ها أنا ذا مستلقية من جديد على سرير من أشواك أغازل النوم ليأتيني ... فكيف السبيل إليه ؟؟؟
ومن أحب أراه في خيالي ... طيفه يمنعني من النوم ... أشتم رائحته في أنفاسي ... وأرى صورته على وجه وسادتي ... وأسمع صوته في شريط ذكرياتي ...
كلما نظرت إلى المرآة أجده يقف أمامي ... بل داخل وجداني ... أراقبه وهو يمكث في عيني ... يحتل قلبي حتى أمتلكه ... نعم هو وحده من يمتلكه ... حاولت أن أحرره ... أن أعتزله وأهجر مملكة حبي ... لأجد من يرعاها ويغمرها بكل الحنان ...
يسقي بماء الحب ورود الوفاء والإخلاص ... فتنمو بساتين حياتي ... وفيها كل الأزهار جميع الألوان وأجمل العطور ... فلا أرى غير ورود ذابلة ... وأغصان ميتة ... وحياة لا وجود لها ... أرى الوجود يرفض أن يعيش بماء ليس ماءه ... وأن يستظل بظل واجهت شمس المحبة كيان ليس بكيانه ...
فتسود الدنيا ... تغرب الشمس ... ويضيع وجه حبيبي خلف حنايا أضلعي ... يهرب من قلبي ليختبئ بين أعماقي ... فأركض أبحث عنه فأجده ينظر إلي وهـــــــــــو أنــــــــــا ... أقترب منه يبتعد ... أبتعد فيقترب مني ... فأجده ظل مسافر كلما أشرقت شمس الهوى يلتصق بي ... ولا أجده ... آراه خلفي ولا ألمسه ... يراقبني الجميع وأنا أحتضنه وأذرعي تغمر السراب بينها ... فيعود ذهني للشرود ... يجوب تفكيري كل أجزائي ... يسافر من قلبي إلى قلبي ... فأراه طيف يعتلي مركب اللاعودة ... يغدو به بعيدا في بحر الأوهام ... ولاأجرؤ حتى على وداعه ... وإذ به يختفي مرة أخرى خلف الأفق ... فأرمي بجسدي على رمل الشاطئ ... أنتظره ...
وعندما ارتفع قرص الشمس ... ولاح لي شراع من بعيد يتمرجح على موج البحر ... ركضت إليه مسرعة ... فوجدت المركب خاليا ... ليخبرني بأنه لن يعود إلى الأبد ...
منقول
وله 20 @olh_20
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
تقبلي تحياتي:26: