ومضة خير

ومضة خير @omd_khyr

عضوة مميزة

** رأيــتُ في المنــــام ....تحت المجهـــر **

الأسرة والمجتمع



سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

مرحباً بأخواتي الحوائيات الكريمات ..


رأيت في المنام ....................


... موضوع مهم نعيشه في جزء ليس بيسير من حياتنا ..

المنام عالمٌ عجيب وكبير .. والرؤى عالم ٌ أعجب !!

سنسلط الضوء على عالم الرؤى والأحلام .. بطريقة شرعية ..

كثير ٌ من الناس يهمش جانب الرؤى , ويرى أنها غير مهمه وأنها كلها أضغاث أحلام !!

ونجد على النقيض تماماً من يسخر حياته لأي حلم ٍ عابر ٍ رآه !

ويسرف في معرفة التأويل من كل جهة فتارة يقرأ في كتاب وتارة يسأل عشرة معبرين عن رؤيا رآها !! وان كانت من حديث النفس أو من الشيطان !

والإسلام جعل لرؤيا مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة .. من غير إفراط ولا تفريط ..

كيف لا وقد كانت الرؤيا بادىء ذي بدء .. ممهدة ً للوحي ..

تقول عائشة رضي الله عنها ( أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ,فكان لا يرى رؤيا إلاجاءت مثل فلق الصبح ....) الحديث رواه البخاري ومسلم وأحمد .

وفي الرؤيا منافع عظيمة ..

· أنها تثبيت من الله عزوجل للمؤمنين , ولهذا ورد في الحديث الصحيح (أنه لا يبقى في آخر الزمان إلا المبشرات , فقالوا ماهي يارسول الله , قال : الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له ) رواه البخاري.وأنه (في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب ) رواه البخاري ومسلم , حيث أنه أشد ما يكون إلى تثبيت الله عزوجل له في ذلك العصر , الذي قل فيه المعينون , وكثر فيه المخالفون والمناوئون .

*أنها فاتحة خير في أمور الآخرة , فمن المسلمين من يهتدي للحق بسببها , كما حصل للفضيل ابن عياض ومالك بن دينار , وجمع ٍ من الناس قديما ً وحديثا ً , ومنهم من يزداد إيماناً وتقوى . كما حصل لعبدالله بن عمر في رؤياه المشهورة التي عبرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال (نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل ), فكان لا ينام من الليل إلا قليلاً. رواه البخاري

*كما أنها فاتحة خير في أمور الدنيا , كالدلالة على الرزق , أو على العلاج , أو على العائن , والأمثلة لذلك أكثر من أن تحصى , وكم من مريض ٍ رأى من أصابه بالعين بذاته , أو رأى رمزاً يدل عليه , فأخذ من أثره فشفاه الله .

وقد وردت الرؤيا في القرآن في حوالي تسع مواضع ..

وأما في السنة النبوية فقد أفرد لها المحدثون كتباً خاصة فقد أفرد البخاري كتاب التعبير في 48باب , ومسلم كتاب الرؤيا في 4 أبواب ..

لنرى أولاً تعريف الرؤيا لغة واصطلاحاً :-

الرؤيا :هي مارأيته في منامك , وحكى الفارس عن أبي الحسن رُيا ,قال :وهذا على الادغام بعد التخفيف البدلى , ورأيت عنك رؤى حسنة :حلمتها , وأرأى الرجل إذا كثرت رؤاه , بوزن رعاه , وهي أحلامه , جمع الرؤيا .ورأى في منامه رؤيا على فُعلى بلا تنوين , وجمع الرؤيا رؤىً بالتنوين مثل رعىً , قال ابن برى : وقد جاء الرؤيا في اليقظة , قال الراعي :
فكبر للرؤيا وهش فؤاده *** وبشر نفساً كان قبل يلومها

الرؤى اصطلاحاً :
اذا عرفنا أن الرؤى في اللغة جمع رؤيا , وهي مايراه الانسان في منامه فإننا لانجد فرقاً بين المعنى اللغوي والاصطلاحي .


ثانياً :- الفرق بين الرؤيا والحلم :-

الرؤيا هي مايكون في الخير , والحلم على خلاف ذلك , ودل على ذلك أحاديث كثيرة منها : ما أخرجه البخاري رحمه الله من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان " الحديث رواه البخاري ومسلم.

وهذا التفريق بين الرؤيا والأحلام من الاصطلاحات الشرعية , وإن كان كل من الرؤيا والحلم من عند الله عزوجل , وإنما ذلك جار على أدب العبودية من إضافة الخير إلى الله , وإضافة الشر إلى غيره , كما قال تعالى ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك ) النساء :79
وكقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح :" والخير كله في يديك والشر ليس إليك ) رواه مسلم والترمذي والنسائي .


ثالثاً : قول أهل السنة والجماعة في الرؤيا :

لايعدو قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد بيّن الرؤيا بياناً واضحاً شافياً .فقسمها إلى ثلاثة أقسام : رؤيا حق من الله عزوجل , والله أعلم بكيفية ذلك , ورؤيا باطلة فهي أضغاث أحلام من تهويل الشيطان وتحزينه وتمثيله لابن آدم , او مما يحدث به المرء نفسه في اليقظة فيراه في المنام .
فقد أخرج الترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الرؤيا ثلاث ,فرؤيا حق , ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه , ورؤيا تحزين من الشيطان " رواه الترمذي والنسائي وصججه الألباني .
قال ابن عبدالبر رحمه الله :" وجملة القول في هذا الباب أن الرؤيا الصادقة من الله , وانها من النبوة , وأن التصديق بها حق , وفيها من بديع حكمة الله ولطفه ما يزيد المؤمن إلى إيمانه ,ولا أعلم بين أهل الدين والحق , من أهل الرأي والأثر خلافاً فيما وصفت ولا ينكر الرؤيا إلا أهل الالحاد وشرذمة من المعتزلة "
فنحن لا نقول كما تقول المعتزلة أن الرؤى كلها خيالات باطلة لا حقيقة لها , ولا كما تقول الفلاسفة أنها من فعل الطبائع بل نقول كما يقول نبينا صلى الله عليه وسلم : "الرؤيا الصادقة من الله , والحلم من الشيطان "رواه البخاري ومسلم .


رابعا ً : - آداب الرؤيا :-

إذا رأى ما يحب :
1- أن يحمد الله عليها .
2- أن يستبشر بها .
3- أن لا يحدث بها إلا من يحب .

أذا رأى ما يكره :
1- أن يستعيذ بالله من الشيطان ثلاثا ً.
2- أن يستعيذ بالله من شرها ثلاثا ً.
3- أن يبصق عن يساره ثلاثا ً .
4- أن يقوم فيصلي .
5- أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه إلى الجنب الآخر .
6- أن لا يحدث بها أحداً .



خامساً :- مراتب الناس في الرؤيا :
قال المهلب في فتح الباري:- فالناس على هذا ثلاث درجات
1-الأنبياء ورؤياهم كلها صدق وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير
2- والصالحون والأغلب على رؤياهم الصدق وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير ،
3- ومن عداهم يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث وهي ثلاثة أقسام: 1-مستورون ؛ فالغالب استواء الحال في حقهم ،
2- وفسقة ؛ والغالب على رؤياهم الأضغاث ويقل فيها الصدق ،
3-وكفار ويندر في رؤياهم الصدق جدا ويشير إلى ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - " وأصدقهمرؤيا أصدقهم حديثا" أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة .




سادساً :- وقفات مع آيات الرؤيا في سورة يوسف عليه الصلاة والسلام :-

قوله تعالى ) : إذ قال يوسف لأبيه ياأبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين*قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين( (يوسف: 5-6)
قال القرطبي في تفسيره :

فيه عدة مسائل :
الأولى :الرؤيا حالة شريفة ، ومنزلة رفيعة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : (لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا الصالحة الصادقة يراها الرجل الصالح أو ترى له.( وقال) : أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا).

الثانية : إنما كانت الرؤيا جزءا من النبوة; لأن فيها ما يعجز ويمتنع كالطيران ، وقلب الأعيان ، والاطلاع على شيء من علم الغيب ; كما قال - عليه السلام - : إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصادقة في النوم . . . الحديث . وعلى الجملة فإن الرؤيا الصادقة من الله ، وإنها من النبوة ; قال - صلى الله عليه وسلم - : الرؤيا من الله والحلم من الشيطان وأن التصديق بها حق ، ولها التأويل الحسن ، وربما أغنى بعضها عن التأويل ، وفيها من بديع الله ولطفه ما يزيد المؤمن في إيمانه ; ولا خلاف في هذا بين أهل الدين والحق من أهل الرأي والأثر ، ولا ينكر الرؤيا إلا أهل الإلحاد وشرذمة منالمعتزلة.

الثالثة: إن قيل : إذا كانت الرؤيا الصادقة جزءا من النبوة فكيف يكون الكافر والكاذب والمخلط أهلا لها ؟وقد وقعت من بعض الكفار وغيرهم ممن لا يرضى دينه منامات صحيحة صادقة ; كمنام رؤيا الملك الذي رأى سبع بقرات ، ومنام الفتيين في السجن ; ورؤيابختنصرالتي فسرها دانيال في ذهاب ملكه ، ورؤياكسرى في ظهور النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنام عاتكة عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمره وهي كافرة ، وقد ترجم البخاري" باب رؤيا أهل السجن " : فالجواب أنالكافر والفاجر والفاسق والكاذب وإن صدقت رؤياهمفي بعض الأوقات لا تكون من الوحي ولا من النبوة ; إذ ليس كل من صدق في حديث عن غيب يكون خبره ذلك نبوة ; وقد تقدم في أن الكاهن وغيره قد يخبر بكلمة الحق فيصدق ، لكن ذلك على الندور والقلة، فكذلك رؤيا هؤلاء ; قال المهلب: إنما ترج مالبخاري بهذا لجواز أن تكون رؤيا أهل الشرك رؤيا صادقة ، كما كانت رؤيا الفتيين صادقة ، إلا أنه لا يجوز أن تضاف إلى النبوة إضافة رؤيا المؤمن إليها ، إذ ليس كل ما يصح له تأويل من الرؤيا حقيقة يكون جزءا من النبوة .


الرابعة : الرؤيا المضافة إلى الله تعالى هي التي خلصت من الأضغاث والأوهام، وكان تأويلها موافقا لما في اللوح المحفوظ ، والتي هي من خبر الأضغاث هي الحلم ، وهي المضافة إلى الشيطان ، وإنما سميت ضغثا ; لأن فيها أشياء متضادة ; قال معناه المهلب. وقد قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا أقساما تغني عن قول كل قائل ; روى عوف بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلمقال) : الرؤيا ثلاثة منها أهاويل الشيطان ليحزن ابن آدم، ومنها ما يهتم به في يقظته فيراه في منامه ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة . قال : قلت : سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم ! سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- )


الخامسة : قوله تعالى) : قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك( الآية . الرؤيا مصدر رأى في المنام ، رؤيا على وزن فعلى كالسقيا والبشرى ; وألفه للتأنيث ولذلك لم ينصرف . وقد اختلف العلماء فيحقيقة الرؤيا; فقيل : هي إدراك في أجزاء لم تحلها آفة ، كالنوم المستغرق وغيره ; ولهذا أكثر ما تكون الرؤيا في آخر الليل لقلة غلبة النوم ; فيخلق الله تعالى للرائي علما ناشئا ، ويخلق له الذي يراه على ما يراه ليصح الإدراك ، قال ابن العربي: ولا يرى في المنام إلا ما يصح إدراكه في اليقظة ، ولذلك لا يرى في المنام شخصا قائما قاعدا بحال ، وإنما يرى الجائزات المعتادات . وقيل : إن لله ملكا يعرض المرئيات على المحل المدرك من النائم ، فيمثل له صورا محسوسة ; فتارة تكون تلك الصور أمثلة موافقة لما يقع في الوجود ، وتارة تكون لمعان معقولة غير محسوسة ، وفي الحالتين تكون مبشرة أو منذرة ; قال - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم وغيره :( رأيت سوداء ثائرة الرأس تخرج من المدينةإلى مهيعة فأولتها الحمى . ورأيت سيفي قد انقطع صدره وبقرا تنحر فأولتهما رجل من أهل بيتي يقتل والبقر نفر من أصحابي يقتلون . ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتهاالمدينةورأيت في يدي سوارين فأولتهما كذابين يخرجان بعدي). إلى غير ذلك مما ضربت له الأمثال ; ومنها ما يظهر معناه أولا فأولا ، ومنها ما لا يظهر إلا بعد التفكر ; وقد رأى النائم في زمن يوسف- عليه السلام - بقرا فأولهايوسف السنين ، ورأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر فأولها بإخوته وأبويه .


السادسة : إن قيل : إن يوسف- عليه السلام - كان صغيرا وقت رؤياه ، والصغير لا حكم لفعله ، فكيف تكون له رؤيا لها حكم حتى يقول له أبوه : لا تقصص رؤياك على إخوتك ؟ فالجواب : أن الرؤيا إدراك حقيقة على ما قدمناه ، فتكون من الصغير كما يكونمنه الإدراك الحقيقي في اليقظة ، وإذا أخبر عما رأى صدق ، فكذلك إذا أخبر عما يرى في المنام ; وقد أخبرالله سبحانه عن رؤياه وأنها وجدت كما رأى فلا اعتراض ; روي أنيوسف- عليه السلام - كان ابن اثنتي عشرة سنة .

السابعة : هذه الآية أصل في ألا تقص الرؤيا على غير شفيق ولا ناصح، ولا على من لا يحسن التأويل فيها ; روىأبو رزين العقيليأن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال :( الرؤيا جزء من أربعين جزءا من النبوة . والرؤيا معلقة برجل طائر ما لم يحدث بها صاحبها فإذا حدث بها وقعت فلا تحدثوا بها إلا عاقلا أو محبا أو ناصحا)أخرجه الترمذي وقال فيه : حديث حسن صحيح ; وأبو رزين اسمه لقيط بن عامر. وقيل لمالك: أيعبر الرؤيا كل أحد ؟ فقال : أبالنبوة يلعب ؟ وقالمالك: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيرا أخبر به ، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت ; قيل : فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه لقول من قال إنها على ما تأولت عليه ؟ فقال : لا ! ثم قال ، : الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة .


الثامنة : وفي هذه الآية دليل على أن مباحا أن يحذر المسلم أخاه المسلم ممن يخافه عليه، ولا يكون داخلا في معنى الغيبة ; لأنيعقوب- عليه السلام - قد حذريوسف أن يقصرؤياه على إخوته فيكيدوا له كيدا ، وفيها أيضا ما يدل على جوازترك إظهار النعمة عند من تخشى غائلته حسدا وكيدا; وقال النبي - صلى الله عليه وسلم) - : استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود.( وفيها أيضا دليل واضح على معرفةيعقوب- عليه السلام - بتأويل الرؤيا ; فإنه علم من تأويلها أنه سيظهر عليهم ، ولم يبال بذلك من نفسه ; فإن الرجل يود أن يكون ولده خيرا منه ، والأخ لا يود ذلك لأخيه . ويدل أيضا على أنيعقوب- عليه السلام - كان أحس من بنيه حسد يوسف وبغضه ; فنهاه عن قصص الرؤيا عليهم خوف أن تغل بذلك صدورهم ، فيعملوا الحيلة في هلاكه ; ومن هذا ومن فعلهمبيوسفيدل على أنهم كانوا غير أنبياء في ذلك الوقت ، ووقع في كتاب الطبري لابن زيدأنهم كانوا أنبياء ، وهذا يرده القطع بعصمة الأنبياء عن الحسد الدنيوي ، وعن عقوق الآباء ، وتعريض مؤمن للهلاك ، والتآمر في قتله ، ولا التفات لقول من قال إنهم كانوا أنبياء ، ولا يستحيل في العقل زلة نبي ، إلا أن هذه الزلة قد جمعت أنواعا من الكبائر، وقد أجمع المسلمون على عصمتهم منها ، وإنما اختلفوا في الصغائرعلى ما تقدم ويأتي .



التاسعة : روى البخاري عنأبي هريرةقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول) : لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة)وهذا الحديث بظاهره يدل على أن الرؤيا بشرى على الإطلاق وليس كذلك ; فإن الرؤيا الصادقة قد تكون منذرة من قبل الله - تعالى- لا تسر رائيها ، وإنما يريها الله تعالى المؤمن رفقا به ورحمة ، ليستعد لنزول البلاء قبل وقوعه ; فإنأدرك تأولها بنفسه ، وإلا سأل عنها من له أهلية ذلك . وقد رأى الشافعي- رضي الله عنه - وهوبمصررؤيا لأحمد بن حنبل تدل على محنته فكتب إليه بذلك ليستعد لذلك ، وقد تقدم في في تفسير قوله تعالى): لهم البشرى في الحياة الدنيا( 64 :أنها الرؤيا الصالحة . وهذا وحديث البخاري مخرجه على الأغلب ، والله أعلم .


الحادية عشرة : روى البخاري عن أبي سلمةقال : لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعتأبا قتادةيقول : وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:(الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها وليتفل ثلاث مرات ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره) قال علماؤنا : فجعل الله الاستعاذة منها مما يرفع أذاها ; ألا ترى قول أبي قتادة: إني كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل ، فلما سمعت بهذا الحديث كنت لا أعدها شيئا . وزادمسلم من روايةجابرعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه.)وفي حديث أبي هريرةعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إذا رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل.) قال علماؤنا : وهذا كله ليس بمتعارض ; وإنما هذا الأمر بالتحول ، والصلاة زيادة ، فعلى الرائي أن يفعلالجميع ، والقيام إلى الصلاة يشمل الجميع ; لأنه إذا صلى تضمن فعله للصلاة جميع تلك الأمور ; لأنه إذا قام إلى الصلاة تحول عن جنبه ، وإذا تمضمض تفل وبصق ، وإذا قام إلى الصلاة تعوذ ودعا وتضرع لله تعالى في أن يكفيه شرها في حال هي أقرب الأحوال إلى الإجابة ; وذلك السحر من الليل. ( انتهى بتصرف )


وقد تحققت رؤيا يوسف بعد عشرات السنين , فسجد له أبويه وأخوته , وفي هذا دليل على أن الرؤيا قد تقع ولو وبعد سنين كثيرة ..



سابعا ً :- بعض الوقفات من بعض الأحاديث الواردة في الصحيحين في باب الرؤيا :

عن أبا قتادةعن النبي صلى الله عليه وسلم قال(الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان) رواه البخاري

قال في الفتح :-( الرؤيا من الله) أي مطلقا ، وإن قيدت في الحديث بالصالحة فهو بالنسبة إلى ما لا دخول للشيطان فيه ، وأما ما له فيه دخل فنسبت إليه نسبة مجازية ، مع أن الكل بالنسبة إلى الخلق والتقدير من قبل الله ، وإضافة الرؤيا إلى الله للتشريف. .وظاهر قوله : الرؤيا من الله والحلم من الشيطان أن التي تضاف إلى الله لا يقال لها حلم والتي تضاف للشيطان لا يقال لها رؤيا وهو تصرف شرعي ، وإلا فكل يسمى رؤيا .
قال المهلب: سمى الشارع الرؤيا الخالصة من الأضغاث صالحة وصادقة وأضافها إلى الله ، وسمى الأضغاث حلما وأضافها إلى الشيطان ؛ إذ كانت مخلوقة على شاكلته فأعلم الناس بكيده وأرشدهمإلى دفعه لئلا يبلغوه أربه في تحزينهم والتهويل عليهم ، وقال أبو عبد الملك : أضيفت إلى الشيطان لكونها على هواه ومراده .
وقالابن الباقلاني يخلق الله الرؤيا الصالحة بحضرة الملك ويخلق الرؤيا التي تقابلها بحضرة الشيطان ، فمن ثم أضيف إليه ، وقيل : أضيفت إليه لأنه الذي يخيل بها ولا حقيقة لها في نفس الأمر.


وعن أبا هريرةقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة.) رواه البخاري
المبشرات جمع مبشرة ، وهي البشرى ، وقد ورد في قوله تعالى ) : لهم البشرى في الحياة الدنيا( "يونس 64"هي الرؤيا الصالحة .
، والمعنى لم يبق بعد النبوة المختصة بي إلا المبشرات ، ثم فسرها بالرؤيا ، وصرح به في حديث عائشةعندأحمدبلفظ : " لم يبق بعدي " ، وقد جاء في حديث ابن عباس أنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك في مرض موته ، أخرجه مسلم وأبو داودوالنسائي من طريق إبراهيم بن عبد الله بن معبدعن أبيه عن ابن عباس" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كشف الستارة ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكرفقال : يا أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" الحديث .



وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعلومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ) رواه البخاري .
قال في الفتح :-
( من تحلم)أي من تكلف الحلم .
، والمراد بالتكلف نوع من التعذيب .
وأما الكذب على المنام فقالالطبري: إنما اشتد فيه الوعيد من أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه ؛ إذ قد تكون شهادة في قتل أو حدأو أخذ مال ؛ لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره ، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين لقوله تعالى" : ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم"هود :18" الآية ، وإنما كان الكذب في المنام كذبا على الله لحديث" الرؤيا جزء من النبوة" وما كان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى انتهى ملخصا. وقالابن أبي جمرةإنما سماه حلما ولم يسمه رؤيا لأنه ادعى أنه رأى ولم ير شيئا فكان كاذبا والكذب إنما هو من الشيطان ، وقد قال : إنالحلم من الشيطانكما مضى في حديثبي قتادة ،وما كان من الشيطان فهو غير حق فصدق بعض الحديث بعضا
قال : ومعنى العقد بين الشعيرتين أن يفتل إحداهما بالأخرى ، وهو مما لا يمكن عادة .


وعن أبي هريرةعن النبي صلى الله عليه وسلم قال) إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا.... ) الحديث , واخرجه مسلم .

قال النووي :
قوله صلى الله عليه وسلم : (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب( قال الخطابي وغيره : قيل : المراد إذا قارب الزمان أن يعتدل ليله ونهاره ، وقيل : المراد إذا قارب القيامة ، والأول أشهر عند أهل غير الرؤيا ، وجاء في حديث ما يؤيد الثاني . والله أعلم .
قوله صلى الله عليه وسلم: (وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا)ظاهره أنه على إطلاقه ، وحكى القاضي عن بعض العلماء أن هذا يكون في آخر الزمان عند انقطاع العلم وموت العلماء والصالحين ومن يستضاء بقولهوعمله ، فجعله الله تعالى جابرا وعوضا ومنبها لهم ، والأول أظهر ؛ لأن غير الصادق في حديثه يتطرق الخلل إلى رؤياه وحكايته إياها .


إلى غير ذلك من الأحاديث النبوية العظيمة في هذا الباب ..

من أرادت الإستفادة فلترجع لكتب التفسير وشرح الصحيحين , وغيرها من الكتب النافعة ككتاب الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين , للشيخ سهل العتيبي ...

أسأل الله أن أكون وفقت لتسليط الضوء وتوجيه المجهر لقضية باتت تشغل الناس والنساء خاصة , وهي الرؤى والأحلام ..

ويكفي القلادة ما أحاط بالعنق وإلا فالحديث عن هذا يطول ..

كتابة هذا الموضوع اقتبستها من بحث قدمته في الجامعة ..

سائلةً المولى الكريم أن ينفع به كاتبته وقارئته ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...

102
18K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نسمات المحبه
نسمات المحبه
تسلمين
يارب ارزقنا جناتك العليا
بنت العييري
بنت العييري
قال الله تعالى (وسارعو الى جنه عرضها السموات والارض اعدت للمتقين
ومضة خير
ومضة خير
:26:
الخيــزران
الخيــزران
موضوعك رائع تشكرين عليه
وفعلاً كلامك صحيح ألاحظ في حياتي ناس مايهتمون فيها أطلاقاً وناس للأسف العكس حياتهم يبنونها على الأحلام
ومضة خير
ومضة خير
تسلمين يارب ارزقنا جناتك العليا
تسلمين يارب ارزقنا جناتك العليا
يسلمك ربي من كل شر ..

أجاب الله دعواتك وبلغك أملك ..

شاكرة مرورك العطر ..