما:
قل:إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس ، فتمنوا الموت إن كنتم صادقين .
ويعقب على هذا التحدي بتقرير أنهم لن يقبلوا المباهلة ، ولن يطلبوا الموت . لأنهم يعلمون أنهم كاذبون ؛ ويخشون أن يستجيب الله فيأخذهم . وهم يعلمون أن ما قدموه من عمل لا يجعل لهم نصيبا في الآخرة . وعندئذ يكونون قد خسروا الدنيا بالموت الذي طلبوه ، وخسروا الآخرة بالعمل السيىء الذي قدموه . . ومن ثم فإنهم لن يقبلوا التحدي . فهم أحرص الناس على حياة . وهم والمشركون في هذا سواء:
ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم . والله عليم بالظالمين . ولتجدنهم أحرص الناس على حياة . ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة . وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ، والله بصير بما يعملون .
لن يتمنوه . لأن ما قدمته أيديهم للآخرة لا يطمعهم في ثواب ، ولا يؤمنهم من عقاب . إنه مدخر لهم هناك ، والله عليم بالظالمين وما كانوا يعملون .
وليس هذا فحسب . ولكنها خصلة أخرى في يهود ، خصلة يصورها القرآن صورة تفيض بالزراية وتنضح بالتحقير والمهانة: ولتجدنهم أحرص الناس على حياة . . أية حياة ، لا يهم أن تكون حياة كريمة ولا حياة مميزة على الإطلاق ! حياة فقط ! حياة بهذا التنكير والتحقير ! حياة ديدان أو حشرات ! حياة والسلام ! إنها يهود ، في ماضيها وحاضرها ومستقبلها سواء . وما ترفع رأسها إلا حين تغيب المطرقة . فإذا وجدت المطرقة نكست الرؤوس ، وعنت الجباه جبنا وحرصا على الحياة . . أي حياة !
ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ، وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ، والله بصير بما يعملون . .
يود أحدهم لو يعمر ألف سنة . ذلك أنهم لا يرجون لقاء الله ، ولا يحسون أن لهم حياة غير هذه الحياة . وما أقصر الحياة الدنيا وما أضيقها حين تحس النفس الإنسانية أنها لا تتصل بحياة سواها ، ولا تطمع في غير أنفاس وساعات على الأرض معدودة . . إن الإيمان بالحياة الآخرة نعمة . نعمة يفيضها الإيمان على القلب . نعمة يهبها الله للفرد الفاني العاني . المحدود الأجل الواسع الأمل وما يغلق أحد على نفسه هذا المنفذ إلى الخلود ، إلا وحقيقة الحياة في روحه ناقصة أو مطموسة . فالإيمان بالآخرة - فوق أنه إيمان بعدل الله المطلق ، وجزائه الأوفى - هو ذاته دلالة على فيض النفس بالحيوية ، وعلى امتلاء بالحياة لا يقف عند حدود الأرض ؛ إنما يتجاوزها إلى البقاء الطليق ، الذي لا يعلم إلا الله مداه ، وإلى المرتقى السامي الذي يتجه صعدا إلى جوار الله .
33
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دموع التائبة
دموع التائبة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

" و إذا قيل لهم ءامنوا بمآ أنزل الله قالوا بل نؤمن بما أنزل إلينا و يكفرون بما ورآءه و هو الحق مصدقاً لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين *

و لقد جآءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده و أنتم ظالمون*

و إذا أخذنا ميثاقكم و رفعنا فوقكم الطور خذوا مآ ءاتيناكم بقوة و اسمعوا قالوا سمعنا و عصينا و أشربوا فى قلوبهم العجل قل بئسما يأمركم به ايمانكم إن كنتم مؤمنين *

قل إن كانت لكم الدار الأخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين *

و لن يتمنوه ابداً بما قدمت أيديهم و الله عليم بالظالمين *

و لتجدنهم أحرص الناس على حياة و من الذين اشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة و ما هو بمزحزحه عن العذاب أن يعمر و الله بصير بما يعملون "
شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " و إذا قيل لهم ءامنوا بمآ أنزل الله قالوا بل نؤمن بما أنزل إلينا و يكفرون بما ورآءه و هو الحق مصدقاً لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين * و لقد جآءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده و أنتم ظالمون* و إذا أخذنا ميثاقكم و رفعنا فوقكم الطور خذوا مآ ءاتيناكم بقوة و اسمعوا قالوا سمعنا و عصينا و أشربوا فى قلوبهم العجل قل بئسما يأمركم به ايمانكم إن كنتم مؤمنين * قل إن كانت لكم الدار الأخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * و لن يتمنوه ابداً بما قدمت أيديهم و الله عليم بالظالمين * و لتجدنهم أحرص الناس على حياة و من الذين اشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة و ما هو بمزحزحه عن العذاب أن يعمر و الله بصير بما يعملون "
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " و إذا قيل لهم ءامنوا بمآ أنزل الله قالوا بل نؤمن بما أنزل...
"بل" غير موجودة
علينا
إذ
بكفرهم
من
الخلخال
الخلخال


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وإذا قيل لهم آمنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين #

ولقد جآءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون #

ولقد أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما ءاتيناكم بقوه واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين #

قل إن كانت لكم الدار الآخره عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين #

ولن يتمنوه أبدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين #

ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنه وما هو بمزحزحه من العذاب ان يعمر والله بصير بما يعملون #
زهرة الفـل
زهرة الفـل
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وإذا قيل لهم ءامنوا بما أنزل الله قالوا أنؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلما تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين

ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون

وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما ءاتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به ايمانكم إن كنتم مؤمنين

قل إن كانت لكم الدارالآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين

ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بظالمين

ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم أن يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون .
شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وإذا قيل لهم آمنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين # ولقد جآءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون # ولقد أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما ءاتيناكم بقوه واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين # قل إن كانت لكم الدار الآخره عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين # ولن يتمنوه أبدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين # ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنه وما هو بمزحزحه من العذاب ان يعمر والله بصير بما يعملون #
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وإذا قيل لهم آمنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا...
وإذ