الحمد لله وحده.
ديننا دين الإسلام، وليس دين الإنسانية الذي يروجون له.
ديننا فيه دعاء لـ .. ، ودعاء على..
فيه سيف بالحق والعدل الذي قاله الله لا ما قاله غيره، وفيه رحمة للمستحق، والمستحق يبيِّنه الله، لا غيره، والرحمة كما بيَّنها الله لا غير الله.
ديننا فيه جلد العاصي شارب الخمر وغيره، وقد يكون محبا لله ورسوله، لكن الله أمر بجلده، فهذه رحمة به، حتى يكف عن ما يفسد آخرته.
وفيه قتل العاصي الزاني المحصن والزانية المحصنة، وقد تكون شهوتهما قد غلبتهما، زنية واحدة، يموت بها.
وهذا هو حكم الرحمن الرحيم، الحكم، العدل، الذي يحكم ما يريد، ويفعل ما يشاء في ملكه.
وفي ديننا: تغريب الزاني غير المحصن والزانية غير المحصنة، يُجبر على أن يترك أهله وبلده، عقوبة على الزنا، وهذه هي رحمة الله وعدله، وقضاؤه وشرعه.
مع أن هذا قد لا ترضاه الإنسانية وحقوق الإنسان التي قررها المخلوقون.
ديننا يرحم، لكن يرحم كما يعلمنا الله، وكما يحب الله، وكما يريد الله، لا كما نحب، ولا كما نفسر الرحمة، ولا كما نريد.
فإنما نحن عبيد، ليس لنا من الأمر شيء.
ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم له من الأمر شيء، بل هو مبلِّغ عن الله، فمن شاء فليتبعه ومن شاء فلا يتبعه، وحساب هذا وهذا عند الله.
ديننا يرحم أهل الكتاب، فيأمرنا أن نبَرَّهم ونقسط إليهم فلا نظلمهم، ونؤاكلهم ونتاجر معهم، ولا نؤذيهم، ولا نتعرض لكنائسهم المبنية قبل حكم الإسلام في البلد.
ونهنئهم في فرحهم الدنيوي، ونعزيهم في حزنهم الدنيوي، لعل الله يفتح قلوبهم لنصف رحمتنا الآخر بهم، وهو الآتي.
وهذه نصف الرحمة لهم، فأوجب علينا ديننا أن نكملها بالنصف الآخر، حتى نتبع شرع الله كله، ونحقق رحمة الله كلها، ولا نكون كالذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.
فالنصف الآخر: ألا نأذن لهم في بناء كنيسة بعد دخول الإسلام البلد، ولا نهنئهم بالأعياد التي يكفرون فيها بالله!
كيف نهئنهم على شيء لا يرضاه الله، وأمرنا الله أن ننهاهم عنه؟!
بل: نبيَّن لهم أنهم في خطر الكفر، بأن ندعوهم إلى سبيل الله، وهو الإسلام، وندعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فبذلك نرحمهم أهم رحمة، بأن نوصل لهم الدين الحق، وننهاهم عن الدين الباطل.
وهذه أعظم الرحمة وأهمها، حتى لا يخلد الواحد منهم في النار، ونكون من أسباب ذلك، عندما تركناهم بلا دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأخبرنا رسول الله ألا نبدأهم بالسلام، وألا نوسع عليهم الطريق، وأمرنا الله أن نأخذ منهم مالا قليلا، جزية، لعلهم يتعظون، ويفكرون، فيؤمنون قبل فوات الأوان.
ديننا يبغِّضنا في الفساق المجاهرين، ويدعونا لنفرح بزوال الفسق إذا تابوا، أو إذا ماتوا.
وهذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (مستراح منه).
وكذلك فعل أصحابه في حياته، صلى الله عليه وسلم.
فلا يكن نصيبك من رسول الله: الصلاة عليه، ثم مخالفة هديه.
وإلا: فمن شاء فليتبعه، ومن شاء فليعصيه، وحساب هذا وهذا على الله.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
الشيخ خالد بهاء الدين
الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
موضوع رائع