حبيباتي في الله ..
يُقبلُ علينا عمّا قريبٌ بإذنِ الله ضيفٌ غالٍ كريم ، ننتظره بشوقٍ و لهفة ٍ و رجاءٍ بأنْ يُمدّ الله ُ في أعمارنا لنلحقَ به ِ و نُكرم وفادته ، ليرحلَ عنّا حامداً حُسنَ استقباله و ضيافته ..
يُقبلُ علينا شهرُ رمضان أعظم الشهور و أشرف مواسم الطاعات و أوفر الأزمنة بركة و خير ..
يُقبلُ علينا ضيفاً كريماً ، يحلّ في الزمان و المكان ، في الأرواح المُتعطشة و الأفئدة المتشوّقة و البيوتِ المُقفرة و المساجد الخاوية ..
يتغيرُ العالمُ بمجرد استطلاعِ هلاله أو تمام شعبان .. في دقائق يتغير العالم كله و تُشرق الأرض كلها مُنتشِيَة بساعاتِ رمضان و دقائقه التي لا مثيلَ لها ..
يأتي ذلك الضيف الكريم يطوّقنا بكرمه الذي خصّه الله بذاتِه كشهر و بعبادته كصيامٍ و قيامٍ و تلاوة ٍ و ذكر ...
يأتي مُقدماً هداياه الثمينة : جُنّة ٌ مِنَ النيران ِ .. شفاعة ٌ مِنَ العذابِ .. فرحة ٌ الصائمينَ بلقيا ربهم .. بابٌ خاصٌ لا يدخل منه غير أهله من الصائمين و الصائمات .. ثوابٌ لا حدّ له مؤخرٌ ليومِ القيامة .. شربة ٌ لا يظمأ بعدها شاربُها أبدا .. خلوف فم الصائم الناتج عن طاعة ِ الصيام أطيب من ريح المسك .. استغفار الملائكة كل يوم للصائمين حتى يفطروا .. يُزين الله كل يوم جنته لعباده .. تصفد الشياطين و تمنع من إغواء العباد كما تفعل في سائر الشهور .. ثم تلك الليالي ذات النفحات التي تتنزل فيها الرحمات .. و ليلة ُ القدر التي هي أفضل مما يزيدُ عن ثلاثٍ و ثمانين سنة .. ليلة ُ السلامِ و الغفرانِ و البركة .. ..
ما أعجبَ هذا الضيف .. !!
يأتي مُحملاً بكلِ هاتيكَ الهدايا ، و نحن ُ نلهو و نلعب و نفتر عن استقباله و إحسانِ ضيافته .. !!
منّا مَنْ ينشغلُ باللهو و العبثِ و الأطعمة ِ و الأشربة ِ و النومِ و الغفلة ِ حتى يرحلَ عنه فلا هو شعر بمقدمه و لا هو شعر برحيله !
و منّا مَنْ ينشغلُ تارة ً .. و ينتبه أخرى .. !
و منّا مَنْ ُشمّرَ عن ساعدِ الجدّ من أول ليلة و من أول يوم بل و من أول ساعة في رمضان و عاهدَ الله ألا يخرج رمضان و يرحل عنه إلا و قد أنقذ نفسه من النار و اغتنم الفرصة و اقتطفَ من هدايا رمضان النفيسة ما اقتطف ..
و أولئكَ هم الفائزونَ حقا .. جعلنا الله و إياكم من أهل الفوزِ و الفلاح
لذا كانَ من الحرص أنْ نعرفَ كيف نستقبل رمضان ، و بأي شيءٍ نستقبله ، و ما هي أهم الصورافِ و الشواغل التي تُلهينا عن مواسمِ الطاعات و الخيراتِ و البركات ، ثم ننظرُ ليومنا في رمضان كيف نغتنمه و على هذا ننظرُ ليومِنا في رمضان كيف نغتنمه لجني الحسناتِ و نيل المغفرة و العتق من النيران ..
ثم ننظر لحالِ الريحانات عندما يمتنعن عن الصيامِ و الصلاة ِ و القرآن بسبب ِ العادة أو النفاسِ كيفَ يكونُ يومهُنّ و هل يتوقفُ عدّادُ الحسنات !
إنّ الاستعداد لاستقبال رمضان حبيبتي في الله واغتنامه إنّما يكونُ عقلياً و جسدياً و نفسيّاً و روحيّاً ..
فأمّا الاستعداد ُ العقليّ ؛ فيكونُ بالعلمِ عن طريقِ معرفةِ فضائل الصيام عامة ً و فضائل رمضان خاصة
ثمّ معرفة حِكَم ِ الصيام التي يخلصُ إليها الصائم ، فمعرفَتُها تجعل الصائم حريصاً على تحصيلها في صيامه و تذوق حلاوتها ..
ثمّ معرفة أحكام الصيام و الأحكام المهمة الخاصة بالصائمين و الصائمات ، لأنه قد يعرض للصائم منها شيء فيحميه علمه من الإثم و يوصله للاجتهاد و لبلوغ أرفع الدرجات في الصيام ..
و الإطلاع على الكتب التي تتناول أحكام الصيام بصورة مبسّطة دون التطرق للخلاف مما يفيدُ في هذا الاستعداد و يُريح العقول و الأذهان
و أمّا الاستعداد الجسديّ ( البدنيّ ) ؛ فيكون باستحضار أنّ شهر الصيام هو شهر الهمّة و الصبر و العمل ، و أنّه بالاستعداد الجيد و التخطيط الذكي تستطيع الحريصة أنْ تفوزَ بالكثير و الكثير و الكثير ...
كيف ذلك . . . ؟
إننا نريد في رمضان أيتها الغاليات إن شاء الله أن نصوم و نصلي و نحافظ على الأذكار و الاستغفار و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و نقرأ القرآن و نتدبره و نقيم الليل ... الخ من العبادات و الطاعات و القُرب ، هذا بالإضافة إلى مزاولة أعمالنا المختلفة و دراساتنا كطالبات و القيامُ على حقوق وواجبات مَن ْ هم في نطاق مسؤولياتنا ..
فهل نحنُ بدنيّاً و جسدياً مستعدون لتحمل كل ذلك .. ؟ !
بل و الإكثار منه في العشر الأواخر من رمضان .. عَشْرُ الغنائمِ الكبرى و الوداع المرّ .. !!
إنّ استعدادنا جسدياً يستلزم أن يكون لنا صولات و جولات في ميادين العبادة قبل رمضان ، فلكي نجتهد في العبادة في رمضان و نستزيد منها لابد أن نكون قد أصبنا اجتهاداً فيما قبله حتى لا نكون من الخياليين الذين يمنّونَ أنفسهم بأماني العزيمة التي لا تعدو أن تكون سراباً يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ..
و لنطرح على أنفسنا سؤال بسيط :
- هل أنـا نشيطـة ؟
إنكِ يا زهرة الرمانِ إذا أردتِ أن تكوني نشيطة فإنكِ تعتمدي طقوساً معيّنة و خططاً مُقننة تستجلب لجسدكِ المكدود النشاط و تدفع في عروقكِ الهمّة و العزيمة ..
كالنومِ مُبكراً و الاستيقاظ مبكراً ، و الحرص على وجبة الإفطار المحتوية على أطعمة ٍ غنيّة بالفيتامينات و المعادن ، و قد تؤدي بعض الريحانات تمارين رياضية تفتح ُ مجاري الدم و تجعل ُ الهواء يندفعُ إلى الرئتين و تُنشّط عضلات الجسم .. الخ
لكنّ السؤال كان عن النشاط في العبادة ..
حيثُ أننا نجد منّا مَن يكون عندها النشاط لتقوم بالعديد من الأعمال الشاقة المُجهدة ، لكنها – و يا للعجب – غير قادرة على قيام الليل أو الاعتكاف أو قراءة القرآن لساعة ٍ متصلة .. !
ذلكَ يا ابنة َ الخير أننا نشّطنا أنفسنا للدنيا و ما نشطناها و حفزنا همتها للآخرة ..
و لتنبهي أيتها الأقحوانة إلى خطأ تعليل فتور همتنا و كسلنا عن العبادة بحديث : " فليصلّ أحدكم نشاطه ، فإذا فتر أو كسل فليقعد " لأننا إذا انتظرنا حتى تدعونا أنفسنا إلى الصلاة و العبادة و حتى تنشط لذلك ، فإننا سننتظرُ طويلاً و ربما لم نُصلِ معها أبداً و العياذُ بالله ..
ذلكَ أنّ النفس أمّارة ٌ بالسوء تركنُ إلى الراحة و الاستكانة و لو لم نأخذ عليها عهد الجدّ و نفض ِ الكسل و الخمول لما قامتْ لنا مِن فِراشٍ و لا تركتْ عذب راحتها و لذيذَ نومِها و لأضاعتْ علينا آخرتنا ..
و تأملي في قول أبي الدرداء لرجلٍ يُدعى صبيح ناصحاً له كاشفاً أسرار النفس البشريّة أمامه دافعاً له للعمل و الاجتهاد : " يا صبيح ؛ تعوّد العبادة فإنّ لها عادة ، و إنّه ليس على الأرض أثقل عليها من كافر " فلابد أن نتعوّد العبادة لكي نستطيع الزيادة و الاجتهاد ..
و لو ضربنا مثلاً بسيارة إذا أراد صاحبها أن ينطلق بها بسرعة ٍعالية فإنّه أولاً يُديرُها ثم يسيرُ بها بسرعة عادية و يبدأ في التدرجِ بالسرعات حتى يصل إلى السرعة العالية ..
إنّه لا يستطيع أن يُدير السيارة و ينطلق بها من فوره لتلك السرعة العالية و لو فعل لاحترق محرك السيارة ..
تلك هي نفوسنا .. إنّما تأتي بتمارين العزيمة و بالتريّض التدريجي على الطاعات و القُرب ..
فتجد أنْ مَنْ لا تقوم الليل طوال العام و تقول سأقوم ليالي رمضان إن شاء الله ، يتقوم ليلة لا تكاد تصل لنصفها ثم الثانية ثم الثالثة ...
ثم تنام عن الفجر أو لا تستطيع القيام بأعمالهافي اليومِ التالي من شدة الإنهاك و الإرهاق .. و قد تنام طوال النهار .. !
ثم تفتر همتها في النهاية في الوقت النفيس .. في ختام الشهر .. في الوقت الذي من المفترض أن تعلو فيه الهمم فلا تنام ، فنجدها لا تستطيع أن تقوم بما كانت تأمل و تتمنى من الجدّ و الاجتهاد ..
أمّا لو كانت أخذت بتمارين العزيمة و عرفت العبادة من قبل ؛ لكان ذلك مُعيناً لها على الاجتهاد و الزيادة وقتما أرادت بتوفيقٍ من الله ..
و لو ضاع العام كله منكِ يا حبيبة فلتأخذي على نفسكِ الهمة بدخول شعبان و اعتبري نفسكِ في رمضان و ابدأي في تعويد نفسكِ على الطاعاتِ من الصيام و القيام و الذكر و التلاوة ... الخ
و إن فعلتِ إن شاء الله فستنجدي نفسكِ قد استكانتْ و لانت ْ و تعوّدتْ ، فمن جزءٍ من الليلِ إلى ربعه ، و من ربعه إلى ثلثه ، و من ثلثه إلى نصفه و من نصفه إلى كله إلا قليلا ، فيأتي عليكِ رمضان و تأتي عليكِ عشر الجدّ و قد تمّرنتِ لها واستعددتِ لقيامها ناسيةً دفء الفراشِ و لذة الرقادِ .. هذا بالنسبة للقيام وقيسي بقية العبادات على ذلك يا ذكيّة ..
و لعل من حكم الشرع و من فضائل الله على عباده تفضيل شهر شعبان السابق لرمضان و جعله شهراً ترفع فيه الأعمال و تحفيزه صلوات الله و سلامه عليه لأمته بصيامه و قيامه لكي تنشط الهمم فيه و تتمرن للموسمِ الأعظم و تُنهي العام الإيمانيّ بالطاعات في شعبان و تستفتحه بالطاعات و القربات في رمضان ..
فهلمي بنا يا أريجَ الفجرِ و شعبان فرصة نحملُ على أنفسنا و نأخذها بالجدّ و العزم و نحذرها أن يستأثرَ دونها بما عند الله و نخوّفها أن يسبقها غيرنا إلى الله ..
و مما يشدّ الهمم و يدفعها لخوض غمار الطاعات و الوقوفِ على أبوابها الرحبة ؛ التبحر في سير السلف الصالح أهل الهمة و العلو و العزيمة ، و الوقوف و التأمل المتدبر لأحوالهم و أقوالهم و أفعالهم و مقارنة حلنا بهم و رفع الهمم للإقتداء بهم و طلبِ مُنافستهم ..
قال الحسن : " مَن نافسكَ في دينكَ فنافسه ، و مَنْ نافسكَ في دنياه فألقها في نحره "
و حقٌ علينا يا حريصة أن نعي طريقة تفكيرهم عندما يقول أحدهم : " لو أنّ رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غمّا ً ، ما كان ذلك بكثير "
و لننظر يا متأملة في حال قلوبنا الصدأة القاسية من قلوبهم ، فلا آياتُ التهديدِ و الوعيدِ الصريحة تخوّفنا و تُرعبنا ، بينما يصير ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقائق كأنّه ثورٌ منحور من شدة البكاء و لا يجترئ أحد أن يسأله عن شيء ..
و إليك هذه المقولة لتنشّط همتكِ و توقدَ عزيمتكِ و هي كفيلة ٌ بذلك و الله ، فعن أحمد بن حرب أنّه قال : " يا عجباً لمن يعرف أنّ الجنة تُزين فوقه و النار تستعر تحته .. كيف ينام ُ بينهما !! " فيالها من مقولة تشعل الهمّة و تُقلق القلب فلا يفتر و لا يكسل و لا يتراخى عن العبادة أبداً ، لقد كان مَنْ يرى سُفيان الثوريّ يظنّه في سفينة يخافُ الغرق من كثرة ما يسمعه يقول : يا ربّ سلّم سلّم ..
و انظري لقول عاتكة المخزوميّة لما عوتبتْ في كثرة بكائها فقالت : " ما ينبغي للمخوَّف بالنارِ أنْ تجفَّ له دمْعة ، حتى يعرف موقع الأمانِ من ذلك " و لقول مُليْكة بنت المنكدر : " دعوني أبادر طَّي صحيفتي " و توقفي عند قول جارية خالد الورّاق المجتهدة ، عندما دخل عليها يوماً و كانت شديدة الاجتهاد فأخبرها برفْق الله و قبوله يسير العمل ، فبكتْ ثم قالتْ : يا خالد ، إني لأؤمِّل من الله تعالى آمالاً لو حملْها الجبال لأشفقتْ من حمْلها ، كما ضعُفتْ عن حمل الأمانة ، و إنّي لأعلم أنّ في كرم الله مستغاثاً لكل مذنب ، و لكن كيف لي بحسرة السباق ! "
فقال لها : " و ما حسرة السباق ؟ "
فقالت : " غداة الحشر إذا بُعْثِر ما في القبور ، ورَكِبَ الأبرارُ نجائبَ الأعمالِ ، فاستبقوا إلى الصراط ؛ و عِزَّةِ سيدي لا يسبق مقصَّرٌ مجتهداً ابداً ، و لو حبا المجِدُّ حَبْوَاً .. أم كيف لي بموت الحزن و الكمد إذا رأيت ُ القومَ يتراكضون و قد رُفعتْ أعلام المحسنين ، وجاز الصراط المشتاقون ، و وصلَ إلى الله المحبُّون ، و خُلِّفتُ مع المسيئين المذنبين " ثم بكت ..
فلننظر إلى قوة عزيمتهم في العبادة و الإخبات و لنحاول التشبه بهم :
فتشبّهوا بهم إنْ لم تكونوا مثلهم
إنّ التشبّـه بالكرام ِ فلاح
و لنستحضر دوماً سيرتهم في مُجاهدة النفس و مُغالبة الهوى كلما هبّت على أنفسنا رياحُ الكسلِ أو لاحتْ نوّاتُ الفتورِ و لنكثر من قول : اللهم أعنّي على ذكرِكَ و شُكرِكَ و حُسْن عبادَتِكَ
جمانة الروح @gman_alroh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جمانة الروح :راقبي العدّاد كلنا نعرف ذلك العدّاد الذي يميل ُ البعض لوضعه في توقيعاتهم ليحصي الزائرينَ لمواضيعهم و مشاركاتهم و يمكننا أن نتخيّل عدّاداً مثله يُحصي أوقاتنا و يحصي حسناتنا و ذنوبنا في هذه الأوقات ، و نراقبه دوماً مجتهدين أن نجعله نهماً في إحصاءِ الحسنات التي نجنيها طول اليوم .. فلا تمر دقيقة يحصيها علينا عدّاد الزمنِ في رمضان دون أن نعمل فيها خيراً أو نُحيي فيها عبادة منسيّة و ما أكثر العبادات المنسيّة ! و نغتنم لحظاتنا بل حتى أنفاسنا في كل ما يقربنا إلى رضوانِ الله فنكون من السعداء الموّفقين الذين امتنّ الله عليهم بنعمة البصيرة فابصروا في ضوئها ما خلقوا من أجله فكانت الهمّة و كان التنافس في الخير .. شمّري عن ساعد ِ الجدّ و هلمي و لتعدّي العدة من قبل دخول رمضان إلى استقباله و لا يفوتكِ يومٌ منه فتندمي ، فإنّ اليوم إذا فاتَ لم يعد ثانية روى الإمام أحمد في مسنده عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه و سلم – أنّه قال : " ليس من عمل يوم إلا يُختم عليه " صحيح الجامع فلكي نصل إلى غايتنا و إلى رضا الله تعالى علينا أن نعيش يوماً بيوم ، و نجعل كل يوم هدفاً نصل به إلى أعلى درجة في الجنة ، نبدأ يوماً جديداً من صلاة الفجر و نضعُ في حسباننا أنه آخر يوم ٍ في عمرنا ، فنسأل أنفسنا جيداً ماذا سنفعل اليوم ؟ و هل سنترك اليوم يضيع و يتفلت من بين أصابعنا دقيقة دقيقة دون عمل ٍ و اجتهادٍ و توبة ٍ و استغفارٍ و تلاوة ٍ و صلاة ٍ و ... الخ ! يقول ابن القيّم رحمه الله : " السّـنَة ُ شجرة ٌ و الشّـهور فروعُها و الأيام ُ أغصانُها و الساعات ُ أوراقُها و الأنفاسُ ثمرتُها ، فمن كانتْ أنفاسُه في طاعة ٍ فثمرةُ شجرتِه طيّبة ٌ ، و مَنْ كانت في معصية ٍ فثمرتُه حنظل ٌ ، و إنّما يكون الجدادُ يومَ المعادِ ، فعند ذلك يتبيّن حُلْوُ الثّمارِ من مُرِّهَا " اهـ . و لقد شبّهوا اليوم بالضيف فقالوا : " يا ابن آدم اليوم ضيفك ، و الضيف مُرتحل يحمدك أو يذمك ، و كذلك ليلتك " جلسة ٌ عائلية مع أهل البيت نتناقش فيها عن استعداداتنا لاستقبال رمضان و جدول أعمالنا فيه و نستمع لأفكار ومخططات و آراء و آمال كل فردٍ في العائلة صغيراً أو كبيراً و نُسمعهم خططنا ، و نقفُ على رمضان الماضي وقفة محاسبة .. هل حققنا كل ما أملنا تحقيقه ؟ و هل نريد الاستزادة أو تغيير النظام وفقاً للمتغيرات التي طرأت على أهل البيت هذا العام ؟ و ما هي الأخطاء التي يجب علينا تجنبها لضمان الاستفادة القصوى من موسم الخيرات و البركات ؟ و نضع بنوداً نتفقُ عليها وخطوات تضمن لنا تحقيق و إنجاز ذلك الجدول الإيماني إن شاء الله .. و تأتي يا حبيبة أهمية هذه الجلسة العائلية في التواصل حول توزيع الأدوار والمهام على أبناء البيت الواحد حرصاً على الوقت والجهد ، و التواصل حول تنظيم وقت أهل البيت من أصحاب العمل و الدراسة و محاولة إيجاد وقت للتجمع في العبادة و صلاة التراويح ، و ترتيب أوقات النوم لتحفيز الطاقة بانضباط ، و نتفق على صلاة النساء و ما الأصلح لهنّ : الصلاة بالبيتِ ، أم بالمسجد .. و لا يخفى ما في صلاة النساء في البيوت من فوائد من جمع نساء البيت على الجماعة و إعطاء كل واحدة دور في الإمامة مما يخلق جواً من التشجيع و التحفيز على الصلاة والتلاوة ، كما أنّ الصلاة بالبيت ترفع عن النساء الكثير من الذنوب التي قد يقعن فيها من مخالفة آداب الخروج أو آداب المسجد و ما يسببه الأطفال من إيذاء للمصلين و المصليات ، فبأخذ مثل هذه الأمور و غيرها في الاعتبار تصبح الصلاة في البيوت أفضل للنساء .. و إذا كُنّ النساء حريصات على عدم الوقوع في أيّ محظور ٍ أو نهيٍ شرعي و يجدن متعة ً في الصلاة في المساجد و شهود جماعة المسلمين فلا بأس عندها من الذهاب للمسجد .. المهم ألا يفوتنكِ ما في هذه الجلسة من فوائد تجني ثمارها طوال الشهر إن شاء الله و يمكن الاتفاق على جلسة اسبوعية في رمضان في أي يوم يمكن التجمع فيه لتغيير بعض الخطط و التعديل عليها و تفادي الأخطاء .. كُوني قدوة حسنة فأنت تعلمين – علمتِ كل خير - أنّ من أهم أركان التربية الصحيحة أن نكون قدوة حسنة لأولادنا أو لإخواننا بل لأهلنا و لكل المسلمين و المسلمات ، فإذا كنتِ قد دعوتِهم مثلاً إلى قراءة القرآن فلابد أن يُشاهدوكِ و أنت تقرئيه و ترتليه و ترتشفيه ارتشافاً ، بل و يتعلمونَ منكِ أدب التعامل مع كتابِ الله بالتطبيق العمليّ و ليس بمجرد الكلام .. فإذا سألتكِ ابنتكِ أو أختكِ أو سألكِ ولدكِ أو أخيكِ أو أي فردٍ في العائلة ، لماذا تتوضئين و لم يحن وقت الصلاة ؟ تقولي : أتوضأ لقراءة القرآن .. و انظري بنفسكِ عندها ماذا ستفتحُ عليكِ هذه الإجابة من أبوابِ تساؤلات شتى .. فسيسألكِ : هل لابد أن نتوضأ لقراءة القرآن ؟ و لماذا .. و ... و ... و إذا شاهدوكِ تلبسين أنظفَ الثيابِ و تستاكين و تجلسين تجاه القبلة و تقرئين في خشوع ٍ و تدبر ٍ بصوت ٍ نديّ لا مُنخفض ٍ و لا عال ٍ ، مُطأطأة الرأسِ خافِضة الجناحِ تغشاكِ السكينة و ترفرفُ على مُحيّاكِ .. تستبشرين بآي البشرِ و تهتزين وجلاً لآي الوعيد ، تسبحين مع فلكِ نوحٍ و تعبرين وراء موسى البحر .. فإنّهم يتعلمون منكِ الخشوعَ و الخضوعَ و أدبَ الذكرِ و التدبرِ و التذوق ِ.. و إذا كنتِ قد دعوتِ بناتكِ أو أخواتكِ لصلاة التراويح فلابد أن تكوني أول مَنْ تصلي و تحملين نفسكِ على ذلك فأنت قدوتهنّ ، بل و تصطحبين منهنّ من تستطيع أن تحفظ أدبها و لا تؤذي المصليات و المسجد لكي تشهد الصلاة و يتعمّق حُبّ المسجد في قلبها ، خاصة ً لو كنتِ قبلاً قد علمتهنّ آداب المسجد و يرين التطبيق العمليّ أمامهن فيكِ ماثلا .. و أعجبُ ممن تشتكي من بناتِها و أولادِها لعدم حبهم للمسجد أو لعدم الأدب معه و فيه و منهم و منهنّ من بَلَغَ و بَلَغَتْ سن التكليف ! أعجب لأنهنّ أهملنّ كونهنّ القدوة و المثل المحتذى و أنهنّ السبب في ما حدث بسبب الصور الخاطئة التي نقلتها لهنّ و القدوة السيئة التي ضربتها لهنّ المتمثلة في مخالفة أقوالها لأفعالها عندما شاهدهنها و هي لا تراعي آداب المسجد و تتخذه مجلساً للسمر و تجاذب أطراف الحديث و مكاناً للأكل و الضحك ، و شاهدنّ مَنْ تحضر أولادها و بناتها و تجلب الحلوى لهم و لا تنتبه لهم و ما يلقونه في المسجد و يؤذون به المسجد و المصلين ، و لا يتعهدنّ دورات المياه بالتنظيف بعد استخدامها و لا بعد أن يستخدمها أولادهن الصغار بل لا يتحرزنّ أن يلوث الصغار المسجد بالنجاسات .. !!! فالقدوة القدوة .. و إذا كنتِ قد حثثتهم على صلة الأرحام فلابد أن يرونكِ و أنت تصلين رحمك و تبرّين والديكِ و تبتسمين في وجهيهما و تهشّين لهما و تحضرين لهما الهدايا وتتوددين إليهما و تلتمسين رضاهما في الذهاب و الإياب و تسأليهما الدعاء دوماً ، و إذا غبتِ عنهما تناهي لأسماعهم دعاؤك بظهر الغيب لهما متحريّةً أوقات الاستجابة .. و بعد ذلك تمتعي ببرّ أولادك بكِ و تأملي برّ إخوانك بوالديكِ .. كذلك عوّديهم حُبّ البذل و التصدق و السخاء ، و يمكنكِ أن تعطيهم الصدقة آمرةً بغضِ البصر عنها و ألا يدعون شمائلهم تعرف ما تنفق ميامنهم ، و دعيهم يضعون الصدقات في أيادي السائلين .. و إذا رآوكِ تتصدقين رقة ً لحال السائل مدركةً حقه في مالكِ دون تفاخرٍ أو مَنٍ أو تكبرٍ .. وَقَرَتْ في أفئدتهم تلك المعاني .. كذلك إذا رآوكِ تتعهدين ما فاض من ملابسكِ و من ملابس أهل بيتكِ و تقومين بتنظيفها و تصليحها و كيها و تعطيرها و وضعها بالحقائب لإخراجها صدقات ، أو شراء الملابس الجديدة لأولاد الفقراء و لليتامى و المساكين ، تعلموا أن يتصدقوا بأفضل ما عندهم و أن يتعهدوا صدقاتهم بالتطييبِ و التحسيين لأنهم يضعونها في يدِ الله عز وجل ، و تجديهم حريصين على الصدقات حريصين على إخفائها .. ألا باركَ الله فيكِ و فيهم ذكّري أهل بيتك ذكّريهم يا عظيمة الحظِ بإسلامكِ دائماً بأوجه البرّ و الخير المختلفة قبل دخول رمضان ثم في أثنائه فتنالين ثواباً عظيماً ، و قد يفيدكِ الاستعانة ببعض الوسائل المذكّرة كالورقات و المطويات تعلّق هنا و توضع هناك لتذكرهم إن لاح منهم نسيان و الذكرى تنفع المؤمنين .. أفكارٌ للحريصات : # وزّعي على أهل بيتكِ رسائل الأذكار والأدعية و الأوراد اليومية ، مثل ورقة أذكار الصباح و المساء .. ذكر ما بعد السلام ... الخ أو كتيّب المسلم الذي لا يفارقه " مختصر النصيحة " أو " حِصن المسلم " فتعينيهم و تأخذي الثواب إن شاء الله .. # يمكنكِ تعليق بعض الملصوقات المذكّرة في أماكن بارزة تنصحين أهل البيت ، على طاولة الهاتف مثلاً [ إياك َ و الغيبة ] [ أمسك عليك لسانك ] [ قُل الصدق ] .. ، و على البّراد مثلاً [ بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه ] [ أطب مطعمك ] .. ، و على الحائط الخارجي لدورة المياه دعاء دخول الخلاء و الخروج منه ، و بالقرب من طاولة الطعام دعاء الأكل و الشرب ، و تضعين في أغلب أماكن التجمعات كالمجالس ورقاتٌ بها من الأدعية و الأذكار فيها ما فيها من الأجر العظيم .. # ضعي في المصلى الذي يصلى فيه الرجال النوافل و تُصلي فيه النساء من أهل البيت كتيبات للأذكار و الأدعية و صفة ُ صلاة الرسول – صلى الله عليه و سلم – و وضوئه و آخر في الصيام و فضائله و أفكار لاستغلال رمضان و آخر في الخشوع و آخر في الأسباب الميسرة لقيام الليل و هكذا .. # و كذلك ارسلي للمسجد القريب من البيت كتيبات في الأذكار ، و اجعلي بحوزتك إذا خرجتِ للطبيبة أو لصلة رحمٍ أو لزيارةٍ في الله كتيبين أو ثلاث للأذكار تهديها لأختٍ لكِ تنتفعُ به و تننالين عظيم الأجر إن شاء الله .. و أمّا الاستعداد النفسيّ و الروحيّ ؛ فالمقصود منه أن نعدّ أنفسنا روحياً و نفسيّاً لاستقبال رمضان ، نستثيرُ شوقنا إلى أيامه و لياليه ، إلى تلك النفحات الإيمانيّة و المنح الربانيّة ، نهتفُ بقلوبنا المتلهّفة وعَجِلتُ إليكَ ربّي لِتَرْضَى ، نُلبي نداء الحبيبِ بكل شوق ٍ و لهفة ، نسأله كل صلاة سؤال حبيبه المصطفى صلواتُ ربي و سلامه عليه فيما رواه النسائي بسندٍ صحيح " و أسألكَ لذةَ النظرِ إلى وجهِكَ و الشّوقَ إلى لقائكَ " ، نستقبلُ نسائم القبول ، نقفُ على أعتابِ أبوابِ الخير و الأمل و الرحمة .. نُعدّ أنفسنا للإقبالِ على شهرٍ مُختلف و أيامٍ مُختلفة ، لها مذاقٌ خاص و أريجٌ مميز ، نتذكرُ أيامنا و ليالينا في رمضانِ الماضي نبحر بقواربِ الذكرى نتلمسُ تلكَ اللحظاتِ الحميمة ، نسترجعُ عبراتنا و تنهداتنا و حرقة الأفئدة ، نتملّى في وقفاتنا مع كلامِ الله عند سماعه من مشايخنا و عند تلاوته ، فيسري الشوقُ لتلك الحلاوة التي ذقناها من قبل و تنعمنا بها .. يسري في الأركانِ و الجوارحِ و الشرايين .. ينبضُ بنبضِ القلب ِ و يلتمع ُ في رقرقات الدمع ، و تلهج الأرواح ُ بالدعاء أن يُبلغنا الله رمضان لكي نلقي بأنفسِنا على أعتابِ بابه تعالى ، و قد عاهدنا أنفسنا أن نكونَ من المقبولين ، أن ننال شهادة عتقٍ من النيران ، أن ننال الرضوان .. نمرغُ الرءوس في السجود نُبللُ الثرى نبكي ذنوبنا و تقصيرنا ، نتذكرُ مِنن الله و عطاياه التي لا تُحصى و لا تُعدّ و إحسانه إلينا ، فنبكي حياءً منه و هل أحْسَنَ أحدٌ إلينَا كما أحْسَنَ الله ُ إلينا ؟ ! يُكبلنا تقصيرنا في شكرهِ تعالى ، و نُحني الرأس خجلاً من التقصير في الطاعاتِ و القُربِ و التسويفِ و تعليقِ الأماني بينما نرفل في نعيمِ الله و نعيشُ على أرضِه .. نتحسّرُ على فواتِ الأزمنة في غيرِ طاعته تعالى و في غيرِ ذكره .. نتحسّرُ على قعودنا مع القاعدين بينما نرمق أفواج المتسابقين المُسارعين في عجلٍ إليه ، تركتْ كلّ العلائقِ وراءَ ظهرها و لم تلتفت لقريبٍ أو بعيد ، لبّتْ نداءه و سارعتْ تتهافت لشراءِ جنته و الفوز برضوانه .. لا يُمكنُ لأحدٍ أن يقطعَ عليها الطريق ، فإنها أفواجٌ تدبّ في الأرضِ و أرواحها في السماء ترنو لما هو خيرٌ و أبقى .. حمدوا الله و شكروه و رضوا عنه فأرضاهم و جعل جِنانهم في صدورهم في الدنيا قبل أن يلحقهم بجناته التي زيّنها بنفسه جلّ و علا في الآخرة .. نرى حالهم .. فنأخذُ على أنفسنا أن نكونَ في رِكابهم في طريقنا إلى الله .. و مِنَ الاستعداد ِ أيضاً أن تستصحِبِ معك طوال الشهر نيّاتٌ صالحة تُجددينها كل يوم ٍ و ليلة .. منها : ـ نيّة التوبة الصادقة ُ من جميع الذنوبِ صغيرها و كبيرها ـ نيّة أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير و العمل الصالح ـ نيّة كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات ففيه يتضاعف الأجر و الثواب ـ نيّة ختم القرآن الكريم عدة مرات مع الخشوع و التدبر لآياته ـ نيّة تصحيح العلاقة مع الله و الالتزام بأوامره و اجتنابِ نواهيه و التزام سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ـ نيّة تصحيح السلوك و الخُلقِ و المعاملة مع النّاس بما يُرضي الله سبحانه و تعالىراقبي العدّاد كلنا نعرف ذلك العدّاد الذي يميل ُ البعض لوضعه في توقيعاتهم ليحصي الزائرينَ...
اغتنمي الفرصة
فرمضان فرصة ٌ للطاعة ففيه يعودُ العباد إلى ربهم تعالى و يُقلعونَ عن الآثام لعاملين هامين :
ا – جود الله تعالى على عباده و صفحه وعفوه عنهم في هذا الشهر الكريم حتى أنّه صحّ عند الترمذيّ وابن ماجه أنّه لله تعالى في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار .
ب – أنّ الشياطين تُصفّد و تُسلسل إذا جاء رمضان و تغلّق أبواب النيران و تفتّح أبواب الجنة فيكون العباد أقرب إلى ربهم و إلى عفوه
فهلاّ كنا ممن يأملن أن يعتقهنّ الله في رمضان و هلا اننضمنا إلى قوافل التائبين و رمضان فرصة ٌ ثمينة ٌ ليتوبَ فيها المُذنبُ و إنْ لم يَتب في رمضان فيا ليتَ شعري متى يتوب !
و كُوني على علمٍ باركَ الله فيكِ بشروطِ التوبة لكي تحققيها فتصدق توبتكِ و تصحّ أوبتكِ ، و هي :
1 ـ أنْ نجعلها توبة ً خالصة ً لوجه الله لا تشوبها شائبة المقاصد الدنيويّة
2 ـ أن نعجّل بها لكي لا نصل إلى زمانِ عدم الإمكان دون توبة و زمان الإمكان قبل أن تطلع الشمس من مغربها و قبل أن تبلغ الروح الحلقوم .
3 ـ أن نُقلع عن الذنبِ فوراً فهل يَصلح أن ندّعي التوبة و نحن ُ مقيمات على المعصية !
4 ـ أن نندم على ما مضى و ما بدر فلقد صحّ عنه صلى الله عليه و سلم أنّه قال : " الندم توبة " أخرجه ابن ماجه و الحاكم
5 ـ أن نعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى عزماً من صميم القلوب
6 ـ أن نرد حقوق العباد ِ و نتحلل منها
اللهم اغفر للتائباتِ و أبدل سيئاتهنّ بكرمِكَ و جودِكَ حسنات و وفقهنّ لاغتنامِ الأوقاتِ و شغلها بالأعمالِ و الطاعاتِ و القُرباتِ ..
اغتنمي الفرصة
لمعالجة عيوبكِ و ذنوبكِ المستعصية و عاداتكِ السيئة ، فرمضان فرصة ٌ سانحة ٌ لعلاجِ الآفاتِ و العادات المخالفة للشرع و التخلصِ من أمراضِ القلوب و الأرواح ، كالغيبة و النميمة و الحقد و الحسد و الفضول و الرياء و الكذب وقول الزور .. الخ ، عافانا الله و إياكنّ من كل ذلك ..
فبادري إلى تقييد كل هذا البلاء وابدئي العمليات الاستئصالية في شهر رمضان بكل حزمٍ و همّة ..
واعلمي أنّه إذا لم تتحفز همّتكِ لعلاج مثل تلك الآفات و العيوب و الأمراض في هذا الشهر فإنه لن تتبقى هناك فرصة للبرء ، فمن حُرِمَ بركة رمضان و لم يَبرأ من عيوبِ نفسه فيه فأيّ زمانٍ آخر يستظلُ ببركته !!
فانتهزي الفرصة للتوبة النصوح و تزكية النفس فهي سانحة ٌ أمامكِ ، فقد :
# صُفّدت الشياطين و هم أصل كل بلاء يصيب بني آدم ..
# و أنتَ تُمارسين حمية خاصة تمتنعين فيها عن غير الشهوات من طعام و شرابٍ وجماع و الشهوات أصل النشوز و العصيان والغفلة و قد امتنعتِ عنها شهراً كاملاً فهذا أدعى للمواصلة بقية العام و بقية العمر ..
# و الطاعة أمامكِ جماعية فلا تبصري في الغالب إلا أمة تصوم و تتسابق إلى الخيرات ، فتضعف الهمّة للمعصية و تقوى للطاعة بل تهفو إليها ..
فهذه الظروف الثلاث تتضافر مع عزيمة النفس الصادقة للإصلاح و التغيير فيتولد مناخٌ صحي و طقسٌ مناسبٌ لاستئصال أيّ داء مهما عَظُم و غالباً ما نجد بداية العائدين و العائدات و التائبين و التائبات عبراتٌ هطلتْ في سكونِ ليلة ٍ ذات نفحات ٍ من ليالي شهر العفو و البركات ..
كما يجدرُ بنا أن نستحضر أنواع الطاعات و القُربات و نوطن عزيمة النفس على أدائها في رمضان و الاجتهاد فيها مع التزام المحاسبة بفحصِ ظاهر الطاعة و باطنها و أولها و أخرها طلباً للإخلاصِ و الكمال و الأجر العظيم ..
و المحاسبة تكون قبل العمل و أثناءه و بعده :
- قبل العمل : بالاستعداد له واستحضار ما قصرت فيه حتى يتم تلافيه .
- و أثناءه : بمراقبة العمل ظاهراً و باطناً أوله و آخره .
- و بعده : بإعادة ذلك كله .
و إذا واظبتِ على هذه المُحاسبة صارتْ مسلكاً لا يحتاج إلى تكلف و مُعالجة ، فإذا وجدتِ عيباً أو مرضاً لجأتِ إلى تخلية قلبكِ و صدركِ و لسانكِ منه ، ثم بعد التخلية لابد أن تتم التحلية فتضعي مكان ذلك الطاعات و القُرب و الآداب ، ثم تواظبي على المراقبة الذاتية و التعهد بالمُحاسبة الشخصية و تعويد النفس على معاقبتها عند الزلل و تقويمها عند الاعوجاج ، و ذلك إنّما يكون بينكِ و بين نفسكِ تحاوريها و تعالجي أيّ قصورٍ فيها بلومِها و تقريعها و حرمانها مما تحب و عقابها على كسلها و خمولها ..
و الحرصُ على صحبةِ الخيّرات من المجتهدات تكون من الأمور المعينة من حيث التذكير و الحثّ على الطاعة و الإعانة ..
أحذري الصوراف
اتفقنا على تخيل العدّاد لكي نحاسب أنفسنا على الوقتِ و نتعهده دوماً بشغله بالطاعات ، لذا كان من الحرص الانتباه من عدة صوارف و شواغل تصرفنا عن استثمار أوقاتنا في طاعة الله و تشغلنا عن عبادته و التقرب إليه و تلتهم الوقت التهاماً و هذه الصوارف عديدة أهمّها :
النوم : فمالي أراكنّ يا غاليات قد حوّلتنّ شهر القيام إلى شهر النوم ، و شهر الهمّة و التشمير في الطاعة إلى شهر الكسل و الفتور ، تنامُ الواحدة طول النهار و تؤخر الصلاة عن وقتها و تقوم من نومها على المطبخ و من المطبخ إلى التلفاز و لا حول و لا قوة إلا بالله ، و البعض ربما لا تقوم الليل وتسهر أوله وتنام آخره حتى الصباح .. وكل تلك الساعات ضاعت منها و تسربت من بين أناملها ..
فأين رمضان و كيف نترك ساعات نفيسة كهذه تضيع منّا بالله عليكنّ و قد لا يأتي علينا رمضان القادم لنتدارك .. !
ثم إنّ النوم الكثير في النهار أو الليل يضيّع الكثير من حِكَمِ الصيام و من جواهره المفترض منا اقتناصها وجنيها ، فالنوم في النهار يُضيّع حِكمة الشعور بالجوع و العطش و الصبر عليه تعظيماً لحقِ الله و مهابة ً لنظره و إطلاعه علينا ، و كيف نشعر بذلك ونحن نغطّ في النوم !
و كيف نحصل لذة الانكسارِ و الخضوعِ للمولى عز وجلّ و شرف الانتسابِ إليه و نحن ننام ُ ملْ أجفاننا .. !
فالإسراف في مثل هذه المباحات كالنوم و عدم تنظيمه يجعلنا لا نستشعر معاني الصوم و لا نُحقق مقاصده و بالتالي قد لا نشعر بالفرق بين رمضان و غيره و يفوّت علينا نفائس هذا الشهر و المنح و العطايا و الهبات التي فيه .. و هي إنّما لكل مجتهدٍ و مجتهدة .. لا لكل نائمٍ و نائمة .. !
كما أنّ النوم طوال النهار يُخالف الفطرة السويّة التي فطرنا الله عليها { وجعلنا النهار معاشا } ، فلابد أن يكون لديكِ يا حيّة القلبِ برنامج للنوم لا يتجاوز ثمان ساعات حتى لا تضر كثرة النوم ببدنكِ و لا تلهيكِ عن فضائل العبادات في شهر رمضان ، و قد يكفيكِ أن تنامي خمس ساعات أو أربع بالليل بحسبِ الاستطاعة و ساعتين في أولِ النهار أو وسطه و لتحرصي كل الحرص على أذكار النوم التي تعطي قوة للبدن سائر اليوم و أن تحتسبي النومة للقومة ..
و تأتي أهمية تنظيم جدول للنوم في رمضان خاصة لأننا تعملين بالنهار في إدارة مملكتكِ أو في دراستكِ فلابد من جعل جزء من الليل مخصصٌ للنوم دون تضييع الصلاة في أوقاتها و دون تضييع قيام الليل و التهجد أو تضييع الفجر ، ثم تجعلي في النهار وقتاً لتلاوة القرآن و غيره من العبادات ..
كما أنّ النوم بعد الفجر يفوّت فرصة نفيسة لنيل حجة أو عمرة تامة كما جاء في حديث الترمذي ، و ذلك عندما نجلس منقطعاتٍ لذكر الله حتى ترتفع الشمس قيد رمح ثم نصلي ركعتين ..
و كذلك تضييع الدقائق الثمينة بعد العصر حتى المغرب في النوم يفوّت أجراً عظيماً و وقتاً طويلاً يمكن استغلاله في قراءة القرآن و الذكر والدعاء ..
التلفاز : و ما أدراكِ ما هو ، يستعد ُ عبر إرساله المحرّم شياطينَ الإنس لكي يصرفوا الناس عن عبادة ربهم و التقرب إليه في هذه الأيام الفاضلة فيجلس أمامه الناس و كأنهم مقيدون إليه لا يستطيعون فكاكاً ، و لو انقطعت الكهرباء لامتلئت المساجد بالمصلين و المصليات ..
لقد أفسدَ التلفاز على الناس حياتهم بما يبثه من موسيقى و أفلام و صور محرمة و مواضيع تافهة هدّامة ، إنّه يسحب من رصيد حسناتكِ مع كل دقيقة تمرّ عليكِ و أنتِ أمامه ، و يضيف لرصيدِ سيئاتكِ ، و هل رمضان أيها الأحبة فرصة ٌ لجمع الحسنات و زيادتها أم خسارتها !!
أهدرنا حسنات عام كامل و يضيع علينا رمضان أيضا ً .. !!
أهدرنا أوقاتنا فيما لا ينفع و كان أولى بنا أن نستغلها في قراءة قرآن و ذكرٍ لله و تسبيح و دعاءٍ و صلاة ..
إني أشفق لحالكِ يا رقيقة َ القلبِ .. فتخلصي يرحمكِ الله مما يصرفكِ عن ربكِ جلّ و علا ، و يقطع الطريق بينكِ و بينه و يُفسد عليكِ دينكِ و آخرتكِ ..
و قد يكون الأمر في أوله صعبٌ و شاق – أعني هجر التلفاز و هجر مواده المفسدة المحرّمة – و لكني متيقنة أنكِ تتحلين بالقوة الكافية و المثابرة و أنكِ راغبةٌ حقاً أن تَعْجَلي لبارئكِ تاركةً كل ما يشدّكِ و يركنُ بكِ إلى الدنيا و علائقها الماديّة ..
اللهم اغفر لنا ذنوباً حالتْ بيننا و بين ذكرك ، و اعف عن تقصيرنا في طاعتك و شكرك ، و أدم علينا لزوم الطريق إليك ، و هب لنا نوراً نهتدي به إليك ، اللهم أذقنا حلاوة مناجاتك و اسلك بنا سبيل مرضاتك ، اللهم انقذنا من دركاتنا و ايقظنا من غفلاتنا و ألهمنا رشدنا و أحسن بكرمك قصدنا و احشرنا اللهم في زمرة المتقين و ألحقنا بعبادك الصالحين ..
الزيارات : من الصوارف و الشواغل التى تصرف المسلمين عن الاجتهاد في الطاعة في شهر الجدّ و موسم التنافس ، و مما يُضيّع الأوقات خاصة ً و أننا ابتلينا بعدم التنظيم و تحري الأوقات و الحرص عليها ..
كما أنّ تلك الزيارات الكثيرة تفتح أبواب الغيبة و النميمة و الكذب و النفاق و غيرها من االفتن التي من المفترض أن يحرص المسلمون على التخلص منها في رمضان ..
فيجب ضبطها في أضيق الحدود و يا حبذا لو كانت الزيارات بغرض كسب الأجور و زيادتها كصلة الأرحام المقطوعة أو عيادة مريضة أو إدخال السرور على أيتام و غير ذلك ، مع الحذر من تطويل الوقت أو الوقوع في المنهيات الشرعية و للزيارة آدابٌ معروفة يجبُ عليكِ مراعاتها و الالتزام بها حتى تصير سجية ، و مما لا يخفى أنّ الالتزام بهذه الآداب يمنع الكثير من مشاعر البغض التي تسببها زيارات المسلمات لبعضهنّ البعض دون انضباط أو مراعاة لآداب الزيارة و آداب التعامل ..
هذا بالإضافة إلى تضييع الأوقات التي كان من المفترض الحرص على شغلها بالطاعات و أنواع العبادات ، و يَحْسُن أن نضع قاعدةً في تعاملاتكِ مع الآخريات في رمضان و في غيره أنه لا زيارات دونما سبب و لا زيارات دون ميعاد مسبق و لا زيارات طويلة ، فهذا يُريحكِ من عناء استقبال البعض في أوقاتٍ أنتِ في أمسّ الحاجة إليها و يريحكِ من ضرر الإحراج الذي يجعلك تستقبلين أختاً مسلمة ً على مضض و ربما يصير في نفسكِ شيء منها لمدة طويلة بسبب كثرة الزيارات أو تطويلها أو كونها فجأة و كونها لا تهدف لشيء إلا الثرثرة و الفضول و الغيبة و النميمة .. !
فرمضان فرصة ٌ للطاعة ففيه يعودُ العباد إلى ربهم تعالى و يُقلعونَ عن الآثام لعاملين هامين :
ا – جود الله تعالى على عباده و صفحه وعفوه عنهم في هذا الشهر الكريم حتى أنّه صحّ عند الترمذيّ وابن ماجه أنّه لله تعالى في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار .
ب – أنّ الشياطين تُصفّد و تُسلسل إذا جاء رمضان و تغلّق أبواب النيران و تفتّح أبواب الجنة فيكون العباد أقرب إلى ربهم و إلى عفوه
فهلاّ كنا ممن يأملن أن يعتقهنّ الله في رمضان و هلا اننضمنا إلى قوافل التائبين و رمضان فرصة ٌ ثمينة ٌ ليتوبَ فيها المُذنبُ و إنْ لم يَتب في رمضان فيا ليتَ شعري متى يتوب !
و كُوني على علمٍ باركَ الله فيكِ بشروطِ التوبة لكي تحققيها فتصدق توبتكِ و تصحّ أوبتكِ ، و هي :
1 ـ أنْ نجعلها توبة ً خالصة ً لوجه الله لا تشوبها شائبة المقاصد الدنيويّة
2 ـ أن نعجّل بها لكي لا نصل إلى زمانِ عدم الإمكان دون توبة و زمان الإمكان قبل أن تطلع الشمس من مغربها و قبل أن تبلغ الروح الحلقوم .
3 ـ أن نُقلع عن الذنبِ فوراً فهل يَصلح أن ندّعي التوبة و نحن ُ مقيمات على المعصية !
4 ـ أن نندم على ما مضى و ما بدر فلقد صحّ عنه صلى الله عليه و سلم أنّه قال : " الندم توبة " أخرجه ابن ماجه و الحاكم
5 ـ أن نعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى عزماً من صميم القلوب
6 ـ أن نرد حقوق العباد ِ و نتحلل منها
اللهم اغفر للتائباتِ و أبدل سيئاتهنّ بكرمِكَ و جودِكَ حسنات و وفقهنّ لاغتنامِ الأوقاتِ و شغلها بالأعمالِ و الطاعاتِ و القُرباتِ ..
اغتنمي الفرصة
لمعالجة عيوبكِ و ذنوبكِ المستعصية و عاداتكِ السيئة ، فرمضان فرصة ٌ سانحة ٌ لعلاجِ الآفاتِ و العادات المخالفة للشرع و التخلصِ من أمراضِ القلوب و الأرواح ، كالغيبة و النميمة و الحقد و الحسد و الفضول و الرياء و الكذب وقول الزور .. الخ ، عافانا الله و إياكنّ من كل ذلك ..
فبادري إلى تقييد كل هذا البلاء وابدئي العمليات الاستئصالية في شهر رمضان بكل حزمٍ و همّة ..
واعلمي أنّه إذا لم تتحفز همّتكِ لعلاج مثل تلك الآفات و العيوب و الأمراض في هذا الشهر فإنه لن تتبقى هناك فرصة للبرء ، فمن حُرِمَ بركة رمضان و لم يَبرأ من عيوبِ نفسه فيه فأيّ زمانٍ آخر يستظلُ ببركته !!
فانتهزي الفرصة للتوبة النصوح و تزكية النفس فهي سانحة ٌ أمامكِ ، فقد :
# صُفّدت الشياطين و هم أصل كل بلاء يصيب بني آدم ..
# و أنتَ تُمارسين حمية خاصة تمتنعين فيها عن غير الشهوات من طعام و شرابٍ وجماع و الشهوات أصل النشوز و العصيان والغفلة و قد امتنعتِ عنها شهراً كاملاً فهذا أدعى للمواصلة بقية العام و بقية العمر ..
# و الطاعة أمامكِ جماعية فلا تبصري في الغالب إلا أمة تصوم و تتسابق إلى الخيرات ، فتضعف الهمّة للمعصية و تقوى للطاعة بل تهفو إليها ..
فهذه الظروف الثلاث تتضافر مع عزيمة النفس الصادقة للإصلاح و التغيير فيتولد مناخٌ صحي و طقسٌ مناسبٌ لاستئصال أيّ داء مهما عَظُم و غالباً ما نجد بداية العائدين و العائدات و التائبين و التائبات عبراتٌ هطلتْ في سكونِ ليلة ٍ ذات نفحات ٍ من ليالي شهر العفو و البركات ..
كما يجدرُ بنا أن نستحضر أنواع الطاعات و القُربات و نوطن عزيمة النفس على أدائها في رمضان و الاجتهاد فيها مع التزام المحاسبة بفحصِ ظاهر الطاعة و باطنها و أولها و أخرها طلباً للإخلاصِ و الكمال و الأجر العظيم ..
و المحاسبة تكون قبل العمل و أثناءه و بعده :
- قبل العمل : بالاستعداد له واستحضار ما قصرت فيه حتى يتم تلافيه .
- و أثناءه : بمراقبة العمل ظاهراً و باطناً أوله و آخره .
- و بعده : بإعادة ذلك كله .
و إذا واظبتِ على هذه المُحاسبة صارتْ مسلكاً لا يحتاج إلى تكلف و مُعالجة ، فإذا وجدتِ عيباً أو مرضاً لجأتِ إلى تخلية قلبكِ و صدركِ و لسانكِ منه ، ثم بعد التخلية لابد أن تتم التحلية فتضعي مكان ذلك الطاعات و القُرب و الآداب ، ثم تواظبي على المراقبة الذاتية و التعهد بالمُحاسبة الشخصية و تعويد النفس على معاقبتها عند الزلل و تقويمها عند الاعوجاج ، و ذلك إنّما يكون بينكِ و بين نفسكِ تحاوريها و تعالجي أيّ قصورٍ فيها بلومِها و تقريعها و حرمانها مما تحب و عقابها على كسلها و خمولها ..
و الحرصُ على صحبةِ الخيّرات من المجتهدات تكون من الأمور المعينة من حيث التذكير و الحثّ على الطاعة و الإعانة ..
أحذري الصوراف
اتفقنا على تخيل العدّاد لكي نحاسب أنفسنا على الوقتِ و نتعهده دوماً بشغله بالطاعات ، لذا كان من الحرص الانتباه من عدة صوارف و شواغل تصرفنا عن استثمار أوقاتنا في طاعة الله و تشغلنا عن عبادته و التقرب إليه و تلتهم الوقت التهاماً و هذه الصوارف عديدة أهمّها :
النوم : فمالي أراكنّ يا غاليات قد حوّلتنّ شهر القيام إلى شهر النوم ، و شهر الهمّة و التشمير في الطاعة إلى شهر الكسل و الفتور ، تنامُ الواحدة طول النهار و تؤخر الصلاة عن وقتها و تقوم من نومها على المطبخ و من المطبخ إلى التلفاز و لا حول و لا قوة إلا بالله ، و البعض ربما لا تقوم الليل وتسهر أوله وتنام آخره حتى الصباح .. وكل تلك الساعات ضاعت منها و تسربت من بين أناملها ..
فأين رمضان و كيف نترك ساعات نفيسة كهذه تضيع منّا بالله عليكنّ و قد لا يأتي علينا رمضان القادم لنتدارك .. !
ثم إنّ النوم الكثير في النهار أو الليل يضيّع الكثير من حِكَمِ الصيام و من جواهره المفترض منا اقتناصها وجنيها ، فالنوم في النهار يُضيّع حِكمة الشعور بالجوع و العطش و الصبر عليه تعظيماً لحقِ الله و مهابة ً لنظره و إطلاعه علينا ، و كيف نشعر بذلك ونحن نغطّ في النوم !
و كيف نحصل لذة الانكسارِ و الخضوعِ للمولى عز وجلّ و شرف الانتسابِ إليه و نحن ننام ُ ملْ أجفاننا .. !
فالإسراف في مثل هذه المباحات كالنوم و عدم تنظيمه يجعلنا لا نستشعر معاني الصوم و لا نُحقق مقاصده و بالتالي قد لا نشعر بالفرق بين رمضان و غيره و يفوّت علينا نفائس هذا الشهر و المنح و العطايا و الهبات التي فيه .. و هي إنّما لكل مجتهدٍ و مجتهدة .. لا لكل نائمٍ و نائمة .. !
كما أنّ النوم طوال النهار يُخالف الفطرة السويّة التي فطرنا الله عليها { وجعلنا النهار معاشا } ، فلابد أن يكون لديكِ يا حيّة القلبِ برنامج للنوم لا يتجاوز ثمان ساعات حتى لا تضر كثرة النوم ببدنكِ و لا تلهيكِ عن فضائل العبادات في شهر رمضان ، و قد يكفيكِ أن تنامي خمس ساعات أو أربع بالليل بحسبِ الاستطاعة و ساعتين في أولِ النهار أو وسطه و لتحرصي كل الحرص على أذكار النوم التي تعطي قوة للبدن سائر اليوم و أن تحتسبي النومة للقومة ..
و تأتي أهمية تنظيم جدول للنوم في رمضان خاصة لأننا تعملين بالنهار في إدارة مملكتكِ أو في دراستكِ فلابد من جعل جزء من الليل مخصصٌ للنوم دون تضييع الصلاة في أوقاتها و دون تضييع قيام الليل و التهجد أو تضييع الفجر ، ثم تجعلي في النهار وقتاً لتلاوة القرآن و غيره من العبادات ..
كما أنّ النوم بعد الفجر يفوّت فرصة نفيسة لنيل حجة أو عمرة تامة كما جاء في حديث الترمذي ، و ذلك عندما نجلس منقطعاتٍ لذكر الله حتى ترتفع الشمس قيد رمح ثم نصلي ركعتين ..
و كذلك تضييع الدقائق الثمينة بعد العصر حتى المغرب في النوم يفوّت أجراً عظيماً و وقتاً طويلاً يمكن استغلاله في قراءة القرآن و الذكر والدعاء ..
التلفاز : و ما أدراكِ ما هو ، يستعد ُ عبر إرساله المحرّم شياطينَ الإنس لكي يصرفوا الناس عن عبادة ربهم و التقرب إليه في هذه الأيام الفاضلة فيجلس أمامه الناس و كأنهم مقيدون إليه لا يستطيعون فكاكاً ، و لو انقطعت الكهرباء لامتلئت المساجد بالمصلين و المصليات ..
لقد أفسدَ التلفاز على الناس حياتهم بما يبثه من موسيقى و أفلام و صور محرمة و مواضيع تافهة هدّامة ، إنّه يسحب من رصيد حسناتكِ مع كل دقيقة تمرّ عليكِ و أنتِ أمامه ، و يضيف لرصيدِ سيئاتكِ ، و هل رمضان أيها الأحبة فرصة ٌ لجمع الحسنات و زيادتها أم خسارتها !!
أهدرنا حسنات عام كامل و يضيع علينا رمضان أيضا ً .. !!
أهدرنا أوقاتنا فيما لا ينفع و كان أولى بنا أن نستغلها في قراءة قرآن و ذكرٍ لله و تسبيح و دعاءٍ و صلاة ..
إني أشفق لحالكِ يا رقيقة َ القلبِ .. فتخلصي يرحمكِ الله مما يصرفكِ عن ربكِ جلّ و علا ، و يقطع الطريق بينكِ و بينه و يُفسد عليكِ دينكِ و آخرتكِ ..
و قد يكون الأمر في أوله صعبٌ و شاق – أعني هجر التلفاز و هجر مواده المفسدة المحرّمة – و لكني متيقنة أنكِ تتحلين بالقوة الكافية و المثابرة و أنكِ راغبةٌ حقاً أن تَعْجَلي لبارئكِ تاركةً كل ما يشدّكِ و يركنُ بكِ إلى الدنيا و علائقها الماديّة ..
اللهم اغفر لنا ذنوباً حالتْ بيننا و بين ذكرك ، و اعف عن تقصيرنا في طاعتك و شكرك ، و أدم علينا لزوم الطريق إليك ، و هب لنا نوراً نهتدي به إليك ، اللهم أذقنا حلاوة مناجاتك و اسلك بنا سبيل مرضاتك ، اللهم انقذنا من دركاتنا و ايقظنا من غفلاتنا و ألهمنا رشدنا و أحسن بكرمك قصدنا و احشرنا اللهم في زمرة المتقين و ألحقنا بعبادك الصالحين ..
الزيارات : من الصوارف و الشواغل التى تصرف المسلمين عن الاجتهاد في الطاعة في شهر الجدّ و موسم التنافس ، و مما يُضيّع الأوقات خاصة ً و أننا ابتلينا بعدم التنظيم و تحري الأوقات و الحرص عليها ..
كما أنّ تلك الزيارات الكثيرة تفتح أبواب الغيبة و النميمة و الكذب و النفاق و غيرها من االفتن التي من المفترض أن يحرص المسلمون على التخلص منها في رمضان ..
فيجب ضبطها في أضيق الحدود و يا حبذا لو كانت الزيارات بغرض كسب الأجور و زيادتها كصلة الأرحام المقطوعة أو عيادة مريضة أو إدخال السرور على أيتام و غير ذلك ، مع الحذر من تطويل الوقت أو الوقوع في المنهيات الشرعية و للزيارة آدابٌ معروفة يجبُ عليكِ مراعاتها و الالتزام بها حتى تصير سجية ، و مما لا يخفى أنّ الالتزام بهذه الآداب يمنع الكثير من مشاعر البغض التي تسببها زيارات المسلمات لبعضهنّ البعض دون انضباط أو مراعاة لآداب الزيارة و آداب التعامل ..
هذا بالإضافة إلى تضييع الأوقات التي كان من المفترض الحرص على شغلها بالطاعات و أنواع العبادات ، و يَحْسُن أن نضع قاعدةً في تعاملاتكِ مع الآخريات في رمضان و في غيره أنه لا زيارات دونما سبب و لا زيارات دون ميعاد مسبق و لا زيارات طويلة ، فهذا يُريحكِ من عناء استقبال البعض في أوقاتٍ أنتِ في أمسّ الحاجة إليها و يريحكِ من ضرر الإحراج الذي يجعلك تستقبلين أختاً مسلمة ً على مضض و ربما يصير في نفسكِ شيء منها لمدة طويلة بسبب كثرة الزيارات أو تطويلها أو كونها فجأة و كونها لا تهدف لشيء إلا الثرثرة و الفضول و الغيبة و النميمة .. !
جمانة الروح :اغتنمي الفرصة فرمضان فرصة ٌ للطاعة ففيه يعودُ العباد إلى ربهم تعالى و يُقلعونَ عن الآثام لعاملين هامين : ا – جود الله تعالى على عباده و صفحه وعفوه عنهم في هذا الشهر الكريم حتى أنّه صحّ عند الترمذيّ وابن ماجه أنّه لله تعالى في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار . ب – أنّ الشياطين تُصفّد و تُسلسل إذا جاء رمضان و تغلّق أبواب النيران و تفتّح أبواب الجنة فيكون العباد أقرب إلى ربهم و إلى عفوه فهلاّ كنا ممن يأملن أن يعتقهنّ الله في رمضان و هلا اننضمنا إلى قوافل التائبين و رمضان فرصة ٌ ثمينة ٌ ليتوبَ فيها المُذنبُ و إنْ لم يَتب في رمضان فيا ليتَ شعري متى يتوب ! و كُوني على علمٍ باركَ الله فيكِ بشروطِ التوبة لكي تحققيها فتصدق توبتكِ و تصحّ أوبتكِ ، و هي : 1 ـ أنْ نجعلها توبة ً خالصة ً لوجه الله لا تشوبها شائبة المقاصد الدنيويّة 2 ـ أن نعجّل بها لكي لا نصل إلى زمانِ عدم الإمكان دون توبة و زمان الإمكان قبل أن تطلع الشمس من مغربها و قبل أن تبلغ الروح الحلقوم . 3 ـ أن نُقلع عن الذنبِ فوراً فهل يَصلح أن ندّعي التوبة و نحن ُ مقيمات على المعصية ! 4 ـ أن نندم على ما مضى و ما بدر فلقد صحّ عنه صلى الله عليه و سلم أنّه قال : " الندم توبة " أخرجه ابن ماجه و الحاكم 5 ـ أن نعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى عزماً من صميم القلوب 6 ـ أن نرد حقوق العباد ِ و نتحلل منها اللهم اغفر للتائباتِ و أبدل سيئاتهنّ بكرمِكَ و جودِكَ حسنات و وفقهنّ لاغتنامِ الأوقاتِ و شغلها بالأعمالِ و الطاعاتِ و القُرباتِ .. اغتنمي الفرصة لمعالجة عيوبكِ و ذنوبكِ المستعصية و عاداتكِ السيئة ، فرمضان فرصة ٌ سانحة ٌ لعلاجِ الآفاتِ و العادات المخالفة للشرع و التخلصِ من أمراضِ القلوب و الأرواح ، كالغيبة و النميمة و الحقد و الحسد و الفضول و الرياء و الكذب وقول الزور .. الخ ، عافانا الله و إياكنّ من كل ذلك .. فبادري إلى تقييد كل هذا البلاء وابدئي العمليات الاستئصالية في شهر رمضان بكل حزمٍ و همّة .. واعلمي أنّه إذا لم تتحفز همّتكِ لعلاج مثل تلك الآفات و العيوب و الأمراض في هذا الشهر فإنه لن تتبقى هناك فرصة للبرء ، فمن حُرِمَ بركة رمضان و لم يَبرأ من عيوبِ نفسه فيه فأيّ زمانٍ آخر يستظلُ ببركته !! فانتهزي الفرصة للتوبة النصوح و تزكية النفس فهي سانحة ٌ أمامكِ ، فقد : # صُفّدت الشياطين و هم أصل كل بلاء يصيب بني آدم .. # و أنتَ تُمارسين حمية خاصة تمتنعين فيها عن غير الشهوات من طعام و شرابٍ وجماع و الشهوات أصل النشوز و العصيان والغفلة و قد امتنعتِ عنها شهراً كاملاً فهذا أدعى للمواصلة بقية العام و بقية العمر .. # و الطاعة أمامكِ جماعية فلا تبصري في الغالب إلا أمة تصوم و تتسابق إلى الخيرات ، فتضعف الهمّة للمعصية و تقوى للطاعة بل تهفو إليها .. فهذه الظروف الثلاث تتضافر مع عزيمة النفس الصادقة للإصلاح و التغيير فيتولد مناخٌ صحي و طقسٌ مناسبٌ لاستئصال أيّ داء مهما عَظُم و غالباً ما نجد بداية العائدين و العائدات و التائبين و التائبات عبراتٌ هطلتْ في سكونِ ليلة ٍ ذات نفحات ٍ من ليالي شهر العفو و البركات .. كما يجدرُ بنا أن نستحضر أنواع الطاعات و القُربات و نوطن عزيمة النفس على أدائها في رمضان و الاجتهاد فيها مع التزام المحاسبة بفحصِ ظاهر الطاعة و باطنها و أولها و أخرها طلباً للإخلاصِ و الكمال و الأجر العظيم .. و المحاسبة تكون قبل العمل و أثناءه و بعده : - قبل العمل : بالاستعداد له واستحضار ما قصرت فيه حتى يتم تلافيه . - و أثناءه : بمراقبة العمل ظاهراً و باطناً أوله و آخره . - و بعده : بإعادة ذلك كله . و إذا واظبتِ على هذه المُحاسبة صارتْ مسلكاً لا يحتاج إلى تكلف و مُعالجة ، فإذا وجدتِ عيباً أو مرضاً لجأتِ إلى تخلية قلبكِ و صدركِ و لسانكِ منه ، ثم بعد التخلية لابد أن تتم التحلية فتضعي مكان ذلك الطاعات و القُرب و الآداب ، ثم تواظبي على المراقبة الذاتية و التعهد بالمُحاسبة الشخصية و تعويد النفس على معاقبتها عند الزلل و تقويمها عند الاعوجاج ، و ذلك إنّما يكون بينكِ و بين نفسكِ تحاوريها و تعالجي أيّ قصورٍ فيها بلومِها و تقريعها و حرمانها مما تحب و عقابها على كسلها و خمولها .. و الحرصُ على صحبةِ الخيّرات من المجتهدات تكون من الأمور المعينة من حيث التذكير و الحثّ على الطاعة و الإعانة .. أحذري الصوراف اتفقنا على تخيل العدّاد لكي نحاسب أنفسنا على الوقتِ و نتعهده دوماً بشغله بالطاعات ، لذا كان من الحرص الانتباه من عدة صوارف و شواغل تصرفنا عن استثمار أوقاتنا في طاعة الله و تشغلنا عن عبادته و التقرب إليه و تلتهم الوقت التهاماً و هذه الصوارف عديدة أهمّها : النوم : فمالي أراكنّ يا غاليات قد حوّلتنّ شهر القيام إلى شهر النوم ، و شهر الهمّة و التشمير في الطاعة إلى شهر الكسل و الفتور ، تنامُ الواحدة طول النهار و تؤخر الصلاة عن وقتها و تقوم من نومها على المطبخ و من المطبخ إلى التلفاز و لا حول و لا قوة إلا بالله ، و البعض ربما لا تقوم الليل وتسهر أوله وتنام آخره حتى الصباح .. وكل تلك الساعات ضاعت منها و تسربت من بين أناملها .. فأين رمضان و كيف نترك ساعات نفيسة كهذه تضيع منّا بالله عليكنّ و قد لا يأتي علينا رمضان القادم لنتدارك .. ! ثم إنّ النوم الكثير في النهار أو الليل يضيّع الكثير من حِكَمِ الصيام و من جواهره المفترض منا اقتناصها وجنيها ، فالنوم في النهار يُضيّع حِكمة الشعور بالجوع و العطش و الصبر عليه تعظيماً لحقِ الله و مهابة ً لنظره و إطلاعه علينا ، و كيف نشعر بذلك ونحن نغطّ في النوم ! و كيف نحصل لذة الانكسارِ و الخضوعِ للمولى عز وجلّ و شرف الانتسابِ إليه و نحن ننام ُ ملْ أجفاننا .. ! فالإسراف في مثل هذه المباحات كالنوم و عدم تنظيمه يجعلنا لا نستشعر معاني الصوم و لا نُحقق مقاصده و بالتالي قد لا نشعر بالفرق بين رمضان و غيره و يفوّت علينا نفائس هذا الشهر و المنح و العطايا و الهبات التي فيه .. و هي إنّما لكل مجتهدٍ و مجتهدة .. لا لكل نائمٍ و نائمة .. ! كما أنّ النوم طوال النهار يُخالف الفطرة السويّة التي فطرنا الله عليها { وجعلنا النهار معاشا } ، فلابد أن يكون لديكِ يا حيّة القلبِ برنامج للنوم لا يتجاوز ثمان ساعات حتى لا تضر كثرة النوم ببدنكِ و لا تلهيكِ عن فضائل العبادات في شهر رمضان ، و قد يكفيكِ أن تنامي خمس ساعات أو أربع بالليل بحسبِ الاستطاعة و ساعتين في أولِ النهار أو وسطه و لتحرصي كل الحرص على أذكار النوم التي تعطي قوة للبدن سائر اليوم و أن تحتسبي النومة للقومة .. و تأتي أهمية تنظيم جدول للنوم في رمضان خاصة لأننا تعملين بالنهار في إدارة مملكتكِ أو في دراستكِ فلابد من جعل جزء من الليل مخصصٌ للنوم دون تضييع الصلاة في أوقاتها و دون تضييع قيام الليل و التهجد أو تضييع الفجر ، ثم تجعلي في النهار وقتاً لتلاوة القرآن و غيره من العبادات .. كما أنّ النوم بعد الفجر يفوّت فرصة نفيسة لنيل حجة أو عمرة تامة كما جاء في حديث الترمذي ، و ذلك عندما نجلس منقطعاتٍ لذكر الله حتى ترتفع الشمس قيد رمح ثم نصلي ركعتين .. و كذلك تضييع الدقائق الثمينة بعد العصر حتى المغرب في النوم يفوّت أجراً عظيماً و وقتاً طويلاً يمكن استغلاله في قراءة القرآن و الذكر والدعاء .. التلفاز : و ما أدراكِ ما هو ، يستعد ُ عبر إرساله المحرّم شياطينَ الإنس لكي يصرفوا الناس عن عبادة ربهم و التقرب إليه في هذه الأيام الفاضلة فيجلس أمامه الناس و كأنهم مقيدون إليه لا يستطيعون فكاكاً ، و لو انقطعت الكهرباء لامتلئت المساجد بالمصلين و المصليات .. لقد أفسدَ التلفاز على الناس حياتهم بما يبثه من موسيقى و أفلام و صور محرمة و مواضيع تافهة هدّامة ، إنّه يسحب من رصيد حسناتكِ مع كل دقيقة تمرّ عليكِ و أنتِ أمامه ، و يضيف لرصيدِ سيئاتكِ ، و هل رمضان أيها الأحبة فرصة ٌ لجمع الحسنات و زيادتها أم خسارتها !! أهدرنا حسنات عام كامل و يضيع علينا رمضان أيضا ً .. !! أهدرنا أوقاتنا فيما لا ينفع و كان أولى بنا أن نستغلها في قراءة قرآن و ذكرٍ لله و تسبيح و دعاءٍ و صلاة .. إني أشفق لحالكِ يا رقيقة َ القلبِ .. فتخلصي يرحمكِ الله مما يصرفكِ عن ربكِ جلّ و علا ، و يقطع الطريق بينكِ و بينه و يُفسد عليكِ دينكِ و آخرتكِ .. و قد يكون الأمر في أوله صعبٌ و شاق – أعني هجر التلفاز و هجر مواده المفسدة المحرّمة – و لكني متيقنة أنكِ تتحلين بالقوة الكافية و المثابرة و أنكِ راغبةٌ حقاً أن تَعْجَلي لبارئكِ تاركةً كل ما يشدّكِ و يركنُ بكِ إلى الدنيا و علائقها الماديّة .. اللهم اغفر لنا ذنوباً حالتْ بيننا و بين ذكرك ، و اعف عن تقصيرنا في طاعتك و شكرك ، و أدم علينا لزوم الطريق إليك ، و هب لنا نوراً نهتدي به إليك ، اللهم أذقنا حلاوة مناجاتك و اسلك بنا سبيل مرضاتك ، اللهم انقذنا من دركاتنا و ايقظنا من غفلاتنا و ألهمنا رشدنا و أحسن بكرمك قصدنا و احشرنا اللهم في زمرة المتقين و ألحقنا بعبادك الصالحين .. الزيارات : من الصوارف و الشواغل التى تصرف المسلمين عن الاجتهاد في الطاعة في شهر الجدّ و موسم التنافس ، و مما يُضيّع الأوقات خاصة ً و أننا ابتلينا بعدم التنظيم و تحري الأوقات و الحرص عليها .. كما أنّ تلك الزيارات الكثيرة تفتح أبواب الغيبة و النميمة و الكذب و النفاق و غيرها من االفتن التي من المفترض أن يحرص المسلمون على التخلص منها في رمضان .. فيجب ضبطها في أضيق الحدود و يا حبذا لو كانت الزيارات بغرض كسب الأجور و زيادتها كصلة الأرحام المقطوعة أو عيادة مريضة أو إدخال السرور على أيتام و غير ذلك ، مع الحذر من تطويل الوقت أو الوقوع في المنهيات الشرعية و للزيارة آدابٌ معروفة يجبُ عليكِ مراعاتها و الالتزام بها حتى تصير سجية ، و مما لا يخفى أنّ الالتزام بهذه الآداب يمنع الكثير من مشاعر البغض التي تسببها زيارات المسلمات لبعضهنّ البعض دون انضباط أو مراعاة لآداب الزيارة و آداب التعامل .. هذا بالإضافة إلى تضييع الأوقات التي كان من المفترض الحرص على شغلها بالطاعات و أنواع العبادات ، و يَحْسُن أن نضع قاعدةً في تعاملاتكِ مع الآخريات في رمضان و في غيره أنه لا زيارات دونما سبب و لا زيارات دون ميعاد مسبق و لا زيارات طويلة ، فهذا يُريحكِ من عناء استقبال البعض في أوقاتٍ أنتِ في أمسّ الحاجة إليها و يريحكِ من ضرر الإحراج الذي يجعلك تستقبلين أختاً مسلمة ً على مضض و ربما يصير في نفسكِ شيء منها لمدة طويلة بسبب كثرة الزيارات أو تطويلها أو كونها فجأة و كونها لا تهدف لشيء إلا الثرثرة و الفضول و الغيبة و النميمة .. !اغتنمي الفرصة فرمضان فرصة ٌ للطاعة ففيه يعودُ العباد إلى ربهم تعالى و يُقلعونَ عن الآثام...
الحاسوب : يُعدّ الحاسوب من الصوارف الحديثة التي طرأت على حياة المسلمين ، و الحق ّ أنه يلتهم الساعات إلتهاماً و قد لا ينتبه الجالس إليه لذلك
فكان من المناسب أن تحتاط المسلمة لذلك على الدوام و خاصة في شهر رمضان فلا يشغلها الجلوس إليه عن عبادتها و عن مراقبة عدّاد الحسنات الذي أشرنا إليه ..
كذلك يُعدّ الانترنت من الصوارف التي تصرف المسلمة عن عبادتها و تضييع وقتها الثمين في رمضان ، فوجب على الحريصات من أهل السبق في رمضان ممن هتفن و عجلتُ إليك َ ربي لترضى أن يقنن استخدامهن و تعاملاتهن للشبكة في هذا الشهر الكريم بما يكون فيه فائدة و أجر و تحصيل ثواب ..
كذلك الماسنجر يُعدّ من الصوارف الشائعة حيث أنه قد لا تنتبه الريحانات لخطره في التهام الوقت و تضييعه و قد يكثر الحديث فيه لغواً و هزلاً و ضحكاً و ربما أدى للوقوع في الغيبة و إنّه لحرمانٌ أن نعمل شيئاً من الحسنات ثم ننبري لإتلافها بالمعاصي و الآثام ..!!
الهاتف : يُعدّ أيضاً من الصوارف و ينبغي الانتباه له لكي لا يُضيّع الأوقات الثمينة ، كما لابد أن ننتبه إلى كون المكالمة الهاتفية بمثابة الزيارة فلابد من تحري الأوقات المناسبة للإتصال كما نتحرى وقت الزيارة ، بالإضافة إلى أنّ الهاتف لا ينقل لنا حال المتصل عليها صراحة ً و ربما تكون متضررةًً من اتصالكِ و لا تفصح عن ذلك خجلاً أو مراعاة لمشاعركِ ، فالأحرى الإقلال من المكالمات الهاتفية و أن لا نطيل زمن المكالمة أبداً و لا نسأل عما لا يُعنينا و لا نفشي أسرار المسلمين فقد يُهدم بيت بمكالمة هاتفية فالحذر يا حلوة المعشر ..
الألعاب : البعض يعتبر رمضان فرصة للعب و اللهو و السمر بكافة أنواعه و أشكاله و صوره و يفوّتن فرصة استثمار هذا الوقت الثمين في قراءة القرآن و الذكر و الدعاء أو يذهبنّ للسمر بعد صلاة العشاء تاركات التراويح أو بعد التراويح يسهرن حتى وقت السحور ، فوجب ترك كل ما يشغلنا عن طاعتنا و عن عبادتنا و أن نشمّر عن ساعد الجدّ فرمضان شهراً واحداً تتلفتُ أيامه سريعاً فانتبهن يا حريصات ..
المسابقات الرمضانيّة : من المشغلات التي ابتلى بها الناس ، و قد لا تنتبه المسلمة إلى ضررها و تظن فيها الخير و أنها تحفزها على القراءة و العلم و خاصة فيما يخصّ رمضان ، و لكن ّ الواقع أنها تشغل المسلمة عن عبادات كثيرة هي أحوج ما تكون إليها ..
بل إنّه من المناسب لمن يقول بفائدة مثل هذه المسابقات أن يجعلها قبل رمضان لا في اثنائه ، و الأفضل أن يقضى المسلم و المسلمة تلك الساعة في تلاوة كتاب الله أو في صلاة أو في ذكرٍ وابتهال بدلاً من حلّ المسابقات ..
الأسواق : من تضييع الأوقات في شهر الحرص على الوقت ، و خاصة ً في العشر الآواخر حيث يُقبل الناس على الأسواق لشراء ملابس العيد و الأحرص أن يشتريها المسلم قبل رمضان أو يجعلها في النهار لكي لا يفوّت على نفسه صلاة التروايح ..
هذا بالإضافة لما في خروج النساء إلى الأسواق من فتنِ و مصائب تجرّ إلى عواقب وخيمة و تثقل مييزان السيئات عافانا الله و إياكِ ، فاستغني عن ذلك ما استطعتِ سبيلاً يرحمكِ الله ..
المطبخ : أخرّت الكلام عنه لأنه من من أكبر و أضخم الصوارف في غالب حياة النساء ، و هو صارفٌ خطير حيث أنّه ما من واحدة منّا إلا ولها وقت تقضيه فيه طال الوقت أم قصر فلا مفر منه .. !!
فاحذري منه درّة القلبِ أن يسرق وقتك و يضيع يومك و أنتِ بين الأواني و الطناجر تعدين المقبلات و المشهيات و الحلويات و المثلجات ، تحيطكِ الأبخرة و الروائح ..
كثيرات يقمن من النوم على صلاة الظهر تصليها مسرعة ثم تهرع إلى المطبخ و ترفع الراية الحمراء و تعلن حالة الطوارئ القصوى و تظل فيه غارقةً بين أصناف الطعام و المأكولات و الكميات الرهيبة التي تعدّها ، فإذا أذن العصر خرجت مسرعة مع توصية البنات أو حتى الزوج أن ينتبه للطعام لكيلا يحترق و تسرع تمسّ الماء بشرتها على عجل و تلقي عليها عباءتها و تنقر الصلاة و عقلها مشغول بما على النار و بما في الفرن و بما في البرّاد .. !
و السلام عليكم و رحمة الله و بسرعة تنزع العباءة و تهرع للمطبخ تتسلم حجرة العمليات حتى المغرب..
فإذا أذّن ألقت في عجالة بتمرة إلى فمها و جرعت جرعة من أي شيء ثم انكبت على إعداد المائدة و ترتيبها للصائمين الذين قد يكونون اسرعوا للمسجد للصلاة و يعودون وهي بعد ما زالت تعدّ المائدة فيجلسون للعشاء و تجلس معهم و هي تكاد تسقط اعياءً و انهاكاً و تبدأ في ملء معدتها بالأطعمة و الأشربة ثم ترفع المائدة و تعدّ القهوة أو الشاي و تحضر أنواع الحلى و أخيراً أخيراً تذهب لصلاة المغرب تجر قدميها متثاقلة ممتلئة البطن مبلبلة الفكر خائرة القوى و تصلى و هي في شبه غيبوبة من كثرة الطعام و من شدة التعب بلا شعور و لا تذوق و لا خشوع ، و قد تنتهي منها و آذان العشاء يتردد فربما قالت لنفسها أن ترتاح قليلاً ثم تصلي .. و ربما صلت العشاء بعد فوّات وقتها وكسلت عن التراويح ... !!
فأين يا وردة الرّياض وقتك الثمين في رمضان و أين يا ريحانة الإسلام استغلالُكِ هذه الدقائق النفيسة في الذكر و الدعاء وقراءة القرآن ... !
بل متى تفعلين كل ذلك يا رقيقة القلبِ و أنتِ تصرفين وقتك كله في إعداد مختلف الأطعمة و الأشربة ، و كأن شهر رمضان شهرُ الطعام و ليس شهرُ الصيام .. !
و أين الدقائق الغالية قبل المغرب تستغلينها في التوبة و الاستغفار و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ ثم عند افطارك أين الدعاء و أنتِ تعلمين أنّه من الأزمنة الفاضلة التي تستجاب فيها الدعوات كما أنّه للصائم فيها دعوة لا تردّ .. !!
فاحرصي يا ابنة الخير على ألا يأخذ المطبخ من وقتك الثمين في رمضان و ألا يضيع عليك هذا الشهر بين الأواني و الصحون ، و كوني يا ذكيّة من الماهرات اللائي لا يحملن همّ الأكل أو الطعام بل تعوّد نفسها و أهلها على أنّ رمضان هو شهر الصيام و أنّ الطعام فيه إنّما هو للتقوى على مواصلة الصوم و على قيام الليل و سائر العبادات ..
حلولٌ مثالية للتخلص من هذا الصارف الخطير :
هذه بعض الهمسات الناصحة لكِ حبيبتي في الله لاستغلال وقتك في المطبخ لكي لا تضيع منكِ تلك الأوقات الغالية و تُحسب ضدك في عدّاد الوقت دونما ثواب إن شاء الله ..
1 ـ لا تدخلي المطبخ إلا بعد صلاة العصر و الانتهاء من أذكارك ، يعني لا تعدين الطعام إلا بعد صلاة العصر ..
2 ـ نظمي نفسك فلا يُشترط أن تصنعي جميع أصناف الطعام في يومٍ واحد ، واصنعي جدولاً غذائياً يمنعك من أن تصنعي شيئين من نفس النوع في يوم واحد ، و أنتِ بذلك تكسبين أموراً كثيرة منها :
= عدم الإسراف في الطعام و الشراب وهو أهمها و اعلمي علمتِ كل خير أنكِ المسئولة الأولى عن الإسراف فيه و هو ما نهينا عنه
= تقليل المصاريف المالية و في ذلك ما لا يخفى عليكِ من راحة لزوجكِ المكدود
= التجديد و التنويع و إبعاد الروتين عن المائدة
= تذكري اخوانك المساكين الذين تخلوا موائدهم من الطعام بينما تكتظ موائدنا بأنواع عديدة منها ، و السعي لإيصال الصدقات لهم و تفطير الصائمين
= حفظ وقتكِ و طلباً لراحتكِ لتستغلي هذا الوقت و هذا النشاط و الجهد فيما ينفعك من العبادات و القُرب
= بتقليل و تحديد كميات الطعام تساعدين أسرتك أيضاً على النشاط في العبادة بدلاً من الكسل و التخمة و أنتِ المسئولة عن ذلك و هذه رعيتك فاحرصي على ما فيه مصلحتهم في الآخرة قبل الدنيا ..
3 ـ اصطحبي معكِ جهاز الاستماع لأنكِ تقضين وقتاً في المطبخ ليس بالقصير فيحسن بكِ أن تستغليه في استماع الأشرطة المفيدة و المحفزة على الاجتهاد في رمضان و المخوّفة من التقصير و التساهل و التفريط
و كما تعلمين فإنّ الأعمال المطبخية خاصة ً و المنزلية عامةً لا تحتاج تركيزاً ذهنياً و عادة ما تلاحظين انشغال ذهنك بالتفكير في أمور كثيرة مع قيامك بأعمالك ، فاستغلي ذلك بالانتباه مع المحاضرات التي تستمعين إليها ، حتى أنكِ تجدي من تخبركِ أنها لا تجد وقتاً لسماع الأشرطة إلا في المطبخ
4 ـ استحضري نيّتك يا زهرة الرّمان في اعداد الفطور و السحور بأنّك تفطرين الصائمين و تقومين على شئونهم طاعةً لوالديك أو لزوجك و رعاية لرعيتك ، كما أنكِ تحتسبين ثواب التعبِ و الإرهاق في اعدادها عند الله تعالى ، قال صلى الله عليه و سلم : " مَن فطّر صائماً كان له مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيء " ، " إنما الأعمال بالنيّات و إنما لكل أمرئ ما نوى " ، و أنتِ تقومين على الصائمين و تفطريهم و في ذلك ما فيه من الأجر العظيم ، فما بالكِ و أنتِ أيضاً صائمة تحتسبين ثواب التعب و الإرهاق و الوقت الذي تقضيه في اعداد الطعام و في خدمتهم و في تفطيرهم ، كل ما عليكِ أن تعقدي النية على ذلك و تطلبي الأجر من الله و تحتسبي أجر امتثال أوامره تعالى و أوامره صلى الله عليه وسلم و البر بوالديكِ و زوجكِ و تستعينين بالطعام للتقوي على الطاعة و العبادة
5 ـ اجعلي لسانك يا عذبة القول دائماً رطباً بذكر الله ، يلهج بالتسبيح و التكبير و التهليل و التحميد و الدعاء ، فبدلاً من أن يضيع و قتك في رمضان دون فائدة ، اجمعي بين الحُسنيين فاستحضري النيّة و اكثري من ذكر الله و الدعاء و أنتِ تؤدين شئونكِ المنزليّة و تعدين الطعام ، تشكرين الله على نعمه عليكِ و تذكرين الفقير المحتاج ، ترين الطعام فتسأليه أن يدخلك الجنة حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتحمديه على نعمه ، تشعرين بحرارة الموقد فتستعيذين من النار وتسألينه العتق منها ، ترطبين لسانك بالحمد والتسبيح والإستغفار
6ـ اصطحبي معك بناتك بالمطبخ أو اخواتك لتعلمينهن فن إعداد الطعام ، كما أن توزيع الأدوار ينظم الوقت ويسرع في عملية إعداد الطعام والإنتهاء من تلك الأعمال وبالتالي يصبح هناك المزيد من الوقت لاستغلاله في الطاعات والعبادات والذكر..
و يا حبّذا لو ضبطتنّ مؤشرات الموقد و صليتنّ جماعة ثم تذكر الواحدة الأخرى بالأذكار فتكون هناك بركة في الوقت إن شاء الله و تغنمي فرصة تعويد البنات أو الأخوات على النظام و الصبر و حُسن التدبير واحتساب نيّة تفطير الصائمين كما يحسن منكِ أن تفردي لكل واحدة منهنّ يوماً تختصّ فيه بصنع الطعام وحدها تعويداً لها على ما سيحدث بعد زواجها و تعليمها حسن الادارة و سرعة الاعداد مع المحافظة على الوقت ..
7 ـ و أخيراً احرصي على وجود ساعة في مطبخكِ تنبهكِ لمرورِ الوقت ، لكي لا تغفلي عن ذلك ..
فكان من المناسب أن تحتاط المسلمة لذلك على الدوام و خاصة في شهر رمضان فلا يشغلها الجلوس إليه عن عبادتها و عن مراقبة عدّاد الحسنات الذي أشرنا إليه ..
كذلك يُعدّ الانترنت من الصوارف التي تصرف المسلمة عن عبادتها و تضييع وقتها الثمين في رمضان ، فوجب على الحريصات من أهل السبق في رمضان ممن هتفن و عجلتُ إليك َ ربي لترضى أن يقنن استخدامهن و تعاملاتهن للشبكة في هذا الشهر الكريم بما يكون فيه فائدة و أجر و تحصيل ثواب ..
كذلك الماسنجر يُعدّ من الصوارف الشائعة حيث أنه قد لا تنتبه الريحانات لخطره في التهام الوقت و تضييعه و قد يكثر الحديث فيه لغواً و هزلاً و ضحكاً و ربما أدى للوقوع في الغيبة و إنّه لحرمانٌ أن نعمل شيئاً من الحسنات ثم ننبري لإتلافها بالمعاصي و الآثام ..!!
الهاتف : يُعدّ أيضاً من الصوارف و ينبغي الانتباه له لكي لا يُضيّع الأوقات الثمينة ، كما لابد أن ننتبه إلى كون المكالمة الهاتفية بمثابة الزيارة فلابد من تحري الأوقات المناسبة للإتصال كما نتحرى وقت الزيارة ، بالإضافة إلى أنّ الهاتف لا ينقل لنا حال المتصل عليها صراحة ً و ربما تكون متضررةًً من اتصالكِ و لا تفصح عن ذلك خجلاً أو مراعاة لمشاعركِ ، فالأحرى الإقلال من المكالمات الهاتفية و أن لا نطيل زمن المكالمة أبداً و لا نسأل عما لا يُعنينا و لا نفشي أسرار المسلمين فقد يُهدم بيت بمكالمة هاتفية فالحذر يا حلوة المعشر ..
الألعاب : البعض يعتبر رمضان فرصة للعب و اللهو و السمر بكافة أنواعه و أشكاله و صوره و يفوّتن فرصة استثمار هذا الوقت الثمين في قراءة القرآن و الذكر و الدعاء أو يذهبنّ للسمر بعد صلاة العشاء تاركات التراويح أو بعد التراويح يسهرن حتى وقت السحور ، فوجب ترك كل ما يشغلنا عن طاعتنا و عن عبادتنا و أن نشمّر عن ساعد الجدّ فرمضان شهراً واحداً تتلفتُ أيامه سريعاً فانتبهن يا حريصات ..
المسابقات الرمضانيّة : من المشغلات التي ابتلى بها الناس ، و قد لا تنتبه المسلمة إلى ضررها و تظن فيها الخير و أنها تحفزها على القراءة و العلم و خاصة فيما يخصّ رمضان ، و لكن ّ الواقع أنها تشغل المسلمة عن عبادات كثيرة هي أحوج ما تكون إليها ..
بل إنّه من المناسب لمن يقول بفائدة مثل هذه المسابقات أن يجعلها قبل رمضان لا في اثنائه ، و الأفضل أن يقضى المسلم و المسلمة تلك الساعة في تلاوة كتاب الله أو في صلاة أو في ذكرٍ وابتهال بدلاً من حلّ المسابقات ..
الأسواق : من تضييع الأوقات في شهر الحرص على الوقت ، و خاصة ً في العشر الآواخر حيث يُقبل الناس على الأسواق لشراء ملابس العيد و الأحرص أن يشتريها المسلم قبل رمضان أو يجعلها في النهار لكي لا يفوّت على نفسه صلاة التروايح ..
هذا بالإضافة لما في خروج النساء إلى الأسواق من فتنِ و مصائب تجرّ إلى عواقب وخيمة و تثقل مييزان السيئات عافانا الله و إياكِ ، فاستغني عن ذلك ما استطعتِ سبيلاً يرحمكِ الله ..
المطبخ : أخرّت الكلام عنه لأنه من من أكبر و أضخم الصوارف في غالب حياة النساء ، و هو صارفٌ خطير حيث أنّه ما من واحدة منّا إلا ولها وقت تقضيه فيه طال الوقت أم قصر فلا مفر منه .. !!
فاحذري منه درّة القلبِ أن يسرق وقتك و يضيع يومك و أنتِ بين الأواني و الطناجر تعدين المقبلات و المشهيات و الحلويات و المثلجات ، تحيطكِ الأبخرة و الروائح ..
كثيرات يقمن من النوم على صلاة الظهر تصليها مسرعة ثم تهرع إلى المطبخ و ترفع الراية الحمراء و تعلن حالة الطوارئ القصوى و تظل فيه غارقةً بين أصناف الطعام و المأكولات و الكميات الرهيبة التي تعدّها ، فإذا أذن العصر خرجت مسرعة مع توصية البنات أو حتى الزوج أن ينتبه للطعام لكيلا يحترق و تسرع تمسّ الماء بشرتها على عجل و تلقي عليها عباءتها و تنقر الصلاة و عقلها مشغول بما على النار و بما في الفرن و بما في البرّاد .. !
و السلام عليكم و رحمة الله و بسرعة تنزع العباءة و تهرع للمطبخ تتسلم حجرة العمليات حتى المغرب..
فإذا أذّن ألقت في عجالة بتمرة إلى فمها و جرعت جرعة من أي شيء ثم انكبت على إعداد المائدة و ترتيبها للصائمين الذين قد يكونون اسرعوا للمسجد للصلاة و يعودون وهي بعد ما زالت تعدّ المائدة فيجلسون للعشاء و تجلس معهم و هي تكاد تسقط اعياءً و انهاكاً و تبدأ في ملء معدتها بالأطعمة و الأشربة ثم ترفع المائدة و تعدّ القهوة أو الشاي و تحضر أنواع الحلى و أخيراً أخيراً تذهب لصلاة المغرب تجر قدميها متثاقلة ممتلئة البطن مبلبلة الفكر خائرة القوى و تصلى و هي في شبه غيبوبة من كثرة الطعام و من شدة التعب بلا شعور و لا تذوق و لا خشوع ، و قد تنتهي منها و آذان العشاء يتردد فربما قالت لنفسها أن ترتاح قليلاً ثم تصلي .. و ربما صلت العشاء بعد فوّات وقتها وكسلت عن التراويح ... !!
فأين يا وردة الرّياض وقتك الثمين في رمضان و أين يا ريحانة الإسلام استغلالُكِ هذه الدقائق النفيسة في الذكر و الدعاء وقراءة القرآن ... !
بل متى تفعلين كل ذلك يا رقيقة القلبِ و أنتِ تصرفين وقتك كله في إعداد مختلف الأطعمة و الأشربة ، و كأن شهر رمضان شهرُ الطعام و ليس شهرُ الصيام .. !
و أين الدقائق الغالية قبل المغرب تستغلينها في التوبة و الاستغفار و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ ثم عند افطارك أين الدعاء و أنتِ تعلمين أنّه من الأزمنة الفاضلة التي تستجاب فيها الدعوات كما أنّه للصائم فيها دعوة لا تردّ .. !!
فاحرصي يا ابنة الخير على ألا يأخذ المطبخ من وقتك الثمين في رمضان و ألا يضيع عليك هذا الشهر بين الأواني و الصحون ، و كوني يا ذكيّة من الماهرات اللائي لا يحملن همّ الأكل أو الطعام بل تعوّد نفسها و أهلها على أنّ رمضان هو شهر الصيام و أنّ الطعام فيه إنّما هو للتقوى على مواصلة الصوم و على قيام الليل و سائر العبادات ..
حلولٌ مثالية للتخلص من هذا الصارف الخطير :
هذه بعض الهمسات الناصحة لكِ حبيبتي في الله لاستغلال وقتك في المطبخ لكي لا تضيع منكِ تلك الأوقات الغالية و تُحسب ضدك في عدّاد الوقت دونما ثواب إن شاء الله ..
1 ـ لا تدخلي المطبخ إلا بعد صلاة العصر و الانتهاء من أذكارك ، يعني لا تعدين الطعام إلا بعد صلاة العصر ..
2 ـ نظمي نفسك فلا يُشترط أن تصنعي جميع أصناف الطعام في يومٍ واحد ، واصنعي جدولاً غذائياً يمنعك من أن تصنعي شيئين من نفس النوع في يوم واحد ، و أنتِ بذلك تكسبين أموراً كثيرة منها :
= عدم الإسراف في الطعام و الشراب وهو أهمها و اعلمي علمتِ كل خير أنكِ المسئولة الأولى عن الإسراف فيه و هو ما نهينا عنه
= تقليل المصاريف المالية و في ذلك ما لا يخفى عليكِ من راحة لزوجكِ المكدود
= التجديد و التنويع و إبعاد الروتين عن المائدة
= تذكري اخوانك المساكين الذين تخلوا موائدهم من الطعام بينما تكتظ موائدنا بأنواع عديدة منها ، و السعي لإيصال الصدقات لهم و تفطير الصائمين
= حفظ وقتكِ و طلباً لراحتكِ لتستغلي هذا الوقت و هذا النشاط و الجهد فيما ينفعك من العبادات و القُرب
= بتقليل و تحديد كميات الطعام تساعدين أسرتك أيضاً على النشاط في العبادة بدلاً من الكسل و التخمة و أنتِ المسئولة عن ذلك و هذه رعيتك فاحرصي على ما فيه مصلحتهم في الآخرة قبل الدنيا ..
3 ـ اصطحبي معكِ جهاز الاستماع لأنكِ تقضين وقتاً في المطبخ ليس بالقصير فيحسن بكِ أن تستغليه في استماع الأشرطة المفيدة و المحفزة على الاجتهاد في رمضان و المخوّفة من التقصير و التساهل و التفريط
و كما تعلمين فإنّ الأعمال المطبخية خاصة ً و المنزلية عامةً لا تحتاج تركيزاً ذهنياً و عادة ما تلاحظين انشغال ذهنك بالتفكير في أمور كثيرة مع قيامك بأعمالك ، فاستغلي ذلك بالانتباه مع المحاضرات التي تستمعين إليها ، حتى أنكِ تجدي من تخبركِ أنها لا تجد وقتاً لسماع الأشرطة إلا في المطبخ
4 ـ استحضري نيّتك يا زهرة الرّمان في اعداد الفطور و السحور بأنّك تفطرين الصائمين و تقومين على شئونهم طاعةً لوالديك أو لزوجك و رعاية لرعيتك ، كما أنكِ تحتسبين ثواب التعبِ و الإرهاق في اعدادها عند الله تعالى ، قال صلى الله عليه و سلم : " مَن فطّر صائماً كان له مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيء " ، " إنما الأعمال بالنيّات و إنما لكل أمرئ ما نوى " ، و أنتِ تقومين على الصائمين و تفطريهم و في ذلك ما فيه من الأجر العظيم ، فما بالكِ و أنتِ أيضاً صائمة تحتسبين ثواب التعب و الإرهاق و الوقت الذي تقضيه في اعداد الطعام و في خدمتهم و في تفطيرهم ، كل ما عليكِ أن تعقدي النية على ذلك و تطلبي الأجر من الله و تحتسبي أجر امتثال أوامره تعالى و أوامره صلى الله عليه وسلم و البر بوالديكِ و زوجكِ و تستعينين بالطعام للتقوي على الطاعة و العبادة
5 ـ اجعلي لسانك يا عذبة القول دائماً رطباً بذكر الله ، يلهج بالتسبيح و التكبير و التهليل و التحميد و الدعاء ، فبدلاً من أن يضيع و قتك في رمضان دون فائدة ، اجمعي بين الحُسنيين فاستحضري النيّة و اكثري من ذكر الله و الدعاء و أنتِ تؤدين شئونكِ المنزليّة و تعدين الطعام ، تشكرين الله على نعمه عليكِ و تذكرين الفقير المحتاج ، ترين الطعام فتسأليه أن يدخلك الجنة حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتحمديه على نعمه ، تشعرين بحرارة الموقد فتستعيذين من النار وتسألينه العتق منها ، ترطبين لسانك بالحمد والتسبيح والإستغفار
6ـ اصطحبي معك بناتك بالمطبخ أو اخواتك لتعلمينهن فن إعداد الطعام ، كما أن توزيع الأدوار ينظم الوقت ويسرع في عملية إعداد الطعام والإنتهاء من تلك الأعمال وبالتالي يصبح هناك المزيد من الوقت لاستغلاله في الطاعات والعبادات والذكر..
و يا حبّذا لو ضبطتنّ مؤشرات الموقد و صليتنّ جماعة ثم تذكر الواحدة الأخرى بالأذكار فتكون هناك بركة في الوقت إن شاء الله و تغنمي فرصة تعويد البنات أو الأخوات على النظام و الصبر و حُسن التدبير واحتساب نيّة تفطير الصائمين كما يحسن منكِ أن تفردي لكل واحدة منهنّ يوماً تختصّ فيه بصنع الطعام وحدها تعويداً لها على ما سيحدث بعد زواجها و تعليمها حسن الادارة و سرعة الاعداد مع المحافظة على الوقت ..
7 ـ و أخيراً احرصي على وجود ساعة في مطبخكِ تنبهكِ لمرورِ الوقت ، لكي لا تغفلي عن ذلك ..
جمانة الروح :الحاسوب : يُعدّ الحاسوب من الصوارف الحديثة التي طرأت على حياة المسلمين ، و الحق ّ أنه يلتهم الساعات إلتهاماً و قد لا ينتبه الجالس إليه لذلك فكان من المناسب أن تحتاط المسلمة لذلك على الدوام و خاصة في شهر رمضان فلا يشغلها الجلوس إليه عن عبادتها و عن مراقبة عدّاد الحسنات الذي أشرنا إليه .. كذلك يُعدّ الانترنت من الصوارف التي تصرف المسلمة عن عبادتها و تضييع وقتها الثمين في رمضان ، فوجب على الحريصات من أهل السبق في رمضان ممن هتفن و عجلتُ إليك َ ربي لترضى أن يقنن استخدامهن و تعاملاتهن للشبكة في هذا الشهر الكريم بما يكون فيه فائدة و أجر و تحصيل ثواب .. كذلك الماسنجر يُعدّ من الصوارف الشائعة حيث أنه قد لا تنتبه الريحانات لخطره في التهام الوقت و تضييعه و قد يكثر الحديث فيه لغواً و هزلاً و ضحكاً و ربما أدى للوقوع في الغيبة و إنّه لحرمانٌ أن نعمل شيئاً من الحسنات ثم ننبري لإتلافها بالمعاصي و الآثام ..!! الهاتف : يُعدّ أيضاً من الصوارف و ينبغي الانتباه له لكي لا يُضيّع الأوقات الثمينة ، كما لابد أن ننتبه إلى كون المكالمة الهاتفية بمثابة الزيارة فلابد من تحري الأوقات المناسبة للإتصال كما نتحرى وقت الزيارة ، بالإضافة إلى أنّ الهاتف لا ينقل لنا حال المتصل عليها صراحة ً و ربما تكون متضررةًً من اتصالكِ و لا تفصح عن ذلك خجلاً أو مراعاة لمشاعركِ ، فالأحرى الإقلال من المكالمات الهاتفية و أن لا نطيل زمن المكالمة أبداً و لا نسأل عما لا يُعنينا و لا نفشي أسرار المسلمين فقد يُهدم بيت بمكالمة هاتفية فالحذر يا حلوة المعشر .. الألعاب : البعض يعتبر رمضان فرصة للعب و اللهو و السمر بكافة أنواعه و أشكاله و صوره و يفوّتن فرصة استثمار هذا الوقت الثمين في قراءة القرآن و الذكر و الدعاء أو يذهبنّ للسمر بعد صلاة العشاء تاركات التراويح أو بعد التراويح يسهرن حتى وقت السحور ، فوجب ترك كل ما يشغلنا عن طاعتنا و عن عبادتنا و أن نشمّر عن ساعد الجدّ فرمضان شهراً واحداً تتلفتُ أيامه سريعاً فانتبهن يا حريصات .. المسابقات الرمضانيّة : من المشغلات التي ابتلى بها الناس ، و قد لا تنتبه المسلمة إلى ضررها و تظن فيها الخير و أنها تحفزها على القراءة و العلم و خاصة فيما يخصّ رمضان ، و لكن ّ الواقع أنها تشغل المسلمة عن عبادات كثيرة هي أحوج ما تكون إليها .. بل إنّه من المناسب لمن يقول بفائدة مثل هذه المسابقات أن يجعلها قبل رمضان لا في اثنائه ، و الأفضل أن يقضى المسلم و المسلمة تلك الساعة في تلاوة كتاب الله أو في صلاة أو في ذكرٍ وابتهال بدلاً من حلّ المسابقات .. الأسواق : من تضييع الأوقات في شهر الحرص على الوقت ، و خاصة ً في العشر الآواخر حيث يُقبل الناس على الأسواق لشراء ملابس العيد و الأحرص أن يشتريها المسلم قبل رمضان أو يجعلها في النهار لكي لا يفوّت على نفسه صلاة التروايح .. هذا بالإضافة لما في خروج النساء إلى الأسواق من فتنِ و مصائب تجرّ إلى عواقب وخيمة و تثقل مييزان السيئات عافانا الله و إياكِ ، فاستغني عن ذلك ما استطعتِ سبيلاً يرحمكِ الله .. المطبخ : أخرّت الكلام عنه لأنه من من أكبر و أضخم الصوارف في غالب حياة النساء ، و هو صارفٌ خطير حيث أنّه ما من واحدة منّا إلا ولها وقت تقضيه فيه طال الوقت أم قصر فلا مفر منه .. !! فاحذري منه درّة القلبِ أن يسرق وقتك و يضيع يومك و أنتِ بين الأواني و الطناجر تعدين المقبلات و المشهيات و الحلويات و المثلجات ، تحيطكِ الأبخرة و الروائح .. كثيرات يقمن من النوم على صلاة الظهر تصليها مسرعة ثم تهرع إلى المطبخ و ترفع الراية الحمراء و تعلن حالة الطوارئ القصوى و تظل فيه غارقةً بين أصناف الطعام و المأكولات و الكميات الرهيبة التي تعدّها ، فإذا أذن العصر خرجت مسرعة مع توصية البنات أو حتى الزوج أن ينتبه للطعام لكيلا يحترق و تسرع تمسّ الماء بشرتها على عجل و تلقي عليها عباءتها و تنقر الصلاة و عقلها مشغول بما على النار و بما في الفرن و بما في البرّاد .. ! و السلام عليكم و رحمة الله و بسرعة تنزع العباءة و تهرع للمطبخ تتسلم حجرة العمليات حتى المغرب.. فإذا أذّن ألقت في عجالة بتمرة إلى فمها و جرعت جرعة من أي شيء ثم انكبت على إعداد المائدة و ترتيبها للصائمين الذين قد يكونون اسرعوا للمسجد للصلاة و يعودون وهي بعد ما زالت تعدّ المائدة فيجلسون للعشاء و تجلس معهم و هي تكاد تسقط اعياءً و انهاكاً و تبدأ في ملء معدتها بالأطعمة و الأشربة ثم ترفع المائدة و تعدّ القهوة أو الشاي و تحضر أنواع الحلى و أخيراً أخيراً تذهب لصلاة المغرب تجر قدميها متثاقلة ممتلئة البطن مبلبلة الفكر خائرة القوى و تصلى و هي في شبه غيبوبة من كثرة الطعام و من شدة التعب بلا شعور و لا تذوق و لا خشوع ، و قد تنتهي منها و آذان العشاء يتردد فربما قالت لنفسها أن ترتاح قليلاً ثم تصلي .. و ربما صلت العشاء بعد فوّات وقتها وكسلت عن التراويح ... !! فأين يا وردة الرّياض وقتك الثمين في رمضان و أين يا ريحانة الإسلام استغلالُكِ هذه الدقائق النفيسة في الذكر و الدعاء وقراءة القرآن ... ! بل متى تفعلين كل ذلك يا رقيقة القلبِ و أنتِ تصرفين وقتك كله في إعداد مختلف الأطعمة و الأشربة ، و كأن شهر رمضان شهرُ الطعام و ليس شهرُ الصيام .. ! و أين الدقائق الغالية قبل المغرب تستغلينها في التوبة و الاستغفار و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ ثم عند افطارك أين الدعاء و أنتِ تعلمين أنّه من الأزمنة الفاضلة التي تستجاب فيها الدعوات كما أنّه للصائم فيها دعوة لا تردّ .. !! فاحرصي يا ابنة الخير على ألا يأخذ المطبخ من وقتك الثمين في رمضان و ألا يضيع عليك هذا الشهر بين الأواني و الصحون ، و كوني يا ذكيّة من الماهرات اللائي لا يحملن همّ الأكل أو الطعام بل تعوّد نفسها و أهلها على أنّ رمضان هو شهر الصيام و أنّ الطعام فيه إنّما هو للتقوى على مواصلة الصوم و على قيام الليل و سائر العبادات .. حلولٌ مثالية للتخلص من هذا الصارف الخطير : هذه بعض الهمسات الناصحة لكِ حبيبتي في الله لاستغلال وقتك في المطبخ لكي لا تضيع منكِ تلك الأوقات الغالية و تُحسب ضدك في عدّاد الوقت دونما ثواب إن شاء الله .. 1 ـ لا تدخلي المطبخ إلا بعد صلاة العصر و الانتهاء من أذكارك ، يعني لا تعدين الطعام إلا بعد صلاة العصر .. 2 ـ نظمي نفسك فلا يُشترط أن تصنعي جميع أصناف الطعام في يومٍ واحد ، واصنعي جدولاً غذائياً يمنعك من أن تصنعي شيئين من نفس النوع في يوم واحد ، و أنتِ بذلك تكسبين أموراً كثيرة منها : = عدم الإسراف في الطعام و الشراب وهو أهمها و اعلمي علمتِ كل خير أنكِ المسئولة الأولى عن الإسراف فيه و هو ما نهينا عنه [ و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا إنّ الله لا يحب المسرفين ] = تقليل المصاريف المالية و في ذلك ما لا يخفى عليكِ من راحة لزوجكِ المكدود = التجديد و التنويع و إبعاد الروتين عن المائدة = تذكري اخوانك المساكين الذين تخلوا موائدهم من الطعام بينما تكتظ موائدنا بأنواع عديدة منها ، و السعي لإيصال الصدقات لهم و تفطير الصائمين = حفظ وقتكِ و طلباً لراحتكِ لتستغلي هذا الوقت و هذا النشاط و الجهد فيما ينفعك من العبادات و القُرب = بتقليل و تحديد كميات الطعام تساعدين أسرتك أيضاً على النشاط في العبادة بدلاً من الكسل و التخمة و أنتِ المسئولة عن ذلك و هذه رعيتك فاحرصي على ما فيه مصلحتهم في الآخرة قبل الدنيا .. 3 ـ اصطحبي معكِ جهاز الاستماع لأنكِ تقضين وقتاً في المطبخ ليس بالقصير فيحسن بكِ أن تستغليه في استماع الأشرطة المفيدة و المحفزة على الاجتهاد في رمضان و المخوّفة من التقصير و التساهل و التفريط و كما تعلمين فإنّ الأعمال المطبخية خاصة ً و المنزلية عامةً لا تحتاج تركيزاً ذهنياً و عادة ما تلاحظين انشغال ذهنك بالتفكير في أمور كثيرة مع قيامك بأعمالك ، فاستغلي ذلك بالانتباه مع المحاضرات التي تستمعين إليها ، حتى أنكِ تجدي من تخبركِ أنها لا تجد وقتاً لسماع الأشرطة إلا في المطبخ 4 ـ استحضري نيّتك يا زهرة الرّمان في اعداد الفطور و السحور بأنّك تفطرين الصائمين و تقومين على شئونهم طاعةً لوالديك أو لزوجك و رعاية لرعيتك ، كما أنكِ تحتسبين ثواب التعبِ و الإرهاق في اعدادها عند الله تعالى ، قال صلى الله عليه و سلم : " مَن فطّر صائماً كان له مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيء " ، " إنما الأعمال بالنيّات و إنما لكل أمرئ ما نوى " ، و أنتِ تقومين على الصائمين و تفطريهم و في ذلك ما فيه من الأجر العظيم ، فما بالكِ و أنتِ أيضاً صائمة تحتسبين ثواب التعب و الإرهاق و الوقت الذي تقضيه في اعداد الطعام و في خدمتهم و في تفطيرهم ، كل ما عليكِ أن تعقدي النية على ذلك و تطلبي الأجر من الله و تحتسبي أجر امتثال أوامره تعالى و أوامره صلى الله عليه وسلم و البر بوالديكِ و زوجكِ و تستعينين بالطعام للتقوي على الطاعة و العبادة 5 ـ اجعلي لسانك يا عذبة القول دائماً رطباً بذكر الله ، يلهج بالتسبيح و التكبير و التهليل و التحميد و الدعاء ، فبدلاً من أن يضيع و قتك في رمضان دون فائدة ، اجمعي بين الحُسنيين فاستحضري النيّة و اكثري من ذكر الله و الدعاء و أنتِ تؤدين شئونكِ المنزليّة و تعدين الطعام ، تشكرين الله على نعمه عليكِ و تذكرين الفقير المحتاج ، ترين الطعام فتسأليه أن يدخلك الجنة حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتحمديه على نعمه ، تشعرين بحرارة الموقد فتستعيذين من النار وتسألينه العتق منها ، ترطبين لسانك بالحمد والتسبيح والإستغفار 6ـ اصطحبي معك بناتك بالمطبخ أو اخواتك لتعلمينهن فن إعداد الطعام ، كما أن توزيع الأدوار ينظم الوقت ويسرع في عملية إعداد الطعام والإنتهاء من تلك الأعمال وبالتالي يصبح هناك المزيد من الوقت لاستغلاله في الطاعات والعبادات والذكر.. و يا حبّذا لو ضبطتنّ مؤشرات الموقد و صليتنّ جماعة ثم تذكر الواحدة الأخرى بالأذكار فتكون هناك بركة في الوقت إن شاء الله و تغنمي فرصة تعويد البنات أو الأخوات على النظام و الصبر و حُسن التدبير واحتساب نيّة تفطير الصائمين كما يحسن منكِ أن تفردي لكل واحدة منهنّ يوماً تختصّ فيه بصنع الطعام وحدها تعويداً لها على ما سيحدث بعد زواجها و تعليمها حسن الادارة و سرعة الاعداد مع المحافظة على الوقت .. 7 ـ و أخيراً احرصي على وجود ساعة في مطبخكِ تنبهكِ لمرورِ الوقت ، لكي لا تغفلي عن ذلك ..الحاسوب : يُعدّ الحاسوب من الصوارف الحديثة التي طرأت على حياة المسلمين ، و الحق ّ أنه يلتهم...
أيام العادة :
زهر الخزامي لا يتوقفنّ عدّادكِ في رمضان ، لأننا إذا جاءت العادة الشهريّة أو حصل نفاس توقفنا عن الصيام و الصلاة وتلاوة القرآن ( الختمة ) و عن الذهاب للمسجد ... فهل يعني ذلك أن عدّاد الحسنات حتى ترتفع العادة أو دم النفاس !!
بالطبع لا فهناك من الأعمال و القربات ما تستطيعين عمله و لا يوجد فيها نهي شرعي و تحصلين على ثوابها طالما احتسبتي النيّة و الأجر فيها ..
كما أنّه من المُشاهَد يا رفيقة الدرب أنّ كُثُر يعتريهنّ الكسل من هذا الانقطاع عن العبادة خاصة مع طول أيام الانقطاع و خلوها تماماً من القربات ..
و تعالى ننظر فيما يمكن أن تفعله الريحانات في أيام العادة و ما يمكن أن تحصل عليه من الأجور و الحسنات و كيف تدفع عن نفسها شبحَ الفتور بسبب الانقطاع ..
أولاً : عليكِ ـ عذبة السجايا ـ أن ترضي و تسلّمي بقضاء الله تعالى و تحتسبي هذه النيّة ، لأنّ بعضَ بناتِ الإسلام ـ هدانا الله و إياهُنّ ـ عندما تأتيهنّ العادة تتذمر و تستاءُ جداً و ربما تلفظت بما فيه سخطٌ على قدر الله و ربما سعتْ إلى وقفها بدواءٍ و نحوه وحجتها الحرص على تمام الشهر صائمةً قائمة .. !!
و هذا يُعدّ سخطاً على قضاء الله عز وجلّ يا غالية ، فالله جلّ و علا هو مَنْ كتبَ علينا هذا الأمر و انقطاعنا عن الصلاةِ و الصيام ِ و تلاوةِ القرآن .. ليس عن تقصيرٍ أو تهاونٍ و استهارٍ بل بسبب أمرٍ خارج عن إرادتنا و ليس لنا فيه اختيار ، فوجبَ علينا التسليم و الاذعان لأمر الله و لا يمنع الحزن كما حزنت أمنا عائشة رضي الله عنها فقوّم نبينا صلى الله عليه و سلم حزنها بالرضا و السلوى عندما قال لها أنّ ذلكَ أمرٌ قد كتبه الله على بنات حواء ، فعليكِ يا زهر البراري الصبر على قدر الله و تعجيل الفطر متى رأيتِ الدم تأكيداً لطاعتكِ لأمر ربكِ بالفطر و امتثال أمره و الرضا بقدره ..
و لا يخفى عليكِ يا ذكيّة ما في الأمر بالفطر من رحمة ٍ بنا ، فالله عزّ وجلّ خالقنا أعلم بنا و بضعفنا و بحاجتنا في تلك الأيام إلى ما يقوينا و يساعدنا للتغلبِ على ما يسببه الحيض و النفاس من آلام و تكدرٍ في المزاج و ضعفٍ عام ٍ للقوى و انحطاط في النشاط و الهمّة ، فرحِم الله ضعفنا و أمرنا بالفطر فما أعظم جوده و عنايته تعالى ..
فيحْسُن منكِ يا مُحبّة بعد تسليمكِ لقضاء ربكِ أن تحمديه على رحمته بكِ و وافر عنايته و عظيمِ جوده ..
ثانياً : عليكِ يا قصيدة الوفاء أن تحرصي على استغلال أيام انقطاعكِ تلك في زيادة حسناتك و التقرب إلى الله بما لستِ ممنوعة منه ..
الذكر : لم يمنعنا الله عن ذكره رحمة ً بنا و لا نُقاس على الجنب لفارقٍ عظيم و هو أنّ حيضتنا ليست بيدنا و لا عن اختيارنا و إنما هي قدر لا نملك أمامه إلا التسليم و الامتثال ، فلا تمتنعي عن ذكر الله طوال يومكِ ..
- احرصي على ورد للأذكار من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، وورد من اصفرار الشمس ( العصر ) إلى أن تغرب و هما وقتان شريفان ، و وردٌ لوقت السحر و هو الثلث الأخير من الليل : { و بالأسحارِ هُم يستغْفِرُون } ،
- احرصي على أذكار الصباح و المساء و سائر الأذكار الموّظفة فيما يطرأ عليكِ من أحوال ..
- ثم اجعلي لسانك طوال يومكِ رطباً بذكرِ الله تلهجين بالاستغفار و التسبيح و التحميد و التكبير و التهليل و الحوقلة و أنتِ تقومين بأعمالك ِ و أنتِ في فراشكِ و على أي حال عدا الخلاء .. و في الحديث الذي صححه الألباني - رحمه الله - عند الترمذي عن عبد الله بن بُسْرٍ – رضي الله عنه – أنّ رجلاً قال : يا رسول الله إنّ شرائع الإسلام قد كَثُرَت عليّ فأخبرني بشيءٍ أتشبثُ به ، فقال : لا يزال لسانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ الله ِ "
قال صلى الله عليه وسلم : " سَبَقَ المُفَرِّدُونَ ، قالوا : و ما المُفَرِّدُونَ يا رسولَ الله ِ ؟ قال : الذّاكِرُونَ اللهَ كثيراً و الذّاكِرَاتُ " رواه مسلم
- و كذا لا تفتري عن الصلاة على رسولكِ صلى الله عليه و سلم " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلَ ما يقول ُ ، ثم صلوا عليّ ، فإنّه مَنْ صلى عليّ صلاةً صلّى اللهُ عليه بها عشراً ، ثمّ سلُوا اللهَ لي الوسِيلَة ؛ فإنّها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عبادِ الله ؛ و أرجو أنْ أكونَ أنَا هُوَ ، فمنْ سألَ لي الوسيلةَ حلّتْ لهُ الشّفاعةُ " رواه مسلم ، " مَنْ صلّى عليّ صلاةً واحدةً ؛ صلّى اللهُ عليه عشر صلواتٍ ، و حطّت ْ عنه عشرُ خطيئاتٍ ، و رُفِعَتْ لهُ عشْرُ درَجاتٍ " رواه النسائي و صححه الألباني
الدعاء و الاستغفار : الهجي بالدعاء و الاستغفار دوماً و الأجر كبير و الأمر يسير إن شاء الله و احتسبي النيّة ، قال صلى الله عليه و سلم : " مَنْ احبّ أن تسرَّه صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار " رواه البيهقي و حسّنه الألباني ، و احرصي على الأوقات الفاضلة :
- " إذا نودي بالصلاة فُتحت أبواب السمّاء و استجيبَ الدعاء " صحيح الجامع
- " الدعاء مستجاب بين النداء و الإقامة " صحيح الجامع
- " إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ، ينزل الله إلى السماء الدنيا ، فيقول : هل مِن ْ سائل فيُعطى ؟ هل مِن داعٍ فيُستجاب له ؟ هل مِن مُستغفرٍ فيُغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح " صحيح الجامع
- " يوم الجمعة ثنتا عشر ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا أتاه الله إياه ، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر " " ... و فيه ساعة لا يسأل الله فيها العبدُ شيئاً إلا أعطاه إياه ، ما لم يسأل حراماً " صحيح الجامع
- " اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش و إقامة الصلاة و نزول الغيث " صحيح الجامع
و يمكنك الجلوس في أوقات الصلاة للذكر والدعاء منقطعة لذلك محاربة ً للفتور محتسبة تحصيل الثواب ..
و يمكنك كذلك الجلوس لذكرِ الله _ ولو على فراشكِ _ في الوقتِ الذي كنتِ تصلين فيه القيام لكي لا تتعود نفسكِ على الكسل خاصةً عندما تطول أيام العادة و خاصةً لو كانت تلك الليالي من العشر الآواخر فأري ربكِ اجتهادكِ باركَ الله فيكِ مع الرضا بقضاءه و قدره ..
و احرصي على الدعاء لأخوانك وأخواتك المسلمين بظهر الغيب : " ما مِن عبدٍ مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال المَلَكُ آمين ، و لكَ بمِثْلٍ " رواه مسلم
الحمد و الشكر : احمدي الله على نعمكِ التي تطوّقكِ .. و استحضري النعم والهجي بالحمد ِ والشكر ِ سائر يومِك
روى الإمام أحمد في مسنده : " من أكل طعاماً ثم قال : الحمدُ لله الذي أطعمني هذا الطعام و رزقنيه من غير حولٍ مني و لا قوة ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، و مَن لبس ثوباً فقال : الحمد لله الذي كساني هذا و رزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر "
و انظري لحديث رفاعة بن راف الزّرَقي : " صليت ُ خلفَ رسولِ اللهِ صلىَ اللهُ عليهِ و سلّم فعَطَسْتُ فقلتُ : الحمدُ للهِ حمْدَاً كَثِيرَاً طيّبَاً مُبَارَكاً فِيهِ مُبَارَكاً علِيهِ كَمَا يُحبُّ رَبُنَا و يَرْضَى ، فلمّا صلى رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلم انصَرَفَ فقال : مَنْ المتَكَلِّمُ في الصّلاة ِ ؟ فلم يتكَلّمْ أحدٌ ، ثمّ قالهَا الثّانيةَ : مَنْ المتَكَلِّمُ في الصّلاة ِ ؟ فلم يتَكَلّمْ أحدٌ ، ثمّ قالها الثّالثةَ : مَنْ المتَكَلِّمُ في الصّلاة ِ ؟ فقال رِفاعَةُ بن رَافِع ابن عَفْرَاءَ : أنَا يا رسولَ اللهِ ، قال : كيفَ قُلتَ ؟ قال : قلتُ الحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيّباً مُبَارَكاً فيِهِ مُبَارَكاً عليهِ كَمَا يُحبّ ربّنَا ويَرضَى ، فقال النّبيُّ صلى اللهُ عليه و سلّم : و الذِي نَفْسِي بيَدِه ِ لقد ابْتَدَرَهَا بِضْعَةٌ و ثَلاثُونَ مَلَكَاً أيّهُمْ يَصْعَدُ بِهَا " حسّنه الترمذي و الألباني ورواه البخاري مختصراً
احتسبي أجر برّ الوالدين : و اعلمي أنهما سببٌ من أسبابِ دخولِ الجنة ، روى الإمام مسلم : " رغم أنفه ثم رغم أنفه ، قيل : مَنْ أدركَ والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنّة "
الصدقة : احرصي عليها فهي من أعظم أسباب الوقاية من النار " فاتقوا النّارَ ولو بشق تمرة " رواه البخاري ، و نحن مخاطبات بالصدقة خاصةً يا حريصة حرم الله أجسادنا على النار " يا معشر النّساء تصدقنّ ، فإني رأيتُكنّ أكثر أهل النار " رواه البخاري ، و فيما روى الطبراني بسند حسن أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال : " صنائِعُ المعروفَ تقي مصارع السوء ، و صدقة السرّ تُطفئ غضبَ الرّب ، و صلة الرحم تزيد في العمر "
تفطير الصائمين : أن تحتسبي نيّة تفطيرَ الصائمين أثناءَ اعدادكِ الطعام و الشرابَ لهم فتنالين أجرهم لا ينقص من أجرهم شيء " من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنّه لا ينقص من أجرِ الصائم شيئاً " رواه أحمد
احتسبي أجر الحفاظ على السنة بايقاظِ أهلكِ للسحور قبل الفجر : " تسحّروا فإنّ في السّحور بركة " رواه البخاري ، و قال صلى الله عليه و سلّم : " فصل ما بين صيامِنا و صيامِ أهل الكتاب أكلة السّحر " رواه مسلم
و تنبيه أهلكِ للصلاة : و تحتسبين نيّة الدّال على الخير : " مَنْ دلّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله " رواه مسلم
احصلي على درجة الصائم القائم و اقتربي : احسني خلقكِ واخفضي جناحكِ كل مَن حولكِ و حسّني من معاملاتِك مع الناس " إنّ المؤمن ليُدرك بحسنِ خُلُقِهِ درجة الصائم القائم " رواه أبو داود ، و اقتربي من حبيبكِ صلى الله عليه و سلم و احتسبي نيّة بلوغ تلك المنزلة العالية : " إنّ من أحبّكم إليّ و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقاً ... " رواه الترمذي
عودي مريضاً : زوري مريضةً أو هاتفيها و ادعي لها و احتسبي تحصيل الأجر العظيم من ذلك ، قال صلى الله عليه و سلم " ما مِن مسلمٍ يعودُ مسلماً غُدوة ، إلا صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يُمسي ، و إن عاده عشيّة ً إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، و كان له ريف في الجنة " رواه الترمذي
كفالة يتيم : اكفلي يتيماً في مكانه أو في بيتكِ و اطعميه و اكسيه و امسحي دمعته و حفّظيه القرآن و علميه السنة و الآداب و احتسبي ذلك كله تنالي الأجر العظيم يا رقيقة القلب و انظري لمنزلة كافل اليتيم لتشحذ همّتكِ ، قال صلى الله عليه و سلم " أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا ، و أشار بأصبعيه السبابة و الوسطى " متفق ٌ عليه
اتركي مجالس الغيبة و النميمة و ردّي عن عرض أخوتكِ في الله : احتسبي أجر الامتثال إلى الله بالانتهاء عن المحرمات و منها الغيبة و النميمة ، و ردّي عن عرض أخوتكِ في الإسلام واحتسبي الأجر ، قال صلى الله عليه و سلم : " مَنْ ردّ عن عرض أخيه ، ردّ الله عن وجهه النّار يوم القيامة " رواه الترمذي
احصلي على درجة أفضل من الصيام و الصلاة و الصدقة : اصلحي بين المتخاصمات و المتجافيات بالبّر و المحبة و احتسبي الثواب العظيم قال صلى الله عليه و سلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة ؟ " قالوا : بلى ، قال : " إصلاح ذات البين ؛ فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة " رواه البخاري
احتسبي كل ألمكِ من العادة و النفاس و كل حزنكِ و تكدّر مزاجكِ منها أو من أيّ شيء يعرض ُ لكِ : و اصبري على ذلكَ و احتسبي الأجر العميم : { إنّما يوفّى الصابرونَ أجرهم بغير حساب } ، قال صلى الله عليه و سلم : " ما يُصيب المسلم من نصبٍ و لا وصبٍ و لا همٍ و لا حَزنٍ و لا أذىً و لا غم ٍ ، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفّر بها من خطاياه " متفق عليه
احتسبي أجر الصدقات و ابتسمي : ابتسمي لأهلكِ و للمسلمات و هشّي لمقابلتهنّ ورؤياهنّ ، قال صلى الله عليه و سلم فيما رواه البخاري " و تبسمُّكَ في وجه أخيكَ صدقة " ..
اهتمي بالعاصيات و المُقصرات من أهلكِ و من نساء المسلمين : مدّي لها يد المحبة و الإخاء واحتضنيها و ساعديها على قهر شيطانها و خذي بيدها لطريق ربها و افتحي عينيها على الخير العظيم و بشريها و انذريها برفقٍ و لينٍ و تعهديها بين الفينة و الفينة و لا تتكبري عليها و لا تمنّي و احمدي الله على نعمة الهداية و احتسبي الأجر : " لئن يهدي الله بكَ رجلاً واحداً خير لكَ من حُمر النّعم "
كوني في حاجة المسلمات : قال صلى الله عليه و سلّم : " أحبّ النّاس إلى الله أنفعهم للنّاس ، و أحبّ الأعمالِ إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم ، تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجته حتى تُقضى أحبُّ إليّ مِنْ أنْ أعتكفَ في مسجدي هذا شهراً .. " إلى أن قال " .. و مَنْ مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام " حسّنه الألباني
احتسبي ثواب التغسيل والتكفين : فيجوز للحائض و النفساء التغسيل و التكفين ، فقد تشاركينَ في تغسيل مسلمة و تحتسبين الأجر الوافر قال صلى الله عليه و سلم " مَنْ غسّل ميتاً فكتمَ غفر الله له أربعين مرّة ، و من كفّن ميتاً ، كساه الله من سندسٍ و إستبرق في الجنّة .. " رواه الحاكم و صححه الألباني
صافحي أخواتكِ المسلمات و احتسبي : سلمي على أخواتكِ المسلمات و صافحيهنّ و احتضني تلك الأكف و احتسبي يا حبيبة ، قال صلى الله عليه و سّلم : " ما مِنْ مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه ، إلا كان حقاً على الله أن يحضر دعاءهما ، و لا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما " رواه أحمد
ارحمي و لا تحقري المعروف : فأنتِ لا تعرفين أرجى أعمالكِ و ما الذي يُنجيكِ ، فارحمي المخلوقات يرحمكِ الله " الرّاحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا مَن في الأرضِ يرحمكم مَنْ في السماء " رواه الترمذي ، و اعلمي أن رجلاً دخل الجنّة بكلبٍ سقاه قال صلى الله عليه وسلم : " إنّ رجلاً رأى كلباً يأكلُ الثّرى من العطش ، فأخذ خُفّه ، فجعل يغرف له به حتى أرواه ، فشكر الله له ، فأدخله الجنّة " رواه البخاري ، وروى مسلم عنه صلى الله عليه وسلم " أنّ امرأة ً بغيّاً رأتْ كلباً في يومٍ حارٍّ يُطِيفُ ببئرٍ ، قد أدْلعَ لسانَه من العطش ، فنزعتْ له بِمُوقِهَا ، فغُفِرَ لها " فانظري لعظم أجر مَن أحسن إلى الحيوان فاحسني لما يطوف عليكِ و ارحمي ما ترينه من ضعفِ تلك المخلوقات ..
اقرضي معسرة ً و انظريها و احتسبي : اقرضي أختكِ المعسرة في محنتها و شدتها ، و إذا جاء وقت الاستيفاء و لم تستطع انظريها و لا تلحي و احتسبيها أن تجري مجرى الصدقة في المثوبة ، قال صلى الله عليه و سلم : " مَن أنظر معسراً ، فله كل يوم صدقة قبل أن يحلّ الدين ، فإذا حلّ الدين فأنظره بعد ذلك ، فله كل يومٍ مثليه صدقة " رواه الحاكم
فرجي عن المهمومات و احتسبي : فرجي عن المهمومات من المسلمات و سارعي في قضاء حوائجهنّ و تنفيس كربتهنّ كوني مع الأرملة و اليتامى قال صلى الله عليه و سلم : " مَنْ نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربة من كُرب الدنيا ، نفّس الله عنه كُربة من كرب يوم القيامة " رواه مسلم
ارسلي وعلمّي و احتسبي : ارسلي مع ولدكِ أو أخوكِ أوأيّ أحدٍ من أهلكِ قبل المغرب إلى المسجدِ تمراً و عصيراً أو ما تستطيعين ، فتأخذين ثوابَ تفطير الصائمين أنتِ ومَنْ اعانكِ على ذلكَ من أهلكِ " من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنّه لا ينقص من أجرِ الصائم شيئاً " رواه أحمد
وقفٌ و ثوابٌ : هل لديكِ وفرة ٌ في المصاحفِ و كتبِ الأذكارِ والمطويات ارسليها وقفٌ للمسجدِ و تأخذين عليها ثواباً وافراً و لكِ أجر كل مَن استعملها إن شاء الله
أعيري و اغنمي : اعيري أخواتكِ المسلمات من أهلكِ و جاراتكِ و أخواتكِ في الله الشرائط و الأسطوانات التي تتناول أحكام الصيام و رمضان ، ويمكنك إعارة شريط أو اسطوانة يومياً لكي تستطيعين المواصلة و لا تفقدين شيئاً منها ، و لكي ثواب مَن عمِلَ بما جاء فيها إن شاء الله
لا ترجع دون وحدك : اطلبي من زوجك أو ولدكِ أو أخوكِ أن لا يرجع وحده من صلاة المغرب و أن يحضر معه أحدٌ للإفطار ، و يا حبذا لو كان مسكيناً أو فقيراً يفطر عندكم و تنالا ثواب تفطير الصائم ..
تهادوا تحابوا : اهدي إلى أخواتكِ المسلمات ما تستطعين ، و يا حبذا لو كان مع طبق الحلوى البسيط شريطٌ هدية أو كتيبٌ أو مطويّة فيها إفادة لأختك المسلمة ..
خففي و احتسبي : خففي من الملابس الزائدة بالبيت و ما أكثرها في بيوتنا يا حبيبة ، فقومي بتنظيفها و تصليحها وكيها ثم عطريها ( إذا لم تكن ملابس للنساء ) ثم ضعيها بأكياسٍ مرتبة و ارسليها لأيتامٍ أو مساكين ، أو حتى للمسجد ليرسلها القائمين فيه إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين
كتيّبات و نصيحة ٌ غير مباشرة : اشتري كتيّبات الأذكار وكتيّبات أو مطويات عن مخالفات النساء في المساجد ، ثم ارسليها مع أختكِ أو أمكِ إلى المسجد توزعها على النساء بين الركعات و بذلك تنصحينهنّ و تأخذين الأجر العميم على النصح و على توفير الخير ..
هذه بعضُ الأفكار يا نديّة القلبِ و بعض النصائح و ما نستطيع الإحاطة بالخير لو أردنا ، فزيدي وفقكِ الله و انصحي أخواتكِ بأبوابٍ اخرى تعرفينها حتى ننال الأجر العظيم في أوقات الانقطاع و لا نكتب من الغافلات اللاهيات ..
و أخيراً أيتها الحبيبات اسأل الله أن يوّفقنا للقيام بالطاعات على الوجه الذي يرضيه عنا و أن يبلغنا رمضان و يجعله شهر خيرٍ وبركة و أن يعيننا فيه على الطاعات و يجنبنا المعاصي و أن يكتب لنا فيه عتقاً من النيران ..
و أسأله تعالى أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم و ألا يجعل لأحد غيره فيه شيئا و أن ينفع به
اللهم وفقنا للعمل بما يُرضيك و جنبنا أسباب سخطك و معاصيك و اغفر لنا ولوالدينا ولمن سبقونا في الإسلام ، و صلى اللهم و سلم على محمد و على آله و صحبه و سلم ..
جمانة الروح
زهر الخزامي لا يتوقفنّ عدّادكِ في رمضان ، لأننا إذا جاءت العادة الشهريّة أو حصل نفاس توقفنا عن الصيام و الصلاة وتلاوة القرآن ( الختمة ) و عن الذهاب للمسجد ... فهل يعني ذلك أن عدّاد الحسنات حتى ترتفع العادة أو دم النفاس !!
بالطبع لا فهناك من الأعمال و القربات ما تستطيعين عمله و لا يوجد فيها نهي شرعي و تحصلين على ثوابها طالما احتسبتي النيّة و الأجر فيها ..
كما أنّه من المُشاهَد يا رفيقة الدرب أنّ كُثُر يعتريهنّ الكسل من هذا الانقطاع عن العبادة خاصة مع طول أيام الانقطاع و خلوها تماماً من القربات ..
و تعالى ننظر فيما يمكن أن تفعله الريحانات في أيام العادة و ما يمكن أن تحصل عليه من الأجور و الحسنات و كيف تدفع عن نفسها شبحَ الفتور بسبب الانقطاع ..
أولاً : عليكِ ـ عذبة السجايا ـ أن ترضي و تسلّمي بقضاء الله تعالى و تحتسبي هذه النيّة ، لأنّ بعضَ بناتِ الإسلام ـ هدانا الله و إياهُنّ ـ عندما تأتيهنّ العادة تتذمر و تستاءُ جداً و ربما تلفظت بما فيه سخطٌ على قدر الله و ربما سعتْ إلى وقفها بدواءٍ و نحوه وحجتها الحرص على تمام الشهر صائمةً قائمة .. !!
و هذا يُعدّ سخطاً على قضاء الله عز وجلّ يا غالية ، فالله جلّ و علا هو مَنْ كتبَ علينا هذا الأمر و انقطاعنا عن الصلاةِ و الصيام ِ و تلاوةِ القرآن .. ليس عن تقصيرٍ أو تهاونٍ و استهارٍ بل بسبب أمرٍ خارج عن إرادتنا و ليس لنا فيه اختيار ، فوجبَ علينا التسليم و الاذعان لأمر الله و لا يمنع الحزن كما حزنت أمنا عائشة رضي الله عنها فقوّم نبينا صلى الله عليه و سلم حزنها بالرضا و السلوى عندما قال لها أنّ ذلكَ أمرٌ قد كتبه الله على بنات حواء ، فعليكِ يا زهر البراري الصبر على قدر الله و تعجيل الفطر متى رأيتِ الدم تأكيداً لطاعتكِ لأمر ربكِ بالفطر و امتثال أمره و الرضا بقدره ..
و لا يخفى عليكِ يا ذكيّة ما في الأمر بالفطر من رحمة ٍ بنا ، فالله عزّ وجلّ خالقنا أعلم بنا و بضعفنا و بحاجتنا في تلك الأيام إلى ما يقوينا و يساعدنا للتغلبِ على ما يسببه الحيض و النفاس من آلام و تكدرٍ في المزاج و ضعفٍ عام ٍ للقوى و انحطاط في النشاط و الهمّة ، فرحِم الله ضعفنا و أمرنا بالفطر فما أعظم جوده و عنايته تعالى ..
فيحْسُن منكِ يا مُحبّة بعد تسليمكِ لقضاء ربكِ أن تحمديه على رحمته بكِ و وافر عنايته و عظيمِ جوده ..
ثانياً : عليكِ يا قصيدة الوفاء أن تحرصي على استغلال أيام انقطاعكِ تلك في زيادة حسناتك و التقرب إلى الله بما لستِ ممنوعة منه ..
الذكر : لم يمنعنا الله عن ذكره رحمة ً بنا و لا نُقاس على الجنب لفارقٍ عظيم و هو أنّ حيضتنا ليست بيدنا و لا عن اختيارنا و إنما هي قدر لا نملك أمامه إلا التسليم و الامتثال ، فلا تمتنعي عن ذكر الله طوال يومكِ ..
- احرصي على ورد للأذكار من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، وورد من اصفرار الشمس ( العصر ) إلى أن تغرب و هما وقتان شريفان ، و وردٌ لوقت السحر و هو الثلث الأخير من الليل : { و بالأسحارِ هُم يستغْفِرُون } ،
- احرصي على أذكار الصباح و المساء و سائر الأذكار الموّظفة فيما يطرأ عليكِ من أحوال ..
- ثم اجعلي لسانك طوال يومكِ رطباً بذكرِ الله تلهجين بالاستغفار و التسبيح و التحميد و التكبير و التهليل و الحوقلة و أنتِ تقومين بأعمالك ِ و أنتِ في فراشكِ و على أي حال عدا الخلاء .. و في الحديث الذي صححه الألباني - رحمه الله - عند الترمذي عن عبد الله بن بُسْرٍ – رضي الله عنه – أنّ رجلاً قال : يا رسول الله إنّ شرائع الإسلام قد كَثُرَت عليّ فأخبرني بشيءٍ أتشبثُ به ، فقال : لا يزال لسانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ الله ِ "
قال صلى الله عليه وسلم : " سَبَقَ المُفَرِّدُونَ ، قالوا : و ما المُفَرِّدُونَ يا رسولَ الله ِ ؟ قال : الذّاكِرُونَ اللهَ كثيراً و الذّاكِرَاتُ " رواه مسلم
- و كذا لا تفتري عن الصلاة على رسولكِ صلى الله عليه و سلم " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلَ ما يقول ُ ، ثم صلوا عليّ ، فإنّه مَنْ صلى عليّ صلاةً صلّى اللهُ عليه بها عشراً ، ثمّ سلُوا اللهَ لي الوسِيلَة ؛ فإنّها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عبادِ الله ؛ و أرجو أنْ أكونَ أنَا هُوَ ، فمنْ سألَ لي الوسيلةَ حلّتْ لهُ الشّفاعةُ " رواه مسلم ، " مَنْ صلّى عليّ صلاةً واحدةً ؛ صلّى اللهُ عليه عشر صلواتٍ ، و حطّت ْ عنه عشرُ خطيئاتٍ ، و رُفِعَتْ لهُ عشْرُ درَجاتٍ " رواه النسائي و صححه الألباني
الدعاء و الاستغفار : الهجي بالدعاء و الاستغفار دوماً و الأجر كبير و الأمر يسير إن شاء الله و احتسبي النيّة ، قال صلى الله عليه و سلم : " مَنْ احبّ أن تسرَّه صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار " رواه البيهقي و حسّنه الألباني ، و احرصي على الأوقات الفاضلة :
- " إذا نودي بالصلاة فُتحت أبواب السمّاء و استجيبَ الدعاء " صحيح الجامع
- " الدعاء مستجاب بين النداء و الإقامة " صحيح الجامع
- " إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ، ينزل الله إلى السماء الدنيا ، فيقول : هل مِن ْ سائل فيُعطى ؟ هل مِن داعٍ فيُستجاب له ؟ هل مِن مُستغفرٍ فيُغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح " صحيح الجامع
- " يوم الجمعة ثنتا عشر ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا أتاه الله إياه ، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر " " ... و فيه ساعة لا يسأل الله فيها العبدُ شيئاً إلا أعطاه إياه ، ما لم يسأل حراماً " صحيح الجامع
- " اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش و إقامة الصلاة و نزول الغيث " صحيح الجامع
و يمكنك الجلوس في أوقات الصلاة للذكر والدعاء منقطعة لذلك محاربة ً للفتور محتسبة تحصيل الثواب ..
و يمكنك كذلك الجلوس لذكرِ الله _ ولو على فراشكِ _ في الوقتِ الذي كنتِ تصلين فيه القيام لكي لا تتعود نفسكِ على الكسل خاصةً عندما تطول أيام العادة و خاصةً لو كانت تلك الليالي من العشر الآواخر فأري ربكِ اجتهادكِ باركَ الله فيكِ مع الرضا بقضاءه و قدره ..
و احرصي على الدعاء لأخوانك وأخواتك المسلمين بظهر الغيب : " ما مِن عبدٍ مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال المَلَكُ آمين ، و لكَ بمِثْلٍ " رواه مسلم
الحمد و الشكر : احمدي الله على نعمكِ التي تطوّقكِ .. و استحضري النعم والهجي بالحمد ِ والشكر ِ سائر يومِك
روى الإمام أحمد في مسنده : " من أكل طعاماً ثم قال : الحمدُ لله الذي أطعمني هذا الطعام و رزقنيه من غير حولٍ مني و لا قوة ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، و مَن لبس ثوباً فقال : الحمد لله الذي كساني هذا و رزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر "
و انظري لحديث رفاعة بن راف الزّرَقي : " صليت ُ خلفَ رسولِ اللهِ صلىَ اللهُ عليهِ و سلّم فعَطَسْتُ فقلتُ : الحمدُ للهِ حمْدَاً كَثِيرَاً طيّبَاً مُبَارَكاً فِيهِ مُبَارَكاً علِيهِ كَمَا يُحبُّ رَبُنَا و يَرْضَى ، فلمّا صلى رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه و سلم انصَرَفَ فقال : مَنْ المتَكَلِّمُ في الصّلاة ِ ؟ فلم يتكَلّمْ أحدٌ ، ثمّ قالهَا الثّانيةَ : مَنْ المتَكَلِّمُ في الصّلاة ِ ؟ فلم يتَكَلّمْ أحدٌ ، ثمّ قالها الثّالثةَ : مَنْ المتَكَلِّمُ في الصّلاة ِ ؟ فقال رِفاعَةُ بن رَافِع ابن عَفْرَاءَ : أنَا يا رسولَ اللهِ ، قال : كيفَ قُلتَ ؟ قال : قلتُ الحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيّباً مُبَارَكاً فيِهِ مُبَارَكاً عليهِ كَمَا يُحبّ ربّنَا ويَرضَى ، فقال النّبيُّ صلى اللهُ عليه و سلّم : و الذِي نَفْسِي بيَدِه ِ لقد ابْتَدَرَهَا بِضْعَةٌ و ثَلاثُونَ مَلَكَاً أيّهُمْ يَصْعَدُ بِهَا " حسّنه الترمذي و الألباني ورواه البخاري مختصراً
احتسبي أجر برّ الوالدين : و اعلمي أنهما سببٌ من أسبابِ دخولِ الجنة ، روى الإمام مسلم : " رغم أنفه ثم رغم أنفه ، قيل : مَنْ أدركَ والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنّة "
الصدقة : احرصي عليها فهي من أعظم أسباب الوقاية من النار " فاتقوا النّارَ ولو بشق تمرة " رواه البخاري ، و نحن مخاطبات بالصدقة خاصةً يا حريصة حرم الله أجسادنا على النار " يا معشر النّساء تصدقنّ ، فإني رأيتُكنّ أكثر أهل النار " رواه البخاري ، و فيما روى الطبراني بسند حسن أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال : " صنائِعُ المعروفَ تقي مصارع السوء ، و صدقة السرّ تُطفئ غضبَ الرّب ، و صلة الرحم تزيد في العمر "
تفطير الصائمين : أن تحتسبي نيّة تفطيرَ الصائمين أثناءَ اعدادكِ الطعام و الشرابَ لهم فتنالين أجرهم لا ينقص من أجرهم شيء " من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنّه لا ينقص من أجرِ الصائم شيئاً " رواه أحمد
احتسبي أجر الحفاظ على السنة بايقاظِ أهلكِ للسحور قبل الفجر : " تسحّروا فإنّ في السّحور بركة " رواه البخاري ، و قال صلى الله عليه و سلّم : " فصل ما بين صيامِنا و صيامِ أهل الكتاب أكلة السّحر " رواه مسلم
و تنبيه أهلكِ للصلاة : و تحتسبين نيّة الدّال على الخير : " مَنْ دلّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله " رواه مسلم
احصلي على درجة الصائم القائم و اقتربي : احسني خلقكِ واخفضي جناحكِ كل مَن حولكِ و حسّني من معاملاتِك مع الناس " إنّ المؤمن ليُدرك بحسنِ خُلُقِهِ درجة الصائم القائم " رواه أبو داود ، و اقتربي من حبيبكِ صلى الله عليه و سلم و احتسبي نيّة بلوغ تلك المنزلة العالية : " إنّ من أحبّكم إليّ و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقاً ... " رواه الترمذي
عودي مريضاً : زوري مريضةً أو هاتفيها و ادعي لها و احتسبي تحصيل الأجر العظيم من ذلك ، قال صلى الله عليه و سلم " ما مِن مسلمٍ يعودُ مسلماً غُدوة ، إلا صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يُمسي ، و إن عاده عشيّة ً إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، و كان له ريف في الجنة " رواه الترمذي
كفالة يتيم : اكفلي يتيماً في مكانه أو في بيتكِ و اطعميه و اكسيه و امسحي دمعته و حفّظيه القرآن و علميه السنة و الآداب و احتسبي ذلك كله تنالي الأجر العظيم يا رقيقة القلب و انظري لمنزلة كافل اليتيم لتشحذ همّتكِ ، قال صلى الله عليه و سلم " أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا ، و أشار بأصبعيه السبابة و الوسطى " متفق ٌ عليه
اتركي مجالس الغيبة و النميمة و ردّي عن عرض أخوتكِ في الله : احتسبي أجر الامتثال إلى الله بالانتهاء عن المحرمات و منها الغيبة و النميمة ، و ردّي عن عرض أخوتكِ في الإسلام واحتسبي الأجر ، قال صلى الله عليه و سلم : " مَنْ ردّ عن عرض أخيه ، ردّ الله عن وجهه النّار يوم القيامة " رواه الترمذي
احصلي على درجة أفضل من الصيام و الصلاة و الصدقة : اصلحي بين المتخاصمات و المتجافيات بالبّر و المحبة و احتسبي الثواب العظيم قال صلى الله عليه و سلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة ؟ " قالوا : بلى ، قال : " إصلاح ذات البين ؛ فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة " رواه البخاري
احتسبي كل ألمكِ من العادة و النفاس و كل حزنكِ و تكدّر مزاجكِ منها أو من أيّ شيء يعرض ُ لكِ : و اصبري على ذلكَ و احتسبي الأجر العميم : { إنّما يوفّى الصابرونَ أجرهم بغير حساب } ، قال صلى الله عليه و سلم : " ما يُصيب المسلم من نصبٍ و لا وصبٍ و لا همٍ و لا حَزنٍ و لا أذىً و لا غم ٍ ، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفّر بها من خطاياه " متفق عليه
احتسبي أجر الصدقات و ابتسمي : ابتسمي لأهلكِ و للمسلمات و هشّي لمقابلتهنّ ورؤياهنّ ، قال صلى الله عليه و سلم فيما رواه البخاري " و تبسمُّكَ في وجه أخيكَ صدقة " ..
اهتمي بالعاصيات و المُقصرات من أهلكِ و من نساء المسلمين : مدّي لها يد المحبة و الإخاء واحتضنيها و ساعديها على قهر شيطانها و خذي بيدها لطريق ربها و افتحي عينيها على الخير العظيم و بشريها و انذريها برفقٍ و لينٍ و تعهديها بين الفينة و الفينة و لا تتكبري عليها و لا تمنّي و احمدي الله على نعمة الهداية و احتسبي الأجر : " لئن يهدي الله بكَ رجلاً واحداً خير لكَ من حُمر النّعم "
كوني في حاجة المسلمات : قال صلى الله عليه و سلّم : " أحبّ النّاس إلى الله أنفعهم للنّاس ، و أحبّ الأعمالِ إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم ، تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجته حتى تُقضى أحبُّ إليّ مِنْ أنْ أعتكفَ في مسجدي هذا شهراً .. " إلى أن قال " .. و مَنْ مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام " حسّنه الألباني
احتسبي ثواب التغسيل والتكفين : فيجوز للحائض و النفساء التغسيل و التكفين ، فقد تشاركينَ في تغسيل مسلمة و تحتسبين الأجر الوافر قال صلى الله عليه و سلم " مَنْ غسّل ميتاً فكتمَ غفر الله له أربعين مرّة ، و من كفّن ميتاً ، كساه الله من سندسٍ و إستبرق في الجنّة .. " رواه الحاكم و صححه الألباني
صافحي أخواتكِ المسلمات و احتسبي : سلمي على أخواتكِ المسلمات و صافحيهنّ و احتضني تلك الأكف و احتسبي يا حبيبة ، قال صلى الله عليه و سّلم : " ما مِنْ مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه ، إلا كان حقاً على الله أن يحضر دعاءهما ، و لا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما " رواه أحمد
ارحمي و لا تحقري المعروف : فأنتِ لا تعرفين أرجى أعمالكِ و ما الذي يُنجيكِ ، فارحمي المخلوقات يرحمكِ الله " الرّاحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا مَن في الأرضِ يرحمكم مَنْ في السماء " رواه الترمذي ، و اعلمي أن رجلاً دخل الجنّة بكلبٍ سقاه قال صلى الله عليه وسلم : " إنّ رجلاً رأى كلباً يأكلُ الثّرى من العطش ، فأخذ خُفّه ، فجعل يغرف له به حتى أرواه ، فشكر الله له ، فأدخله الجنّة " رواه البخاري ، وروى مسلم عنه صلى الله عليه وسلم " أنّ امرأة ً بغيّاً رأتْ كلباً في يومٍ حارٍّ يُطِيفُ ببئرٍ ، قد أدْلعَ لسانَه من العطش ، فنزعتْ له بِمُوقِهَا ، فغُفِرَ لها " فانظري لعظم أجر مَن أحسن إلى الحيوان فاحسني لما يطوف عليكِ و ارحمي ما ترينه من ضعفِ تلك المخلوقات ..
اقرضي معسرة ً و انظريها و احتسبي : اقرضي أختكِ المعسرة في محنتها و شدتها ، و إذا جاء وقت الاستيفاء و لم تستطع انظريها و لا تلحي و احتسبيها أن تجري مجرى الصدقة في المثوبة ، قال صلى الله عليه و سلم : " مَن أنظر معسراً ، فله كل يوم صدقة قبل أن يحلّ الدين ، فإذا حلّ الدين فأنظره بعد ذلك ، فله كل يومٍ مثليه صدقة " رواه الحاكم
فرجي عن المهمومات و احتسبي : فرجي عن المهمومات من المسلمات و سارعي في قضاء حوائجهنّ و تنفيس كربتهنّ كوني مع الأرملة و اليتامى قال صلى الله عليه و سلم : " مَنْ نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربة من كُرب الدنيا ، نفّس الله عنه كُربة من كرب يوم القيامة " رواه مسلم
ارسلي وعلمّي و احتسبي : ارسلي مع ولدكِ أو أخوكِ أوأيّ أحدٍ من أهلكِ قبل المغرب إلى المسجدِ تمراً و عصيراً أو ما تستطيعين ، فتأخذين ثوابَ تفطير الصائمين أنتِ ومَنْ اعانكِ على ذلكَ من أهلكِ " من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنّه لا ينقص من أجرِ الصائم شيئاً " رواه أحمد
وقفٌ و ثوابٌ : هل لديكِ وفرة ٌ في المصاحفِ و كتبِ الأذكارِ والمطويات ارسليها وقفٌ للمسجدِ و تأخذين عليها ثواباً وافراً و لكِ أجر كل مَن استعملها إن شاء الله
أعيري و اغنمي : اعيري أخواتكِ المسلمات من أهلكِ و جاراتكِ و أخواتكِ في الله الشرائط و الأسطوانات التي تتناول أحكام الصيام و رمضان ، ويمكنك إعارة شريط أو اسطوانة يومياً لكي تستطيعين المواصلة و لا تفقدين شيئاً منها ، و لكي ثواب مَن عمِلَ بما جاء فيها إن شاء الله
لا ترجع دون وحدك : اطلبي من زوجك أو ولدكِ أو أخوكِ أن لا يرجع وحده من صلاة المغرب و أن يحضر معه أحدٌ للإفطار ، و يا حبذا لو كان مسكيناً أو فقيراً يفطر عندكم و تنالا ثواب تفطير الصائم ..
تهادوا تحابوا : اهدي إلى أخواتكِ المسلمات ما تستطعين ، و يا حبذا لو كان مع طبق الحلوى البسيط شريطٌ هدية أو كتيبٌ أو مطويّة فيها إفادة لأختك المسلمة ..
خففي و احتسبي : خففي من الملابس الزائدة بالبيت و ما أكثرها في بيوتنا يا حبيبة ، فقومي بتنظيفها و تصليحها وكيها ثم عطريها ( إذا لم تكن ملابس للنساء ) ثم ضعيها بأكياسٍ مرتبة و ارسليها لأيتامٍ أو مساكين ، أو حتى للمسجد ليرسلها القائمين فيه إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين
كتيّبات و نصيحة ٌ غير مباشرة : اشتري كتيّبات الأذكار وكتيّبات أو مطويات عن مخالفات النساء في المساجد ، ثم ارسليها مع أختكِ أو أمكِ إلى المسجد توزعها على النساء بين الركعات و بذلك تنصحينهنّ و تأخذين الأجر العميم على النصح و على توفير الخير ..
هذه بعضُ الأفكار يا نديّة القلبِ و بعض النصائح و ما نستطيع الإحاطة بالخير لو أردنا ، فزيدي وفقكِ الله و انصحي أخواتكِ بأبوابٍ اخرى تعرفينها حتى ننال الأجر العظيم في أوقات الانقطاع و لا نكتب من الغافلات اللاهيات ..
و أخيراً أيتها الحبيبات اسأل الله أن يوّفقنا للقيام بالطاعات على الوجه الذي يرضيه عنا و أن يبلغنا رمضان و يجعله شهر خيرٍ وبركة و أن يعيننا فيه على الطاعات و يجنبنا المعاصي و أن يكتب لنا فيه عتقاً من النيران ..
و أسأله تعالى أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم و ألا يجعل لأحد غيره فيه شيئا و أن ينفع به
اللهم وفقنا للعمل بما يُرضيك و جنبنا أسباب سخطك و معاصيك و اغفر لنا ولوالدينا ولمن سبقونا في الإسلام ، و صلى اللهم و سلم على محمد و على آله و صحبه و سلم ..
جمانة الروح
السلام عليكنّ ورحمة الله و بركاته ..
الريحانات الغاليات .. أعتذر عن الخطأ الموجود بالجملة التالية
( لا ترجع دون وحدك : اطلبي من زوجك أو ولدكِ أو أخوكِ أن لا يرجع وحده من صلاة المغرب و أن يحضر معه أحدٌ للإفطار ، و يا حبذا لو كان مسكيناً أو فقيراً يفطر عندكم و تنالا ثواب تفطير الصائم .. )
و الصحيح ( لا ترجع وحدك .. )
وجزاكنّ الله خيراً ، و بلغني و إياكنّ رمضان و سلمنا إليه و تسلمه منّا متقبلاً
آميــــــــــــــــــــــــــــــــن
الريحانات الغاليات .. أعتذر عن الخطأ الموجود بالجملة التالية
( لا ترجع دون وحدك : اطلبي من زوجك أو ولدكِ أو أخوكِ أن لا يرجع وحده من صلاة المغرب و أن يحضر معه أحدٌ للإفطار ، و يا حبذا لو كان مسكيناً أو فقيراً يفطر عندكم و تنالا ثواب تفطير الصائم .. )
و الصحيح ( لا ترجع وحدك .. )
وجزاكنّ الله خيراً ، و بلغني و إياكنّ رمضان و سلمنا إليه و تسلمه منّا متقبلاً
آميــــــــــــــــــــــــــــــــن
الصفحة الأخيرة
راقبي العدّاد
كلنا نعرف ذلك العدّاد الذي يميل ُ البعض لوضعه في توقيعاتهم ليحصي الزائرينَ لمواضيعهم و مشاركاتهم و يمكننا أن نتخيّل عدّاداً مثله يُحصي أوقاتنا و يحصي حسناتنا و ذنوبنا في هذه الأوقات ، و نراقبه دوماً مجتهدين أن نجعله نهماً في إحصاءِ الحسنات التي نجنيها طول اليوم ..
فلا تمر دقيقة يحصيها علينا عدّاد الزمنِ في رمضان دون أن نعمل فيها خيراً أو نُحيي فيها عبادة منسيّة و ما أكثر العبادات المنسيّة !
و نغتنم لحظاتنا بل حتى أنفاسنا في كل ما يقربنا إلى رضوانِ الله فنكون من السعداء الموّفقين الذين امتنّ الله عليهم بنعمة البصيرة فابصروا في ضوئها ما خلقوا من أجله فكانت الهمّة و كان التنافس في الخير ..
شمّري عن ساعد ِ الجدّ و هلمي
و لتعدّي العدة من قبل دخول رمضان إلى استقباله و لا يفوتكِ يومٌ منه فتندمي ، فإنّ اليوم إذا فاتَ لم يعد ثانية روى الإمام أحمد في مسنده عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه و سلم – أنّه قال : " ليس من عمل يوم إلا يُختم عليه " صحيح الجامع
فلكي نصل إلى غايتنا و إلى رضا الله تعالى علينا أن نعيش يوماً بيوم ، و نجعل كل يوم هدفاً نصل به إلى أعلى درجة في الجنة ، نبدأ يوماً جديداً من صلاة الفجر و نضعُ في حسباننا أنه آخر يوم ٍ في عمرنا ، فنسأل أنفسنا جيداً ماذا سنفعل اليوم ؟ و هل سنترك اليوم يضيع و يتفلت من بين أصابعنا دقيقة دقيقة دون عمل ٍ و اجتهادٍ و توبة ٍ و استغفارٍ و تلاوة ٍ و صلاة ٍ و ... الخ !
يقول ابن القيّم رحمه الله : " السّـنَة ُ شجرة ٌ و الشّـهور فروعُها و الأيام ُ أغصانُها و الساعات ُ أوراقُها و الأنفاسُ ثمرتُها ، فمن كانتْ أنفاسُه في طاعة ٍ فثمرةُ شجرتِه طيّبة ٌ ، و مَنْ كانت في معصية ٍ فثمرتُه حنظل ٌ ، و إنّما يكون الجدادُ يومَ المعادِ ، فعند ذلك يتبيّن حُلْوُ الثّمارِ من مُرِّهَا " اهـ .
و لقد شبّهوا اليوم بالضيف فقالوا : " يا ابن آدم اليوم ضيفك ، و الضيف مُرتحل يحمدك أو يذمك ، و كذلك ليلتك "
جلسة ٌ عائلية
مع أهل البيت نتناقش فيها عن استعداداتنا لاستقبال رمضان و جدول أعمالنا فيه و نستمع لأفكار ومخططات و آراء و آمال كل فردٍ في العائلة صغيراً أو كبيراً و نُسمعهم خططنا ، و نقفُ على رمضان الماضي وقفة محاسبة .. هل حققنا كل ما أملنا تحقيقه ؟ و هل نريد الاستزادة أو تغيير النظام وفقاً للمتغيرات التي طرأت على أهل البيت هذا العام ؟
و ما هي الأخطاء التي يجب علينا تجنبها لضمان الاستفادة القصوى من موسم الخيرات و البركات ؟ و نضع بنوداً نتفقُ عليها وخطوات تضمن لنا تحقيق و إنجاز ذلك الجدول الإيماني إن شاء الله ..
و تأتي يا حبيبة أهمية هذه الجلسة العائلية في التواصل حول توزيع الأدوار والمهام على أبناء البيت الواحد حرصاً على الوقت والجهد ، و التواصل حول تنظيم وقت أهل البيت من أصحاب العمل و الدراسة و محاولة إيجاد وقت للتجمع في العبادة و صلاة التراويح ، و ترتيب أوقات النوم لتحفيز الطاقة بانضباط ، و نتفق على صلاة النساء و ما الأصلح لهنّ : الصلاة بالبيتِ ، أم بالمسجد ..
و لا يخفى ما في صلاة النساء في البيوت من فوائد من جمع نساء البيت على الجماعة و إعطاء كل واحدة دور في الإمامة مما يخلق جواً من التشجيع و التحفيز على الصلاة والتلاوة ، كما أنّ الصلاة بالبيت ترفع عن النساء الكثير من الذنوب التي قد يقعن فيها من مخالفة آداب الخروج أو آداب المسجد و ما يسببه الأطفال من إيذاء للمصلين و المصليات ، فبأخذ مثل هذه الأمور و غيرها في الاعتبار تصبح الصلاة في البيوت أفضل للنساء ..
و إذا كُنّ النساء حريصات على عدم الوقوع في أيّ محظور ٍ أو نهيٍ شرعي و يجدن متعة ً في الصلاة في المساجد و شهود جماعة المسلمين فلا بأس عندها من الذهاب للمسجد ..
المهم ألا يفوتنكِ ما في هذه الجلسة من فوائد تجني ثمارها طوال الشهر إن شاء الله
و يمكن الاتفاق على جلسة اسبوعية في رمضان في أي يوم يمكن التجمع فيه لتغيير بعض الخطط و التعديل عليها و تفادي الأخطاء ..
كُوني قدوة حسنة
فأنت تعلمين – علمتِ كل خير - أنّ من أهم أركان التربية الصحيحة أن نكون قدوة حسنة لأولادنا أو لإخواننا بل لأهلنا و لكل المسلمين و المسلمات ، فإذا كنتِ قد دعوتِهم مثلاً إلى قراءة القرآن فلابد أن يُشاهدوكِ و أنت تقرئيه و ترتليه و ترتشفيه ارتشافاً ، بل و يتعلمونَ منكِ أدب التعامل مع كتابِ الله بالتطبيق العمليّ و ليس بمجرد الكلام ..
فإذا سألتكِ ابنتكِ أو أختكِ أو سألكِ ولدكِ أو أخيكِ أو أي فردٍ في العائلة ، لماذا تتوضئين و لم يحن وقت الصلاة ؟ تقولي : أتوضأ لقراءة القرآن ..
و انظري بنفسكِ عندها ماذا ستفتحُ عليكِ هذه الإجابة من أبوابِ تساؤلات شتى .. فسيسألكِ : هل لابد أن نتوضأ لقراءة القرآن ؟ و لماذا .. و ... و ...
و إذا شاهدوكِ تلبسين أنظفَ الثيابِ و تستاكين و تجلسين تجاه القبلة و تقرئين في خشوع ٍ و تدبر ٍ بصوت ٍ نديّ لا مُنخفض ٍ و لا عال ٍ ، مُطأطأة الرأسِ خافِضة الجناحِ تغشاكِ السكينة و ترفرفُ على مُحيّاكِ .. تستبشرين بآي البشرِ و تهتزين وجلاً لآي الوعيد ، تسبحين مع فلكِ نوحٍ و تعبرين وراء موسى البحر .. فإنّهم يتعلمون منكِ الخشوعَ و الخضوعَ و أدبَ الذكرِ و التدبرِ و التذوق ِ..
و إذا كنتِ قد دعوتِ بناتكِ أو أخواتكِ لصلاة التراويح فلابد أن تكوني أول مَنْ تصلي و تحملين نفسكِ على ذلك فأنت قدوتهنّ ، بل و تصطحبين منهنّ من تستطيع أن تحفظ أدبها و لا تؤذي المصليات و المسجد لكي تشهد الصلاة و يتعمّق حُبّ المسجد في قلبها ، خاصة ً لو كنتِ قبلاً قد علمتهنّ آداب المسجد و يرين التطبيق العمليّ أمامهن فيكِ ماثلا ..
و أعجبُ ممن تشتكي من بناتِها و أولادِها لعدم حبهم للمسجد أو لعدم الأدب معه و فيه و منهم و منهنّ من بَلَغَ و بَلَغَتْ سن التكليف !
أعجب لأنهنّ أهملنّ كونهنّ القدوة و المثل المحتذى و أنهنّ السبب في ما حدث بسبب الصور الخاطئة التي نقلتها لهنّ و القدوة السيئة التي ضربتها لهنّ المتمثلة في مخالفة أقوالها لأفعالها عندما شاهدهنها و هي لا تراعي آداب المسجد و تتخذه مجلساً للسمر و تجاذب أطراف الحديث و مكاناً للأكل و الضحك ، و شاهدنّ مَنْ تحضر أولادها و بناتها و تجلب الحلوى لهم و لا تنتبه لهم و ما يلقونه في المسجد و يؤذون به المسجد و المصلين ، و لا يتعهدنّ دورات المياه بالتنظيف بعد استخدامها و لا بعد أن يستخدمها أولادهن الصغار بل لا يتحرزنّ أن يلوث الصغار المسجد بالنجاسات .. !!!
فالقدوة القدوة ..
و إذا كنتِ قد حثثتهم على صلة الأرحام فلابد أن يرونكِ و أنت تصلين رحمك و تبرّين والديكِ و تبتسمين في وجهيهما و تهشّين لهما و تحضرين لهما الهدايا وتتوددين إليهما و تلتمسين رضاهما في الذهاب و الإياب و تسأليهما الدعاء دوماً ، و إذا غبتِ عنهما تناهي لأسماعهم دعاؤك بظهر الغيب لهما متحريّةً أوقات الاستجابة .. و بعد ذلك تمتعي ببرّ أولادك بكِ و تأملي برّ إخوانك بوالديكِ ..
كذلك عوّديهم حُبّ البذل و التصدق و السخاء ، و يمكنكِ أن تعطيهم الصدقة آمرةً بغضِ البصر عنها و ألا يدعون شمائلهم تعرف ما تنفق ميامنهم ، و دعيهم يضعون الصدقات في أيادي السائلين ..
و إذا رآوكِ تتصدقين رقة ً لحال السائل مدركةً حقه في مالكِ دون تفاخرٍ أو مَنٍ أو تكبرٍ .. وَقَرَتْ في أفئدتهم تلك المعاني ..
كذلك إذا رآوكِ تتعهدين ما فاض من ملابسكِ و من ملابس أهل بيتكِ و تقومين بتنظيفها و تصليحها و كيها و تعطيرها و وضعها بالحقائب لإخراجها صدقات ، أو شراء الملابس الجديدة لأولاد الفقراء و لليتامى و المساكين ، تعلموا أن يتصدقوا بأفضل ما عندهم و أن يتعهدوا صدقاتهم بالتطييبِ و التحسيين لأنهم يضعونها في يدِ الله عز وجل ، و تجديهم حريصين على الصدقات حريصين على إخفائها ..
ألا باركَ الله فيكِ و فيهم
ذكّري أهل بيتك
ذكّريهم يا عظيمة الحظِ بإسلامكِ دائماً بأوجه البرّ و الخير المختلفة قبل دخول رمضان ثم في أثنائه فتنالين ثواباً عظيماً ، و قد يفيدكِ الاستعانة ببعض الوسائل المذكّرة كالورقات و المطويات تعلّق هنا و توضع هناك لتذكرهم إن لاح منهم نسيان و الذكرى تنفع المؤمنين ..
أفكارٌ للحريصات :
# وزّعي على أهل بيتكِ رسائل الأذكار والأدعية و الأوراد اليومية ، مثل ورقة أذكار الصباح و المساء .. ذكر ما بعد السلام ... الخ
أو كتيّب المسلم الذي لا يفارقه " مختصر النصيحة " أو " حِصن المسلم " فتعينيهم و تأخذي الثواب إن شاء الله ..
# يمكنكِ تعليق بعض الملصوقات المذكّرة في أماكن بارزة تنصحين أهل البيت ، على طاولة الهاتف مثلاً .. ، و على البّراد مثلاً .. ، و على الحائط الخارجي لدورة المياه دعاء دخول الخلاء و الخروج منه ، و بالقرب من طاولة الطعام دعاء الأكل و الشرب ، و تضعين في أغلب أماكن التجمعات كالمجالس ورقاتٌ بها من الأدعية و الأذكار فيها ما فيها من الأجر العظيم ..
# ضعي في المصلى الذي يصلى فيه الرجال النوافل و تُصلي فيه النساء من أهل البيت كتيبات للأذكار و الأدعية و صفة ُ صلاة الرسول – صلى الله عليه و سلم – و وضوئه و آخر في الصيام و فضائله و أفكار لاستغلال رمضان و آخر في الخشوع و آخر في الأسباب الميسرة لقيام الليل و هكذا ..
# و كذلك ارسلي للمسجد القريب من البيت كتيبات في الأذكار ، و اجعلي بحوزتك إذا خرجتِ للطبيبة أو لصلة رحمٍ أو لزيارةٍ في الله كتيبين أو ثلاث للأذكار تهديها لأختٍ لكِ تنتفعُ به و تننالين عظيم الأجر إن شاء الله ..
و أمّا الاستعداد النفسيّ و الروحيّ ؛ فالمقصود منه أن نعدّ أنفسنا روحياً و نفسيّاً لاستقبال رمضان ، نستثيرُ شوقنا إلى أيامه و لياليه ، إلى تلك النفحات الإيمانيّة و المنح الربانيّة ، نهتفُ بقلوبنا المتلهّفة وعَجِلتُ إليكَ ربّي لِتَرْضَى ، نُلبي نداء الحبيبِ بكل شوق ٍ و لهفة ، نسأله كل صلاة سؤال حبيبه المصطفى صلواتُ ربي و سلامه عليه فيما رواه النسائي بسندٍ صحيح " و أسألكَ لذةَ النظرِ إلى وجهِكَ و الشّوقَ إلى لقائكَ " ، نستقبلُ نسائم القبول ، نقفُ على أعتابِ أبوابِ الخير و الأمل و الرحمة ..
نُعدّ أنفسنا للإقبالِ على شهرٍ مُختلف و أيامٍ مُختلفة ، لها مذاقٌ خاص و أريجٌ مميز ، نتذكرُ أيامنا و ليالينا في رمضانِ الماضي نبحر بقواربِ الذكرى نتلمسُ تلكَ اللحظاتِ الحميمة ، نسترجعُ عبراتنا و تنهداتنا و حرقة الأفئدة ، نتملّى في وقفاتنا مع كلامِ الله عند سماعه من مشايخنا و عند تلاوته ، فيسري الشوقُ لتلك الحلاوة التي ذقناها من قبل و تنعمنا بها .. يسري في الأركانِ و الجوارحِ و الشرايين .. ينبضُ بنبضِ القلب ِ و يلتمع ُ في رقرقات الدمع ، و تلهج الأرواح ُ بالدعاء أن يُبلغنا الله رمضان لكي نلقي بأنفسِنا على أعتابِ بابه تعالى ، و قد عاهدنا أنفسنا أن نكونَ من المقبولين ، أن ننال شهادة عتقٍ من النيران ، أن ننال الرضوان ..
نمرغُ الرءوس في السجود نُبللُ الثرى نبكي ذنوبنا و تقصيرنا ، نتذكرُ مِنن الله و عطاياه التي لا تُحصى و لا تُعدّ و إحسانه إلينا ، فنبكي حياءً منه و هل أحْسَنَ أحدٌ إلينَا كما أحْسَنَ الله ُ إلينا ؟ !
يُكبلنا تقصيرنا في شكرهِ تعالى ، و نُحني الرأس خجلاً من التقصير في الطاعاتِ و القُربِ و التسويفِ و تعليقِ الأماني بينما نرفل في نعيمِ الله و نعيشُ على أرضِه ..
نتحسّرُ على فواتِ الأزمنة في غيرِ طاعته تعالى و في غيرِ ذكره ..
نتحسّرُ على قعودنا مع القاعدين بينما نرمق أفواج المتسابقين المُسارعين في عجلٍ إليه ، تركتْ كلّ العلائقِ وراءَ ظهرها و لم تلتفت لقريبٍ أو بعيد ، لبّتْ نداءه و سارعتْ تتهافت لشراءِ جنته و الفوز برضوانه ..
لا يُمكنُ لأحدٍ أن يقطعَ عليها الطريق ، فإنها أفواجٌ تدبّ في الأرضِ و أرواحها في السماء ترنو لما هو خيرٌ و أبقى ..
حمدوا الله و شكروه و رضوا عنه فأرضاهم و جعل جِنانهم في صدورهم في الدنيا قبل أن يلحقهم بجناته التي زيّنها بنفسه جلّ و علا في الآخرة ..
نرى حالهم .. فنأخذُ على أنفسنا أن نكونَ في رِكابهم في طريقنا إلى الله ..
و مِنَ الاستعداد ِ أيضاً أن تستصحِبِ معك طوال الشهر نيّاتٌ صالحة تُجددينها كل يوم ٍ و ليلة .. منها :
ـ نيّة التوبة الصادقة ُ من جميع الذنوبِ صغيرها و كبيرها
ـ نيّة أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير و العمل الصالح
ـ نيّة كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات ففيه يتضاعف الأجر و الثواب
ـ نيّة ختم القرآن الكريم عدة مرات مع الخشوع و التدبر لآياته
ـ نيّة تصحيح العلاقة مع الله و الالتزام بأوامره و اجتنابِ نواهيه و التزام سنة نبيه صلى الله عليه و سلم
ـ نيّة تصحيح السلوك و الخُلقِ و المعاملة مع النّاس بما يُرضي الله سبحانه و تعالى