بالرغم أن حقوق الثورة العربية محفوظة لتونس كونها صاحبة الفضل والسبق , إلا أن المصريين يعتبرون أساتذة هذه الثورة , حيث صنعوها على طريقتهم ووضعوا عليها لمساتهم حتى ظهرت بشكل مثالي وأصبحت ثورتهم أشهر من أهراماتهم في مختلف أرجاء العالم , ولا أدل على ذلك , من صحف العالم التي ظلت طوال ثمانية عشر يوماً تراقب الحدث المصري , وكأنه نيزك ضخم يتجه للأرض .
وليس من المستغرب , أن يبارك الأساتذة المصريين جهود طلابهم في سائر الوطن العربي لصنع ثورة عربية أخرى ونلاحظ ذلك عبر دعمهم المطلق للثورة في ليبيا وفي اليمن وفي غيرهما .
لكن ما هو موقف الأساتذة من الثورة المزمع قيامها في السعودية ؟
هل هم معها قلباً وقالبا؟
هل يدعون إليها ؟
هل يباركونها ؟
هل يدعمونها ؟
هل وهل ؟
جميع الأسئلة السابقة , وجدت محصلة إجاباتها بكلمة “لااااااااااا”
من خلال ردود أفعال المصريين العاملين حولنا , أو من خلال مواقعهم التي ينطلقون منها في فضاء الإنترنت , والتي انطلقوا في ثورتهم منها.
لكن لماذا رفض الثورة في السعودية ؟ أليست السعودية وطناً عربياً كمصر ؟ أليس الهم العربي مشترك ؟ ألسنا جسداً واحداً أصيب بأنفلونزا الثورة ؟ حيث عطست تونس وكحت مصر واحمرت عينا ليبيا , وأصاب الصداع والحمى البقية ؟
مبررات هذا الرفض , استقيتها كعينة , من موقعين مشهورين .
الأول : موقع مصراوي , وهو موقع إخباري منوع , يهتم بالشأن المصري بشكل كلي , ولهذا الموقع شعبية لدى الشارع المصري وهو لا يمثل بشكل خاص أي فئة نخبوية بل يمثل الرجل المصري العادي البسيط .
الثاني : موقع حزب الوفد , وهو موقع حزب سياسي أصيل , ويعد حزب الوفد من أقدم الأحزاب السياسية المصرية وهو يمثل فئة السياسيين والمثقفين .
وبمقارنة مبررات المصريين سواء من الشارع المصري والذي يمثله موقع مصراوي , أو من موقع حزب الوفد والذي يمثل التيار السياسي , نجد تطابقا في المبررات حول رفض الثورة في السعودية , وهذا يمثل رأي أطياف الشعب المصري بمختلف ألوانه لقيام أي ثورة في السعودية على غرار ثورتهم في مصر .
وإليكم ما وجدته في موقع مصراوي من ردود تتحدث عن توقعات صحيفة الجارديان و الإنتدبنتت البريطانية عن حدوث ثورة في السعودية .
مصري يشيد بجهود السعودية في خدمة الحجاج ويتمنى لها كل خير.
وهذا مصري آخر , يحذر من فوضى مخططة في السعودية ويدعو إلى الإصلاح عن طريق محاورة المشايخ والعلماء للحكام .
وهذا مصري يصف السعودية بأرض القرآن ويدعو لملك السعودية وللمملكة ويصفها بمملكة الإنسانية .
ومصري يذكر أن السعودية حاميها الله ويدعو لمصر بالحماية فيكفي السعودية أن تحكم بشرع الله وحده .
وهذا مصري كتب تعليق مطول عنونه بكلمة حق , ونقل ما شاهده وما سمعه من خلال تواجده بالسعودية .
ومصري يصف حياته بالسعودية بأجمل الأيام , ويذكر بعض المشاكل التي لا تستحق أن يصنع بها ثورة .
ومصري معمر في السعودية منذ عشرين عاماً , ينقل الواقع كما هو .
وأربع تعليقات عفوية ,مع قشعريرة سرت في جسدي من التعليق الأخير .
ام عفراء @am_aafraaa_1
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام عفراء
•
ومصري يصرخ هذه بلد الرسول صلى الله عليه وسلم , ويلعن الفيسبوك أن كان سوف يسبب ثورة فيها .
ومصري يتكلم بمنطقية ويقول أن هدف الثورات هي قيام الحرية , والشريعة الإسلامية تكفل الحريات , وما دام أن الدولة تطبق الشريعة الإسلامية , فلماذا الثورة ؟
وهذه نصيحة غالية من مصري موجهه للشباب السعودي .
وهذا مصري آخر يعنون تعليقه باستقرار السعودية هو استقرار لمصر .
ومصري يحلف السعوديين ويرجوهم إلا ينساقوا خلف هذه الفتنة .
ومصري مقيم في السعودية يقول رأيه بكل صراحة .
ومصري فدائي مستعد أن يكون فداء للملك عبد الله .
وهناك الكثير من التعليقات المنصبة في خانة الرفض لمبدأ الثورة في السعودية سواء في الموقعين السابقين أو في مواقع أخرى .
أخواني , أن كان من صنع الثورة يخاف على بلادنا منها , أفلا يكون الأجدر بنا ونحن أبناء هذا الوطن أن نكون أخوف ؟
أساتذة الثورة , لا يرون قيامها لدينا ويرفضونها رفضاً قطعياً , فهل نأتي نحن وننسخها لدينا لمجرد التقليد فقط .
إلى ماذا نتطلع ؟ إلى إصلاحات !
الإصلاحات بدأها الملك عبد الله من حين استلامه زمام الحكم قبل الثورات بكثير, ولعل الجميع يذكر صور صقر العروبة وهي معلقة على خلفيات السيارات وفي كل مكان , حباً لهذا الملك , ولمقدمه الميمون .
كيف نقطع درب الإصلاحات بعدما قطعنا أشواطاً ؟ ونعود للصفر ولا ننطلق منه !!! وإن شئتم فأنظروا إلى تسريبات ويكيليكس وتقاريرها التي تتحدث عن موقف الملك عبد الله من الفساد ومسيرته الإصلاحية .
ألا ترون العراق بعد ثمان سنوات من الغزو , لا زال يراوح محله بل تقهقهر على جميع المستويات , رغم ثروة العراق الهائلة , التي ضاعت بين الأحزاب المتصارعة على السلطة , هل نريد لنفسنا أن نتشتت بين أحزاب يأتي غالب أصحابها من الخارج ؟
كذلك لا نستطيع أن نحكم بعد على نتائج ثورة مصر وتونس الآن , فما زال الوضع غامض .
فكيف نعلق مصير بلادنا بين خياران أحدهما مرعب كالعراق والثاني مجهول كمصر وتونس ؟
الإصلاح آتي إن شاء الله وسيكون من خلال الدولة شيئاً فشيئاً إن لم يكن قناعة منها , فهو مراعاة للظروف الراهنة , أما إن استعجلنا المخاض وأردنا الإصلاح يلد قبل وقته , فسيلد خديجاً وما يلبث أن يموت نتيجة عدم قوته أمام التحديات , وساعتها إن عمت الفوضى فلا يقل الثوار عن أنفسهم ثوار , بل ثيران !!
الصفحة الأخيرة
وإليكم الردود على الموضوع :
هذا مصري يقول بالعربي ” إلا السعودية ” .
ومصري آخر يتساءل باستغراب : يعملوا مظاهرة ليه ؟
ومصري يمتدح ملك الإنسانية وينبه المصريين أن كان لهم الحق أن يفتخروا بمشروع عظيم كالسد العالي , فا في السعودية العشرات من المشاريع العملاقة
وآخر يقول غاضباً العملية ليست تقليد ؟ ثم يمتدح النظام السعودي .
ومصري يذكر أن الملوك والحكام لا يساوون شيئاً مع الملك عبد الله , فكيف يثور شعبه عليه ؟
ومصري يتوسل للسعوديين إلا يخربوا بلدهم التي وصفها بأنها من أفضل البلاد .
ومصري يقول ألم تجدوا غير السعودية لتثورا فيها ؟