دورة حفظ سورة البقرة الورد(18)

حلقات تحفيظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثامن عشر :تفنيد مزاعم اليهود والتحذير منهم
الآيات من 97- 101وتقع في الجزء الأول من القرآن الكريم


{ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } * { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ } * { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } *

مطلوب تدوين الايات من 97-101 والتقييم حتى مساء الاثنين
:97 - 98 كفرهم لتفريقهم بين الملائكة والرسل
ويمضي السياق بتلقين جديد من الله لرسوله يتحداهم به ، ويعلن الحقيقة التي يتضمنها على رؤوس الأشهاد:
قل:من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ، مصدقا لما بين يديه ، وهدى وبشرى للمؤمنين . من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال ، فإن الله عدو للكافرين . .
وفي قصة هذا التحدي نطلع على سمة أخرى من سمات يهود . سمة عجيبة حقا . . لقد بلغ هؤلاء القوم من الحنق والغيظ من أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده مبلغا يتجاوز كل حد ، وقادهم هذا إلى تناقض لا يستقيم في عقل . . لقد سمعوا أن جبريل ينزل بالوحي من عند الله على محمد ولما كان عداؤهم لمحمد قد بلغ مرتبة الحقد والحنق فقد لج بهم الضغن أن يخترعوا قصة واهية وحجة فارغة ، فيزعموا أن جبريل عدوهم ، لأنه ينزل بالهلاك والدمار والعذاب ؛ وأن هذا هو الذي يمنعهم من الإيمان بمحمد من جراء صاحبه جبريل ! ولو كان الذي ينزل إليه بالوحي هو ميكائيل لآمنوا ، فميكائيل يتنزل بالرخاء والمطر والخصب !
إنها الحماقة المضحكة ، ولكن الغيظ والحقد يسوقان إلى كل حماقة . وإلا فما بالهم يعادون جبريل ؟ وجبريل لم يكن بشرا يعمل معهم أو ضدهم ، ولم يكن يعمل بتصميم من عنده وتدبير ؟ إنما هو عبد الله يفعل ما يأمره ولا يعصى الله ما أمره !
قل:من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله . .
فما كان له من هوى شخصي ، ولا إرادة ذاتية ، في أن ينزله على قلبك ، إنما هو منفذ لإرادة الله وإذنه في تنزيل هذا القرآن على قلبك . . والقلب هو موضع التلقي ، وهو الذي يفقه بعد التلقي ، ويستقر هذا الكتاب فيه ويحفظ . . والقلب يعبر به في القرآن عن قوة الإدراك جملة وليس هو هذه العضلة المعروفة بطبيعة الحال .
نزله على قلبك . . مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين . .
والقرآن يصدق في عمومه ما سبقه من الكتب السماوية ، فأساس دين الله واحد في جميع الكتب السماوية وجميع الديانات الإلهية . . وهو هدى وبشرى للقلوب المؤمنة ، التي تتفتح له وتستجيب . . وهذه حقيقة ينبغي إبرازها . . إن نصوص القرآن لتسكب في قلب المؤمن من الإيناس ، وتفتح له من أبواب المعرفة ، وتفيض فيه من الإيحاءات والمشاعر ما لا يكون بغير الإيمان . ومن ثم يجد فيه الهدى ، كما يستروح فيه البشرى . وكذلك نجد القرآن يكرر هذه الحقيقة في مناسبات شتى . . هدى للمتقين . . هدى لقوم يؤمنون . . هدى لقوم يوقنون . . شفاء ورحمة للمؤمنين . فالهدى ثمرة الإيمان والتقوى واليقين . .
وبنو إسرائيل لم يكونوا يؤمنون أو يتقون أو يوقنون !
وكانوا - كعادتهم في تفريق الدين وتفريق الرسل - قد فرقوا بين ملائكة الله الذين يسمعون أسماءهم وأعمالهم ، فقالوا:إنهم على صداقة مع ميكائيل أما مع جبريل فلا ! لذلك جمعت الآية التالية جبريل وميكال وملائكة الله ورسله ، لبيان وحدة الجميع ، ولإعلان أن من عادى أحدا منهم فقد عاداهم جميعا ، وعادى الله سبحانه ، فعاداه الله . فهو من الكافرين . .
من كان عدوا لله وملائكته ورسله ، وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين .

99 - 101 فسق اليهود ونقضهم العهد
ثم يتجه بالخطاب إلى الرسول يثبته على ما أنزل عليه من الحق ، وما آتاه من الآيات البينات ، مقررا أنه لا يكفر بهذه الآيات إلا الفاسقون المنحرفون . ويندد ببني إسرائيل الذين لا يستقيمون على عهد . سواء عهودهم مع ربهم وأنبيائهم من قبل ، أو عهودهم مع رسول الله كمايندد بنبذهم لكتاب الله الأخير الذي جاء مصدقا لما معهم:
ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون ، أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ؟ بل أكثرهم لا يؤمنون . ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم ، كأنهم لا يعلمون . . . . . لقد كشف القرآن هنا عن علة كفر بني إسرائيل بتلك الآيات البينات التي أنزلها الله . . إنه الفسوق وانحراف الفطرة . فالطبيعة المستقيمة لا يسعها إلا الإيمان بتلك الآيات . وهي تفرض نفسها فرضا على القلب المستقيم . فإذا كفر بها اليهود - أو غيرهم - فليس هذا لأنه لا مقنع فيها ولا حجة ، ولكن لأنهم هم فاسدو الفطرة فاسقون .
ثم يلتفت إلى المسلمين - وإلى الناس عامة - منددا بهؤلاء اليهود ، كاشفا عن سمة من سماتهم الوبيئة . . إنهم جماعة مفككة الأهواء - رغم تعصبها الذميم - فهم لا يجتمعون على رأي ، ولا يثبتون على عهد ، ولا يستمسكون بعروة . ومع أنهم متعصبون لأنفسهم وجنسهم ، يكرهون أن يمنح الله شيئا من فضله لسواهم ، إلا أنهم - مع هذا - لا يستمسكون بوحدة ، ولا يحفظ بعضهم عهد بعض ، وما من عهد يقطعونه على أنفسهم حتى تند منهم فرقة فتنقض ما أبرموا ، وتخرج على ما أجمعوا:
أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ؟ بل أكثرهم لا يؤمنون . .
وقد أخلفوا ميثاقهم مع الله تحت الجبل ، ونبذوا عهودهم مع أنبيائهم من بعد ، وأخيرا نبذ فريق منهم عهدهم الذي أبرموه مع النبي أول مقدمه إلى المدينة ؛ وهو العهد الذي وادعهم فيه بشروط معينة ، بينما كانوا هم أول من أعان عليه أعداءه ؛ وأول من عاب دينة ، وحاول بث الفرقة والفتنة في الصف المسلم ، مخالفين ما عاهدوا المسلمين عليه . .
وبئس هي من خلة في اليهود ! تقابلها في المسلمين خلة أخرى على النقيض ، يعلنها رسول الله في قوله المسلمون تتكافأ دماؤهم ، وهم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم . . يسعى بذمتهم أدناهم ، فلا يخيس أحد بعهده إذا عاهد ، ولا ينقض أحد عقده إذا أبرم ، ولقد كتب أبو عبيدة - رضي الله عنه - وهو قائد لجيش عمر - رضي الله عنه - وهو الخليفة يقول:إن عبدا أمن أهل بلد بالعراق . وسأله رأيه . فكتب إليه عمر:إن الله عظم الوفاء ، فلا تكونون أوفياء حتى تفوا . . فوفوا لهم وانصرفوا عنهم . . وهذه سمة الجماعة الكريمة المتماسكة المستقيمة . وذلك فرق ما بين أخلاق اليهود الفاسقين وأخلاق المسلمين الصادقين .
ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم ، نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون . .
وكان هذا مظهرا من مظاهر نقض فريق لكل عهد يعاهدونه . فلقد كان ضمن الميثاق الذي أخذه الله عليهم ، أن يؤمنوا بكل رسول يبعثه ، وأن ينصروه ويحترموه . فلما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم ، خاسوا بذلك العهد ، ونبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم ، يستوي في هذا النبذ كتاب الله الذي معهم ، والذي يتضمن البشرى بهذا النبي وقد نبذوه ، والكتاب الجديد مع النبي الجديد وقدنبذوه أيضا !
وفي الآية ما فيها من سخرية خفية ، يحملها ذلك النص على أن الذين أوتوا الكتاب هم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم . فلو كانوا هم المشركين الأميين لكان نبذهم لكتاب الله وراء ظهورهم مفهوما ! ولكنهم هم الذين أوتوا الكتاب . هم الذين عرفوا الرسالات والرسل . هم الذين اتصلوا بالهدى ورأوا النور . . وماذا صنعوا ؟ إنهم نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ! والمقصود طبعا أنهم جحدوه وتركوا العمل به ، وأنهم أبعدوه عن مجال تفكيرهم وحياتهم . ولكن التعبير المصور ينقل المعنى من دائرة الذهن إلى دائرة الحس ؛ ويمثل عملهم بحركة مادية متخيلة ، تصور هذا التصرف تصويرا بشعا زريا ، ينضح بالكنود والجحود ، ويتسم بالغلظة والحماقة ، ويفيض بسوء الأدب والقحة ؛ ويدع الخيال يتملى هذه الحركة العنيفة . حركة الأيدي تنبذ كتاب الله وراء الظهور .
41
4K

هذا الموضوع مغلق.

الخلخال
الخلخال


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


قل من كان عدو لجبريل فإنه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين @

من كان عدو لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين @

ولقد انزلنا اليك آيات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون @

أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون @

ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتو الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون @


شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل من كان عدو لجبريل فإنه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين @ من كان عدو لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين @ ولقد انزلنا اليك آيات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون @ أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون @ ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتو الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون @
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل من كان عدو لجبريل فإنه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما...
عدوا
حكمة الصمت
حكمة الصمت
عدوا
عدوا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك

بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى

للمؤمنين*من كان عدواًلله وملائكته ورسله

وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين*ولقد

أنزلنا إليك آيات بينات ومايكفر بها إلا الفاسقون

*أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل

أكثرهم لايؤمنون*ولما جاءهم رسول من عند

الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا

الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون)
زدني تقى
زدني تقى
بسم الله الرحمن الرحيم

(( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين * من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين * ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقين * أوكلما عهدوا عهد نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون * ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون)) صدق الله العظيم
زهرة الفـل
زهرة الفـل
بسم الله الرحمن الرحيم (( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين * من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين * ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقين * أوكلما عهدوا عهد نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون * ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون)) صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم (( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقالما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين

من كان عدوا لله وملائكته ورسوله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين

ولقد أنزلنا إليك ءايات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون

أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لايؤمنون

ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون