أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع ؟
قال ( لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عز وجل ) .
فذكر الله عز وجل هي علامة لمحبة العبد لربه وشوقه إلى لقائه
وقد كان بعض السلف يقول في مناجاته :
إذا سئم البطالون من بطالتهم فلن يسأم محبوك من مناجاتك وذكرك.
ولنا في ذلك قدوتنا وحبيبنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد قالت
عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل
أحيانه .
والمعنى : في حال قيامه ومشيه وقعوده واضطجاعه ، وسواءً كان على
طهارة أو على حدث .
وأبو هريرة : كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به .
وخالد بن معدان : يسبح كل يوم أربعين ألف تسبيحه سوى ما يقرأ من
القرآن فلما مات وضعه على سريره ليغسل ، فجعل يشير بأصبعه يحركها
بالتسبيح .
و عمير بن هانئ : قيل له : ما نرى لسانك يفتر فكم تسبح كل يوم ؟
قال : مئة ألف تسبيحه ، إلا أن تخطئ الأصابع ، يعني أنه يعد ذلك
بأصابعه .
وعبد العزيز بن أبي رواد يقول : كانت عندنا امرأة بمكة تسبح كل يوم اثنى
عشر ألف تسبيحه ،
فماتت ، فلما بلغت القبر ، اختلست من بين أيدي الرجال .
وهذا الحسن البصري : كان كثيرًا ما يقول إذا لم يحدث ولم يكن له شغل :
العظيم ، فذكر ذلك لبعض أهل مكة ، فقالوا : إن صاحبكم لفقيه
، ما قالها احد سبع مرات إلا بني له بيت في الجنة .
والمغيرة بن حكيم الصنعاني : إذا هدأت العيون ، نزل البحر وقام في الماء
يذكر الله مع دواب البحر .
نام أحدهم عند إبراهيم بن أدهم قال : فكنت كلما استيقظت من الليل ،
وجدته يذكر الله ،
فأغتم ثم أعزي نفسي بهذه الآية (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) .
المحب لأسم محبوبه لا يغيب عن قلبه فلو كلف أن ينسى تذكره لما قدر ،
ولو كلف أن يكف عن ذكره بلسانه لما صبر .
كيف ينسى المُحبُّ ذكر حبيبٍ اسمـــــهُ في فُؤادهِ مكتوبُ
كان بلال كلما عذبه المشركون في الرمضاء على التوحيد
يقول :أحد أحد ، فإذا قالوا له : قل اللات و العزى ، قال : لا أصنعه .
يُرادُ من القلب نسيانُكُمْ وتأبى الطِّباعُ علـــى النَّاقِل
م و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
*×* المصدر : من كتاب ( جامع العلوم والحكم ) لابن رجب الحنبلي *×*
النوري25 @alnory25
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الريم100%
•
اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
الصفحة الأخيرة