.•°¯°•.¸¸.•°¯ ذات الأربعة عشر ربيعــًا .... .•°¯°•.¸¸.•°¯ "مسابقة همسات دعوية "

ملتقى الإيمان

مدخل ...

إلى كل فتاة تطمح للحرية ...

إلى كلّ فتاة بعمر الزهور ...

إلى أمّ المستقبل .... التي نعوّل عليها الكثير

لبناء الجيل القادم كي ينهض بالأمة الإسلامية ....

هذه الأسطر ليست لعمر الزهور فقط .... بل هي تمتد حتى

خريف وشتاء العمر ....

ذاتُ الأربعة عشر ربيعًــا ...

الفصل الأول






كنا أمام البحر حين فاجأتني ذات الأربعة عشر ربيعًا قائلة بتحسر :

_ خسارة ....

قلت لها بذهول : لماذا هذا التحسر ..كنت ملحة في الحضور للبحر ... وقد لبى والدي رغبتك ...

قالت بتذمر : وما البحر بدون حرية ...؟

قلت بدهشة أكبر : حرية ..؟!! وما علاقة البحر بالحرية ؟ ثمّ ماذا تعرفين عن الحرية ..؟

قالت وهي تطلق العنان لأفكارها :

إنني أعلم معنى الحرية جيدا ... انظري إلي ... فتاة في مثل سني لا يجب أن تجلس قابعة كالعجوز ...

تلتف بهذه العباءة وتحجب وجهها عن نفحات الهواء الذي حرم من مداعبته ....

كان من المفترض أن أسير راكضة ... يتطاير شعري مع الهواء .... وأدلي قدمي في البحـــر ....

وأسير على الشاطئ حافية القدمين .... كما أرى أولئك الفتيات على شاشات الرائي ...

نظرت لها بشفقة وأنا أستحثها على الحديث : ثمّ ماذا ...؟

سكتت .... وهي تتنهد بحسرة ... في حين أكملت عنها قائلة : وربما تلتقين الأمير ....

قالت بحماااس : آآآآآآآآآآآآآه حلم جميل حرمت منه ....

قلت : ما أسوأ الأحلام حين تنزع من الأنثى حياءها .... وما أجملها حين تشعر فيها المرأة بتميزها ...

قالت وفي صوتها ألف سؤال وسؤال : ماذا تعنين ...؟

قلت لها : أهذه هي الحرية في نظرك ...؟!!

قالت بإصرار : نعم ... وهل لها مفهوم آخر ...؟

قلت : الحرية التي تنشدينها حرية وهمية .... بعيدة تماما عن الحرية الحقيقة التي تجعل المرأة في منأى عن

العبث واللهــو .... يمكنك السير بكل فخر بهذه العباءة ... يمكنك أن تسيري على الشاطئ وتتنزهي

يمكن للهواء أن ينفذ من مسام هذا الخمار الذي نضعه على وجوهنا ... فلا أظنّ أننا نلبس دروعـًا من حديد ...

قالت : وما الفائدة حتى لو فعلت ما تطلبين فإني لن أشعر بالمتعة ...؟!!!

قلت لها بثقة : المتعة يا عزيزتي ... هي شيء في داخلنا لا يختفي لمجرد الحجاب الذي تستثقلينه ...

شيء نشعر به متى ما أردنا نحن ذلك ومتى ما كانت عزتنا بفكرنا وديننا قويين ....

سواء كنت بحجاب أو لست بحجاب فالمتعة ليست مقيدة بل بشيء في دواخلنا نؤمن به ...

قالت : أهذا لغز ...؟!!

قلت سريعــًا : لا ... ولكني أقصد بأنّ الحجاب الذي ترتدين ليس عائقــًا لك من المتعة طالما أنتِ مقتنعة به

وتشعرين بأنه يزيدك تميزًا ووقارا ورقيـًا ... فالناس إذا تحدثوا إليك ... يتحدثون لذاتك ولشخصيتك

لا شكلك ومظهرك .... ففتيات الغرب اللاتي تشاهدينهنّ في الأفلام ليس إلا مؤديات لأدوار مكتوبة ...

ما ترينه من انطلاقة لفتيات الإعلان اللاتي انبهرت بهنّ لسن إلا لاهثات من أجل المال والحياة الكريمة التي

تكفهنّ عن المسألة والتشرد .... ما ترينه من إغراءات على شاشات الرائي ... ليس إلا وهمــًا ينجلي ويتكشف

عندما تنتهي أدوارهنّ ...

قالت بصوت يشوبه الشك : معقول ..؟!!

قلت بثقة أكبر : ماذا تظنين ...؟!! الفتاة الغربية تعاني ألف مرة فحياتها قد تكون انتحار كلّ ثانية

وآلامها لا تنتهي .... لأنّ كلّ ما يقدم لها لا يخدم إلا جسدها وجمالها فقط .... أما روحها و الاهتمام

بذاتها فهي لا تجد من يتلّمس ما تشعر به وتعانيه .... وأكبر دليل على ذلك الممثلات والمغنيات

هاهنّ يتمتعن بما يردن من جمال وشهرة ومال ... ويحققن كل ما يردن ... ولكننا في النهاية

قد نفاجأ أنّ تلك الممثلة أنهت حياتها بعد عناء كبير ... أو كانت ضحية مخدرات لتنسى آلامها ...

قالت بتردد : ولكن ...

قلت مقاطعة إياها : ولكن ماذا ...؟!! حياتهنّ مسلسل لا ينتهي من الضياع .... أنظري لمن دخلن

في الإسلام ... كيف يتحدثن عن حياتهنّ وعن الراحة التي يعشنها خصوصـًا بعـد ارتدائهنّ الحجاب ...

الحجاب يا عزيزتي فخرًا لك ... وحصنا منيعـًا لمن يريد أن يتسلل إلى قلبك ....

قالت : معك حق ... وكلماتك صحيحة ... ولكن الواقع شيء آخــر ....

قلت لها : بعيدًا عن المثالية ... أتفق معك فالواقع مرير ...... في ظلّ الانفتاح الذي نعيشه

وفي ظلّ من ينادي بالمدينة والحضارة على حساب فكرنا وديننا وقيمنا ومبادئنا ... نعم نستمتع

ولكن دون أن نتخلى عن ثوابت ديننا ...

واقعنا مرهون بقوتنا ومدى تغلبنا عليه ... مرهون بثقتنا التي لا يجب أن تتزعزع من أجل تفاهات

ومتعة وقتية ....

اقتربت منها وهمست قائلة لها : من غير المعقول أن ننزع الحجاب في الوقت الذي ترتديه نساء

أوروبا وأمريكا المسلمات ويعتزين به ...

رأيتُ ابتسامة عينيها ..... وقتها تركتُ البحر يتحدّث ....


صوت العدالة

يتبــع
62
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صوت العدالة
صوت العدالة


الفصــل الثاني





في السوق ونحن نسير من أجل شراء حاجيتنا ... نظرت إلى فتيات في عمر الزهور ....

فتيات يشرقن حيوية

ونضارة .... نظرت لي ذات الأربعة عشر ربيعًا وهي تشير إلى إحداهنّ قائلة :


_ أنظري هذه العباءة التي أريد مثلها ...

نظرتُ إلى حيث تشير فإذا بي أرى مهرجانـًا من الألوان المتضاربة ... بل هي فستان ... إن صح التعبير ....

نظرت حولي علّي أجد فتاة ترتدي سوادًا كاملا ... فلم أجد إلا نادرا ... أيقظتني من أفكاري قائلة :

_ ما رأيك بها إنها جميلة أليس كذلك ..؟!! هذا الشكل هو الدارج الآن ...

قلت بألم : تقصدين بأنها الموضة ...؟!!

قالت بحماس وثقة : نعم ... الله كم أنا متحمسة ...

قلت لها : ألهذه الدرجـة أنت متحمسـة ...؟!! يا للغرابة ...

قالت باستغراب : ولماذا أنت مستغربة ...؟!!

قلت : مستغربة من التفكير الغريب الذي أصبحت الفتيات يفكرن به ...

قالت بغضب : لماذا أنت معقدة ...؟!!

قلت بهدوء : إذا كان التعقيد هو الثبات على مبادئي وقيمي الإسلامية فأهلا وسهلا به ...

ثمّ استطردت قائلة : أعتقد أنه لا حاجة بي إلى توضيح فضل الحجاب ... وأنه جاء ساترًا للمرأة ليخفي زينتها

التي قد تفتن الرجال بها ... ولكني ألفتُ نظرك إلى قوله تعالى : " ولا يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهنّ " ...

فإذا كانت الزينة المسموعة منهي عنها فما بالك بالزينة الظاهرة ... ؟!!

ثمّ اقتربت منها وهمست لها قائلة : الحجاب ليس نظام بشري. ... أو من فرض العادات والتقاليد ....

بل هو أمر إلهي .. شرع من الله ...صعب أن نتلاعب به ....

حينها سرنا بصمت تاركين آذاننا تصغي لهمهمة الناس ... وسير خطواتهم المتلاحقة وضجيجهم ..


صوت العدالة

يتبـــع
صوت العدالة
صوت العدالة



الفصــل الثالث






كنت أطالع كتابا ..حين امتدت تلك اليد الصغيرة إلى جهاز التحكم لتنتقل من قناة إلى أخرى ...

نظرت إلى ما تتابعه ... لم يكن يستهويها المفيد ... بل تبحث عن الغث شأنها شأن الكثير من أقرانها في هذا السن ...

توقفتْ أخيرًا على إحدى القنوات التي تبث إحدى البرامج السخيفة والتي للأسف تلقى رواجـًا في مجتمعنا ....

كانت المقدمة فيه شبه عارية ... حينها قالت لي ذات الأربعة عشر ربيعــًا : آآآخ ليت لي نصف جمالها .... أو

أكون مثلها مقدمة برنامج مشهور كهذا ...

أقفلتُ الكتاب وأنا أحاول أن أخفي غيظي وقلت لها مسايرة : صحيح إنها جميلة .... ولكنها تعتمد على جمالها

دون ثقافتها وما تقدمه ...

قالت لي : ومن يهتم بالثقافة ....؟!! انظري إلى جمالها أليس كافيا ..؟!!...

قلت لها : يهتم من يتمتع بالوعي والإدراك ... أما السخفاء والفارغون لن ينظروا إلا إلى الشكل ...

وهذا طبيعي ....

قالت مستدركة : نعم أكييييد .... أنا لم أقل أنّ الثقافة غير مهمة ... ولكني أقصد أن الناس تهتم بالجمال أكثر ...

ابتسمت ثم قلت : ومن الذي لا يحب الجمااال ... ؟! فالمرأة جبلت على حب الجمال والبحث عنه .....

بل هو فطرة حباها الله بها .... ولكننا لا نريده جمالا فارغــًا ... جمالا بعيدًا عن الرونق والحياة التي تعكس مافي

داخلها من نقاء وصفاء ... حتى في القول .... إنّ الجمال الذي ترينه الآن أمامك المتمثل في هذه المذيعة ....

ليس إلا إغراء ... وإرضاء لما يريده المخرج ...أو ما يريده الجمهور الفارغ وضعاف النفوس الذين يطمحون

لأن تكون المرأة سلعة وتجارة ورغبة للمتعة بجمالها ...

قالت لي بدهشة : وكيف ترضى أن تكون هكذا ...؟!!

قلت : لأنها ترغب في الشهرة وفيما يسمى بإثبات الذات المغلوط .... وأن المرأة لابد أن تكون ذات أفق واسع ...

وللأسف أنّ هذا الأفق الواسع الذي دخلته المرأة هو مصيدة تنتهي باغتيال حيائها ... وتشويه أنوثتها ..

ثمّ استطردت قائلة : من المؤسف أن تتمني أن تكوني مثلها ...منبهرة بصورتها .... وشكلها .....

قالت : لن أكون مثلها تعرفين أن مجتمعي لا يسمح مهما تمنيت ....

قلت بسرعة دون أن أسمح لها بمزيد من التفكير ... : وماذا لوسمح لك المجتمع ..؟!!!

قالت : مستحييييل ... لا يمكن والدانا ... مستحييييييييييييييل ....

قلت : سؤالي واضح .... ماذا لو سمح لك والداي ....؟!!!

صمتت ولم تجب ... في حين همستُ لها قائلة بعد ان اقتربت منها :

صعبٌ جدًا أن يكون رادعك المجتمع ... صدقيني ... ما لم يكن رادعك الخوف من الله ...

ثمّ الحفاظ على نفسك

فلن يكون هناك أي رادع لك لفعل أي شيء ... ليس فقط الظهور على شاشات الرائي ....

ثمّ كان الصمت حليفنا بعد أن اكتست الشاشة بالسواد ....

صوت العدالة

انتهـــت
*هبة
*هبة
ورده الجوري
ورده الجوري
بارك الله فيكِ وسدد خطاكِ وجعلكِ مباركه اينما كنتِ.
*اميرة
*اميرة