دورة حفظ سورة البقرة (46)

حلقات تحفيظ القرآن

الورد 46 :المعاشرة الزوجية +حكم اليمين
الآيات من 222- 226 وتقع في الجزء الثاني من القرآن الكريم


{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَٱعْتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ } * { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَلاَ تَجْعَلُواْ ٱللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱلَّلغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } * { لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } *

التقييم حتى مساء الخميس

النهي عن معاشرة النساء أثناء الحيض والسمو بالعلاقة بين الزوج والزوجة

ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ; ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين وهذه لفتة أخرى إلى تلك العلاقة ترفعها إلى الله ; وتسمو بأهدافها عن لذة الجسد حتى في أشد أجزائها علاقة بالجسد في المباشرة إن المباشرة في تلك العلاقة وسيلة لا غاية وسيلة لتحقيق هدف أعمق في طبيعة الحياة هدف النسل وامتداد الحياة ووصلها كلها بعد ذلك بالله والمباشرة في المحيض قد تحقق اللذة الحيوانية مع ما ينشأ عنها من أذى ومن أضرار صحية مؤكدة للرجل والمرأة سواء ولكنها لا تحقق الهدف الأسمى فضلا على انصراف الفطرة السليمة النظيفة عنها في تلك الفترة لأن الفطرة السليمة يحكمها من الداخل ذات القانون الذي يحكم الحياة فتنصرف بطبعها وفق هذا القانون عن المباشرة في حالة ليس من الممكن أن يصح فيها غرس ولا أن تنبت منها حياة والمباشرة في الطهر تحقق اللذة الطبيعية وتحقق معها الغاية الفطرية ومن ثم جاء ذلك النهي إجابة عن ذلك السؤال
ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن وليست المسألة بعد ذلك فوضى ولا وفق الأهواء والانحرافات إنما هي مقيدة بأمر الله ; فهي وظيفة ناشئة عن أمر وتكليف مقيدة بكيفية وحدود فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله في منبت الإخصاب دون سواه فليس الهدف هو مطلق الشهوة إنما الغرض هو امتداد الحياة وابتغاء ما كتب الله فالله يكتب الحلال ويفرضه ; والمسلم يبتغي هذا الحلال الذي كتبه له ربه ولا ينشىء هو نفسه ما يبتغيه والله يفرض ما يفرض ليطهر عباده ويحب الذين يتوبون حين يخطئون ويعودون إليه مستغفرين إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وفي هذا الظل يصور لونا من الوان العلاقة الزوجية يناسبه ويتسق مع خطوطه نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وفي هذا التعبير الدقيق ما فيه من إشارات إلى طبيعة تلك العلاقة في هذا الجانب وإلى أهدافها واتجاهاتها نعم إن هذا الجانب لا يستغرق سائر العلاقات بين الزوج وزوجه وقد جاء وصفها وذكرها في مواضع أخرى مناسبة للسياق في تلك المواضع كقوله تعالى هن لباس لكم وأنتم لباس لهن وقوله ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة فكل من هذه التعبيرات يصور جانبا من جوانب تلك العلاقة العميقة الكبيرة في موضعه المناسب أما مناسبة السياق هنا فيتسق معها التعبير بالحرث لأنها مناسبة إخصاب وتوالد ونماء وما دام حرثا فأتوه بالطريقة التي تشاءون ولكن في موضع الإخصاب الذي يحقق غاية الحرث فأتوا حرثكم أنى شئتم وفي الوقت ذاته تذكروا الغاية والهدف واتجهوا إلى الله فيه بالعبادة والتقوى ; فيكون عملا صالحا تقدمونه لأنفسكم واستيقنوا من لقاء الله الذي يجزيكم بما قدمتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه ثم يختم الآية بتبشير المؤمنين بالحسنى عند لقاء الله وفي هذا الذي يقدمونه من الحرث فكل عمل للمؤمن خير وهو يتجه فيه إلى الله وبشر المؤمنين هنا نطلع على سماحة الإسلام الذي يقبل الإنسان كما هو بميوله وضروراته لا يحاول أن يحطم فطرته باسم التسامي والتطهر ; ولا يحاول أن يستقذر ضروراته التي لا يد له فيها ; إنما هو مكلف إياها في الحقيقة لحساب الحياة وامتدادها ونمائها إنما يحاول فقط أن يقرر إنسانيته ويرفعها ويصله بالله وهو يلبي دوافع الجسد يحاول أن يخلط دوافع الجسد بمشاعر إنسانية أولا وبمشاعر دينية أخيرا ; فيربط بين نزوة الجسد العارضة وغايات الإنسانية الدائمة ورفرفة الوجدان الديني اللطيف ; ويمزج بينها جميعا في لحظة واحدة وحركة واحدة واتجاه واحد ذلك المزج القائم في كيان الإنسان ذاته خليفة الله في أرضه المستحق لهذه الخلافة بما ركب في طبيعته من قوى وبما أودع في كيانه من طاقات وهذا المنهج في معاملة الإنسان هو الذي يلاحظ الفطرة كلها لأنه من صنع خالق هذه الفطرة وكل منهج آخر يخالف عنه في قليل أو كثير يصطدم بالفطرة فيخفق ويشقى الإنسان فردا وجماعة والله يعلم وأنتم لا تعلمون

حكم يمين اللغو وأحكام الإيلاء
ثم ينتقل السياق من الحديث عن حكم المباشرة في فترة الحيض إلى الحديث عن حكم الإيلاء أي الحلف بالهجران والامتناع عن المباشرة وبهذه المناسبة يلم بالحلف ذاته فيجعل الحديث عنه مقدمة للحديث عن الإيلاء ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم التفسير المروي في قوله تعالى ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا تجعلن عرضة يمينك ألا تصنع الخير ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير وكذا قال مسروق والشعبي وإبراهيم النخعي ومجاهد وطاووس وسعيد بن جبير وعطاء وعكرمة ومكحول والزهري والحسن وقتادة ومقاتل بن حيان والربيع بن أنس والضحاك وعطاء الخراساني والسدي رحمهم الله كما نقل ابن كثير ومما يستشهد به لهذا التفسير ما رواه مسلم بإسناده عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال < من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير > وما رواه البخاري بإسناده عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص < والله لأن يلج أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي افترض الله عليه > وعلى هذا يكون معناها لا تجعلوا الحلف بالله مانعا لكم من عمل البر والتقوى والإصلاح بين الناس فإذا حلفتم ألا تفعلوا فكفروا عن إيمانكم وأتوا الخير فتحقيق البر والتقوى والإصلاح أولى من المحافظة على اليمين وذلك كالذي وقع من أبي بكر رضي الله عنه حين أقسم لا يبر مسطحا قريبه الذي شارك في حادثة الإفك فأنزل الله الآية التي في سورة النور ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربي والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم فرجع أبو بكر عن يمينه وكفر عنها على أن الله كان أرأف بالناس فلم يجعل الكفارة إلا في اليمين المعقودة التي يقصد إليها الحالف قصدا وينوي ما وراءها مما حلف عليه فأما ما جرى به اللسان عفوا ولغوا من غير قصد فقد أعفاهم منه ولم يوجب فيه الكفارة لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم وقد روى أبو داود بإسناده عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ص قال < اللغو في اليمين هو كلام الرجل في بيته كلا والله وبلى والله > ورواه ابن جرير عن طريق عروة موقوفا على عائشة < لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم لا والله وبلى والله > وفي حديث مرسل عن الحسن بن أبي الحسن قال مر رسول الله ص بقوم ينتضلون يعني يرمون ومع رسول الله ص
رجل من أصحابه فقام رجل من القوم فقال أصبت والله وأخطأت والله فقال الذي مع النبي ص للنبي ص حنث الرجل يا رسول الله قال < كلا إيمان الرماة لغو لا كفارة فيها ولا عقوبة > وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما لغو اليمين أن تحلف وأنت غضبان كما روي عنه لغو اليمين أن تحرم ما أحل الله فذلك ليس عليكم فيه كفارة وعن سعيد بن المسيب أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال إن عدت تسألني عن القسمة فكل ما لي في رتاج الكعبة فقال له عمر إن الكعبة غنية عن مالك كفر عن يمينك وكلم أخاك سمعت رسول الله ص يقول < لا يمين عليك ولا نذر في معصية الرب عز وجل ولا في قطيعة الرحم ولا فيما لا تملك > والذي يخلص من هذه الآثار أن اليمين التي لا تنعقد النية على ما وراءها إنما يلغو بها اللسان لا كفارة فيها وإن اليمين التي ينوي الحالف الأخذ أو الترك لما حلف عليه هي التي تنعقد وهي التي تستوجب الكفارة عند الحنث بها وإنه يجب الحنث بها إن كان مؤداها الامتناع عن فعل خير أو الإقدام على فعل شر فأما إذا حلف الإنسان على شيء وهو يعلم أنه كاذب فبعض الآراء أنه لا تقوم لها كفارة أي لا يكفر عنها شيء قال الإمام مالك في الموطأ أحسن ما سمعت في ذلك أن اللغو حلف الإنسان على الشيء يستيقن أنه كذلك ثم يوجد بخلافه فلا كفارة فيه والذي يحلف على الشيء وهو يعلم أنه فيه آثم كاذب ليرضي به أحدا ويقتطع به مالا فهذا أعظم من أن تكون له كفارة ويعقب السياق على حكم العدول عن اليمين إلى ما فيه البر والخير بقوله والله سميع عليم ليوحي إلى القلب بأن الله سبحانه يسمع ما يقال ويعلم أين هو الخير ومن ثم يحكم هذا الحكم ويعقب على حكم يمين اللغو واليمين المعقودة التي ينويها القلب بقوله والله غفور حليم ليلوح للقلب بحلم الله عن مؤاخذة العباد بكل ما يفلت من ألسنتهم ومغفرته كذلك بعد التوبة لما تأثم به قلوبهم بهذا وذلك يربط الأمر بالله ويعلق القلوب بالاتجاه إليه في كل ما تكسب وكل ما تقول وعند الانتهاء من تقرير القاعدة الكلية في الحلف يأخذ في الحديث عن يمين الإيلاء وهي أن يحلف الزوج ألا يباشر زوجته إما لأجل غير محدود وإما لأجل طويل معين للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم إن هناك حالات نفسية واقعة تلم بنفوس بعض الأزواج بسبب من الأسباب في أثناء الحياة الزوجية وملابساتها الواقعية الكثيرة تدفعهم إلى الإيلاء بعدم المباشرة وفي هذا الهجران ما فيه من إيذاء لنفس الزوجة ; ومن إضرار بها نفسيا وعصبيا ; ومن إهدار لكرامتها كأنثى ; ومن تعطيل للحياة الزوجية ; ومن جفوة تمزق أوصال العشرة وتحطم بنيان الأسرة حين تطول عن أمد معقول ولم يعمد الإسلام إلى تحريم هذا الإيلاء منذ البداية لأنه قد يكون علاجا نافعا في بعض الحالات للزوجة الشامسة المستكبرة المختالة بفتنتها وقدرتها على إغراء الرجل وإذلاله أو اعناته كما قد يكون فرصة للتنفيس عن عارض سأم أو ثورة غضب تعود بعده الحياة أنشط وأقوى ولكنه لم يترك الرجل مطلق الإرادة كذلك لأنه قد يكون باغيا في بعض الحالات يريد اعنات المرأة وإذلالها ; أو يريد إيذاءها لتبقى معلقة لا تستمتع بحياة زوجية معه ولا تنطلق من عقالها هذا لتجد حياة زوجية أخرى فتوفيقا بين الاحتمالات المتعددة ومواجهة للملابسات الواقعية في الحياة جعل هنالك حدا أقصى للإيلاء لا يتجاوز أربعة أشهر وهذا التحديد قد يكون منظورا فيه إلى أقصى مدى الاحتمال كي لا تفسد نفس المرأة فتتطلع تحت ضغط حاجتها الفطرية إلى غير رجلها الهاجر وقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج من الليل يعس أي يتحسس حاجات الناس وأحوالهم متخفيا فسمع امرأة تقول تطاول هذا الليل وأسود جانبه % وأرقني إلا خليل ألاعبه فوالله لولا الله إني أراقبه % لحرك من هذا السرير جوانبه فسأل عمر ابنته حفصة رضي الله عنها كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها فقالت ستة أشهر أو أربعة أشهر فقال عمر لا أحبس أحدا من الجياش أكثر من ذلك وعزم على ألا يغيب المجاهدون من الجند أكثر من هذه الفترة وعلى أية حال فإن الطبائع تختلف في مثل هذه الأمور ولكن أربعة أشهر مدة كافية ليختبر الرجل نفسه ومشاعره فإما أن يفيء ويعود إلى استئناف حياة زوجية صحيحة ويرجع إلى زوجه وعشه وإما أن يظل في نفرته وعدم قابليته وفي هذه الحالة ينبغي أن تفك هذه العقدة ; وأن ترد إلى الزوجة حريتها بالطلاق فإما طلق وإما طلقها عليه القاضي وذلك ليحاول كل منهما أن يبدأ حياة زوجية جديدة مع شخص جديد فذلك أكرم للزوجة وأعف وأصون ; وأروح للرجل كذلك وأجدى ; وأقرب إلى العدل والجد في هذه العلاقة التي أراد الله بها امتداد الحياة لا تجميد الحياة
33
4K

هذا الموضوع مغلق.

شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
تفسير الصابوني

ثم بيّن تعالى أحكام الحيض فقال: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى } ويسألونك يا محمد عن إتيان النساء في حالة الحيض أيحل أم يحرم؟ فقل لهم: إِنه شيء مستقذر ومعاشرتهن في هذه الحالة فيه أذى للزوجين { فَٱعْتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلْمَحِيضِ } أي اجتنبوا معاشرة النساء في حالة الحيض { وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ } أي لا تجامعوهن حتى ينقطع عنهم دم الحيض ويغتسلن. والمرادُ التنبيه على أن الغرض عدم المعاشرة لا عدم القرب منهن وعدم مؤاكلتهن ومجالستهن كما كان يفعل اليهود إِذا حاضت عندهم المرأة { فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُ } أي فإِذا تطهَّرن بالماء فأتوهنَّ في المكان الذي أحله الله لكم، وهو مكان النسل والولد القُبُل لا الدبر { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ } أي يحبُّ التائبين من الذنوب، المتنزهين عن الفواحش والأقذار { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ } أي نساؤكم مكان زرعكم وموضع نسلكم وفي أرحامهن يتكوّن الولد، فأتوهن في موضع النسل والذرية ولا تتعدوه إِلى غيره قال ابن عباس: اسق نباتك من حيث ينبت. ومعنى { أَنَّىٰ شِئْتُمْ } أي كيف شئتم قائمةً وقاعدةً ومضطجعة بعد أن يكون في مكان الحرث " الفرج " وهو ردٌّ لقول اليهود: إِذا أَتى الرجل امرأته في قُبُلها من دبرها جاء الولد أحول { وَقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُمْ } أي قدموا صالح الأعمال التي تكون لكم ذخراً في الآخرة { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ مُّلاَقُوهُ } أي خافوا الله باجتناب معاصيه وأيقنوا بأن مصيركم إِليه فيجازيكم بأعمالكم { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي بشرهم بالفوز العظيم في جنات النعيم { وَلاَ تَجْعَلُواْ ٱللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ } أي لا تجعلوا الحلف بالله سبباً مانعاً عن فعل الخير فتتعللوا باليمين بأن يقول أحدكم: قد حلفتُ بالله ألاّ أفعله وأريد أن أبرّ بيميني بل افعلوا الخير وكفّروا عن أيمانكم قال ابن عباس: لا تجعلنَّ الله عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير ولكن كفّر عن يمينك واصنع الخير { أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } أي لا تجعلوه تعالى سبباً مانعاً عن البر والتقوى والإِصلاح بين الناس وقد نزلت في " عبد الله بن رواحة " حين حلف ألا يكلّم ختنه " النعمان بن بشير " ولا يصلح بينه وبين أخته { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } أي سميع لأقوالكم عليم بأحوالكم.. ثم قال تعالى: { لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱلَّلغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ } أي لا يؤاخذكم بما جرى على لسانكم من ذكر اسم الله من غير قصد الحلف كقول أحدكم: بلى والله، ولا والله لا يقصد به اليمين { وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } أي يؤاخذكم بما قصدتم إِليه وعقدتم القلب عليه من الإِيمان إذا حنثتم فيها { وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } أي واسع المغفرة لا يعاجل عباده بالعقوبة.
اللغَة: { يُؤْلُونَ } الإِيلاء لغة: الحلف يقال: آلى يؤالي إِيلاءً قال الشاعر:فآليت لا أنفك أحدو قصيدةً تكون وإِياها بها مثلاً بعدي
وفي الشرع: اليمين على ترك وطء الزوجة { تَرَبُّصُ } التربص: الانتظار ومنه
{ قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُتَرَبِّصِينَ }
أي انتظروا. { فَآءُو } الفيء: الرجوع ومنه قيل للظلّ فيءٌ لأنه يرجع بعد أن تقلّص قال الفراء: العرب تقول فلان سريع الفيء أي سريع الرجوع بعد الغضب قال الشاعر:ففاءت ولم تقض الذي أقبلت له ومن حاجة الإِنسان ما ليس قاضيا
{ قُرُوۤءٍ } جمع قرء اسم يقع على الحيض والطهر فهو من الأضداد وأصل القرء: الاجتماع سمي به الحيض لاجتماع الدم في الرحم قال في القاموس: القَرْءُ بالفتح ويضم: الحيضُ والطهرُ والوقت، وجمع الطهر قروءٌ، وجمع الحيض أقراءٌ
التفسِير: { لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ } أي للذين يحلفون ألاّ يجامعوا نساءهم للإِضرار بهن انتظار أربعة أشهر { فَإِنْ فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي إِن رجعوا إِلى عشرة أزواجهن بالمعروف - وهو كناية عن الجماع - أي رجعوا عن اليمين إِلى الوطء فإِن الله يغفر ما صدر منهم من إِساءة ويرحمهم
دموع التائبة
دموع التائبة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

" و يسئالونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النسآء فى المحيض و لا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله و الله يحب التوابين و يحب المتطهرين *

نسآءكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم و قدموا لأنفسكم و اتقوا الله و اعملوا أنكم ملاقوه و بشر المؤمنين *

و لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا و تتقوا و تصلحوا بين الناس و الله سميع عليم*

لا يوأخذكم الله باللغو فى أيمانكم و لكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم و الله غفور رحيم *

للذين يؤلون منكم من نسآئهم تربص أربعة أشهر فإن فآءوا فإن الله غفور رحيم "
شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " و يسئالونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النسآء فى المحيض و لا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله و الله يحب التوابين و يحب المتطهرين * نسآءكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم و قدموا لأنفسكم و اتقوا الله و اعملوا أنكم ملاقوه و بشر المؤمنين * و لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا و تتقوا و تصلحوا بين الناس و الله سميع عليم* لا يوأخذكم الله باللغو فى أيمانكم و لكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم و الله غفور رحيم * للذين يؤلون منكم من نسآئهم تربص أربعة أشهر فإن فآءوا فإن الله غفور رحيم "
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " و يسئالونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النسآء فى المحيض و لا...
يسألونك
إن الله
نساؤكم
حليم

منكم غير موجودة


مو عارفة حبيبتي ليه دايما مستعجلة
دموع التائبة
دموع التائبة
يسألونك إن الله نساؤكم حليم منكم غير موجودة مو عارفة حبيبتي ليه دايما مستعجلة
يسألونك إن الله نساؤكم حليم منكم غير موجودة مو عارفة حبيبتي ليه دايما مستعجلة
اختى شهيدة جزاكى الله خيرا بس زى ما انتى عارفة انا دايما بتكلم من الشغل بخاف يجيلى شغل و أكون ما سمعت و انشغل طول اليوم عشان كذا مستعجلة :44:

و بالنسبة للأختبار عندى اقتراح يارب يكون مقبول

لو كل واحدة فتحت موضوع لوحدها للاجابة بيكون كتير جدا فاقترح ان كل اثنبن يتشاركوا حل الأختبار فى موضوع و يكون العنوان متضمن على اسماء المشتركات

مثلا بيكون " اجابة اختبار سورة البقرة ( دموع التائبة - Alsamt ) و هكذا

و تقبلى مرورى
شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
اختى شهيدة جزاكى الله خيرا بس زى ما انتى عارفة انا دايما بتكلم من الشغل بخاف يجيلى شغل و أكون ما سمعت و انشغل طول اليوم عشان كذا مستعجلة :44: و بالنسبة للأختبار عندى اقتراح يارب يكون مقبول لو كل واحدة فتحت موضوع لوحدها للاجابة بيكون كتير جدا فاقترح ان كل اثنبن يتشاركوا حل الأختبار فى موضوع و يكون العنوان متضمن على اسماء المشتركات مثلا بيكون " اجابة اختبار سورة البقرة ( دموع التائبة - Alsamt ) و هكذا و تقبلى مرورى
اختى شهيدة جزاكى الله خيرا بس زى ما انتى عارفة انا دايما بتكلم من الشغل بخاف يجيلى شغل و أكون ما...
ما في مشكلة اذا كل تنتين يتشاركوا