دورة حفظ سورة البقرة الورد(45)

حلقات تحفيظ القرآن

الورد 45 : سؤال عن الخمر والميسر +اليتامى + النهي عن الزواج من مشرك أو مشركة
الآيات من 219- 221 وتقع في الجزء الثاني من القرآن الكريم


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ كَذٰلِكَ يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } * { فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }{ وَلاَ تَنْكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنْكِحُواْ ٱلْمُشِرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }
التقييم حتى مساء الأربعاء
التدرج في تحريم الخمر والميسر

ثم يمضي السياق يبين للمسلمين حكم الخمر والقمار وكلتاهما لذة من اللذائذ التي كان العرب غارقين فيها يوم أن لم تكن لهم اهتمامات عليا ينفقون فيها نشاطهم وتسغرق مشاعرهم وأوقاتهم
يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما وإلى ذلك الوقت لم يكن قد نزل تحريم الخمر والميسر ولكن نصا في القرآن كله لم يرد بحلهما إنما كان الله يأخذ بيد هذه الجماعة الناشئة خطوة خطوة في الطريق الذي أراده لها ويصنعها على عينه للدور الذي قدره لها وهذا الدور العظيم لا تتلاءم معه تلك المضيعة في الخمر والميسر ولا تناسبه بعثرة العمر وبعثرة الوعي وبعثرة الجهد في عبث الفارغين الذين لا تشغلهم إلا لذائذ أنفسهم أو الذين يطاردهم الفراغ والخواء فيغرقونه في السكر بالخمر والانشغال بالميسر ; أو الذين تطاردهم أنفسهم فيهربون منها في الخمار والقمار ; كما يفعل كل من يعيش في الجاهلية أمس واليوم وغدا إلا أن الإسلام على منهجه في تربية النفس البشرية كان يسير على هينة وفي يسر وفي تؤدة وهذا النص الذي بين أيدينا كان أول خطوة من خطوات التحريم فالأشياء والأعمال قد لا تكون شرا خالصا فالخير يتلبس بالشر والشر يتلبس بالخير في هذه الأرض ولكن مدار الحل والحرمة هو غلبة الخير أو غلبة الشر فإذا كان الإثم في الخمر والميسر أكبر من النفع فتلك علة تحريم ومنع وإن لم يصرح هنا بالتحريم والمنع هنا يبدو لنا طرف من منهج التربية الإسلامي القرآني الرباني الحكيم وهو المنهج الذي يمكن استقراؤه في الكثير من شرائعه وفرائضه وتوجيهاته ونحن نشير إلى قاعدة من قواعد هذا المنهج بمناسبة الحديث عن الخمر والميسر عندما يتعلق الأمر أو النهي بقاعدة من قواعد التصور الإيماني أي بمسألة اعتقادية فإن الإسلام يقضي فيها قضاء حاسما منذ اللحظة الأولى ولكن عندما يتعلق الأمر أو النهي بعادة وتقليد أو بوضع اجتماعي معقد فإن الإسلام يتريث به ويأخذ المسألة باليسر والرفق والتدرج ويهيء الظروف الواقعية التي تيسر التنفيذ والطاعة فعندما كانت المسألة مسألة التوحيد أو الشرك أمضى أمره منذ اللحظة الأولى في ضربة حازمة جازمة لا تردد فيها ولا تلفت ولا مجاملة فيها ولا مساومة ولا لقاء في منتصف الطريق لأن المسألة هنا مسألة قاعدة أساسية للتصور لا يصلح بدونها إيمان ولا يقام إسلام فأما في الخمر والميسر فقد كان الأمر أمر عادة وإلف والعادة تحتاج إلى علاج فبدأ بتحريك الوجدان الديني والمنطق التشريعي في نفوس المسلمين بأن الإثم في الخمر والميسر أكبر من النفع وفي هذا إيحاء بأن تركهما هو الأولى ثم جاءت الخطوة الثانية بآية سورة النساء يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون والصلاة في خمسة أوقات معظمها متقارب لا يكفي ما بينها للسكر والإفاقة وفي هذا تضييق لفرص المزاولة العملية لعادة الشرب وكسر لعادة الإدمان التي تتعلق بمواعيد التعاطي ; إذ المعروف أن المدمن يشعر بالحاجة إلى ما أدمن عليه من مسكر أو مخدر في الموعد الذي اعتاد تناوله فإذا تجاوز هذا الوقت وتكرر هذا التجاوز فترت حدة العادة وأمكن التغلب عليها حتى إذا تمت هاتان الخطوتان جاء النهي الحازم الأخير بتحريم الخمر والميسر إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون وأما في الرق مثلا فقد كان الأمر أمر وضع اجتماعي اقتصادي وأمر عرف دولي وعالمي في استرقاق الأسرى وفي استخدام الرقيق والأوضاع الاجتماعية المعقدة تحتاج إلى تعديل شامل لمقوماتها وارتباطاتها قبل تعديل ظواهرها وآثارها والعرف الدولي يحتاج إلى اتفاقات دولية ومعاهدات جماعية ولم يأمر الإسلام بالرق قط ولم يرد في القرآن نص على استرقاق الأسرى ولكنه جاء فوجد الرق نظاما عالميا يقوم عليه الاقتصاد العالمي ووجد استرقاق الأسرى عرفا دوليا يأخذ به المحاربون جميعا فلم يكن بد أن يتريث في علاج الوضع الاجتماعي القائم والنظام الدولي الشامل وقد اختار الإسلام أن يجفف منابع الرق وموارده حتى ينتهي بهذا النظام كله مع الزمن إلا الإلغاء دون إحداث هزة إجتماعية لا يمكن ضبطها ولا قيادتها وذلك مع العناية بتوفير ضمانات الحياة المناسبة للرقيق وضمان الكرامة الإنسانية في حدود واسعة بدأ بتجفيف موارد الرق فيما عدا أسرى الحرب الشرعية ونسل الأرقاء ذلك أن المجتمعات المعادية للإسلام كانت تسترق أسرى المسلمين حسب العرف السائد في ذلك الزمان وما كان الإسلام يومئذ قادرا على أن يجبر المجتمعات المعادية على مخالفة ذلك العرف السائد الذي تقوم عليه قواعد النظام الاجتماعي والاقتصادي في أنحاء الأرض ولو أنه قرر إبطال استرقاق الأسرى لكان هذا إجراء مقصورا على الأسرى الذين يقعون في أيدي المسلمين بينما الأسارى المسلمون يلاقون مصيرهم السييء في عالم الرق هناك وفي هذا إطماع لأعداء الإسلام في أهل الإسلام ولو أنه قرر تحرير نسل الأرقاء الموجود فعلا قبل أن ينظم الأوضاع الاقتصادية للدولة المسلمة ولجميع من تضمهم لترك هؤلاء الأرقاء بلا مورد رزق ولا كافل ولا عائل ولا أواصر قربى تعصمهم من الفقر والسقوط الخلقي الذي يفسد حياة المجتمع الناشيء لهذه الأوضاع القائمة العميقة الجذور لم ينص القرآن على استرقاق الأسرى بل قال فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ولكنه كذلك لم ينص على عدم استرقاقهم وترك الدولة المسلمة تعامل أسراها حسب ما تقتضيه طبيعة موقفها فتفادي من تفادي من الأسرى من الجانبين وتتبادل الأسرى من الفريقين وتسترق من تسترق وفق الملابسات الواقعية في التعامل مع أعدائها المحاربين وبتجفيف موارد الرق الأخرى وكانت كثيرة جدا ومتنوعة يقل العدد وهذا العدد القليل أخذ الإسلام يعمل على تحريره بمجرد أن ينضم إلى الجماعة المسلمة ويقطع صلته بالمعسكرات المعادية فجعل للرقيق حقه كاملا في طلب الحرية بدفع فدية عنه يكاتب عليها سيده ومنذ هذه اللحظة التي يريد فيها الحرية يملك حرية العمل وحرية الكسب والتملك فيصبح أجر عمله له وله أن يعمل في غير خدمة سيده ليحصل على فديته أي إنه يصبح كيانا مستقلا ويحصل على أهم مقومات الحرية فعلا ثم يصبح له نصيبه من بيت مال المسلمين في الزكاة والمسلمون مكلفون بعد هذا أن يساعدوه بالمال على استرداد حريته وذلك كله غير الكفارات التي تقتضي عتق رقبة كبعض حالات القتل الخطأ وفدية اليمين وكفارة الظهار وبذلك ينتهي وضع الرق نهاية طبيعية مع الزمن لأن إلغاءه دفعة واحدة كان يؤدي إلى هزة لا ضرورة لها وإلى فساد في المجتمع أمكن اتقاؤه فأما تكاثر الرقيق في المجتمع الإسلامي بعد ذلك ; فقد نشأ من الانحراف عن المنهج الإسلامي شيئا فشيئا وهذه حقيقة ولكن مباديء الإسلام ليست هي المسؤولة عنه ولا يحسب ذلك على الإسلام الذي لم يطبق تطبيقا صحيحا في بعض العهود لانحراف الناس عن منهجه قليلا أو كثيرا ووفق النظرية الإسلامية التاريخية التي أسلفنا لا تعد الأوضاع التي نشأت عن هذا الانحراف أوضاعا إسلامية ولا تعد حلقات في تاريخ الإسلام كذلك فالإسلام لم يتغير ولم تضف إلى مبادئه مباديء جديدة إنما الذي تغير هم الناس وقد بعدوا عنه فلم يعد له علاقة بهم ولم يعودوا هم حلقة من تاريخه وإذا أراد أحد أن يستأنف حياة إسلامية فهو لا يستأنفها من حيث انتهت الجموع المنتسبة إلى الإسلام على مدى التاريخ إنما يستأنفها من حيث يستمد استمدادا مباشرا من أصول الإسلام الصحيحة وهذه الحقيقة مهمة جدا سواء من وجهة التحقيق النظري أو النمو الحركي للعقيدة الإسلامية وللمنهج الإسلامي ونحن نؤكدها للمرة الثانية في هذا الجزء بهذه المناسبة لما نراه من شدة الضلال والخطأ في تصور النظرية التاريخية الإسلامية وفي فهم الواقع التاريخي الإسلامي ومن شدة الضلال والخطأ في تصور الحياة الإسلامية الحقيقية والحركة الإسلامية الصحيحة وبخاصة في دراسة المستشرقين للتاريخ الإسلامي ومن يتأثرون بمنهج المستشرقين الخاطيء في فهم هذا التاريخ وفيهم بعض المخلصين المخدوعين ثم نمضي مع السياق في تقرير المباديء الإسلامية في مواجهة الأسئلة الاستفهامية ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة لقد سألوا مرة ماذا ينفقون فكان الجواب عن النوع والجهة فأما هنا فجاء الجواب عن المقدار والدرجة والعفو الفضل والزيادة فكل ما زاد على النفقة الشخصية في غير ترف ولا مخيلة فهو محل للإنفاق الأقرب فالأقرب ثم الآخرون على ما أسلفنا والزكاة وحدها لا تجزيء فهذا النص لم تنسخه آية الزكاة ولم تخصصه فيما أرى فالزكاة لا تبريء الذمة إلا بإسقاط الفريضة ويبقى التوجيه إلى الإنفاق قائما إن الزكاة هي حق بيت مال المسلمين تجبيها الحكومة التي تنفذ شريعة الله وتنفقها في مصارفها المعلومة ولكن يبقى بعد ذلك واجب المسلم لله ولعباد الله والزكاة قد لا تستغرق الفضل كله والفضل كله محل للإنفاق بهذا النص الواضح ; ولقوله عليه الصلاة والسلام < في المال حق سوى الزكاة > حق قد يؤديه صاحبه ابتغاء مرضاة الله وهذا هو الأكمل والأجمل فإن لم يفعل واحتاجت إليه الدولة المسلمة التي تنفذ شريعة الله أخذته فأنفقته فيما يصلح الجماعة المسلمة كي لا يضيع في الترف المفسد أو يقبض عن التعامل ويخزن ويعطل كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة فهذا البيان لاستجاشة التفكر والتدبر في أمر الدنيا والآخرة فالتفكر في الدنيا وحدها لا يعطي العقل البشري ولا القلب الإنساني صورة كاملة عن حقيقة الوجود الإنساني وحقيقة الحياة وتكاليفها وارتباطاتها ولا ينشىء تصورا صحيحا للأوضاع والقيم والموازين فالدنيا شطر الحياة الأدنى والأقصر وبناء الشعور والسلوك على حساب الشطر القصير لا ينتهي أبدا إلى تصور صحيح ولا إلى سلوك صحيح ومسألة الإنفاق بالذات في حاجة إلى حساب الدنيا والآخرة فما ينقص من مال المرء بالإنفاق يرد عليها طهارة لقلبه وزكاة لمشاعره كما يرد عليه صلاحا للمجتمع الذي يعيش فيه ووئاما وسلاما ولكن هذا كله قد لا يكون ملحوظا لكل فرد وحينئذ يكون الشعور بالآخرة وما فيها من جزاء وما فيها من قيم وموازين مرجحا لكفة الإنفاق تطمئن إليه النفس وتسكن له وتستريح ويعتدل الميزان في يدها فلا يرجح بقيمة زائفة ذات لألاء وبريق

الإحسان إلى اليتامى والحرص على أموالهم

ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وأن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم
إن التكافل الاجتماعي هو قاعدة المجتمع الإسلامي والجماعة المسلمة مكلفة أن ترعى مصالح الضعفاء فيها واليتامى بفقدهم آباءهم وهم صغار ضعاف أولى برعاية الجماعة وحمايتها رعايتها لنفوسهم وحمايتها لأموالهم ولقد كان بعض الأوصياء يخلطون طعام اليتامى بطعامهم وأموالهم بأموالهم للتجارة فيها جميعا ; وكان الغبن يقع أحيانا على اليتامى فنزلت الآيات في التخويف من أكل أموال الأيتام عندئذ تحرج الأتقياء حتى عزلوا طعام اليتامى من طعامهم فكان الرجل يكون في حجره اليتيم يقدم له الطعام من ماله فإذا فضل منه شيء بقي له حتى يعاود أكله أو يفسد فيطرح وهذا تشدد ليس من طبيعة الإسلام فوق ما فيه من الغرم أحيانا على اليتيم فعاد القرآن يرد المسلمين إلى الاعتدال واليسر في تناول الأمور ; وإلى تحري خير اليتيم والتصرف في حدود مصلحته فالإصلاح لليتامى خير من اعتزالهم والمخالطة لا حرج فيها إذا حققت الخير لليتيم فاليتامى أخوان للأوصياء كلهم أخوة في الإسلام أعضاء في الأسرة المسلمة الكبيرة والله يعلم المفسد من المصلح فليس المعول عليه هو ظاهر العمل وشكله ولكن نيته وثمرته والله لا يريد إحراج المسلمين وإعناتهم والمشقة عليهم فيما يكلفهم ولو شاء الله لكلفهم هذا العنت ولكنه لا يريد وهو العزيز الحكيم فهو قادر على ما يريد ولكنه حكيم لا يريد إلا الخير واليسر والصلاح وهكذا يربط الأمر كله بالله ; ويشده إلى المحور الأصيل التي تدور عليه العقيدة وتدور عليه الحياة وهذه هي ميزة التشريع الذي يقوم على العقيدة فضمانة التنفيذ للتشريع لا تجيء أبدا من الخارج إن لم تنبثق وتتعمق في أغوار الضمير
النهي عن الزواج بالمشركة أو تزويج الكافر

الأن نواجه النصوص القرآنية بالتفصيل ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ; ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ; ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون النكاح وهو الزواج أعمق وأقوى وأدوم رابطة تصل بين اثنين من بني الإنسان ; وتشمل أوسع الاستجابات التي يتبادلها فردان فلا بد إذن من توحد القلوب والتقائها في عقدة لا تحل ولكي تتوحد القلوب يجب أن يتوحد ما تنعقد عليه وما تتجه إليه والعقيدة الدينية هي أعمق وأشمل ما يعمر النفوس ويؤثر فيها ويكيف مشاعرها ويحدد تأثراتها واستجاباتها ويعين طريقها في الحياة كلها وإن كان الكثيرون يخدعهم أحيانا كمون العقيدة أو ركودها فيتوهمون أنها شعور عارض يمكن الاستغناء عنه ببعض الفلسفات الفكرية أو بعض المذاهب الاجتماعية وهذا وهم وقلة خبرة بحقيقة النفس الإنسانية ومقوماتها الحقيقية وتجاهل لواقع هذه النفس وطبيعتها ولقد كانت النشأة الأولى للجماعة المسلمة في مكة لا تسمح في أول الأمر بالانفصال الاجتماعي الكامل الحاسم كالانفصال الشعوري الاعتقادي الذي تم في نفوس المسلمين لأن الأوضاع الاجتماعية تحتاج إلى زمن وإلى تنظيمات متريثة فلما أن أراد الله للجماعة المسلمة أن تستقل في المدينة وتتميز شخصيتها الاجتماعية كما تميزت شخصيتها الاعتقادية بدأ التنظيم الجديد يأخذ طريقه ونزلت هذه الآية نزلت تحرم ***** أي نكاح جديد بين المسلمين والمشركين فأما ما كان قائما بالفعل من الزيجات فقد ظل إلى السنة السادسة للهجرة حين نزلت في الحديبية آية سورة الممتحنة يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر فانتهت آخر الارتباطات بين هؤلاء وهؤلاء لقد بات حراما أن ينكح المسلم مشركة وأن ينكح المشرك مسلمة حرام أن يربط الزواج بين قلبين لا يجتمعان على عقيدة إنه في هذه الحالة رباط زائف واه ضعيف إنهما لا يلتقيان في الله ولا تقوم على منهجه عقدة الحياة والله الذي كرم الإنسان ورفعه على الحيوان يريد لهذه الصلة ألا تكون ميلا حيوانيا ولا اندفاعا شهوانيا إنما يريد أن يرفعها حتى يصلها بالله في علاه ; ويربط بينها وبين مشيئته ومنهجه في نمو الحياة وطهارة الحياة ومن هنا جاء ذلك النص الحاسم الجازم ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن فإذا أمن فقد زالت العقبة الفاصلة ; وقد التقى القلبان في الله ; وسلمت الآصرة الإنسانية بين الاثنين مما كان يعوقها ويفسدها سلمت تلك الآصرة وقويت بتلك العقدة الجديدة عقدة العقيدة ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم فهذا الإعجاب المستمد من الغريزة وحدها لا تشترك فيه مشاعر الإنسان العليا ولا يرتفع عن حكم الجوارح والحواس وجمال القلب أعمق وأغلى حتى لو كانت المسلمة أمة غير حرة فإن نسبها إلى الإسلام يرفعها عن المشركة ذات الحسب إنه نسب في الله وهو أعلى الأنساب ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم القضية نفسها تتكرر في الصورة الأخرى توكيدا لها وتدقيقا في بيانها والعلة في الأولى هي العلة في الثانية أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون إن الطريقين مختلفان والدعوتين مختلفتان فكيف يلتقي الفريقان في وحدة تقوم عليها الحياة إن طريق المشركين والمشركات إلى النار ودعوتهم إلى النار وطريق المؤمنين والمؤمنات هو طريق الله والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه فما أبعد دعوتهم إذن من دعوة الله ولكن أويدعو أولئك المشركون والمشركات إلى النار ومن الذي يدعو نفسه أو غيره إلى النار ولكنها الحقيقة الأخيرة يختصر السياق إليها الطريق ويبرزها من أولها دعوة إلى النار بما أن مآلها إلى النار والله يحذر من هذه الدعوة المردية ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون فمن لم يتذكر واستجاب لتلك الدعوة فهو الملوم هنا نتذكر أن الله لم يحرم زواج المسلم من كتابية مع اختلاف العقيدة ولكن الأمر هنا يختلف إن المسلم والكتابية يلتقيان في أصل العقيدة في الله وإن اختلفت التفصيلات التشريعية وهناك خلاف فقهي في حالة الكتابية التي تعتقد أن الله ثالث ثلاثة أو أن الله هو المسيح بن مريم أو أن العزيز ابن الله أهي مشركة محرمة أم تعتبر من أهل الكتاب وتدخل في النص الذي في المائدة اليوم
أحل لكم الطيبات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والجمهور على أنها تدخل في هذا النص ولكني أميل إلى اعتبار الرأي القائل بالتحريم في هذه الحالة وقد رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال ابن عمر لا أعلم شركا أعظم من أن تقول ربها عيسى فأما الأمر في زواج الكتابي من مسلمة فهو محظور ; لأنه يختلف في واقعه عن زواج المسلم بكتابية غير مشركة ومن هنا يختلف في حكمه إن الأطفال يدعون لآبائهم بحكم الشريعة الإسلامية كما أن الزوجة هي التي تتنقل إلى أسرة الزوج وقومه وأرضه بحكم الواقع فإذا تزوج المسلم من الكتابية غير المشركة انتقلت هي إلى قومه ودعي أبناؤه منها باسمه فكان الإسلام هو الذي يهيمن ويظلل جو المحصن ويقع العكس حين تتزوج المسلمة من كتابي فتعيش بعيدا عن قومها وقد يفتنها ضعفها ووحدتها هنالك عن إسلامها كما أن أبناءها يدعون إلى زوجها ويدينون بدين غير دينها والإسلام يجب أن يهيمن دائما على أن هناك اعتبارات عملية قد تجعل المباح من زواج المسلم بكتابية مكروها وهذا ما رآه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمام بعض الاعتبارات قال ابن كثير في التفسير قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله بعد حكايته الإجماع على إباحة تزويج الكتابيات وإنما كره عمر ذلك لئلا يزهد الناس في المسلمات أو لغير ذلك من المعاني وروي أن حذيفة تزوج يهودية فكتب إليه عمر خل سبيلها فكتب إليه أتزعم أنها حرام فأخلي سبيلها فقال لا أزعم أنها حرام ولكن أخاف أن تعاظلوا المؤمنات منهن وفي رواية أخرى أنه قال المسلم يتزوج النصرانية والمسلمة ونحن نرى اليوم أن هذه الزيجات شر على البيت المسلم فالذي لا يمكن إنكاره واقعيا أن الزوجة اليهودية أو المسيحية أو اللادينية تصبغ بيتها وأطفالها بصبغتها وتخرج جيلا أبعد ما يكون عن الإسلام وبخاصة في هذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه والذي لا يطلق عليه الإسلام إلا تجوزا في حقيقة الأمر والذي لا يمسك من الإسلام إلا بخيوط واهية شكلية تقضي عليها القضاء الأخير زوجة تجيء من هناك
35
3K

هذا الموضوع مغلق.

شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
تفسير الصابوني
اللغَة: { ٱلْخَمْرِ } المسكر من الأشربة سميت خمراً لأنها تستر العقل وتغطيه ومنه خمّرتُ الإِناء أي غطيته. { ٱلْمَيْسِرِ } القمار وأصله من اليسر لأنه كسب من غير كدّ ولا تعب، وقيل من اليسار لأنه سبب الغنى. { إِثْمٌ } الإِثم: الذنب وجمعه آثام وتسمى الخمر بـ " الإِثم " لأن شربها سبب في الإِثم قال الشاعر:شربت الإِثم حتى ضلَّ عقلي كذاك الإِثم تذهب بالعقول
{ ٱلْعَفْوَ } الفضل والزيادة على الحاجة. { أَعْنَتَكُمْ } أوقعكم في الحرج والمشقة، وأصل العنت: المشقة. { أَمَةٌ } الأَمَةُ: المملوكة بملك اليمين وهي تقابل الحرة وجمعها إماء
سَبَبُ النّزول: أ - جاء جماعة من الأنصار فيهم عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أفتنا في الخمر والميسر فإِنهما مذهبةٌ للعقل مسلبةٌ للمال فأنزل الله { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ... } الآية.

ب - عن ابن عباس قال: لمّا أنزل الله
{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
انطلق من كان عنده مال يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه، فجعل يفضل الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد واشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ... } الآية.
التفسِير: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ } أي يسألونك يا محمد عن حكم الخمر وحكم القمار { قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } أي قل لهم إن في تعاطي الخمر والميسر ضرراً عظيماً وإِثماً كبيراً ومنافع مادية ضئيلة { وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } أي وضررهما أعظم من نفعهما فإِن ضياع العقل وذهاب المال وتعريض البدن للمرض في الخمر، وما يجرُّه القمار من خراب البيوت ودمار الأسر وحدوث العداوة والبغضاء بين اللاعبين، كلُّ ذلك محسوس مشاهد وإِذا قيس الضرر الفادح بالنفع التافه ظهر خطر المنكر الخبيث { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ } أي ويسألونك ماذا ينفقون وماذا يتركون من أموالهم؟ قل لهم: أنفقوا الفاضل عن الحاجة ولا تنفقوا ما تحتاجون إِليه وتضيعوا أنفسكم { كَذٰلِكَ يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ } أي كما يبيّن لكم الأحكام يبيّن لكم المنافع والمضار والحلال والحرام { لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } أي لتتفكروا في أمر الدنيا والآخرة فتعلموا أن الأولى فانية والآخرة باقية فتعملوا لما هو أصلح، والعاقل من آثر ما يبقى على ما يفنى.
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ } أي ويسألونك يا محمد عن مخالطة اليتامى في أموالهم أيخالطونهم أم يعتزلونهم؟ فقل لهم: مداخلتهم على وجه الإِصلاح خير من اعتزالهم { وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ } أي إِذا خلطتم أموالهم بأموالكم على وجه المصلحة لهم فهم إِخوانكم في الدين، وأخوة الدين أقوى من أخوّة النسب، ومن حقوق هذه الأخوّة المخالطة بالإِصلاح والنفع { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِ } أي والله تعالى أعلم وأدرى بمن يقصد بمخالطتهم الخيانة والإِفساد لأموالهم، ويعلم كذلك من يقصد لهم الإِصلاح فيجازي كلاًّ بعمله { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ } أي لو شاء تعالى لأوقعكم في الحرج والمشقة وشدَّد عليكم ولكنه يسّر عليكم الدين وسهّله رحمة بكم { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي هو تعالى الغالب الذي لا يمتنع عليه شيء الحكيم فيما يشرّع لعباده من الأحكام ثم قال تعالى محذراً من زواج المشركات اللواتي ليس لهن دين سماوي { وَلاَ تَنْكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ } أي لا تتزوجوا أيها المسلمون بالمشركات من غير أهل الكتاب حتى يؤمنَّ بالله واليوم الآخر { وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ } أي ولأمة مؤمنة خير وأفضل من حرة مشركة، ولو أعجبتكم المشركة بجمالها ومالها وسائر ما يوجب الرغبة فيها من حسب أو جاه أو سلطان { وَلاَ تُنْكِحُواْ ٱلْمُشِرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُواْ } أي ولا تزوجوا بناتكم من المشركين - وثنيّين كانوا أو أهل كتاب - حتى يؤمنوا بالله ورسوله { وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } أي ولأن تزوجوهنَّ من عبد مؤمنٍ خير لكم من أن تزوجوهن من حرّ مشرك مهما أعجبكم في الحسب والنسب والجمال { أُوْلَـٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } أي أولئك المذكورون من المشركين والمشركات الذين حرمت عليكم مصاهرتهم ومناكحتهم يدعونكم إلى ما يوصلكم إلى النار وهو الكفر والفسوق فحقكم ألا تتزوجوا منهم ولا تزوجوهم { وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ } أي هو تعالى يريد بكم الخير ويدعوكم إلى ما فيه سعادتكم وهو العمل الذي يوجب الجنة ومغفرة الذنوب { وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي يوضح حججه وأدلته للناس ليتذكروا فيميزوا بين الخير والشر والخبيث والطيب.
زهرة الفـل
زهرة الفـل
تفسير الصابوني اللغَة: { ٱلْخَمْرِ } المسكر من الأشربة سميت خمراً لأنها تستر العقل وتغطيه ومنه خمّرتُ الإِناء أي غطيته. { ٱلْمَيْسِرِ } القمار وأصله من اليسر لأنه كسب من غير كدّ ولا تعب، وقيل من اليسار لأنه سبب الغنى. { إِثْمٌ } الإِثم: الذنب وجمعه آثام وتسمى الخمر بـ " الإِثم " لأن شربها سبب في الإِثم قال الشاعر:شربت الإِثم حتى ضلَّ عقلي كذاك الإِثم تذهب بالعقول { ٱلْعَفْوَ } الفضل والزيادة على الحاجة. { أَعْنَتَكُمْ } أوقعكم في الحرج والمشقة، وأصل العنت: المشقة. { أَمَةٌ } الأَمَةُ: المملوكة بملك اليمين وهي تقابل الحرة وجمعها إماء سَبَبُ النّزول: أ - جاء جماعة من الأنصار فيهم عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أفتنا في الخمر والميسر فإِنهما مذهبةٌ للعقل مسلبةٌ للمال فأنزل الله { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ... } الآية. ب - عن ابن عباس قال: لمّا أنزل الله { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [الأنعام: 152] انطلق من كان عنده مال يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه، فجعل يفضل الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد واشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ... } الآية. التفسِير: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ } أي يسألونك يا محمد عن حكم الخمر وحكم القمار { قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } أي قل لهم إن في تعاطي الخمر والميسر ضرراً عظيماً وإِثماً كبيراً ومنافع مادية ضئيلة { وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } أي وضررهما أعظم من نفعهما فإِن ضياع العقل وذهاب المال وتعريض البدن للمرض في الخمر، وما يجرُّه القمار من خراب البيوت ودمار الأسر وحدوث العداوة والبغضاء بين اللاعبين، كلُّ ذلك محسوس مشاهد وإِذا قيس الضرر الفادح بالنفع التافه ظهر خطر المنكر الخبيث { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ } أي ويسألونك ماذا ينفقون وماذا يتركون من أموالهم؟ قل لهم: أنفقوا الفاضل عن الحاجة ولا تنفقوا ما تحتاجون إِليه وتضيعوا أنفسكم { كَذٰلِكَ يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ } أي كما يبيّن لكم الأحكام يبيّن لكم المنافع والمضار والحلال والحرام { لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } أي لتتفكروا في أمر الدنيا والآخرة فتعلموا أن الأولى فانية والآخرة باقية فتعملوا لما هو أصلح، والعاقل من آثر ما يبقى على ما يفنى. { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ } أي ويسألونك يا محمد عن مخالطة اليتامى في أموالهم أيخالطونهم أم يعتزلونهم؟ فقل لهم: مداخلتهم على وجه الإِصلاح خير من اعتزالهم { وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ } أي إِذا خلطتم أموالهم بأموالكم على وجه المصلحة لهم فهم إِخوانكم في الدين، وأخوة الدين أقوى من أخوّة النسب، ومن حقوق هذه الأخوّة المخالطة بالإِصلاح والنفع { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِ } أي والله تعالى أعلم وأدرى بمن يقصد بمخالطتهم الخيانة والإِفساد لأموالهم، ويعلم كذلك من يقصد لهم الإِصلاح فيجازي كلاًّ بعمله { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ } أي لو شاء تعالى لأوقعكم في الحرج والمشقة وشدَّد عليكم ولكنه يسّر عليكم الدين وسهّله رحمة بكم { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي هو تعالى الغالب الذي لا يمتنع عليه شيء الحكيم فيما يشرّع لعباده من الأحكام ثم قال تعالى محذراً من زواج المشركات اللواتي ليس لهن دين سماوي { وَلاَ تَنْكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ } أي لا تتزوجوا أيها المسلمون بالمشركات من غير أهل الكتاب حتى يؤمنَّ بالله واليوم الآخر { وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ } أي ولأمة مؤمنة خير وأفضل من حرة مشركة، ولو أعجبتكم المشركة بجمالها ومالها وسائر ما يوجب الرغبة فيها من حسب أو جاه أو سلطان { وَلاَ تُنْكِحُواْ ٱلْمُشِرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُواْ } أي ولا تزوجوا بناتكم من المشركين - وثنيّين كانوا أو أهل كتاب - حتى يؤمنوا بالله ورسوله { وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } أي ولأن تزوجوهنَّ من عبد مؤمنٍ خير لكم من أن تزوجوهن من حرّ مشرك مهما أعجبكم في الحسب والنسب والجمال { أُوْلَـٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } أي أولئك المذكورون من المشركين والمشركات الذين حرمت عليكم مصاهرتهم ومناكحتهم يدعونكم إلى ما يوصلكم إلى النار وهو الكفر والفسوق فحقكم ألا تتزوجوا منهم ولا تزوجوهم { وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ } أي هو تعالى يريد بكم الخير ويدعوكم إلى ما فيه سعادتكم وهو العمل الذي يوجب الجنة ومغفرة الذنوب { وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي يوضح حججه وأدلته للناس ليتذكروا فيميزوا بين الخير والشر والخبيث والطيب.
تفسير الصابوني اللغَة: { ٱلْخَمْرِ } المسكر من الأشربة سميت خمراً لأنها تستر العقل وتغطيه ومنه...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الأيات لعلكم تتفكرون

في الدنيا والآخره ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم

ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين لكم ءاياته للناس لعلهم يتذكرون ))
ورده ذهبية
ورده ذهبية

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل

العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون * في الدنيا والاخره ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن

تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لاعنتكم إن الله عزيز حكيم * ولا تنكحوا المشركات

حتى يؤمن ولامة مؤمنه خير من مشركة ولو اعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك

ولو اعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين اياته للناس لعلهم يتذكرون )
إيمي1
إيمي1
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الأيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخره ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين لكم ءاياته للناس لعلهم يتذكرون ))
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس...
المشركين ، (لكم غير موجودة)