البغدادية الاصيلة
الأسلوب الخامس: من أسوأ أساليب السيطرة على الأبناء الصغار وأخطرها أثراً على نفسية الطفل: أسلوب التلاعب بالثوابت النفسية لدى الطفل، كأن تقول الأم لابنها إذا أخطأ: (ما أحبك) ، أو تجمع هذا الأسلوب السيئ مع أسلوب التهديد، فتقول بأسلوب التهديد: إذا فعلت كذا فأنا لا أحبك، فهذا أسلوب سيئ للغاية؛ لأن الأساس الذي يستمد منه الطفل قوته وثقته بنفسه وطمأنينته هو حب أمه له، فإذا هدد بهذا الحب ينشأ ضعيفاً غير واثق بحب أحد له، متعطشاً دائماً للمزيد من الطمأنينة لحب الآخرين له، و_للأسف الشديد_ هذا القلق وعدم الطمأنينة والحاجة للحب تخزن في العقل ولا يمسحها سرعة تغيير الأم لموقفها بابتسامة حنونة بعد استسلام طفلها لهذا التهديد الغريب، أبداً لا يمسحها، ثم إن الأم يجب عليها أن تصدق حتى مع الطفل فإن هذه الكلمة كذب، فهي في الحقيقة ستظل تحبه وإن فعل ما لا تريد، وإنما هي لا تحب الفعل بذاته وليس صاحبه، لا يستهان بالكذب مع الصغير، أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ عن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: "من قال لصبي: تعال هاك أعطك ولم يعطه كتبت كذبة"، و_للأسف_ مثل هذه الأم تهدي الأمة أجيالاً ضعيفة من الداخل بسوء استغلال هذه لعاطفة ابنها وحاجته لحبها
البغدادية الاصيلة
الأسلوب السادس: (كلمة عيب) :
يقول الدكتور عبد الكريم بكار في شريط (هكذا تكون الأمهات): "إن كلمة عيب تنمي عند الابن الشعور بالرقابة الاجتماعية فيفهم أنه من الخطأ أن يراك أحد تفعل هذا الأمر، وهذا يعني لا مشكلة لو لم يرك أحد.." انتهى كلامه، يعني تربية يومية على الرياء، وهذا سيئ جداً، والبديل الصحيح تنمية الشعور لمراقبة الله بدلاً عن مراقبة الناس – كما ذكرت صاحبة الرسالة التي ذكرناها في (رسالة أم) مقال سابق – وكيف قال ابنها إنها تجلس معه دائماً في الصباح وتنصحه وتذكره بأنه إن لم يكن يرى الله فإن الله يراه وتوصيه بالإخلاص وصدق النية وتغرس في ابنها بذلك سر الصلاح في الدنيا وسر الفلاح في الآخرة، هذا ما نريده تماماً تنمية الرقابة الذاتية في نفس الطفل بتنمية شعوره بمراقبة الله له
البغدادية الاصيلة
الأسلوب السابع من أساليب السيطرة الخاطئة: أسلوب الغضب والزعل :
يقول الدكتور قتيبة الجلبي في كتابه القيّم (100 سؤال) في مشاكل الأطفال: إن استعمال الغضب والزعل كوسيلة للسيطرة على تصرفات الطفل الخاطئة هي من أكبر وأكثر الأخطاء التربوية شيوعاً، فترى الأم تظل طول النهار عابسة الوجه غاضبة على طفلها وقد تصرخ به بين الحين والحين، وكأن هذا الزعل هو بالذات وسيلة للسيطرة على الطفل وتعليمه الانضباط.
ولو أن شرطياً لا يحق له استعمال أياً من سلطاته وكل ما يبديه هو العبوس في وجه المخالفين والصراخ هنا وهناك، هل تعتقد أن هناك من سيطيعه؟! أبداً ليس الخطأ إظهار زعل الوالدين أحياناً حتى يعرف المشاعر التي سببها، ولكن إظهار الغضب دائماً هو الخطأ. انتهى كلامه.
إضافة إلى ما في ذلك من استنزاف – أي: الغضب والانفعال – إضافة إلى ما فيه من استنزاف لأعصاب الوالدين وإرهاق لنفسيتهم وإضعاف تدريجي لقيمة غضبهم في أعين صغارهم، كل هذا يجتمع ليجعلنا نبتعد عن هذا الأسلوب
البغدادية الاصيلة
الطرق السليمة للسيطرة على الأبناء (العلاج): الخطوة الأولى: نَقْل العلاقة من الصراع إلى الوفاق، الوالدان يعيشون مع أبنائهم فيما يشبه حالة حرب على الواجبات المدرسية، على وجبات الطعام، على الحفاظ على أثاث المنزل، على الشجار بين الإخوان.. وهكذا، والحقيقة الأطفال لديهم طاقة ووقت لمقاومة ضغط الوالدين أكثر مما لدى الآباء، ولا يمكن كسب هذا الصراع إلا إذا كسبنا الأطفال أنفسهم، هل يمكن فعلاً أن نكسب الأطفال؟!!نعم يمكن أن نكسب أطفالنا من خلال بعض التعديلات على طريقتنا معهم ستكون متعبة في البداية فقط ثم ستكون متعة في حد ذاتها _إن شاء الله_:أولاً: الاستماع بحساسية، الأب أو الأم الذي يستمع باهتمام لابنه ينقل له المعنى التالي (أنت أفكارك قيمة، أنت محترم وتستحق اهتمامي)، وهذا يعطيه رضا وهدوءاً داخلياً وثقة جيدة في نفسه وبمحبة أهله وتقديرهم له، حب الاستماع من الابن يشعره بقبولنا له على طبيعته واحترامنا لشخصيته وتفهمنا لحاجاته.
ثانياً: الامتناع عن إلقاء القنابل والمتفجرات عليه.. كيف؟!!
1 – أي الامتناع عن الإهانات.. يا قليل الأدب، يا قليل الحياء، أنت ما تفهم، ولا يمكن أن نتوقع من الطفل احترام نفسه والآخرين إذا كان والداه يهينانه بهذه الطريقة.
2 – التنبؤات والتوقعات السلبية، مثل: أنت راسب نهاية هذه السنة.
3 – التهديد: إذا ما سمعت الكلام تجلس في البيت ونذهب ونتركك وحدك أو خلّك تضايق أختك تشوف وش أسوي لك!!
4 – الاتهامات: أكيد أنت الذي ضربت أخاك، أكيد أنت الذي كسرت الإضاءة، أو نتهمه بأنه ما يسمع الكلام.
5 – الدعاء على الابن: ونحذر من الدعاء عليه، مثل: الله يأخذك أو الله يعلك، وهذه خطيرة جداً، قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم لا توافق من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم".
ثالثاً: ذكر الوالدين مشاعرهم وأفكارهم بدون هجوم: يحرص الوالدان على ذكر مشاعرهم وأفكارهم بدون هجوم على شخصية طفلهم وكرامته، كما يحرصون على إبداء رأيهم سواء مدح أو ذم للسلوك نفسه وليس الطفل وهذا مهم جداً.

إن هذه العناصر الثلاثة السابقة، وهي: الاستماع، والامتناع عن إلقاء القنابل عليه، وذكر الوالدين مشاعرهم وأفكارهم بدون هجوم عليه، هذه العناصر تخلق جواً ودياً يشد الطفل أكثر لوالديه بسبب مواقفهم العادلة ومراعاتهم لمشاعره وظروفه ولباقتهم معه، وهذا كله يجعلهم يكسبون الطفل تماماً ويملكون أقوى وسيلة للسيطرة عليه.
البغدادية الاصيلة
هناك بعض الألعاب البسيطة التي لاتستدعي تواجد الأم عند طفلها لعملٍ ما ، وهي كثيرة نذكر بعضها:
1- طباعة رسوم جميلة من الكمبيوتر ( غير روحية )وهي متواجدة بكثرة في النت ، وتهيأة الجو الجميل للطفل كإجلاسه على طاولة وكرسي ووضع الألوان في علبة ملونة أو كأس بلاستيك ملون وتشجيعة على التلوين من غير أن يخرج خارج الإطار المحدد له ووعده بالقدوم بعد دقائق للإطلاع على الرسام الفنان ...... (فلان) .
2- الطين الملون أو مايسمى بـ ( الصلصال ) وجعله يعيش التفاصيل الدقيقة للتشكيل وتعليمه بعض الخطوات البسيطة ليسير عليها ، مثل : مسطرة صغيرة يقص بها شكل ما أو يخط بها خطاً على الصلصال ، أيضاً بعض الفصوص الصغيرة ليعمل بها شكلاً ، قلم ليكتب بهاكلمة أو يفرغ جزء ، قوالب يعبأ بها الصلصال لتأخذ شكلاً .....
3- من الضروري جداً لمن لديها فناء لو بسيط أن توفر كمية مناسبة من التراب تضعها مثلاً في بانيو بلاستيك لطفل( قديم لايستخدم ) أو علبة كبيرة بلاستيك أو.......... ودلو صغير به ماء قليل ، وتجعله يشكل به أشكال عدة ...( أنا عن نفسي جربته والله إنه جميل ينمي تفكير الطفل وجل وقته يلهو به من غير أن يشعر فمرة يشكل نفق ومرة صحن كبة ومرة يدفن دمية ومرة يصف الحيوانات البلاستيكية ويضع حولها أعواد شجر كأنها حضيرة ، ومرة يعمل بها مرتفعات ومنخفضات ويمشي بالسيارة الصغيرة عليها كأنة كاشت في البر أو يطعس ، جمييييييييل جداً وأتحدى طفل ما يحب التراب والماء أصل خلقتة ... وضروري التنبية على شروط وضوابط : أن لا تدخل ذرة تراب في البيت بل يعدم المكان الذي هو متواجد فية كيفما شاء ، وإن حصل خطأ ينظفه بنفسه ، طبعاً هذه اتفاقات مسبقة ، وستجدون بإذن الله ما يسر خاطركم ) .
4- طشت به ماء قليل يوضع في فناء المنزل ، ومن ليس لديها فناء فالبلكونة على قولة الكويتيين ، وقوارب صغيرة من البلاستيك وإن لم توجد فورق مقوى يجلد بتجليد تمنع إختراق الماء للورقة ويعمل منها قارب كبير وآخر صغير مع مجموعة من السمك البلاستيك أو السمك المعمول بنفس طريقة القارب من الورق المقوى المجلد ويلعب به الطفل ، وممكن إضافة مربع من خيشة البصل كأنة شبكة صيد ترفع بخيط للقارب ..... ممكن الإستعانة بعلبة طعام بلاستيكية أو العلب المتبقية بعد الطلب من محل وجبات سريعة كقارب .
5- الكراتين المتبقية بعد مقاضي البيت تعمل كسرير لطفلة يفرش بمفرش قديم غير مرغوب في استعمالة ، أو حوافة تعمل كحضيرة لحيوانات بلاستيكية ، أو يوضع به مخدة لاتستعمل لقدمها ويركب به الطفل على أنها سيارة أو وسيلة نقل ويدفعه أخوه الآخر أ أختة أو أمة ...... ممتعة للأطفال .
6- ممكن للبنات الحلوات أعطائهم دورة تدريبية على مستواهم الطفولي في أعمال المنزل ( أنا أعتبرها من الواجبات لأمهات البنات وضروري توسعة الصدر عليهم ) :
أ: بروش يدوي صغير ( مكنسة ومكرافة) يكنسون ورق الشجر المتساقط في الحوش أو شوي تراب بعد الغبار اللي جانا هالأسبوع ، ليس من الضروري تنظيف البنت على الوجه الأكمل لكن أهم شئ عطيتها فكرة .
ب: إسفنجة وعلبة صغيرة بها ماءوقليل قليل من الصابون ويفرك به بعض البقع المتلطخة على الجدران ، أو تفرك به بقعة على السجاد أو تفرك بها الثلاجة أو البرادة أو الفرن أو دواليب المطبخ أو أو أو ....
ج: فوطة مبلولة تمسح بها طاولات البيت أو المكاتب أو حواف السرير أو الأبواب أو أو أو ....
د: ترتيب الألعاب وصفها وهذي تتطور بعدين إلى أنهم يعملوا محل ويبيعون ألعاب فيه وياخذهم الوقت ويستانسون .
هـ: ترتيب الأسرة أو تصفيط الفوط والشراشف ، أو ترتيب الأحذية في الرف المخصص لها.
و: تجميع الملابس المتسخة ووضعها في السلة لغسيلها ، أو تجميع النفايات من سلات المهملات ورميها في المكان المحدد لها أو توزيع علب المناديل الجديدة في أنحاء المنزل .......
(هنا من المهم الرفق بالطفل فلا يكون بالإجبار ويعاقب إن ترك فعلة لأنن قلنا دورة تدريبية يعني بين فترة وأخرى وتصلح من ثلاث سنوات فصاعد ) .