..
لست من هواة الكتابه على الورق الوردي
إ يمان مني أن اكثر من يتحدث عن الحب .. أقل من يستشعرها
المحبه .. كــ ضرورة وجود
قرأت مؤخرا أن العلم الحديث توصل الي أن ( التفاعلات النفســ ـروحيه ) تتلخص في خمس حالات :
الفقد
العار
الانتقام
الرغبه
وآخرها يرتكز .. الحب
ولأن الحب هو التفاعل الاوحد فيما بينها ذا ( القيمه الساميه )
فهو جدير ( ولا سواه ) بأن يستوطن دائرة حياة كل منا
فالاسلام وما قبله من اديان سماويه كان الحب غيها ( نبض ) للدعوه
التيارات والحركات والمذاهب على مر العصور بأختلاف توجهاتها وأشكالها لم تكن لولا أن ( دعمت ) ركائزها و مفاهيمها بمصل الحب حتى ( تجد ) الرواج المنطقي والطريق المعبد الي النفوس
المحب الاعظم
محمد صلى الله عليهم وسلم ( المحب الاعظم ) ... استأثر .. بدعوته ( المستجابه ) وأجلها الي يوم القيامه ( محبة ) في امته حتى يدعوا لهم بالشفاعه ..
السؤال
اين اهل الدعوه والدين من محبة العصاه عند دعوتهم الي طريق الخير والصلاح ؟
ادرك ( طبعا ) أن الدعاه لا يألون جهد في سبيل ايصال الخير لمن ضلوا طريقه ...
لكن تشتت طاقاتهم بين دعوة نتنظر حضور المفرطين والعصاه اليها وبين دعاة الي الدين والصلاح بطرق تشعرك وكأنهم يطبقون تشريعات واحكام وعقوبات على المخطئين
متناسين أن جل القضيه ( انقاذ ) الناس من العذاب وليست القضية ( تطبيق ) حدود وعقوبات
ولو امعن اهل الدعوة النظر لوجدوا أن الدعوه بدافع الحب وليس سواه تقتضي أن تدعو العاصي الغافل المذنب لتكسبه وتنقذه من العذاب وليس أن تقيم عليه الحد كعقاب ربما ينفره حتى لا تجد في قلبه مكان لغير الكراهيه
وما حكمة الله تعالى في تعامله مع فرعون ( لعنه الله ) حينما ارسل اليه موسي عليه الصلاة و السلام في قوله تعالى ( اذهبا الي فرعون أنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) الا دليل ودرس الهي رباني في كيفية الدعوه
غير متجاهلين أن فرعون قال ( انا ربكم الاعلى ) وما امهال الله له خمسون عاما وتوصية موسى وهارون بالدعوة بـ( اللين ) الا دليل لا يقبل الشك أن في هذا درس عظيم ورحمة اعظم
او تظن الله لم يطلع على الغيب ويدرك سبحانه أن فرعون لن يتوب ؟
قطعا لا .. بل الله تعالى بعلمه يطلع على الغيب وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ..
ولكنه ( درس ) لنا في كيفية الدعوه بدافع المحبه
وأن الهدف انقاذ العباد من العذاب
بإخراجهم من الظلمات الي النور
وبجذبهم الي الطاعات بدلا من تخبطهم في ظلمة المعاصي كي لا يهلكوا
وليس كـ تطبيق عقوبات !!
مدى المحبه
الواحده ظهرا والشمس في كبد السماء
فقير يدفع امه في كرسيها المتهالك والمسمى ( متحرك) مجازا .. يختزل كل بؤس الارض في ملامحه
يشاهده شاب يمر بسيارته .. يتوقف .. يعود اليهما .. يحدثهما .. ثم ينزل من سيارته ..
يفتح باب السياره ليساعد الام العجوز على الركوب
ومن ثم يحمل كرسيها المتحرك بمساعدة ابنها ليودعه في السياره وينطلق بهما الي حيث ارادا
الملفت في المشهد والذي ( اقسم بالله أنني رأيته بأم عيني ) أن الشاب كان يركب ( رولز رايس ) .. حيث لم تتقصر مساعدته لهما بأن يدفع قيمة ( الليموزين ) مثلا ...
بل ( فضل ) أن يقوم بهذا العمل الانساني بدافع المحبه
دون أن تغرر به نفسه وتخدعه وتستنكر منه هذا العمل ( تكبرا ) فهو من يركب سيارة المليون ..
........ و امداء
هذه هي المساحة التي اريد التحرك فيها .. المحبه
بكل صراحه وحياد ..هل قمنا بعمل انساني تجاه الاخرين بدافع المحبه ؟
أنا لا اعني تلك التبرعات التي تدفع لجهات معينه او تلك الصدقات التي تدفع للفقراء في الاسواق والمساجد والشوارع
قطعا اجرها عظيم وثوابها كبير ولكن انا اعني الاعمال الخيريه تجاه ( الاخرين ) في كل المجالات وبأشرف منا ومن صنع ايدينا !!!
....
حدثني صديق يعمل في احد المستشفيات ان هناك شاب اعتاد على زيارة المستشفي بشكل دوري ليزور المرضى ويسلم عليهم ويسأل عن حالهم ويقدم لبعضهم الورود ولبعضهم المال اذا احتاجوا
....
فتاة ( اعرفها ) كفلت اسره ( أم وايتامها ) .. اعتادت على أن تزورهم وتجالسهم ..بل انها اخذتهم بنفسها الي البنك ليكتتبوا في احد الاكتتابات المطروحه بدعم منها وتحت اشرافها
....
فتاة اخرى ( اعرفها ) كسبت مبلغ يفوق العشرين الف ( من الاسهم ) ... فما كان منها الا ( تكفلت ) بعدد من الحجاج في موسم الحج الماضي ببضعت الاف.. ومن ثم كانت ترغب أن توزع ( بنفسها ) مبلغ العشرين الف ( المتبقيه ) .. على الاسر المحتاجه ولظروف معينه لم تستطع .. فـ كلفت من تثق به بالوقف على توزيع العشرين الف على الاسر المحتاجه برغم انها كانت تعرف طريق جمعيات البر الخيريه .. ولكن دافع المحبه جعلها تفضل تلك الطريقه بشكل شخصي
....
ايضا حدثني احد الاطفال اللذين اعتدنا رؤيتهم عند ( اشارات المرور ) أن فتاه عطفت عليهم واخذتهم ذات مساء الي ( ماك دونالد ) وقضت معهم ساعات تشاركهم اللعب والضحك
....
صديق يقوم بعمل ( مضحك ) ولكنه قمة في الانسانيه والرحمه .. في كل مره يكون هناك دجاج على المائده .. يصر على ان ياخذ ( بقاياه ) عند الانتهاء من الاكل .. ليوزعها بنفسه على ( قطط الشوارع ) .. بل ويصر أن يقوم بهذا العمل بنفسه وليس الخادمه
....
كنت اجلس في السياره بعد صلاة الفجر ..فإذا بشخص يسير عائدا من المسجد الي بيته .. ليجدا ( عامل ) يغسل احدى السيارات في جو بارد قارص .. وقف الرجل وتحدث مع العامل قليلا .. ثم خلع ( الاوفر كوت ) الذي كان يرتديه ومنحه العامل .. حيث كان يرتدي ملابس حفيفه .. ولم يكن يعلم بوجودي ورؤيتي لهذا العمل العظيم
....
بل أنني اظن أن السبب الرئيسي في ( هداية ) و توبة احد اشهر شعراء السعوديه عن لعب ( القمار ) أنه كسب ذات مره مبلغ مئتي الف من لعبة قمار في احد كازينوهات القاهره .. فما كان منه الا توجه الي احد الاحياء الفقيره وقام يتوزيع كامل المبلغ على الفقراء ( لانه لا يأخذ اموال القمار الحرام ولكنه يلعب للتسليه كما يزعم ) وبعدها تدريجيا اقلع عن لعب القمار .. وتاب منها .. فلربما رحمة نزلت به من الله .. لرحمته بالمحتاجين
اسأل نفسك ؟؟
أينك .. وايني ..؟؟ من تلك الاعمال الانسانيه الرائعه بدافع المحبه والرحمه والعطف ومساعدة الاخرين ؟
قد تكون الفرص قليلة للقيام بأعمال خير للاخرين .. لكن يجب أن ( نحاول ).. أن نبحث عنها ونخلقها أن عدمت .. وهذا لا يقتصر على الفقراء او المعووزين .. كل من حولنا يحتاج مساعده .. ايا كانت
الابتسام بحد ذاته من اعظم اعمال المحبه .. مراعاة مشاعر العماله في البيت والاسواق والمطاعم بالكلام اللين والابتسام والشكر والثناء والسؤال عن الاحوال والاهل والاطفال عمل ذا مردود رائع على الاخرين
....
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
( احب الناس الي الله انفعهم للناس , واحب الاعمال الي الله عز وجل سرور تدخله على مسلم او تكشف عنه كربه او تقضي عنه دين او تطرد عنه جوع , ولأن امشي مع اخي المسلم في حاجة احب الي من أن اعتكف في المسجد شهرا )
فما عظم الله تلك الاعمال واجزل لها الاجور الا دعوة للمحبه والرحمه
قرينة الحقيقه
الحب في شكله الاجتماعي بدأ ياخذ مسار صعب ومنعطف خطر في حياتنا
علاقاتنا بالاخرين ( مكهربه ) تحت تأثير ظغط الحياة و ظروفها ..
حتى اصبح الحب ( اجتماعيا ) سور ابيض يخلف خلفه ارض جرداء مليئة بالمسامير ..
فالمصالح طغت .. والمنافع تحكم المنطقه ..
وان كان ذلك بشكل مقنع ومختبئ خلف المجاملات والتمويهات والرتوش المنمقه
- حلفة زواج بعشرات الألاف .. يخرج منها القائمين على الزواج بالانتقاد والنميمه والسخريه من قبل المدعووين
- المبالغه والتكلف في الزواجات ليس ( كرما ) وانما لاستعراض الامكانيات ولـ( إغاضة ) المعارف والاقارب
- الابتسامه اصبحت ذا معنى مفسر .. ( مسبقا ).. ذا اغراض سيئه ونوايا غير نبيله
- بعض الاباء يمنعون ابنائهم من مصادقة ابناء الطبقات الاخرى
- لم نسمع يوم بعمل موحد جماعي لأصلاح خلل ما في الحي .. بل الكل يرفض في انتظار الجهات المعنيه وحسب
- لم نسمع يوم ببيت مال للعائله لحل اي مشاكل تخص ابناء العائله او صناديق مشتركه
- في عالمنا العربي وحسب ( الخادمات ) يعملون طيلة ايام الاسبوع بدون اي اجازه اسبوعيه .. وبأبخس الاجور ايضا !!!!!!!!!!!!
وغيرها كثير
دوامة الانهزام
الحب في العلاقات بين البنات والشباب ( بغض النظر عن رأي الشرع ) الا أنه شئ لا يمكن أن نغفل النظر عنه
فهو منتشر وواقع لا يمكن لاحد انكاره الا من المتنعمين ( نسبة للنعام )
لكن حقيقة هذا الحب .. غالبا ما تخلو من الحب في حقيقة امرها
تختلف الانواع و الاهداف والرغبات
الا أن الحب كـ حب يكاد يكون قليل ( برغم قناعتي بوجوده )
الكثيرين يستغلون فكرة الحب للوصول الي الغايات ..
شباب او بنات
ولست هنا بصدد الحديث ( السامج ) ( الممل ) حول الاغراض الدنيئه لممتطي الحب
فالكل يعرفها... ونقرأها دوما ولست ابحث عن ( غثيان ) من جراء كلام مكرر ..
لذا اغلب العلاقات لا ينتج عنها زواج حيث أن الحب كان ( كذبه ) او ( وهم ) ليس الا
رحمات ثلاث
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
كان الفقر سمة الناس .. ويطبق على الاغلبيه من المسلمين ..
وفي ذات مره .. توجهة أم وطفلتيها الي منزل الرسول .. بعد أن ضاقت بها السبل وعجزت عن اطعام طفلتيها وعن اطعام نفسها ..
طرقت الباب .. لاجئة الي منزل الرسول الكريم .. ظن منها أنه ايسر منها حال ..
ففتحت ام المؤمنين عائشة حيث لم يكن الرسول في المنزل .. فشكت اليها المراءه ضيق حالهم وجوع طفلتيها ..
فما كان من ام المؤمنين الا أن بحثت في البيت عن زاد ولم تجد الا ثلاث تمرات ( لا سواها ) ..
فعز عليها حال المراءه وطفلتيها .. فأثرتهم على نفسها وبيتهم برغم جوعها ..
فخرجت اليهم بالتمرات الثلاث .. واخذت الام التمرات ومنحت الطفلتين تمرتين وابقت واحده لها ..
فما كان من الطفلتين الا أن اكلتا التمرتين في عجل من شدة الجوع ..
وحينما رفعت الام التمره الي فمها لتأكلها .. لمحت عيون طفلتيها تتوجه نحوها جوعا ..
فما كان منها الا أن قسمت التمرة الاخيره نصفين ..ومنحتهما اياها ..
وام المؤمنين تنظر للمشهد ..
فما كان من الرسول الكريم حينما اخبرته عائشه بتكل القصه العظيمه ..
الا أن قال .. انها رحمات ثلاث .. عائشه رحمة الام وطفلتيها واثرتهم على بيتها ونفسها .. والام لاحمة
طفلتيها واثرتهما على نفسها .. والله تبارك وتعالى من فوق سبع سموات كان ينظر اليهم فرحمهم .. وغفر لهم جميعا .. فكانت اعظم الرحمات الثلاث .. بدافع المحبه
تضاريس العواطف
@ ليس هناك من يحيا بالقنوط والكراهيه ويموت بالامل والمحبه
@ زحزحت المشاعر ومحاولة تحريكها نحو عاطفة الحب لاتحتاج سوي تعريضها لمواقف ومشاهد تلمس العواطف
@ الانانية .. اخطر واكبر واشرس اعداء المحبه
@ في عالمنا الكراهيه ظاهرة .. بينما الحب حاله
@ برغم تفوق الغرب علينا في ترجمة المحبة فعليا .. الا اننا نفوقهم بمليلايين المراحل عاطفه ومحبه
@ المراءه الكائن الاول في عطاء المحبه والكائن الاول المستغل تحت اسم المحبه
@ فيلم ( فورود تو ات ) يعرض فكرة تحويل مساعدة الاخرين الي المساعده بدافع ذاتي وهو المحبه
@ كل الرحمات بنات الحب
@ غزارة انتاج مشاعر المحبه ..غير مجدية غي ظل توزيع سيئ للعواطف
@ ثق دوما أن هناك من يحتاج أن تربت على كتفه ..حتى وان كان ( عامل المصبغه )
@ العمل التطوعي في الجمعيات المدارسيه والجامعات عمل خير حتى و‘ن كان في شكل هروب من الروتين
@ مهما انعدمت فرص العمل الخيري .. بالامكان خلق فرص في كل زمان ومكان
@ متخاذل .. من يوهم نفسه أن عمل الخير يعتمد على المال وحسب ..فـ رجل دخل الجنه بسبب ابعاده لشجره عن طريق الناس
@ الابتسامه .. لغة عالميه تفتح الطريق لكافة القلوب
@ عديمي الثقه ..هم من يخجلون من المبادره الي عمل خير للاخرين
في داخل كل منا دولة حب
ولكنها مهزومه
فلنرفع الرايات البيضاء .. حتى اشعار آخر
إن لم نتحرك !!
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وايضا بشأن ترجمة البعض للحب وجعلوها كلمة يشوبها العار وذلك بجعلها مقتصره على معنى واحد .....متناسين ان حب الله سبحانه ورسوله وحب الخير وحب الناس وحب العطاء والرحمه والتعاطف هي كلها امور من صميم المحبة وفي نفس الوقت هي محبة ساميه وعميقه ومهمه....
شكرا مره اخرى على الموضوع الجميل....