بسم الله الرحمن الرحيم
الورد 60: من قواعد النظام الاقتصادي الاجتماعي
الآيات من 272-274وتقع في الجزء الثالث من القرآن الكريم
{ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ ٱللَّهِ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } * { لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } * { ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
التقييم حتى مساء الأربعاء
سماحة الإسلام في الإنفاق
ومن ثم لفتة من خطاب الذين آمنوا إلى خطاب الرسول ص لفتة لتقرير جملة حقائق كبيرة ذات أثر عميق في إقامة التصور الإسلامي على قواعده وفي استقامة السلوك الإسلامي على طريقه
ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون روى ابن أبي حاتم بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ص أنه كان يأمر بألا يتصدق إلا على أهل الإسلام حتى نزلت هذه الآية ليس عليك هداهم إلى آخرها فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين إن أمر القلوب وهداها وضلالها ليس من شأن أحد من خلق الله ولو كان هو رسول الله ص إنه من أمر الله وحده فهذه القلوب من صنعه ; ولا يحكمها غيره ولا يصرفها سواه ولا سلطان لأحد عليها إلا الله وما على الرسول إلا البلاغ فأما الهدى فهو بيد الله يعطيه من يشاء ممن يعلم سبحانه أنه يستحق الهدى ويسعى إليه وإخراج هذا الأمر من اختصاص البشر يقرر الحقيقة التي لا بد أن تستقر في حس المسلم ليتوجه في طلب الهدى إلى الله وحده وليتلقى دلائل الهدى من الله وحده ثم هي تفسح في احتمال صاحب الدعوة لعناد الضالين فلا يضيق صدره بهم وهو يدعوهم ; ويعطف عليهم ويرتقب إذن الله لقلوبهم في الهدي وتوفيقهم إليه بمعرفته حين يريد ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء فلتفسح لهم صدرك ولتفض عليهم سماحتك ولتبذل لهم الخير والعون ما احتاجوا إليه منك وأمرهم إلى الله وجزاء المنفق عند الله ومن هنا نطلع على بعض الآفاق السامية السمحة الوضيئة التي يرفع الإسلام قلوب المسلمين إليها ويروضهم عليها إن الإسلام لا يقرر مبدأ الحرية الدينية وحده ; ولا ينهى عن الإكراه على الدين فحسب إنما يقرر ما هو أبعد من ذلك كله يقرر السماحة الإنسانية المستمدة من توجيه الله سبحانه يقرر حق المحتاجين جميعا في أن ينالوا العون والمساعدة ما داموا في غير حالة حرب مع الجماعة المسلمة دون نظر إلى عقيدتهم ويقرر أن ثواب المعطين محفوظ عند الله على كل حال ما دام الإنفاق ابتغاء وجه الله وهي وثبة بالبشرية لا ينهض بها إلا الإسلام ; ولا يعرفها على حقيقتها إلا أهل الإسلام
وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون
ولا يفوتنا أن ندرك مغزى هذه اللفتة الواردة في الآية عن شأن المؤمنين حين ينفقون وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله إن هذا هو شأن المؤمن لا سواه إنه لا ينفق إلا ابتغاء وجه الله لا ينفق عن هوى ولا عن غرض لا ينفق وهو يتلفت للناس يرى ماذا يقولون لا ينفق ليركب الناس بإنفاقه ويتعالى عليهم ويشمخ لا ينفق ليرضى عنه ذو سلطان أو ليكافئه بنيشان لا ينفق إلا ابتغاء وجه الله خالصا متجردا لله ومن ثم يطمئن لقبول الله لصدقته ; ويطمئن لبركة الله في ماله ; ويطمئن لثواب الله وعطائه ; ويطمئن إلى الخير والإحسان من الله جزاء الخير والإحسان لعباد الله ويرتفع ويتطهر ويزكو بما أعطى وهو بعد في هذه الأرض وعطاء الآخرة بعد ذلك كله فضل ثم يخص بالذكر مصرفا من مصارف الصدقة ; ويعرض صورة شفة عفة كريمة نبيلة لطائفة من المؤمنين صورة تستجيش المشاعر وتحرك القلوب لإدراك نفوس أبية بالمدد فلا تهون وبالإسعاف فلا تضام وهي تأنف السؤال وتأبى الكلام
للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم لقد كان هذا الوصف الموحي ينطبق على جماعة من المهاجرين تركوا وراءهم أموالهم وأهليهم ; وأقاموا في المدينة ووقفوا أنفسهم على الجهاد في سبيل الله وحراسة رسول الله ص كأهل الصفة الذين كانوا بالمسجد حرسا لبيوت الرسول ص لا يخلص إليها من دونهم عدو وأحصروا في الجهاد لا يستطيعون ضربا في الأرض للتجارة والكسب وهم مع هذا لا يسألون الناس شيئا متجملون يحسبهم من يجهل حالهم أغنياء لتعففهم عن إظهار الحاجة ; ولا يفطن إلى حقيقة حالهم إلا ذوو الفراسة ولكن النص عام ينطبق على سواهم في جميع الأزمان ينطبق على الكرام المعوزين الذين تكتنفهم ظروف تمنعهم من الكسب قهرا وتمسك بهم كرامتهم أن يسألوا العون إنهم يتجملون كي لا تظهر حاجتهم ; يحسبهم الجاهل بما وراء الظواهر أغنياء في تعففهم ولكن ذا الحس المرهف والبصيرة المفتوحة يدرك ما وراء التجمل فالمشاعر النفسية تبدو على سيماهم وهم يدارونها في حياء إنها صورة عميقة الإيحاء تلك التي يرسمها النص القصير لذلك النموذج الكريم وهي صورة كاملة ترتسم على استحياء وكل جملة تكاد تكون لمسة ريشة ترسم الملامح والسمات وتشخص المشاعر والانفعالات وما يكاد الإنسان يتم قراءتها حتى تبدو له تلك الوجوه وتلك الشخصيات كأنما يراها وتلك طريقة القرآن في رسم النماذج الإنسانية حتى لتكاد تخطر نابضة حية هؤلاء الفقراء الكرام الذين يكتمون الحاجة كأنما يغطون العورة لن يكون إعطاؤهم إلا سرا وفي تلطف لا يخدش آباءهم ولا يجرح كرامتهم ومن ثم كان التعقيب موحيا بإخفاء الصدقة وإسرارها مطمئنا لأصحابها على علم الله بها وجزائه عليها وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم الله وحده الذي يعلم السر ولا يضيع عنده الخير وأخيرا يختم دستور الصدقة في هذا الدرس بنص عام يشمل كل طرائق الإنفاق وكل أوقات الإنفاق ; وبحكم عام يشمل كل منفق لوجه الله
الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ويبدو التناسق في هذا الختام في عموم النصوص وشمولها سواء في صدر الآية أم في ختامها وكأنما هي الإيقاع الأخير الشامل القصير الذين ينفقون أموالهم هكذا بوجه عام يشمل جميع أنواع الأموال بالليل والنهار سرا وعلانية لتشمل جميع الأوقات وجميع الحالات فلهم أجرهم عند ربهم هكذا إطلاقا من مضاعفة المال وبركة العمر وجزاء الآخرة ورضوان الله ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا خوف من أي مخوف ولا حزن من أي محزن في الدنيا وفي الآخرة سواء إنه التناسق في ختام الدستور القويم يوحي بذلك الشمول والتعميم خاتمة الدرس وبعد فإن الإسلام لا يقيم حياة أهله على العطاء فإن نظامه كله يقوم أولا على تيسير العمل والرزق لكل قادر ; وعلى حسن توزيع الثروة بين أهله بإقامة هذا التوزيع على الحق والعدل بين الجهد والجزاء ولكن هنالك حالات تتخلف لأسباب استثنائية وهذه هي التي يعالجها بالصدقة مرة في صورة فريضة تجبيها الدولة المسلمة المنفذة لشريعة الله كلها وهي وحدها صاحبة الحق في جبايتها وهي مورد هام من موارد المالية العامة للدولة المسلمة ومرة في صورة تطوع غير محدود يؤديه القادرون للمحتاجين رأسا مع مراعاة الآداب التي سبق بيانها وبضمانة تعفف الاخذين هذا التعفف الذي تصف هذه الآية صورة منه واضحة وقد رباه منهج الإسلام في العطاء الإسلام في نفوس أهله فإذا أحدهم يتحرج أن يسأل وله أقل ما يكفيه في حياته روى البخاري بإسناده عن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة قالا سمعنا أبا هريرة يقول قال رسول الله ص < ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان إنما المسكين الذي يتعفف > اقرأوا إن شئتم يعني قوله لا يسألون الناس إلحافا وروى الإمام أحمد حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن رجل من مزينة أنه قالت له أمه ألا تنطلق فتسأل رسول الله ص كما يسأله الناس فانطلقت أسأله فوجدته قائما يخطب وهو يقول < ومن استعف أعفه الله ومن استغنى أغناه الله ومن يسأل الناس وله عدل خمس أواق فقد سأل الناس إلحافا > فقلت بيني وبين نفسي لناقة لي لهي خير من خمس أواق ولغلامي ناقة أخرى فهي خير من خمس أواق فرجعت ولم أسأله وقال الحافظ الطبراني بإسناده عن محمد بن سيرين قال بلغ الحارث رجلا كان بالشام من قريش أن أبا ذر كان به عوز فبعث إليه ثلاث مائة دينار فقال ما وجد عبد الله رجلا أهون عليه مني سمعت رسول الله ص يقول < من سأل وله أربعون فقد ألحف > ولآل أبي ذر أربعون درهما شاة وماهنان قال أبو بكر بن عياش يعني خادمين إن الإسلام نظام متكامل تعمل نصوصه وتوجيهاته وشرائعه كلها متحدة ولا يؤخذ أجزاء وتفاريق وهو يضع نظمه لتعمل كلها في وقت واحد فتتكامل وتتناسق وهكذا أنشأ مجتمعه الفريد الذي لم تعرف له البشرية نظيرا في مجتمعات الأرض جميعا
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الخلخال
•
ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون @
للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس الحافا وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم @
الذين بنفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانيه فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون @
الخلخال :ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون @ للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس الحافا وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم @ الذين بنفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانيه فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون @ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله...
بارك الله فيكي
شهيدة فلسطين :بارك الله فيكيبارك الله فيكي
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلانفسكم وماتنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا
من خير يوف إليكم وأنتم لاتظلمون * للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لايستيطعون ضربا في الارض يحسبهم
الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم يسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وماتنفقوا من خير فإن الله به عليم * الذين ينفقون
أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
شهيدة فلسطين :بارك الله فيكيبارك الله فيكي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لاتظلمون*
للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لايستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لايسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم *
الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ))
(( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لاتظلمون*
للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لايستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لايسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم *
الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ))
الصفحة الأخيرة
لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } أي ليس عليك يا محمد أن تهدي الناس فإِنك لست بمؤاخذ بجريرة من لم يهتد، إِنما أنت ملزم بتبليغهم فحسب، والله يهدي من شاء من عباده إِلى الإِسلام { وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ } أي أيّ شيء تنفقونه من المال فهو لأنفسكم لا ينتفع به غيركم لأن ثوابه لكم { وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ ٱللَّهِ } خبرٌ بمعنى النهي أي لا تجعلوا إِنفاقكم إِلا لوجه الله لا لغرضٍ دنيوي { وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } أي فإِن أجره وثوابه أضعافاً مضاعفة تنالونه أنتم ولا تنقصون شيئاً من حسناتكم { لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي اجعلوا ما تنفقونه للفقراء الذين حبسوا أنفسهم للجهاد والغزو في سبيل الله { لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ } أي لا يستطيعون بسبب الجهاد السفر في الأرض للتجارة والكسب { يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ } أي يظنهم الذي لا يعرف حالهم أغنياء موسرين من شدة تعففهم { تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً } أي تعرف حالهم أيها المخاطب بعلامتهم من التواضع وأثر الجهد، وهم مع ذلك لا يسألون الناس شيئاً أصلاً فلا يقع منهم إِلحاح وقيل معناه: إِن سألوا سألوا بلطفٍ ولم يلحّوا { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } أي ما أنفقتموه في وجوه الخير فإِن الله يجازيكم عليه أحسن الجزاء { ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } أي الذين ينفقون في سبيل الله ابتغاء مرضاته، في جميع الأوقات، من ليل أو نهار، وفي جميع الأحوال من سر وجهر { فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } أي لهم ثواب ما أنفقوا ولا خوف عليهم يوم القيامة ولا هم يحزنون على ما فاتهم في الدنيا.