ذو العيال ... وجور الملك ( قصة )

تروي قصص التراث أن رجلا ذا عيال باث ثلاثة ليال من غير طعام لشدة ما يعاني من فقر ،
، فحثته زوجته للتوجه للبحر لعل الله يرزقه شيئا ، فذهب بشبكته واستمر بقذفها ثم سحبها
دون نتيجة حتى قاربت الشمس على الرحيل ،
وقبيل عودته إلى البيت وهو يسحب شبكته وإذا بسمكة كبيرة تتعلق بشبكته لم ير سمكة بحجمها ،
ففرح بها فرحا أنساه كل ما عاناه سابقا ،

وانطلق خياله يتصور كيف يستقبله أولاده وزوجته بهذه المفاجأة الكبيرة ؟
زكيف سيسهرون ليلتهم هذه حول القدر وهو يغلي بما فيه من رزق ؟
وبينما هو يسبح في خياله وإذا بملك يتنزه على الشاطئ آنذاك ، يقطع احلامه
ويسأله عما بيده فيخبره بما رزقه الله ، فيأخذها منه عنوة دون أن يعطيه شيئا
أو حتى يقول له كلمة طيبة ...
فرجع ذو العيال بيته منكس الرأس حزينا ، تملأ الدموع مقلتيه ، منعقد اللسان لايقوى
على أن يتفوه بكلمة لعياله وزوجته .
أما الملك فعاد قصره متباهيا بالصيد العظيم ، وبينما هو يعرض السمكة أمام الملكة وإذ بشوكة تصيب إصبعه
فيتألم على اثرها ، ثم لم يلبث أن أصابه الورم مع اشتداد الألم حتى أطار منه النوم ، ومرت عدة ليال وهو يصيح من الألم

حتى اجتمع أطباء القصر واقترحوا قطع الاصبع ، فلم يوافق ، ثم صعد الألم للذراع واستمر عدة أيام ،
فقرر الأطباء قطع ذراعه ، فوافق كارها

وعندما قطعوها زال ألم جسده ولكن هناك ما يؤرقه ، إنه الألم النفسي ، فاجتمع بمستشاريه فأشاروا عليه بأن ما يلاقيه
بسبب ظلم لأحد ، فتذكر في الحال الصياد ، وأمر بالبحث عنه ، ولما عثر جند الملك عليه أدخلوه القصر بثيابه الرثة
وهيئته المنكسرة ، فقال له الملك :
هل تعرفني .؟

الفقير : نعم أنت الي أخذ مني السمكة
الملك : أريد منك أن تحللني
الفقير : أنت في حل
الملك : ولكنني أريدك أن تخبرني ولا تُخفِ عني ، ماذا قلت عندما أخت منك السمكة ؟
الفقير : رفعت طرفي للسماء وقلت : يارب إنه أراني قدرته عليّ ، فأرني قدرتك عليه .




<FONT color="#AF01FF">الدعاء سلاح لاشك صائب فاحذر أن تنالك دعوة مظلوم فيرفعها الغمام إلى من لا يرد مظلوما

(( لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ** فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ
تنام عينك والمظلوم منتبهٌ ** يدعو عليك وعين الله لم تنمِ ))
</FONT>