دورة حفظ سورة البقرة الورد(2)

حلقات تحفيظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثاني : صفات الكافرين + جز ء من صفات المنافقين
الآيات من 6-12 وتقع في الجزء الأول من القرآن الكريم


إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَٰرِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } * { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } * { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } * { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ }
المطلوب تدوين الايات من 6-12 كتابة ويكون التقييم بإذن الله بعد ثلاثة أيام
وفي كل يوم سأضع مجموعة جديدة من الآيات


تفسير الايات

أما الصورة التالية فهي صورة الكافرين . وهي تمثل مقومات الكفر في كل أرض وفي كل حين:
إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون .
وهنا نجد التقابل تاما بين صورة المتقين وصورة الكافرين . . فإذا كان الكتاب بذاته هدى للمتقين ، فإن الإنذار وعدم الإنذار هو سواء بالقياس إلى الكافرين . إن النوافذ المفتوحة في أرواح المتقين ، والوشائج التي تربطهم بالوجود وبخالق الوجود ، وبالظاهر والباطن والغيب والحاضر . . إن هذه النوافذ المفتحة كلها هناك ، مغلقة كلها هنا . وإن الوشائج الموصولة كلها هناك ، مقطوعة كلها هنا:
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ختم عليها فلا تصل إليها حقيقة من الهدى ولا صدى .
وعلى أبصارهم غشاوة . . فلا نور يوصوص لها ولا هدى . ! وقد طبع الله على قلوبهم وعلى سمعهم وغشي على أبصارهم جزاء وفاقا على استهتارهم بالإنذار ، حتى تساوى لديهم الإنذار وعدم الإنذار .
إنها صورة صلدة ، مظلمة ، جامدة ، ترتسم من خلال الحركة الثابتة الجازمة . حركة الختم على القلوب والأسماع ، والتغشية على العيون والأبصار ولهم عذاب عظيم . . وهي النهاية الطبيعية للكفر العنيد ، الذي لا يستجيب للنذير ؛ والذي يستوي عنده الإنذار وعدم الإنذار ؛ كما علم الله من طبعهم المطموس العنيد

جزء من صفات المنافقين وتبدأ من الاية (8)إنها ليست في شفافية الصورة الأولى وسماحتها . وليست في عتامة الصورة الثانية وصفاقتها . ولكنها تتلوى في الحس . وتروغ من البصر ، وتخفى وتبين . . إنها صورة المنافقين:
. لقد كانت هذه صورة واقعة في المدينة ؛ ولكننا حين نتجاوز نطاق الزمان والمكان نجدها نموذجا مكرورا في أجيال البشرية جميعا . نجد هذا النوع من المنافقين من علية الناس الذين لا يجدون في أنفسهم الشجاعة ليواجهوا الحق بالإيمان الصريح ، أو يجدون في نفوسهم الجرأة ليواجهوا الحق بالإنكار الصريح . وهم في الوقت ذاته يتخذون لأنفسهم مكان المترفع على جماهير الناس ، وعلى تصورهم للأمور ! ومن ثم نميل إلى مواجهة هذه النصوص كما لو كانت مطلقة من مناسبتها التاريخية ، موجهة إلى هذا الفريق من المنافقين في كل جيل . وإلى صميم النفس الإنسانية الثابت في كل جيل
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ إنهم يدعون الإيمان بالله واليوم الآخر . وهم في الحقيقة ليسوا بمؤمنين . إنما هم منافقون لا يجرؤون على الإنكار والتصريح بحقيقة شعورهم في مواجهة المؤمنين . وهم يظنون في أنفسهم الذكاء والدهاء والقدرة على خداع هؤلاء البسطاء ؛ ولكن القرآن يصف حقيقة فعلتهم ، فهم لا يخادعون المؤمنين ، إنما يخادعون الله كذلك أو يحاولون:
يخادعون الله والذين آمنوا . .
وفي هذا النص وأمثاله نقف أمام حقيقة كبيرة ،. . تلك الحقيقة هي التي يؤكدها القرآن دائما ويقررها ، وهي حقيقة الصلة بين الله والمؤمنين . إنه يجعل صفهم صفه ، وأمرهم أمره . وشأنهم شأنه . يضمهم سبحانه إليه ، ويأخذهم في كنفه ، ويجعل عدوهم عدوه ، وما يوجه إليهم من مكر موجها إليه - سبحانه - وهذا هو التفضل العلوي الكريم . . التفضل الذي يرفع مقام المؤمنين وحقيقتهم إلى هذا المستوى السامق ؛ والذي يوحي بأن حقيقة الإيمان في هذا الوجود هي أكبر وأكرم الحقائق ، والذي يسكب في قلب المؤمن طمأنينة لا حد لها ، وهو يرى الله - جل شأنه - يجعل قضيته هي قضيته ، ومعركته هي معركته ، وعدوه هو عدوه ، ويأخذه في صفة ، ويرفعه إلى جواره الكريم . . فماذا يكون العبيد وكيدهم وخداعهم وأذاهم الصغير ؟!
وهو في ذات الوقت تهديد رعيب للذين يحاولون خداع المؤمنين والمكر بهم ، وإيصال الأذى إليهم . تهديد لهم بأن معركتهم ليست مع المؤمنين وحدهم إنما هي مع الله القوي الجبار القهار . وأنهم إنما يحاربون الله حين يحاربون أولياءه ، وإنما يتصدون لنقمة الله حين يحاولون هذه المحاولة اللئيمة .
وهذه الحقيقة من جانبيها جديرة بأن يتدبرها المؤمنون ليطمئنوا ويثبتوا ويمضوا في طريقهم لا يبالون كيد الكائدين ، ولا خداع الخادعين ، ولا أذى الشريرين . ويتدبرها أعداء المؤمنين فيفزعوا ويرتاعوا ويعرفوا من الذي يحاربونه ويتصدون لنقمته حين يتصدون للمؤمنين . .
ونعود إلى هؤلاء الذين يخادعون الله والذين آمنوا بقولهم:آمنا بالله وباليوم الآخر . ظانين في أنفسهم الذكاء والدهاء . . ولكن يا للسخرية ! يا للسخرية التي تنصب عليهم قبل أن تكتمل الآية:
وما يخدعون إلا أنفسهم ، وما يشعرون . .
إنهم من الغفلة بحيث لا يخدعون إلا أنفسهم في غير شعور ! إن الله بخداعهم عليم ؛ والمؤمنون في كنف الله فهو حافظهم من هذا الخداع اللئيم . أما أولئك الأغفال فهم يخدعون أنفسهم ويغشونها . يخدعونها حين يظنون أنهم أربحوها وأكسبوها بهذا النفاق ، ووقوها مغبة المصارحة بالكفر بين المؤمنين . وهم في الوقت ذاته يوردونها موارد التهلكة بالكفر الذي يضمرونه ، والنفاق الذي يظهرونه . وينتهون بها إلى شر مصير !
ولكن لماذا يحاول المنافقون هذه المحاولة ؟ ولماذا يخادعون هذا الخداع
في قلوبهم مرض في طبيعتهم آفة . في قلوبهم علة . وهذا ما يحيد بهم عن الطريق الواضح المستقيم . ويجعلهم يستحقون من الله أن يزيدهم مما هم فيه:
فزادهم الله مرضا . . المرض ينشىء المرض ، والانحراف يبدأ يسيرا ، ثم تنفرج الزاوية في كل خطوة وتزداد . سنة لا تتخلف . سنة الله في الأشياء والأوضاع ، وفي المشاعر والسلوك . فهم صائرون إذن إلى مصير معلوم . المصير الذي يستحقه من يخادعون الله والمؤمنين:
ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون . . وصفة أخرى من صفاتهم - وبخاصة الكبراء منهم الذين كان لهم في أول العهد بالهجرة مقام في قومهم ورياسة وسلطان كعبد الله بن أبي بن سلول - صفة العناد وتبرير ما يأتون من الفساد ، والتبجح حين يأمنون أن يؤخذوا بما يفعلون:
وإذا قيل لهم: لا تفسدوا في الأرض ، قالوا:إنما نحن مصلحون . ألا إنهم هم المفسدون ، ولكن لا يشعرون . . إنهم لا يقفون عند حد الكذب والخداع ، بل يضيفون اليهما السفه والادعاء: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض . . لم يكتفوا بأن ينفوا عن أنفسهم الإفساد ، بل تجاوزوه إلى التبجح والتبرير: قالوا:إنما نحن مصلحون . . والذين يفسدون أشنع الفساد ، ويقولون:إنهم مصلحون ، كثيرون جدا في كل زمان . يقولونها لأن الموازين مختلة في أيديهم . ومتى اختل ميزان الإخلاص والتجرد في النفس اختلت سائر الموازين والقيم . والذين لا يخلصون سريرتهم لله يتعذر أن يشعروا بفساد أعمالهم ، لأن ميزان الخير والشر والصلاح والفساد في نفوسهم يتأرجح مع الأهواء الذاتية ، ولا يثوب إلى قاعدة ربانية . .ومن ثم يجيء التعقيب الحاسم والتقرير الصادق: ألا إنهم هم المفسدون ، ولكن لا يشعرون .
39
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نسمةالليل
نسمةالليل
إن شاء الله أكون أول وحده أسمع
بسم الله الرحمن الرحيم
(إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون,ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم,ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين,يخادعون الله والذين آمنواومايخدعون إلاأنفسهم ومايشعرون,في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون,وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالواإنما نحن مصلحون,آلا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)
al7elwah
al7elwah
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون *
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم*
ومن الناس من يقول ءأمنا بالله وباليوم الاخر وماهم بمؤمنين*
يخادعون الله والذين ءامنوا ومايخدعون إلا أنفسهم ومايشعرون*
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون*
وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون*
ألا أنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون*)
شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
al7elwa، سارون 22،نسمة الليل

بارك الله فيكن لا أخطاء
alsamt
alsamt
al7elwa، سارون 22،نسمة الليل بارك الله فيكن لا أخطاء
al7elwa، سارون 22،نسمة الليل بارك الله فيكن لا أخطاء
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(إن الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون # ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم # ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأخر وماهم بمؤمنين # يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلآ أنفسهم وما يشعرون # فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون # وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألآ إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )


أخيتي شهيدة الله يجزاك عنا كل خير ويجعله في موازيين حسناتك ولكن عندي ملاحظة بسيطة وممكن تعتبريه أقتراح أن يكون كل جزء في موضوع مستقل لوحدة بدل أن كل 5 أيات في موضوع فتكثر المواضيع ونتشتت ...
تقبلي مروري
بارك الله فيك
أختك / الصمت .
alsamt
alsamt
alsamt alsamt :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إن الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون # ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم # ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأخر وماهم بمؤمنين # يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلآ أنفسهم وما يشعرون # فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون # وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألآ إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) أخيتي شهيدة الله يجزاك عنا كل خير ويجعله في موازيين حسناتك ولكن عندي ملاحظة بسيطة وممكن تعتبريه أقتراح أن يكون كل جزء في موضوع مستقل لوحدة بدل أن كل 5 أيات في موضوع فتكثر المواضيع ونتشتت ... تقبلي مروري بارك الله فيك أختك / الصمت .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إن الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون # ختم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكمل لك أقتراحي بارك الله فيك أو من الممكن أن الجزء الأول تقسميه إلى أربع أو ثلاث أقسام كل قسم في موضوع
مثال
الجزء الاول يحتوي على 141 أية إذا قسمناها على 3مواضيع يصبح كل موضوع فيه 47 أية وهكذا ....

أتمنى أن الفكرة تنال أعجابك ...أو انت شوفي الشئ الي يناسبك ...

أتمنى أن لا أكون ضايقتك ...
الله لا يحرمك الأجر

:):):):)