دورة حفظ سورة البقرة الورد(50)

حلقات تحفيظ القرآن

الورد 50 : من أحكام الصلاة +المتوفى عنها زوجها
الآيات من 238- 242 وتقع في الجزء الثاني من القرآن الكريم


{ حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ للَّهِ قَٰنِتِينَ } * { فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعاً إِلَى ٱلْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيۤ أَنْفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ } * { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
التقييم حتى مساء الجمعة
من أحكام الصلاة
وفي هذا الجو الذي يربط القلوب بالله ويجعل الإحسان والمعروف في العشرة عبادة لله يدس حديثا عن الصلاة أكبر عبادات الإسلام ولم ينته بعد من هذه الأحكام وقد بقي منها حكم المتوفى عنها زوجها وحقها في وصية تسمح لها بالبقاء في بيته والعيش من ماله وحكم المتاع للمطلقات بصفة عامة يدس الحديث عن الصلاة في هذا الجو فيوحي بأن الطاعة لله في كل هذا عبادة كعبادة الصلاة ومن جنسها وهو إيحاء لطيف من إيحاءات القرآن وهو يتسق مع التصور الإسلامي لغاية الوجود الإنساني في قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون واعتبار العبادة غير مقصورة على الشعائر بل شاملة لكل نشاط الاتجاه فيه إلى الله والغاية منه طاعة الله حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون والأمر هنا بالمحافظة على الصلوات يعني إقامتها في أوقاتها وإقامتها صحيحة الأركان مستوفية الشرائط أما الصلاة الوسطى فالأرجح من مجموع الروايات أنها صلاة العصر لقوله ص يوم الأحزاب < شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قلوبهم وبيوتهم نارا > وتخصيصها بالذكر ربما لأن وقتها يجيء بعد نومة القيلولة وقد تفوت المصلي والأمر بالقنوت الأرجح أنه يعني الخشوع لله والتفرغ لذكره في الصلاة وقد كانوا يتكلمون في أثناء الصلاة فيما يعرض لهم من حاجات عاجلة حتى نزلت هذه الآية فعلموا منها أن لا شغل في الصلاة بغير ذكر الله والخشوع له والتجرد لذكره فأما إذا كان الخوف الذي لا يدع مجالا لإقامة الصلاة تجاه القبلة فإن الصلاة تؤدي ولا تتوقف يتجه الراكب على الدابة والراجل المشغول بالقتال ودفع الخطر حيث يقتضيه حاله ويومىء إيماءة خفيفة للركوع والسجود وهذه غير صلاة الخوف التي بين كيفيتها في سورة النساء فالمبينة في سورة النساء تتم في حالة ما إذا كان الموقف يسمح بإقامة صف من المصلين يصلي ركعة خلف الإمام بينما يقف وراءه صف يحرسه ثم يجيء الصف الثاني فيصلي ركعة بينما الصف الأول الذي صلى أولا يحرسه أما إذا زاد الخوف وكانت الموقعة والمسايفة فعلا فتكون الصلاة المشار إليها هنا في سورة البقرة وهذا الأمر عجيب حقا وهو يكشف عن مدى الأهمية البالغة التي ينظر الله بها إلى الصلاة ويوحي بها لقلوب المسلمين إنها عدة في الخوف والشدة فلا تترك في ساعة الخوف البالغ وهي العدة ومن ثم يؤديها المحارب في الميدان والسيف في يده والسيف على رأسه يؤديها فهي سلاح للمؤمن كالسيف الذي في يده وهي جنة له كالدرع التي تقيه يؤديها فيتصل بربه أحوج ما يكون للإتصال به وأقرب ما يكون إليه والمخافة من حوله إن هذا الدين عجيب إنه منهج العبادة العبادة في شتى صورها والصلاة عنوانها وعن طريق العبادة يصل بالإنسان إلى أرفع درجاته وعن طريق العبادة يثبته في الشدة ويهذبه في الرخاء وعن طريق العبادة يدخله في السلم كافة ويفيض عليه السلام والاطمئنان ومن ثم هذه العناية بالصلاة والسيوف في الأيدي وفي الرقاب فإذا كان الأمن فالصلاة المعروفة التي علمها الله للمسلمين وذكر الله جزاء ما علمهم ما لم يكونوا يعلمون فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون وماذا كان البشر يعلمون لولا أن علمهم الله ولولا أن يعلمهم في كل يوم وفي كل لحظة طوال الحياة
المتوفى عنها زوجها بين العدة والمتعة

وتؤدي هذه اللمسة دورها في مجال الحديث عن أحكام الزواج والطلاق ; وفي تقرير التصور الإسلامي لقاعدة الإسلام الكبرى وهي العبادة ممثلة في كل طاعة ثم يعود السياق إلى ختام الأحكام والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون
والآية الأولى تقرر حق المتوفى عنها زوجها في وصية منه تسمح لها بالبقاء في بيته والعيش من ماله مدة حول كامل لا تخرج ولا تتزوج إن رأت من مشاعرها أو من الملابسات المحيطة بها ما يدعوها إلى البقاء وذلك مع حريتها في أن تخرج بعد أربعة أشهر وعشر ليال كالذي قررته آية سابقة فالعدة فريضة عليها والبقاء حولا حق لها وبعضهم يرى أن هذه الآية منسوخة بتلك ولا ضرورة لافتراض النسخ لاختلاف الجهة كما رأينا فهذه تقرر حقا لها إن شاءت استعملته وتلك تقرر حقا عليها لا مفر منه فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف وكلمة عليكم توحي بمعنى الجماعة المتضامنة المسؤولة عن كل ما يقع فيها فالجماعة هي التي يناط بها أمر هذه العقيدة وأمر هذه الشريعة وأمر كل فرد وكل فعل في محيطها وهي التي يكون عليها جناح فيما يفعل أفرادها أو لا يكون ولهذا الإيحاء قيمته في إدراك حقيقة الجماعة المسلمة وتبعاتها وفي ضرورة قيام هذه الجماعة لتقوم على شريعة الله وتحرسها من خروج أي فرد عليها فهي المسؤولة في النهاية عن الأفراد في الصغيرة والكبيرة والخطاب يوجه إليها بهذه الصفة لتقرير هذه الحقيقة في حسها وفي حس كل فرد فيها والتعقيب والله عزيز حكيم للفت القلوب إلى قوة الله وحكمته فيما يفرض وما يوجه وفيه معنى التهديد والتحذير والآية الثانية تقرر حق المتاع للمطلقات عامة وتعلق الأمر كله بالتقوى وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين وبعضهم يرى أنها منسوخة كذلك بالأحكام السابقة ولا حاجة لافتراض النسخ فالمتاع غير النفقة ومما يتمشى مع الإيحاءات القرآنية في هذا المجال تقرير المتعة لكل مطلقة المدخول بها وغير المدخول بها المفروض لها مهر وغير المفروض لها لما في المتعة من تندية لجفاف جو الطلاق وترضية للنفوس الموحشة بالفراق وفي الآية استجاشة لشعور التقوى وتعليق الأمر به وهي الضمان الأكيد والضمان الوحيد والآية الثالثة تعقيب على الأحكام السابقة جميعا كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون كذلك كهذا البيان الذي سلف في هذه الأحكام وهو بيان محكم دقيق موح مؤثر كذلك يبين الله لكم آياته عسى أن تقودكم إلى التعقل والتدبر فيها وفي الحكمة الكامنة وراءها وفي الرحمة المتمثلة في ثناياها وفي النعمة التي تتجلى فيها نعمة التيسير والسماحة مع الحسم والصرامة ونعمة السلام الذي يفيض منها على الحياة ولو تعقل الناس وتدبروا هذا المنهج الإلهي لكان لهم معه شأن هو شأن الطاعة والاستسلام والرضى والقبول والسلام الفائض في الأرواح والعقول
23
2K

هذا الموضوع مغلق.

شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
تفسير الصابوني

المنَاسَبَة: توسطت آيات المحافظة على الصلاة خلال الآيات الكريمة المتعلقة بأحكام الأسرة وعلاقات الزوجين عند الطلاق أو الافتراق وذلك لحكمة بليغة، وهي أنّ الله تعالى لما أمر بالعفو والتسامح وعدم نسيان الفضل بعد الطلاق بيّن بعد ذلك أمر الصلاة، لأنها أعظم وسيلة إِلى نسيان هموم الدنيا وأكدارها ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إِذا حزبه همٌّ فزع إِلى الصلاة فالطلاق يولّد الشحناء والبغضاء، والصلاة تدعو إِلى الإِحسان والتسامح وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وذلك أفضل طريق لتربية النفس الإِنسانية.

اللغَة: { حَافِظُواْ } المحافظة: المداومة على الشيء والمواظبة عليه. { ٱلْوُسْطَىٰ } مؤنث الأوسط، ووسط الشيء خيره وأعدله قال أعرابي يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم:يا أوسط الناس طرّاً في مفاخرهم وأكرم الناس أمّاً برّةً وأباً
{ قَانِتِينَ } أصل القنوت في اللغة: المداومة على الشيء وقد خصّه القرآن بالدوام على الطاعة والملازمة لها على وجه الخشوع والخضوع قال تعالى:
{ يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي لِرَبِّكِ }
. { فَرِجَالاً } جمع راجل وهو القائم على القدمين قال الراغب: اشتُقَّ من الرجل راجلٌ للماشي بالرجل ويقال: رجل راجلٌ أي قويٌّ على المشي. { رُكْبَاناً } جمع راكب وهو من يركب الفرس والدابة ونحوهما.

التفسِير: { حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ } أي واظبوا أيها المؤمنون وداوموا على أداء الصلوات في أوقاتها وخاصة صلاة العصر فإِن الملائكة تشهدها { وَقُومُواْ للَّهِ قَانِتِينَ } أي داوموا على العبادة والطاعة بالخشوع والخضوع أي قوموا لله في صلاتكم خاشعين { فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً } أي فإِذا كنتم في خوفٍ من عدوٍ أو غيره فصلوا ماشين على الأقدام أو راكبين على الدواب { فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } أي فإِذا زال الخوف وجاء الأمن فأقيموا الصلاة مستوفية لجميع الأركان كما أمركم الله وعلى الوجه الذي شرعه لكم وهذه كقوله:
{ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ }
والذكرُ في الآية يراد به الصلاة الكاملة المستوفية للأركان، قال الزمخشري: المعنى اذكروه بالعبادة كما أحسن إِليكم بما علمكم من الشرائع وكيف تصلون في حال الخوف والأمن. ثم قال تعالى مبيناً أحكام العدة { وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعاً إِلَى ٱلْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ } أي والذين يموتون من رجالكم ويتركون زوجاتهم على هؤلاء أن يوصوا قبل أن يُحتضروا بأن تمتَّع أزواجهم بعدهم حولاً كاملاً - يُنْفق عليهنَّ من تركته ولا يُخرجن من مساكنهنَّ - وكان ذلك في أول الإِسلام ثم نسخت المدة إِلى أربعة أشهر وعشرة أيام { فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيۤ أَنْفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ } أي فإِن خرجن مختارات راضيات فلا إِثم عليكم يا أولياء الميت في تركهن أن يفعلن ما لا ينكره الشرع كالتزين والتطيب والتعرض للخُطّاب { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي هو سبحانه غالبٌ في ملكه حكيم في صنعه { وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ } أي واجبٌ على الأزواج أن يُمتِّعوا المطلقات بقدر استطاعتهم جبراً لوحشة الفراق وهذه المتعة حقٌّ لازم على المؤمنين المتقين لله { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي مثل ذلك البيان الشافي الذي يوجه النفوس نحو المودة والرحمة يبيّن الله سبحانه لكم آياته الدالة على أحكامه الشرعية لتعقلوا ما فيها وتعملوا بموجبها.
الخلخال
الخلخال


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين @

فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم مالم تكونوا تعلمون @

والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم @

وللمطلقات متاع بالمعروف حق على المتقين @

كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تعقلون @


زهرة الفـل
زهرة الفـل
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(( حافظوا على الصلاوات والصلاوة الوسطى وقوموا لله قانتين

فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم مالم تكونوا تعلمون

والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم

وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين

كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تعقلون ))
دموع التائبة
دموع التائبة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

"حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين *

فإن خفتم فرجالاً أو ركباناُ فإذا ءامنتم فاذكروا الله كما علمكم مالم تكونوا تعلمون *

والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم *

وللمطلقات متاعا بالمعروف حقاً على المتقين *

كذلك يبين الله لكم ءاياته لعلكم تعقلون "
عتاب قلم
عتاب قلم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين *

فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذآ أمنتم فاذكروا الله كما علمكم مالم تكونوا تعلمون *

والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لاأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح

عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم *

وللمطلقات متاعا بالمعروف حقا على المتقين *

كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون )