:time::27:
صبرا أيها المبتلى فإنك فإنك في نعمة ...
إن مقومات سعادة المسلم أنه إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر ، ولا يخلو له مقام لحظة في هذه الدنيا إلا وهو في نعمة تستوجب الشكر أو بلية تستوجب الصبر أو ذنب يستوجب التوبة ، وقد يغفل البعض منا عن حقيقة مهمة وهي أن النعم ابتلاءات كما أن الابتلاءات نعم ، وما أجمل قول شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول رحمه الله تعالى " رب مصيبة تقبل بها على الله خير لك من نعمة تنسيك ذكر الله " ، ورب خير كامن في شر ظاهر لا تدركه عقولنا اقتضته رحمة الله جل وعلا وحكمته ..
فها هو الموت .. فرصة حياة للآخرين !
والنوم .. موت يحيي به الله جل وعلا خلايا أجسادنا !
والمرض .. هدم لبنائها من جديد !
ومصائب الدنيا .. أعظم كفارات الذنوب !
الخ ما شئت ذكره من هذه .. النعم !
قال سفيان الثوري رحمه الله " ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة " لذا كان أنبياء الله يفرحون بالبلاء كما يفرح أحدنا بالرخاء كما أخبر عنهم صلى الله عليه وسلم .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى " لو علم العبد أن نعمة الله عليه في البلاء ليست بدون نعمة الله عليه في العافية لشغل قلبه بشكره ولسانه بذكره "
فلا يضيقن صدر مبتلى ببلائه فإن حلاوة نتائجه تنسيه مرارة تجرعه .. والأيام دول .. وإن من أعظم العبادة انتظار الفرج .. فإلى كل مبتلى مصاب .. صبرا ..
فإن الصبر مغبته حميده .. وعاقبته سعيدة .. وصدق من قال :
يضيق صدري بغم عند حادثة
وربما خير لي في الغم أحيانا
ورب يوم يكون الغم أوله
وعند آخره روحا وريحانا
ما ضقت ذرعا بغم عند نائبة
إلا ولي فرج قد حل أو حانا
أسأل الله أن يفرج لكم كل هم ، وأن يسعدكم في الدنيا والآخرة
عطور طيبة @aator_tyb
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ورده الجوري
•
جزاك الله خير..غاليتي..
الصفحة الأخيرة