الورد 51 : الحث على الجهاد والنفقة
الآيات من 243- 246 وتقع في الجزء الثاني من القرآن الكريم
أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَٰهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلْمَلإِ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىۤ إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } *
التقييم حتى مساء الخميس
الخارجون حذر الموت والحث على الجهاد والنفقة ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت ; فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون لا أحب أن نذهب في تيه التأويلات عن هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت من هم وفي أي أرض كانوا وفي أي زمان خرجوا فلو كان الله يريد بيانا عنهم لبين كما يجيء القصص المحدد في القرآن إنما هذه عبرة وعظة يراد مغزاها ولا تراد أحداثها وأماكنها وأزمانها وتحديد الأماكن والأزمان لا يزيد هنا شيئا على عبرة القصة ومغزاها إنما يراد هنا تصحيح التصور عن الموت والحياة وأسبابهما الظاهرة وحقيقتهما المضمرة ; ورد الأمر فيهما إلى القدرة المدبرة والاطمئنان إلى قدر الله فيهما والمضي في حمل التكاليف والواجبات دون هلع ولا جزع فالمقدر كائن والموت والحياة بيد الله في نهاية المطاف يراد أن يقال إن الحذر من الموت لا يجدي ; وإن الفزع والهلع لا يزيدان حياة ولا يمدان أجلا ولا يردان قضاء ; وإن الله هو واهب الحياة وهو آخذ الحياة ; وإنه متفضل في الحالتين حين يهب وحين يسترد ; والحكمة الإلهية الكبرى كامنة خلف الهبة وخلف الاسترداد وإن مصلحة الناس متحققة في هذا وذاك ; وإن فضل الله عليهم متحقق في الأخذ والمنح سواء إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون إن تجمع هؤلاء القوم وهم ألوف وخروجهم من ديارهم حذر الموت لا يكون إلا في حالة هلع وجزع سواء كان هذا الخروج خوفا من عدو مهاجم أو من وباء حائم إن هذا كله لم يغن عنهم من الموت شيئا فقال لهم الله موتوا كيف قال لهم كيف ماتوا هل ماتوا بسبب مما هربوا منه وفزعوا هل ماتوا بسبب آخر من حيث لم يحتسبوا كل ذلك لم يرد عنه تفصيل لأنه ليس موضع العبرة إنما موضع العبرة أن الفزع والجزع والخروج والحذر لم تغير مصيرهم ولم تدفع عنهم الموت ولم ترد عنهم قضاء الله وكان الثبات والصبر والتجمل أولى لو رجعوا لله ثم أحياهم كيف هل بعثهم من موت ورد عليهم الحياة ; هل خلف من ذريتهم خلف تتمثل فيه الحياة القوية فلا يجزع ولا يهلع هلع الآباء ذلك كذلك لم يرد عنه تفصيل فلا ضرورة لأن نذهب وراءه في التأويل لئلا نتيه في أساطير لا سند لها كما جاء في بعض التفاسير إنما الإيحاء الذي يتلقاه القلب من هذا النص أن الله وهبهم الحياة من غير منهم في حين أن جهدهم لم يرد الموت عنهم إن الهلع لا يرد قضاء ; وإن الفزع لا يحفظ حياة ; وإن الحياة بيد الله هبة منه بلا جهد من الأحياء إذن فلا نامت أعين الجبناء وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم هنا ندرك طرفا من هدف تلك الحادثة ومغزاها ; وندرك طرفا من حكمة الله في سوق هذه التجربة للجماعة المسلمة في جيلها الأول وفي أجيالها جميعا ألا يقعدن بكم حب الحياة وحذر الموت عن الجهاد في سبيل الله فالموت والحياة بيد الله قاتلوا في سبيل الله لا في سبيل غاية أخرى وتحت راية الله لا تحت راية أخرى قاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم
يسمع ويعلم يسمع القول ويعلم ما وراءه أو يسمع فيستجيب ويعلم ما يصلح الحياة والقلوب قاتلوا في سبيل الله وليس هناك عمل ضائع عند الله واهب الحياة وآخذ الحياة والجهاد في سبيل الله بذل وتضحية وبذل المال والإنفاق في سبيل الله يقترن في القرآن غالبا بذكر الجهاد والقتال وبخاصة في تلك الفترة حيث كان الجهاد تطوعا والمجاهد ينفق على نفسه وقد يقعد به المال حين لا يقعد به الجهد ; فلم يكن بد من الحث المستمر على الإنفاق لتيسير الطريق للمجاهدين في سبيل الله وهنا تجيء الدعوة إلى الإنفاق في صورة موحية دافعة من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون وإذا كان الموت والحياة بيد الله والحياة لا تذهب بالقتال إذا قدر الله لها البقاء فكذلك المال لا يذهب بالإنفاق إنما هو قرض حسن لله مضمون عنده يضاعفه أضعافا كثيرة يضاعفه في الدنيا مالا وبركة وسعادة وراحة ; ويضاعفه في الآخرة نعيما ومتاعا ورضى وقربى من الله ومرد الأمر في الغنى والفقر إلى الله لا إلى حرص وبخل ولا إلى بذل وإنفاق والله يقبض ويبسط والمرجع إليه سبحانه في نهاية المطاف فأين يكون المال والناس أنفسهم راجعون بقضهم وقضيضهم إلى الله وإليه ترجعون وإذن فلا فزع من الموت ولا خوف من الفقر ولا محيد عن الرجعة إلى الله وإذن فليجاهد المؤمنون في سبيل الله وليقدموا الأرواح والأموال ; وليستقينوا أن أنفاسهم معدودة وأن أرزاقهم مقدرة وأنه من الخير لهم أن يعيشوا الحياة قوية طليقة شجاعة كريمة ومردهم بعد ذلك إلى الله ولا يفوتني بعد تقرير تلك الإيحاءات الإيمانية التربوية الكريمة التي تضمنتها الآيات أن ألم بذلك الجمال الفني في الأداء ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت إن في التعبير استعراضا لهذه الألوف ولهذه الصفوف استعراضا ترسمه هاتان الكلمتان ألم تر وأي تعبير آخر ما كان ليرسم أمام المخيلة هذا الاستعراض كما رسمته هاتان الكلمتان العاديتان في موضعهما المختار ومن مشهد الألوف المؤلفة الحذرة من الموت المتلفتة من الذعر إلى مشهد الموت المطبق في لحظة ; ومن خلال كلمة موتوا كل هذا الحذر وكل هذا التجمع وكل هذه المحاولة كلها ذهبت هباء في كلمة واحدة موتوا ليلقي ذلك في الحس عبث المحاولة وضلالة المنهج ; كما يلقي صرامة القضاء وسرعة الفصل عند الله ثم أحياهم هكذا بلا تفصيل للوسيلة إنها القدرة المالكة زمام الموت وزمام الحياة المتصرفة في شؤون العباد لا ترد لها إرادة ولا يكون إلا ما تشاء وهذا التعبير يلقي الظل المناسب على مشهد الموت ومشهد الحياة ونحن في مشهد إماتة وإحياء قبض للروح وإطلاق فلما جاء ذكر الرزق كان التعبير والله يقبض ويبسط متناسقا في الحركة مع قبض الروح وإطلاقها في إيجاز كذلك واختصار وكذلك يبدو التناسق العجيب في تصوير المشاهد إلى جوار التناسق العجيب في أحياء المعاني وجمال الأداء
بنو إسرائيل متحمسون نظريا للجهاد
ثم يورد السياق التجربة الثانية وأبطالها هم بنو إسرائيل من بعد موسى ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين ألم تر كأنها حادث واقع ومشهد منظور لقد اجتمع الملأ من بني إسرائيل من كبرائهم وأهل الرأي فيهم إلى نبي لهم ولم يرد في السياق ذكر اسمه لأنه ليس المقصود بالقصة وذكره هنا لا يزيد شيئا في إيحاء القصة وقد كان لبني إسرائيل كثرة من الأنبياء يتتابعون في تاريخهم الطويل لقد اجتمعوا إلى نبي لهم وطلبوا إليه أن يعين لهم ملكا يقاتلون تحت إمرته في سبيل الله وهذا التحديد منهم لطبيعة القتال وأنه في سبيل الله يشي بانتفاضة العقيدة في قلوبهم ويقظة الإيمان في نفوسهم وشعورهم بأنهم أهل دين وعقيدة وحق وأن أعداءهم على ضلالة وكفر وباطل ; ووضوح الطريق أمامهم للجهاد في سبيل الله وهذا الوضوح وهذا الحسم هو نصف الطريق إلى النصر فلا بد للمؤمن أن يتضح في حسه أنه على الحق وأن عدوه على الباطل ; ولا بد أن يتجرد في حسه الهدف في سبيل الله فلا يغشيه الغبش الذي لا يدري معه إلى أين يسير وقد أراد نبيهم أن يستوثق من صدق عزيمتهم وثبات نيتهم وتصميمهم على النهوض بالتبعة الثقيلة وجدهم فيما يعرضون عليه من الأمر قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا ألا ينتظر أن تنكلوا عن القتال إن فرض عليكم فأنتم الآن في سعة من الأمر فأما إذا استجبت لكم فتقرر القتال عليكم فتلك فريضة إذن مكتوبة ; ولا سبيل بعدها إلى النكول عنها إنها الكلمة اللائقة بنبي والتأكد اللائق بنبي فما يجوز أن تكون كلمات الأنبياء وأوامرهم موضع تردد أو عبث أو تراخ وهنا ارتفعت درجة الحماسة والفورة ; وذكر الملأ أن هناك من الأسباب الحافزة للقتال في سبيل الله ما يجعل القتال هو الأمر المتعين الذي لا تردد فيه قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ونجد أن الأمر واضح في حسهم مقرر في نفوسهم إن أعداءهم أعداء الله ولدين الله وقد أخرجوهم من ديارهم وسبوا أبناءهم فقتالهم واجب ; والطريق الواحدة التي أمامهم هي القتال ; ولا ضرورة إلى المراجعة في هذه العزيمة أو الجدال ولكن هذه الحماسة الفائرة في ساعة الرخاء لم تدم ويعجل السياق بكشف الصفحة التالية فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم وهنا نطلع على سمة خاصة من سمات إسرائيل في نقض العهد والنكث بالوعد والتفلت من الطاعة والنكوص عن التكليف وتفرق الكلمة والتولي عن الحق البين ولكن هذه كذلك سمة كل جماعة لا تنضج تربيتها الإيمانية ; فهي سمة بشرية عامة لا تغير منها إلا التربية الإيمانية العالية الطويلة الأمد العميقة التأثير وهي من ثم سمة ينبغي للقيادة أن تكون منها على حذر وأن تحسب حسابها في الطريق الوعر كي لا تفاجأ بها فيتعاظمها الأمر فهي متوقعة من الجماعات البشرية التي لم تخلص من الأوشاب ولم تصهر ولم تطهر من هذه العقابيل والتعقيب على هذا التولي والله عليم بالظالمين وهو يشي بالاستنكار ; ووصم الكثرة التي تولت عن هذه الفريضة بعد طلبها وقبل أن تواجه الجهاد مواجهة عملية وصمها بالظلم فهي ظالمة لنفسها وظالمة لنبيها وظالمة للحق الذي خذلته وهي تعرف أنه الحق ثم تتخلى عنه للمبطلين إن الذي يعرف أنه على الحق وأن عدوه على الباطل كما عرف الملأ من بني إسرائيل وهم يطلبون أن يبعث لهم نبيهم ملكا ليقاتلوا في سبيل الله ثم يتولى بعد ذلك عن الجهاد ولا ينهض بتبعة الحق الذي عرفه في وجه الباطل الذي عرفه إنما هو من الظالمين المجزيين بظلمهم والله عليم بالظالمين
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الخلخال
•
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون @
وقاتلوا في سبيل الله وأعلموا أن الله سميع عليم @
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيره والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون @
ألم تر إلى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين @
الخلخال :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون @ وقاتلوا في سبيل الله وأعلموا أن الله سميع عليم @ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيره والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون @ ألم تر إلى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين @أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون
وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون
ألم تر إلى الملاءمن بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا لانقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبناءنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بظالمين ))
(( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون
وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون
ألم تر إلى الملاءمن بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا لانقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبناءنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بظالمين ))
alsamt
•
زهرة الفـل :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ألم تر إلى الملاءمن بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا لانقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبناءنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بظالمين ))أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( ألم ترى إلى الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون #
وقاتلوا فى سبيل الله وأعلموا أن الله سميع عليم #
ومن يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون#
ألم ترى إلى الملأ من بنى إسرآءيل من بعد موسى إذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل فى سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا ألا نقاتل فى سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وءابناءنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم والله عليم بالظالمين )
( ألم ترى إلى الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون #
وقاتلوا فى سبيل الله وأعلموا أن الله سميع عليم #
ومن يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون#
ألم ترى إلى الملأ من بنى إسرآءيل من بعد موسى إذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل فى سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ومالنا ألا نقاتل فى سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وءابناءنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم والله عليم بالظالمين )
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
" ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس و لكن أكثر الناس لا يشكرون *
و قاتلوا فى سبيل الله و اعلموا أن الله سميع عليم*
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفة له أضعافا كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون *
ألم تر إلى الملأ من بنى إسرآءيل من بعد موسى إذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملك نقاتل فى سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله و قد أخرجنا من ديارنا و ءابنآئنا فلم كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم و الله عليم بالظالمين
" ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس و لكن أكثر الناس لا يشكرون *
و قاتلوا فى سبيل الله و اعلموا أن الله سميع عليم*
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفة له أضعافا كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون *
ألم تر إلى الملأ من بنى إسرآءيل من بعد موسى إذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملك نقاتل فى سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا ما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله و قد أخرجنا من ديارنا و ءابنآئنا فلم كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم و الله عليم بالظالمين
الصفحة الأخيرة
المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى أحكام الأسرة بالتفصيل والنظم التي تربط بين أفرادها، وسعى لإِصلاحها باعتبار أنها النواة واللبنة التي يشاد منها صرح المجتمع الفاضل، ذكر بعدها أحكام الجهاد وذلك لحماية العقيدة وصيانة المقدسات، وتأمين البيئة الصالحة للأسرة المسلمة التي تنشد الحياة الكريمة، فلا صلاح للأسرة إِلا بصلاح المجتمع، ولا بقاء لها ولا خلود إِلا ببقاء الحق وأنصاره، ولهذا أمر تعالى بالقتال وضرب عليه الأمثال بالأمم السابقة، كيف جاهدت في سبيل الحق وانتصرت القلة مع إِيمانها على الكثرة مع كفرها وطغيانها، فليست العبرة بكثرة أنصار الباطل بل بصمود أهل الحق والتزامهم له وجهادهم في سبيله.
اللغَة: { أُلُوفٌ } جمع ألف جمع كثرة وفي القلة آلاف، ومعناه كثرة كاثرة وألوف مؤلفة. { حَذَرَ } خشية وخوف { يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ } القبض: ضم الشيء والجمع عليه والمراد به التقتير والبسط ضدَّه والمراد به التوسيع قال أبو تمام:تعوَّد بسطَ الكفِّ حتى لو أنه دعاها لقبضٍ لم تُجْبه أناملُه
{ ٱلْمَلإِ } الأشراف من الناس سمّوا بذلك لأنهم يملؤون العين مهابةً وإِجلالاً. { فَصَلَ } انفصل من مكانه يقال: فصل عن الموضع انفصل عنه وجاوزه. { مُبْتَلِيكُمْ } مختبركم. { يَظُنُّونَ } يستيقنون ويعلمون. { فِئَةٍ } الفئة: الجماعة من الناس لا واحد له كالرهط والنفر. { أَفْرِغْ } أفرغ الشيء صبَّه وأنزله.
التفسِير: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ } أي ألم يصل إِلى سمعك يا محمد أو أيها المخاطب حال أولئك القوم الذين خرجوا من وطنهم وهم ألوف مؤلفة { حَذَرَ ٱلْمَوْتِ } أي خوفاً من الموت وفراراً منه، والغرض من الاستفهام التعجيب والتشويق إِلى سماع قصتهم وكانوا سبعين ألفاً { فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ } أي أماتهم الله ثم أحياهم، وهم قوم من بني إِسرائيل دعاهم ملكهم إِلى الجهاد فهربوا خوفاً من الموت فأماتهم الله ثمانية أيام ثم أحياهم بدعوة نبيهم " حزقيل " فعاشوا بعد ذلك دهراً، وقيل: هربوا من الطاعون فأماتهم الله قال ابن كثير: وفي هذه القصة عبرةٌ على أنه لا يغني حذرٌ من قدر، وأنه لا ملجأ من الله إِلا إِليه { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } أي ذو إِنعام وإِحسان على الناس حيث يريهم من الآيات الباهرة والحجج القاطعة ما يبصّرهم بما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } أي لا يشكرون الله على نعمه بل ينكرون ويجحدون { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } أي قاتلوا الكفار لإِعلاء دين الله، لا لحظوظ النفس وأهوائها واعلموا أنّ الله سميع لأقوالكم، عليم بنيّاتكم وأحوالكم فيجازيكم عليها، وكما أنّ الحذر لا يغني من القدر فكذلك الفرار من الجهاد لا يقرّب أجلاً ولا يبعده { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً } أي من الذي يبذل ماله وينفقه في سبيل الخير ابتغاء وجه الله، ولإِعلاء كلمة الله في الجهاد وسائر طرق الخير، فيكون جزاؤه أن يضاعف الله تعالى له ذلك القرض أضعافاً كثيرة؟ لأنه قرضٌ لأغنى الأغنياء ربّ العالمين جلّ جلاله وفي الحديث
مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيم وَلاَ ظَلُومٍ " { وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ } أي يقتّر على من يشاء ويوسّع على من يشاء ابتلاءً وامتحاناً { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي يوم القيامة فيجازيكم على أعمالكم { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلْمَلإِ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىۤ } أي ألم يصل خبر القوم إليك؟ وهو تعجيب وتشويق للسامع كما تقدم وكانوا من بني إسرائيل وبعد وفاة موسى عليه السلام كما دلت عليه الآية { إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي حين قالوا لنبيِّهم " شمعون " - وهو من نسل هارون أقم لنا أميراً واجعله قائداً لنا لنقاتل معه الأعداء في سبيل الله { قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ } أي قال لهم نبيّهم: أخشى أن يُفرض عليكم القتال ثم لا تقاتلوا عدوكم وتجبنوا عن لقائه { قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا } أي أيُّ سببٍ لنا في ألاّ نقاتل عدونا وقد أخذت منا البلاد وسُبيت الأولاد؟ قال تعالى بياناً لما انطوت عليه نفوسهم من الهلع والجبن { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } أي لما فرض عليهم القتال نكل أكثرهم عن الجهاد إِلا فئة قليلة منهم صبروا وثبتوا، وهم الذين عبروا النهر مع طالوت، قال القرطبي: وهذا شأن الأمم المتنعِّمة المائلة إِلى الدَّعة، تتمنى الحرب أوقات الأنفة فإِذا حضرت الحرب جُبنت وانقادت لطبعها { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } وعيدٌ لهم على ظلمهم بترك الجهاد عصياناً لأمره تعالى