بسم الله الرحمن الرحيم
-
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
-
إن من عدل ورحمة الله بالعباد إنه جعل لكل إنسان منا بصمة خاصة تميزه وترفعه إلى قمة من القمم بشرط أن يكتشفها ويحسن رعايتها وتوظيفها ، ولكن في الحقيقة الذي يُخفي هذه الميزة ويقوضها هم نحن أنفسنا !! ، ولا عجب .. فعدم معرفتنا بأنفسنا يصيبنا في مقتل ويسبب لنا الهزيمة النفسية التي تحول حياتنا إلى سلسلة من الصدمات والهزات العنيفة التي تذلل كياننا وفي الوقت نفسه تطيح بمعادلة التوازن التي هي محور النجاح في حياتنا .
فتحقيق هذه المعادلة يبدأ من الداخل ... يبدأ من ضبط الإيقاع الداخلي للنفس بمعرفة نفسها والتعرف عليها ، وفتح قنوات الحوار والحديث إلى النفس حديثاً إيجابياً يقوم على تعزيز الصفات الإيجابية التي يراها الآخرون فينا وتقويتها، وتفنيد الانطباعات السلبية التي نأخذها منهم أيضاً ،
أحذر جيداً أن تجعل من آراء الآخرين قانوناً يسلط على رقبتك ويهدد مستقبلك ، فكل الآراء والانطباعات التي تتلقيها هي نسبية ولا تعكس الحقيقة بكاملها فسواءً كانت إيجابية أو سلبية فلا تعطها حكماً نهائياً وقداسة لا يجوز التمرد عليها وتخطيها ،
وقد أشار الدكتور / عبد الكريم بكار في احدى محاضراته القيمة إشارة لطيفة في هذا الصدد عندما قال :
( لا تجعل نفسك كمن دخل غرفة مليئة بالمرايا ، المحدبة منها والمقعرة ، فيرى نفسه بأشكال وأحجام مختلفة لا تعكس له حقيقته الثابتة ) بتصرف ،
ولكننا نرى رغم إنه من المهم أن يستأنس الواحد منا بآراء الآخرين في نفسه ولكنه لا يعتبرها الإنسان هي حكماً نهائياً ، فيحكم على نفسه بالنجاح الأبدي ، وهو ما يجعله يتجمد ويتصلب في مكانه بدعوى إنه ناجح ، وربما يصاب بأمراض القلب المزمنة مثل الغرور والكبر .. وربما يسقط بعد ذلك وينتكس انتكاسة كبيرة .. الخ أو يحكم على نفسه حكماً آخر جائراً بأنه فاشل وغير مرغوب فيه ، فيصاب بالإحباط ، فيعطي نفسه شهادة بالدونية والفشل ، ويصعب عليه النهوض إلا بصدمة قد تأتي أو لا تأتي فهي رهن الأحداث والأقدار .
علاوة على ذلك فإن الإنسان كل يوم في ازدياد ونماء وتطور ، فليس هناك وقوف فكل يوم يمر على الواحد فينا يكتسب خبرات جديدة ومهارات جديدة وسلوكيات جديدة فهي تزيد من رصيده الحياتي .
إذا أردت أن تمتلك الثقة الكاملة وتقود نفسك فعليك بعرض نفسك على القرآن الكريم ، واجعل مرجعيتك هي الفضائل الأخلاقية الكلية التي جاء بها الكتاب والسنة ، فتكون بذلك قد وضعت القواعد الصلبة لجميع تصرفاتك وسلوكياتك التي لا يستطيع أحد التعليق أو الاستدراج عليك ،
ثم بعد ذلك اختار لنفسك الصحبة الصالحة التي تعينك على نفسك وتكون مرآة حقيقية لشخصيتك ، وبذلك تصبح على هدى وبصيرة في تقييمك لنفسك وتقييمك لمن حولك .
فشيء وارد أن يكون هناك حقد وحسد وضغينة تريد أن تنال منك ، ومن شخصيتك ، فهذه هي طبيعة البشر ، وقد أشار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى في شطر من الحديث عندما قال : " المؤمن بين خمس شدائد وذكر منها ... مؤمن يحسده ... الحديث " ،
فلا تكترث كثيراً بانطباعات الآخرين إلا في حدود الترقي والتطور والتحسين الدائم . والثقة في النهاية مبعثها ثقة الإنسان بربه ، ضع أقدامك على أرض ثابتة ، واستعن بالله ، واجعل مقصدك في ثقتك في نفسك أن تؤثر في غيرك وأن تنتشل من يعاني من هذا الذي تعاني منه ، واجعلها رسالتك في الحياة ، فما أجمل أن يكون للإنسان رسالة يتجرد فيها من ذاته ، ليحمل الخير والصلاح إلى الآخرين.
آخر نقطة أشير إليها وهي عن الجمال ، والجمال له مقاييسه المعلومة ، فالجمال مهما كان فهو نسبي ناهيك عن أصله إنه جمال الروح والخلق وليس جمال الخلقة التي ما تلبث وأن تندثر وتذبل .
وفقكم الله وأتمنى أن أرى رأي الأخوات لعل الفائدة تكتمل إن شاء الله من خلال تلك هذهِ المقاله التي أعجبتني لتقويم الشخصيه ..
!! برقع جنز زري !!
!! برقع جنز زري !! @brkaa_gnz_zry
مشرفة موقع المرشد ******* www.almorshid.net
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
** شدونه **
كل الشكر لمروركِ وحضوركِ هنا وأسعدني قرائتكِ للسطور التي جد أعجبتني وأحببت نقلها لكم ..
!! برقع جنز زري !!
كل الشكر لمروركِ وحضوركِ هنا وأسعدني قرائتكِ للسطور التي جد أعجبتني وأحببت نقلها لكم ..
!! برقع جنز زري !!
ديووومـه
•
مقال رااااااااااااااااااااااااااااائع وتشكرين على نقله لنا وبارك الله فيك
مواضيعك دوما رائعه
مواضيعك دوما رائعه
** ديووومـه **
كل الشكر لمروركِ أختي الكريمه
والرائع هو الإستفاده من الموضوع وإتقان العمل به
!! برقع جنز زري !!
كل الشكر لمروركِ أختي الكريمه
والرائع هو الإستفاده من الموضوع وإتقان العمل به
!! برقع جنز زري !!
الصفحة الأخيرة
والله لا يحرمنا من جديدك أختي برقع جنزوكلامك كله صحيح تسلمييييييييييييين