بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزاتي هذه المقالة الرااائعة تتحدث عن سر الأسرار في إجابة دعائنا ..
ونظرا لأنني أكتب من الجوال يصعب علي التلوين .. ومن الضروري أن تقرأوها ملونة حتى تتضح الصورة ويتبين لكم السر بجلاء .. لذا فقد نقلت لكم البداية ثم وضعت لكم رابط الموضوع ..
وثمت ملاحظة على الكاتب فقد ذكر أن علينا أن نصلي ركعتين وسماها صلاة الحاجة .. ولكن الصحيح أنه لا بصح حديث في صلاة الحاجة .. يعني لا تثبت هذه التسمية ، لكن من السنة اللجوء للصلاة سواء ركعتين أو أكثر دون أن نسميها بصلاة الحاجة .. أرجو أن يكون كلامي واضحا يارعاكن الله ..
والآن إلى المقالة الماتعة التي تبث الأمل في النفوس ..
سِـرُّ الأسْرَار فِي إجًابَةِ دُعاءِ المُؤمِنِيْنَ والكُفَّارْ
مُقَدِّمَة:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ، فإن الدعاء من أعظم العبادات وأشملها وأعمها فهو من أبلغ صور الخضوع والتذلل والحاجة والاتصال بالخالق جلت قدرته ، وفي هذا المقال أعرض للقارئ الكريم تجربة استقرائية هامة للغاية تستجلي سراً من أهم أسرار الدعاء المستجاب استرشاداً بالقرآن العظيم ، كذلك وبجانب هذا السر المضيء الذي لم يكن خافياً في كتاب الله أبداً فإننا سنتعرف على التركيب البنائي لجمل الدعاء مستأنسين بكتاب الله جل وعلا وصيغ الدعاء المستجاب فيه.
بُنْيَوِيَّةُ الدُّعَاءِ رُكْنُ الإِجَابَةِِ الرَّكِيْن:
إن بناء الدعاء ومحتواه هو جزء هام وركن أساسي في القبول والإجابة بجانب عدد من العوامل الأخرى ، ولو عدنا للسيرة النبوية المطهرة لرأينا كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعجب من دعاء صحابة وأقرَّ ذلك الدعاء فكان جزءاً من صلاتنا المكتوبة ، وفي هذا البحث تتجسد قاعدة التركيب اللغوي للدعاء ونوعية المفردات والأسماء وأسلوب الدعاء كما سنرى.
إن من ندعوه جلت قدرته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فهو رب كل شيء ومليكه ومناجاته تستلزم سنناً خاصة يجيب سبحانه من يأتي بها على وجهها وهذا ما سنراه فيما يلي.
دعاء إبليس والمجرمين والكفار:
من عجائب سر الأسرار وسننه الثابتة أن من أتى به من وجهه أُجيْبَ ولو كان كافراً ، ومن لم يأتِ به بسننه وآدابه رُدَّ ولو كان الداعي مسلماً مؤمِناً بل إن إبليس اللعين أتى به من وجهه فأجاب الله دعوته وآتاه أمنيته كما سنرى ، وبلعام ابن باعوراء أوتي سر اسم الله الأعظم فكان كنزاً عظيماً لم يدرك عظمته وقيمة ما اختصه الله به فآثر الباطل على الحق فخاب وخسر.
ونتبين من ذلك أن الدعاء سنة كونية وليست مختصة بمؤمن وكافر ، بل إن كل مخلوق يدعو وحقيق على الله إجابة دعاءه إن أتى به من وجهه الصحيح ولو كان ملحداً كافراً جاحداً ولننظر لمصداق ذلك من كتاب الله تعالى:
https://rolexyman.wordpress.com/2014/12/28/
طموحي لله ولية ،، @tmohy_llh_oly
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
الفرق في الدعاء بين افتتاحه بقول (ربِّ) والدعاء بقول (اللََهُمَّ)
إن دلالة الدعاء بالاسم الرباني هو من أظهر الأدعية في كتاب الله فنجد أنه تعالى في كتابه إذا دُعي لتحقيق طلب فإن الدعاء بتضمن أيضاً اسمه الموافق المحقق لتلك الصفة المطلقة فإن دعي بالرزق ختم الدعاء بأسماء ذات دلالة على الرزق والكرم (الرزاق الكريم) وعلى سبيل المثال إذا طلب من ربنا جلت قدرته التوبة والمغفرة فتجد الآية ختمت الدعوة بالتأكيد على صفتي التوبة والرحمة مثلا فيقول تعالى:
{ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
وهذا يقودنا لدلالة هامة مؤيدة لمحصلة هذا البحث وهي أن الدعاء بالاسم المناسب لحال الداعي وطلبه أقرب في الإجابة وأصح في الإتيان.
فنقول بناءً على ذلك بأن اسم الجلالة “الله” متعلق بألوهيته واستحقاقه بالعبادة دون سواه وتفرده بالصفات الأزلية المطلقة فهذا الاسم العظيم هو مناط التنزيه والتسبيح والتعظيم والتمجيد أكثر من كونه مناط الدعاء والطلب ، واسمه تعالى (الربّْ) مناط الربوبية والعناية بخلقه ورعايتهم بالرزق والشفاء والحفظ والمغفرة ، وعليه فإن الدعاء بالربوبية إنما يكون لسؤال قضاء الحوائج ، والدعاء بالإلوهية إنما يكون للتنزيه والتمجيد والتعظيم ، مصداق ذلك في كتاب الله تعالى إذ مرت بنا في هذا البحث آيات الدعاء بالربوبية متعلقة بحاجة المخلوق بينما سنرى كيف أن الدعاء بإلوهيته تعالى إنما وردت على سبيل التنزيه والتعظيم والتمجيد ولم ترد للطلب :
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
فلم تتضمن الآية سؤال الله بأن يحقق أمراً بل تضمنت تمجيده سبحانه وبيان مطلق قدرته وحكمه وسعة ملكه ، ويؤمر المؤمن بقول مضمون هذه الآية على سبيل تمجيد الله وتعظيمه لاستذكار مطلق قدرته جل جلاله.
{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
وهذا سياق دعاء أهل الجنة ، فلا شك أن الجنة دار جزاء وليست دار تكليف ، وحاجات أهل الجنة متحققة بدون دعاء ولهذا جعلها لأهلها ولا يلزم أهل الجنة دعاء الله لتحقيق مرادهم بل أن تمنيهم لما يشاؤون كافٍ لتحققه ، ويبقى التسبيح والتنزيه الحمد لله جل جلاله ، فيبين لنا تعالت ذاته أنهم لم يعودوا بحاجة للدعاء بالربوبية لتحقيق مرادهم في الجنة فكان دعائهم كله تنزيه وتمجيد وحمد.
{ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }
ولو اطلعنا على السياق لرأينا كيف أنه لبيان قدرة الله وعلوه سبحانه ، وهذه الآية لم تتضمن دعاء لله جل جلاله بل الجلي فيها أن الدعاء بالإلوهية أتت في سبيل تنزيه الله وبيان مطلق قدرته وحكمه وعلمه بالغيب والشهادة.
{ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }
وهذا قول كفار قريش ولم تكن هذه الدعوى تتضمن مقتضى الربوبية والرعاية والحفظ كان الدعاء بالإلوهية غير متحقق فلم يمطر الله عليهم حجارة ولم يأتيهم بعذاب وهذا من أظهر الدلائل على عدم تحقق الدعاء بالإلوهية.
{ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }
وهنا إذ تضمن الدعاء الألوهية في سبيل التعظيم فقد كان الدعاء بالنداء (ربَّنا) في سبيل الطلب ولذلك حقق الله دعاء عبده عيسى عليه السلام وحقق المعجزة بقدرته المطلقة .
وبالتالي فإن الله تعالى لم يترك في كتابه أمراً إلا بيَّنه لعباده ومنه الدعاء وصيغته الذي لم يذكر في كتاب الله سرداً وإخباراً فقط بل ليستن المؤمن به ويدعو باركانه ليتحقق طلبه ويجاب إلى حاجته.