استهلال ~
( محمد ) .. صلى الله عليه وسلم
بهذا الإسم الكريم..
تنطق ملايين الشفاه كل يوم ، وتتفتح ملايين القلوب..
لم لا ..! وهو الرسول الذي جاء بالرسالة التامة الكاملة
التي تغني البشرية ، وتضع لهم القوانين العادلة
لجميع شؤون حياتهم ...
وترشدهم إلى الطريق السليم الذي يفضي بهم إلى الجنة ..
....
ولكن رسولنا الكريم في مسيرته القصيرة التي خلدها الدهر ..
لم يكن طريقه سهلاً يسيراً
بل شقه بالمكابدة والعناء ، والصبر والمشقة ..
حتى أتم رسالة الإسلام بروح الأمانة والصدق ..
متحدياً وعورة الصعاب ..!
ولم يك في حاجة إلى زمن طويل لينشر في الخافقين لواء الدين
فقد أكمل الله للمسلمين دينهم قبيل وفاته ..
وأظهره على الدين كله ..
فالحمد لله على نعمة الإسلام ..
وصلاة الله وسلامه على نور البشرية الهادي محمد .
:
شهر ذو القعدة .. في سطور ~
هو أول الأشهر الحرم الأربع المذكورة في القرآن الكريم.
وتلك الأشهر هي :
ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم .. متواليات ،
وشهر رجب منفصلاً ..
...
وهو الشهر الذي يسبق الحج وترتيبه الحادي عشر
من السنة القمرية .. أو التقويم الهجري ..
:
أهم الأحداث التي وقعت في ذي القعدة ~
- وفاة أبى طالب فى أول الشهر بعد خروج النبي
من المقاطعة في الشعب ..
...
- عرض النبي نفسه على القبائل فى موسم الحج
في السنة الحادية عشر من الهجرة ، لستة أنفار من الخزرج
عند العقبة ..
...
- بيعة العقبة الأولى في السنة الثانية عشر من البعثة .
...
- غزوة بنو قريظة في السنة الخامسة للهجرة ..
وذلك بعد الخندق مباشرة قبل أن يخلع رسول الله ثياب الحرب.
...
- صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة .
...
- عُمَر النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا عمرة الحج
...
- خروج النبي لحجة الوداع ..
...
- وفاة شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله عام ٧٢٨ هـ
:
ذو القعدة وعُمَر النبي ~في هذه السطور سنلقي نظرة شاملة على عُمِرِ النبي صلى الله عليه وسلم
كما جاءت من إسناد صحيح ..
ففي صحيح مسلم أن أنسًا أخبر:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
اعتمر أربع عُمَر، كلهن في ذي القعدة إلا التي مع
حجته:
..
العمره الأولى :
بنيت على أساس أن عمرة الحديبية التي
صده المشركون عنها في السنة السادسة للهجرة قد حُسِبت؛
فالنبي والمسلون قد نَوَوها، ثم حُوصِروا؛ فتحللوا منها،
ونية المؤمن أبلغ من عمله.
:
والعمرة الثانية : وكانت في السنة السابعة للهجرة
يُسمِّيها العلماء عمرة القضاء أو عمرة القصاص ..
فالتسمية الأولى لأن النبي صلى الله عليه وسلم
قاضى قريشا عليها،
والتسمية الثانية باعتبارها قصاصًا عن صد المشركين
للنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ..
وفيها نزل قوله تعالى:
(الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاص )البقرة 194
وكان موقفًا مشهودًا حين دخل النبي الكريم
والمسلمون مكة بعد سبع سنين طوال،
وتجمع الرجال والنساء والصبيان في مكة وتزاحموا؛
ليروا هذا النبي القائد يحيط به المهاجرون والأنصار،
وأثار هذا التجمع الحسد والبغض والغيظ
لدى بعض أئمة الكفر، فخرجوا إلى الجبال..
حتى لا يروا هذا الموقف العظيم،
وتناقل بعض المغرضين أخبارًا كاذبة عن أحوال المسلمين،
وزعموا أن حُمّى يثرب وهنتهم، وأنهم أصابهم الهزال والضعف.
فلما دخل الرسول - صلى الله عليه وسلم - المسجد اضطبع
بردائه وأخرج عضده اليمنى، ثم قال:
رحم الله امرءاً أراهم اليوم من نفسه قوة.
ثم استلم الحجر الأسود وخرج يهرول ويهرول معه أصحابه،
حتى إذا واراه البيت من المشركين المحدقين به
واستلم الركن اليماني مشى حتى الحجر الأسود.
العمرة الثالثة :
هي عمرة الجعرانة في ذي القعدة من العام الثامن،
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما فتح مكة
في رمضان حدث أن جمعت قبيلة هوزان جيشا كبيرًا
لمطاردة المسلمين وملاحقة النصر المؤزر الذي توج جهاد المسلمين وعرف هذا اليوم في تاريخ السيرة
بيوم حنين، وقصته مشهورة في القرآن والسنة.
قال الله تعالى:
(لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين
إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا،
وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين،
ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين،
وأنزل جنودًا لم تروها وعذب الذين كفروا،
وذلك جزاء الكافرين).التوبة 25-26.
وشاهت وجوه الكفار، وغنم المسلمون غنائم كثيرة، ولما انهزم المشركون لجأووا إلى الطائف
وعسكر بعضهم بأوطاس، فسار إليهم الرسول بنفسه، وحاصرهم،
ثم واصل مسيرته الطاهرة المطهرة إلى الطائف، وقاتل بنفسه،
وكان أول من رمي في الإسلام بالمنجنيق في الطائف ..
وخلال عودته عسكر ب ( الجعرانة ) ومعه السبي والغنائم
وهناك قسمها على المجاهدين الذين حاربوا معه ..
ثم خرج من الجعرانة ليلاً معتمرًا، فدخل مكة وأدى عمرته..
ثم أصبح بين أصحابه بالجعرانة،
ولذا خفيت هذه العمرة على كثير من الناس حتى أنكرها ابن عمر.
العمرة الرابعة :
هي التي أداها الرسول مع حجة الوداع.
والملاحظة على هذه العمرات للنبي صلى الله عليه وسلم
أنها وقعت في ( ذي القعدة)
حتى العمرة التي كانت مع حجة الوداع،
نواها في ذي القعدة .. وأداها في ذي الحجة،
أي أنها كلها وقعت في أشهر الحج،
وفي ذلك مخالفة لأهل الجاهلية الذين يرون العمرة
في أشهرالحج ..من الفجور...!
:
اختي المؤمنة :
لنا لقاءات بمشيئة الله ..
لنفتح صفحات مفصلة لمسيرة الرسول الكريم ..
وما احتوته من أحداث وحوادث في هذا الشهر الحرام ..
مسلطين الضوء على العُمَرْ التي أداها نبينا ( محمد )
إن الله وملائكته يصلون على النبي ..
ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما .
....
