بسم الله الرحمن الرحيم
الورد الثالث والثلاثين : تصحيح عدد من القواعد التي يقوم عليها الايمان الصحيح
الآيات من 172- 176وتقع في الجزء الثاني من القرآن الكريم
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } * { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ ٱللَّهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } *التقييم حتى مساء الإثنينا
أكل الطيبات والإمتناع عن المحرمات
وهنا يتجه بالحديث خاصة إلى الذين آمنوا يبيح لهم الأكل من طيبات ما رزقهم ويوجههم إلى شكر المنعم على نعمه ويبين لهم ما حرم عليهم وهو غير الطيبات التي أباحها لهم ويندد بالذين يجادلونهم في هذه الطيبات والمحرمات من اليهود وهي عندهم في كتابهم يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد إن الله ينادي الذين آمنوا بالصفة التي تربطهم به سبحانه وتوحي إليهم أن يتلقوا منه الشرائع ; وأن يأخذوا عنه الحلال والحرام ويذكرهم بما رزقهم فهو وحده الرازق ويبيح لهم الطيبات مما رزقهم ; فيشعرهم أنه لم يمنع عنهم طيبا من الطيبات وأنه إذا حرم عليهم شيئا فلأنه غير طيب لا لأنه يريد أن يحرمهم ويضيق عليهم وهو الذي أفاض عليهم الرزق ابتداء ويوجههم للشكر إن كانوا يريدون أن يعبدوه وحده بلا شريك فيوحي إليهم بأن الشكر عبادة وطاعة يرضاها الله من العباد كل أولئك في آية واحدة قليلة الكلمات يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ثم يبين لهم المحرمات من المآكل نصا وتحديدا باستعمال أداة القصر إنما إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله والميتة تأباها النفس السليمة وكذلك الدم فضلا على ما أثبته الطب بعد فترة طويلة من تحريم القرآن والتوراة قبله بإذن الله من تجمع الميكروبات والمواد الضارة في الميتة وفي الدم ولا ندري إن كان الطب الحديث قد استقصى ما فيهما من الأذى أم إن هناك أسبابا أخرى للتحريم لم يكشف عنها بعد للناس فأما الخنزير فيجادل فيه الآن قوم والخنزير بذاته منفر للطبع النظيف القويم ومع هذا فقد حرمه الله منذ ذلك الأمد الطويل ليكشف علم الناس منذ قليل أن في لحمه ودمه وأمعائه دودة شديدة الخطورة الدودة الشريطية وبويضاتها المتكيسة ويقول الآن قوم إن وسائل الطهو الحديثة قد تقدمت فلم تعد هذه الديدان وبويضاتها مصدر خطر لأن إبادتها مضمونة بالحرارة العالية التي توافرها وسائل الطهو الحديثة وينسى هؤلاء الناس أن علمهم قد احتاج إلى قرون طويلة ليكشف آفة واحدة فمن ذا الذي يجزم بأن ليس هناك آفات أخرى في لحم الخنزير لم يكشف بعد عنها أفلا تستحق الشريعة التي سبقت هذا العلم البشري بعشرات القرون أن نثق بها وندع كلمة الفصل لها ونحرم ما حرمت ونحلل ما حللت وهي من لدن حكيم خبير
أما ما أهل به لغير الله أي ما توجه به صاحبه لغير الله فهو محرم لا لعلة فيه ولكن للتوجه به لغير الله محرم لعلة روحية تنافي صحة التصور وسلامة القلب وطهارة الروح وخلوص الضمير ووحدة المتجه فهو ملحق بالنجاسة المادية والقذارة الحقيقية على هذا المعنى المشترك للنجاسة وهو ألصق بالعقيدة من سائر المحرمات قبله وقد حرص الإسلام على أن يكون التوجه لله وحده بلا شريك ومن هنا تتجلى علاقة التحليل والتحريم في هذه الآيات بالحديث عن وحدانية الله ورحمته كذلك في الآيات السابقة فالصلة قوية ومباشرة بين الاعتقاد في إله واحد وبين التلقي عن أمر الله في التحليل والتحريم وفي سائر أمور التشريع ومع هذا فالإسلام يحسب حساب الضرورات فيبيح فيها المحظورات ويحل فيها المحرمات بقدر ما تنتفي هذه الضرورات بغير تجاوز لها ولا تعد لحدودها فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم وهو مبدأ عام ينصب هنا على هذه المحرمات ولكنه بإطلاقه يصح أن يتناول سواها في سائر المقامات فأيما ضرورة ملجئة يخشى منها على الحياة فلصاحبها أن يتفادى هذا الحرج بتناول المحظور في الحدود التي تدفع هذه الضرورة ولا زيادة على أن هناك خلافا فقهيا حول مواضع الضرورة هل فيها قياس أم هي الضرورات التي نص عليها الله بأعيانها وحول مقدار ما تدفع به الضرورة هل هو أقل قدر من المحظور أم أكلة أو شربة كاملة ولا ندخل نحن في هذا الخلاف الفقهي وحسبنا هذا البيان في ظلال القرآن
عذاب الذين يكتمون العلم
ولقد جادل اليهود جدالا كثيرا حول ما أحله القرآن وما حرمه فقد كانت هناك محرمات على اليهود خاصة وردت في سورة أخرى وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم بينما كانت هذه مباحة للمسلمين ولعلهم جادلوا في هذا الحل وكذلك روي أنهم جادلوا في المحرمات المذكورة هنا مع أنها محرمة عليهم في التوراة وكان الهدف دائما هو التشكيك في صحة الأوامر القرآنية وصدق الوحي بها من الله ومن ثم نجد هنا حملة قوية على الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد والتنديد بكتمان ما أنزل الله من الكتاب كان المقصود به أولا أهل الكتاب ولكن مدلول النص العام ينطبق على أهل كل ملة يكتمون الحق الذي يعلمونه ويشترون به ثمنا قليلا إما هو النفع الخاص الذي يحرصون عليه بكتمانهم للحق والمصالح الخاصة التي يتحرونها بهذا الكتمان ويخشون عليها من البيان وإما هو الدنيا كلها وهي ثمن قليل حين تقاس إلى ما يخسرونه من رضى الله ومن ثواب الآخرة وفي جو الطعام ما حرم منه وما حلل يقول القرآن عن هؤلاء
ما يأكلون في بطونهم إلا النار تنسيقا للمشهد في السياق وكأنما هذا الذي يأكلونه من ثمن الكتمان والبهتان نار في بطونهم وكأنما هم يأكلون النار وإنها لحقيقة حين يصيرون إلى النار في الآخرة فإذا هي لهم لباس وإذا هي لهم طعام وجزاء ما كتموا من آيات الله أن يهملهم الله يوم القيامة ويدعهم في مهانة وازدراء والتعبير القرآني عن هذا الإهمال وهذه المهانة وهذا الازدراء هو قوله لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم لتجسيم الإهمال في صورة قريبة لحس البشر وإدراكهم لا كلام ولا اهتمام ولا تطهير ولا غفران ولهم عذاب أليم وتعبير آخر مصور موح أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فكأنما هي صفقة يدفعون فيها الهدى ويقبضون الضلالة ويؤدون المغفرة ويأخذون فيها العذاب فما أخسرها من صفقة وأغباها ويا لسوء ما ابتاعوا وما اختاروا وإنها لحقيقة فقد كان الهدى مبذولا لهم فتركوه وأخذوا الضلالة وكانت المغفرة متاحة لهم فتركوها واختاروا العذاب فما أصبرهم على النار فيا لطول صبرهم على النار التي اختاروها اختيارا وقصدوا إليها قصدا فيا للتهكم الساخر من طول صبرهم على النار وإنه لجزاء مكافىء لشناعة الجريمة جريمة كتمان الكتاب الذي أنزله الله ليعلن للناس وليحقق في واقع الأرض وليكون شريعة ومنهاجا فمن كتمه فقد عطله عن العمل وهو الحق الذي جاء للعمل ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق فمن فاء إليه فهو على الهدى وهو في وفاق مع الحق وفي وفاق مع المهتدين من الخلق وفي وفاق مع فطرة الكون وناموسه الأصيل وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد شقاق مع الحق وشقاق مع ناموس الفطرة وشقاق فيما بينهم وبين أنفسهم ولقد كانوا كذلك وما يزالون وتلحق بهم كل أمة تختلف في كتابها فلا تأخذ به جملة وتمزقه تفاريق وعد الله الذي يتحقق على مدار الزمان واختلاف الأقوام ونحن نرى مصداقه واقعا في هذا العالم الذي نعيش فيه
هذا الموضوع مغلق.
الخلخال
•
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون @
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم @
إن الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم @
اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفره فما أصبرهم على النار @
ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا فيه لفي شقاق بعيد @
مدرستنا واختنا الحبيبه شهيدة فلسطين : أسأل الله العلي القدير أن يبارك لكِ في وقتك ويومك وبدنك ، ويثبت دينك ويرزقك سعادة الدارين لما تبذلينه معنا من مجهود .. اللهم آميين
يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون @
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم @
إن الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم @
اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفره فما أصبرهم على النار @
ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا فيه لفي شقاق بعيد @
مدرستنا واختنا الحبيبه شهيدة فلسطين : أسأل الله العلي القدير أن يبارك لكِ في وقتك ويومك وبدنك ، ويثبت دينك ويرزقك سعادة الدارين لما تبذلينه معنا من مجهود .. اللهم آميين
عتاب قلم
•
السلام عليكم ورحمة اللـــ وبركاته ـــــــــــه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( ياأيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات مارزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون *
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ومآأهل به لغير الله فمن اضطر غير باغٍ ولاعادٍ فلا إثم عليه
إن الذين يكتمون مآأنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك مايأكلون في بطونهم إلا النار
ولايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذب أليم *
أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فمآ أصبرهم على النار *
ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( ياأيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات مارزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون *
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ومآأهل به لغير الله فمن اضطر غير باغٍ ولاعادٍ فلا إثم عليه
إن الذين يكتمون مآأنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك مايأكلون في بطونهم إلا النار
ولايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذب أليم *
أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فمآ أصبرهم على النار *
ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد)
عتاب قلم :السلام عليكم ورحمة اللـــ وبركاته ـــــــــــه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( ياأيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات مارزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون * إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ومآأهل به لغير الله فمن اضطر غير باغٍ ولاعادٍ فلا إثم عليه إن الذين يكتمون مآأنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك مايأكلون في بطونهم إلا النار ولايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذب أليم * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فمآ أصبرهم على النار * ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد)السلام عليكم ورحمة اللـــ وبركاته ـــــــــــه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( ياأيها...
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( ياأيها الذين امنوا كلوا من طيبات مارزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون *
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وماأهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه
إن الله غفور رحيم * إن الذين يكتمون ماانزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك مايأكلون في بطونهم
إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب
بالمغفرة فما أصبرهم على النار * ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق والذين اختلفوا في الكتاب لفى شقاق بعيد )
حلم ذهبي
•
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا اخت جديده لكم اريد حفظ البقره الرجاء قبولى معكم باذن الله
الصفحة الأخيرة
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } خاطب المؤمنين لأنهم الذين ينتفعون بالتوجيهات الربانية والمعنى كلوا يا أيها المؤمنون من المستلذات وما طاب من الرزق الحلال الذي رزقكم الله إِياه { وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } أي واشكروا الله على نعمه التي لا تحصى إِن كنتم تخصونه بالعبادة ولا تعبدون أحداً سواه { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ } أي ما حرّم عليكم إلا الخبائث كالميتة والدم ولحم الخنزير { وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ ٱللَّهِ } أي وما ذبح للأصنام فذكر عليه اسم غير الله كقولهم باسم اللات والعزّى { فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ } أي فمن ألجأته ضرورة إِلى أكل شيء من المحرمات بشرط ألا يكون ساعياً في فساد، ولا متجاوزاً مقدار الحاجة { فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ } أي فلا عقوبة عليه في الأكل { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي يغفر الذنوب ويرحم العباد ومن رحمته أن أباح المحرمات وقت الضرورة { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ } أي يخفون صفة النبي عليه السلام المذكورة في التوراة وهم اليهود قال ابن عباس: نزلت في رؤساء اليهود حين كتموا نعت النبي صلى الله عليه وسلم { وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } أي يأخذون بدله عوضاً حقيراً من حطام الدنيا { أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ } أي إِنما يأكلون ناراً تأجّج في بطونهم يوم القيامة لأن أكل ذلك المال الحرام يفضي بهم إِلى النار { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي لا يكلمهم كلام رضىً كما يكلم المؤمنين بل يكلمهم كلام غضب كقوله
{ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ }
{ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ } أي يطهرهم من دنس الذنوب { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي عذاب مؤلم وهو عذاب جهنم { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ } أي أخذوا الضلالة بدل الهدى والكفر بدل الإِيمان { وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ } أي واستبدلوا الجحيم بالجنة { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } أي ما أشدَّ صبرهم على نار جهنم؟ وهو تعجيب للمؤمنين من جراءة أولئك الكفار على اقتراف أنواع المعاصي ثم قال تعالى مبيناً سبب النكال والعذاب { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ } أي ذلك العذاب الأليم بسبب أن الله أنزل كتابه { ٱلتَّوْرَاةَ }
ببيان الحق فكتموا وحرّفوا ما فيه { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ } أي اختلفوا في تأويله وتحريفه { لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } أي في خلاف بعيد عن الحق والصواب، مستوجب لأشدّ العذاب.
سَبَبُ النّزول: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود: كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وحيي بن أخطب كانوا يأخذون من أتباعهم الهدايا، فلما بعث محمد عليه السلام خافوا انقطاع تلك المنافع فكتموا أمر محمد وأمر شرائعه فنزلت { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ.. } الآية.