باسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله...
بعد أيام معدوداات تستقبل الأمه خير أيام الدنيا
روى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر - قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء )
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( أفضل الأيام يوم عرفة).
في هذه الأيام ..
قال المعصوم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه :
هنا تسكب العبرات يا عمر هنا تسكب العبرات ياعمر..
وصدق صلى الله عليه وسلم.
من لم يبك في هذا المكان.. ولم تبلل دموعه الاوجان
هذا هو الخسران..
كيــــــــف لا تسكـــــــــب العبــــــــــــراات
وذكريات عزيزة وأيام خلت لنا فيها عبرة.. فيها كان الخليل إبراهيم عليه السلام يسطر حروف التاريخ بمداد من نور النبوة الساطع ويظهر للبشرية طاعة رب البرية بالخضوع والخشوع والانقياد حتى ولو بذبح الأولاد..
في هذه الأزمنة والأمكنة الفاضلة
يظهر إسماعيل عليه السلام الرضا بأمر الخليل فيٌقيد الوالد والله شاهد.. فيهبه الكريم.. ذبح عظيم
فيسلم الولد وينجح الوالد في تحقيق أمر الحق عز وجل
من من البشر وصل طاعة لله مثل ما وصلت لهُ عائلة ابراهيم عليه السلام ،
وأية طاعةٍ واحترام للزوج وصلت لهُ النساء كمثل الذي وصلت لهُ أُمنا هاجر،
وأيُ طاعةٍ لله وللوالدين وصل لها الصبيان كما وصل لها إسماعيل عليه السلام ،
والده يغيب عنه وعن أُمه شهور طويله ويأتيهم بعد مرور شهور طويله ليتفقدهم كُل حين ،
وبعد سنوات وفي إحداها يأتي ليقطع رأسه إمتثالاً لامر الله ولرؤيا رآها ، ويُحد سكينه والابن طائع .
تنافس الأب والابن بحب الله وتنفيذ أمره..
ويالك يا أُمنا هاجر من إمرأه عظيمه صابره مُحتسبه ليس لها مثيل في النساء ، أيُ صنفٍ من النساء أنت ، أيُ إمرأةٍ هذه من النساء التي تُعطي إبنها وبكرها ووحيدها لوالده ليقطع رأسه ، طاعةً لله وطاعةً لزوجها ..
سؤال يجب أن يسأله كل انسان لنفسه أين أنت ياأمنا هاجر عندما أخذ زوجك ابنك ليقطع رأسه بعد ان تركك سنين في صحراااء قاااحله في واد غير ذي زرع؟؟
لا شك أنها فى حالة لا يعلمها إلا خالقها ..
نعم هى راضخة راضية لأمر ربها ..
لقد أطاعت زوجها وتركت صبيها دون أن تعترض ولو بكلمة واحدة .. رغم تمزق قلبها واحتراقه على فلذت كبدها وابن عمرها ..
أي أم أنت يا هاجر وأي زوجة ؟! .. بالطبع لا نشك فى أمومتك ، فبداخلك أمومه تفوق أعظم الأمهات ولكنه
...الإيمان أعلى وأجل ..
ولا اعلم لم اذكرك وأتخيلك هناك وأنت بين الصفا والمروة تبحثين عما يحفظ لك حياة ولدك .. نعم اذكرك وأتخيلك في صحراء رمالها الصفراء قاحله وجبالها السود ليلُها البارد مميت ونهارها الشديد الحراره مُحرق .. لأبعث رسالة لكل من يشك فى أمومتك ..
ولكن طاعة ربها أعلى وأجل من طاعة أمومتها ..
فماذا أقول لنساء تقيم الدنيا وتقعدها لأن زوجها أجل ذهابها للسوق وهي في بيتها معززه مكرمه
وبيتها مملوء بالخيرات والفراش الوثير ، والتبريد والتدفئه ، وثلاجتُها ومطبخُها واحه وبُستان فيه من كُل الثمر.
لكم تعبتى يا هاجر فى مهمتك ؟!
لكم كانت مهمتك شاقة ؟! ..فحق لذكراك أن تحفظ لنا فى القرآن والسنة والتاريخ .. حق لك أن تقدمى لنا أعظم الدروس فى الأمومة ..وأداء الدور حتى لو كانت الظروف قاسية بل حالكة الظلام .. حُق لك يا هاجر أن تكونى قدوة للأمهات .. قدوة فى التربية ..
قدوة للزوجاااات فى أداء المهمة .. نجحتى وكان عونك هو ربك ..
فالناس سيأتون من كل فج عميق,, في وقــــت معلوم ,,
ويسعون على خطاك ليذكرنا الله بحبك لابنك وليوضح لنا أن ما فعلتيه هو لايمااانك القوي..
فلنحزن على التفريط في زمن الحياة فأن العمر ساعة فهنيئا لمن جعلها في طاعة.
العبد حينما يتذكر الساعات الضائعة من عمره لا يملك عبراته ندما على التفريط في زمن الصبا فكم فرطنا في الخيرات والناس قد سبقوا
فما أجمل الأمل... المنشود من الرب المعبود
في هذا الوقت المعلوم
والله أسأل أن يوفقنا واياكم لاقتفاااء الاثر وصلى اللهم وبارك على نبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وتقبلوا تحيات اختكــــم غربه

غربه حتى الموت @ghrbh_ht_almot
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

زهرة فيروزى
•
جزاك الله خيرا




الصفحة الأخيرة