دورة حفظ سورة البقرة الورد (63)+(64)

حلقات تحفيظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
الورد 63+64: من قواعد النظام الاقتصادي الاجتماعي (أحكام الدّين)
الآية 282-283 وتقع في الجزء الثالث من القرآن الكريم



يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِٱلْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِٱلْعَدْلِ وَٱسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلأُخْرَىٰ وَلاَ يَأْبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوۤاْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَٰدَةِ وَأَدْنَىٰ أَلاَّ تَرْتَابُوۤاْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوۤاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَٰنٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }

التقييم ستة أيام

أحكام الدين
يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه هذا هو المبدأ العام الذي يريد تقريره فالكتابة أمر مفروض بالنص غير متروك للاختيار في حالة الدين إلى أجل لحكمة سيأتي بيانها في نهاية النص وليكتب بينكم كاتب بالعدل وهذا تعيين للشخص الذي يقوم بكتابة الدين فهو كاتب وليس أحد المتعاقدين وحكمة استدعاء ثالث ليس أحد الطرفين في التعاقد هي الاحتياط والحيدة المطلقة وهذا الكاتب مأمور أن يكتب بالعدل فلا يميل مع أحد الطرفين ولا ينقص أو يزيد في النصوص ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فالتكليف هنا من الله بالقياس إلى الكاتب كي لا يتأخر ولا يأبى ولا يثقل العمل على نفسه فتلك فريضة من الله بنص التشريع حسابه فيها على الله وهي وفاء لفضل الله عليه إذ علمه كيف يكتب فليكتب كما علمه الله وهنا يكون الشارع قد انتهى من تقرير مبدأ الكتابة في الدين إلى أجل ومن تعيين من يتولى الكتابة ومن تكليفه بأن يكتب ومع التكليف ذلك التذكير اللطيف بنعمة الله عليه وذلك الإيحاء بأن يلتزم العدل وهنا ينتقل إلى فقرة تالية يبين فيها كيف يكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل إن المدين الذي عليه الحق هو الذي يملي على الكاتب اعترافه بالدين ومقدار الدين وشرطه وأجله ذلك خيفة أن يقع الغبن على المدين لو أملى الدائن فزاد في الدين أو قرب الأجل أو ذكر شروطا معينة في مصلحته والمدين في موقف ضعيف قد لا يملك معه إعلان المعارضة رغبة في اتمام الصفقة لحاجته إليها فيقع عليه الغبن فإذا كان المدين هو الذي يملي لم يمل إلا ما يريد الارتباط به عن طيب خاطر ثم ليكون إقراره بالدين أقوى وأثبت وهو الذي يملي وفي الوقت ذاته يناشد ضمير المدين وهو يملي أن يتقي الله ربه ولا يبخس شيئا من الدين الذي يقر به ولا من سائر أركان الإقرار الأخرى فإن كان المدين سفيها لا يحسن تدبير أموره أو ضعيفا أي صغيرا أو ضعيف العقل أو لا يستطيع أن يمل هو إما لعي أو جهل أو آفة في لسانه أو لأي سبب من الأسباب المختلفة الحسية أو العقلية فليملل ولي أمره القيم عليه بالعدل والعدل يذكر هنا لزيادة الدقة فربما تهاون الولي ولو قليلا لأن الدين لا يخصه شخصيا كي تتوافر الضمانات كلها لسلامة التعاقد وبهذا ينتهي الكلام عن الكتابة من جميع نواحيها فينتقل الشارع إلى نقطة أخرى في العقد نقطة الشهادة واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى إنه لا بد من شاهدين على العقد ممن ترضون من الشهداء والرضى يشمل معنيين الأول أن يكون الشاهدان عدلين مرضيين في الجماعة والثاني أن يرضى بشهادتهما طرفا التعاقد ولكن ظروفا معينة قد لا تجعل وجود شاهدين أمرا ميسورا فهنا ييسر التشريع فيستدعي النساء للشهادة وهو إنما دعا الرجال لأنهم هم الذين يزاولون الأعمال عادة في المجتمع المسلم السوي الذي لا تحتاج المرأة فيه أن تعمل لتعيش فتجور
بذلك على أمومتها وأنوثتها وواجبها في رعاية أثمن الأرصدة الإنسانية وهي الطفولة الناشئة الممثلة لجيل المستقبل في مقابل لقيمات أو دريهمات تنالها من العمل كما تضطر إلى ذلك المرأة في المجتمع النكد المنحرف الذي نعيش فيه اليوم فأما حين لا يوجد رجلان فليكن رجل واحد وامرأتان ولكن لماذا امرأتان إن النص لا يدعنا نحدس ففي مجال التشريع يكون كل نص محددا واضحا معللا أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى والضلال هنا ينشأ من أسباب كثيرة فقد ينشأ من قلة خبرة المرأة بموضوع التعاقد مما يجعلها لا تستوعب كل دقائقه وملابساته ومن ثم لا يكون من الوضوح في عقلها بحيث تؤدي عنه شهادة دقيقة عند الاقتضاء فتذكرها الأخرى بالتعاون معا على تذكر ملابسات الموضوع كله وقد ينشأ من طبيعة المرأة الانفعالية فإن وظيفة الأمومة العضوية البيولوجية تستدعي مقابلا نفسيا في المرأة حتما تستدعي أن تكون المرأة شديدة الاستجابة الوجدانية الانفعالية لتلبية مطالب طفلها بسرعة وحيوية لا ترجع فيهما إلى التفكير البطيء وذلك من فضل الله على المرأة وعلى الطفولة وهذه الطبيعة لا تتجزأ فالمرأة شخصية موحدة هذا طابعها حين تكون امرأة سوية بينما الشهادة على التعاقد في مثل هذه المعاملات في حاجة إلى تجرد كبير من الانفعال ووقوف عند الوقائع بلا تأثر ولا إيحاء ووجود امرأتين فيه ضمانة أن تذكر إحداهما الأخرى إذا انحرفت مع أي انفعال فتتذكر وتفيء إلى الوقائع المجردة وكما وجه الخطاب في أول النص إلى الكتاب ألا يأبوا الكتابة يوجهه هنا إلى الشهداء ألا يأبوا الشهادة ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا فتلبية الدعوة للشهادة إذن فريضة وليست تطوعا فهي وسيلة لإقامة العدل وإحقاق الحق والله هو الذي يفرضها كي يلبيها الشهداء عن طواعيه تلبية وجدانية بدون تضرر أو تلكؤ وبدون تفضل كذلك على المتعاقدين أو على أحدهما إذا كانت الدعوة من كليهما أو من أحدهما وهنا ينتهي الكلام عن الشهادة فينتقل الشارع إلى غرض آخر غرض عام للتشريع يؤكد ضرورة الكتابة كبر الدين أم صغر ويعالج ما قد يخطر للنفس من استثقال الكتابة وتكاليفها بحجة أن الدين صغير لا يستحق أو أنه لا ضرورة للكتابة بين صاحبيه لملابسة من الملابسات كالتجمل والحياء أو الكسل وقلة المبالاة ثم يعلل تشديده في وجوب الكتابة تعليلا وجدانيا وتعليلا عمليا
ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا لا تسأموا فهو إدراك لانفعالات النفس الإنسانية حين تحس أن تكاليف العمل أضخم من قيمته
ذلكم أقسط عند الله: أعدل وأفضل وهو إيحاء وجداني بأن الله يحب هذا ويؤثره وأقوم للشهادة فالشهادة على شيء مكتوب أقوم من الشهادة الشفوية التي تعتمد على الذاكرة وحدها وشهادة رجلين أو رجل وامرأتين أقوم كذلك للشهادة وأصح من شهادة الواحد أو الواحد والواحدة وأدنى ألا ترتابوا أقرب لعدم الريبة الريبة في صحة البيانات التي تضمنها العقد أو الريبة في أنفسكم وفي سواكم إذا ترك الأمر بلا قيد وهكذا تتكشف حكمة هذه الإجراءات كلها ; ويقتنع المتعاملون بضرورة هذا التشريع ودقة أهدافه وصحة إجراءاته إنها الصحة والدقة والثقة والطمأنينة ذلك شأن الدين المسمى إلى أجل أما التجارة الحاضرة فإن بيوعها مستثناة من قيد الكتابة وتكفي فيها
شهادة الشهود تيسيرا للعمليات التجارية التي يعرقلها التعقيد والتي تتم في سرعة وتتكرر في أوقات قصيرة ذلك أن الإسلام وهو يشرع للحياة كلها قد راعى كل ملابساتها ; وكان شريعة عملية واقعية لا تعقيد فيها ولا تعويق لجريان الحياة في مجراها إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم وظاهر النص أن الإعفاء من الكتابة رخصة لا جناح فيها أما الإشهاد فموجب وقد وردت بعض الروايات بأن الإشهاد كذلك للندب لا للوجوب ولكن الأرجح هو ذاك والأن وقد انتهى تشريع الدين المسمى والتجارة الحاضرة والتقى كلاهما عند شرطي الكتابة والشهادة على الوجوب وعلى الرخصة فإنه يقرر حقوق الكتاب والشهداء كما قرر واجباتهم من قبل لقد أوجب عليهم ألا يأبوا الكتابة أو الشهادة فالأن يوجب لهم الحماية والرعاية ليتوازن الحق والواجب في أداء التكاليف العامة ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم لا يقع ضرر على كاتب أو شهيد بسبب أدائه لواجبه الذي فرضه الله عليه وإذا وقع فإنه يكون خروجا منكم عن شريعة الله ومخالفة عن طريقه وهو احتياط لا بد منه لأن الكتاب والشهداء معرضون لسخط أحد الفريقين المتعاقدين في أحيان كثيرة فلا بد من تمتعهم بالضمانات التي تطمئنهم على أنفسهم وتشجعهم على أداء واجبهم بالذمة والأمانة والنشاط في أداء الواجبات والحيدة في جميع الأحوال ثم وعلى عادة القرآن في إيقاظ الضمير واستجاشة الشعور كلما هم بالتكليف ليستمد التكليف دفعته من داخل النفس لا من مجرد ضغط النص يدعو المؤمنين إلى تقوى الله في النهاية ; ويذكرهم بأن الله هو المتفضل عليهم وهو الذي يعلمهم ويرشدهم وأن تقواه تفتح قلوبهم للمعرفة وتهيىء أرواحهم للتعليم ليقوموا بحق هذا الإنعام بالطاعة والرضى والإذعان واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شىء عليم

ثم يعود المشرع إلى تكملة في أحكام الدين آخرها في النص لأنها ذات ظروف خاصة فلم يذكرها هناك في النص العام ذلك حين يكون الدائن والمدين على سفر فلا يجدان كاتبا فتيسيرا للتعامل مع ضمان الوفاء رخص الشارع في التعاقد الشفوي بلا كتابة مع تسليم رهن مقبوض للدائن ضامن للدين وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة وهنا يستجيش الشارع ضمائر المؤمنين للأمانة والوفاء بدافع من تقوى الله فهذا هو الضمان الأخير لتنفيذ التشريع كله ولرد الأموال والرهائن إلى أصحابها والمحافظة الكاملة عليها فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه والمدين مؤتمن على الدين والدائن مؤتمن على الرهن ; وكلاهما مدعو لأداء ما اؤتمن عليه باسم تقوى الله ربه والرب هو الراعي والمربي والسيد والحاكم والقاضي وكل هذه المعاني ذات إيحاء في موقف التعامل والائتمان والأداء وفي بعض الآراء أن هذه الآية نسخت آية الكتابة في حالة الإئتمان ونحن لا نرى هذا فالكتابة واجبة في الدين إلا في حالة السفر والإئتمان خاص بهذه الحالة والدائن والمدين كلاهما في هذه الحالة مؤتمن
شهادة الشهود تيسيرا للعمليات التجارية التي يعرقلها التعقيد والتي تتم في سرعة وتتكرر في أوقات قصيرة ذلك أن الإسلام وهو يشرع للحياة كلها قد راعى كل ملابساتها ; وكان شريعة عملية واقعية لا تعقيد فيها ولا تعويق لجريان الحياة في مجراها إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم وظاهر النص أن الإعفاء من الكتابة رخصة لا جناح فيها أما الإشهاد فموجب وقد وردت بعض الروايات بأن الإشهاد كذلك للندب لا للوجوب ولكن الأرجح هو ذاك والأن وقد انتهى تشريع الدين المسمى والتجارة الحاضرة والتقى كلاهما عند شرطي الكتابة والشهادة على الوجوب وعلى الرخصة فإنه يقرر حقوق الكتاب والشهداء كما قرر واجباتهم من قبل لقد أوجب عليهم ألا يأبوا الكتابة أو الشهادة فالأن يوجب لهم الحماية والرعاية ليتوازن الحق والواجب في أداء التكاليف العامة ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم لا يقع ضرر على كاتب أو شهيد بسبب أدائه لواجبه الذي فرضه الله عليه وإذا وقع فإنه يكون خروجا منكم عن شريعة الله ومخالفة عن طريقه وهو احتياط لا بد منه لأن الكتاب والشهداء معرضون لسخط أحد الفريقين المتعاقدين في أحيان كثيرة فلا بد من تمتعهم بالضمانات التي تطمئنهم على أنفسهم وتشجعهم على أداء واجبهم بالذمة والأمانة والنشاط في أداء الواجبات والحيدة في جميع الأحوال ثم وعلى عادة القرآن في إيقاظ الضمير واستجاشة الشعور كلما هم بالتكليف ليستمد التكليف دفعته من داخل النفس لا من مجرد ضغط النص يدعو المؤمنين إلى تقوى الله في النهاية ; ويذكرهم بأن الله هو المتفضل عليهم وهو الذي يعلمهم ويرشدهم وأن تقواه تفتح قلوبهم للمعرفة وتهيىء أرواحهم للتعليم ليقوموا بحق هذا الإنعام بالطاعة والرضى والإذعان واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شىء عليم ثم يعود المشرع إلى تكملة في أحكام الدين آخرها في النص لأنها ذات ظروف خاصة فلم يذكرها هناك في النص العام ذلك حين يكون الدائن والمدين على سفر فلا يجدان كاتبا فتيسيرا للتعامل مع ضمان الوفاء رخص الشارع في التعاقد الشفوي بلا كتابة مع تسليم رهن مقبوض للدائن ضامن للدين وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة وهنا يستجيش الشارع ضمائر المؤمنين للأمانة والوفاء بدافع من تقوى الله فهذا هو الضمان الأخير لتنفيذ التشريع كله ولرد الأموال والرهائن إلى أصحابها والمحافظة الكاملة عليها فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه والمدين مؤتمن على الدين والدائن مؤتمن على الرهن ; وكلاهما مدعو لأداء ما اؤتمن عليه باسم تقوى الله ربه والرب هو الراعي والمربي والسيد والحاكم والقاضي وكل هذه المعاني ذات إيحاء في موقف التعامل والائتمان والأداء وفي بعض الآراء أن هذه الآية نسخت آية الكتابة في حالة الإئتمان ونحن لا نرى هذا فالكتابة واجبة في الدين إلا في حالة السفر والإئتمان خاص بهذه الحالة والدائن والمدين كلاهما في هذه الحالة مؤتمن
وفي ظل هذه الاستجاشة إلى التقوى يتم الحديث عن الشهادة عند التقاضي في هذه المرة لا عند التعاقد لأنها أمانة في عنق الشاهد وقلبه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ويتكىء التعبير هنا على القلب فينسب إليه الإثم تنسيقا بين الاضمار للإثم والكتمان للشهادة فكلاهما عمل يتم في أعماق القلب ويعقب عليه بتهديد ملفوف فليس هناك خاف على الله والله بما تعملون عليم وهو يجزي عليه بمقتضى علمه الذي يكشف الإثم الكامن في القلوب ثم يستمر السياق في توكيد هذه الإشارة واستجاشة القلب للخوف من مالك السماوات والأرض وما فيهما العليم بمكنونات الضمائر خفيت أم ظهرت المجازي عليها المتصرف في مصائر العباد بما يشاء من الرحمة والعذاب القدير على كل شيء تتعلق به مشيئته بلا تعقيب لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير وهكذا يعقب على التشريع المدني البحت بهذا التوجيه الوجداني البحت ; ويربط بين التشريعات للحياة وخالق الحياة بذلك الرباط الوثيق المؤلف من الخوف والرجاء في مالك الأرض والسماء فيضيف إلى ضمانات التشريع القانونية ضمانات القلب الوجدانية وهي الضمان الوثيق المميز لشرائع الإسلام في قلوب المسلمين في المجتمع المسلم وهي والتشريع في الإسلام متكاملان فالإسلام يصنع القلوب التي يشرع لها ; ويصنع المجتمع الذي يقنن له صنعة إلهية متكاملة متناسقة تربية وتشريع وتقوى وسلطان ومنهج للإنسان من صنع خالق الإنسان فأنى تذهب شرائع الأرض وقوانين الأرض ومناهج الأرض أنى تذهب نظرة إنسان قاصر محدود العمر محدود المعرفة محدود الرؤية يتقلب هواه هنا وهناك فلا يستقر على حال ولا يكاد يجتمع اثنان منه على رأي ولا على رؤية ولا على إدراك وأنى تذهب البشرية شاردة عن ربها ربها الذي خلق والذي يعلم من خلق والذي يعلم ما يصلح لخلقه في كل حالة وفي كل آن ألا إنها الشقوة للبشرية في هذا الشرود عن منهج الله وشرعه الشقوة التي بدأت في الغرب هربا من الكنيسة الطاغية الباغية هناك ; ومن إلهها الذي كانت تزعم أنها تنطق باسمه وتحرم على الناس أن يتفكروا وأن يتدبروا ; وتفرض عليهم باسمه الإتاوات الباهظة والاستبداد المنفر فلما هم الناس أن يتخلصوا من هذا الكابوس تخلصوا من الكنيسة وسلطانها ولكنهم لم يقفوا عند حد الاعتدال فتخلصوا كذلك من إله الكنيسة وسلطانه ثم تخلصوا من كل دين يقودهم في حياتهم الأرضية بمنهج الله وكانت الشقوة وكان البلاء فأما نحن نحن الذين نزعم الإسلام فما بالنا ما بالنا نشرد عن الله ومنهجه وشريعته وقانونه ما بالنا وديننا السمح القويم لم يفرض علينا إلا كل ما يرفع عنا الأغلال ويحط عنا الأثقال ويفيض علينا الرحمة والهدى واليسر والاستقامة على الطريق المؤدي إليه وإلى الرقي والفلاح
17
2K

هذا الموضوع مغلق.

شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
تفسير الصابوني

المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى الربا وبيَّن ما فيه من قباحة وشناعة، لأنه زيادة مقتطعة من عرق المدين ولحمه وهو كسب خبيث يمقته الإِسلام ويحرمه، أعقبه بذكر القرض الحسن بلا فائدة وذكر الأحكام الخاصة بالدين والتجارة والرهن، وكلها طرق شريفة لتنمية المال وزيادته بما فيه صلاح الفرد والمجتمع، وآية الدين أطول آيات القرآن على الإِطلاق مما يدل على عناية الإِسلام بالنظم الاقتصادية.

اللغَة: { وَلْيُمْلِلِ } من الإِملاء وهو أنْ يُلقي عليه ما يكتبه يقال: أملَّ وأملى { يَبْخَسْ } البخس: النقص { تَسْأَمُوۤا } السأم والسآمة: الملل من الشيء والضجر منه { أَقْسَطُ } القِسط: بكسر القاف العَدْل يقال: أقسط الرجل إِذا عدل، وبفتح القاف الجورُ يقال: قسط أي جار ومنه
{ وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً }
{ تَضِلَّ } قال أبو عبيد: معنى تضل أي تنسى والضلال عن الشهادة نسيان جزءٍ منها { أَدْنَىٰ } أقرب { تَرْتَابُوۤاْ } تشكوا من الريب بمعنى الشك { فَرِهَانٌ } جمع رهن وهو ما يدفع إلى الدائن توثيقاً للدين.

التفسِير: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ } أي إِذا تعاملتم بدينٍ مؤجل فاكتبوه، وهذا إِرشاد منه تعالى لعباده بكتابة المعاملات المؤجلة ليكون ذلك أحفظ وأوثق لمقدارها وميقاتها { وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِٱلْعَدْلِ } أي وليكتب لكم كاتب عادل مأمون لا يجور على أحد الطرفين { وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُ } أي ولا يمتنع أحد من الكتابة بالعدل كما علّمه الله { فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ } أي وليمل على الكاتب ويلقي عليه المدينُ وهو الذي عليه الحق لأنه المقر المشهود عليه { وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً } أي وليخشَ الله ربّ العالمين ولا ينقص من الحق شيئاً { فَإن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً } أي إِن كان المدين ناقص العقل مبذراً أو كان صبياً أو شيخاً هرماً { أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِٱلْعَدْلِ } أي لا يستطيع الإِملاء بنفسه لعيٍّ أو خرسٍ أو عُجْمة فليملل قيِّمه أو وكيله بالعدل من غير نقصٍ أو زيادة { وَٱسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ } أي اطلبوا مع الكتابة أن يشهد لكم شاهدان من المسلمين زيادة في التوثقة { فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ } أي فإِن لم يكن الشاهدان رجلين، فليشهد رجلٌ وامرأتان ممن يُوثق بدينهم وعدالتهم { أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلأُخْرَىٰ } أي تنسى إحدى المرأتين الشهادة فتذكّرها الأخرى، وهذا علةٌ لوجوب الأثنتين لنقص الضبط فيهن { وَلاَ يَأْبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ } أي ولا يمتنع الشهداء عن أداء الشهادة أو تحملها إِذا طلب منهم ذلك { وَلاَ تَسْأَمُوۤاْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَىٰ أَجَلِهِ } أي لا تملّوا أن تكتبوا الدين صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً أو كثيراً إِلى وقت حلول ميعاده { ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلاَّ تَرْتَابُوۤاْ } أي ما أمرناكم به من كتابة الدين أعدل في حكمه تعالى، وأثبت للشهادة لئلا تنسى، وأقرب أن لا تشكّوا في قدر الدَّيْن والأجل { إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ } أي إِلا إِذا كان البيع حاضراً يداً بيد والثمن مقبوضاً { فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا } أي فلا بأس بعدم كتابتها لانتفاء المحذور { وَأَشْهِدُوۤاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ } أي أشهدوا على حقكم مطلقاً سواءً كان البيع ناجزاً أو بالدين لأنه أبعد عن النزاع والاختلاف { وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ } أي لا يضر صاحبُ الحق الكُتَّاب والشهود { وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ } أي إِن فعلتم ما نهيتم عنه فقد فسقتم بخروجكم عن طاعة الله { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ } أي خافوا الله وراقبوه يمنحكم العلم النافع الذي به سعادة الدارين { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } أي عالم بالمصالح والعواقب فلا يخفى عليه شيء من الأشياء { وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ } أي إِن كنتم مسافرين وتداينتم إِلى أجلٍ مسمى ولم تجدوا من يكتب لكم، فليكن بدل الكتابة رهانٌ مقبوضة يقبضها صاحب الحق وثيقةً لدينه { فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ } أي فإِن أمن الدائن المدين فاستغنى عن الرهن ثقة بأمانة صاحبه فليدفع ذاك المؤتمن الدين الذي عليه وليتق الله في رعاية حقوق الأمانة { وَلاَ تَكْتُمُواْ ٱلشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ } أي إِذا دعيتم إِلى أداء شهادة فلا تكتموها فإِن كتمانها إِثم كبير، يجعل القلب آثماً وصاحبه فاجراً، وخُصّ القلب بالذكر لأنه سلطان الأعضاء، إِذا صلح صلح الجسد كله وإِذا فسد فسد الجسد كله { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } أي لا يخفى عليه شيء من أعمال وأفعال العباد.
حكمة الصمت
حكمة الصمت
تفسير الصابوني المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى الربا وبيَّن ما فيه من قباحة وشناعة، لأنه زيادة مقتطعة من عرق المدين ولحمه وهو كسب خبيث يمقته الإِسلام ويحرمه، أعقبه بذكر القرض الحسن بلا فائدة وذكر الأحكام الخاصة بالدين والتجارة والرهن، وكلها طرق شريفة لتنمية المال وزيادته بما فيه صلاح الفرد والمجتمع، وآية الدين أطول آيات القرآن على الإِطلاق مما يدل على عناية الإِسلام بالنظم الاقتصادية. اللغَة: { وَلْيُمْلِلِ } من الإِملاء وهو أنْ يُلقي عليه ما يكتبه يقال: أملَّ وأملى { يَبْخَسْ } البخس: النقص { تَسْأَمُوۤا } السأم والسآمة: الملل من الشيء والضجر منه { أَقْسَطُ } القِسط: بكسر القاف العَدْل يقال: أقسط الرجل إِذا عدل، وبفتح القاف الجورُ يقال: قسط أي جار ومنه { وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً } [الجن: 15] { تَضِلَّ } قال أبو عبيد: معنى تضل أي تنسى والضلال عن الشهادة نسيان جزءٍ منها { أَدْنَىٰ } أقرب { تَرْتَابُوۤاْ } تشكوا من الريب بمعنى الشك { فَرِهَانٌ } جمع رهن وهو ما يدفع إلى الدائن توثيقاً للدين. التفسِير: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ } أي إِذا تعاملتم بدينٍ مؤجل فاكتبوه، وهذا إِرشاد منه تعالى لعباده بكتابة المعاملات المؤجلة ليكون ذلك أحفظ وأوثق لمقدارها وميقاتها { وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِٱلْعَدْلِ } أي وليكتب لكم كاتب عادل مأمون لا يجور على أحد الطرفين { وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُ } أي ولا يمتنع أحد من الكتابة بالعدل كما علّمه الله { فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ } أي وليمل على الكاتب ويلقي عليه المدينُ وهو الذي عليه الحق لأنه المقر المشهود عليه { وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً } أي وليخشَ الله ربّ العالمين ولا ينقص من الحق شيئاً { فَإن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً } أي إِن كان المدين ناقص العقل مبذراً أو كان صبياً أو شيخاً هرماً { أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِٱلْعَدْلِ } أي لا يستطيع الإِملاء بنفسه لعيٍّ أو خرسٍ أو عُجْمة فليملل قيِّمه أو وكيله بالعدل من غير نقصٍ أو زيادة { وَٱسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ } أي اطلبوا مع الكتابة أن يشهد لكم شاهدان من المسلمين زيادة في التوثقة { فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ } أي فإِن لم يكن الشاهدان رجلين، فليشهد رجلٌ وامرأتان ممن يُوثق بدينهم وعدالتهم { أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلأُخْرَىٰ } أي تنسى إحدى المرأتين الشهادة فتذكّرها الأخرى، وهذا علةٌ لوجوب الأثنتين لنقص الضبط فيهن { وَلاَ يَأْبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ } أي ولا يمتنع الشهداء عن أداء الشهادة أو تحملها إِذا طلب منهم ذلك { وَلاَ تَسْأَمُوۤاْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَىٰ أَجَلِهِ } أي لا تملّوا أن تكتبوا الدين صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً أو كثيراً إِلى وقت حلول ميعاده { ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلاَّ تَرْتَابُوۤاْ } أي ما أمرناكم به من كتابة الدين أعدل في حكمه تعالى، وأثبت للشهادة لئلا تنسى، وأقرب أن لا تشكّوا في قدر الدَّيْن والأجل { إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ } أي إِلا إِذا كان البيع حاضراً يداً بيد والثمن مقبوضاً { فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا } أي فلا بأس بعدم كتابتها لانتفاء المحذور { وَأَشْهِدُوۤاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ } أي أشهدوا على حقكم مطلقاً سواءً كان البيع ناجزاً أو بالدين لأنه أبعد عن النزاع والاختلاف { وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ } أي لا يضر صاحبُ الحق الكُتَّاب والشهود { وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ } أي إِن فعلتم ما نهيتم عنه فقد فسقتم بخروجكم عن طاعة الله { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ } أي خافوا الله وراقبوه يمنحكم العلم النافع الذي به سعادة الدارين { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } أي عالم بالمصالح والعواقب فلا يخفى عليه شيء من الأشياء { وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ } أي إِن كنتم مسافرين وتداينتم إِلى أجلٍ مسمى ولم تجدوا من يكتب لكم، فليكن بدل الكتابة رهانٌ مقبوضة يقبضها صاحب الحق وثيقةً لدينه { فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ } أي فإِن أمن الدائن المدين فاستغنى عن الرهن ثقة بأمانة صاحبه فليدفع ذاك المؤتمن الدين الذي عليه وليتق الله في رعاية حقوق الأمانة { وَلاَ تَكْتُمُواْ ٱلشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ } أي إِذا دعيتم إِلى أداء شهادة فلا تكتموها فإِن كتمانها إِثم كبير، يجعل القلب آثماً وصاحبه فاجراً، وخُصّ القلب بالذكر لأنه سلطان الأعضاء، إِذا صلح صلح الجسد كله وإِذا فسد فسد الجسد كله { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } أي لا يخفى عليه شيء من أعمال وأفعال العباد.
تفسير الصابوني المنَاسَبَة: لما ذكر تعالى الربا وبيَّن ما فيه من قباحة وشناعة، لأنه زيادة...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(ياأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل

مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل

ولايأبى كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب

وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولايبخس

منه شيئاً فإن كان الذي عليه الحق سفيهاً أو

ضعيفاً أولايستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل

واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا

رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء

أن تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى ولايأب

الشهداء إذا مادعوا ولاتسأموا أن تكتبوه صغيراً

أوكبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم

للشهادة وأدنى ألاترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة

تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألاتكتبوها

وأشهدوا إذاتبايعتم ولايضار كاتب ولا شهيد وإن

تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله

والله بكل شيئ عليم*

وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان

مقبوضة وليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه

ولاتكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه

والله بماتعملون خبير)
al7elwah
al7elwah
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(ياأيها الذين ءامنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولايأب كاتب ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولايبخس من شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها او ضعيفا او لايستطيع ان يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونوا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى ولايأب الشهداء اذا مادعوا ولاتسأموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا الى اجله ذلك أقسط عند الله واقوم للشهادة وادنى الا ترتابوا الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ان لا تكتبوها واشهدوا اذا تبايعتم ولايضار كاتب ولاشهيد وان تفعلوا فانه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شي عليم*
وان كنتم على سفر فلم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فان امن بعضكم الى بعض فليود الذي أؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولاتكتموا الشهاده ومن يكتمها فإنه اثم قلبه والله بما تعملون عليم*)
شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ياأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولايأبى كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولايبخس منه شيئاً فإن كان الذي عليه الحق سفيهاً أو ضعيفاً أولايستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى ولايأب الشهداء إذا مادعوا ولاتسأموا أن تكتبوه صغيراً أوكبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألاترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألاتكتبوها وأشهدوا إذاتبايعتم ولايضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيئ عليم* وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة وليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولاتكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بماتعملون خبير)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ياأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه...
عليم
شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
على