د. محمد عبدالله الريح قصتي مع سورة يس
حقيقية وواقعية (منقول(
وكاتبها البروفسور محمد عبدا لله الريح أستاذ جامعي سوداني شغل منصب عميد كلية العلوم بجامعة الخرطوم لفترة طويلة
قصتي مع سورة يس..< /B>
في أواخر العام 1987م و أنا بالمملكة العربية السعودية شعرت بصداع متقطع وزغللة في النظر فظننت أن ذلك ربما كان بسبب الجيوب الانفية التي أعاني منها من وقت لآخر فذهبت لاختصاصي في الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى جدة الوطني وكان طبيبا سودانياً يدعى جعفر وكان من أشهر الأطباء في تخصصه وعلى خلق رفيع. . أجرى كل الفحوصات اللازمة وأطلعني على نتيجة فحوصاته بأن ما أشكو منه ليس له علاقة بالجيوب الأنفية وأشار إلى أن صورة الأشعة السينية توضح انتفاخاً بالونياً في منطقة بالقرب من عظمة الصدغ تسمى السرج التركي sella tursica وهو لا يريد أن يستبق التشخيص ونصحني أن أذهب لمستشفى المغربي لفحص قاع العينين وقياس الضغط داخلهما. وكانت النتيجة ما أعاني منه ليس له علاقة بأي مرض في العينين و أن الخلل يقع خلفهما. ومعنى ذلك أن الأمر يتعلق بالعصب البصري وعلي أن اخضع لفحص بالأشعة المقطعية. وجاءت نتيجة الفحص أن الانتفاخ في منطقة السرج التركي هو مؤشر لورم في الغدة النخامية المصطلحات ولأنها تقع تحت سقف الدماغ فإن أي ورم فيها يجعل الغدة تلامس التصالب البصري وهي المنطقة التي يتقاطع فيها العصبان البصريان ويمران فوق الغدة النخامية (مثل أسلاك الكهرباء وأنت لا تريد أن تلامس فروع شجرتكم تلك الأسلاك) و أي تلامس يؤدي إلى تلك الزغللة في النظر (سلامة النظر).
والحل هو أن اذهب للدكتور السوداني الذائع الصيت اختصاصي جراحة المخ والأعصاب الدكتور محسن حسين وهو يعمل بمستشفى الهدا العسكري بالطائف. اطلع الدكتور محسن على صور الأشعة المقطعية واخبرني أن حجم الورم كبير ولهذا لابد من تدخل جراحي ولكن يجب أن أحصل أولاً على اذن من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز (النائب ا لثاني ووزير الدفاع والطيران في ذلك الوقت). فكتب له الدكتور راشد الراجح مدير جامعة أم القرى بمشكلتي فجاء الأمر الكريم من سموه وبدأت رحلة العلاج.
شرح لي الدكتور محسن حسين كل ما يتعلق بحالتي وقال لي نحن الآن متأكدون أن هناك ورماً في الغدة النخامية ولكن هناك بعض الحالات التي يجب أن نستبعدها.
أولاً: فيحدث أحياناً أن تصبح الأوعية الشريانية (رهيفة) ويحدث انتفاخ فيه يعرف بالأنيورزم وهذه تسبب صداعاً وزغللة في النظر تجعلك ترى الشئ شيئين). وهناك حالة اخرى من الأورام التي تكون في هذه المنطقة وهي تحدث اعراضاً مماثلة. وعليه يجب أن نجري فحصاً بواسطة قسطرة نضخ من خلالها مادة ملونة في الأوعية الدماغية ومن ثم نصور منطقة المخ والأوعية المنتشرة في منطقة الغدة النخامية. هذا الفحص يقوم به الدكتور عرفان .
الدكتور عرفان سوري الأصل يحمل الجنسية الأمريكية جاء بأسرته للمملكة العربية السعودية كما قال لي لكي يكون قريباً من الحرمين الشريفين ولكي ينشئ اطفاله في بيئة مسلمة. وكنت أراقبه قبل أن يقوم بعمليته وهو يتلو آيات من القرآن الكريم وبعض الأدعية النبوية فيزيل عنك أي توتر ويسبغ عليك راحة وطمأنينة كنت في أشد الحاجة لها.
وكانت النتيجة أن كل ما هنالك ذلك الورم الذي يتطلب تدخلاً جراحياً. وشرح لي الدكتور محسن أن العملية تتم من داخل فتحة فوق اللثة أو من خلال فتحة داخل الأنف. ولأن الورم كبير فيجب أن تتبع العملية جلسات علاج إشعاعي لقتل الخلايا التي ربما يساورها الحنين فتتكاثر مرة اخرى. وحدد لي موعداً للعملية في إجازة ربيع عام 1989م وهذا هو الموعد الذي يتوجب فيه رجوعي للسودان حتى لا تطبق علي قوانين الفصل من الجامعة وحتى لا افقد حقي في المعاش.
في عام 1981م استأجرت لي الجامعة منزلاً في حي الصافية.الأخ الصديق مولانا أحمد جادين الزمزمي (رحمه الله) الذي كان يعمل قاضياً في الهيئة القضائية. مولانا الزمزمي كما يحلو لنا أن نناديه كان رجلاً حكى لي مرة أنه في السبعينيات كان يشكو من ألم في صدره وسعال مستمر وتردد على عدد من الأطباء وتناول كل العقاقير والوصفات الشعبية ولكن دون فائدة. وأخيراً قرر أن يأخذ زوجته ويذهب لمصر للعلاج. الطبيب المصري الذي أجرى عليه الكشف وبعد أن درس جيداً كل صور الأشعة قال مبدياً أسفه :
أنا أرى إنك رجل مؤمن... وكل ما يصيبنا هو ما يقدره الله لنا والمؤمن يجب أن لا يجزع. على أي حال نتيجة الكشف لا تبشر بخير فقد وجدت أنك مصاب بسرطان في الرئة اليسرى وزحف على الرئة اليمنى وليس ذلك فحسب بل انتقل إلى اجزاء أخرى وهذه حالة لا تصلح فيها جراحة ولا أي علاج لأنه من تجاربنا فإن صاحب هذه الحالة لا يعيش أكثر من ستة أشهر. ولهذا فسأكتب لك بعض المسكنات وبعض مخففات الألم وكان الله في عونك.
قال لي مولانا الزمزمي: شكرت الطبيب وأخذت نتيجة الفحوصات وأخبرت زوجتي بكل شئ وقلت لها أن الله رحيم بنا. لقد علمت الآن أن ما تبقى من عمري ستة أشهر وهذه فترة كافية أن أرتب فيها أموري وأن أتهيأ للقاء ربي وكان من الممكن أن أموت دون أن أعرف هذه الحقيقة ولكن من كرم المولى ولطفه بنا أن هيأ لي من يعرفني بذلك. ولا اعتراض لي على حكمه. وتقبلت زوجتي ما قلته لها بصبر المؤمنة الحقة فلم تجزع ولم تضطرب فأسلمنا أمرنا لله.
ذات ليلة خطر على بالي أنني طالما سلمت أمري لله لماذا لا استغل قيامي في الثلث الأخير من الليل وأقرأ سورة (يس) سبع مرات لسبع ليال متصلة وأسأل الله أن يشفيني وأنا موقن برحمة ربي. وجعلت أتلو سورة (يس) في الثلث الأخير من الليل سبع مرات بعد أن أصلي ركعتين ولزمت ذلك وواظبت عليه.
وشعرت بتحسن في صحتي وانفتحت شهيتي للأكل وقلت نوبات السعال التي كانت تنتابني.. ونقلت إلى مدينة الأبيض فنفذت قرار النقل وتبقى لي من الموعد الذي حدده لي الدكتور شهران. وجاءت ستة أشهر ومرت وجاءت ستة أشهر أخرى ومرت. ولم أكن أشعر بأي أعراض وأخذت زوجتي وذهبت لمصر لمقابلة الدكتور الذي كشف علي من قبل. وعندما اطلع على ملفي عنده صاح بأعلى صوته:
مش معقول.. هو انت؟! دا مش معقول.. ياسبحان الله انت عملت إيه؟ قل لي انت عملت إيه؟
فأخبرته إنني كنت اسأل الله أن يشفيني.
فأخذني الدكتور إلى غرفة الاشعة وعمل لي صورة أشعة وقارن الصورتين السابقة وهذه ولم يجد أثراً لأي سرطان أو مرض بالرئة.
مولانا الزمزمي اختاره الله إلى جواره قبل ثلاثة أعوام بمرض غير الذي حدده الطبيب المصري . تذكرت الزمزمي وأنا اواجه عملية جراحية لا أدري ما الذي سيحدث لي فيها. ففعلت مثلما فعل مولانا الزمزمي كنت أصحو في الثلث الأخير من الليل وأصلي ركعتين وأقرأ سورة (يس) سبع مرات لسبع ليال وكنت أدعو الله قائلاً: اللهم اجعل لي من العلاج أيسره.
حلت إجازة الربيع.. وتحدد يوم العملية وأخذت أشيائي وذهبت لمستشفى الهدا وتمت اجراءات دخولي وفي يوم العملية وبعد أن ألبسوني ملابس العملية وفي داخل حجرة العملية رن جرس التلفون وتناوله الدكتور محسن وكان المتحدث من الناحية الأخرى طبيب في قسم الأمراض نقل للدكتور محسن أن طبيب علم الأمراض ال pathologist الذي كان من ضمن أفراد فريق الدكتور محسن جاءته مهمة طارئة وسافر إلى كندا ذلك الصباح وسيعود بعد شهر وعليه لا يمكن اجراء العملية بدونه ويجب أن تتأجل العملية.
ارتديت ملابسي وجلست مع الدكتور محسن في مكتبه. وبالصدفة أطل علينا طبيب أجنبي. وجلس بعد أن حيانا وقدمني له الدكتور محسن وأخذنا نتحدث سوياً فسأل الدكتور محسن عن حالتي فقدم له ملفي. كان ذلك الدكتور هو دكتور قوسلين سويسري المولد ويحمل الجنسية الكندية وإختصاصي في أمراض الغدد الصماء. قرأ في ملفي جيداً ثم سأل الدكتور محسن عن موعد العملية فأجابه بأنها ستكون بعد شهر ***** الله. فقال للدكتور محسن:
هل ممكن تحوله لي في عيادة الغدد الصماء؟ سأجري عليه بعض الفحوصات في هذه المدة وسأجرب عليه بعض الأدوية إن دعت الحالة.
وافق الدكتور محسن على الفور وتحولت إلى عيادة الدكتور قوسلين .
قمت بكل الفحوصات التي طلبها دكتور قوسلين. وقرر لي دواءً في شكل أقراص أستعملها مرتين في اليوم ونبه على أن تلك الأقراص ذات أعراض جانبية صعبة فقد تسبب لي غثياناً ومشاكل في المعدة وعلي أن آخذها مع بعض الطعام وإن دعت الحال أن آخذ قبلها قرصاً ضد الغثيان. ولقد كانت تلك الأقراص صعبة في البداية لكني واظبت عليها ولم اتركها وبعد اسبوع وهو الموعد الذي حدده لي دكتور قوسلين رجعت له وفي الطريق فجأة شعرت كأن غشاوة قد زالت عن عيني وشعرت بنور قوي يصدم عيني فارتجفت وأوقفت سيارتي خارج الطريق الجبلي الصاعد إلى قمة جبل الهدا حيث المستشفى العسكري وحيث عيادة دكتور قوسلين. أخبرت الدكتور قوسلين. لم يصدق. أخذني لطبيب عيون من أصل هندي ليرسم لي حقلاَ للرؤية (field of vision ) لأني كنت أعاني من ضمن أعراض ورم الغدة من زغللة في النظر hemianopia وجاءت نتيجة الفحص تؤكد اتساع حقل الرؤية وعودته إلى حالته الطبيعية.
وأسرع دكتور قوسلين ليخبر الدكتور محسن بالتطور الذي حدث وإنني قد استجبت للعلاج إذ أن ذلك الورم الذي كان في الغدة النخامية عبارة عن إفراز الغدة لمادة البرولاكتين وإن التشخيص الذي توصل إليه هو برولاكتينوما عملاقة macroprolactionoma ويمكن تأجيل الجراحة لأطول فترة حتى يقل حجم الورم. وانشرح صدر الدكتور محسن وقال لي سنجعل الجراحة (آخر الكي).
وضعني الدكتور قوسلين في روتين علاجي بدواء البارلوديل وهذا هو الإسم التجاري لمادة البروموكربتين bromocriptine. وظللت أتعاطى ذلك العلاج خمس حبات كل يوم قبل النوم. واسترجعت من ذاكرتي أنني عندما كنت أدعو كنت أسأل الله (أن يجعل لي من العلاج أيسره) فهل هناك أيسر من هذا؟!
وكنت أتتبع هذا العلاج في الانترنت من وقت لآخر حتى أعرف إن كانوا انتجوا علاجاً آخر. وقد كان. فقبل عامين وجدت أن عقاراً جديداً قد حل مكان البروموكربتين ولا توجد له أعراض جانبية. والأهم من ذلك كله أن حبة واحدة منه تكفي لمدة اسبوع بحاله. فهل هناك أيسر من هذا العلاج. يا سبحان الله. والدواء الجديد اسمه دوستينكس (dostinex) واسمه العلمي (cabergolin ) وأي شخص يمكن أن يدخل الإنترنت ويكتب أي من الكلمتين سيتحصل على كل المعلومات التي يطلبها بخصوص هذا الدواء. ولأنه لا يوجد في السودان فقد تطوع بعض الإخوة بإرساله لي من وقت لآخر من الخارج. تصور حبة واحدة في الاسبوع. ياللسعادة.
الشاب عبد الرحمن يوسف كان يعمل في مؤسسة الراجحي للصرافة بجدة. أصيب بسرطان خطير في تجويف الأنف وانتشر في بقية أجزاء جسمه. وجاءني الأخ عادل الجعلي (زوج ابنتي الآن) وكان يعمل مع عبد الرحمن في نفس المؤسسة في جدة وطلب من زوجتي أن تجهز ملاح مفروكة لأنهم قرروا أن يتناولوا طعام الغداء مع عبد الرحمن ليرفعوا من روحه المعنوية. وقد كانت حالة عبد الرحمن ميئوس منها. اجتمعنا سوياً وكان عبد الرحمن يعاني من المرض في أطواره الأخيرة ولا يستطيع أن يأكل شيئاً إلا وتنتابه حالة من الغثيان يصعب إيقافها. وفي لحظة من اللحظات قصصت عليه قصة مولانا الزمزمي وقصتي وقلت له أن كل شئ بيد الله وإن على المرء أن يدعو الله وهو موقن بالإجابة فإن شفي كان ذلك بقدرة الله وإن اختاره الله إلى جواره إدخر له ذلك في آخرته وفي كل خير.
وآخر مرة تحدثت فيها مع الأخ عادل أخبرني أن عبد الرحمن قد شفي تماماً ونقل كفالته إلى مكتب عقار وقد استقدم عائلته وهو يقر يك السلام. هذه ثلاث حالات أنا بطل إحداها وشاهد على إثنتين منها. فسبحانه مدبر الأمور والقادر على كل شئ وهو فعال لما يريد. ولا جدال فيما ورد أن (يس) قلب القرآن وأنها لما قرئت له. والله خالق الأكوان وفاطر الحب والنوى يخبرنا:
)وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين(
)ويشف صدور قوم مؤمنين(
_
سبحان الله العظيم ..
إذا اجتمع الإيمان الصادق بالله وقدرته ورحمته ، مع الدعاء الصادق والإلحاح فيه ، والاستشفاء بكلام الله تعالى ، مع الأخذ بالأسباب الحسية كتناول الأدوية وغيرها ، فإن النتيجة الأكيدة هي الشفاء بحول الله وقوته وقدرته ..
سبحانك يا رب .. ما قدرناك حق قدرك ..
__________________
_________________
الاشراف
فضل سورة ( يس )
هل هناك أحاديث صحيحة في فضل قراءة سورة ( يس ) ؟ البعض يقول : إنها لِمَا قُرِأت له ؟
الحمد لله
أولا :
سورة ( يس ) من سور القرآن المكية العظيمة ، عدد آياتها ثلاث وثمانون آية ، فواصلها القصيرة لها وقع قوي في النفوس المؤمنة ، موضوعاتها الرئيسية هي موضوعات السور المكية ، تحدثت عن توحيد الألوهية والربوبية وعاقبة المكذبين بهما ، والقضية التي يشتد عليها التركيز في السورة هي قضية البعث والنشور .
ثانياً :
قد وردت عدة أحاديث في فضائل هذه السورة ، أكثرها مكذوبة موضوعة ، وبعضها ضعيف ضعفا يسيرا ، ولم نقف على حديث صحيح مخصوص في فضل سورة ( يس ) .
فمما ورد من فضائلها ويضعفه أهل العلم بالحديث – وإنما نسوقه هنا للتنبيه عليه - :
( إن لكل شيء قلبا ، وقلب القرآن ( يس ) ، من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات )
( من قرأ سورة ( يس ) في ليلة أصبح مغفورا له )
( من داوم على قراءتها كل ليلة ثم مات مات شهيدا )
( من دخل المقابر فقرأ سورة ( يس ) ، خفف عنهم يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات )
انظر "الموضوعات" لابن الجوزي (2/313) ، "الفوائد المجموعة" للشوكاني (942،979) ، وانظر للأهمية رسالة : " حديث قلب القرآن يس في الميزان ، وجملة مما روي في فضائلها " لفضيلة الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف ، حفظه الله .
ويراجع في موقعنا سؤال رقم (654) (6460)
ثالثا :
ومما يرويه الناس حديث ( يس لما قرئت له ) ، ويعنون به أن قراءة سورة ( يس ) يحصل معها قضاء الحوائج وتسهيل الأمور التي ينويها القارئ بقراءته .
والواجب التنبيه على بطلان نسبة هذا الكلام إلى السنة النبوية ، أو إلى أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة ، فلم يأت عن أحد منهم مثل هذا التقرير ، بل ينبهون على بطلان ذلك .
يقول السخاوي رحمه الله عن هذا الحديث :
" لا أصل له بهذا اللفظ " انتهى . "المقاصد الحسنة" (741) ، وقال القاضي زكريا في حاشية البيضاوي : موضوع . كما في "كشف الخفاء" (2/2215)
ومثله في كتاب "الشذرة في الأحاديث المشتهرة" لابن طولون الصالحي (2/1158) وفي "الأسرار المرفوعة" للقاري (619) وغيرها . وانظر رسالة الشيخ محمد عمرو المشار إليها : " حديث قلب القرآن يس .. " ص 80 هـ 1 .
ولا يجوز لأحد أن ينسب هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أن يتحدث به في مجالس الناس ، ومن يزعم أن التجربة تدل على صحة هذا الحديث ، يقال له : والتجربة وقعت من كثير ممن قرأ ( يس ) لقضاء حاجته فلم يقضها الله له ، فلماذا نأخذ بتجربتك ولا نأخذ بتجربة غيرك !؟
وما ينقله الإمام ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (3/742) عن بعض أهل العلم : " أنَّ مِن خصائص هذه السورة أنها لا تُقرَأ عند أمر عسير إلا يسره الله تعالى " انتهى .
فهو اجتهاد منهم ليس عليه دليل من الكتاب أو السنة أو أقوال الصحابة والتابعين ، ومثل هذا الاجتهاد لا يجوز نسبته إلى الله تعالى ورسوله ، إنما ينسب مثل هذا إلى قائله ؛ بحيث يكون صوابه له وخطؤه عليه ، ولا يجوز أن ينسب إلى كتاب الله تعالى أو سنة رسوله ما نتيقن أنه منه . قال الله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ }
على أننا ننبه هنا إلى أن كثيرا ممن تقضى له الحاجات عند دعائه ، أو قراءته لمثل ذلك ، إنما تقضى له لأجل ما قام بقلبه من الاضطرار والفقر إلى ربه ، وصدق اللجوء إليه ، لا لأجل ما قرأه من دعاء ، أو دعا عنده من قبر أو نحو ذلك .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطرا اضطرارا لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له ، لصدق توجهه إلى الله ، وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركا ، ولو استجيب له على يد المتوسل به ، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته ، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي في النار ، إذا لم يعف الله عنه ..."
ثم يقول : " ومن هنا يغلط كثير من الناس ؛ فإنهم يبلغهم أن بعض الأعيان من الصالحين عبدوا عبادة أو دعوا دعاء ، ووجدوا أثر تلك العبادة وذلك الدعاء ، فيجعلون ذلك دليلا على استحسان تلك العبادة والدعاء ، ويجعلون ذلك العمل سُنّة ، كأنه قد فعله نبي ؛ وهذا غلط لما ذكرناه ، خصوصا إذا كان ذلك العمل إنما كان أثره بصدق قام بقلب فاعله حين الفعل ، ثم تفعله الأتباع صورة لا صدقا ، فيُضَرون به ؛ لأنه ليس العمل مشروعا فيكونَ لهم ثواب المتبعين ، ولا قام بهم صدق ذلك الفاعل ، الذي لعله بصدق الطلب وصحة القصد يكفر عن الفاعل " .
انتهى من اقتضاء الصراط المستقيم (2/698، 700)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب

السيدة خبزة @alsyd_khbz
محررة
هذا الموضوع مغلق.




سبحان الله بس مافهمت يعني كان يقراء سوره يس بالليله سبع مرات او بس سبع ليال وكل ليله مره يقراء سوره يس؟؟؟؟؟؟؟ ارجو الافاده
الصفحة الأخيرة
والله العظيم بعد هالقصه دخلت في قلبي الحيره ياسبحان الله