بسم الله الرحمن الرحيم
الورد الثامن والعشرون
الآيات من 142-144وتقع في الجزء الثاني من القرآن الكريم
{ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }
مطلوب تدوين الآيات من 142-144 والتقييم حتى مساء الاثنين
تفسير سيد قطب رحمه الله
الرد على إشاعات السفهاء بشأن تحويل القبلة
من السياق القرآني ومن سياق الأحداث في المدينة يتضح أن
المقصود بالسفهاء هم اليهود فهم الذين أثاروا الضجة التي أثيرت بمناسبة تحويل القبلة كما أسلفنا وهم الذين أثاروا هذا التساؤل
ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها
وهي المسجد الأقصى عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال أول ما قدم رسول الله ص المدينة نزل على أجداده أو قال أخواله من الأنصار ; وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا ; أو سبعة عشر شهرا ; وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر ; وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله ص قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك فنزلت قد نرى تقلب وجهك في السماء فقال السفهاء وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها وسنلاحظ أن علاج القرآن لهذا التساؤل ولتلك الفتنة يشي بضخامة آثار تلك الحملة في نفوس بعض المسلمين وفي الصف المسلم في ذلك الحين والذي يظهر من صيغة التعبير هنا سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها أن هذا كان تمهيدا لإعلان تحويل القبلة في المقطع التالي في هذا الدرس وأخذا للطريق على الأقاويل والتساؤلات التي علم الله أن السفهاء سيطلقونها أو كان ردا عليها بعد إطلاقها كما جاء في الحديث السابق اتخذ هذه الصيغة للإيحاء بأن ما قالوه كان مقدرا أمره ومعروفة خطته ومعدة إجابته وهي طريقة من طرق الرد أعمق تأثيرا وهو يبدأ في علاج آثار هذا التساؤل والرد عليه بتلقين الرسول ص ما يواجههم به ويقر به الحقيقة في نصابها ; وفي الوقت نفسه يصحح التصور العام للأمور
قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
إن المشرق لله والمغرب لله فكل متجه فهو إليه في أي اتجاه فالجهات والأماكن لا فضل لها في ذاتها إنما يفضلها ويخصصها اختيار الله وتوجيهه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم فإذا اختار لعباده وجهة واختار لهم قبلة فهي إذن المختارة وعن طريقها يسيرون إلى صراط مستقيم بذلك يقرر حقيقة التصور للأماكن والجهات وحقيقة المصدر الذي يتلقى منه البشر التوجهات وحقيقة الاتجاه الصحيح وهو الاتجاه إلى الله في كل حال
وظيفة الأمة المسلمة وتميزها بقبلتها
ثم يحدث هذه الأمة عن حقيقتها الكبيرة في هذا الكون وعن وظيفتها الضخمة في هذه الأرض وعن مكانها العظيم في هذه البشرية وعن دورها الأساسي في حياة الناس ; مما يقتضي أن تكون لها قبلتها الخاصة وشخصيتها الخاصة ; وألا تسمع لأحد إلا لربها الذي اصطفاها لهذا الأمر العظيم
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا
إنها الأمة الوسط التي تشهد على الناس جميعا فتقيم بينهم العدل والقسط ; وتضع لهم الموازين والقيم ;
وتبدي فيهم رأيها فيكون هو الرأي المعتمد ; وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهم فتفصل في أمرها وتقول هذا حق منها وهذا باطل لا التي تتلقى من الناس تصوراتها وقيمها وموازينها وهي شهيدة على الناس وفي مقام الحكم العدل بينهم وبينما هي تشهد على الناس هكذا فإن الرسول هو الذي يشهد عليها ; فيقرر لها موازينها وقيمها ; ويحكم على أعمالها وتقاليدها ; ويزن ما يصدر عنها ويقول فيه الكلمة الأخيرة وبهذا تتحدد حقيقة هذه الأمة ووظيفتها لتعرفها ولتشعر بضخامتها ولتقدر دورها حق قدره وتستعد له استعدادا لائقا وإنها للأمة الوسط بكل معاني الوسط سواء من الوساطة بمعنى الحسن والفضل أو من الوسط بمعنى الاعتدال والقصد أو من الوسط بمعناه المادي الحسي أمة وسطا في التصور والاعتقاد لا تغلو في التجرد الروحي ولا في الارتكاس المادي إنما تتبع الفطرة الممثلة في روح متلبس بجسد أو جسد تتلبس به روح وتعطي لهذا الكيان المزدوج الطاقات حقه المتكامل من كل زاد وتعمل لترقية الحياة ورفعها في الوقت الذي تعمل فيه على حفظ الحياة وامتدادها وتطلق كل نشاط في عالم الأشواق وعالم النوازع بلا تفريط ولا إفراط في قصد وتناسق واعتدال أمة وسطا في التفكير والشعور لا تجمد على ما علمت وتغلق منافذ التجرتة والمعرفة ولا تتبع كذلك كل ناعق وتقلد تقليد القردة المضحك إنما تستمسك بما لديها من تصورات ومناهج وأصول ثم تنظر في كل نتاج للفكر والتجريب ; وشعارها الدئم الحقيقة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها في تثبت ويقين أمة وسطا في التنظيم والتنسيق لا تدع الحياة كلها للمشاعر والضمائر ولا تدعها كذلك للتشريع والتأديب إنما ترفع ضمائر البشر بالتوجيه والتهذيب وتكفل نظام المجتمع بالتشريع والتأديب ; وتزاوج بين هذه وتلك فلا تكل الناس إلى سوط السلطان ولا تكلهم كذلك إلى وحي الوجدان ولكن مزاج من هذا وذاك أمة وسطا في الارتباطات والعلاقات لا تلغي شخصية الفرد ومقوماته ولا تلاشي شخصيته في شخصية الجماعة أو الدولة ; ولا تطلقه كذلك فردا أثرا جشعا لا هم له إلا ذاته إنما تطلق من الدوافع والطاقات ما يؤدي إلى الحركة والنماء ; وتطلق من النوازع والخصائص ما يحقق شخصية الفرد وكيانه ثم تضع من الكوابح ما يقف دون الغلو ومن المنشطات ما يثير رغبة الفرد في خدمة الجماعة ; وتقرر من التكاليف والواجبات ما يجعل الفرد خادما للجماعة والجماعة كافلة للفرد في كافلة للفرد في تناسق واتساق أمة وسطا في المكان في سرة الأرض وفي أوسط بقاعها وما تزال هذه الأمة التي غمر أرضها الإسلام إلى هذه اللحظة هي الأمة التي تتوسط أقطار الأرض بين شرق وغرب وجنوب وشمال وما تزال بموقعها هذا تشهد الناس جميعا وتشهد على الناس جميعا ; وتعطي ما عندها لأهل الأرض قاطبة ; وعن طريقها تعبر ثمار الطبيعة وثمار الروح والفكر من هنا إلى هناك ; وتتحكم في هذه الحركة ماديها ومعنويها على السواء أمة وسطا في الزمان تنهي عهد طفولة البشرية من قبلها ; وتحرس عهد الرشد العقلي من بعدها وتقف في الوسط تنفض عن البشرية ما علق بها من أوهام وخرافات من عهد طفولتها ; وتصدها عن الفتنة بالعقل والهوى ; وتزواج بين تراثها الروحي من عهود الرسالات ورصيدها العقلي المستمر في النماء ; وتسير
بها على الصراط السوي بين هذا وذاك وما يعوق هذه الأمة اليوم عن أن تأخذ مكانها هذا الذي وهبه الله لها إلا أنها تخلت عن منهج الله الذي اختاره لها واتخذت لها مناهج مختلفة ليست هي التي اختارها الله لها واصطبغت بصبغات شتى ليست صبغة الله واحدة منها والله يريد لها أن تصطبغ بصبغته وحدها وأمة تلك وظيفتها وذلك دورها خليقة بأن تحتمل التبعة وتبذل التضحية فللقيادة تكاليفها وللقوامة تبعاتها ولا بد أن تفتن قبل ذلك وتبتلى ليتأكد خلوصها لله وتجردها واستعدادها للطاعة المطلقة للقيادة الراشدة وإذن يكشف لهم عن حكمة اختيار القبلة التي كانوا عليها بمناسبة تحويلهم الآن عنها وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ومن هذا النص تتضح خطة التربية الربانية التي يأخذ الله بها هذه الجماعة الناشئة التي يريد لها أن تكون الوارثة للعقيدة المستخلفة في الأرض تحت راية العقيدة إنه يريد لها أن تخلص له ; وأن تتخلص من كل رواسب الجاهلية ووشائجها ; وأن تتجرد من كل سماتها القديمة ومن كل رغابها الدفينة ; وأن تتعرى من كل رداء لبسته في الجاهلية ومن كل شعار اتخذته وأن ينفرد في حسها شعار الإسلام وحده لا يتلبس به شعار آخر وأن يتوحد المصدر الذي تتلقى منه لا يشاركه مصدر آخر ولما كان الاتجاه إلى البيت الحرام قد تلبست به في نفوس العرب فكرة أخرى غير فكرة العقيدة ; وشابت عقيدة جدهم إبراهيم شوائب من الشرك ومن عصبية الجنس إذ كان البيت يعتبر في ذلك الحين بيت العرب المقدس والله يريده أن يكون بيت الله المقدس لا يضاف إليه شعار آخر غير شعاره ولا يتلبس بسمة أخرى غير سمته لما كان الاتجاه إلى البيت الحرام قد تلبست به هذه السمة الأخرى فقد صرف الله المسلمين عنه فترة ووجههم إلى بيت المقدس ليخلص مشاعرهم من ذلك التلبس القديم أولا ; ثم ليختبر طاعتهم وتسليمهم للرسول ص ثانيا ويفرز الذين يتبعونه لأنه رسول الله والذين يتبعونه لأنه أبقى على البيت الحرام قبلة فاستراحت نفوسهم إلى هذا الإبقاء تحت تأثير شعورهم بجنسهم وقومهم ومقدساتهم القديمة إنها لفتة دقيقة شديدة الدقة إن العقيدة الإسلامية لا تطيق لها في القلب شريكا ; ولا تقبل شعارا غير شعارها المفرد الصريح ; إنها لا تقبل راسبا من رواسب الجاهلية في أية صورة من الصور جل أم صغر وهذا هو إيحاء ذلك النص القرآني وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه والله سبحانه يعلم كل ما يكون قبل أن يكون ولكنه يريد أن يظهر المكنون من الناس حتى يحاسبهم عليه ويأخذهم به فهو لرحمته بهم لا يحاسبهم على ما يعلمه من أمرهم بل على ما يصدر عنهم ويقع بالفعل منهم ولقد علم الله أن الانسلاخ من الرواسب الشعورية والتجرد من كل سمة وكل شعار له بالنفس علقة أمر شاق ومحاولة عسيرة إلا أن يبلغ الإيمان من القلب مبلغ الاستيلاء المطلق وإلا أن يعين الله هذا القلب في محاولته فيصله به ويهديه إليه
وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله فإذا كان الهدى فلا مشقة ولا عسر في أن تخلع النفس عنها تلك الشعارات وأن تنفض عنها تلك الرواسب ; وأن تتجرد لله تسمع منه وتطيع حيثما وجهها الله تتجه وحيثما قادها رسول الله تقاد ثم يطمئن المسلمين على إيمانهم وعلى صلاتهم إنهم ليسوا على ضلال وإن صلاتهم لم تضع فالله سبحانه لا يعنت العباد ولا يضيع عليهم عبادتهم التي توجهوا بها إليه ; ولا يشق عليهم في تكليف يجاوز طاقتهم التي يضاعفها الإيمان ويقويها وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم إنه يعرف طاقتهم المحدودة فلا يكلفهم فوق طاقتهم ; وإنه يهدي المؤمنين ويمدهم بالعون من عنده لاجتياز الامتحان حين تصدق منهم النية وتصح العزيمة وإذا كان البلاء مظهرا لحكمته فاجتياز البلاء فضل رحمته إن الله بالناس لرؤوف رحيم بهذا يسكب في قلوب المسلمين الطمأنينة ويذهب عنها القلق ويفيض عليها الرضى والثقة واليقين
توحيد الأمة بالقبلة الواحدةوفي مطلع هذه الآيات نجد تعبيرا مصورا لحالة النبي ص
قد نرى تقلب وجهك في السماء وهو يشي بتلك الرغبة القوية في أن يوجهه ربه إلى قبلة غير القبلة التي كان عليها بعدما كثر لجاج اليهود وحجاجهم ; ووجدوا في اتجاه الجماعة المسلمة لقبلتهم وسيلة للتمويه والتضليل والبلبلة والتلبيس فكان ص يقلب وجهه في السماء ولا يصرح بدعاء تأدبا مع ربه وتحرجا أن يقترح عليه شيئا أو أن يقدم بين يديه شيئا ولقد إجابه ربه إلى ما يرضيه والتعبير عن هذه الاستجابة يشي بتلك الصلة الرحيمة الحانية الودود
فلنولينك قبلة ترضاها ثم يعين له هذه القبلة التي علم سبحانه أنه يرضاها
فول وجهك شطر المسجد الحرام قبلة له ولأمته من معه منها ومن يأتي من بعده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرهمن كل اتجاه في أنحاء الأرض جميعا قبلة واحدة تجمع هذه الأمة وتوحد بينها على اختلاف مواطنها واختلاف مواقعها من هذه القبلة واختلاف أجناسها وألسنتها وألوانها قبلة واحدة تتجه إليها الأمة الواحدة في مشارق الأرض ومغاربها فتحس أنها جسم واحد وكيان واحد تتجه إلى هدف واحد وتسعى لتحقيق منهج واحد منهج ينبثق من كونها جميعا تعبد إلها واحدا وتؤمن برسول واحد وتتجه إلى قبلة واحدة وهكذا وحد الله هذه الأمة وحدها في إلهها ورسولها ودينها وقبلتها وحدها على اختلاف المواطن والأجناس والألوان واللغات ولم يجعل وحدتها تقوم على قاعدة من هذه القواعد كلها ; ولكن تقوم على عقيدتها وقبلتها ; ولو تفرقت في مواطنها وأجناسها وألوانها ولغاتها إنها الوحدة التي تليق ببني الإنسان ; فالإنسان يجتمع على عقيدة القلب وقبلة العبادة إذا تجمع الحيوان على المرعى والكلأ والسياج والحظيرة ثم ما شأن أهل الكتاب وهذه القبلة الجديدة وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم إنهم ليعلمون أن المسجد الحرام هو بيت الله الأول الذي رفع قواعده إبراهيم جد هذه الأمة الوارثة وجد المسلمين أجمعين وإنهم ليعلمون أن الأمر بالتوجه إليه حق من عند الله لا مرية فيه ولكنهم مع هذا سيفعلون غير ما يوحيه هذا العلم الذي يعلمونه فلا على المسلمين منهم ; فالله هو الوكيل الكفيل برد مكرهم وكيدهم وما الله بغافل عما يعملون إنهم لن يقتنعوا بدليل لأن الذي ينقصهم ليس هو الدليل ; إنما هو الإخلاص والتجرد من الهوى والاستعداد للتسليم بالحق حين يعلمونه
هذا الموضوع مغلق.

شهيدة فلسطين :
تفسير الصابوني المنَاسَبَة: زعم اليهود والنصارى أن إِبراهيم والأنبياء معه كانوا يهوداً ونصارى وقد كانت قبلة الأنبياء بيت المقدس وكان صلوات الله عليه وهو بمكة يستقبل بيت المقدس فلما أُمر صلى الله عليه وسلم بالتوجه إِلى الكعبة المشرّفة طعن اليهود في رسالته واتخذوا ذلك ذريعة للنيل من الإِسلام وقالوا: لقد اشتاق محمد إِلى مولده وعن قريب يرجع إِلى دين قومه، فأخبر الله رسوله الكريم بما سيقوله السفهاء ولقّنه الحجة الدامغة ليردّ عليهم، ويوطّن نفسه على تحمل الأذى منهم عند مفاجأة المكروه، وكان هذا الإِخبار قبل تحويل القبلة معجزة له عليه السلام. اللغَة: { ٱلسُّفَهَآءُ } جمع سفيه وهو الجاهل ضعيف الرأي، قليل المعرفة بالمنافع والمضار، وأصل السفه الخفة والرقة من قولهم ثوب سفيه إِذا كان خفيف النسج { وَلاَّهُمْ } صرفهم يقال: ولّى عن الشيء وتولّى عنه أي انصرف { وَسَطاً } قال الطبري: الوسط في كلام العرب: الخيار وقيل: العدل، وأصل هذا أن خير الأشياء أوساطها وأن الغلو والتقصير مذمومان { عَقِبَيْهِ } تثنية عقب وهو مؤخر القدم { كَبِيرَةً } شاقة وثقيلة { شَطْرَ } الشطر في اللغة يأتي بمعنى الجهة كقول الشاعر: تعدو بنا شطر نجد وهي عاقدة، ويأتي بمعنى النصف ومنه الحديث " الطهور شطر الإِيمان ". سَبَبُ النّزول: عن البراء قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صلّى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يتوجه نحو الكعبة فأنزل الله تعالى { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } الآية فقال السفهاء من الناس - وهم اليهود - ما ولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ قال تعالى { قُل للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ } إِلى آخر الآية، أخرجه البخاري. التفسِير: { سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ } أي سيقول ضعفاء العقول من الناس { مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا } أي ما صرفهم وحوّلهم عن القبلة التي كانوا يصلون إِليها وهي بيت المقدس، قبلة المرسلين من قبلهم؟ { قُل للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ } أي قل لهم يا محمد الجهات كلها لله له المشرق والمغرب فأينما ولينا وجوهنا فهناك وجه الله { يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي يهدي عباده المؤمنين إِلى الطريق القويم الموصل لسعادة الدارين { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } أي كما هديناكم إِلى الإِسلام كذلك جعلناكم يا معشر المؤمنين أمة عدولاً خياراً { لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } أي لتشهدوا على الأمم يوم القيامة أن رسلهم بلّغتهم، ويشهد عليكم الرسول أنه بلغكم { وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ } أي وما أمرناك بالتوجه إِلى بيت المقدس ثم صرفناك عنها إِلى الكعبة { إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ } أي إِِلا لنختبر إِيمان الناس فنعلم من يصدّق الرسول، ممن يشكّك في الدين ويرجع إِلى الكفر لضعف يقينه { وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ } أي وإِن كان هذا التحويل لشاقاً وصعباً إِلاّ على الذين هداهم الله { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } أي ما صحَّ ولا استقام أن يضيع الله صلاتكم إِلى بيت المقدس بل يثيبكم عليها، وذلك حين سألوه صلى الله عليه وسلم عمن مات وهو يصلي إِلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة فنزلت، وقوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } تعليل للحكم أي أنه تعالى عظيم الرحمة بعباده لا يضيع أعمالهم الصالحة التي فعلوها { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } لأنه كثيراً ما رأينا تردّد بصرك يا محمد جهة السماء تشوقاً لتحويل القبلة { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } أي فلنوجهنك إِلى قبلةٍ تحبها، - وهي الكعبة - قبلة أبيك إِبراهيم { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } أي توجه في صلاتك نحو الكعبة المعظمة { وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ } أي وحيثما كنتم أيها المؤمنون فتوجهوا في صلاتكم نحو الكعبة أيضاً { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ } أي إِن اليهود والنصارى ليعلمون أن هذا التحويل للقبلة حقٌ من عند الله ولكنهم يفتنون الناس بإِلقاء الشبهات { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } أي لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وسيجازيهم عليها، وفيه وعيد وتهديد لهم.تفسير الصابوني المنَاسَبَة: زعم اليهود والنصارى أن إِبراهيم والأنبياء معه كانوا يهوداً ونصارى...
بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ ان شاء الله بالجزء الثاني
أخواتي المشاركات آيات الجزء الثاني اخبركم صراحة أنها صعبة وليست سهلة وبحاجة إلى تركيز وإن كان عدد آيات الورد قليلة فأرجو التركيز في حفظها وأنصح بقراءة التفسير وقد وضعت لكن تفسير سيد قطب رحمه الله وأضفت اليه تفسير الصابوني وهو مبسط ومختصر أكثر ،التفسير يساعد على فهم الايات جيدا وترابط المواضيع وهذا سيسهل عليكن الحفظ فأرجو عدم إهماله
وفقكن الله وثبتكن على طاعته وحفظ كتابه وأعاننا جميعا إن شاء الله
نبدأ ان شاء الله بالجزء الثاني
أخواتي المشاركات آيات الجزء الثاني اخبركم صراحة أنها صعبة وليست سهلة وبحاجة إلى تركيز وإن كان عدد آيات الورد قليلة فأرجو التركيز في حفظها وأنصح بقراءة التفسير وقد وضعت لكن تفسير سيد قطب رحمه الله وأضفت اليه تفسير الصابوني وهو مبسط ومختصر أكثر ،التفسير يساعد على فهم الايات جيدا وترابط المواضيع وهذا سيسهل عليكن الحفظ فأرجو عدم إهماله
وفقكن الله وثبتكن على طاعته وحفظ كتابه وأعاننا جميعا إن شاء الله

الخلخال
•
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم @
وكذلك جعلناكم أمه وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم ان الله بالناس لرءوف رحيم @
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره إن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون @

زدني تقى
•
بسم الله الرحمن الرحيم
((سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
(142) وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم (143) قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون (144) )) صدق الله العظيم
((سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
(142) وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم (143) قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون (144) )) صدق الله العظيم

الشعاقية
•
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط
مستقيم (142)
وكذالك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها
إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم
إن الله بالناس لرؤوف رحيم(143)
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنو لينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم
شطره وإن الذين اوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من لاربهم وما الله بغافل عما يعملون(144)
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط
مستقيم (142)
وكذالك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها
إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم
إن الله بالناس لرؤوف رحيم(143)
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنو لينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم
شطره وإن الذين اوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من لاربهم وما الله بغافل عما يعملون(144)
الصفحة الأخيرة
المنَاسَبَة: زعم اليهود والنصارى أن إِبراهيم والأنبياء معه كانوا يهوداً ونصارى وقد كانت قبلة الأنبياء بيت المقدس وكان صلوات الله عليه وهو بمكة يستقبل بيت المقدس فلما أُمر صلى الله عليه وسلم بالتوجه إِلى الكعبة المشرّفة طعن اليهود في رسالته واتخذوا ذلك ذريعة للنيل من الإِسلام وقالوا: لقد اشتاق محمد إِلى مولده وعن قريب يرجع إِلى دين قومه، فأخبر الله رسوله الكريم بما سيقوله السفهاء ولقّنه الحجة الدامغة ليردّ عليهم، ويوطّن نفسه على تحمل الأذى منهم عند مفاجأة المكروه، وكان هذا الإِخبار قبل تحويل القبلة معجزة له عليه السلام.
اللغَة: { ٱلسُّفَهَآءُ } جمع سفيه وهو الجاهل ضعيف الرأي، قليل المعرفة بالمنافع والمضار، وأصل السفه الخفة والرقة من قولهم ثوب سفيه إِذا كان خفيف النسج { وَلاَّهُمْ } صرفهم يقال: ولّى عن الشيء وتولّى عنه أي انصرف { وَسَطاً } قال الطبري: الوسط في كلام العرب: الخيار وقيل: العدل، وأصل هذا أن خير الأشياء أوساطها وأن الغلو والتقصير مذمومان { عَقِبَيْهِ } تثنية عقب وهو مؤخر القدم { كَبِيرَةً } شاقة وثقيلة { شَطْرَ } الشطر في اللغة يأتي بمعنى الجهة كقول الشاعر:
تعدو بنا شطر نجد وهي عاقدة،
ويأتي بمعنى النصف ومنه الحديث " الطهور شطر الإِيمان ".
سَبَبُ النّزول: عن البراء قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صلّى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يتوجه نحو الكعبة فأنزل الله تعالى { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } الآية فقال السفهاء من الناس - وهم اليهود - ما ولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ قال تعالى { قُل للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ } إِلى آخر الآية، أخرجه البخاري.
التفسِير: { سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ }
أي سيقول ضعفاء العقول من الناس
{ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا } أي ما صرفهم وحوّلهم عن القبلة التي كانوا يصلون إِليها وهي بيت المقدس، قبلة المرسلين من قبلهم؟
{ قُل للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ }
أي قل لهم يا محمد الجهات كلها لله له المشرق والمغرب فأينما ولينا وجوهنا فهناك وجه الله
{ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
أي يهدي عباده المؤمنين إِلى الطريق القويم الموصل لسعادة الدارين
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً }
أي كما هديناكم إِلى الإِسلام كذلك جعلناكم يا معشر المؤمنين أمة عدولاً خياراً
{ لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } أي لتشهدوا على الأمم يوم القيامة أن رسلهم بلّغتهم، ويشهد عليكم الرسول أنه بلغكم
{ وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ } أي وما أمرناك بالتوجه إِلى بيت المقدس ثم صرفناك عنها إِلى الكعبة { إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ }
أي إِِلا لنختبر إِيمان الناس فنعلم من يصدّق الرسول، ممن يشكّك في الدين ويرجع إِلى الكفر لضعف يقينه { وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ }
أي وإِن كان هذا التحويل لشاقاً وصعباً إِلاّ على الذين هداهم الله
{ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } أي ما صحَّ ولا استقام أن يضيع الله صلاتكم إِلى بيت المقدس بل يثيبكم عليها، وذلك حين سألوه صلى الله عليه وسلم عمن مات وهو يصلي إِلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة فنزلت، وقوله تعالى
{ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } تعليل للحكم أي أنه تعالى عظيم الرحمة بعباده لا يضيع أعمالهم الصالحة التي فعلوها
{ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } لأنه كثيراً ما رأينا تردّد بصرك يا محمد جهة السماء تشوقاً لتحويل القبلة
{ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } أي فلنوجهنك إِلى قبلةٍ تحبها، - وهي الكعبة - قبلة أبيك إِبراهيم
{ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ }
أي توجه في صلاتك نحو الكعبة المعظمة
{ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ } أي وحيثما كنتم أيها المؤمنون فتوجهوا في صلاتكم نحو الكعبة أيضاً
{ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ } أي إِن اليهود والنصارى ليعلمون أن هذا التحويل للقبلة حقٌ من عند الله ولكنهم يفتنون الناس بإِلقاء الشبهات
{ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } أي لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وسيجازيهم عليها، وفيه وعيد وتهديد لهم.