رائحة الموت .. وداعا
- نحسبك ولا نزكيك -

يداهمنا (خبر موت) يصلنا
تسابقها آية مدوية :
( قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)

أستحضرنا ما قاله القارئ ياسر الدوسري :
( من رحمة الله عند نزول المصائب أن الإنسان يستنكر ..
يشعر أن هناك نداء داخلي
يقول له: أن الخبر غير صحيح ..
وهذا يجعله الله .. ليكون هناك سكينة و طمأنينة في النفس )
كيف السبيل إلى السكينة؟!!
و( رائحة الموت)
تزف الرسالة قبل وصولها
لتخبر:
أن ثمة موت
كيف السبيل إليها ؟!!
تصل منها
لتلجم كل صوت ..
يتوسل سكينة ..
أو يرتجي طمأنينة ..
أو يقتات .. سكونا
تصل ..
لتبوح برضا..وشيء من ألم .. فتقول :
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُم مَّيِّتُونَ)

لقد رحلت ..
ليس لأن الدنيا .. لا تحتاجك
وليس لأن فينا .. من هو أحق بها منك
بـــل
لأنها .. لا تستحقك
نعم ..
هذه الدنيا .. لا تستحقك
فأنت منها أكبر
و أنت منها أسمى
وأنت منها أعلى
نعم لا تستحقك
فلا تلمها .. ولا ينالها منك عتب
فما على مثلها لبكاء مثلك من عذل ولا لوم
قال مجاهد: ( إن السماء والأرض يبكيان على المؤمن أربعين صباحا.
قال أبو يحيى: فعجبت من قوله
فقال: أتعجب !
وما للأرض لا تبكي على عبد يعمرها بالركوع والسجود !
وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دوي كدوي النحل !. )
تَشْكي السَّماءُ رَحيْلَهُمْ
يَجْثُو على الأرضِ السُّكونْ !

كيف أصدق (النداء الداخلي الرافض ) ؟
دون أن أستسلم لمعاودة تلك الرائحة !!
و دون أن تشارك الأنف.. العين بدمعة حرى
لا تترك لي عذرا .. أعاتبها به ؟؟!!
تبكيه روحي كل ما
قالوا :هوى بيد المنون
والله يعلم كل ما
قد كان أو ماذا يكون
اللهم أغفر له مالا نعلم
اللهم اربط على القلوب وثبتها
اللهم آمين
اللهم آمين
اللهم آمين
منقول للفآئدهـ