الداعيـــة

الداعيـــة @aldaaay

عضوة شرف في عالم حواء

ذهب الظرف وبقي المظروف

الملتقى العام

أحبتي في الله .. قرأت لكم هذا الموضوع من مجلة الدعوه .. فنقلته لكم عسى الله أن ينفع به ..

إن تعاقب الشهور والأعوام على العبد, قد يكون نعمة له أو نقمة عليه, فطول العمر ليس نعمة بحد ذاته, فإذا طال عمر العبد ولم يعمره بالخير فإنما هو يستكثر من حجج الله تعالى عليه, أخرج الإمام أحمد والترمذي والحاكم عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه أنه قال, قال: رسول الله ؛خير الناس من طال عمره وحسن عمله, وشر الناس من طال عمره وساء عمله«.
طول الحياة حميدة
إن راقب الرحمن عبد ه
وبضدها فالموت خير
والسعيد أتاه رشده
ويقول الآخر في وصف من لم ينتفع بعمره:
شيخ كبير له ذنوب
تعجز عن حملها المطايا
قد بيضت شعره الليالي
وسو دت قلبه الخطايا
إن هذا العام الذي ول ى مدبرا قد ذهب ظرفه وبقي مظروفه بما أودع فيه العباد من الأعمال, وسيرى كل عامل عمله: ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمد بعيدا ) .
سيرى كل عامل عمله: ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينه ).
سيسأل العبد عن جميع شؤونه في الدنيا, وربه أعلم به, لكن ليكن الإنسان على نفسه بصيرة, أخرج الإمام الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله <: ؛لا تزول قدما ابن آدم يوم القيام من عند الله حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه? وعن شبابه فيم أبلاه? وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه? وماذا عمل فيما علم?«.
وفي رواية للترمذي أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى <: ؛لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع, عن عمره فيم أفناه? وعن علمه ما فعل فيه? وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه? وعن جسمه فيم أبلاه?«.
فالحذر الحذر من التفريط والتسويف.
ندمت على ما كان مني ندامة
ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم
ألم تعلموا أن الحساب أمامكم
وإن وراكم طالبا ليس يسأم
فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم
ستلقون ربا عادلا ليس يظلم
فليس لمغرور بدنياه راحة
سيندم إن زلت به النعل فاعلموا
فيا من ضي ع عمره فيما لا ينفع, ألم تعلم أنك تستكثر الأثقال على نفسك وتزيد حجة الله عليك, فكم مر عليك من الأعوام وأنت تتمتع بثوب الصحة والعافية ومع ذا وذاك لم تؤد زكاة صحتك وعافيتك, بل أصبحت مغبونا فيهما لما ضاع عليك من الأعمال دون استثمار وتحصيل للآخرة.
عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله ؛نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ« أخرجه الإمام البخاري.
والعجب أن بعض الناس يتفقد صحته صباح مساء ولا يدخر جهدا ولا مالا ولا وسعا في الذهاب إلى الاستطباب كلما أحس بعارض, وهذا من فعل الأسباب المشروعة.
لكن التناقض أن تراه غافلا عن صلاح قلبه وجوارحه, وربما يشب ويشيب ويموت على ذلك.
فنسألك اللهم أن تصلح قلوبنا وأن تسخر جوارحنا لمرضاتك, اللهم وفق حكمانا وشيبنا وشبابنا, اللهم اجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم ولا تجعلنا ممن طالت أعمارهم وساءت أعمالهم
0
368

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️