دورة سورة البقرة الورد(62)

حلقات تحفيظ القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
الورد 62: من قواعد النظام الاقتصادي الاجتماعي (تحريم الربا)
الآيات من 276-281وتقع في الجزء الثالث من القرآن الكريم


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَٰواْ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَٰلِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ } * { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }


ترك الربا أو تلقي الحرب من الله
وفي ظل هذا الرخاء الآمن الذي يعد الله به الجماعة المسلمة التي تنبذ الربا من حياتها فتنبذ الكفر والإثم وتقيم هذه الحياة على الإيمان والعمل الصالح والعبادة والزكاة في ظل هذا الرخاء الأمن يهتف بالذين آمنوا الهتاف الأخير ليحولوا حياتهم عن النظام الربوي الدنس المقيت ; وإلا فهي الحرب المعلنة من الله ورسوله بلا هوادة ولا إمهال ولا تأخير يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وأن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون و لا تظلمون إن النص يعلق إيمان الذين آمنوا على ترك ما بقي من الربا فهم ليسوا بمؤمنين إلا أن يتقوا الله ويذروا ما بقي من الربا ليسوا بمؤمنين ولو اعلنوا أنهم مؤمنون فإنه لا إيمان بغير طاعة وانقياد واتباع لما أمر الله به والنص القرآني لا يدعهم في شبهة من الأمر ولا يدع إنسانا يتستر وراء كلمة الإيمان بينما هو لا يطيع ولا يرتضي ما شرع الله ولا ينفذه في حياته ولا يحكمه في معاملاته فالذين يفرقون في الدين بين الاعتقاد والمعاملات ليسوا بمؤمنين مهما ادعوا الإيمان وأعلنوا بلسانهم أو حتى بشعائر العبادة الأخرى أنهم مؤمنون يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين لقد ترك لهم ما سلف من الربا لم يقرر استرداده منهم ولا مصادرة أموالهم كلها أو جزء منها بسبب أن الربا كان داخلا فيها إذ لا تحريم بغير نص ولا حكم بغير تشريع والتشريع ينفذ وينشىء آثاره بعد صدوره فأما الذي سلف فأمره إلى الله لا إلى أحكام القانون وبذلك تجنب الإسلام أحداث هزة اقتصادية واجتماعية ضخمة لو جعل لتشريعه أثرا رجعيا وهو المبدأ الذي أخذ به التشريع الحديث حديثا ذلك أن التشريع الإسلامي موضوع ليواجه حياة البشر الواقعية ويسيرها ويطهرها ويطلقها تنمو وترتفع معا وفي الوقت ذاته علق اعتبارهم مؤمنين على قبولهم لهذا التشريع وإنفاذه في حياتهم منذ نزوله وعلمهم به واستجاش في قلوبهم مع هذا شعور التقوى لله وهو الشعور الذي ينوط به الإسلام تنفيذ شرائعه ويجعله الضمان الكامن في ذات الأنفس فوق الضمانات المكفولة بالتشريع ذاته فيكون له من ضمانات التنفيذ ما ليس للشرائع الوضعية التي لا تستند إلا للرقابة الخارجية وما أيسر الاحتيال على الرقابة الخارجية حين لا يقوم من الضمير حارس له من تقوى الله سلطان فهذه صفحة الترغيب وإلى جوارها صفحة الترهيب الترهيب الذي يزلزل القلوب فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله يا للهول حرب من الله ورسوله حرب تواجهها النفس البشرية حرب رهيبة معروفة المصير مقررة العاقبة فأين الإنسان الضعيف الفاني من تلك القوة الجبارة الساحقة الماحقة ولقد أمر رسول الله ص عامله على مكة بعد نزول هذه الآيات التي نزلت متأخرة أن يحارب آل المغيرة هناك إذا لم يكفوا عن التعامل الربوي وقد أمر ص في خطبته يوم فتح مكة بوضع كل ربا في الجاهلية وأوله ربا عمه العباس عن كاهل المدينين الذي ظلوا يحملونه إلى ما بعد الإسلام بفترة طويلة حتى نضج المجتمع المسلم واستقرت قواعده وحان أن ينتقل نظامه الاقتصادي كله من قاعدة الربا الوبيئة وقال ص في هذه الخطبة < وكل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين وأول ربا أضع ربا العباس > ولم يأمرهم برد الزيادات التي سبق لهم أخذها في حالة الجاهلية فالإمام مكلف حين يقوم المجتمع الإسلامي أن يحارب الذين يصرون على قاعدة النظام الربوي ويعتون عن أمر الله ولو اعلنوا أنهم مسلمون كما حارب أبو بكر رضي الله عنه مانعي الزكاة مع شهادتهم أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامتهم للصلاة فليس مسلما من يأبى طاعة شريعة الله ولا ينفذها في واقع الحياة على أن الإيذان بالحرب من الله ورسوله أعم من القتال بالسيف والمدفع من الإمام فهذه الحرب معلنة كما قال أصدق القائلين على كل مجتمع يجعل الربا قاعدة نظامه الاقتصادي والاجتماعي هذه الحرب معلنة في صورتها الشاملة الداهمة الغامرة وهي حرب على الأعصاب والقلوب وحرب على البركة والرخاء وحرب على السعادة والطمأنينة حرب يسلط الله فيها بعض العصاة لنظامه ومنهجه على بعض حرب المطاردة والمشاكسة حرب الغبن والظلم حرب القلق والخوف وأخيرا حرب السلاح بين الأمم والجيوش والدول الحرب الساحقة الماحقة التي تقوم وتنشأ من جراء النظام الربوي المقيت فالمرابون أصحاب رؤوس الأموال العالمية هم الذين يوقدون هذه الحروب مباشرة أو عن طريق غير مباشر وهم يلقون شباكهم فتقع فيها الشركات والصناعات ثم تقع فيها الشعوب والحكومات ثم يتزاحمون على الفرائس فتقوم الحرب أو يزحفون وراء أموالهم بقوة حكوماتهم وجيوشها فتقوم الحرب أو يثقل عبء الضرائب والتكاليف لسداد فوائد ديونهم فيعم الفقر والسخط بين الكادحين والمنتجين فيفتحون قلوبهم للدعوات الهدامة فتقوم الحرب وأيسر ما يقع إن لم يقع هذا كله هو خراب النفوس وانهيار الأخلاق وانطلاق سعار الشهوات وتحطم الكيان البشري من أساسه وتدميره بما لا تبلغه أفظع الحروب الذرية الرعيبة إنها الحرب المشبوبة دائما وقد اعلنها الله على المتعاملين بالربا وهي مسعرة الآن ; تأكل الأخضر واليابس في حياة البشرية الضالة ; وهي غافلة تحسب أنها تكسب وتتقدم كلما رأت تلال الإنتاج المادي الذي تخرجه المصانع وكانت هذه التلال حرية بأن تسعد البشر لو أنها نشأت من منبت زكي طاهر ; ولكنها وهي تخرج من منبع الربا الملوث لا تمثل سوى ركام يخنق أنفاس البشرية ويسحقها سحقا ; في حين تجلس فوقه شرذمة المرابين العالميين لا تحس آلام البشرية المسحوقة تحت هذا الركام الملعون لقد دعا الإسلام الجماعة المسلمة الأولى ولا يزال يدعو البشرية كلها إلى المشرع الطاهر النظيف وإلى التوبة من الإثم والخطيئة والمنهج الوبيء وأن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون فهي التوبة عن خطيئة إنها خطيئة الجاهلية الجاهلية التي لا تتعلق بزمان دون زمان ولا نظام دون نظام إنما هي الانحراف عن شريعة الله ومنهجه متى كان وحيث كان خطيئة تنشىء آثارها في مشاعر الأفراد وفي أخلاقهم وفي تصورهم للحياة وتنشىء آثارها في حياة الجماعة وارتباطاتها العامة وتنشىء آثارها في الحياة يحارب آل المغيرة هناك إذا لم يكفوا عن التعامل الربوي وقد أمر ص في خطبته يوم فتح مكة بوضع كل ربا في الجاهلية وأوله ربا عمه العباس عن كاهل المدينين الذي ظلوا يحملونه إلى ما بعد الإسلام بفترة طويلة حتى نضج المجتمع المسلم واستقرت قواعده وحان أن ينتقل نظامه الاقتصادي كله من قاعدة الربا الوبيئة وقال ص في هذه الخطبة < وكل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين وأول ربا أضع ربا العباس > ولم يأمرهم برد الزيادات التي سبق لهم أخذها في حالة الجاهلية فالإمام مكلف حين يقوم المجتمع الإسلامي أن يحارب الذين يصرون على قاعدة النظام الربوي ويعتون عن أمر الله ولو اعلنوا أنهم مسلمون كما حارب أبو بكر رضي الله عنه مانعي الزكاة مع شهادتهم أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامتهم للصلاة فليس مسلما من يأبى طاعة شريعة الله ولا ينفذها في واقع الحياة على أن الإيذان بالحرب من الله ورسوله أعم من القتال بالسيف والمدفع من الإمام فهذه الحرب معلنة كما قال أصدق القائلين على كل مجتمع يجعل الربا قاعدة نظامه الاقتصادي والاجتماعي هذه الحرب معلنة في صورتها الشاملة الداهمة الغامرة وهي حرب على الأعصاب والقلوب وحرب على البركة والرخاء وحرب على السعادة والطمأنينة حرب يسلط الله فيها بعض العصاة لنظامه ومنهجه على بعض حرب المطاردة والمشاكسة حرب الغبن والظلم حرب القلق والخوف وأخيرا حرب السلاح بين الأمم والجيوش والدول الحرب الساحقة الماحقة التي تقوم وتنشأ من جراء النظام الربوي المقيت فالمرابون أصحاب رؤوس الأموال العالمية هم الذين يوقدون هذه الحروب مباشرة أو عن طريق غير مباشر وهم يلقون شباكهم فتقع فيها الشركات والصناعات ثم تقع فيها الشعوب والحكومات ثم يتزاحمون على الفرائس فتقوم الحرب أو يزحفون وراء أموالهم بقوة حكوماتهم وجيوشها فتقوم الحرب أو يثقل عبء الضرائب والتكاليف لسداد فوائد ديونهم فيعم الفقر والسخط بين الكادحين والمنتجين فيفتحون قلوبهم للدعوات الهدامة فتقوم الحرب وأيسر ما يقع إن لم يقع هذا كله هو خراب النفوس وانهيار الأخلاق وانطلاق سعار الشهوات وتحطم الكيان البشري من أساسه وتدميره بما لا تبلغه أفظع الحروب الذرية الرعيبة إنها الحرب المشبوبة دائما وقد اعلنها الله على المتعاملين بالربا وهي مسعرة الآن ; تأكل الأخضر واليابس في حياة البشرية الضالة ; وهي غافلة تحسب أنها تكسب وتتقدم كلما رأت تلال الإنتاج المادي الذي تخرجه المصانع وكانت هذه التلال حرية بأن تسعد البشر لو أنها نشأت من منبت زكي طاهر ; ولكنها وهي تخرج من منبع الربا الملوث لا تمثل سوى ركام يخنق أنفاس البشرية ويسحقها سحقا ; في حين تجلس فوقه شرذمة المرابين العالميين لا تحس آلام البشرية المسحوقة تحت هذا الركام الملعون لقد دعا الإسلام الجماعة المسلمة الأولى ولا يزال يدعو البشرية كلها إلى المشرع الطاهر النظيف وإلى التوبة من الإثم والخطيئة والمنهج الوبيء وأن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون فهي التوبة عن خطيئة إنها خطيئة الجاهلية الجاهلية التي لا تتعلق بزمان دون زمان ولا نظام دون نظام إنما هي الانحراف عن شريعة الله ومنهجه متى كان وحيث كان خطيئة تنشىء آثارها في مشاعر الأفراد وفي أخلاقهم وفي تصورهم للحياة وتنشىء آثارها في حياة الجماعة وارتباطاتها العامة وتنشىء آثارها في الحياة البشرية كلها وفي نموها الاقتصادي ذاته ولو حسب المخدوعون بدعاية المرابين إنها وحدها الأساس الصالح للنمو الاقتصادي واسترداد رأس المال مجردا عدالة لا يظلم فيها دائن ولا مدين فأما تنمية المال فلها وسائلها الأخرى البريئة النظيفة لها وسيلة الجهد الفردي ووسيلة المشاركة على طريقة المضاربة وهي إعطاء المال لمن يعمل فيه ومقاسمته الربح والخسارة ووسيلة الشركات التي تطرح أسهمها مباشرة في السوق بدون سندات تأسيس تستأثر بمعظم الربح وتناول الأرباح الحلال من هذا الوجه ووسيلة إيداعها في المصارف بدون فائدة على أن تساهم بها المصارف في الشركات والصناعات والأعمال التجارية مباشرة أو غير مباشرة ولا تعطيها بالفائدة الثابتة ثم مقاسمة المودعين الربح على نظام معين أو الخسارة إذا فرض ووقعت وللمصارف أن تتناول قدرا معينا من الأجر في نظير إدارتها لهذه الأموال ووسائل أخرى كثيرة ليس هنا مجال تفصيلها وهي ممكنة وميسرة حين تؤمن القلوب وتصح النيات على ورود المورد النظيف الطاهر وتجنب المورد العفن النتن الآسن

إمهال المدين المعسر وتقوى الله بدل أخذ الربى

ويكمل السياق الأحكام المتعلقة بالدين في حالة الإعسار فليس السبيل هو ربا النسيئة بالتأجيل مقابل الزيادة ولكنه هو الإنظار إلى ميسرة والتحبيب في التصدق به لمن يريد مزيدا من الخير أوفى وأعلى وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون إنها السماحة الندية التي يحملها الإسلام للبشرية إنه الظل الظليل الذي تأوي إليه البشرية المتعبة في هجير الأثرة والشح والطمع والتكالب والسعار إنها الرحمة للدائن والمدين وللمجتمع الذي يظل الجميع ونحن نعرف أن هذه الكلمات لا تؤدي مفهوما معقولا في عقول المناكيد الناشئين في هجير الجاهلية المادية الحاضرة وأن مذاقها الحلو لا طعم له في حسهم المتحجر البليد وبخاصة وحوش المرابين سواء كانوا أفرادا قابعين في زوايا الأرض يتلمظون للفرائس من المحاويج والمنكوبين الذين تحل بهم المصائب فيحتاجون للمال للطعام والكساء والدواء أو لدفن موتاهم في بعض الأحيان فلا يجدون في هذا العالم المادي الكز الضنين الشحيح من يمد لهم يد المعونة البيضاء ; فيلجأون مرغمين إلى أوكار الوحوش فرائس سهلة تسعى إلى الفخاخ بأقدامها تدفعها الحاجة وتزجيها الضرورة سواء كانوا أفرادا هكذا أو كانوا في صورة بيوت مالية ومصارف ربوية فكلهم سواء غير أن هؤلاء يجلسون في المكاتب الفخمة على المقاعد المريحة ; ووراءهم ركام من النظريات الاقتصادية والمؤلفات العلمية والأساتذة والمعاهد والجامعات والتشريعات والقوانين والشرطة والمحاكم والجيوش كلها قائمة لتبرير جريمتهم وحمايتها وأخذ من يجرؤ على التلكؤ في رد الفائدة الربوية إلى خزائنهم باسم القانون نحن نعرف أن هذه الكلمات لا تصل إلى تلك القلوب ولكنا نعرف أنها الحق ونثق أن سعادة البشرية مرهونة بالاستماع إليها والأخذ بها وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون
إن المعسر في الإسلام لا يطارد من صاحب الدين أو من القانون والمحاكم إنما ينظر حتى يوسر ثم إن المجتمع المسلم لا يترك هذا المعسر وعليه دين فالله يدعو صاحب الدين أن يتصدق بدينه إن تطوع بهذا الخير وهو خير لنفسه كما هو خير للمدين وهو خير للجماعة كلها ولحياتها المتكافلة لو كان يعلم ما يعلمه الله من سريرة هذا الأمر ذلك أن إبطال الربا يفقد شطرا كبيرا من حكمته إذا كان الدائن سيروح يضايق المدين ويضيق عليه الخناق وهو معسر لا يملك السداد فهنا كان الأمر في صورة شرط وجواب بالانتظار حتى يوسر ويقدر على الوفاء وكان بجانبه التحبيب في التصدق بالدين كله أو بعضه عند الإعسار على أن النصوص الأخرى تجعل لهذا المدين المعسر حظا من مصارف الزكاة ليؤدي دينه وييسر حياته إنما الصدقات للفقراء والمساكين والغارمين وهم أصحاب الديون الذين لم ينفقوا ديونهم على شهواتهم وعلى لذائذهم إنما أنفقوها في الطيب النظيف ثم قعدت بهم الظروف ثم يجيء التعقيب العميق الإيحاء الذي ترجف منه النفس المؤمنة وتتمنى لو تنزل عن الدين كله ثم تمضي ناجية من الله يوم الحساب واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون واليوم الذي يرجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت يوم عسير له في القلب المؤمن وقع ; ومشهده حاضر في ضمير المؤمن وله في ضمير المؤمن هول والوقوف بين يدي الله في هذا اليوم خاطر يزلزل الكيان وهو تعقيب يتناسق مع جو المعاملات جو الأخذ والعطاء جو الكسب والجزاء إنه التصفية الكبرى للماضي جميعه بكل ما فيه والقضاء الأخير في الماضي بين كل من فيه فما أجدر القلب المؤمن أن يخشاه وأن يتوقاه إن التقوى هي الحارس القابع في أعماق الضمير ; يقيمه الإسلام هناك لا يملك القلب فرارا منه لأنه في الأعماق هناك إنه الإسلام النظام القوي الحلم الندي الممثل في واقع أرضي رحمة الله بالبشر وتكريم الله للإنسان والخير الذي تشرد عنه البشرية ; ويصدها عنه أعداء الله وأعداء الإنسان
19
2K

هذا الموضوع مغلق.

شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
تفسير الصابوني

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَا إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } أي اخشوا ربكم وراقبوه فيما تفعلون، واتركوا ما لكم من الربا عند الناس إِن كنتم مؤمنين بالله حقاً { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } أي وإِن لم تتركوا التعامل بالربا فأيقنوا بحرب الله ورسوله لكم قال ابن عباس: يقال لآكل الربا يوم القيامة خذ سلاحك للحرب { وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ } أي إِن رجعتم عن الربا وتركتموه فلكم أصل المال الذي دفعتموه من غير زيادة ولا نقصان { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ } أي إِذا كان المستدين معسراً فعليكم أن تمهلوه إِلى وقت اليسر لا كما كان أهل الجاهلية يقول أحدهم لمدينه: إِمّا أن تَقْضي وإِمّا أن تُرْبي { وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أي إِن تجاوزتم عمّا لكم عنده فهو أكرم وأفضل، إِن كنتم تعلمون ما فيه من الذكر الجميل والأجر العظيم ثم حذّر تعالى عباده من ذلك اليوم الرهيب الذي لا ينفع فيه إِلا العمل الصالح فقال { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } أي احذروا يوماً سترجعون فيه إِلى ربكم ثم توفى كل نفسٍ حسابها وأنتم لا تظلمون، وقد ختمت هذه الآيات الكريمة بهذه الآية الجامعة المانعة التي كانت آخر ما نزل من القرآن وبنزولها انقطع الوحي، وفيها تذكير العباد بذلك اليوم العصيب الشديد قال ابن كثير: هذه الآية آخر ما نزل من القرآن العظيم وقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم انتقل إِلى الرفيق الأعلى.
زهرة الفـل
زهرة الفـل
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين

فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لاتظلمون ولا تظلمون

وإن كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون

واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون ))
دموع التائبة
دموع التائبة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

" يآ أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و ذروا ما بقى من الربوا إن كنتم مؤمنين *

فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله و رسوله و إن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تَظلمون و لا تُظلمون *

و إن كان ذو عٌسرة فنظرة إلى ميسرة و إن تصدقوا فهو خير لكم إن كنتم تعلمون *

و اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يٌظلمون "
ام الريمان
ام الريمان
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


يايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا مابقى من الربا ان كنتم مؤمنين*فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون*وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون*واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لا يظلمون*
شهيدة فلسطين
شهيدة فلسطين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لاتظلمون ولا تظلمون وإن كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون ))
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا إن كنتم...
ذو