ذهول وقلق وترقب..لا تلحقوا بي

من أكثر حوادث مثلث برمودا غموضاً و أكثرها بعثاً على الدهشة ، هو حادث
( السرب 19 ) ففي الخامس من ديسمبر عام 1945م ، و في الساعة الثانية بعد ظهر ذلك اليوم ، حلق رف ( سرب ) من الطائرات مكون من خمس طائرات قاذفة تابعة للبحرية الأمريكية و كانت كل منها تحمل ضابطاً و أثنين من المساعدين ، و بعد عشر دقائق كانت جميع الطائرات تحلق في الجوا منتهية من الإقلاع و طارت الطائرات في السماء في شكل مثلث يمثل رأسه طائرة الملازم شارلز تيلر و الذي يعد من أمهر الطيارين فهو صاحب أكثر من (2500 ساعة طيران ) و قد أشترك في المهمة ( 14 رجلاً ) و حلق السرب لمسافة ( 110 كيلو متر ) شرقاً و كان من المقرر أن يستمر الطيران إلى الشرق ثم الشمال فالغرب و الجنوب الغربي ملتفاً حول مثلث يعيده إلى القاعدة التى أنطلق منها و لاكن في الساعة الثالثة إلا ربع و أثناء إنتظار القاعدة لإرسال تحديد ميعاد الوصول من السرب ( 19 ) تلقى برج المراقبة إشارة تفيد أن السرب يعاني من مشكلة و كانت هذه الرسالة الغريبة من قائد السرب شارلز و التى أظهرت أن السرب ضل طريقه ولا يستطيع أن يرى الأرض و أنهم لايعرفون تحديد موقعهم كما كانت أجهزة الملاحة في الطائرات الخمس لاتعمل كذلك جهاز القيادة الألية .
و في الساعة الرابعة بينما كان الملازم روبرت كوكس يقود سرباً تدريبياً آخر في نفس الوقت.. ألتقط مكالمة موجهه من الملازم تيلر إلى أحد ملاحى الطائرات الخمس الأخرى و سمع في المكالمة على لسان شارلز ما أذهله إذ سمع( لا أدري أين نحن لا بد أننا أضعنا الطريق).. و قد تلقت القاعدة هذه الرسالة الغريبة قبل إنقطاع الإتصال مفادها( تايلر ينادي القاعدة نحن في حالة طوارئ يبدو أننا خارج خط السير لا أستطيع رؤبة الأرض..القاعدة : ما هو مكانك بالضبط ؟
تيلور : لا أستطيع تحديد المكان ، ولا حتى أعرف أين نحن على الإطلاق .. أعتقد أننا ُفقدنا في الفضاء !!
القاعدة : أستمر في الإتجاه ناحية الغرب ..
تيلور : لا أدري في أى إتجاه يوجد الغرب كل شيئ غريب و مشوش تماماً لا أستطيع تحديد أي إتجاه حتى المحيط أمامنا يبدو في وضع غريب لا أستطيع تحديده) .
ووقعت هذه الكلمات وقع الصاعقة على المسئولين في القاعدة مما كان له عميق الأثر و هز نفوس الضباط المسئولين في برج المراقبة و سبب لهم الهلع الشديد
و أعرب قائد السرب بعد ذلك عن عزمه في الدوران ( 180 ) درجة على أمل العودة مرة أخرى إلى فلوريدا ، و لكن بدأ الإتصال يضعف تدريجياً بعد ذلك حتى أنقطع تماماً ، مما يدل على أنه عمد إلى الدوران و لكن في إتجاه خاطئ بعيداً عن فلوريدا !!
و أشارت بعض التقارير إلى أن آخر ما وصل إلى القاعدة بعد ذلك من
( السرب 19 ) إشاره كانت تقول : (( إنه يبدو كأننا نطير .. )) و ُفقد الإتصال!
و أصبحت القاعدة الجوية في فورت لوردال , في حالة ذهول و قلق وترقب حول مصير الرف ( السرب 19 ) و سرعان ما أتصل الكوماندور ( ويرشبح ) بفرق ووحدات الإنقاذ التابعة للقاعدة الجوية و طلب منها النجدة السريعة
للسرب .. و على الفور أقلعت طائرة إنقاذ ضخمة ذات محركين من طراز
( مارتن مارينز ) تحمل 13 شخصاً – بكامل طاقمها من خيرة الرجال المتدريبين المهرة في عمليات الإتقاذ – مزودة بأحدث أجهزة البحث و الإستكشاف للبحث عن طائرات السرب التائهة و إنقاذها . و بعد قليل تلقت القاعدة رسالة من طائرة الإغاثة و النجدة كانت تشير إلى سوء حالة المناخ في المنطقة التى تطير بها ووجود رياح عنيفة تعلوها بستة آلاف قدم .. و عن إضطربات هوائية شديدة و بحر هائج و أن الظلام قد خيم على المنطقة بشكل كامل منذ الساعة السادسة .
و أنقطع بعد ذلك الإتصال بطائرة الإغاثة أيضاً .. وفقد برج المراقبة الإتصال بها بعد إقلاعها بقليل .. و كان على هذه الطائرة تقديم تقرير عن نتائج بحثها ، إلا أنها لم تفعل ، فقد أختفت فجأة ، و على حين غرة ، وفقدت أيضاً !!
و بحلول الفجر كانت قد بدأت أكبر عمليات بحث جوية و بحرية في التاريخ .. بمئات من الطائرات الحربية و الإستكشافية .. و القوارب الآلية .. و اللنشات .. و المدمرات .. و الغواصات من مختلف الأنواع .. فقد مسحت مساحة تقدر بحولى مليون كيلو متر مربع من المنطقة ، و لكن لم يعثر على أثر للسرب أو طائرة الإستكشاف الأولى .
و توالت عمليات البحث عن المفقودين يوماً بعد يوم ، في رحلة بحث أستمرت ما يزيد عن أربعة آلاف ساعة ، شملت مساحات كبيرة من المحيط الأطلنطى و البحر الكاريبى و أجزاء كبيرة من خليج المكسيك .. و لكن لم يسفر الإستطلاع و البحث عن شئ يستدل به لأى أثر لطائرات السرب و طائرات الإستكشاف المفقودة أو أى فرد من أطقمها ..
و مما يثير الدهشة في إختفاء هذه الطائرات بطريقة غامضة عجيبة ، و يثير صعوبة تفسير هذا الإختفاء ، عدة ملاحظات :
1-خبرة و مهارة الطيارين المكلفين بهذه المهمة الروتينية .
2- صلاحية ظروف المناخ في ذلك اليوم و مناسبتها للطيران .
3-سرعة إقلاع طائرة الإنقاذ مارتين مارينز و هى مجهزة بأحدث أجهزة البحث البحرى .
4-عدم تلقى القاعدة أى نداء إغاثة من طائرات السرب الخمس ، و لا من طائرة الإغاثة قبل إختفائها .
5-الإختلال الغريب لجميع أجهزة الملاحة و خاصة البوصلات .
و ظل الأمر سراً غامضاً ، حتى حدث منذ عدة أشهر ، أن عثر فريق من الغواصين على حطام خمس طائرات من طراز أفينجز على قاع المحيط بعد عشرة أميال من ساحل لودردال . و لما كانت هذه الطائرات هى الوحيدة التى أعلن عن فقدها منذ ( 47 عاماً ) ، فقد هبط فريق آخر من الغواصين حيث فوجئوا بطائرات السرب المنكوب الخمسة ، و لكنها خالية من أى أثر للطيارين أو الملاحين !! إلا أن الكشف الذى تم بعد ( 47 سنة ) عن حطام الطائرات الخمس ، و إن كان ساهم فى إزالة الغموض عن مصيرها ، إلا أنه و في نفس الوقت أثار عدة أسئلة ، منها : أين ذهب أطقم هذه الطائرات من الطيارين و المساعدين ؟!
و أغرب إشارة في هذه القصة ، ممايدعو إلى الدهشة و يبعث على الحيرة ، هو ما جاء على لسان قائد السرب الملازم ( شارلز تيلور ) فى رسالة لاسلكية تالية لرسالته الأولى ، و كان نص هذه الرسالة الثانية :
هنا شارلز .. هل تسمعنى .. أجب ؟!
إنهم !!
إنهم .. من الفضاء الخارجى
هل تسمعنى .. أجب ؟!
و قد أعقب هذه الرسالة ، رسالة أخرى ، رسالة قائد السرب ( شارلز تيلور ) الشهيرة إلى جميع الطيارين فى السرب مخاطباً إياهم :
لاتأتوا خلفى .. لا تلحقوا بى ..
لا تأتوا خلفى إن أستطعتم ..
حاولوا جاهدين ألا تأتوا !!
ألا يشير هذا إلى شئ ما ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!

( كتاب غرائب مثلث برمودا)
_________________________________________
ستعرفون لا حقا علاقة ذلك بالدجال..