د. جاسر الحربش : السعوديون يعبثون بالوقت والصحة والمال ثم يشتكون من الامراض

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لماذا يمرض الشعب السعودي ؟
د جاسر الحربش
لا أعتقد أنه يوجد شعب آخر غير الشعب السعودي لديه نفس القدرات على العبث بالوقت والصحة والمال وتضييعها على المتع التافهة. الأمثلة على المتع التافهة والضارة أيضا كثيرة، وليس لها علاقة سلبية أو إيجابية بالأخلاق الحميدة. هي فقط ممارسات لا تضيف شيئاً مفيداً للعقل ولا للمهارات ولا لصحة النفس والبدن. السهر الطويل لربات البيوت أمام المسلسلات والبرامج الفضائية حتى ساعات الفجر، ثم الاستيقاظ مع صلاة الظهر، هذه واحدة من أهم الممارسات الشائعة للعبث بالوقت والصحة والمال. من بين كل عشر مراجعات للعيادات الطبية تشتكي سبع أو ثماني سيدات من عسر الهضم وحرقة المعدة وانتفاخ البطن والإجهاد السريع وضيق التنفس. عندما تسأل إحداهن عن برنامج حياتها اليومي تكتشف أنها تسهر حتى ساعات الفجر أمام التلفزيون، ثم تنام حتى الظهر، لتستيقظ بمزاج البائس التعيس الذي لم ير نور الصباح ولم يستنشق هواء نقياً منذ أعوام طويلة. بالفحص الطبي يتضح عند هذا النوع من ربات البيوت مجموعة من الأمراض الناتجة عن العبث بالوقت والحياة. عضلة المريء ترتخي مما يسبب الارتجاع الحمضي. والأمعاء تصبح طبلاً مليئاً بالغازات المتخمّرة من وجبة العشاء المتأخرة، والكبد غارقة في الدهون، وهناك فقر دم رغم السمنة الظاهرة، وعضلات الأطراف ضامرة رغم ضخامة الجذع والبطن، وطاقة التنفس هزيلة والعظام هشة بسبب نقص فيتامين د وعنصر الكالسيوم، لانقطاع التعرُّض لأشعة شمس الصباح. ما هي إلا سنوات قليلة ثم يداهم مثل هذه السيدة مرض السكري والكوليسترول وحصوات المرارة وارتفاع ضغط الدم، ثم تتحوّل إلى عالة على منزلها ومصدر نزيف مالي مستمر على الأدوية والاستشارات الطبية. وعلى النقيض من هذه الكتلة العليلة من الشحوم تكون العاملة الآسيوية التي لا يزيد وزنها على خمسين كيلوغراماً، قادرة على العمل لمدة اثنتي عشرة ساعة متواصلة دون آلام عضلية ولا لهاث في التنفس ولا انتفاخ في الأمعاء، تضع رأسها على المخدة قبل منتصف الليل فتستمتع بنوم عميق مريح ثم تصحو في السادسة صباحاً مثل العفريت. تنازلت ربة البيت عن استثمار وقتها فيما يفيد، وأهملت الشروط الضرورية لاكتمال الصحة ودفعت المال للعاملة لتنوب عنها في إدارة المنزل. ضحّت بكل ذلك مقابل السهر ساعات إضافية على مسلسلات وبرامج تافهة في الفضائيات. هذا النموذج من ربات المنازل لا يتواجد فقط في الطبقات الغنية المرفّهة، بل تجده في أغلب البيوت حتى في أبعد قرية سعودية عن العمران. الشبان والشابات من طلبة المدارس والجامعات، مصابون أيضاً بداء السهر وبنفس العلل الصحية المترتبة عليه، لأنهم يسهرون حتى بعد منتصف الليل على أجهزة الدردشة وبرامج التلفزيون. الرجال في مثل هذه البيوت لديهم نفس الاعتلالات والأمراض، لأنهم يدمنون السهر في الاستراحات وملاحق المنازل، ويتناولون وجبات عشاء دسمة بعد منتصف الليل من أقرب مطعم فيصبح الحال من بعضه. السائق الأجنبي هو الذي يقوم بأداء الأعمال التي تتطلب الالتزام بشروط الصحة والنشاط. قبل سنوات الطفرة الأولى لا أعادها الله، كان الناس عندنا ينامون بعد صلاة العشاء بساعتين على الأكثر، وينهضون مع بواكير الفجر الأولى مكتملي الحيوية والنشاط، ومع طلوع الشمس ينصرف كل طرف إلى مهماته اليومية. آنذاك كانت معدّلات الإصابة بالسكري وضيق الشرايين وتصلُّب المفاصل والاعتلالات الهضمية تكاد تكون صفراً. مجتمعنا الحالي مصاب بكل أمراض التسيب والتساهل مع الوقت وشروط الحياة الطبيعية. نحن في أمسّ الحاجة إلى إعادة تأهيل وبرامج توعية، تعيدنا إلى الالتزام بقواعد التعامل مع الزمن وشروط الجودة النوعية للحياة. لولا الخشية من فساد الأطعمة في ثلاجات ومخازن التبريد، لاقترحت قطع الكهرباء عن المنازل والاستراحات قبل منتصف الليل، باستثناء يوميْ نهاية الأسبوع.


30
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*شمووع*
*شمووع*
والله هي جات على الشعب السعودي بس ...
اغلب العالم للاسف

كلنا انقلبت عندنا الموازيين ...وانتشرت العادات السيئه...ونمط الحياة الغير صحي...
ومضة قلم
ومضة قلم
والله صادق هذي حالتنا الله يستر من تاليها
للذكرى محل
للذكرى محل
اذا هويشوف ببيته وقرايبه كيذا لايجي يعمم على الناس كلهم ولاماعنده شي يكتبه قال اخذ كم سطر
واذا على الامراض حتى دول الغرب اللي الحرمه كنها رجال بذالشوارع تدور الامراض هادتهم ويعانون مثلنا واكثر
انا عندي تتابع مسلسل ولاتسافر وتختلط ربات البيوت خط احمر للحربش وغيره يكفي انهم تنازلوا عن اشياء كثير وربوا اعيالهم وقبل هذا وذاك رضى الله عليهم ورسوله بجلوسهم بلبيت ياالحربش انتقد شي ثاني الموضوع ذا قديم دور شي جديد
طعناتك كفايه
طعناتك كفايه
والمرأه السعوديه ايش عندها غير السهر لا حدائق ولا منتزهات ولا اماكن ترفيه مهيئه وفوق هذا عاطله مو لاقيه وظيفه تناسب مؤهلاتها ويقولون تهدر الوقت طيب من اهدر طاقاتنا وضيع احلامنا وجاب لنا الاكتئاب والقولون وكل العلل النفسيه والجسديه بدل مايتكلم عن وقتنا المهدر يدور ع حلول والا حشف وسوء كيله
~ كـنــوووزة ~
~ كـنــوووزة ~
ما شاء الله على صاحب المقال ...قمة في الإحصائيات والدراسات
يعني اكتملت جميع دراساته عن الشعوب العربية والغربية
في استغلالهم للاوقات
وبعدها في اخر المطاف خرج بهذا التقرير المخزي وللاسف ...

لا ادري اي عضال هذا الذي المّ ببعض السفهاء من حيث يعلمون او لا يعلمون

عضالٌ ؟ ام داءٌ ؟ ام متلازمة السعودية ؟
بين الحين والآخر يخرج علينا بعض أصحاب الثقافة!
عفواً اقصد اصحاب السخافة
اصحاب الشطحات الاعلامية
يطلعون بدراسة عن الرجل السعودي ...المرأة السعودية ...الشعب السعودي
والغاية من ذلك طمعاً في الشهرة و حب الظهور

ولكن ...ليتهم يعلموا ان حب الظهور يقصم الظهور

لا علينا ... مقالات كهذه لن تبني صرحا او مجدا

ننتظر من هذا المثقف ان ينشئ جيلا نسويا مستقيما صاعدا ذَا همة عالية
يحافظ على أوقاته ويتقن استغلالها يشمل زوجته وأخواته وبناته و و و

فكثيرا مايتستر الجهل بالعلم والحماقة بالحكمة .. ويتستر كل شيء بضده