في جنح الليل ..
تفر أحلامنا محلقة ..
في خيال من ضباب ..
قد نتمرد فيها على ما يؤلمنا ..
أوقد تصرخ عوالم الصمت داخلنا
في جنح الليل ..
تسبح أرواحنا..
فتجتاز المسافات وقد تعبر المجرات ..
لتنفصل عن ارض الواقع ...
في جنح الليل
حدث ذات ليلة ..
ان ضلت الروح طريق العودة ..
فتاهت في عالم المنام ومرائيه
كانت تحس بالوحدة والوحشة ويحيطها الظلام
تراءت لها من بعيد أطياف مفقودة الملامح
تقترب شيئاً فشيئاً
ثم مالبت أن توضحت ملامحه .
ياااه ...!!
يالشوقي البعيد ...!! كم تمنيت أن أرى هذه الوجوه !!
وكم كنت يائسة من أمنياتي المستحيلة ..!!
وكيف أراها وبيني وبينهم طريق اللارجوع .
هي زارتني ..
وتوضحت ملامحها من بين الوجوه
فقدتها منذ زمن بعيد ...
رحلت خلف الحدود وتوقف لحظتها الزمن
كان لقاء فرح مباغت لايوصف ....!!
توقفت الكلمات في زوري وتكلمت الدموع
ياللشهد الذي سقيتنيه ....أمي !!
يابلسمي الشافي من بعدك لم تشف الجراح
ياسقيا الروح ..
يوم أن رحلت خوت الديار وإن كانت عامرة
كانت الكلمات تتدفق من قلبي تدفقاً
وأنا أقترب منها
لمحت في عينيها الحزينتين شلالات حنان وظلال دموع
اقتربت منها واقتربت ....
وحين هممت أن ألقي بنفسي في أحضانها
وحين همت أن تتلقاني ..
ذاب الطيف ..
واختفت كل الوجوه من خلفه ..
لكنها حين تلاشت تحولت إلى نجمة لامعة
ورحلت صعداً ، ثم استقرت على صفحة السماء..
ابتسمت لي عن ثغر متلألئ
وابتسمت لها ..
وعاهدتها إن أرقب طلوعها كل ليلة ، وأحييها
ذات ليلة
كان مجرد حلم
ولكنه لم يكن كأي حلم
رحل وأيقظ عواطفي كلها ذلك اليوم
وظل طيف أمي طوال يومي ماثلاً أمامي اينما اتجهت
وعلى شفتيها ابتسامتها الحنون ....
التي ماكانت تفارقها أبداً في كل الظروف .
ومهما كتبنا ومهما قلنا إستحاله نوفي الأم حقها .
رحم الله أمك وغفر لها وجميع موتانا وموتى المسلمين .