خلق الله تعالى الانسان على فطرة قويمة، واقتضت مشيئته وحكمته أن يبتليه بواجب العمل في الدنيا مهتديا بهدي الله سبحانه وتعالى00
فمن وجه قواه الروحية نحو الله تبارك وتعالى، مستمداً منه الهدى فان الله سيغمره بالنور00
( أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه000)سورة الزمر22
واذا ثابر بعد ذلك على الاهتداء فانه تعالى سيزيده هدى على هداه حتى تتم له التقوى00
( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) سورة محمد 17
اما الذي يدس نفسه، فلا يطلق قواه الروحية نحو الله تعالى بالعبادة00 فانها تقسو:
( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله، أولئك في ضلال مبين) سورة الزمر22
والانسان يظهر بجسمه ولكن الفعالية تأتي من الروح، فاختلاف شخص عن آخر في الاتجاه والتفكير والعمل انما يأتي، بالدرجة الاولى، من اختلاف سلامة الروح ، وقوتها، وقدرتها على دفع الجوارح للعمل0
فللروح دور اساسي في تنمية فطرة الانسان التي خلقت في احسن تقويم، وكيلا يرد صاحبها الى اسفل سافلين 00 كما قال الله تعالى:
( لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم* ثم رددناه أسفل سافلين* الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) سورة التين1
وانغلاق القلب، أو القوى الروحية 00 عن نور الاسلام يكون عادة بسبب استحباب الانسان الحياة الدنيا على الآخرة، وغفلته عن الحقيقة الكبرى، وهي قيام الساعة وانبعاث الناس من القبــــور
ووقوفهم أمام محكمة الرب وحصولهم على الجزاء الأوفى00 مع ان ارسال الرسل ودعوة الناس الى الايمان بالغيب، انما من أجل تذكيرهم لهذه الحقيقة المهمة!! وترشيدهم الى الصراط المستقيم،
فلا يفاجأ أحد على غفلة:
( 000 ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم* ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين* أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم* وأولئك هم الغافلون* لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون)النحل106-109
( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها* وتوفى كل نفس ما عملت* وهم لا يظلمون)النحل111
وفي ذلك اليوم سيثبت الله الحجة على الكافرين بأنه قد أنذرهم:
( يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا*قالوا شهدنا على أنفسنا* وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين* ذلك أ، لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون* ولكل درجات مما عملوا* وما ربك بغافل عما يعملون)
سورة الانعام130-132
*****************************
من كتاب ( الانسان والغيب) لكاتبه يحيى صالح با سلامة0
الشموسة @alshmos
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
البحار
•
أختي الكريمة الفقيرة لله..
موضوع جميل وفيه عبر وفائدة..
وهنا أود المشاركة في توضيح الفرق بين النفس والروح...
فهناك الكثير منا يخلط بين الروح والنفس..
فدائما يتم التعبير عن الروح بصفات خاصـة عن النفس..
فمثلا كمن يقول روحه زهقت أو ملت أو ضجرت أو تهوى..
ولقد جاء القران الكريم لكي يبين لنا هذا الفرق..
فيقول عز وجل (( ونفس وما سواها فا لهمهـا فجورها وتقواها،
قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ))..
وقوله تعالى (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ))..
وقوله (( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله))..
فالنفس هي المتهمة في القران بالوسواس والفجور..
والطبيعة الأمارة.. والنفس في القران تتزكــى وتتطهـر..
وتوصف باللوامة والمطمئنة.. والراضية المرضية..
أما الروح في القران فتُذكر دائما بدرجــة عالية من التقديس..
والتنزيه والتشريف.. ولا يذكر لها أحوال من عذاب أو هـوى..
أو شهــوة ولا تذوق الموت..
إذاً فحقيقة الإنسان هي نفسه والذي يُولد ويُبعث ويُحاسب و يُمتحن
ويُبتلي هي النفس.. أما نصيبنا من الروح فهي النفخة التي ذكرها القران في قصـة خلق آدم ( اني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )..
والروح ما هي الا نور ربي..
..................................................
بارك الله فيك أختي الفاضلة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
موضوع جميل وفيه عبر وفائدة..
وهنا أود المشاركة في توضيح الفرق بين النفس والروح...
فهناك الكثير منا يخلط بين الروح والنفس..
فدائما يتم التعبير عن الروح بصفات خاصـة عن النفس..
فمثلا كمن يقول روحه زهقت أو ملت أو ضجرت أو تهوى..
ولقد جاء القران الكريم لكي يبين لنا هذا الفرق..
فيقول عز وجل (( ونفس وما سواها فا لهمهـا فجورها وتقواها،
قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ))..
وقوله تعالى (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ))..
وقوله (( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله))..
فالنفس هي المتهمة في القران بالوسواس والفجور..
والطبيعة الأمارة.. والنفس في القران تتزكــى وتتطهـر..
وتوصف باللوامة والمطمئنة.. والراضية المرضية..
أما الروح في القران فتُذكر دائما بدرجــة عالية من التقديس..
والتنزيه والتشريف.. ولا يذكر لها أحوال من عذاب أو هـوى..
أو شهــوة ولا تذوق الموت..
إذاً فحقيقة الإنسان هي نفسه والذي يُولد ويُبعث ويُحاسب و يُمتحن
ويُبتلي هي النفس.. أما نصيبنا من الروح فهي النفخة التي ذكرها القران في قصـة خلق آدم ( اني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )..
والروح ما هي الا نور ربي..
..................................................
بارك الله فيك أختي الفاضلة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الصفحة الأخيرة
<P><FONT face="Lucida Handwriting" color=#999999 size=4>وجعلها الله في موازين حسناتك</FONT></P>